الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 13 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 13 بسم الله الرحمن الرحيم طموحات كيان يهود التوسعية بين الواقع والتحديات إن الذي أنشأ كيان يهود ورعاه هو بريطانيا وفرنسا وأمريكا؛ ليكون رأس حربة موجهة لقلب البلاد الإسلامية وخنجرا مسموما في قلب الأمة الإسلامية محدثا جرحا نازفا، وأرادوا له أن يبقى ينزف ولا يندمل فأمدوا هذا الكيان بكل سبل الحياة، وتعتبره الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، شريكا استراتيجيا في المنطقة. إن إنشاء كيان يهود وسيلة لضمان استمرار النفوذ الغربي في المنطقة بعد انتهاء الاستعمار التقليدي واستبدال استعمار جديد به وبشكل جديد، فوجود كيان سياسي قوي، مدعوم غربيا، في قلب البلاد الإسلامية يحقق أهدافا استراتيجية، مثل السيطرة على الموارد والطاقة (النفط)، وضمان تفوق الغرب عسكريا وسياسيا في المنطقة وإضعاف الوحدة الإسلامية والحيلولة دون إقامة الخلافة. والدعم الغربي لكيان يهود لم يقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية، بل شمل دعما اقتصاديا وتقنيا هائلا، وهناك دور ديني للإنجيليين بدعمه في الغرب، خصوصا في الولايات المتحدة. حيث يؤمن العديد من الإنجيليين بأن دعم الكيان يعجل بعودة المخلّص وفقا لمعتقداتهم الدينية. هذا الدعم لا يتوقف عند السياسة، بل يمتد إلى تمويل المشاريع، بما في ذلك المستوطنات في الضفة الغربية. وهذا الدعم يستخدم لتبرير سياسات الاحتلال والاستيطان ما يعمق معاناة الفلسطينيين ويزيد من تعقيد الصراع. والغريب في هذا الأمر أن هذه النظرة الدينية تعزز سياسات تقوم على الظلم والتسلط، حيث يبرر توسع يهود في الضفة والاعتداء على حقوق الفلسطينيين كجزء من "خطة إلهية" حسب زعمهم، وهذا الدعم العقدي يجعل كيان يهود في موقف أقوى دوليا، لكنه يزيد من تعقيد القضية الفلسطينية ويعمق معاناة الفلسطينيين والشعوب العربية المحيطة. ومنذ تأسيس كيان يهود عام 1948، ارتبطت سياساته وطموحاته الجغرافية بمفاهيم تاريخية ودينية توراتية عنده تشير إلى الرغبة في التوسع على حساب جيرانه. هذه الطموحات تتجلى في بعض الخطابات السياسية التي تروج لفكرة "إسرائيل الكبرى" التي تشمل أراضي من مصر والسعودية ولبنان وسوريا، بل وحتى العراق والأردن. ومع ذلك، يبقى تحقيق هذه الرؤية تحديا كبيرا، بل إنه شبه مستحيل، في ظل الواقع الديموغرافي والسياسي للمنطقة، فإن هذه الأفكار تصطدم بواقع صعب فعلى الرغم من القوة العسكرية والتكنولوجية التي تتمتع بها دولة يهود، إلا أن عدد سكانها، الذي يقدر بحوالي عشرة ملايين نسمة، يمثل عائقا كبيرا أمام أية محاولات للتوسع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل الدول العربية المحيطة. وهنالك تحديات كبيرة بالرغم من الدعم الكبير لهذا الكيان من كل دول الغرب وعملائهم في الدول العربية، وهذه التحديات داخلية وخارجية؛ أما الداخلية فهي مستمرة منذ سنوات طويلة منذ بداية الانتداب البريطاني وإلى يومنا هذا والصراع دموي وعنيف لا يكاد يتوقف. ورغم صغر مساحة فلسطين لكن ارتباط أهلها والمسلمين عقائديا بها ووجود المسجد الأقصى ومكانته في عقيدة المسلمين، شكلت مصدرا دائما للصراعات والمقاومة. والتحديات الخارجية تتمثل في عدم قدرته على التوسع للعجز الديموغرافي والاقتصادي، وهذا الواقع يطرح تساؤلات حول قدرة كيان يهود على إدارة أراض أوسع أو السيطرة على سكانها إذا قرر التوسع. إضافة إلى ذلك، فإن الدول المحيطة به، مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان، تضم ملايين السكان، ما يجعل أي محاولة للتوسع مستحيلة من الناحية العملية، فكيان يهود رغم قوته العسكرية، لا يمتلك الموارد البشرية أو الاقتصادية اللازمة للسيطرة على هذه المناطق عسكريا والتمدد في هذه المساحات الشاسعة. فهذه المساحات أكبر بكثير من قدراته، ولكنه يستطيع أن يهيمن على شعوب المنطقة ومقدراتها من خلال حكامها، لذلك كان يبني نفسه على أنه أقوى قوة رادعة في المنطقة بمساعدة أمريكا وجل دول الغرب. في المقابل، يبدو أن أمريكا قد لعبت دورا رئيسيا في تحجيم كيان يهود جغرافيا لمعرفتها بصغره من حيث العدد والإمكانيات الديموغرافية بدءا من اتفاقية كامب ديفيد مع مصر عام 1979، مرورا باتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994، وحتى المحاولات الحالية لترسيم الحدود مع لبنان وسوريا، تسعى أمريكا لتحقيق استقرار نسبي في المنطقة عبر تقليص النزاعات الإقليمية. ورغم وجود طموحات توسعية لدى بعض الأطراف في كيان يهود، فإن تحقيق هذه الطموحات يبدو مستحيلا في ظل التحديات الواقعية الديموغرافية، والمقاومة، والضغوط الدولية، وكلها عوامل تجعل هذه الطموحات مجرد أفكار نظرية أكثر من كونها خططا قابلة للتنفيذ. ومع ذلك، يبقى الدعم الغربي، سواء أكان سياسيا أو دينيا، عنصرا أساسيا في استمرار كيان يهود كقوة إقليمية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. إن الولايات المتحدة كانت دائما تلعب دورا معقدا في الصراع بين أهل فلسطين ويهود. في بعض الفترات، خاصة خلال تسعينات القرن الماضي، أظهرت دعما لفكرة إقامة حكم ذاتي فلسطيني أو حتى نواة لدولة فلسطينية، كما ظهر في اتفاقيات أوسلو (1993) وهذه الاتفاقيات منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن من المهم أن نفهم أن هذا الدعم لم يكن دائما نابعا من رغبة صادقة في تحجيم كيان يهود داخل الأراضي الفلسطينية أو تقليل قوته، بل كان مرتبطا بمصالح أمريكية أوسع في المنطقة، مثل استقرار الشرق الأوسط، وتحسين العلاقات مع الدول العربية، ومواجهة التحديات الإقليمية. في الوقت نفسه، فإن أمريكا لم تكن جادة تماما في الضغط على كيان يهود للالتزام بحل الدولتين أو وقف الاستيطان، وكذلك النظام الدولي، وهم يدركون أن أي توسع لكيان يهود سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وهم يعملون على تحجيم طموحاته التوسعية من خلال اتفاقيات سلام تجارية واقتصادية وتكنولوجية وليس جغرافيا خارج حدود فلسطين. وفي الختام أقول إن أمريكا والغرب كله ليس قدرا لا يُغلب ولا يقهر، فإرادة الله فوق كل شيء، وإن أحوالنا ستتغير بتوفيق الله وتأييده، ولن يدوم هذا الحال ما دام العاملون المخلصون يصلون الليل بالنهار لإقامة هذا الدين من جديد باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام وبالثقة بالله العزيز الجبار قاهر الجبابرة وناصر أوليائه. وسيهزم الجمع ويولون الدبر، فأحوالنا ليس لها من دون الله كاشفة، فكيدوا أيها الكافرون وامكروا كيف شئتم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد نزال (أبو أسامة) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 14 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 14 بسم الله الرحمن الرحيم الشام والمكيدة الكبرى إدارة دمشق ورئيسها أحمد الشرع مجرد أدوات في ثورة مضادة ناعمة! هي الشام وثقلها الحضاري والجيوستراتيجي، عمقها الحضاري الإسلامي المشع وخطورة مكانتها الجيوستراتيجية في قلب البلاد الإسلامية، يجعل المعادلة الشامية بالغة الحساسية والخطورة، فقد كانت الشام ساحة الصراع الحضاري مع الغرب على مر تاريخ الإسلام، هي الشام وملحمة مؤتة وعظيم تبوك وفتح اليرموك ثم حروبها الصليبية وأمجاد حطين، فحملاتها الاستعمارية وزراعة كيان المغضوب عليهم على أرضها المباركة. فالحديث عن الشام هو حديث عن مركز الصراع الحضاري مع الغرب عبر التاريخ، وقد مثلت ثورة الشام معركة عصرنا في ذلك الصراع، فلما بلغت نضجها الحضاري بوعيها الإسلامي قوبلت بحرب صليبية شرسة وبوحشية منقطعة النظير، استحضر فيها الغرب كل حقده الصليبي الدفين ضد الإسلام وأمته، فاستخدم كل همجيته ووحشيته لإبادة أهلها، وكل كيده ومكره السياسي لاختراق حصون الثورة وإغواء ثوارها ونخاسة ذممهم لحرف بوصلتهم وحرق ثورتهم. فكما حرك الغرب وأمريكا تحديدا صاحبة النفوذ في قضية الشام آلة القتل وسفك دماء أهل الشام، فقد حركوا ماكينة الكيد والمكر السياسي بثوار الشام، وأوكلت أمريكا لأردوغان مهمة التنفيذ الميداني، وذلك الذي كان؛ فقد اخترق حصون الثوار ووظف المال القذر المسموم مغلفا بدعم الثورة لشراء الذمم وصناعة رخيصي خَدَم الاستعمار وأدوات الثورة المضادة، وكان أردوغان واستخباراته معملا وغرفة لإدارة الثورة المضادة بأسلوب ناعم وصناعة أدواتها من ثوارها، وكان مكرا وكيدا شديدا بثورة الشام. فكان من أعمال الثورة المضادة التي قادها أردوغان بادي الأمر عملياته العسكرية ذات الأهداف السياسية القذرة، وكانت ضمن سياسته الفعلية في تنفيذ مخططات أمريكا القاضية بالإبقاء على الشام ضمن دائرة نفوذها وتحت سيطرتها. فكانت عملية درع الفرات سنة 2016 وكان هدفها سحب الثوار من المناطق الحيوية للنظام وتحديدا حلب، ثم عملية غصن الزيتون 2018 للتحكم في إدلب التي تم اختيارها عن تدبير ماكر لتصبح حاضنة للثوار، فتغلغل نظام أردوغان في مفاصل الثورة وجسم الفصائل وخاصة بعد إنشاء ما سمي بالمناطق الآمنة بموجب اتفاقيات أستانة وسوتشي، وكان نظام أردوغان هو الضامن والمشرف بموجبها، ومعه تعاظم دوره من داخل الثورة والفصائل وغلف بالدعم والمساعدة على الإدارة والخدمات وحفظ الأمن، فقام بإنشاء إدارات وشرطة محلية وهياكل أمنية وبنيات اقتصادية ومبان تعليمية ومستشفيات ومرافق صحية، كما حرك جمعيات (المجتمع المدني) في تركيا لإنجاح عملية الاختراق والتغلغل في جسم الثورة عبر مشاريع غلفت بالإغاثة والصحة والخدمات والأمن، كما ساهم في تأسيس الجيش الوطني السوري وأشرف على التدريب والتجهيز، وقام بإنشاء شرطة المدن وكان له الإشراف والتنسيق، ومد خطوط كهرباء عبر تركيا إلى إدلب ما سمح للعديد من الأنظمة في إدلب بالعمل، كما أسس أنظمة اشتراك عبر البنوك، ما أتاح إحياء قطاع المصارف والتحكم في الحركة الاقتصادية، فأصبحت قضايا السياسة والاقتصاد والأمن والعسكرية تحت سيطرته، وحل محل نظام سفاح دمشق في إدارة المناطق المحررة، ومعها أمسك أردوغان بكل خيوط الثورة المضادة. وهكذا لما تحولت إدلب إلى حاضنة للثوار وتضاعفت ساكنتها لتصل إلى 4.1 مليون نسمة، كانت حقيقة واقعها أنها تحت قبضة نظام أردوغان، ثم وجد أردوغان ضالته في هيئة تحرير الشام وقيادتها لكي تنوب عنه في الإدارة المحلية، ونسجت تلك العلاقة السامة الخائنة بين قيادة هيئة الشام وأجهزة نظام أردوغان وخاصة استخباراته، وذلك الذي صرح به وكشف عنه وزير خارجية تركيا حقان فيدان. فأخذت ثورة الشام منعطفا خطيرا فقد صير نظام أردوغان من فصائل الثوار وقادتهم أدوات في الثورة المضادة الناعمة ومن داخل الثورة لتنفيذ مخططات أمريكا في حرق الثورة والإبقاء على الشام في دائرة نفوذ أمريكا وتحت سيطرتها. ونظراً لأن تركيا كانت الدولة الضامنة في إدلب وفقاً لاتفاقيات أستانة وسوتشي فقد كانت الإدارة الفعلية في إدلب لنظام أردوغان، الأمر الذي استجابت له هيئة الشام ووافقت عليه، وكان من مخرجاته مطالبة تركيا الهيئة بتطهير صفوفها من العناصر الأجنبية وضمان مركزية التنظيم، وهو ما استجاب له قائدها، وانخرطت الهيئة بعدها في الثورة المضادة والمشروع الأمريكي للشام تحت إدارة نظام أردوغان. ثم بدأت هيئة الشام بقيادة الجولاني في خرق سفينة الثورة والمكر بأهلها والتنكيل بثوارها، وكان على رأس أهدافها في إدارة ثورتها المضادة أصحاب المشروع الحضاري الإسلامي حزب التحرير، فهو الخطر السياسي والاستراتيجي الحقيقي المعادي والناسف للمشروع الأمريكي، فهو العدو الأول للثورة المضادة والقائد الحقيقي للثورة، فكانت تلك القسوة والشراسة في التعامل مع الحزب وشبابه القابعين حتى اليوم في سجون الجولاني بإدلب، وكانت هذه السياسة ترجمة فعلية للصراع بين مشروع الإسلام بالشام؛ مشروع ثورتها والذي يحمله حزب التحرير، وبين مشروع الاستعمار الأمريكي؛ مشروع الثورة المضادة الذي تديره تركيا عبر وكيلها المحلي هيئة الشام نيابة عن أمريكا، فتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن أردوغان كاشفة وفاضحة "أردوغان رجل ذكي وقوي جداً... مفتاح سوريا في يد تركيا". وعبر عن ذلك كذلك المستشار الإعلامي السابق لأردوغان الإعلامي كمال أوزتورك الذي تولى بعدها مهام المدير العام لوكالة الأناضول للأنباء، بعد زيارته الميدانية لسوريا نهاية 2024 صرح "رأيت في سوريا عقل دولة، هذا العقل ليس أمريكياً، ولا إسرائيلياً، ولا بريطانياً، هذا العقل الذي يحكم الساحة هناك هو تركيا". وفي سنة 2023 بلغ الصراع السياسي ذروته بين مشروع الإسلام الذي يحمله حزب التحرير ومشروع الاستعمار الذي يحمل وِزْرَهُ أردوغان وتابعه الجولاني، انكشف وافتضح معه دورهما، واستعادت الثورة أوجها وتوهجها وصدح الناس بخيانة الجولاني وخيانة النظام التركي للثورة، وتعاظمت الاعتقالات في صفوف شباب حزب التحرير وتعاظمت الاحتجاجات وشملت المدن المحررة، وبات الوضع بالنسبة للجولاني ومن ورائه النظام التركي ومن ورائهم جميعا أمريكا وضعا حرجا مقلقا. فجاءت عملية رد العدوان في 28/11/2024 من تصميم تركيا لإعادة تأهيل الجولاني بعد أن تعالت الأصوات بخيانته للثورة وتعمية على دور النظام التركي المتآمر، وكان سقف العملية حدود حلب، لكن حركة المجاهدين في المناطق غير الخاضعة للجولاني قلبت المعادلة فتعدت حلب إلى حماة وحمص، وبدأ تساقط المدن تباعا، وهنا تسارعت الأحداث ومعها تسارعت المؤامرة في قطع الطريق أمام خلص الثوار، وتم حقيقة فتح طريق دمشق أمام الجولاني وأعلنت بعدها الإدارة والحكومة والرئاسة بعد سقوط بشار الأسد، وفُرض الجولاني على عموم الثائرين، وكان الأمر قد دبر بمكر وكيد شديدين، ثم تقاطرت سيول الوفود الغربية على دمشق واللقاء بالجولاني، ثم زياراته المكثفة لدول الجوار كيانات الاستعمار، وكان هذا من فصول المؤامرة لفرض الجولاني أمرا واقعا وحاكما على أهل الشام ثم بعدها رئيسا، بعد أن تخفف من عمامة الجولاني ولبس بدلة أحمد الشرع للحكم بالنظام الجمهوري تحقيقا لأهداف الثورة المضادة. ثم توالت وتسارعت فصول الثورة المضادة عبر إدارة أحمد الشرع، من الإعلان الدستوري ولجنة فقهائه العلمانيين إلى الدستور العلماني ونظامه الجمهوري وإعلان التزامه بالدولة الوطنية وحدود سايكس بيكو التي استباحها كيان المغضوب عليهم كل يوم وهو في خزي وظيفته الاستعمارية يستنكر ويناشد الغرب المستعمر (المجتمع الدولي) سيرا على سنن حكام الخيانة والعار، وتوالت زياراته لدول الجوار لتأكيد أنه جزء من المنظومة الاستعمارية القائمة بالمنطقة. ثم كانت الاتفاقية الكاشفة الفاضحة لإمساك أمريكا بخيوط الحكم في دمشق، الاتفاقية التي تمت بين أحمد الشرع ومليشيات قسد بإدارة أمريكية مباشرة، فقد كشفت مصادر خاصة للتلفزيون السوري أن الاتفاق جاء بدفع مباشر من أمريكا، وذلك ما صرح به مسؤول أمريكي عن إشراف أمريكا عن الاتفاقية. ثم ذلك الالتصاق الأمني بالنظام التركي ما جعل من أحمد الشرع تابعا لأردوغان في تنفيذ مشاريع الاستعمار الأمريكي في سوريا. إن ما يقع في الشام هي ثورة مضادة ناعمة مكتملة الأركان، كان غزل خيوطها في إدلب وأنشئت حينها للثورة المضادة إدارة، واليوم يتم نسج تلك الخيوط في دمشق بعد أن أصبحت للثورة المضادة دولة، تحت إدارة سمسار أمريكا أردوغان وتابعه الجولاني، فما يتم اليوم هو إعادة الشام لحظيرة الاستعمار؛ كان نظاما جمهوريا وبقي نظاما جمهوريا، كانت دولة وطنية بحدود سايكس بيكو وبقيت كذلك، كانت لها خرقة الاستعمار علماً وبقيت كذلك، كانت دولة وظيفية للاستعمار وبقيت على ذلك، كان الأسد الأب والابن رئيسا عميلا خادما للاستعمار خائنا للإسلام وأمته، وأحمد الشرع اليوم في طور الإعداد والتأهيل لهكذا دور، وتراه يجهد في إرضاء الاستعمار لاستلام المنصب خلفا لسفاح الشام! فأمريكا اليوم تستميت في أن تبقي الشام تحت نفوذها وأردوغان وتابعه أحمد الشرع بدمشق أدواتها لتحقيق ذلك. ولكن بالشام ثلة مؤمنة تحمل ترياق الخلاص مشروع الإسلام العظيم وعظيم دستوره وأنظمته وأحكامه، وأهل الشام المؤمنون الصابرون تواقون لاستئناف حياتهم الإسلامية ومعهم أمتهم، وصناديد المجاهدين الثائرين العقائديين، وما على الله بعزيز أن ينقاد مؤمنو الشام لمشروع إسلامهم وحملته وينصره صناديد المجاهدين الثائرين، فتلتحم الحاضنة والأنصار بحملة مشروع الإسلام العظيم وقادته، فيتنزل أمر الجليل نصرا وتمكينا لعباده المؤمنين المستضعفين ومكرا بالكافرين المجرمين ومعهم خونة المنافقين، فترفع راية الإسلام وتعلو كلمته فتكون بإذن الله خلافة على منهاج النبوة إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل وتطهيرا للشام وأرضها المباركة من رجس الصليبيين وكلابهم من المغضوب عليهم وأذنابهم من الحكام الخائنين. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مناجي محمد اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 15 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 15 بسم الله الرحمن الرحيم إيران وتراجعها عن برنامجها النووي تراجعت إيران عن موقفها المتشدد بشأن برنامجها النووي، بالتزامن مع التهديدات الأمريكية بعملية عسكرية ضدها. حيث قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لن تسعى إلى البحث أو إنتاج أو امتلاك السلاح النووي تحت أي ظرف من الظروف. فبعد مرور عشر سنوات على توقيع الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق عليه عام 2015م - سبع سنوات على انسحاب أمريكا منه بشكل أحادي - فإن الملاحظ أنه لا يوجد حتى الآن أدنى دليل على أن إيران انتهكت هذا الالتزام. وهذا ما أكدته تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، التي اعترفت مؤخرا بهذا الأمر بشكل كامل، كما لوحظ أن التفاعل الدبلوماسي كان هو خيار إيران الوحيد في الماضي، وظل فعالاً حتى الآن، وسيظل مستقبلاً، ما بدا واضحا للجميع أنه لا يوجد شيء اسمه خيار عسكري، ناهيك عن حل عسكري. وقد سبق أن صدرت تصريحات إيرانية مماثلة قبل نحو شهر، تؤكد عدم رغبتها في الحصول على سلاح نووي تحت أي ظرف من الظروف، مع أن كافة التصريحات السابقة كانت أكثر حدة وتطرفاً بهذا الشأن، وذلك أن الملف النووي الإيراني بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية هو جزء مهم من سياسة أمريكا مع إيران، بل ويتداخل مع مسائل أخرى ليصبح ذا أبعاد إقليمية ودولية في الاستراتيجية الأمريكية، لذلك نرى أمريكا منذ توقيع الاتفاق سنة 2015 والتنصل منه سنة 2018 وسياسة مفاوضات العودة إليه كما يحصل اليوم، نراها تتمايل يميناً وشمالاً بخصوصه وفق ما يستجد من معطيات في سياستها. وبالتدقيق في رؤيتها الاستراتيجية للبرنامج النووي الإيراني نجد أن سياستها أقرب إلى إدارة هذا الملف منها إلى حله، كما أن هذه الرؤية لا تنفصل بحال عن استراتيجيتها الإقليمية في المنطقة الإسلامية والدولية. لكن الانقسام الداخلي في أمريكا قد أثر بقوة على البرنامج النووي الإيراني، فقد كانت فترة إدارة ترامب الأولى هي الفترة التي وصل فيها الانقسام الأمريكي حداً خطيراً، فهاجم الرئيس ترامب وقتها سياسة سلفه أوباما بخصوص برنامج إيران النووي، فبالإضافة إلى خروجه من الاتفاق النووي سنة 2018 أعلن عن عقوبات قصوى ضد إيران وفتح المجال لكيان يهود للمزيد من النيل من إيران، ولأنه يتصرف بعنجهية، فقد قام بإذلال إيران حين قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في حرسها الثوري بداية كانون الثاني/يناير 2020، ولأن إدارة ترامب الجمهوري كانت ولا تزال في حالة وئام تام مع كيان يهود بقيادة نتنياهو بعكس إدارة أوباما الديمقراطي، فإن كيان يهود قد أخذ يتمادى في ضرب الأهداف الإيرانية، سواء أكانت أهدافاً نووية مباشرة كتخريب محطة نطنز، أم غير مباشرة كقيامه بسرقة وثائق نووية حساسة من إيران بالإضافة إلى عمليات اغتيال متعددة لعلماء وخبراء نوويين إيرانيين. ورغم قدرة إيران على إنتاج قنابل نووية إلا أنها لم تفعل، فقد ذكر تقرير جديد للاستخبارات الأمريكية نشر في 6 كانون الأول/ديسمبر 2024، أن إيران قادرة على إنتاج أكثر من 12 قنبلة نووية إذا قامت بتخصيب مخزوناتها من اليورانيوم، لكنها لم تتخذ بعد قرارا بصنع مثل هذا السلاح. ووفقا للتقرير نفسه، والذي يقر فيه بقدرتها على إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة بسرعة إذا اختارت ذلك بمخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 و60%، بالإضافة إلى امتلاكها أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة والتي استخدمت بعضها في الهجوم على كيان يهود الغاصب، ولكن مع الأسف فقد أتى رد يهود كما وصفه قائد القوات المسلحة البريطانية توني راداكين، أنه دمر قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية لمدة عام. لقد كانت أمام إيران فرص عدة لامتلاك السلاح النووي ومنها ما صرح به خبراء عسكريون أنه لا يزال هناك احتمال واضح بأن تعلن إيران نفسها قوة نووية بحلول نهاية عام 2024، فيما مستقبل أمريكا السياسي غير مؤكد وسط انتخابات رئاسية متنازع عليها بشدة. فقد ذكرت تصريحات لفوكس نيوز ديجيتال، حيث قال جيمس كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية لمؤسسة هيريتيج "أعتقد أن هذا خيار حقيقي... أعني، إذا كنت مكان الإيرانيين وكان عليّ أن أفعل ذلك، فإني سأفعله الآن لأن الرئيس بايدن لن يفعل شيئا". فجاء رد إدارة بايدن، حيث صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال بالقول: "نحن ملتزمون بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ونحن مستعدون لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية لضمان هذه النتيجة". مع كل ذلك الأخذ والرد في قضية امتلاك إيران للسلاح النووي، فهل يمكن لإيران أن تصبح قوة نووية؟ نعم يمكن أن تكون لو لم تربط سياستها الخارجية بأمريكا، ومن ثم تصبح قوة ذات شأن. لكن ربطها نفسها بسياسة أمريكا لتدور في فلكها يجعلها لا تكون، وهي مستمرة كذلك لأن نخبتها الحاكمة قد استمرأت الارتباط بالسياسة الأمريكية لا تنفك عنها بحال، فبدل أن تتحكم هي بالاتفاق النووي ربطت ذلك بمحادثات فينّا أي بموافقة أمريكا، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي، حسب جريدة إندبندنت عربي في 13/6/2022 "إذا تم إنجاز اتفاق في فينّا، فكل الإجراءات التي اتخذتها إيران قابلة للعودة عنها تقنياً". لذلك فإن تغييراً جوهرياً في إيران أمر مستبعد إلا أن تُحكِّم الإسلام في سياستها الداخلية والخارجية، وتقطع علاقتها بأمريكا قطعاً لا رجعة بعده. نقول هذا ونحن نستبعد حدوثه من الساسة الإيرانيين الحاليين، ولكن ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد الله القاضي – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 16 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 16 بسم الله الرحمن الرحيم مع اقتراب إعلان قيام دولة الخلافة حيوية الأمة الإسلامية بمبدئها وتاريخها الحافل بالوفرة السكانية يؤهلها لصدارة الأمم تلعب مراكز الدراسات الغربية عن الشرق، أي المسلمين، المعروفة بالاستشراق - منذ نشأتها - دوراً رئيسياً في صنع سياسة الدول الغربية، بغية استشراف المستقبل، ورسم الخطط لمواجهة مجرياته. تتضمن أبحاث مراكز الدراسات تلك، الوقوف على أحوال المسلمين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حول العالم، ووضعها تحت المجهر من أجل التأثير فيها لصالح سياسات الدول الغربية. فقد شهد بزوغ الألفية الميلادية الثالثة إجراء مراكز الدراسات والأبحاث استطلاعات عن رغبة المسلمين من عدمها في تطبيق الشريعة الإسلامية مكان الأنظمة الغربية المطبّقة عليهم في بلدانهم، وذهول الغربيين بنتائج تلك الدراسات، برغبة المسلمين الجامحة في إعادة تطبيق نظام الإسلام في حياتهم، في جميع الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية... الخ ما دفع تلك المراكز، إلى إجراء مزيد من الدراسات، لاستيضاح أمر عودة المسلمين على ما كانوا عليه قبل عام 1342هـ-1924م! في مقالنا هذا، سوف نتطرق إلى الحديث عن الجوانب الاجتماعية الإحصائية السكانية المتعلقة بالمسلمين، التي تجريها مراكز الدراسات الغربية، وترتبط هذه الإحصائيات السكانية ارتباطاً وثيقاً بالجوانب السياسية والاقتصادية، ولا يمكن فصلها عنها. مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد، ووضع الحزب الجمهوري الأمريكي، مشروع القرن الأمريكي الجديد، الذي يهدف للسيطرة الأمريكية على خيرات العالم، وإبعاد المنافسين الحاليين "أوروبا والصين"، والمنافس المستقبلي "دولة الخلافة" مع احتفاظ أمريكا بفجوة كافية مع المنافسين، تضمن لها استمرار سيطرتها، قامت مؤسسة الدراسات الأمريكية "راند" بدراسة قامت خلالها بتقسيم المسلمين وتهيئتهم لمواجهة بعضهم بعضاً. ولكن لم تستطع الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال ربع قرن، من إحراز تقدم فيه، ما جعلها تصدر إحصائيات سكانية جديدة، أبرزت خلالها العلمانيين "فاصلي الدين عن الحياة" من أبناء المسلمين، بغية إحداث شروخ وندوب جديدة في الأمة الإسلامية، وكمبادرة لمنعها من اقتعاد دور الريادة، من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. إن الأمة الإسلامية حيوية بطبيعتها، من حيث تبدأ من وجهة نظر المبدأ الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة، بأنها جميعها مخلوقة لخالق خلقها وهو الله تعالى، وجعل لها نظاماً ينبغي أن تسير عليه. والإنسان هو المكلف بالحفاظ عليه، دون سائر المخلوقات، من خلال الحفاظ على الإشباع الصحيح لغريزة حفظ النوع الإنساني لدى رعايا الدولة الإسلامية، وفق النظام الاجتماعي في الإسلام، عن طريق الزواج، وإشاعته وتيسيره. فهو من جهة يشيع الطمأنينة في المجتمع، كما أن تعدد الزوجات يزيد من تعداد السكان ويقلل من مظاهر العنوسة والعزوف عن الزواج، ويمنع الزنا ويحاربه، ويقلل من انتشار الأمراض الجنسية بين أفراد المجتمع. إلى جانب وجود الرعاية الصحية المجانية للجميع. فالنمو والزيادة السكانية المستمرة هي علامة صحة للأمة، والعكس بالعكس تماماً، فانخفاض عدد السكان وتفشي الأمراض بين أفراد المجتمع وتدهور صحتهم علامة من علامات انحطاط الأمم. كما يلعب دخول شعوب جديدة في الإسلام، دوراً إضافياً في ازدياد النمو السكاني بشكل طبيعي، ويرفد الأمة الإسلامية بدماء جديدة، تشارك في ازدهارها. تشهد أعداد المسلمين حول العالم تزايداً، يتزامن مع تزايد أعداد الداخلين في الإسلام، في الوقت الذي يشهد الغرب تراجعاً سكانياً في عمومه، ما يجعل المسلمين يتصدرون التعداد السكاني على الكرة الأرضية. مع وجود برامج الإحصاء وخوارزميات برامج الحواسيب وانتشار برامج مساعدات المنظمات في طول وعرض بلاد المسلمين، إلى جانب مؤتمرات السكان حول العالم، استطاع الغرب أن يحصل على إحصائيات وتقديرات مقاربة لتعداد المسلمين حول العالم. الآن سكان العالم الثالث خمسة أضعاف العالم الأول، أي سكان الغرب، وفي 2050 سيكون عشرة أضعاف. لهذا لجأوا إلى مشروع الاستنساخ، وحضانات حمل الأجنة خارج الأرحام، لكنها لم تُجْدِ نفعاً. إن سكان آسيا الوسطى "أفغانستان، أوزبيكستان، طاجيكستان، قرغيزستان، تركمانستان، كازاخستان" يلامس الآن 180 مليون نسمة. وفي غضون 25 عاماً سيساوون سكان روسيا. وسيساوي سكان تركيا وحدها سكان روسيا، وسيقترب سكان إيران من سكان روسيا. يشير موضوع النمو السكاني في الأمة الإسلامية إلى تزايد عدد المسلمين حول العالم بنسبة 7 أضعاف خلال المائة عام المنصرمة، من 221 مليوناً في عام 1910م، إلى 1.553 مليار عام 2010م، ومن المتوقع أن يزيد عدد المسلمين بين عامي 2015 و2060 إلى 2.8 مليار نسمة. إلى جانب النظرة الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة، التي تنبثق عنها معالجات مشاكل الإنسان، والثروات الطبيعية التي حباها الله للأمة على الأرض، والموقع الجغرافي من حيث مكانته على الكرة الأرضية كتوسطه بين القارات، وامتلاكه السيطرة على خطوط المواصلات البرية للنقل والتجارة، وإطلالة موقعه على البحار والمحيطات، يعد العامل السكاني "الديموغرافي" عاملاً من عوامل قوة الدول، فكل أمة من الأمم لديها عدد سكاني، يبين مع مقارنتها بغيرها من الأمم، لمن الكفة الراجحة في الكثرة، فالتعداد السكاني يبرز قوتها من ضعفها، خصوصاً مع ارتفاع نسبة الشباب فيها، الذين تلقى على عاتقهم القيام بكافة الجهود والأعمال داخل الدولة. ويؤشر التعداد السكاني على أن الدولة لديها ما يكفي من السكان تستطيع توزيعهم على مناحي الحياة الزراعية والبحرية والصناعية والعسكرية... الخ. كما أن معرفة وجود معدلات أعمار السكان، من ذكور، وإناث، شباب، وأطفال، وكهول، يكون قوة أخرى تضاف إلى العامل السكاني. عند نهاية النصف الأول من القرن الثامن عشر كان رعايا الخلافة العثمانية 76.150.000 نسمة، يسكن العاصمة إسطنبول 1.400.000 نسمة، فيما كان تعداد سكان فرنسا 22.653.000 نسمة، يسكن العاصمة باريس 600.000 نسمة، وتعداد سكان بريطانيا 12.985.000 نسمة، يسكن العاصمة لندن 800.000 نسمة، روسيا 15.000.000 نسمة، يسكن موسكو 120.000 نسمة. هولندا 7.950.000 نسمة يسكن أمستردام 200.000 نسمة. البرتغال 6.600.000 نسمة، يسكن لشبونة 250.000 نسمة، الدنمارك 1.760.000 نسمة، السويد 1.800.000 نسمة. إن مجيء منظمة الصحة العالمية المنبثقة عن الأمم المتحدة في 1945م، جعلتها الدول الغربية تركز أعمالها على الوصول إلى كافة الأمم في بقاع العالم المختلفة، ومباشرة برامجها فيها، التي تهدف إلى خفض أعداد سكان تلك الأمم، لعدم كفاية مواردها "بحسب نظرية مالتوس" وفي مقدمة تلك الأمم الأمة الإسلامية التي ترتفع فيها نسبة الشباب لكبار السن، ونسبة المواليد عن نسبة المتوفين، نتيجة خصوبة النساء المرتفعة؛ لإتمام إحكام قبضتها على العالم دون منافس، واستنزاف خيراته وموارده، وتحويل موقعه الاستراتيجي عن أهله لصالحها، وجره وراءها بالحضارة الغربية الفاسدة. وبحسب الإحصائيات السكانية، في عام 2000م فإن جميع الدول الأوربية الـ47 تموت بنسبة مواليد منخفضة، باستثناء ألبانيا المسلمة، بنسبة مواليد مرتفعة. منذ عشرين سنة من الآن حذر عالم السكان من جامعة روما الإيطالي غوليني من أزمة سكانية وشيكة في إيطاليا، نتيجة المجتمع الشائخ قليل الشباب، لأن النساء لم يعدن يخططن للإنجاب، بحسب إحصائية لمجلة نوا دون الشعبية. ويذكر بوكنان في كتابه "موت الغرب" ص28: "وإذا كان الغرب في قبضة "ثقافة الموت" كما يجادل البابا وكما تبين الإحصاءات على ما يبدو، فهل توشك الحضارة الغربية أن تلحق بإمبراطورية لينين إلى النهاية المشينة نفسها؟"، ناهيك عن العافية والتعافي، وانتشار الأمراض، فقد ذكرت صحيفة الثورة الصادرة في صنعاء يوم 16/01/2025م عن دراسة جديدة إلى نتائج صادمة عن تضاعف عدد حالات الخرف في الولايات المتحدة لدى كبار السن، وهو الأمر الذي يرجع بشكل مباشر إلى شيخوخة السكان في أمريكا، وأن اليابان تعاني من نقص السكان، وزيادة الشيخوخة، وفق استطلاع أجرته شركة نيكي للأبحاث، لصالح وكالة رويترز مطلع عام 2025م. وعدد سكان الصين ينخفض للسنة الثالثة على التوالي. لقد جعل الله نظاماً للكون والإنسان والحياة ينظمها جميعاً، ومن نظامه أن أمر الرجال والنساء بلبس الساتر للعورات، وحفظ فروجهم فقال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾، كي يعود على المجتمع بالعفاف، وصيانة له من انتشار الفواحش، وجعل عقوبة مرتكبيها رادعة، حفظا للأنساب، وأمرنا بالزواج، فقال: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ﴾، ونهانا عن العزوف عن الزواج، فقال رسول الله ﷺ «... لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». ويتبع ذلك كثرة الأبناء، بنين وبنات. وكما أمرنا بالعفاف أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتكاثر، ونهانا عن حمل هم الرزق، حيث قال سبحانه: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾، وحصل للمولودين رزقاً من بيت مال المسلمين، منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: «تَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ، وَلَا تَكُونُوا كَرَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى»، وحث المسلمين على تيسير مهور بناتهم، حيث قال رسول الله ﷺ: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً». فالنظام في الإسلام من خالق الكون، بما يحويه من أرزاق، والإنسان الموهوب للحياة من الله، هو القائم على تطبيق النظام، وحياة بقية الكائنات الحية، التي جعلها الله بيده وحده. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 17 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 17 بسم الله الرحمن الرحيم أحداث غزة الأخيرة من زاوية الإسلام الحمد لله الذي جعل الإسلام عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام وجعل التفكير على أساس هذه العقيدة هو النجاة والحياة على أساس ما تفرع عنها وانبثق منها وهو السعادة في الدنيا والآخرة، وجعل الجهاد في سبيله طريقة لحمل هذه العقيدة وحفظها وذروة سنام هذا الدين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. نعيش اليوم لحظة من أشد اللحظات ألماً وأعمقها جراحاً في تاريخ أمة الإسلام، مع ما يجري في غزة من مجازر بشعة وجرائم فظيعة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم بأسره. ولعلنا نسلط الضوء على الأحداث من زاوية الإسلام، وعلى أساس العقيدة الإسلامية، وبفهمٍ دقيقٍ للواقع، واستنباطٍ شرعيٍّ مستنير. سنناقش ما يحدث في غزة من مختلف الزوايا: السياسية، الشرعية، العسكرية، والإنسانية، وسنُبرز دور الأمة الإسلامية، شعوباً وجيوشاً، في التعامل مع هذه القضية، وموقف الأنظمة العربية، ومآل هذه الأمة إن قامت بواجبها الشرعي. فمرحباً بكم، ولنشعل من كلماتنا جذوة الغضب لله، والغيرة على حرماته. غزة، هذه البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كلم مربعاً، تحولت إلى قلعة صمود وإرادة فولاذية، وميدان يُعيد للأمة الإسلامية بوصلتها نحو قضاياها المصيرية. لا تكمن أهمية غزة في موقعها الجغرافي فحسب، بل في رمزيتها كحامية للكرامة والعقيدة، وكشعلة مقاومة ضد أحد أشد أشكال الاستعمار بطشاً. فمنذ عام 2007م، وهي ترزح تحت حصار خانق من البر والبحر والجو، فرضه الاحتلال بمساعدة نظام دولي لا يُبقي لحقوق الإنسان وزناً، وبمشاركة مباشرة أو تواطؤ مخزٍ من بعض الدول العربية، وفي مقدمتها النظام المصري، الذي يتحكم في معبر رفح شريان الحياة الوحيد لغزة، والسلطة الفلسطينية التي مارست دوراً تنسيقياً أمنياً مع الاحتلال رغم كل ما ارتكبه من فظائع. وعلى الرغم من هذا الواقع القاسي، تظل غزة واقفة شامخة، تقاتل باللحم الحي، وتُلهم الأمة كلها بالثبات والتضحية. في العدوان الأخير الذي بدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال أبشع المجازر وأشنع الجرائم، والتي فاقت في وحشيتها كل تصور، حتى باتت تُقارن بأبشع الإبادات في التاريخ الحديث. فقد استخدم الاحتلال قنابل فراغية ومتفجرات ذات قدرة تدميرية عالية في مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من أهل غزة. كما لجأ إلى تجويع السكان وقطع الماء والكهرباء والدواء عنهم، ما تسبب بكارثة إنسانية حقيقية. حتى وصفت منظمات حقوق الإنسان الدولية هذا العدوان بأنه "جريمة حرب ممنهجة". وأشارت تقارير الأمم المتحدة الصادرة عن وكالة الأوتشا إلى أن أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، أي ما يعادل 85% من أهل غزة، أُجبروا على النزوح من منازلهم، وأصبحوا بلا مأوى. كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في غزة "انهار تماماً" بسبب القصف المتكرر على المشافي ونقص الإمدادات. وتحدثت اليونيسف عن مئات آلاف الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية حادة جراء ما شهدوه من مجازر ودمار. كل هذه الجرائم لم توقف صمود غزة، بل زادتها ثباتاً وإصراراً، لتبقى منارة تحدٍّ وشموخ في وجه الطغيان العالمي. أكثر من 52.000 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية (آذار/مارس 2025). أكثر من 70.000 جريح، يعاني كثير منهم من إعاقات دائمة. دُمِّرت أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة: مشافٍ، جامعات، مدارس، مساجد، شبكات مياه وكهرباء. قُصف أكثر من 250 مسجداً، و8 كنائس، في استهدافٍ مباشر للهوية الدينية والحضارية. ومع هذا، لم تنكسر غزة، بل أثبتت أنها واحة صمود في بحر من التخاذل. خرجت منها كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وغيرها، لتعلن أن الاحتلال لن يعرف الأمن بعد اليوم، وأن جذوة المقاومة تتقد في القلوب قبل البنادق. لقد حوّلت غزة، رغم الجراح والحصار، إلى قاعدة ردع حقيقية تهز كيان العدو، ونجحت في إفشال كل مساعيه لتحقيق "نصر حاسم". لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت ملحمة صمود رسخت أن الإرادة الإيمانية والتوكل على الله يتفوقان على ترسانة الحديد والنار. وهكذا فإن أهل غزة، بعزتهم بالإسلام، قد حطموا أوهام العدو، وزلزلوا كيانه، رغم أن ميزان القوى المادي لا يميل لصالحهم، ولكنها سنن الله في نصرة من ينصره. أول ما ينبغي إدراكه أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان سياسي، بل هو عدوان شامل على الإسلام ذاته، وهجوم سافر على عقيدة الأمة وكرامتها ووجودها، واستهداف مباشر لأبناء أمة محمد ﷺ الذين ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله. لقد تجاوز العدو كل الحدود، فلم يراعِ حرمة لمسجد، ولا لجسد طفل، ولا لأعراض النساء، وهو في كل ذلك يجد من الأنظمة العربية من يؤازره بالصمت، أو الدعم، أو الحصار. والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ...﴾. وقد بيّن أهل العلم أن ترك نصرة المستضعفين مع القدرة هو من أعظم الكبائر. قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "هذه الآية دليل على وجوب استنقاذ المستضعفين في بقاع الأرض، وأن ذلك واجب على الأمة كلها، إما على الكفاية وإما على التعيين بحسب الحال". وقال ابن تيمية رحمه الله: "إذا نزل العدو ببلد من بلاد المسلمين، وجب على أهله الدفع، فإن لم يكفوا وجب على من يليهم، حتى يشمل ذلك الجميع". وها هي غزة اليوم تصرخ، فتخاطب نخوة الجند، وتستنفر ضمائر القادة، وتستحث قلوب المسلمين كافة، أن هبّوا لنصرتنا، فإن الذبح بلغ الحناجر، والعدو لا يفرق بين كبير وصغير، ولا بين مقاوم أو أعزل. فهل ننتظر حتى يستأصلوا شأفة أهل غزة كما استأصلوا غيرهم؟ ألا فلينتفض جند الإسلام، فوالله إن قلوب الأمة ترنو إليهم، وتنتظر منهم ساعة صدق يتقربون بها إلى الله، فيرفعوا راية الإسلام، ويكسروا الطوق، ويفتحوا طريق النصر نحو الأقصى المبارك. ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ...﴾. كما قال النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ» رواه البخاري. إن نصرة غزة واجب شرعي على كل مسلم قادر، بل هو من أعظم الواجبات التي لا يسع الأمة التقاعس عنها، خاصة وأن العدوان قد بلغ في وحشيته مبلغاً لا يُسكت عنه شرعاً ولا يُغتفر تجاهله إيماناً. قال ابن حزم: "اتفقوا أن الجهاد إذا نزل العدو ببلد وجب على كل قادر من أهل ذلك البلد أن يخرج إليه، بغير إذن أب ولا أم ولا غريم". ولذا فإن جيوش المسلمين، وعلى رأسها جيوش مصر وتركيا وباكستان والسعودية، هي التي تقع على عاتقها مسؤولية إزالة الاحتلال وتحرير الأرض المباركة، لا بالكلام والخطب، بل بالحشود والدبابات والصواريخ، كما أمر الله عز وجل: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾. وإن هذه الجيوش تضم في صفوفها رجالاً صادقين، من أبناء الأمة الذين تربّوا على نخوة الإسلام، وقد سطر التاريخ مواقف عظيمة لجنود تحركوا لنصرة المظلومين، كما فعل قطز في عين جالوت، وصلاح الدين في حطين، فهل يُعجزهم اليوم أن يتحركوا لتحرير غزة والأقصى؟! يا جند الإسلام، أنتم أمل الأمة، ودرعها الواقي، وأنتم من يملك مفاتيح التغيير الحقيقي، فلتنصروا الله، ولتُروا الأمة أن فيكم خيراً، فما للظالمين من بقية إن تحركتم، وما لكيان يهود من بقاء إن زحفتم ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾. والرؤية الشرعية تؤكد أن: إرسال الجيوش لتحرير فلسطين هو فرض عين مؤكد، وأعظم الواجبات الشرعية في هذا الزمن، لا يسقط بالصمت، ولا يُبرر بالتقاعس، ولا يُؤجل بحجج الدبلوماسية أو المواثيق الدولية، بل هو واجب شرعي محكم بثوابت القرآن والسنة، واجب على كل قادر من جيوش المسلمين أن ينهض به، نصرةً للمستضعفين، ودفعاً للعدوان، وإحقاقاً لحق أمة الإسلام في أرضها ومقدساتها. فكل لحظة تمر دون تحرك الجيوش تُسجل في صحيفة الإثم، وكل قطرة دم تسيل، يشهد الله بها على من تقاعس أو سكت أو حال دون النصرة. ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. يجب على الأمة الإسلامية بكل مكوناتها، من علماء ودعاة ومفكرين وشباب وجماعات، أن تطالب جيوش الأمة بالتحرك الفوري لنجدة إخوانهم في فلسطين. ويجب عليها كذلك أن تعمل بكل طاقتها على خلع الأنظمة القائمة التي ثبت بالدليل القاطع أنها تشكل سداً منيعاً أمام أي تحرك صادق، إذ إنها تُقيد الجيوش وتربطها بالاتفاقيات الدولية الظالمة، وتحول دون تحركها باسم "السلام" و"الشرعية الدولية"، في الوقت الذي تُذبح فيه الأمة وتُنتهك فيه الحرمات. التخاذل العربي والدولي خيانة موصوفة من المؤلم والمؤسف أن نرى الأنظمة التي تحكم بلادنا وقد تجاوزت مرحلة الصمت إلى مرحلة التجميل والتبرير والدعم الضمني لوجه الاحتلال القبيح، وهي تسعى إلى إعادة صياغة وعي الشعوب لتقبل بالعدو كـ"شريك في السلام" بدلاً من كونه كياناً غاصباً مجرماً. إن هذه الأنظمة لم تكتفِ بالوقوف موقف المتفرج أمام المجازر اليومية التي يتعرض لها أهل غزة، بل انخرطت في ممارسات سياسية وإعلامية ودبلوماسية تُضفي الشرعية على جرائم الاحتلال، بل وتساعده أحياناً في تحقيق أهدافه. فالنظام المصري، على سبيل المثال، يغلق معبر رفح في أشد الأوقات حرجاً، ويمنع دخول المساعدات، وكأن بوابة النجاة الوحيدة لأهل غزة أصبحت أداة ضغط سياسية في يده. أما بعض الدول الأخرى، فقد انغمست في مشاريع تطبيعية شاملة، اقتصادية وعسكرية وأمنية، مع كيان يهود، ما شكّل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، وأرسل رسالة خاطئة مفادها أن العدو يمكن أن يكون صديقاً وشريكاً في التنمية! وهذه المواقف لا تعبّر عن إرادة الشعوب، بل عن ارتهان الأنظمة لمصالح الغرب ومراكز القرار الدولية. وهكذا، فإن التجميل لوجه الاحتلال لم يعد مجرد تزييف للحقائق، بل صار خيانة موصوفة، وتواطؤاً فعلياً مع الجريمة، وتفريطاً بمقدسات الأمة ودماء أبنائها. النظام المصري، الذي يُحاصر غزة من معبر رفح، ويرفض مرور الإمدادات، وهو الذي يجب عليه أن يحرك جيشه فورا لتحرير الأرض المباركة ونصرة أهلها المستضعفين. السلطة الفلسطينية التي وصف رئيسها محمود عباس ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بـ"الخروج عن الإجماع الوطني"، وهي سلطة وكيلة عن الاحتلال منفصلة عن فلسطين والأمة شأنها شأن كل أنظمة الخيانة والعمالة التي تحكم بلادنا، فلا هم لهم إلا حراسة كيان يهود وتثبيت وجوده. دول طبّعت مع الاحتلال؛ الإمارات، البحرين، المغرب، السودان ووقعت اتفاقيات أمنية واقتصادية معه. أما على الصعيد الدولي: فالنظام الدولي لا يرتجى منه خير فهو شريك داعم لكيان يهود في حربه على الإسلام والمسلمين، بل إن الكيان نفسه يعد قاعدة غربية متقدمة في بلاد الإسلام أي خنجراً مغروساً في خاصرة الأمة لمنع وحدتها والحيلولة دون قيام دولة للإسلام تعيد الأمة سيدة الدنيا كما كانت. فأمريكا قدمت دعماً غير مسبوق لكيان يهود، تجاوز 14 مليار دولار في الأسابيع الأولى للعدوان، إضافة إلى الأسلحة والذخائر. والموقف الأمريكي يدعم الكيان الغاصب دينياً وسياسياً وعسكرياً، مع إضفاء طابع "الحرب المقدسة" على الصراع. يؤكد هذا تصريحات قادة الغرب أن الحرب على غزة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي جزء من حرب حضارية ودينية، كما يروج لها الغرب. لقد صرّحت العديد من الشخصيات الأمريكية البارزة بتصريحات تُظهر دعماً واضحاً وغير مشروط للكيان خلال حربه على غزة، مع إشارات واضحة إلى الطابع الديني للحرب. وفيما يلي بعض أبرز هذه التصريحات: - الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إذا لم يكن هناك إسرائيل، لكان على أمريكا أن تخترعها لحماية مصالحنا في الشرق الأوسط" (خطاب في تشرين الأول/أكتوبر 2023). "التزام أمريكا بأمن إسرائيل غير قابل للتغيير" (تغريدة رسمية، تشرين الثاني/نوفمبر 2023). "نحن نقف مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب" (مؤتمر صحفي، تشرين الأول/أكتوبر 2023). - وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "إسرائيل لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها بأي وسيلة ضرورية" (تصريح خلال زيارة لتل أبيب، تشرين الثاني/نوفمبر 2023). "حماس تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل، ويجب القضاء عليها" (مقابلة مع CNN، تشرين الأول/أكتوبر 2023). - السيناتور ليندسي جراهام: "هذه معركة بين قوى الخير (إسرائيل) وقوى الشر (حماس)". (تشرين الأول/أكتوبر 2023) - عضو الكونجرس مايكل ماكول: "نحن نقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه من أسلحة لأن هذه حرب مقدسة". (تشرين الثاني/نوفمبر 2023) - القس جون هاجي (زعيم مسيحي صهيوني) "هذه حرب صليبية جديدة ضد الإسلام المتطرف". (تشرين الأول/أكتوبر 2023) - المحافظون الأمريكيون في مؤتمر CPAC 2023: "إسرائيل هي خط الدفاع الأول للحضارة الغربية ضد الهمجية الإسلامية". وتلك بعض من تصريحات عسكريين أمريكيين: قال جنرال أمريكي في البنتاغون "نحن نرسل الأسلحة المتطورة إلى إسرائيل لأن انتصارها هو انتصار للغرب" (تشرين الثاني/نوفمبر 2023). كثير من هذه التصريحات تُظهر أن الصراع في غزة ليس سياسياً أو إنسانياً فحسب، بل له أبعاد دينية واضحة، حيث يتم تصوير كيان يهود كـ"دولة مقدسة" تواجه "إرهاباً إسلامياً". وهذا يعكس استمرار الخطاب الصليبي في السياسة الغربية، خاصة مع تصاعد دور اليمين المسيحي المتصهين في أمريكا. وقد عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار حتى منتصف آذار/مارس 2024، وبالأحرى تقاعس في الأمر، وحتى لو أصدر قرارا بوقف إطلاق النار لم يكن ليلتزم به كيان يهود ولا أمريكا التي تقف خلفه وبقوة. أما الإعلام الغربي فقد تبنّى الرواية الصهيونية في معظم تغطيته، رغم هول المجازر. وهذا كله يكشف أن الكيان الغاصب ليس كياناً معزولاً، بل هو قاعدة متقدمة للاستعمار، محميٌّ بنظام دولي ظالم. والسؤال الأهم في وقتنا الراهن: أين الأمة؟ سؤال يجب أن يُطرح بشجاعة. الشعوب الإسلامية عبّرت عن غضبها: فقد خرج الملايين في مسيرات في تركيا، الأردن، المغرب، ماليزيا، إندونيسيا، باكستان... هبّ آلاف الأطباء والمتطوعين لإغاثة غزة. لكن التأثير الحقيقي لن يكون إلا عبر الجيوش؛ جيش مصر: أكثر من مليون جندي. جيش تركيا: أقوى جيش في الناتو بعد أمريكا. جيش باكستان: يمتلك سلاحاً نووياً. فلو تحركت هذه الجيوش، لما بقيت دولة يهود أياماً، بل سويعات من نهار. فجزء يسير من تلك الجيوش قادر على تغيير المعادلة وتحقيق النصر، جزء من جيش الكنانة قادر على تحرير كامل فلسطين، والكيان الغاصب يعلم هذا ويخشى من سقوط النظام وأن يصبح الجيش المصري بعدده وعتاده وآلته العسكرية في يد من لا يثق به الغرب ولا يأمن جانبه. يا أجناد الكنانة: ماذا ننتظر من مجازر أكثر مما قام به يهود وإجرام أكثر مما أجرموا في حق الأمة حتى تتحرك الجيوش غضبا لله وحرماته ومقدساته؟! إن تحرك الجيوش هو واجب من أول يوم وطئت فيه أقدام يهود أرضنا المباركة والآن هو أوجب ما يكون نصرة لهؤلاء المستضعفين، وهو أوجب ما يكون على مصر وجيشها فهم الأقرب والأقوى والأجدر، وهم من يتشدقون بالخيرية التي وصفهم بها نبينا ﷺ، وهذه الخيرية إنما ترتبط بقيام من يوصف بها بما أوجبه الله عليه من حفظ للأمة ودينها ومقدساتها، فهل يقوم أجناد مصر بذلك أم قد خذلوا أهلنا في الأرض المباركة وأطاعوا فيهم حكاما خانوا الله ورسوله؟! يا أجناد الكنانة: إنكم أحفاد الناصر صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين وأحفاد المظفر قطز والظاهر بيبرس من أوقفوا زحف المغول وردوهم خائبين، وقد كنتم دوما درعا لهذه الأمة ونصراً لها فأتموا عملكم وقوموا بما أوجب الله عليكم، فأنتم قادرون حقا على نصرة أهلنا في فلسطين وتحرير أرضهم في سويعات من نهار فافعلوا والفظوا عنكم حكام الضرار الذين يمنعونكم من هذا الواجب والشرف العظيم حتى تتحقق فيكم الخيرية التي يستحقها من حمل راية رسول الله ﷺ بحقها وكان نصرا للأمة ودرعا لها يحفظ أهلها ومقدساتها ولا يفرط في حقوقها، فالفظوا هؤلاء الحكام وكل ما أبرموه من عهود باطلة وكونوا نصرا للأمة بإقامة دولتها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الدولة التي تحرككم وتدفعكم لنصرة الإسلام وأهله وحفظه وحفظ مقدساته، نسأل الله أن تكون بكم وفيكم يا جند الكنانة. وإن الواقع يُثبت أن لا حل لقضية فلسطين إلا بالخلافة، فالنظام الدولي الحالي يدعم الاحتلال، والأنظمة العربية عاجزة ومتواطئة. والطريق لتحرير فلسطين يكون من خلال: خلع الأنظمة العميلة. إقامة الخلافة على منهاج النبوة. توحيد الأمة تحت راية واحدة وجيش واحد. تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر. والخلافة ليست حلماً، بل هي واجب شرعي ومشروع سياسي متكامل، تُعيد للإسلام هيبته، وللمسلمين عزتهم. وإن ما يجري في غزة اليوم يفضح الواقع ويوقظ المشاعر. فإما أن نتحرك، أو نُحاسَب أمام الله. وغزة لا تريد منكم دموعاً، بل تريد جيوشاً تتحرك، تريد شعوباً تثور، تريد رجالاً يقولون للظلم: لا. وإننا إذ نضع هذه الرؤية، لا نقدم شعارات، بل ندعو إلى مشروع أمة، إلى خلافة تجمع شتات المسلمين، وتحرر مسرى رسول الله ﷺ. فيا أبناء الأمة، تحركوا، واصدعوا بالحق، وانصروا غزة... فإن الله ناصرٌ من ينصره. ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمود الليثي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 19 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 19 بسم الله الرحمن الرحيم قمة الاتحاد الأوروبي - آسيا الوسطى والوضع الدولي والأهداف الجيوسياسية في 3-4 نيسان/أبريل 2025 عقد زعماء الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى أول قمة في مدينة سمرقند في أوزبيكستان وأعلنوا عن شراكة استراتيجية جديدة لتطوير العلاقات المتبادلة. وقد حضر القمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوشتا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورؤساء أوزبيكستان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان. لأول وهلة يمكن القول إن هذه القمة استمرار لقمتي "آسيا الوسطى - الاتحاد الأوروبي" اللتين عُقدتا في أستانة عام 2022، وفي شولبون آتا عام 2023، بمشاركة رؤساء دول آسيا الوسطى ورئيس المجلس الأوروبي، لأن الرئيس شوكت ميرزياييف أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي أن التدبير سيقام في سمرقند. وفي كانون الأول/ديسمبر أكد هذه المعلومات الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في آسيا الوسطى تيرهي هاكالا. كما تم في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى الذي عقد في لوكسمبورغ في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2023 تبني "خارطة طريق مشتركة لتعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى". نعم إن الحوارات المذكورة آنفا تعتبر إلى حد ما أساساً لقمة سمرقند ولكن التطورات الأخيرة على الساحة الدولية لا تسمح بأن نسميها استمرارها عضوياً؛ لأنه لما وصلت إدارة ترامب إلى السلطة أدى تقارب أمريكا مع روسيا وعدم اعتبارها الاتحاد الأوروبي في ضوء حل القضية الأوكرانية إلى التغير في ميزان القوى. هدف ترامب هو توجيه ضربة اقتصادية للصين لإضعافها من خلال إعادة العلاقات مع روسيا؛ لأنه يعتبر الإسلام والمسلمين العدو الأول والوحيد ويعتبر الصين منافسه الاقتصادي والجيوسياسي رقم واحد. ويمكن رؤية هذا في تصريحاته سواء خلال فترة رئاسته السابقة أو قبل توليه منصبه حاليا. فقد قال عام 2018م: "امتصت الصين الولايات المتحدة اقتصاديا على مدى عشرات السنين. والآن سنضع حداً لذلك". وقال عام 2024م "عندما أعود ستكون أمريكا في المركز الأول وليس الصين". وقال في حملته الانتخابية عام 2024م "الصين هي تهديد للعالم. إنهم يريدون السيطرة على العالم". كتبت صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "كيسنجر المعكوس": "في سبعينات القرن الماضي طوّر وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر علاقات مع الصين لتقويض تعاون الصين مع الاتحاد السوفيتي. والآن يحاول ترامب الحيلة نفسها ولكن هذه المرة ليس مع الصين بل مع روسيا". أما الاتحاد الأوروبي فإن سياسات ترامب تتركه "بين نارين" وتريد - على حد تعبير بوتين - "أن يهز قريباً ذيله تحت أقدام سيده". فمن ناحية ظهر هناك "ارتباك جماعي" في الاتحاد الأوروبي حول مستقبل الأمن بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في مؤتمر ميونيخ للأمن أنها لا تعتبر الدفاع عن أوروبا من مسؤوليتها. فقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: في الوقت الذي توقف فيه الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لأوكرانيا فإن أمن أوروبا وأوكرانيا في "نقطة تحول". وقالت فون دير لاين يوم الخميس 6 آذار/مارس: "الوضع خطير للغاية". ومن ناحية أخرى إذا انتهت القضية الأوكرانية بـ"انتصار" روسيا فإن ذلك سيزيد من "شهية" بوتين للأراضي الأوروبية ما سيؤدي في النهاية إلى حرب كارثية بين أوروبا وروسيا. فقد قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن: "نحن بحاجة إلى إعادة التسلح في الدنمارك ونحن بحاجة إلى إعادة التسلح في أوروبا، نحن بحاجة إلى القيام بذلك لمنع روسيا من نقل الحرب من أوكرانيا إلى بلاد أوروبية أخرى". وقال الرائد أليكس همبريز وهو الضابط في حرس الدراغون الملكي في إستونيا: "في رأيي أن الناتو ككل يشعر نفسه بغير حماية. نحن لا نريد أن يؤدي ذلك إلى الحرب ولكن إذا حدث ذلك فنحن في تضامن كامل وعلى أتم الاستعداد للرد برد مميت". وباختصار هدف ترامب هو عدم ترك أي قوة في العالم يمكنها منافسة أمريكا عسكرياً واقتصادياً. على ضوء هذا الوضع على الساحة الدولية عُقدت أول قمة "الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى" في مدينة سمرقند. طبعا يحدد الاتحاد الأوروبي مصالحه الحيوية المهمة الاستعمارية والأمنية الحيوية استعماريا وأمنيا من خلال مثل هذه اللقاءات. ويمكن تعليق ذلك على النحو التالي: بناء ممرات النقل التجارية التي تتجاوز روسيا. وكما هو معروف فإن هذه المنطقة وخاصة أوزبيكستان غنية بالموارد الطبيعية ذات الأهمية الاستراتيجية؛ النفط والغاز واليورانيوم والذهب بما في ذلك 38.6% من احتياطي العالم من خام المنغنيز، و30.07% من الكروم، و20% من الرصاص، و12.6% من الزنك، و8.7% من التيتانيوم. ويمكن القول بمثابة المعلومات بأن أوروبا وخاصة فرنسا حريصة على تحرير نفسها من الارتباط بروسيا وحتى من أمريكا في مجال الطاقة وتعزيز قدراتها النووية بعد طردها من النيجر التي كانت تزودها باليورانيوم وخاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتُعد آسيا الوسطى؛ كازاخستان وأوزبيكستان وقرغيزستان واحدة من المناطق الرائدة في العالم في احتياطيات اليورانيوم وإنتاجها، وهي مصدر بديل لأوروبا مستقل عن النيجر وروسيا. وبالإضافة إلى ذلك فإن دور الطاقة النووية بالنسبة لأوروبا ولا سيما فرنسا أعلى بكثير من أمريكا. لأن الطاقة النووية في أمريكا تشكل أكثر من 20% من موازنة الطاقة فيها، بينما تمثل في فرنسا أكثر من 50%. وبالإضافة إلى ذلك فإنها تتحمل العبء الرئيسي لنظام الطاقة الألمانية. قالت فون دير لاين لرؤساء آسيا الوسطى: "هذه المادة الخام هي شريان الحياة للاقتصاد العالمي في المستقبل. ولكنها في الوقت نفسه فريسة للاعبين العالميين. فالبعض مهتم فقط باستغلالها واستخراجها. إن عرض أوروبا مختلف، نحن نريد أن نكون شركاءكم في تطوير الصناعة المحلية". وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية: "يمكن لموقعكم الاستراتيجي أن يفتح طرق التجارة العالمية والتدفقات الاستثمارية. وهذه الاستثمارات الجديدة ستعزز سيادتكم وتقوي اقتصادكم والأهم من ذلك أنها ستقيم علاقات الصداقات الجديدة". وجاء في الإعلان المشترك الذي تم تبنّيه في نهاية القمة ما يلي: "أكد الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى مشايعتهما لتعزيز روابط النقل الثابتة كمحرك للنمو الاقتصادي والتكامل الإقليمي. ويُعتَبر دعم 10 مليارات يورو وتعبئة الاستثمارات في آسيا الوسطى في منتدى "البوابة العالمية" (Global Gateway) في كانون الثاني/يناير 2024 خطوة مهمة في طريق تشكيل آليات فعالة لضمان ممرات النقل الإقليمية وأنظمة الخدمات اللوجستية وسلاسل القيمة والدخول إلى أسواقنا المشتركة. كما اتفقنا على دعم خطة تنسيق ممر النقل العابر لبحر قزوين ومشاريع البنية التحتية المهمّة على طول الممر الأوسط (Мiddlе Corridor). وقد تم التأكيد على أهمية السلام والاستقرار في جنوب القوقاز من أجل التحقيق الناجح لهذه المشاريع". للمعلومات: فإن ممر النقل الدولي العابر لبحر قزوين أو الممر الأوسط هو ممر مهم لنقل البضائع بين أوروبا والصين ويمر عبر بحر قزوين. وهو يربط بين الصين وكازاخستان وبحر قزوين وأذربيجان وجورجيا ثم تركيا والدول الأوروبية. وأيضا أصبح فتح أسواق جديدة مسألة مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي بينما تشهد أسواقه في روسيا وأمريكا ركوداً. وآسيا الوسطى هي منطقة يزيد عدد سكانها عن 80 مليون نسمة وما يزال حجم الواردات أعلى من الصادرات في ميزانها التجاري. وفوق ذلك فإنها تصدر المواد الخام بشكل رئيسي وتستورد المنتجات الجاهزة في الغالب. هدف الاتحاد الأوروبي تقليل نفوذ روسيا والصين في المنطقة وتقليص منطقة مصالحهما الحيوية ومنع روسيا من التهرب من العقوبات. فقد قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: "لقد أظهرت روسيا منذ فترة طويلة أنها لا يمكن أن تكون شريكاً موثوقاً به. ويمكن القول إن الاتحاد الأوروبي أثبت أن علاقاته من أجل تعاون موثوق ومستقر. وإذا نظرنا في مشاريع الاتحاد الأوروبي فمن المهم بالنسبة لنا أن يكسب شركاؤنا أيضاً ربحا منها. وخلافا للبلدان المذكورة أعلاه فإن الاتحاد الأوروبي شريك مختلف تماماً عندما يتعلق الأمر مثلا بالمواد الخام المهمة. ففي الماضي كانت الصين وروسيا تستخرجان المواد الخام وتنقلانها إلى بلادهما ويتم تحويلها هناك، أي القيمة الإضافية في بلد آخر. وبالتالي لا تبقى أي قيمة إضافية في البلد الذي استُخرجت فيه المواد الخام. لدينا طريقة مختلفة. فنحن نعتقد أن خلق القيمة الإضافية على المستوى المحلي أمر مهم للغاية. ومن ثم يتم خلق فرص عمل وتكوين سلسلة القيمة الإضافية داخل البلد الذي يتم فيه إنتاج المواد الخام. من وجهة نظرنا هذا أفضل لشركائنا على المدى الطويل وللاتحاد الأوروبي أيضا". وقالت: "هناك تظهر حواجز عالمية جديدة ويجري إعادة توزيع الاستثمارات أو تخفيضها وتحاول دول العالم توسيع مناطق نفوذها"، في إشارة إلى روسيا والصين، وأضافت: "لكننا نشير إلى أن هناك طريقاً آخر في آسيا الوسطى". و"أصبح الشركاء الموثوق بهم الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. شراكتنا الاستراتيجية هي التزام بدعم بعضنا بعضا". ويقول إعلان الشراكة الاستراتيجية: "يظل تعاوننا في منع تهرب روسيا من العقوبات جانباً مهماً من جوانب علاقاتنا. وقد اتفقنا في هذا السياق على مواصلة العمل مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات ولا سيما لمنع إعادة تصدير المنتجات ذات الأولوية". وتطرق أنطونيو كوشتا إلى مسألة التهرب من العقوبات وقال: إن أوروبا ستواصل زيادة الضغط على روسيا عند الضرورة وأن التعاون مع دول آسيا الوسطى "لا يقدر بثمن". وقال: "نحن ننتظر المزيد من مساعيكم في هذا الاتجاه". كما دعت أول قمة للاتحاد الأوروبي مع رؤساء آسيا الوسطى إلى التركيز بشكل خاص على حقوق الإنسان. فقد قالت إيسكرا كيروفا من منظمة هيومن رايتس ووتش: "هذه الشراكة الجديدة مهمة للغاية ولكن إذا لم يحمِ الاتحاد الأوروبي سيادة القانون والحقوق في المنطقة فلن تكون مستقرة ولن تكون قادرة على حماية مصالح الاتحاد الأوروبي حقاً". وعندما سُئل النائب الإستوني الليبرالي عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يجد التوازن الصحيح بين المصالح الاقتصادية وحقوق الإنسان قال: "أعتقد أنه إذا كانت لدينا شراكة مثمرة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى فإن الأمور ستتغير إلى الأفضل. بالطبع هذا يستغرق وقتاً. وعلينا أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار موقعهم: فهم بين روسيا والصين. وهم يحاولون الحفاظ على التوازن". ومعنى هذا الجواب أن إيجاد الاتحاد الأوروبي التوازن الصحيح بين المصالح الاقتصادية وحقوق الإنسان يتوقف على أن تحافظ آسيا الوسطى على التوازن بين روسيا والصين لصالح الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى ذلك يمكن للاتحاد الأوروبي استخدام مشكلة مهاجري العمالة للتقليل من نفوذ روسيا في المنطقة وخاصة في أوزبيكستان. لأن روسيا تستخدم قضية مهاجري العمالة كـرافعة لإبقاء دول المنطقة ضمن دائرة نفوذها. ووفقاً للنائب الأول لوزير الداخلية ألكسندر غوروفوي فإنه بحلول نهاية عام 2024 كان في روسيا 1.4 مليون شخص من أوزبيكستان ومليون شخص من طاجيكستان و663,000 شخص من قرغيزستان، أي أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة عضواً فإن جذب ثلاثة ملايين عامل مهاجر إلى أوروبا للعمل لا يمثل مشكلة بالتأكيد. 3. ينظر الاتحاد الأوروبي إلى مشكلة الأمن في منطقة آسيا الوسطى من منظور الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وصعود طالبان إلى السلطة في أفغانستان، والتوسع الاقتصادي المتزايد للصين، وتزايد تأثير "الإسلام السياسي" بين مسلمي المنطقة، وتزايد عدم الرضا بين السكان من الأنظمة القائمة. فقد قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوشتا في القضايا الأمنية: "نظراً لأن التحديات الأمنية المشتركة التي تهددنا أصبحت عالمية بشكل متزايد يجب أن نعترف أن هذه التهديدات اتخذ الآن طابعا عابرا للحدود الوطنية. لا توجد منطقة محصنة ضد هذه التهديدات. لذلك نحن بحاجة إلى زيادة تعزيز تعاوننا على المستويات الثنائية: الإقليمية والدولية. الاتحاد الأوروبي شريك أمني طويل الأمد لآسيا الوسطى. لقد أظهرت برامجنا التي تعالج قضايا مراقبة الحدود ومكافحة المخدرات موالاة الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة لسنوات عديدة. كما قمنا بدعم مبادرات مختلفة مثل مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون ومكافحة تمويل الإرهاب ومنع التطرف العنيف والراديكالية. وتوفر حواراتنا المستمرة بين منطقتينا في مجال مكافحة المخدرات فرصاً لتعزيز تعاوننا في هذه القضية. وخاصة اتفاقنا على مكافحة الإرهاب بشكل مشترك وإطلاق حوار خاص ضد التطرف العنيف. هذه خطوة مهمة في مكافحة التهديدات الأمنية العامة. أما فيما يتعلق بأفغانستان فإن عدداً من التهديدات لا سيما الإرهاب والتطرف والاتجار بالمخدرات تهدد بالامتداد إلى آسيا الوسطى وأوروبا. ولدى آسيا الوسطى خبرة ومعرفة قيّمة حول أفضل السبل للتخفيف من هذه المخاطر. وعلينا أن نعمل معاً لضمان الاستقرار الإقليمي. كما أننا نشهد زيادة في المعلومات المضللة المستخدمة للتلاعب السياسي. ويأخذ الاتحاد الأوروبي هذا التهديد على محمل الجد وهو مصمم على تعزيز قدرته على مواجهة التلاعب بالمعلومات والتهديدات الأخرى ليس فقط على أراضيه ولكن أيضاً في الدول الشريكة من أجل القضاء عليه. إن أصعب مشكلة أمنية اليوم هي العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا. لقد تجاوزت هذه الحرب حدود أوكرانيا وأوروبا. إن حرب روسيا ليست نزاعاً محلياً بل هي هجوم على المبادئ الأساسية للنظام الدولي القائم على القواعد. ومنذ ثلاث سنوات وروسيا بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشكل صارخ وتقوض استقرار النظام الدولي. يظهر الآن إدخال زخم جديد في عملية السلام الأوكرانية والذي من شأنه أن يؤدي إلى سلام شامل وعادل ومستدام. يجب علينا ضمان ذلك معاً. والاتحاد الأوروبي يدعم هذا المسعى ويساهم فيه من جميع النواحي". بينما قال الرئيس شوكت ميرزياييف في كلمته: "يأتي اجتماعنا في سياق عمليات عالمية متسارعة وغير متوقعة. نحن نشهد تصاعد النزاعات الجيوسياسية، ومشاكل الأمن، والصراعات الإقليمية الكبيرة، بالإضافة إلى التهديدات الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة". وأضاف قائلا: "إن التعاون في مكافحة التهديدات المشتركة للأمن، وخاصة الإرهاب والتطرف والراديكالية والجرائم الإلكترونية وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، يكتسب أهمية متزايدة. ونحن ندعم اقتراح شركائنا الأوروبيين لإقامة حوار بشأن قضايا مكافحة الإرهاب". وفي وقت سابق، في 24 آذار/مارس، التقى الممثل الخاص لرئيس أوزبيكستان، عبد العزيز كاميلوف، مع منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، بارتيان ويجتر، في بروكسل لمناقشة التعاون في مواجهة تهديدات الإرهاب والتطرف، فضلاً عن الوضع في أفغانستان. وفي 28 آذار/مارس، وخلال المشاورات التي جرت في طشقند بين أمانة مجلس الأمن برئاسة رئيس أوزبيكستان ومجلس الأمن في كازاخستان، تمت مناقشة قضايا التعاون في مجالات منع ومكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني، وضمان القانون والنظام، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. ومما سبق، يتبين لنا أن الاتحاد الأوروبي يستغل ضعف الكرملين "للتوجه شرقاً" من أجل تأمين مصالحه الحيوية أي المواد الخام الاستراتيجية والأمن. ويؤكد على الالتزام بالقواعد الصارمة في مجال القانون الدولي والتجارة ويقدم التعاون. فقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 12 مليار يورو لدول آسيا الوسطى في إطار مبادرة البنية التحتية الأوروبية "البوابة العالمية" (Global Gateway). وقد سلطت الضوء على أربعة مجالات: النقل، والمواد الخام، والطاقة المتجددة، والرقمنة. ومن بين أمور أخرى، أعلنت أن الأقمار الصناعية الأوروبية ستوفر للمنطقة إمكانية الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة "دون تدخل من الجيران". ومن الواضح أن فون دير لاين كانت تعني روسيا والصين. وأكدت أن "المقترح الأوروبي" يختلف عن نوايا الدول الأخرى. وينتقد الاتحاد الأوروبي الصين بسبب اعتمادها على الديون، وروسيا بسبب اعتمادها على منطقة آسيا الوسطى من خلال إمدادات الطاقة والأسلحة. وأشار الرئيس الأوزبيكي إلى أن المفاوضات بين الدول الخمس الإقليمية والاتحاد الأوروبي كانت لتكون أمرا لا يمكن تصوره قبل بضع سنوات، وقال إن آسيا الوسطى تسعى الآن إلى العمل ككتلة واحدة بعد عقود من الخلافات، وأن الدول تأمل في استخدام التقنيات المتقدمة التي لا تستطيع روسيا والصين توفيرها لها. ويشير هذا إلى تزايد رغبة طشقند الرسمية في التقرب من الغرب. ويجب التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي الذي يكنّ عداوة شديدةً للإسلام والمسلمين، مثله مثل أمريكا وروسيا والصين، ويعتبر إعادة الخلافة كارثة على نفسه، ولذلك يعمل باستمرار على منع نهضة الأمة الإسلامية، ويحاول الدخول إلى بلادنا كضبع في ثياب الحمل، وتوسيع دائرة نفوذه. إنه يحاول أن يقول إذا أعطى الآخرون حلوى واحدة فسوف أعطي اثنتين، وفي الحقيقة، وباعتباره منظمة استعمارية جشعة، فإنه يحترق برغبته في أخذ ثروات بلادنا كأمر مسلّم به. ومن بين القوى التي غرزت كيان اليهود المحتل كرمح في قلب الأمة، وشجعته ودعمته على ارتكاب المجازر بحق المسلمين بمن فيهم النساء والأطفال في أرض فلسطين المباركة اليوم، هي الدول الأوروبية الاستعمارية الكافرة. ولكن الأنظمة الجبانة الضعيفة التي تحكمنا، والتي تمنح لكل من يعطيها الضمانة للبقاء على عروشها العفنة، ترمي بأرض الأمة وثرواتها وشرفها وحتى دينها تحت أقدام أسيادها المستعمرين، وتغض الطرف بصمت عن استهزائهم بالإسلام ودوسهم على مقدساتنا. إن ما حدث في السنوات الأخيرة من حرق للمصحف الشريف عدة مرات على يد بعض الأفراد اليهود في الدول الأوروبية أمام الناس وتحت حماية قوات الأمن فيها لهو دليل واضح على صحة كلامنا. لذلك لا ينبغي أن ننخدع بوعود الكفار المستعمرين الذين أهدافهم الحقيقية واحدة على اختلاف مسمياتهم، ولنعمل على إعادة الخلافة الراشدة الثانية التي يرضى بها أهل السماوات والأرض، والتي تعيد عزة الإسلام والمسلمين؛ لأن هذا هو الطريق الصحيح الوحيد لإخراج الناس جميعا من مستنقع الأزمة الحالية وليس المسلمين فحسب. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. وعلاوة على ذلك، وعندما نقيم دولتنا؛ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ونحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد، فإننا عندئذ نكون قد أدينا الواجب الذي أناطه الله بنا، ونستحق وصفه لنا بخير أمة حقا: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد العزيز الأوزبيكي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 20 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 20 بسم الله الرحمن الرحيم لماذا نخاطر في تعبئة جيوش المسلمين لنصرة لغزة؟! (مترجم) سؤال صعب في أجواء الخوف والتهديدات، ولكن بسم الله... لنبدأ لقد ألهمتني أختنا ابتهال، التي وقفت مؤخراً في وجه شركة مايكروسوفت بسبب دعمها للإبادة الجماعية في غزة. كان موقفاً شجاعاً جريئاً، وتحدياً صريحاً. أنا أبٌ لثلاث بنات، وعمٌ لخمس من بنات إخوتي، لذا شعرتُ بذلك الموقف الشجاع في أعماقي، شعور لا يعرفه إلا من رُزق بمثل هذه النعمة. إنها ابنة تخاطر بالكلام، في حين إن والدها لا يحتمل حتى خدشاً في يدها، ومستعدٌ لأن يفديها بحياته دون تردد. لقد ذكّرتنا ابتِهال جميعاً، سواء أكنا آباءً أم لا، بصورة اللبؤة التي تحمي أشبالها من أشرس الوحوش، في غياب الأسد. من أين يأتي هذا؟ من محبة الله ﷻ، ومحبة الجنة، وجرعة لا بأس بها من الخوف من النار. هذا هو ما يُبقينا ضمن حدود الله ﷻ، في صيام رمضان، ودفع الزكاة، وأداء الصلاة.. وفي الابتعاد عن شرب الخمر، وكره الزنا، وتجنب الربا... فإن كانت بناتنا، اللواتي نحن مأمورون بحمايتهن، هكذا، فكيف يجب أن يكون آباؤهن، الحماة الحقيقيون؟ وإن كانت اللبؤات هكذا، فكيف يجب أن يكون الأسود؟ وإن كان حال الناس هكذا، فكيف يجب أن يكون حكامهم؟ وإن كان حال المدنيين هكذا، فكيف يجب أن يكون الضباط العسكريون؟ أليس هؤلاء الضباط والحكام يعرّضون أنفسهم لخطر دخول النار، ولو للحظات؟ فإن عقوبة ترك واجب شرعي، أو الإقدام على حرام شرعي، هي النار، ولو كانت للحظات. حتى إن بعض أهل الجنة سيحملون آثاراً من النار التي دخلوها. هذا هو أساس ما نقوم به بوصفنا مسلمين؛ نتجنب سخط الله ﷻ، نجتهد ونكدّ لننال رضاه ﷻ، إن شاء أن يمنّ علينا بذلك. اللهم ارحمنا وتفضل علينا، اللهم آمين. نحن لا نفترض أن المغفرة مضمونة. نعم، نعتمد على رحمة الله ﷻ لندخل الجنة ونتجنب حتى لحظة في النار. ولكن هذا لا يعني أننا يمكننا شرب الخمر، وارتكاب المعاصي، والسكوت عن المنكر، وممارسة الزنا، على أمل أن تُجبر سيئاتنا ويغفر الله ﷻ ذنوبنا. فعمرة، أو صدقة، أو إطعام يتيم، قد تعوّض، ولكن لا تجبر تقصيرنا في عدم القيام بواجب شرعي، أو إقدامنا على معصية. فحتى مثقال ذرة من الشر قد يُدخل صاحبه النار. أنا الآن في منتصف الخمسينات من عمري. ولدي ذكريات جميلة عن محمد علي، بطل العالم في الملاكمة. أحب شيئاً معيناً فعله، إلى جانب كونه سفيراً ملهماً للإسلام، وهو أنه كان يحمل عود ثقاب، ويشعله، ويقرب يده منه إذا ما فكر في الاستسلام لأي من الإغراءات من حوله. والأمل في رحمة الله ﷻ والخوف من سخطه ﷻ هما أمران متناقضان في الظاهر، ولكنهما يتعايشان في قلب المؤمن. قال الله ﷻ: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾. وروى أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ زار شاباً وهو في سكرات الموت، فقال له: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟« قال: "أَرْجُو اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ وَأَخَافُ ذُنُوبِي" فقال النبي ﷺ: «لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ« رواه الترمذي وابن ماجه. أتذكر أن والدتي حفظها الله كانت تصب عليّ ماءً بارداً جداً من إبريق كبير، عندما كنت في العاشرة من عمري في شتاء إنجلترا، إذا طلبتُ "خمس دقائق إضافية" لأقوم لصلاة الفجر. وكانت تقول لي بابتسامة عريضة: "هذا يُطفئ نار جهنم. الآن قم يا بني"، لتأديبي بشأن عذاب جهنم بسبب تفويت صلاة واحدة، كنت أتلقى تذكيراً على شكل بلل بارد جدا. لهذا السبب أنا من النوع الذي ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً، ونشيط جداً في وقت الفجر، كما تؤكد زوجتي الصبورة منذ ثلاثين عاماً، وبكل حماس. أمي هي تذكير لي، كونها ابنة لأم بشتونية، وهم من خير الأخوال. أسأل الله ﷻ أن يمد في عمر والدتي في طاعته. اللهم آمين. أما والدي، رحمه الله رحمة واسعة، فكان يشعل الموقد الغازي، ويسألني: "إلى أي مدى يمكنك أن تقرب يدك منه؟" يسمونه الآن "الحب القاسي"، يسمونه "المدرسة القديمة". لكنه تأديب شرعي، وإن لم نعرف ذلك آنذاك. فالأب يؤدب ابنه ليحميه من النار، حتى لو كرهه الابن لأجل ذلك. فحب الأب لابنه يكون بهذا الشكل. عائلتي من جهة الأب تنتمي إلى مدينة لكناو، في الهند قبل التقسيم، قبل هجرتهم إلى كراتشي في باكستان. كانوا من المجاهدين ضمن حركة "المنديل الحريري"، يقاتلون الاحتلال البريطاني. وكانت نساؤهم يقطفن أوراق الأشجار ويطبخنها تحدياً، عندما كان البريطانيون يحاصرونهم عقاباً جماعياً على ما فعله رجالهم. وما زلت أرى ذلك التحدي، تلك النظرة، في أختي ونساء عائلتي. فاللبؤات لا يقللن شأناً عن الأسود، كما ذكرتني أختنا ابتهال. أمي ضعيفة الآن، ولكن حتى في ضعفها، وبيدين مرتجفتين، ستسكب إبريق ماء بارد على أي ضابط جيش، أياً كانت رتبته، لتذكره بأنه لا يجرؤ على أن يطلب "خمس دقائق إضافية". لقد مرت ثمانية عشر شهراً دون أن تتحرك الجيوش لنصرة غزة. أبي رحل الآن إلى رحمة ربه الواسعة، أسأل الله ﷻ أن يمنّ عليه بمرافقة النبي ﷺ في الجنة. الموقد الذي كان يشعله لم يعد يُشعل، لكنه ما زال يشتعل في صدري... ولو كان معنا اليوم، لأمسك بأحد أبنائه من الجيش الباكستاني ووضع يده على الموقد، حتى لو كره الضابط ذلك. هذا هو الحب الصارم المطلوب الآن. النار المتقدة التي يُمثلها ذلك الموقد، تذكر ابنه بأن يتكلم ويتصرف، ربما بلا خوف، أو على الأقل بعد التغلب على بعض من خوفه. بعض ما يفعله الابن الآن من أجل غزة قد يسبب له بعض المتاعب، بل قد يجلب له الكثير من المتاعب، في الواقع، هناك ربح وخسارة. ولكن المكافأة تستحق المخاطرة. وفوق كل هذا، لديه أم تدعو له بالسلامة، وربما بعض أمهات مرضاه يدعون له أيضاً. وهو يتوق بشدة أن يترك إرثاً طيباً لبناته وبنات إخوته، ووضعاً أفضل للأمة، أفضل مما رآه طوال حياته، حتى الألم الشديد الذي رأيناه في غزة. وفوق كل شيء، قال الله ﷻ: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، ومع كلام الله ﷻ، أتذكر حديث رسول الله ﷺ الذي قال فيه: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَلاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه ابن ماجه. فالجبان يموت ألف مرة قبل أن ينتهي رزقه وأجله، وكلاهما مقدر من الله ﷻ، مهما فعل. وقد أرانا الله ﷻ شيئاً من ذلك في جميع أنحاء العالم، من خلال صمود أختنا ابتِهال. كل هذا كان مما تحرّك في داخلي حين رأيت لبؤتنا، الأخت ابتهال، تقف شامخة. إنّ صمود أهل غزة، ودعم لبؤتهم الجسور، أمة الإسلام، ينبع من محبة عميقة لله ﷻ، ولرسوله ﷺ، وللمؤمنين، ومن أمل في نيل رضوان الله والفوز بالجنة، ونعم، من خاف من النار اتعظ. لقد أدّى مسلمو غزة واجبهم الشرعي، وحان الوقت لأمة الإسلام وجيوشها أن تؤدي واجبها، وتُزيل كل من يعترض طريقها، بشجاعة اللبؤة التي تحمي أشبالها وسط الوحوش، في غياب الأسد. يا ضباط القوات المسلحة من المسلمين: لقد نهضت الأمة وهي تناديكم لنصرتها، كونوا أسود عزّتكم، وأسود أمة محمد ﷺ، وافترسوا الوحوش الكاسرة لوجه الله ﷻ! ولا يجرؤ أحد منكم أن يطلب "خمس دقائق إضافية" قبل أن يفعل، لأن الأمهات في هذه الأمة ما زلن يحملن جراراً كبيرة من الماء البارد لتذكيركم، إن نسيتم، أو تعمدتم النسيان. ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مصعب عمير – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 21 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 21 بسم الله الرحمن الرحيم الرأسمالية تأكل نفسها بالحرب التجارية لم تطبق العولمة بشكل كامل إلا في سبعينات القرن الماضي عندما بدأت الحكومات بالتشديد على فوائد التجارة الدولية، مستفيدة بشكل أساس من التطورات المتتابعة على صعيد التكنولوجيا والاتصالات، وبذلك حوّلت الحكومات اقتصاداتها من الاقتصاد المبني على التخطيط المركزي إلى اقتصاد السوق؛ إذ أسهمت الإصلاحات الداخلية للشركات على التكيّف بسرعة أكبر واستغلال الفرص التي أوجدتها التطورات التكنولوجية الكبيرة. بعد اعتماد العولمة نشأت الشركات متعددة الجنسيات على تنظيم العملية الإنتاجية للاستفادة من الفرص ما أدى إلى هجرة متزايدة للأيدي العاملة ورؤوس الأموال إلى مناطق تتميز بانخفاض تكاليف العمالة. ونمت العولمة المحمولة بقاطرة النظام العالمي الجديد وصعدت بمعدلات مرتفعة وذلك من اندماج اقتصادات الدول المتقدمة مع الناشئة من خلال استثمار أجنبي وخفض الحواجز التجارية، وهذا نشأ ضمن اتفاقية التعرفة الجمركية والتجارة (الجات) التي وقعت عام 1947 وتطورت بعد ذلك تحت اسم منظمه التجارة العالمية، وتم بذلك خفض الحواجز الجمركية وكبح الدعم الحكومي للسلع المصنعة محليا. ورغبة رأس المال العابر للحدود والباحث عن وفرة اليد العاملة الرخيصة تحت مظلة المؤسسات المالية الدولية والاتفاقات التجارية الدولية التي ضغطت على الدول الفقيرة للاندماج في السوق العالمي وخفض الجمارك وأجبرتها على فتح باب الخصخصة أي السماح لرأس المال شراء الشركات المملوكة للدولة وخاصة الاستراتيجية منها. وبذلك نشأ السوق العالمي الذي تلاشت فيه الموانع والحواجز وتوسع عمل الشركات المتعددة الجنسيات وشبكات الإنتاج والتمويل العالمي حيث كان يرى الصندوق الدولي العولمة الاقتصادية بأنها التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتم ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود بالإضافة لرؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله. إن الداعم الأكبر لهذه العولمة هي الأدوات الدولية المتمثلة بالبنك والصندوق النقد الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، وقد عملت هذه الأدوات الدولية على بقاء المال والتحكم بأي مجموعة رأسمالية على حساب الدول الفقيرة وجلبت لتلك الدول المصائب والأزمات ومنها الأزمة المالية في جنوب آسيا (النمور الآسيوية) عام 1997 أكبر شاهد على ذلك. إن الخطورة في فكرة العولمة هي أنها تتمركز حول الغرب وحضارته، وهي فكرة ناشئة من العقلية الغربية ضد تاريخ الشرق وحضارته بشكل عام، ويصر مفهوم العولمة على أنه منهج غربي مدمر للثقافات الأخرى مهما كانت، لذلك نشأت ردة فعل من مناطق الشرق ظهرت منها مؤشرات لمحاولة سعي الصين إلى تغيير البنية الاقتصادية للنظام الدولي دون صدام مباشر مع أمريكا والغرب. نذكر منها على سبيل المثال: ● قيام الصين باعتماد اليوان في بعض التعاملات التجارية بدل الدولار، حيث تسعى لتحويله لعملة احتياطية في سلة النقدي العالمي. ● مشروع الحزام والطريق بمساره البري والبحري، مع محاولة أمريكا إيجاد طريق أقصر منه بكثير وهو عبر (نيودلهي الفجيرة حيفا أوروبا). ● تأسيس شبكة إنترنت عالمية منافسة ومستقلة عن الولايات المتحدة الغربية. ● سعي الصين للتعاون مع منظمة شنغهاي لإيجاد حلف عسكري مستقل يحد من تمدد الناتو عالميا وقد يصل لمرحلة الوقوف أمامه. إن الحرب التجارية الدائرة اليوم ليست هي مجرد نزاع مالي فقط بل هي صراع على السيطرة على أسواق التجارة العالمية وإعادة توزيع القوى الاقتصادية، وسوف تؤثر على العولمة التجارية بشكل قد يفضي في المستقبل إلى تقارب بين الدول المتضررة وينشئ بدائل مثل السوق الأوروبي والأسواق الآسيوية الناشئة وغيرها، ما يعني أن العولمة سوف تستمر مبدئيا ولكن ضمن إطار شركات وأطر جديدة تختلف عن النمط السابق المبني على الرابطة العالمية المفتوحة. فتعريف الحرب التجارية أنها نزاع اقتصادي بين دولتين أو أكثر من خلال فرض كل طرف لتعريفات جمركية وإجراءات غير جمركية مثل الحصص والقيود الأخرى على وارداتها بهدف حماية صناعاتها المحلية أو الضغط على الطرف الآخر لتحقيق بعض الأهداف السياسية والاقتصادية، وفي هذه الحال يصعب تحديد الطرف الخاسر ولا يوجد طرفان فائزان لأنهما يدفعان إلى رفع أسعار الواردات ما يؤدي إلى تراجع التجارة الدولية واضطرابات في أسواق المال والنمو العالمي. فاليوم نجد أن الولايات المتحدة تعلن حرباً تجارية على الصين بالدرجة الأولى ولكن لم تسلم جميع دول العالم من هذه الحرب، حيث ذكرت رويترز تراجع أسعار النفط مع تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحرب التجارية مع الصين ما أدى إلى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتا بنسبة 6% ما جعل عقود الخام القياسية تنهي التداولات بنسبة 4% انخفاض. وقد رفع ترامب التعرفة الجمركية على الصين لتصل إلى 125% بشكل فوري بدلاً من التعرفة السابقة، وردت الصين بالإعلان عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأمريكية حيث فرضت تعرفة بنسبة 125% وقال بيب جون رونغ "إن استراتيجية الأسواق في منصة التداول عبر الإنترنت IG قد نرى أسعار النفط تستأنف اتجاهها بالنزول الأوسع بمجرد أن يتلاشى عن وقف الرسوم الأخيرة"، وقد جاء هذا التصعيد الصيني مرافقا لفرض ضوابط عامة على صادراتها العالمية من المعادن النادرة المكررة التي تمكنت من فرض قبضتها على إنتاجها. وذكرت رويترز في عمود للكاتب بير تيل بايار "إن بكين وعدت ترامب بأن الصين ستقاتل حتى النهاية" وبالفعل بدأ التصعيد الصيني الأمريكي الآن، لأن ترامب مثل أسلافه وخلفائه لا يستطيع أن يمنع الرئيس الصيني شي جين بينغ الفرصة لجعل إمبراطوريته القوة الرائدة في العالم. مع أن ما يفعله ترامب اليوم هو حرب تجارية لإخضاع الصين ولكن لم يجمع أصدقاءه بل جعلهم أيضا ضحايا لأنه من خلال إغلاق السوق الأمريكية بشكل أحادي يفتح السوق الأوروبية أمام الواردات الصينية، علما أن التهديد الذي تشكله الطاقة الإنتاجية الفائضة الصينية أكثر خطورة من التهديد الذي تشكله التعرفة الجمركية الأمريكية، أي أن المنتجات التي لم تصدر لأمريكا تبحث عن أسواق بديلة منها الأسواق الأوروبية فهي البديل، وهذا يعني أن أوروبا على موعد لاستقبال السلع الصين التي سوف تغرق الأسواق العالمية بمنتجاتها بأسعار منخفضة جدا، وهنا سوف تكون المنافسة مدمرة للمنتج المحلي لأي منطقة تدخلها البضائع الصينية حيث إن الصين تنتج فائضاً يفوق حاجة العالم كله. ومن ذلك نستنتج أن من سيدفع ثمن هذه الحرب التجارية ليست هي فقط أمريكا أو الصين بل أيضا أوروبا وباقي دول العالم إذا ما تحولت إلى سوق بديل للمنتجات الصينية، وبذلك يصبح المنتج الصيني تهديداً خطيراً للصناعات المحلية في الدول المستوردة لعجزها عن مجاراة أسعارهم المنخفضة. ومن ناحية أخرى إذا ما اندلعت حرب بين أمريكا وإيران فلن يقتصر أثرها على الطرفين فحسب بل سوف تحدث اضطرابات واسعة النطاق في تجارة الطاقة وسلاسل التوريد العالمية، حيث سيتم إغلاق المعابر الحيوية مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب، ما سوف يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وزيادة تكاليف النقل ما ينعكس سلبا على كل من الصين وأوروبا حيث تعد الصين واحدة من أكبر مستوردي النفط والسلع (المواد الخام) وتعتمد بشكل كبير على تدفق سلعها عبر هذه المضائق البحرية ما يعطل سلاسل التوريد فيؤثر سلبا مع الحرب التجارية على قطاعات الصناعة والتجارة. أما أوروبا ورغم قربها إلا أنها ستنعكس عليها أيضا أولا عبر سلاسل الإمداد والتوريد والكلفة الباهظة وأيضا ارتفاع أسعار النفط والغاز الناتج عن كثرة الطلب وقلة العرض. وبالتالي فإن هذه الإجراءات برمتها سوف تسرع نحو الركود التضخمي الذي سوف يفرض ظلاله على العالم ساحبا إياه إلى خطاً أسرع نحو الانهيار المالي العالمي الذي سوف يغير الموقف الدولي إذا ما حدث. حيث ستتفلت الدول من قبضة أمريكا الاقتصادية التي فرضتها على العالم وندخل في مرحلة تعدد الأقطاب بدل القطب الواحد، وهذا سوف يجعل أمريكا تفقد السيطرة وتتجه نحو الدولة الكبرى بدلا الدولة المهيمنة على العالم، واليوم نشهد سقوط أدواتها الدولية التي بان عورها ولم يبق من مصداقيتها أي شيء. وهناك بعض الدلائل على تراجع هيمنة أمريكا في القريب العاجل وتراجع قدرتها على الاستمرار في قيادة العالم ومنها: ■ فقدان الثقة العالمية في القيادة الأمريكية للعالم وخاصة منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية وأيضا إدارتها لجميع الملفات السياسية العالمية بشكل أناني. ■ تورط أمريكا في حروب ونزاعات عديدة عبر العالم بغية تثبيت وضع الهيمنة ما سوف يؤدي إلى ظهور اليمين المتطرف الذي سوف يرفض القرارات الأمريكية. ■ المشاكل الداخلية التي تعاني منها أمريكا وذلك بتدهور نظامها السياسي الحالي مع قدوم ترامب. ■ تنامي الانقسام الحزبي الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين واعتمادهما على قوه الضغط التجارية لإنهاء بعضهما. ■ يعتبر ظهور الصين اقتصاديا مؤثراً ضاغطاً على الاقتصاد الأمريكي في المستقبل القريب. ■ التوتر العرقي والاجتماعي في النسيج المجتمعي الأمريكي والذي يظهر مع تعاظم المشاكل الاقتصادية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والديون الطلابية والعامة المتزايدة. ■ تراجع ثقة الدول بالدولار الأمريكي ما ينعكس سلبا على نفوذ أمريكا الاقتصادي في حال بدأت محاولات التداول بغير الدولار. ■ وجود أصوات تنادي بالتحول في الخطاب العالمي حتى يوجه نحو تعدد الأقطاب والعدالة الدولية بدلا من قبول أمريكا أو الأقطاب أحادية الجانب. وهذا كله سوف يسقط الهيمنة الأمريكية كمبدأ، يعني أنها لم تعد مقبولة كدولة زعيمه للعالم. إن هذا التغير الذي يطرأ على العالم اليوم هو نتاج طبيعي لخنوع الشعوب طوال هذه الفترة للهيمنة الرأسمالية ولقذارة الرأسمالية من حيث المبدأ فهي تغذي البغضاء وتورث الشقاء للبشرية. فاليوم مع هذه التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، جدير بعقلاء هذا العالم أن يتحركوا للتخلص من الهيمنة الأمريكية والبحث عن بديل يصلح لأن يقود العالم، ولا يوجد أي مبدأ يستطيع إزاحة الرأسمالية سوى الإسلام المبدأ الرباني الذي ينقل العباد من عباده العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان والرأسمالية إلى عدل الإسلام ونوره. فيا أهل الإسلام: إن جموع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية ينتظرون دعمكم وهم يعملون ليل نهار لتحقيق بشرى رسول الله ﷺ وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي آن أوانها واقترب فجرها إن شاء الله. فكونوا في عون العاملين لها واستنهضوا كل من يملك القوه لنصرة أهل الدين، ولنعدها سيرتها الأولى ونسعى للتخلص من معيشة الضنك التي فرضت على العالم، ونرضي رب العزة سبحانه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نبيل عبد الكريم اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 22 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 22 بسم الله الرحمن الرحيم انقسام اقتصادي حاد بشأن نهج الرئيس ترامب مقامرة على حافة الهاوية يشهد القطاع الاقتصادي انقساماً حاداً حول الاستراتيجية الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس بسبب غياب خطة واضحة كما يُروّج، بل لأن النهج الذي يتبعه يتسم بعدم التقليدية، وعدم القدرة على التنبؤ، وينطوي على مخاطر كبيرة. لقد بدت هذه الاستراتيجية كمقامرة عالية المخاطر، تشبه ما يعرف بـحافة الهاوية الاقتصادية، حيث يعتمد كل طرف على صبره بانتظار تراجع الطرف الآخر. وقد تجلّى هذا النهج بشكل واضح خلال الحرب التجارية بين أمريكا والصين، عندما فرض ترامب رسوماً جمركية بلغت نسبتها 145% على بعض الواردات الصينية، الأمر الذي دفع الصين إلى الرد برسوم وصلت إلى 125% على السلع الأمريكية. وعلى خلاف السياسات الاقتصادية التقليدية التي ترتكز على استقرار الأسواق والتعاون الدولي، يعتمد هذا النهج على إجراءات هجومية وارتجالية، شملت فرض رسوم مفاجئة، وتهديدات بفك سلاسل التوريد، ومحاولات لإعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي دون معالجة المشاكل الهيكلية طويلة الأمد. ورغم أن هذه الإجراءات قد تحقق مكاسب سياسية قصيرة الأجل، فإنها على حد وصف ترامب، تمثل "ألماً قصير الأجل" من أجل مكاسب محتملة، لكنها في الواقع تزرع حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية وتفتح المجال لردود اقتصادية انتقامية من الخصوم. فلماذا اختار ترامب ومؤيدوه هذا المسار؟ الجواب يكمن في مزيج من الثقة المفرطة أو الغرور السياسي وسوء تقدير كبير لاستراتيجية الصين الاقتصادية. فقد واجهت بكين هذه التحديات ليس بالخضوع، بل بردود مدروسة شملت فرض رسوم مضادة، وتوسيع علاقاتها التجارية مع شركاء جدد، إلى جانب تعزيز الابتكار المحلي. وقد أثبتت قدرتها على الصمود، الأمر الذي قوّض الافتراضات الأمريكية بأنها ستنهار تحت الضغط الاقتصادي. وفي نهاية المطاف، لا تبدو هذه الاستراتيجية خطة اقتصادية متماسكة، بقدر ما تمثل محاولة لاستخدام الاقتصاد كأداة في لعبة القوة الجيوسياسية وإعادة هيكلة الموقف الدولي العالمي؛ وهي لعبة قد تكون لها تبعات كارثية وطويلة الأمد على الاقتصاد الأمريكي والنظام الاقتصادي العالمي ككل. وفي خضم هذا المشهد العالمي المضطرب، يبرز سؤال جوهري: أين موقع الإسلام والمسلمين اليوم؟ هل سنبقى مجرّد أحجار على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، يُحدَّد مصيرنا ومصير شعوبنا والإنسانية جمعاء دون أن يكون لنا أدنى حراك؟ هل سنكتفي بدور المتفرج في صراع بين جشع الرأسمالية وتسلّط الاشتراكية، بينما نملك إرثاً حضارياً ونظاماً ربانياً قادراً على إنقاذ العالم من الفوضى والظلم الاقتصادي؟ أم آن الأوان أن ننهض بوصفنا أمة ذات سيادة، تملك مقوّمات حضارية واقتصادية هائلة، وتشارك في صناعة القرار العالمي كلاعب فاعل لا كأداة مستغلة؟ ألم يحن الوقت ليظهر الإسلام بعدله ورحمته من خلال نظامه الاقتصادي والمالي؛ حيث تُوزّع الثروات بعدل، ويُمنع الاحتكار، وتُزال الضرائب الجائرة، ويتحرّك المال في المجتمع بحرية وعدالة، ويُربط بميزان الذهب والفضة، فتستقر الأسواق وتستعيد الإنسانية توازنها المالي والمعيشي؟ فإن أعرضنا عن هذا النهج، فإننا لا نُقصي الحل فحسب، بل نُقصي أنفسنا عن سنن الإصلاح والنهضة، ونُعرّض شعوبنا لما توعّد الله به من الضنك في الدنيا والعذاب في الآخرة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سامر دهشة (أبو عمر) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 23 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 23 بسم الله الرحمن الرحيم أيها المسلمون، أهل غزة بحاجة إلى مساعدتكم! الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان ومكننا من صيامه وأداء صلاة التراويح والاعتكاف وإحياء ليلة القدر، وتوزيع الزكاة والإحسان وصدقات الفطر على المحتاجين المستحقين. تقبل الله منا جميع الأعمال التي أديناها إيمانا واحتسابا في هذا الشهر المبارك وبلغنا جميعاً رمضان القادم بالعافية. فجزى الله تعالى المخلصين الذين قدّموا إخواننا الفلسطينيين المظلومين ماء الشرب النظيف والطعام والمال في شهر رمضان، ولو كان ذلك بالطريقة الوحيدة الممكنة وهي منظمات الوقف والجمعيات الخيرية، أجراً عظيماً في الدنيا والآخرة. احتفلنا هذا العام أيضا بعيد الفطر امتثالاً لأمر الله ولكن منفصلين بعضنا عن بعض بسبب هذه الحدود الوطنية والقومية الزائفة. لقد عكرت رغبتَنا في خلق البهجة والاحتفال بالعيد بفرحة الأخبارُ الرهيبة الواردة من غزة. لقد قصف يهود الغاصبون الذين هم أعداء ليس فقط للمسلمين بل للبشرية جمعاء، قصفوا بالصواريخ والطائرات في يوم العيد الأطفال والأبرياء المزينين للعيد. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة قُتل 53 فلسطينياً وأصيب 189 آخرون. وفي اليوم الثاني من العيد قُتل 41 مسلماً، وفي اليوم الثالث قُتل 46 مسلماً... ولا تزال أعمال الإبادة الجماعية هذه، التي ينظمها كيان يهود المجرم مستمرة حتى يومنا هذا. منذ شهر رمضان وحتى الآن يتم إجلاء الآلاف من المسلمين من بيوتهم، وقد أضيفت مشكلة الجوع إلى هذه المصائب. إن الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية التي تسيطر على ثروات الأمة الضخمة وجيوشها الحديثة لا تتخذ أي خطوات عملية لتحرير فلسطين من يهود، ونصرة المسلمين المظلومين هناك. وتدعي هذه الأنظمة أنها موقعة على اتفاقيات دولية وهي التي تمنعها من فرض عقوبات على كيان يهود أو التدخل العسكري! وسواء أكانوا حفظة قرآن أو قادة حركة إسلامية فإنهم في نهاية المطاف ينقلبون المنفذين التافهين الذين لا يرون سوى السلطة والهيمنة، لأنهم يكبّلون أنفسهم والأمة بأخذهم على عاتقهم تطبيق النظام الديمقراطي والاعتراف بالقوانين الدولية الفاسدة. إن الفؤاد يمزق برؤية الأبرياء من الرضع والأطفال والنساء، يُقتلون ويُشوهون في غزة. ونقول ليت هذه المجزرة تنتهي مهما كان الأمر. حتى لدى البعض فكرة تقول لماذا لا يمكن التصالح مع كيان يهود؟! ويجب أن لا ننسى أن هؤلاء المهجرين هم إخواننا وأخواتنا والمكان الذي يقاومون فيه ولا يتخلون عنه هو الأرض المباركة حيث المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ومسرى رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال. وقد فُتحت هذه الأرض قبل المدن العظيمة كسمرقند والقرم وإسطنبول في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه وأصبحت دار إسلام؛ أرض المسلمين. ومن وجهة نظر الإسلام أيضا تعتبر هذه الأرض جوهرة بلاد المسلمين. ولذلك فكلما قمنا إلى الصلاة لا بد أن يتمثل المسجد الأقصى أمام أعيننا الذي له مكانة مهمة في فرض هذه العبادة. وما دام أهل غزة العزة يدركون قيمته إدراكاً عميقاً ويصبرون ويثبتون حفاظا على دينهم وشرفهم فلن يقبلوا الذل والهوان، ويجب على المسلمين جميعا أن ينصروهم. قال الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. كما أنه من الضروري لمن ضعف إحساسه بآلام المسلمين المظلومين أن يجدد إيمانه، لأن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأُمُورِ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ». لذلك على المسلمين أن يدركوا أن فلسطين لن تتحرر إلا إذا أقيمت الخلافة الراشدة التي ستفي بوعد الله دون أن تقبل الاتفاقات والالتزامات الدولية الحاضرة التي عقدتها الدول الاستعمارية. وتأكيداً لهذه الحقيقة قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». وقد تأكد واجب إقامة هذه الدولة التي تطبق أحكام ديننا الحنيف تطبيقاً كاملاً وتحمي أرواح وممتلكات وأعراض المسلمين جميعاً على وجه الأرض، على أنها تاج الفروض. واليوم بينما يسعى المسلمون لإقامة الخلافة الراشدة يجب عليهم أيضاً أن يستخدموا كل ما لديهم من الإمكانات لنصرة أهل غزة. واليوم أبناء شعبنا يعملون ليس في أوزبيكستان فحسب بل في أوراسيا وأفريقيا وأستراليا وجميع قارات العالم أيضا. في ظل الظروف الحالية من الممكن التواصل وإرسال الأموال إلى أي مكان في العالم كل يوم. لذلك يجب أن نتجاوز احتياجاتنا اليومية لمساعدة إخواننا في غزة. قال رسول الله ﷺ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ». وخلاصة ما سبق هو أن كل إنسان صغيراً أو كبيراً، رجلاً أو امرأة، عالماً أو عامياً، أياً كان، عليه مسؤولية أن يعيش مع همّ الإسلام والمسلمين وأن يبذل قصارى جهده لحل مشاكل أهل غزة. لا تنسوا أيها المسلمون أنكم ستُسألون عن غزة يوم القيامة حتماً. وحتى تبيضّ وجوهكم في ذلك اليوم استخدموا كل الإمكانيات والفرص التي منحكم الله إياها وأنفقوا أموالكم! قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد الرحمن الأوزبيكي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 24 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 24 بسم الله الرحمن الرحيم إعادة تشكيل الشرق الأوسط قراءة استراتيجية في الدور الأمريكي من بوابة الأزمة السورية وتداعيات عملية طوفان الأقصى مقدمة: منذ اندلاع ثورة الشام عام 2011، ساد اعتقاد بأن أمريكا تقف خلف كل تحوّل كبير في مسار الأزمة، سواء بالدعم أو السكوت أو التدخل غير المباشر. لكن رغم هذا الفهم العام، يطرح البعض تساؤلات عن تناقضات الدور الأمريكي، وخاصة تجاه بقاء النظام السوري. فلماذا لم تُسقِط أمريكا الأسد رغم سقوطه واستمرت في حمايته؟ ولماذا الآن يتسارع الحديث عن حل سياسي ينهي وجوده تدريجياً؟ ولماذا يبدو أن أمريكا تعيد ترتيب الأوراق في المنطقة بالكامل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؟ تسعى هذه الدراسة للإجابة على هذه الأسئلة من خلال تحليل المشهد من أربعة محاور رئيسية، تُستكمل بخاتمة شرعية تُبرز الحل الإسلامي الجذري للمشكلة. المحور الأول: أولوية أمريكا ليست إسقاط الأسد بل هندسة البديل 1-1 بشار الأسد أداة وظيفية لا ذاتية حافظ نظام الأسد لعقود على حدود "آمنة" مع كيان يهود، وهو ما تريده أمريكا. سكتت أمريكا عن استخدامه للسلاح الكيماوي عام 2013، كما كشفت تقارير أممية لاحقاً. لذلك لم يكن القرار بإسقاط الأسد متعلقاً بجرائمه، بل بمدى جدوى بقائه كأداة. مصدر: Human Rights Watch – Chemical Attacks in Syria 1-2نضج البديل المؤمّن أمريكياً دعمت أمريكا ما يسمى "الإسلام المعتدل" كواجهة سياسية وعسكرية بديلة (مثل الجيش الحر سابقاً). تمّت هندسة هيئة تحرير الشام لتتحوّل من فصيل مقاتل إلى كيان إداري يخدم أجندة ضبط الحراك. لم يُسمح لأي فصيل جهادي حقيقي بالتقدّم نحو دمشق، خوفاً من انفلات السيطرة. المحور الثاني: حماية كيان يهود خط أحمر أمن كيان يهود هو المبدأ الثابت في السياسة الأمريكية. ترفض أمريكا أن تُطل أي قوة معادية للكيان من الجنوب السوري، كما رفضت ذلك في الجنوب اللبناني. لذلك، قبل إسقاط الأسد، يجب ضمان عدم ظهور تهديد جديد لـ"الكيان المؤقت". المصدر: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى المحور الثالث: تحوّل الأولوية نحو الصين ثم المفاجأة 3-1 السياسة الأمريكية الخارجية تتجه نحو آسيا بعد فشل الحروب المباشرة (أفغانستان والعراق)، أعادت أمريكا تموضعها لتتفرغ للصين كمنافس اقتصادي وعسكري. تقليل الوجود العسكري في الشرق الأوسط بات من أولويات الإدارات الأمريكية منذ عهد أوباما. تحليل: Brookings Institution – Pivot to Asia 3-2مفاجأة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 فجّرت عملية "طوفان الأقصى" كل الحسابات الأمريكية: أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية. فجرت غضباً شعبياً عربياً متصاعداً. أحرجت الأنظمة العميلة، وبدأت تهدد استقرارها. لذلك بدأت أمريكا: السماح لمصر بـ"تصعيد شكلي" لاستيعاب الغضب. دعم ملك الأردن في امتصاص الحراك الشعبي. تشجيع تركيا على لعب دور الموازن لإبقاء الأمور تحت السيطرة. المحور الرابع: مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط تتسارع اليوم خطوات أمريكا لتثبيت "هندسة جديدة" للمنطقة عبر: تفكيك الأنظمة الضعيفة وإعادة تشكيلها (السودان، اليمن، ليبيا). إبرام تسويات مع إيران وتركيا وكيان يهود لتقاسم النفوذ. تمرير موجة تطبيع جديدة لتثبيت كيان يهود كدولة "شرعية" في المنطقة. تحليل: RAND Corporation – The New Middle East Order ما هو الموقف الإسلامي تجاه هذا الواقع؟ ما يجري اليوم ليس إلا تكراراً لمسلسل الاستعمار الحديث، تُنفّذ فيه أمريكا مخططاتها بأدوات محلية ووكلاء إقليميين. ولو سُئل أي مسلم اليوم: كيف نواجه كل ذلك؟ فإن الجواب لا يمكن أن يكون جزئياً أو مؤقتاً. * الحل الشرعي الوحيد هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة: خليفة يُبايع على كتاب الله وسنة نبيه، لا على رضا البيت الأبيض. وحدة سياسية تُنهي التبعية والتجزئة. جيش واحد يردع العدو ولا ينتظر إذن مجلس الأمن. اقتصاد مستقل عن الهيمنة الغربية. فمهما كانت حسابات أمريكا اليوم فسيأتي يوم يكون وبالاً عليها وعلى عملائها في المنطقة وستكون بمواجهة مع الأمة مباشرة عندما تستعيد الأمة صدارتها ودولتها وبيعة إمامها على كتاب الله وسنة نبيه. وحينها ستكون الأمور العظام وستتغير واجهة المنطقة برمتها. وسيحسب الغرب ألف مرة قبل أن يقدم أو يفكر على أي عمل يهدد البلاد الإسلامية، أما كيان يهود فستكون حينها نزهة من نهار لإزالته من الأرض كلها ولن تؤويه أرض أو يستظل بسماء، وسيكون أثراً بعد عين، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله. قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾. هذا هو المشروع الحضاري البديل، وهو وحده الكفيل بإنهاء التبعية والخيانة، وسحق كيان يهود، وردّ كيد أمريكا والغرب. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير بهاء الحسيني – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 25 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 25 بسم الله الرحمن الرحيم فلسطين تحررها معركة برية تشارك فيها جيوش المسلمين وليست التظاهرات ولا المعركة الوهمية جوية كانت أو بحرية! اعتاد الحوثيون بعد التظاهرات التي يحشدونها عصر كل جمعة في صنعاء وساحات المدن الأخرى الواقعة في مناطق سيطرتهم، أن يقوم كثير من المحاضرين منهم بعد صلاة المغرب في كثير من المساجد بإلقاء كلمات فحواها أن أهل اليمن بقيادتهم هم من يناصر قضية فلسطين ويساند أهل غزة في حربهم ضد كيان يهود الذي دمر غزة وأهلك الحرث والنسل فيها... وأن الحوثيين مستمرون في إسناد غزة بمهاجمة سفن أمريكا وكيان يهود مهما كلفهم ذلك من تضحيات من ضربات أمريكا التي تشنها عليهم في مدن كثيرة من مناطق سيطرتهم منذ ثلاثة أسابيع، كما وأنهم لن يتوقفوا عن رشق كيان يهود بالصواريخ وحشد الملايين من أهل اليمن للتظاهر ضدهم كل أسبوع حتى يوقفوا عدوانهم الغاشم على غزة. فهل التظاهرات في الساحات والدعاء في المساجد، وما يقومون به سواء في باب المندب أو إطلاق الصواريخ والمسيرات التي تعترضها دفاعات كيان يهود أو تسقط في أماكن خالية من السكان فلا تحدث أي ضرر بيهود لا في الأرواح ولا في الممتلكات، هل كل تلك الأعمال تؤدي إلى تحرير فلسطين؟! إن الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار التي يتقبلها العقل السليم ولا تقبل أي نقاش هي أن أي بلد محتل لا يحرر إلا بالقوة التي يمتلكها جيشه، أو جيوش البلدان المحيطة به والتي تربطها به رابطة العقيدة أو حتى رابطة القومية. وفلسطين بلاد إسلامية تربطها بالبلاد المحيطة بها رابطة العقيدة الإسلامية وهي جزء لا يتجزأ من بلاد المسلمين وتحريرها لا يكون من الداخل فهي لا تملك جيشا، فلا بد من جيش من خارجها يقوم بتحريرها كجيش مصر الذي هزم التتار في عين جالوت، أو كجيش تركيا الذي فتح القسطنطينية أو غيرها من جيوش المسلمين. أما اجتماع هذه الجيوش أو بعضها ودخولها أرض فلسطين في معركة برية فإنها حتما ستقلب الموازين لصالح المسلمين رأسا على عقب فتحرر الأرض والعرض وتهزم يهود وتخرجهم منها أذلة وهم صاغرون. والتاريخ شاهد على ذلك، فقد احتل الصليبيون فلسطين وسفكوا دماء المسلمين فيها وفعلوا ما يفعله يهود اليوم، فقد بقيت تحت حرابهم ٨٨ عاما حتى جاء جيش التحرير من خارج فلسطين بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي فطهرها من دنسهم، وهزمهم شر هزيمة، وأخرجهم منها أذلة وهم صاغرون وأعاد فلسطين كاملة إلى ديار المسلمين، وتمتع أهلها بنعمة التحرير مئات السنين حتى تآمر أعداء الإسلام من جديد بزعامة بريطانيا فمنحوا يهود وعد بلفور وزرعوا كيانهم في فلسطين عام 1948م وما زالت تحت حرابهم إلى اليوم وجرائمهم فيها لا تتوقف كل يوم، وتدميرهم لغزة وإهلاك الحرث والنسل فيها شاهد على جرائمهم الوحشية، وما كان لهم وهم من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة أن يفعلوا ذلك لولا خيانة حكام المسلمين لفلسطين وأهلها فقد أمن الفأر غياب الأسد. أيها المسلمون: إن الواجب عليكم جميعا هو إقناع الجيوش بأن تنتفض من ثكناتها فتكسر القيود التي كبلهم بها الحكام الخونة، فتنطلق مزمجره الله أكبر الله أكبر هلكت يهود، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين. ففلسطين لن تحررها المظاهرات ولا الدعاء في المساجد ولا المعارك الوهمية سواءً أكانت جوية أو بحرية، ولا التبرعات المالية، وإنما تحررها الجيوش التي تربط الأسباب بمسبباتها وتخوض المعركة البرية على أرض فلسطين فتهزم يهود وتخرجهم منها أذلة وهم صاغرون، أو تنتفض الأمة لإسقاط العروش وتقيم على أنقاضها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير فتحرك الجيوش فتحرر فلسطين وأخواتها وتحمل الإسلام رسالة نور وهدى إلى العالم كله بالدعوة والجهاد ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حاشد قاسم – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 26 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 26 بسم الله الرحمن الرحيم السيف أصدق أنباءً من الكتب إنّ ما يجري اليوم في غزة من مجازر دموية وجرائم وحشية بحق أهلنا، لا يمكن أن يُحلّ في أروقة مجالس الخيانة، ولا في دهاليز الأمم الفاسدة، ولا أن يُعلَّق على أوهام المفاوضات العقيمة التي يقودها حكام الذل، حفظاً لماء وجوههم، على حساب دماء الأبرياء. لقد أثبت التاريخ أن يهود لا عهد لهم ولا ميثاق، فهم يعودون إلى سابق غدرهم كلما هدأت العواصف وتوارى الغضب، وإنّ مأساة غزة لا تُحلّ بهدنة هشة، ولا بمفاوضات لا تُثمر إلا مزيداً من التنازلات. إنّ يهود، الذين اغتصبوا أرضاً من أراضي المسلمين، وشرّدوا أهلها، وارتكبوا المجازر بحقهم مراراً وتكراراً، لا يزالون يمعنون في القتل والتهجير ما دام كيانهم قائماً. وهم أصل البلاء، وسبب الداء، ولا علاج إلا باستئصال هذا الكيان الغاصب، وكل ما سواه من حلول، ما هو إلا خيانة لله ورسوله ولفلسطين وأهلها. الحل لا يكمن في التوسل إلى الولايات المتحدة للضغط على يهود، ولا في الشجب والاستنكار الذي يردّده حكام نُصّبوا لحراسة مصالح الاستعمار، وما كان لكيان يهود أن يبطش بأهلنا في غزة لو علم أن في المسلمين من يردّ كيده، ويقطع يده، ويتصدّى لمخططاته. إنّ النصرة الحقيقية لا تكون بالدموع والخطابات، وإنما بإحياء فريضة الجهاد، التي بها تُسترد الحقوق، وتُصان الدماء، وتُرفع الرؤوس، وللأسف فإنّ حكام بلادنا قد قرّروا - في مؤتمراتهم الخاوية - تعطيل هذه الفريضة، دون أدنى حياء من الله ورسوله، وهم بذلك يعطلون سنام الأمة وقوّتها. ويا للأسف، فإننا نتسابق اليوم في إظهار الأسى والعطف، ونكتفي بالشجب والاستنكار، دون أن نخطو خطوة عملية، ودون أن نكون في مستوى الغربان، الذين يعرفون كيف يُوارون سوءات إخوانهم! إنّ كل أساليب البيان، وكل خطابات العزاء، لن تعيد العزة للمسلمين، ولن توقف نزيف دمائهم، ولا صرخات ثكالاهم... فالسيف أصدق أنباءً من الكتب... كان الأولى بنا أن نتداعى للالتحاق بصفوف المجاهدين الزاحفين لتحرير الأرض، وقتال العدو، واستئصال جذوره، حتى يعلم العالم أن وراء المسلمين أمةً لا تموت، وجيوشاً تزحف لتحرق الأرض تحت أقدام عدوها. إنّ قضية فلسطين لم تبدأ اليوم، بل ربما كانت بدايتها منذ اللحظة التي رفض فيها الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله بيع شبر منها، قائلاً: "إنّ فلسطين ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، وإذا ما مزقتم دولة الخلافة يوماً، فآنذاك يمكنكم أن تأخذوها بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإن عمل المبضع في بدني أهون عليّ من أن أرى فلسطين وقد بُترت من جسد الدولة العثمانية". شتّان بين موقف رجل الدولة ذاك، ومواقف حكامنا اليوم، الذين يفاوضون العدو، ويتوسلون إلى أمريكا أن تضغط على الكيان الغاصب لوقف جرائمه، فوصل بنا الهوان إلى أن تُقدّم التنازلات تلو التنازلات، في سبيل وقف عدوان شرذمة لا تبلغ تعداد دولة صغيرة، فإلى أي درك سحيق من الذل انحدرنا؟! لم يعد الشجب ينفع، ولا الاستنكار يُجدي، فنحن قادرون على المواجهة، إن تخلّينا عن التبعية، وإن قرّر أهل القوة والمنعة النهوض بواجبهم، وعلى رأسهم دول الطوق التي تحاصر غزة لا العدو. نحن أمةٌ فُرض فيها الجهاد، وهو واجب لا يسقط، ولا يُعطَّل بقرارات سياسية أو اتفاقيات هدنة، أما النظام الدولي، فهو لا ينصف مظلوماً، ولا ينصر حقّاً، وقراراته حيثما كانت، فهي دوماً في خدمة المشروع الصهيوني. لقد سقطت كل الحجج، وزال كل العذر، فالمصيبة عامة، والذل قد استفحل، والعدو يمعن في عدوانه، ونحن نتفرّج. ومن يصمت على جرائم العدو، وهو قادر على ردّه، فهو شريكه في الجريمة. وأختم فأقول لإخواننا المجاهدين، المرابطين في أرض الإسراء والمعراج: امضوا على دربكم، واثبتوا على الحق، فإنكم أكرم منا جميعاً، ولا يخدعنّكم من يفاوض ويتنازل، ليبيع دينه بعرض من الدنيا. أنتم تسيرون على درب من سبقكم من الصحابة والتابعين والمجاهدين في سبيل الله. وتلك والله سنة مباركة، وطريق العزّة، وليس ثَمّة طريقٌ للعودة إلى الكرامة سوى طريق الجهاد. واعلموا أن لكم في الأمة إخوة ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ولن يهدأ لهم بال حتى يتحقق وعد الله سبحانه، وتزحف جيوش المسلمين تحت راية التوحيد، بقيادة توحّد الصف وتجمع الكلمة، وتعيد للأمة مجدها وعزتها، وما ذلك على الله بعزيز. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 27 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 27 بسم الله الرحمن الرحيم الخلافة الراشدة الموعودة بين حزبها الرائد وجُندها الأنصار! لقد كانت قضية الاستخلاف والتمكين، ولا تزال، هي قضية الإنسان منذ أن عهد الله إليه بالخلافة في الأرض، وهي مسألة تكليف أكثر منها تشريف، حيث قال تعالى مخاطبا ملائكته في ملئه الأعلى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، ثم إن الله سبحانه وتعالى لم يترك الإنسان على هذه الأرض هملاً يستهدي بعقله العاجز عن الإحاطة بتقلبات الحياة ودخائل النفوس، بل أرسل الرسل وأنزل الكتب، ليقوم الإنسان بالخلافة عن الله في الأرض على أساس الحاكمية لله وحده لا شريك له، وفي هذا سعادة الدنيا والآخرة! لكن المجتمعات في أي زمان ومكان حين تبتعد عن منهج الله ويصيبها الركود والغفلة، تتحكم فيها الغرائز وتنشأ عندها أفكار وتصورات تستند إلى حاكمية البشر، يتعارف عليها الناس ويتخذونها قوانين وأحكاماً يعيشون على طريقتها حياتهم كواقع يصعب عليهم تجاوزه ومفارقته، ويعتبرون الخروج عنها فيه ضرباً من الخيال أو الجنون، وبطبيعة الحال فإن دعوة الحق حين تُبعث في هكذا مجتمع تكون غريبة وأهلها غرباء يُتَّهمون بين قومهم بالعمالة والجنون، إذ إن أفكارهم وتصوراتهم لا تتفق مع تصورات المجتمعات القائمة من حيث الأصل والفرع، ولسان حال الناس تقول: ما هذا الذي جئتم به؟! ولذلك فإن قضية الاستخلاف والتمكين في الأرض كانت ولا تزال هي القضية الجوهرية في دعوة الأنبياء والرسل صلوات عليهم أجمعين. ولما كانت دعوة الإسلام عالمية خالدة حتى قيام الساعة، فإن نبينا محمداً ﷺ قد أشار إلى غرابة الإسلام في تأريخ الدعوة الخالدة ولخصها في الحديث الذي نستلهم منه أهمية الاستخلاف والتمكين الذي تزول به الغرابة عن الإسلام، ونتأسى بطريقته العملية ﷺ في إنجاز الواجب المحتوم على أبناء الأمة الإسلامية تجاه هذه القضية، حيث قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي» رواه الترمذي. والمؤمن الصادق في زماننا هذا الذي تتوق نفسه إلى استئناف الحياة الإسلامية وإعادة أمجاد الأمة من جديد، هو المؤمن الفطن الذي أدرك فرضية العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الموعودة التي بشر رسول الله ﷺ بقيامها على أنقاض هذا الحكم الجبري الذي أقصى الإسلام عن الحكم، وهي ليست إلا بشرى للعاملين المخلصين، المتسنّمين طريقة رسول الله ﷺ لإقامة الحكم بما أنزل الله في واقع الحياة، حيث كانت المدينة المنورة هي عقر دار الإسلام الأول بقيام دولة الإسلام التي على إثرها زالت الغرابة عن الإسلام، وتحقق الاستخلاف والتمكين في حياة الناس وتوسعت الفتوحات وأصبح الناس ينعمون في ظلال حكم الإسلام ونظامه، إلى أن جاءت الفاجعة الكبرى بهدم دوله الخلافة العثمانية عام ١٣٤٢هـ - ١٩٢٤م، وعاد الإسلام غريبا كما بدأ غريباً، فأي رجال الأمة المخلصين في هذا العصر هم الغرباء أهل طوبى العاملون للاستخلاف والتمكين الموعود؟ وأي جند الأمة هم الأنصار الشرفاء الذين يؤيد الله بهم دعوة هؤلاء الغرباء المتسنّمين طريقة رسول الله ﷺ في إقامة الدولة الإسلامية الأولى؟ والمتدبر في سيرة رسول الله ﷺ تتجلى له معالم الدعوة التي تجمع بين غرباء الإسلام في عهد النبوة والغرباء المستبشرين في هذا الزمان بإقامة دولة الخلافة الراشدة الموعودة، حيث تجسدت هذه المعالم في وجود أمة من الناس في صورة حزب مبدئي يحمل مشروع الإسلام، يتحقق على يديها وجود القناعة في قادة من رجال أهل القوة والمنعة لإبرام بيعة الحكم والنصرة، لتسلم القيادة المخلصة زمام الأمور في المجتمع، ولقد كان المهاجرون رضوان الله عليهم هم الرجال الذين كتلهم رسول الله ﷺ ليجسدوا معه الدور العملي للجماعة المبدئية بقيادته ﷺ، وكان الأنصار رضوان الله عليهم هم أهل القوة والمنعة الذين استجابوا لدعوة الإسلام واستبشروا بنصرته في بيعة جزاؤها الجنة، ولم تأت استجابة الأنصار محض صدفة، بل نتيجة فرضها الإيمان والثبات على الطريقة الشرعية التي سار عليها الأسوة الحسنة رسول الله ﷺ بأمر من الله، حيث قال تعالى: ﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾، فقد ثبت أن رسول الله ﷺ خرج إلى قادة القبائل داعياً إياهم للإسلام والنصرة، ولم يحد عن هذا الأمر بالرغم من مشقة هذه المهمة التي لاقى في سبيلها الاستهزاء والمخاطر، وفي حادثة الطائف آية وعبرة لثبات رسول الله ﷺ على هذا الأمر حتى شاء الله أن ينجز وعده بالاستخلاف والتمكين بإيمان قادة الأوس والخزرج (الأنصار رضوان الله عليهم). وعلى هذا الأساس فإن حزباً رائداً في هذه الأمة قد قطع على نفسه عهداً أن يسير على طريقة رسول الله ﷺ في إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهو إذ ينادي اليوم المخلصين في جند الأمة وجيوشها لمد يد البيعة لإقامة الحكم بما أنزل الله، ألا وهو حزب التحرير الذي يعمل مع الأمة وبينها لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة أمجاد الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة. وفي هذا الظرف الذي أيقن أبناء الأمة خذلان الحكام وحقيقة عمالتهم وفساد أنظمتهم فإن حزب التحرير هذا يدعو أبناء الأمة لاستنهاض جيوش الأمة لنصرة قضايا الأمة وتوجيه الرأي العام لإنجاز البشرى النبوية في قيام الخلافة الراشدة، وحسم المعركة مع اليهود، حيث قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾ فأي الجند هم أهل الشرف العظيم الذي ظفر به أنصار رسول الله ﷺ؟ لقد آن الأوان للمآسي والآلام التي تحرك لها الجماد أن يتحرك لها جند الله الميامين لنصرة الإسلام، فهذا رباط عسقلان ثابتاً لا زال ينادي، فأي جند للإسلام يأخذون وسام الشرف بدخول بيت المقدس فاتحين كما فتحت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ أي جند يقولون: نحن لها فيكتبهم التاريخ في أروع صورة، ويثني عليهم المؤمنون كلما قرأوا ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾؟ يا أحفاد الأنصار: لقد آن الأوان أن تدركوا معنى الجندية في الإسلام، وأن حياتكم الحقيقية هي في نصرة دينكم، فكم قادة ماتوا في سبيل الإسلام وهم أحياء، وكم قادة عاشوا قبلكم وهم في حقيقة الأمر أموات، ولما ماتوا على خذلانهم لم يحزن لهلاكهم أهل السماء وأهل الأرض، فكيف بكم وقد شهدتم صراخ الطفل والمرأة والعجوز يطلبون نصرتكم لتنقذوهم من بطش كيان يهود الذي استباح دماء المسلمين وعلى أرضهم؟! إنه لعار وشنار وإثم كبير أن تظلوا في حراسة حكام السوء الذين عطلوا شرع الله وأحلوا بلاد المسلمين لحكم الكفار، فالخلافة الخلافة هذا أوانها فكونوا رجالها الأخيار، فلا تترددوا عن الإقدام لهذا الشرف العظيم فإن الله غالب على أمره ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمؤْمِنِينَ﴾ ولكم أن تتصوروا روعة المشهد حين تعانقكم هامات الأمة الإسلامية وتفاخر بكم، بل وتسير معكم ما دمتم في نصرة دينها، لكم أن تتصورا حين تدخلون المسجد الأقصى مهللين ومكبرين تحملون راية العقاب ولواء الإسلام في ظل خلافة راشدة يعز الله بها المسلمين وما ذلك على الله بعزيز! أيها الأنصار الجدد، يا شرفاء الأمة: هل فيكم الراشدون الواثقون بدين الله ووعده؟! هل فيكم الكيس الفطن الذي أيقن بضعف عدوه الذي لا يقوى على الصمود في ساحات الوغى لهشاشة عقيدته وبطلانها؟ فاقرعوا جرس النصر ولا يغرنكم سلاح عدوكم فإنما هو سلاح على ظهر حمار، جاءكم به ليكون غنيمة بأسكم وشجاعتكم، فأنتم ذخر الزمان وفخر الأمة في هذه المواطن، فكونوا الطائفة المنصورة وسيروا مع الحزب المجدد الذي يرجو لكم خير الدنيا والآخرة، وانهضوا من سباتكم، ولا يفوتنكم أن الأمر كله بيد الله، فلو اجتمعت الإنس والجن على أذيتكم، فلن يضروكم إلا بشيء قد كتبه الله عليكم. أيها الضباط البواسل والجنود الأبرار، يا أهل الحلقة والبأس الشديد: زمجروا بأعلى صوتكم وانزعوا ثوب الهزيمة والتخاذل عنكم، هبوا إلى العلياء، إلى رضا ربكم، إلى جنة عرضها السماوات والأرض، اعقدوا العزم على تلبية النداء، واصدحوا ملء الحناجر.. لبيك اللهم لبيك.. لبيك تخرج من أفواه البنادق.. لبيك تشعل الأرض لظى تحت أقدام كل زنديق آبق.. لبيك تزيح عن كاهلنا هذا الزمن الغاسق.. لبيك ترجع العزة من كل فاسق.. تنشر الحق في كل المناطق.. لبيك تجعل راية الإسلام للسحب تعانق.. لبيك تثلج صدر من كان للخلافة عاشق.. لبيك تهز عرش كل منافق.. لبيك اصدح بها يا أخي قبلما الحياة تفارق!! اللهم قد بلغت، ولا يعجزك أن تنزع هذا الملك الجبري ولا يعجزك أن تؤيد العاملين لإقامة دينك بقوم لا يكونون أمثال الذين صموا آذانهم واستكبروا ولم يلبوا نداء الإيمان، حيث جاء في محكم كتابك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. هذه ذكرى لمن كان له قلب أن الخلافة الراشدة الموعودة قادمة، وهذا حزبها الرائد يعمل مع أمته دون كلل ولا ملل لطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، وإن معركة الحسم للقضاء على يهود قد جاء أوانها، وغداً ترتفع راية العقاب في بيت المقدس، وعداً غير مكذوب وإن غدا لناظره قريب بإذن الله!! شمس الخلافة قد أثار بشيرها *** مهجاً تتوق إلى الجهاد وترقب جيش الخلافة لا محالة قادم *** نعم الجنود جنودها والموكب الله أكبر عزنا في ديننا *** الله أكبر قوة لا تُغلَب كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير رمزي راجح – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 28 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 28 بسم الله الرحمن الرحيم حرب الرسوم الجمركية... فضائح وحقائق لعل الجميع يراقب ويشاهد ما أصاب الأسواق التجارية في العالم جراء القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضها على جميع دول العالم التي بينها وبين أمريكا تداول تجاري وذلك من أجل تحسين الميزان التجاري لصالح أمريكا، في خطوة لاقت استنكار دول العالم كله، واستهجان القيادات السياسية والخبراء الاقتصاديين والمحللين والمراقبين، وهو ما انعكس اضطرابا كبيرا في الأسواق العالمية، وساهم في ارتفاع الأسعار وبدء الدخول في ركود اقتصادي يهدد العالم، حتى وصفه بعضهم بأن أمريكا متجهة إلى حالة شبيهة بحالة الركود قبل الحرب العالمية الثانية والتي سميت بالكساد العظيم. وتأثرت جميع أسواق الأسهم والسندات، وانخفضت الأسعار بشكل كبير وتذبذبت بشكل واسع، دفع أغلب المستثمرين إلى التوقف وعدم الشروع بأية استثمارات جديدة حتى تزول الحالة التي أسموها حالة عدم اليقين التي تسببت بها إجراءات ترامب. والحقيقة أن التفاصيل والحيثيات كثيرة وتطول، ولكن لا بد من إضاءة على هذه القضية ووقفة تدبر وتأمل للعبرة والعظة. فأولا: لقد كشفت الأحداث حقيقة العالم الرأسمالي وقادته، بأنه عالم لا مكان فيه للقيم النبيلة ولا للأخلاق الرفيعة، وقادته لا يقيمون وزنا لغير مصالحهم المادية ومنافعهم الخاصة ولو كان ثمن ذلك سحق الآخرين أو ظلمهم أو التنكر لكل الالتزامات الإنسانية والأخلاقية، فهذا ترامب قد تنكر للقريب والبعيد، للصديق والجار، للحليف والشريك، ولم يكترث في قراراته التي اتخذها لشيء سوى مقدار المنفعة والمكاسب التي ستعود على بلده من جراء تلك القرارات، ولم يكترث لما سيصيب حلفاءه وجيرانه من مصائب وخسائر، ليجسد مقياس النفعية المتجذر في الفكر الرأسمالي وبأقبح صوره، ليدرك كل من كان له قلب أو ألقى السمع فساد مبدئهم ووضاعة مقاييسه. ثانيا: رغم إجماع كل الخبراء والمحللين على أن القرارات التي اتخذها ترامب ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين وعلى رأسهم الأمريكيون، وزيادة البطالة، إلا أن ترامب وإدارته لم يكترثوا لذلك كثيرا وحاولوا التخفيف من الصدمة بالقول إن ذلك سوف يكون لفترة مؤقتة ريثما تدور عجلة الاقتصاد من جديد، أي أنه لا بأس لديهم بأن يجوع ويتشرد الملايين، سواء لشهر أو لسنة، طالما أن الرأسماليين وحيتان المال هم المستفيدون بالنهاية، ليرسخ ترامب بذلك أن الرأسمالية مبدأ غير إنساني وأنها مبدأ الطغمة الحاكمة والرأسماليين، أما الشعوب فلها البؤس والشقاء ليحيا أصحاب رؤوس الأموال. فأي مبدأ هذا الذي يموت فيه الأغلبية لتحيا حفنة من المتنفذين والرأسماليين؟! ثالثا: لقد أثبتت الأحداث أن العالم جراء قيادة أمريكا والغرب له، هو عالم متوحش لا يرحم ضعيفا ولا يطعم فقيرا، ففي كل الخطابات التي ألقاها ترامب وممثلوه وكذلك قادة الغرب والصين في المقابل، خلت كل ذرائعهم من أية إشارة إلى الكوارث والمشاكل التي قد تحدثها القرارات والقرارات المضادة بحق الضعفاء والفقراء الذين هم أكثرية الشعوب والأمم، فما هذه العقلية المتوحشة التي تقود العالم ودوله، إذ لا تشكل الإنسانية أدنى همومهم؟! فما أحوج العالم إلى قيادة جديدة ترحم الضعفاء وتطعم الجوعى وترأف بالفقراء! رابعا: لقد كشفت الأحداث حجم مصيبة المسلمين في حكامهم، إذ خلت بلادهم من أية حسابات واعتبارات تذكر في الحرب الاقتصادية الدائرة، فبرزت وكأنها خارج المعركة ولا وزن لها، فأظهرت الأحداث حجم التخلف الاقتصادي والتجاري الذي تسبب به حكام المسلمين في بلاد المسلمين، حتى أضحت خارج معادلة الربح والخسارة أو تكاد. فالعالم يغلي اقتصاديا وتجاريا وكلٌّ يتأثر بما يتناسب مع حجم ميزانه التجاري بينما بلاد المسلمين بالكاد يتردد فيها صدى تلك المعارك، فما أعظم مصابنا في حكامنا! وأخيرا: من أعظم العبر والدروس التي ينبغي أن يستنتجها كل صاحب عقل ورأي، أن الرأسمالية مبدأ متوحش فاسد أفسد حياة الناس والشعوب، وأن الرحمة والنجاة إنما تكون بمبدأ الإسلام العظيم الذي هو ﴿مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾، لا يخضع لأهواء المشرعين وجشع القادة وعمى أبصارهم، ولا يسحق الشعوب من أجل حفنة من المتنفذين والطغاة، بل مبدأ رحمة يسعد البشرية ويأخذ بيدها لينتشلها من ظلام الرأسمالية وجور الحكام، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾. فاللهم عجل بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تعيد العدل والرحمة والخير للعالم. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس باهر صالح عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 29 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 29 بسم الله الرحمن الرحيم الأمَّةُ الإسلاميةُ بين عجزِها وخذلانِ علمائهاوحرب أمريكا ويهود السافرة عليها بعد الاتفاق على وقف الحرب بين لبنان وكيان يهود في 27 تشرين الثاني 2024، ثم سقوط نظام أسد في 8 كانون الأول، ازدادت اعتداءات كيان يهود على بلاد المسلمين بشكل كبير ومثير، قتلاً وتدميراً كيفما يشاء، وبدون أي رد من أيٍّ من دول المنطقة. وازداد تهديده لكل المسلمين وبلادهم بأنه يضرب بقوة كل من يهدده، واستكبر وتباهى بأن يده تصل حيث يشاء وأنه يقوم بتغيير وجه الشرق الأوسط بالقوة. والمسلمون يتعرضون لكل هذا ولم يظهروا أي مواجهة أو ردّ! لقد كان اتفاق وقف الحرب بين لبنان وكيان يهود بإرادة أمريكية، وكان لافتاً أن الهجوم الذي آل إلى إسقاط الأسد قد بدأ في يوم وقف الحرب نفسه 27 تشرين الثاني 2024. وما كان هذا السقوط السريع ليحصل لولا ترتيبات مسبقة مع أطراف الصراع والنفوذ في سوريا، ما يدل على أن أمريكا تقف خلف كل هذه الأحداث. أما اعتداءات كيان يهود فهي ليست جديدة، ولكن الجديد هو اتساع دائرتها وكثافتها حتى صارت يومية. فهي تقتل وتدمر في لبنان وسوريا بغير رقيب ولا حسيب، وكذلك تفعل في اليمن. ويوسع هذا الكيان حدوده في سوريا بغير أي ضابط أو رادع، ويهدد إيران ويفرض سياساته على تركيا في سوريا، ويعلن أنه سيغير الشرق الأوسط، ولن يقبل بوجود خلافة، وهي رسالة تهديد إلى تركيا. هذا ناهيك عن مجازره الوحشية على مدار الساعة على غزة وأهلها منذ أكثر من سنة ونصف، وأعمال تجويع الناس حتى الموت وقصف المدنيين الذي ينقض كل القوانين الدولية. وهذا كله على مرأى ومسمع من كل مسلمي العالم ومن دول العالم، وبتأييد ودعم أمريكي علني. لا يخفى هذا الواقع على أحد، كما لا يخفى أن أمريكا هي التي تريده وتدعمه وتحول دون منعه. ولن تتوقف عن هذا الدعم أو تمنع شيئاً من هذه الاعتداءات طالما تخدم سياستها وتحقق مصالحها. ولكن الجديد هو زيادةُ هذه الاعتداءات والمجازر وتدخلات يهود في المنطقة بشكل صارخ، وتعهدُ أمريكا بحماية مطلقة لكيان يهود. ما يعني أن أمريكا تريد له دوراً أكبر من دوره المعهود. وإذا لوحظ إصرار أمريكا وأدواتها على نزع كل سلاح في المنطقة، إلا سلاح الأنظمة الذي لا دور له إلا قمع الشعوب وسلبها حقوقها، وتعريتها من أي قوة، تحت عنوان محاربة الإرهاب. وليُفرض عليها بعد ذلك أي شيء في الأفكار والأخلاق والسلوك والعلاقات. ومقابل ذلك زيادة قوة كيان يهود وإعطاؤه صلاحيات وأدواراً أمنية تحت عناوين مناطق عازلة وأمنية، فيتدخل بجيشه وطائراته ليقتل ويدمر ويفرض التغييرات أو الأوضاع التي يريدها سواء في الحدود أو الديموغرافيا، بذريعة الأمن وأن الأنظمة لم تقم بدورها. وها هو يهدم غزة ويصر على تهجير أهلها بدعم أمريكي، أو يبيدهم. وكذلك خطواته في الضفة الغربية، وصار يتدخل في لبنان وسوريا كما يتدخل في الضفة الغربية. وهذا من معاني إعلانه المتكرر بأنه يغير وجه الشرق الأوسط، وبأن يده تطال حيثما يريد متذرعاً بالدفاع عن أمنه، وهو ما يؤكده الدعم الأمريكي المفتوح عسكرياً وسياسياً، سواء في عهد بايدن أو عهد ترامب. ويتجاوز هذا الأمر كونه تغيير قواعد الاشتباكات، فهو فرض واقع سياسي وعسكري وجغرافي سياسي جديد، وفيه تغيير كبير في موازين القوى في المنطقة. وليس ببعيد أن يكون جزءاً من خطة تتكامل مع ما تقوم به أمريكا مع إيران وتريده لها من قطع أذرع وتحجيم نفوذ، وتفكيك لعناصر قوتها العسكرية. وهو مخطط أو جزء من استراتيجية للمنطقة، تأتي بعد فشل متعاقب لاستراتيجيات غزو فكري سياسي وثقافي غربي للمنطقة، استهدف تحقيق تحويل ديمقراطي، ويستهدف القضاء على الفكر السياسي الإسلامي الذي انتشر في الأمة وأفشل كل تلك الاستراتيجيات الجادة، والمختلفة إلى حد التناقض، منذ جورج بوش الابن إلى أوباما إلى ترامب فبايدن. والآن يأتي ترامب باستراتيجية القوة والفرض الدموي، الخالية من أي دبلوماسية أو أخلاق أو قانون. ولسان حال أمريكا والغرب كله وكيان يهود وحكام الكيانات العربية، بأن المسلمين في العالم وفي هذه المنطقة منه بشكل خاص، التي هي قلب العالم، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما قرُب منهما، استعصت على كل محاولات التغيير الغربي، سواء الناعمة أو العسكرية أو ما بينهما، وسواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان، وبدلاً من أن تتروض وتخضع، أخذت تحارب الديمقراطية وأفكار الحريات العامة، والتحريف الذي يسمونه إسلاماً معتدلاً، والكفر الذي يسمونه حداثة. وفوق ذلك نشأت فيها توجهات سياسية إسلامية تطالب بالحكم بالإسلام، وتعاظمت حتى صارت تتطلع إلى وحدتها السياسية ووحدة الأمة والبلاد الإسلامية، واستعادة الخلافة. ولم تجد أمريكا إلا هذا النهج العسكري الصلب والشديد. لذلك رأينا الطائرات العسكرية وحاملاتها في بحار المسلمين، ومصفوفات الطائرات والصواريخ والأسلحة الأمريكية تتكدس في قواعد عسكرية في بلاد المسلمين. وتحت هذه الاستراتيجية يندرج ما تعطيه أمريكا لكيان يهود من صلاحيات ونفوذ بلا اعتبار لأي قانون. ومن ذلك ما يجري في غزة من قتل وهدم، وحؤول أمريكا دون إدانة كيان يهود في مجلس الأمن، وتصوير مجازره بأنها دفاع عن النفس ليتجاوز في الإجرام كل حدٍّ أو خيال. وهنا لا يسع مسلماً إلا أن يفكر ويتساءل، والأسئلة كثيرة، وما يسرح به الفكر أكثر، ومِن ذلك: كل دول العالم خذلت غزة، وكثير منها يساهم في محاولات القضاء عليها، والنظام العالمي والقانون الدولي خذلها، ولكن: هل خذل المسلمون غزة؟ والجواب: كلا، لم يخذلوها، لأنهم مثلها مخذولون، فهم يتحرقون لنصرتها ولكنهم عاجزون، لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً. فمن الذي خذل غزة إذن، وخذل الأمة الإسلامية؟ إنّه كل قادر على التحرك وتحريك جيوش الأمة لتنطلق إلى الجهاد والتحرير، وفي مقدمة هؤلاء علماء الأمة فقهاً وفكراً وتخصُّصاً، الذين يجب عليهم أن يهتموا لما يجري عليها ولها، وأن يسارعوا إلى كل جمعٍ وصفٍ ومنبرٍ ليبيِّنوا الواجبَ والحل ولو ارتفعت التكاليف. فغزة والأمة الإسلامية واقعون اليوم بين عجزهم وخذلان علمائهم من جهة، وحرب أمريكا ويهود التدميرية من جهة أخرى. وقد قال الله تعالى: ﴿مَا كانَ اللهُ لِيَذَر المُؤمِنينَ على مَا أنْتُمْ عَلَيْه حَتّى يَمِيزَ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الدكتور محمود عبد الهادي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر April 30 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 30 بسم الله الرحمن الرحيم سوريا ومشكلتها الحقيقية ألقى وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني خطابا أمام مجلس الأمن يوم 25/4/2025، وذلك في أول حضور لسوريا، بعد فرار الطاغية بشار أسد، قال قيه: "أنا في مجلس الأمن لأمثل سوريا الجديدة". وتابع "نطلب من مجلسكم الكريم ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا" وأضاف قائلا: "العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا يقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما" وقال: "أعلنا مرارا التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديدا لأي دولة في المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل". وأكد استعداد الإدارة السورية الجديدة التطبيع مع كيان يهود عندما طالب برفع العقوبات عن سوريا بقوله "يمكن أن يكون (رفع العقوبات) خطوة حاسمة تسهم في تحويل سوريا من بلاد تعرف بماضيها المظلم إلى شريك نشط وقوي في السلام والازدهار والاقتصاد العالمي". وقد كشفت باربرا ليف المساعدة السابقة لوزير خارجية أمريكا يوم 25/4/2025 للقناة 12 العبرية بأن "أحمد الشرع تعهد بشكل صريح بأن سوريا لن تهدد إسرائيل في المستقبل، وتعهد بعدم السماح لأي جهة أو دولة بتهديدها من الأراضي السورية"، وقد التقته في دمشق يوم 19/12/2024 قبل أن تغادر منصبها في الإدارة الأمريكية السابقة. وقالت: "خلال لقائي مع الشرع، أعجبت بمصداقيته، وكان يثير إعجاب المسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة ببراغماتيته، الزمن وحده سيكشف ما إذا كان قد غيّر نهجه بالفعل". فهنا يؤكد حكام سوريا الجدد بتصريحاتهم ويشهد لهم العدو أنهم لا يختلفون عن محمود عباس وسلطته الفلسطينية، ولا عن حكام المسلمين قاطبة، والذين أول ما يتعهدون به عندما يتم إيصالهم إلى الحكم هو عدم تهديد كيان يهود أو أن يسمحوا بتهديده انطلاقا من البلاد التي سيتولون حكمها، لأن ذلك من أولويات المصالح الأمريكية في المنطقة. وقد اتخذوا التوسل لأمريكا خاصة ولمجلس الأمن والنظام الدولي حجر الزاوية في السياسة الخارجية، فيتوسلون لهذه القوى بأن تحل لهم قضاياهم أو تعيد لهم أراضيهم المحتلة بدون قتال على حساب التخلي عن فلسطين والاعتراف باغتصاب يهود لها؛ لأنهم غير مستعدين للتضحية والتحدي، ويهابون الموت ويحبون الحياة كحب يهود لها، وقد خدعتهم المناصب والألقاب وبريق الشهرة وكيل المديح لهم من المنافقين أو المنتفعين ومن السذج البسيطين، وأعرضوا عن الناصحين. والموضوع ليس فقط في هذه القضية مع العدو الغاصب لفلسطين ولأجزاء من سوريا ولبنان، وهي بلاد واحدة لا تتجزأ رغم التجزئة الاصطناعية الاستعمارية لها، وإنما في معالجة كافة الأمور السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فيبحثون عن الحلول لدى الدول الكبرى والتابعة لها من الدول الإقليمية والمؤسسات الدولية، فنسوا مبدأهم ومصادر شرعهم. إن هناك مشكلة شائكة، تتمثل في الذين يتم إيصالهم إلى الحكم بعد الثورات بأنهم لا يستندون إلى قوى الأمة الذاتية بما فيها من قدرات وإمكانيات حتى يلبوا تطلعات ومطالب الناس الذين ثاروا، ويخادعونهم بأنهم سيلبونها، أو هكذا يتوهم الناس، بل ما يلبث هؤلاء الحكام إلا أن يتجهوا نحو الخارج ليلبوا مطالب الدول الاستعمارية وأتباعها في المنطقة تحت ذرائع مختلفة! فلا يتصفون بصفة رجل الدولة، بل إنهم يفتقرون إلى العقائدية والمبدئية في العمل السياسي، وقد أبوا إلا الالتصاق بالواقع، واعتبروه المبدأ والمقياس ومصدر التفكير، فقالوا علينا أن نكون واقعيين، براغماتيين، وأن نسلم بالأمر الواقع، فيسيرون وراء الذي يفرض الواقع وغير مستعدين للعمل على تغيير الواقع وإيجاد واقع جديد حسب فكرهم بحيث يجعلون الآخرين يخضعون له. وبذلك امتدحهم الأمريكان والغرب وأتباعهم في المنطقة. نعم إن القوي المتغلب يعمل على فرض الواقع، كأمريكا اليوم، ويعمل على جعل الآخرين يستسلمون له وأن يكيفوا أعمالهم وتحركاتهم حسبه، ويعملون على تحقيق أهدافهم بقدر ما يسمح لهم هذا الواقع تحت هيمنة القوة المتغلبة. وعندما تقوم قوة أخرى وتقف في وجهها أو تتحداها يبدأ الصراع بينهما. وهذا شيء طبيعي، فيجب على القوة الإسلامية العقائدية لو لم تكن دولة بعد، عندما تكون كيانا كحزب مبدئي، أن تتحدى هذا الواقع وتفرض واقعا جديدا حسب مبدئها، وذلك بالكفاح السياسي الشرس والصراع الفكري القوي حتى إذا ما أقامت دولتها المبدئية جعلت دول العالم تستسلم لما تفرضه من واقع حسب مبدئها، وتجعلها تتعامل معه وتتحرك ضمنه، فالمسلم الذي أسلم وجهه لله رب العالمين قوي بمبدئه متغلب بعقيدته على كافة العقائد والمبادئ. ولهذا فإن رسول الله ﷺ مع حزبه حزب الصحابة رضوان الله عليهم تحدى الواقع ولم يخضع له؛ فتصدى لقادة قريش وهاجم عقائدهم وأفكارهم وسفّه أحلامهم وعاداتهم وتقاليدهم، وعمل على نشر أفكاره وإيجاد رأي عام لها، وبدأ يبحث عن نصرة له حتى يقيم دولته على أسس مبدئية راسخة رسوخ الجبال. وبهذه الطريقة تمكن من إقامتها، ففرض واقعا جديدا على الداخل والخارج، ولم يتردد أبدا في القتال ولو بأقل الإمكانيات حتى يصبح المبدأ الإسلامي هو السائد والدولة الإسلامية هي المهيمنة، وبذلك تمكن من تحرير جزيرة العرب من الشرك والكفر خلال عقد من الزمن، وجعلها دولة كبرى عندما بدأ يصارع دولة الروم أكبر دولة في العالم في ذلك الوقت. نعم هذا هو حل المشكلة، فتصبح سوريا وغيرها من البلاد الإسلامية عزيزة قوية ودولة كبرى عالميا، وذلك بأن يتمكن الذين يسيرون على خطا الرسول ﷺ من استلام الحكم وقيادة البلاد. وإلا سيبقى الناس يدورون في دوامة خانقة وفي دائرة مغلقة لا يخرجون منها، يعودون إلى النقطة التي بدأوا منها، ويصيبهم اليأس والإحباط، فيستسلمون. إن الحياة هي عبارة عن صراع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، وبين الخير والشر، منذ أن خلق الله البشرية إلى أن يرث الأرض ومن عليها. فوجب على المسلمين وهم على الحق ودعاة الخير، وأهل الإيمان والتقوى، وقد ألزمهم الله كلمة التقوى وهم أهلها وأحق بها، أن يخوضوا هذا الصراع ويستعدوا للتضحية بالغالي والنفيس، وبالنفس والولد والوالد، في سبيل سيادة مبدئهم ليستحقوا وراثة الأرض والجنة معا، وأن لا يستسلموا للكفار ودعاة الشر، الذين جعلوا في قلوبهم حمية الجاهلية، بل عليهم أن يتأسوا برسولهم وقائدهم إلى الأبد محمد ﷺ، وقد أمرهم ربهم بذلك وحذرهم من مخالفته. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أسعد منصور اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 1 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 1 بسم الله الرحمن الرحيم درس معركة عين جالوت هو أن جيوش الأمة الكبيرة تحتاج إلى خليفة راشد شجاع (مترجم) بحلول نهاية عام 1258م، كان هولاكو، القائد المغولي وحفيد جنكيز خان، قد اجتاح بغداد وأعدم الخليفة العباسي الأخير، المستعصم بالله. وبناءً على أوامر أخيه منكو، الخان الأعظم، وجّه هولاكو جيوشه نحو الشام ومصر الكنانة، بهدف إخضاع المنطقة بأكملها تحت الحكم المغولي. وبحلول أوائل عام 1260م، كانت القوات المغولية قد عبرت نهر الفرات، واستولت على حلب ثم دمشق دون مقاومة تُذكر. ومع الأسف، فإن العديد من قادة المسلمين في المنطقة قد خضعوا رسمياً لهولاكو قبل غزوه، وأذلّوا أنفسهم بروح الهزيمة. يذكر البروفيسور رؤوفين أميتاي في كتابه "المغول والمماليك: حرب المماليك والإيلخانيين (1260–1281)" أن الأمير الناصر يوسف، أمير الشام: "قد خضع رسمياً للمغول قبل سنوات عديدة من وصول هولاكو. ففي سنة 641هـ/1243-1244م، توجد معلومات تفيد بأن الناصر، وكان حينها لا يزال أميراً لحلب، وكذلك الحاكم الأيوبي للشام... قد أرسل مبعوثاً إلى أرخون آقا، نائب المغول الجديد في المناطق الإسلامية المحتلة، في تبريز. ويُذكر أنه من العام التالي (642هـ/1244-1245م)، بدأ الناصر يوسف بدفع الجزية للمغول. وقد يكون هذا هو نفسه ما كان يدفعه من جزية سنوية لبيجو، قائد القوات المغولية في غرب آسيا منذ عام 1241م. وفي سنة 643هـ/1245-1246م، أرسل الناصر يوسف قريباً له كمبعوث إلى كيوك خان في منغوليا، وعاد هذا الأخير بفرمانات تُحدد التزامات الناصر تجاه الخان. وبعد عدة سنوات، في سنة 648هـ/1250م، أرسل الناصر يوسف بعثة أخرى إلى العاصمة المغولية قراقورم، بقيادة الزين الحافظي، الذي لعب لاحقاً دوراً مهماً في ثني الناصر يوسف عن مقاومة هولاكو عام 1260م. ومن المحتمل أن يكون الزين الحافظي قد بدأ في تلك الفترة بخدمة المغول سراً. وعادت البعثة إلى دمشق في أواخر سنة 649هـ/1251م، حاملة رموز اعتراف منكو بخضوع الناصر وتثبيته كتابع للمغول". هذا الخضوع للمغول كان نتيجة للهزيمة النفسية التي استقرت بين نخب الشام ومصر. كما يكتب البروفيسور أميتاي لاحقاً: "يبدو أن الناصر كان يأمل، ولو مؤقتاً، في تجنب هجوم مغولي عبر تقديم خضوعه، وإن كان بطريقة مبهمة. كانت سياسة الناصر المترددة وتغييراته المتكررة نتيجة لطبيعته المترددة وآراء من حوله المتباينة. فمن جهة، كان هناك المهزومون نفسياً، الذين نصحوا بسياسة خضوع للمغول. ومن أبرز هؤلاء الأيوبي الصالح نور الدين إسماعيل بن شيركوه والبيروقراطي الكبير الزين الحافظي، وكلاهما كان موالياً سراً للمغول. ومن أعضاء هذه الجماعة المسالمة أيضاً الأيوبي الأشرف موسى، ونجم الدين محمد بن افتخار ياقوت، أمير الحجاب، والتاجر وجيه الدين محمد التكريتي. وكان الأمراء الأكراد (ربما القيمرية) معروفين أيضاً بآرائهم الهزيمية. ومن جهة أخرى، كان التوجه الجهادي يمثله بيبرس البندقداري (على الأقل من منتصف سنة 657هـ/1260م عند عودته إلى خدمة الناصر)، والأمير عماد الدين إبراهيم بن المجير، وأمراء من الناصرية، أي مماليك الناصر يوسف نفسه". لم يحاول الناصر مقاومة التوسع المغولي إلا بعد سقوط دمشق، ولكن هزيمته النفسية الأولى كلفته وجيشه. فهُزموا على يد المغول في نابلس بفلسطين، ثم أُسر وأُعدم على يد هولاكو. ومع تفكك قوات الناصر، لم يبقَ سوى المماليك في مصر كقوة وحيدة قادرة على إيقاف التوسع المغولي. وبدلاً من انتظار قدوم المغول إليهم، بادر مماليك مصر بقيادة القائد الشجاع سيف الدين قطز، ومعه قائده بيبرس، إلى التحرك لملاقاة العدو. فخرجوا من مصر لمواجهة قوات كتبغا، القائد الأكثر ثقة لدى هولاكو. ونزل الجيش في عكا، حيث: "استغل قطز الفرصة لإثارة حماسة الأمراء، الذين كان من المؤكد أن خوفهم قد ازداد مع اقتراب المعركة. واحتوى خطاب قطز على محورين رئيسيين: أن على الأمراء القتال لحماية عائلاتهم وممتلكاتهم، وضرورة الدفاع عن الإسلام ضد الكفار. وكان الخطاب مؤثراً: فبكى الأمراء وتعاهدوا على طرد المغول من البلاد". واجه الجيش المملوكي الجيش المغولي في عين جالوت، حيث اتخذ المغول موقعاً استراتيجياً ضد المماليك. "كانت هذه نقطة منطقية للمغول لانتظار المماليك. على سفح جبل جلبوع الشمالي يجري وادي أو نهر جالوت، الذي وفّر ماءً للخيول، والوادي المجاور وفّر مرعى وظروفاً مناسبة لحرب الفرسان. وكانت هناك مزايا أخرى، منها استغلال المغول لقرب الجلبوع لحماية جناحهم، كما وفر لهم نقطة مراقبة ممتازة، مثل تلة مورة القريبة". جرت معركة عين جالوت في 3 أيلول/سبتمبر 1260م، الموافق 25 رمضان 658هـ. في البداية، لم تسر المعركة لصالح المماليك. فبادر المغول بمهاجمتهم عند اقترابهم. مدی الهجوم لم يكن معروفا، ولكن يُعتقد أنه شمل الجناح الأيمن المغولي، حيث تمت هزيمة الجناح الأيسر للمماليك وتفككه. لكن قطز تمكن من إعادة تجميع قواته وشن هجوما مضادا أربك المغول. هاجم المغول مرة أخرى، وكاد المماليك أن يُهزموا مجدداً. إلا أن قطز لم يُصَب بالذعر، فصاح عدة مرات: "وا إسلاماه! يا الله، انصر عبدك قطز على المغول!" ثم شن هجوماً مباشراً أدى إلى نصر مملوكي. ويُرجح أن كتبغا قُتل في هذا الوقت، ما أدى إلى تفكك الجيش المغولي نهائياً. كان النصر في عين جالوت بداية لحرب استمرت حتى عام 1313م، حين فشل المغول في حصار حصن الرحبة. إلا أن معركة عين جالوت كانت أول هزيمة كبرى للمغول في معركة مفتوحة، وأوقفت توسعهم غرباً في البلاد الإسلامية. كما حررت المماليك من عقلية الهزيمة وأكسبتهم الشجاعة لمواصلة القتال. وقد كتب العالم الإسلامي الكبير ابن النفيس، الذي عاش أثناء الحرب بين المغول والمماليك: "كانت هذه البلاد بعيدة جداً عن تلك الأرض التي احتلها أولئك الكفار، ثم أصبحت جارة لهم. ولذلك كان لزاماً على أهل هذه البلاد أن يقاتلوا الكفار ويقاوموهم. وللقيام بذلك، كان عليهم امتلاك أمرين: جيش كبير وسلطان شجاع يقودهم. وبدون ذلك، يستحيل قتال هؤلاء الكفار بما لهم من فتوحات كثيرة وعدد ضخم من الرجال والجيوش". يا جيوش الأمة: تحدث ابن النفيس عن الحاجة إلى جيش كبير وسلطان شجاع. وإن لدينا اليوم الجيوش الكبيرة، لكن أين سلطاننا الشجاع؟! لو أن سيف الدين قطز فكّر بعقلية القادة العسكريين وحكام اليوم، الذين يحملون عقلية الهزيمة، ويتذرعون بعدم توازن القوى، ويبعثون برسائل طمأنة إلى الأعداء، ويتعهدون بالامتثال لقوانين وضعها الكفار، لما كان هناك نصر في عين جالوت، ولأصبحت الأمة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في طي النسيان. لكن قطز رأى العالم من خلال عدسة الدين. فهو مصدر القوة العقدية في الأمة. فقاد تشكيله العسكري الضعيف والناشئ إلى نصر تاريخي على أعظم حضارة همجية في تاريخ البشرية، وطرد الغزو المغولي من أراضي المسلمين، رغم الفارق الكبير في القوة بين الجانبين. يا ضباط الأمة العسكريين: يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وإن نصرة الله تعالى تكون بنصرة دينه، وتطبيق شريعته، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتحريك الجيوش تحت قيادة خليفة راشد شجاع، فاستجيبوا. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير خليل مصعب – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 3 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 3 بسم الله الرحمن الرحيم بعد مرور أكثر من عامين ما هي مآلات الصراع في السودان؟ في إطار تدشينه لمبادرة "دعم أسر الشهداء والنازحين واللاجئين والمتضررين من الحرب"، صرّح الفريق أول عبد الفتاح البرهان بأن "الأمور تسير كما خُطط لها وسيتم تحرير كل شبر من أرض الوطن"، مؤكداً ثقته في النصر وأن الشعب "لن يسمع قريباً بمسيّرات تقصف مرافق الخدمات المدنية". وأضاف أن الجيش انتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، ولن يهدأ له بال حتى يقتلع ما سماها المليشيا ومن دعمها وساندها. في المقابل، قال الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، إن استهداف قاعدة وادي سيدنا وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات ومخازن الأسلحة "هو بمثابة رسالة مفادها أن الحرب دخلت مرحلة جديدة الآن"، مشدداً على أن الأيام المقبلة ستشهد "ضربات موجعة لمواقع استراتيجية لما سماها مليشيات البرهان والكتائب الإرهابية"، مؤكداً أن بورتسودان ستكون الهدف المقبل. (الجزيرة 26/4/2025). تأتي هذه التصريحات في ظل تسارع كبير للأحداث وتصعيد واسع في العمليات السياسية والعسكرية في البلاد. فمنذ أن أطلقت أمريكا حرب السودان، وذلك بتوجيه رجالها في العسكر لإشعال الحرب يوم 15 نيسان/أبريل 2023، كان الهدف هو إقصاء عملاء بريطانيا وأوروبا من المشهد السوداني، وإفشال الاتفاق الإطاري الذي دنا موعد التوقيع عليه، بالإضافة إلى إعادة صياغة الواقع السياسي في البلاد، وإيجاد الشرعية لعملائها بعد انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021. وبعد مرور عامين على بدء الحرب، يبدو أن واشنطن قد استطاعت تدريجياً تحقيق جزء كبير من أهدافها. فقد نجح عملاؤها، عبر تحركات سياسية، من تفكيك التحالفات الموالية لبريطانيا وأوروبا، وأقصوا هذه القوى عن المشهد، بل وجرّموا العديد من رموزها بتهم دعم قوات الدعم السريع، ما أفقدهم الزخم الشعبي والقدرة على التأثير. كما تمكنت أمريكا من القضاء على الاتفاق الإطاري الذي كان يشكل تهديداً لنفوذها في حال تم تطبيقه، بل أصبح حتى من وقعوا عليه لا يجرؤون على الحديث عنه. هذا الأمر مهد الطريق للبرهان ليعزز حكمه عبر سلسلة من الإجراءات التي أعلنها في شباط/فبراير 2025، شملت عزمه تشكيل حكومة جديدة، وإصدار نسخة معدلة من الوثيقة الدستورية، ما كرّس بشكل رسمي قبضة الجيش وأرسى نفوذ أمريكا للفترة القادمة. وفي مقابل إجراءات البرهان هذه، اتخذ حميدتي خطوات مماثلة، مهدت لتقسيم البلاد فعلياً، عبر توقيع ميثاق مع قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة، وإعلانه عن تشكيل حكومة موازية. ففي ظل هذه التطورات، يطرح السؤال التالي نفسه وبقوة، إلى أين تتجه الأمور؟ وللإجابة عن هذا السؤال، يمكن وضع ثلاثة سيناريوهات محتملة. السيناريو الأول: هو الحسم العسكري الكامل لصالح طرف على حساب الآخر، وهو احتمال يبدو مستبعداً في ظل ارتباط كل من البرهان وحميدتي بأمريكا. فهي لن تسمح بحسم عسكري كامل يفضي إلى القضاء على أحد عملائها. فعلى الرغم من التصعيد العسكري الواسع والتحشيد المتبادل من الطرفين، واحتدام المعارك في مناطق حيوية، فإن ما يجري على الأرض لا يعبر عن نية جدية للإفناء، بل هو بالأحرى إعادة تموضع وترسيم غير معلن لحدود السيطرة والنفوذ. وإذا استمرت الأوضاع على هذا النحو من التصعيد، فإن ذلك قد يجعل أمريكا تعجل باتخاذ قرار وقف الحرب وفرض التفاوض على الطرفين. أما السيناريو الثاني: فهو العودة إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة والتوصل إلى هدنة بين الطرفين تفضي إلى تسوية سياسية. وهذا النمط ليس غريباً على سياسة أمريكا في السودان، فقد تجسد سابقاً في اتفاق السلام بين حكومة البشير والحركة الشعبية بقيادة قرنق. وعلى الرغم من المواقف المتشددة ورفض الطرفين الاعتراف بالآخر، فإن تصريحات العملاء تفقد وزنها إذا قرر السيد وقف الحرب! وفي حال حدوث ذلك، سيتراجعون عن مواقفهم، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية لدعوة وقف الحرب بسبب تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في دارفور. فلذلك يبدو هذا السيناريو الأكثر ترجيحاً والأقرب للواقع. ورغم التحديات التي تكتنف هذا السيناريو، متمثلة في الرفض الشعبي المتوقع لأي تسوية مع حميدتي، فإن اشتداد المعارك وتمدد نفوذ قوات الدعم السريع إلى مناطق بعيدة عبر طائراتها المسيرة يثير قلق السكان، ما قد يهيئ الظروف ويطوع الرأي العام الشعبي للتسوية. وإذا تمكنت واشنطن من تجاوز هذه العقبة ووجدت صيغة قابلة للتسويق داخلياً، فإنها ستدفع بسيناريو التفاوض هذا للأمام، مع الاحتفاظ بالسيناريو الثالث جاهزاً للتفعيل. أما السيناريو الثالث، فهو سيناريو الانفصال: الذي يُعتبر الأكثر خطورة وصعوبة. حيث تشير التحركات إلى أن واشنطن لا تسعى لهذا الأمر حاليا، وإنما تهيئ الظروف له مستقبلا في حال اقتضت مصالحها ذلك. فهي تعد العدة للانفصال باعتباره خطة استراتيجية دائمية يجب أن تكون قابلة للتنفيذ في حال تعثر مشروع التسوية أو أحست بتهديد نفوذها في البلاد، ولذلك تعمل على تعزيز مواقع قوات الدعم السريع وترسيخ حضورها كسلطة أمر واقع في مناطق دارفور. وعلى الرغم من أن الترتيبات لهذا السيناريو قد تم تحضيرها بشكل كبير، حيث تم تشكيل حكومة موازية على الجانب السياسي، وتسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور (عدا الفاشر) وأجزاء من أقاليم كردفان الثلاثة على الصعيد العسكري، فإن هذا السيناريو لا يزال يبدو مستبعداً حالياً، لأن الجانب الاجتماعي في دارفور يحتاج إلى عمل كثيف، وليس مهيأ بعد لهذا السيناريو، بالإضافة إلى وجود رأي عام دولي ومحلي يرفضه حاليا. للأسف، هذه هي الاحتمالات المطروحة حاليا، ويبدو أن انشغال أمريكا بقضايا أكثر أهمية جعلها غير متعجلة في حسم الأوضاع في السودان، حيث إنها تراقب المشهد من بعيد، واضعة الحبل على الغارب، مطلقة يد عملائها المحليين لتحقيق بعض المصالح. فالمدقق في الواقع يدرك أن عملاءها يؤدون أدواراً تكاملية تخدم أهدافها بطرق مختلفة: فبينما يسعى البرهان لترسيخ سلطته داخلياً عبر حشد السند الشعبي وتفكيك النفوذ الأوروبي بإجراءات قانونية، ويعمل خارجياً على كسب الشرعية الدولية، يعكف حميدتي، في المقابل، على استكمال القضاء على نفوذ بريطانيا في دارفور، خصوصاً في الفاشر، التي يسعى جاهداً للسيطرة عليها دون أن ينجح رغم محاولاته الكثيرة، كما يعمل على إعادة تشكيل نفسه كمعارضة مسلحة قادرة على احتواء ما تبقى من نفوذ أوروبي في حركات الكفاح المسلح في دارفور. وبذلك تستفرد الولايات المتحدة بالمشهد السوداني عبر رجالها من كلا الجانبين: حكومة يقودها الجيش بقيادة البرهان، ومعارضة تقودها قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، مع بقاء خيار الانفصال مطروحاً بقوة في حال فشلت المفاوضات أو تغيرت التوازنات. وفي ظل هذه المعادلة، سيبقى السودان ساحة للصراع الدولي ما لم يدرك أهله حقيقة هذا المخطط ويعملوا على تغييره. فلا سبيل للخلاص إلا بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتحاسب المجرمين، وتقتص منهم، وتقطع يد أمريكا والغرب العابثة في بلادنا. وعسى أن يكون ذلك قريباً. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أحمد رشاد- ولاية السودان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 6 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 6 بسم الله الرحمن الرحيم عنجهية ترامب في فرض رسوم على العالم ستنقلب على أمريكا ونظامها الرأسمالي اقتصاديا وأمنيا وسياسياً (الحلقة الأولى) بعد الحرب العالمية الثانية ثم انهيار الشيوعية (١٩٨٩-١٩٩١)، ظهرت سلسلة من التطورات السياسية، أهمها نمو الاقتصاد الرأسمالي العالمي، وقيام نظام عالمي أحادي القطبية، تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جعلت الدولار العملة العالمية، وأنشأت صندوق النقد والبنك الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية، للسيطرة والتحكم في اقتصاد العالم، لذلك كما صدم نيكسون العالم، فمن الطبيعي أن يأتي حفيده ترامب، بفرض رسوم جمركية على العالم (١٨٠ دولة)، غير مُبال فيها حق صديق ولا إنصافه، ولا يلقي بالاً لعدو، وعينه ترنو إلى الصين، لأنها المنافس الأقوى اقتصاديا، لكن رعونة ترامب، وفساد النظام الرأسمالي ستعجّل بهلاك الولايات المتحدة، وانهيار عالمي في النظام الاقتصادي، وبما أنه قائم على مبدأ الحريات، وأن حرية فرض الضرائب الجمركية حق لأي دولة، قام الرئيس الأمريكي بفرض ضرائب جمركية على دول العالم، غير أن بعض الدول ردّت بالمثل، ما أدى إلى نشوب مظهر كحرب اقتصادية عالمية بين أمريكا من جهة، وبين ١٨٠ دولة من جهة أخري (الكثرة غلبت الشجاعة). وحتى نفهم الأمر، فإنه لا يتعلق بالنسبة المئوية، إنما يتعلق بنسبة البضاعة الواردة من الخارج، أي حسب كمية البضاعة الواردة تكون نسبة الخصم، فمثلا تجارة الصين مع العالم تبلغ 6 تريليون دولار، منها 3.6 صادرات و2.4 واردات، وهي أكبر دولة تتعامل مع العالم، ولديها فائض في الميزان التجاري، أما تجارة أمريكا مع العالم فتبلغ 5.4 تريليون دولار، منها 3.2 واردات و2.2 صادرات، ولديها عجز في الميزان التجاري بحوالي 1.2 تريليون دولار، وبالتالي تكون هناك زيادة في البضاعة الواردة إليها. وبمفهوم التجارة البسيط فإن التاجر لا يتحمل الضرائب والخسارة على كاهله، بل يضعها على كاهل الناس بزيادة سعر السلعة فيحدث زيادة في معدلات التضخم وتبدأ رحلة معاناة الشخص الأمريكي تدريجيا، كما تكون هناك زيادة في نسبة الإنتاج وتقليل في نسبة الواردات، وهذا أمر طبيعي، وبالتالي يحدث ضعف في النشاط الاقتصادي، وفي كلتا الحالتين يقود نحو ركود تضخمي وهي أزمة وقعت فيها أمريكا في الثمانينات، (تقول بعض الدراسات برفع نسبة البطالة حوالي 5000 وظيفة سوف تسقط في الأيام القادمة)، ورفع الضرائب على الواردات يؤدي إلى تباطؤ في مستوي الاستهلاك داخل أمريكا وسيؤدي إلى تقلص الصادرات إلى الخارج وهذا سيضر في مستوى التصدير للدول التي تسمى بالدول النامية التي تعتمد في تصديرها على أمريكا، فإنها تواجه خطة تدمير في اقتصادها بسبب الحرب التجارية فتضطر تلك الدول أن تلجأ إلى حلول بديلة. وهذه الدول بمثابة شرايين لأمريكا. بعد رفع الرسوم حصل انهيار للبورصات والبترول وقلّت نسبة العرض والطلب، وبالتالي بدأ الرأسماليون ببيع أسهمهم وسنداتهم واللجوء إلى الملاذات الآمنة، وهي الذهب فقط لا غير، لذلك نجد زيادة وتذبذبا دائمين في سعر الذهب، كما نشاهد هجرة شركات أمريكية ورأسماليين كبار إلى فيتنام والصين وكوريا الجنوبية وغيرها. وأخيرا لقد بانت النجاة والحل فيما قاله المخلصون بصورة عامة (هذا الأمر لا يصلح إلا برده إلى كتاب الله وسنته)، وأما الحل بصورة دقيقة ومفصّلة، فهو ما قاله حزب التحرير في كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام، بأن نجعل الذهب والفضة هي أساس النقد، وفي نهاية المطاف فهمها الناس وأطلقوا على الذهب الملاذ الآمن، وقد بان لكل ذي بصيرة بأن النظام الرأسمالي، والاعتماد على الدولار، هما سبب شقاء العالم وعبودية الناس لأمريكا المتسلّطة وطواغيتها، حتى الشعب الأمريكي نفسه يكتوي بتلك النيران باعتراف فرعون هذا العصر ترامب نفسه؛ "أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مواطنيه يشعرون بألم اقتصادي بسبب رسومه التي يفرضها على شركائه التجاريين". إن هذا النظام غير قادر على رفع المعاناة عن كاهل أهله، فمن باب أولى أن لا يحقق رغبةً لشعب، وفاقد الشيء لا يعطيه. وقد تبيّن لنا أن منظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد والبنك الدوليين، كلها مؤسسات رأسمالية صُنعت خصيصا لمص دماء الشعوب، وطحن عظامهم وتقديمها وجبة دسمة للغول الأمريكي. لذلك أيها المسلمون، إن هذه بشريات ببداية انهيار نظام عالمي وقيام نظام بديل، وسقوط نظام تعِس الناس منه وأيقنوا بفساده وظلمه، وبزوغ نظام أثبت التاريخ صحة منهجه، كيف لا وهو نظام رب العالمين، وخالق الكون والإنسان والحياة! ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تَرْجِعُونَ﴾. يتبع... كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس بكري آدم محمد مكي – ولاية السودان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 7 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 7 بسم الله الرحمن الرحيم عنجهية ترامب في فرض رسوم على العالم ستنقلب على أمريكا ونظامها الرأسمالي اقتصاديا وأمنيا وسياسياً (الحلقة الثانية) عندما فرض الرئيس الأمريكي ترامب الرسوم الجمركية على العالم وخاطب شعبه قائلا: "لقد كانت السياسات السابقة قد أضرت بأمريكا اقتصاديا وأمنيا"، مُلقياً اللوم على الحكام السابقين، وكأنه جاء بسياسة وأجندة تحسن الوضع الأمني في أمريكا، وذلك الأرعن لا يعلم بأن سياسته القائمة على فرض رسوم على العالم قد تضر بدولته أمنيا، وذلك كما يلي: 1- انفصال أمريكي أوروبي: كانت هناك دعوة إلى تأسيس جيش أوروبي موحد، وتشكيل قوة دفاع أوروبية مشتركة (درع السماء) وعقد اتفاقيات دفاع ثنائية أوروبية بعيدا عن واشنطن، وفيها تيارات مؤيدة برئاسة فرنسا وأخرى رافضة، لكن بعد فرض الرسوم تعالت الأصوات من التيارين إلى الإسراع في تحقيق الاستقلال الاستراتيجي، خصوصا أن فرض الرسوم ترافق مع مطالب أمريكية أخرى بمزيد من الإنفاق الدفاعي في إطار عضوية الدول الأوروبية في حلف الناتو، لذا فإن أمريكا زعيمة المعسكر الغربي في العالم وحليفة الاتحاد الأوروبي قد باتت غير موثوق بها، ليس لتقاربها مع روسيا فحسب، ولكن أيضا بسبب فرض رسوم بنسبة 25%. "ماذا يحدث في الواقع عندما يفقد الجميع الثقة في الرجل الذي يُدير البيت الأبيض؟... كل ما يقوله ترامب ويفعله يشير إلى أنه مستعد لبيع كل من أوكرانيا وبقية أوروبا للكرملين" (صحيفة داغنز نيهيتر السويدية)، كما قال ماكرون لترامب "أنت لست سيد العالم". 2- قامت مظاهرات في 50 ولاية من الولايات الأمريكية اعتراضا على قرار ترامب الجمركي، وأكثرها لفتاً للنظر هو اعتراض ولاية كاليفورنيا التي طالبت الدول بإعفائها من أية رسوم انتقامية، وأبدى حاكمها استعداده لبناء علاقات استراتيجية أكثر قوة مع الدول التي تعلن عن رسوم انتقامية لأمريكا. وتعتبر كاليفورنيا بأن الواردات من المكسيك وكندا والصين بمثابة شريان أساسي، ولم يتبق لحاكم كاليفورنيا إلا أن يقول: ترامب لا يمثلني، وهذا دليل بأن أمن أمريكا في خطر. 3- ضياع الحديقة الخلفية (دول أمريكا الجنوبية)، فقد أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لأمريكا اللاتينية كما تكون علاقة روسيا مع كوبا وفنزويلا والبرازيل والمكسيك على حساب علاقات واشنطن بحديقتها الخلفية، وهذا مفهوم في الدراسات الاستراتيجية والعلوم العسكرية بأهمية العمق الاستراتيجي (حديقة خلفية). 4- إعادة تموضع بريطانيا: بعد أن لعبت أمريكا بعقل بريطانيا، وساندتها وأخرجتها من الاتحاد الأوروبي واستفردت بها عن أوروبا بعد فرض الرسوم الجمركية عادت بريطانيا مرة أخرى للتنسيق مع جيرانها الأوروبيين خاصة في مجال ضمان تسليح أوكرانيا والشراكة النووية مع فرنسا لتوفير مظلة أمنية نووية أوروبية. 5- الصين لديها أكبر احتياطي من المعادن النادرة (17 معدنا) وتمثل ما مقداره حوالي 44 مليون طن، تلك المعادن منها اليورانيوم وكل المعادن التي تدخل في الطاقة النووية، وأكثر من 85% من عملية التصنيع والتصدير وسلاسل الإمداد العالمية في الصين، يعني آلاف الشركات الأمريكية التي ما زالت تعمل في أمريكا كانت تعتمد بنسبة 90% على الصين، والآن الصين أخذت قرارا بعدم تصدير تلك المعادن لأمريكا وبالتالي يتأثر التسليح الأمريكي. 6- ذكرت قناة العربية في زيارة الرئيس شي جي بينغ إلى الدول الآسيوية "هذه نتيجة بناء ترامب للجسور، لكن الجسور التي يبنيها ترامب بين الصين وجيرانها" (فيتنام وتايلاند وماليزيا تتجه إلى بكين للتعاون الاقتصادي والشراكات الأمنية)، كذلك تحالف الاتحاد الأوروبي مع الصين، وطالما وقفت أوروبا ضد الصين لأجل مصالح أمريكا. 7- انقسام في وجهات النظر داخل أمريكا والكونغرس من مسؤولين كبار وأصحاب وزن وتأثير والخلافات تطفو على السطح. وأخيرا بعد سياسة ترامب الرعناء وتصرفاته الهمجية فإن الحواجز الجمركية التي فرضها يمكن أن تعجّل بالتحول نحو عالم جديد مبدئي متعدد الأقطاب وليس سياسة القطب الواحد التي هيمنت على العالم وجثمت على صدره منذ انهيار الشيوعية 1991م، "والصبح إن جنّ الظلام تنفّس". ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾. يتبع... كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس آدم بكري محمد مكي – ولاية السودان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 9 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 9 بسم الله الرحمن الرحيم تمجيد الانتحار الاقتصادي! قراءة واعية لسداد مصر 10 مليارات دولار لصندوق النقد الدولي ديون مهلكة.. لا شراكة فيها ولا سيادة! نقل موقع النشرة في 2/5/2025م، تصريح محمد معيط، المدير التنفيذي للمجموعة العربية في صندوق النقد الدولي، أن مصر سددت أكثر من 10 مليارات دولار من إجمالي 28 مليار دولار تلقتها ضمن 3 برامج تمويلية منذ 2016، مشيراً إلى أن البرنامج الحالي مع الصندوق بقيمة 8 مليارات دولار مستمر حتى نهاية 2026، وأن مصر حصلت حتى الآن على أقل من نصفه. وأضاف أن الحكومة ستركز في المرحلة القادمة على الاستثمار والنمو والتوظيف لدعم الاقتصاد. بينما يقف الملايين من أبناء مصر في طوابير الفقر، وتُخلي الدولةُ مسؤوليتها عن التعليم والعلاج والغذاء، يخرج علينا أحد رموز النظام، محمد معيط، ليعلن "بفخر" أن مصر سدّدت أكثر من عشرة مليارات دولار من أصل تمويلات برامج التعاون مع صندوق النقد الدولي، من أصل 28 ملياراً تلقاها النظام منذ عام 2016، مقابل شروط مرهقة فتكت بالاقتصاد ومزّقت المجتمع. هذا التصريح ليس مجرد خبر اقتصادي، بل هو جريمة سياسية وشرعية متكاملة الأركان، تكشف عن طبيعة التبعية التي ترزح تحتها مصر، والعبث الذي يمارسه النظام بأقوات الناس وسيادة البلاد. لقد قدّم معيط هذا السداد على أنه "نجاح"، في حين إنه في الواقع أحد أكثر المؤشرات دلالةً على عمق التبعية والخضوع للنظام الدولي الربوي الجائر. لكن ما الذي يعنيه فعلاً هذا الخبر؟ وما هي آثاره السياسية والاقتصادية الحقيقية؟ وكيف يمكن أن يعالج الإسلام هذه الكارثة بطريقة جذرية؟ صندوق النقد الدولي هو أداة استعمارية ومؤسسة ربوية عالمية، أنشأها الغرب الكافر في مؤتمر بريتون وودز عام 1944، لتكون أداة لضبط العالم اقتصادياً وفق القواعد الرأسمالية، وإخضاع الدول الفقيرة والمتوسطة لشروط "الإصلاح الهيكلي" التي تضمن ديمومة تبعية هذه الدول للمركز الرأسمالي، سياسياً واقتصادياً. من ناحية الشرع القروض الربوية من صندوق النقد الدولي حرام شرعاً، لأنها قائمة على الربا الصريح. لقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ وقوله سبحانه: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾. ومما لا جدال فيه أن الربا من الذنوب الموبقة المهلكة التي تستجلب غضب الله وعذابه في الدنيا قبل الآخرة، وقد بيّن النبي ﷺ ذلك حيث قال: «دِرْهَمُ رِباً يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً»! بل إن إقرار الحاكم المسلم بهذه القروض وملاحقتها وإخضاع البلاد لها هو خيانة للأمانة التي حمّله الله إياها، وهي الحكم بما أنزل الله، والحفاظ على بيضة الأمة وثرواتها، لا بيعها للمستعمرين. ماذا يعني سداد 10 مليارات دولار فعلياً؟ إذا أردنا أن نترجم هذا الرقم إلى واقع ملموس، فسنجد أن مصر اقترضت منذ عام 2016 نحو 28 مليار دولار من صندوق النقد، وهو رقم لم يذهب إلى تطوير التعليم أو الزراعة أو الطاقة أو الصناعة. وتم سداد أكثر من 10 مليارات من أصل هذه القروض، بخلاف الربا الذي يُدفع على مراحل وقد يتجاوز نصف المبلغ الأصلي. فمن أين جاءت الدولة بهذه الأموال؟ الدولة لم يعد أمامها إلا أهل مصر تجبي أموالهم وتقتطع من أقواتهم وتنهب مدخراتهم وتسرق جهودهم، فمن رفع الدعم عن الغذاء والوقود، وفرض واستحداث ضرائب باهظة على السلع والخدمات، إلى بيع أصول الدولة في برنامج "الطروحات الحكومية"، الذي يشمل شركات استراتيجية، وحتى موانئ ومطارات، ناهيك عن التفريط المتعمد في ثروات البلاد ومواردها. أي أن الفقراء هم الذين سددوا هذه المليارات، لا الدولة ولا النخب السياسية. وفي المقابل، ازداد الدين العام الخارجي ليصل إلى أكثر من 160 مليار دولار حتى عام 2024، ما يعني أن هذا السداد ما هو إلا إعادة تدوير للدين تحت إشراف المستعمر! إن المتابع لتفاصيل العلاقة مع صندوق النقد الدولي، سيجد أن مصر تخضع الآن لما يُعرف بـ"التشاور مع الخبراء الفنيين للصندوق"، وهذا معناه أن: • كل خطوة اقتصادية كبرى يجب أن تحظى بموافقة الصندوق: من تسعير العملة، إلى الدعم، إلى ضرائب الشركات... • الموازنات العامة تُراجع قبل عرضها على البرلمان المحلي، أي أن البرلمان المصري لا يملك من أمره شيئاً. • الصندوق يطالب باستمرار بتوسيع مشاركة القطاع الخاص، وهو في الحقيقة كود لكلمة "بيع الدولة للمستثمرين الأجانب"، ومعظمهم من دول الخليج التابعة بدورها للنفوذ الأمريكي والبريطاني. فهل بعد ذلك يمكن اعتبار هذا "إنجازاً"؟ أم هو تفريط متعمد في السيادة الاقتصادية والسياسية لصالح الغرب ووكلائه. وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ومنظمات دولية فقد تجاوزت نسبة الفقر في مصر 30%، وأكثر من 60% من الشعب يعيشون إما تحت خط الفقر أو قريباً منه. كما سجلت مصر أعلى معدلات التضخم في المنطقة، وبلغت مستويات الأسعار أرقاماً قياسية في الغذاء والسكن. وأكثر من 9 ملايين مصري اضطروا للهجرة أو النزوح الداخلي بحثاً عن لقمة العيش. وأُغلقت آلاف الورش والمشاريع الصغيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وفقدان العملة لقيمتها. كل هذا في ظل سداد قروض "مبشَّر بها"! إن الإسلام لا يعالج المشكلة عبر تدويرها ولا عبر "الإدارة الذكية للديون"، بل يرفض أصل الاستدانة الربوية، ويُقيم نظاماً اقتصادياً مستقلاً، يقوم على: 1. وضع الملكية العامة والاعتماد على ثروات الأمة (كالنفط، والغاز، والمناجم، والأراضي العامة). 2. منع وتحريم الضرائب، فلا تُفرض إلا للضرورة إذا وُجدت حاجة شرعية ملحة وعجز بيت المال عنها، وتكون مؤقتة بضرورتها وليست دائمة. 3. إحياء الزراعة والصناعة وخاصة الصناعات الثقيلة والمغذية، وهما عماد الاكتفاء الذاتي. 4. تحريم احتكار المال بيد النخبة أو الأجانب، ومنع بيع أو منح مقدرات الأمة للأعداء. 5. إقامة الخلافة الراشدة التي تجعل هدف الاقتصاد هو إشباع حاجات الناس وفق أحكام الشرع، لا تحقيق الأرباح لفئة معينة أو لسداد ديون مفروضة بالقوة. إن هذا البلد لن ينهض بالصدقات الخليجية، ولا بفتات صندوق النقد، ولا بدعاية الإنجازات المزيفة، بل ينهض بقطع الحبل السري الذي يربطنا بالغرب الرأسمالي، وبإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تعيد مصر إلى قيادة الأمة، وتُرسي اقتصاداً على أساس طاعة الله، لا الربا والذل والاستعمار! إن سداد مصر أكثر من 10 مليارات دولار لصندوق النقد الدولي ليس شرفاً، بل هو عار على من تولى أمرها وفرط في عزتها، وإنه لخزي في الدنيا والآخرة. وهو مؤشر على مدى التبعية التي وصلتها مصر تحت حكم النظام الجمهوري العسكري الذي لا يحكم بالإسلام. يا أهل مصر الكنانة: إن بقاءكم صامتين أمام هذا الفساد المتعاظم، وهذه التبعية المهينة، هو مشاركة في الجريمة، وإن لم تقولوا أو تفعلوا. قال ﷺ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ». أفيقوا أيها الناس، فالله سبحانه وتعالى لن يغيّر ما بكم حتى تغيّروا ما بأنفسكم. فلا تعلّقوا الأمل بصندوق النقد، ولا بالبنك الدولي، ولا بالاستثمارات الخليجية، ولا بمبادرات العسكر. واعلموا أن الحل الوحيد هو تغيير النظام من جذوره، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، دولة العدل والكرامة والرزق الحلال. أيها العلماء والشيوخ: ألم تروا ما حلّ بمصر والأرض المباركة، والأمة بعمومها؟ أتقرّون نظاماً يحارب الإسلام؟ أتسكتون على حاكمٍ يربّي الأئمة على طاعة الطغاة، لا على توحيد رب الأرض والسماوات؟ أما سمعتم قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ﴾؟! إن واجبكم هو البيان، والنصيحة، والصدع بالحق، وتبني قضايا الأمة، لا تزكية الظالمين ولا خطب "دينية" مفصّلة على مقاس الرئاسة. وكونوا كما كان العلماء الربانيون من قبل، كأحمد بن حنبل في وجه المأمون، وكالعز بن عبد السلام في وجه المماليك، وكتقي الدين النبهاني الذي تصدى لأنظمة سايكس بيكو بلا خوف ولا مهادنة... يا أجناد الكنانة: أما آن لكم أن تراجعوا مواقعكم؟ أأنتم حماة الوطن أم حرّاس النظام؟ أتدافعون عن حدود مصر، أم تحرسون اتفاقية كامب ديفيد، وتقتلعون الأنفاق من تحت غزة؟! أتدفعون عن شعبكم، أم تقفون بينه وبين لقمة العيش وساحات التعبير؟ إن الجيش ليس ملكاً للجنرالات... الجيش أمانة الأمة، وسيفها، ودرعها، وقد جعله الإسلام قوةً للتمكين، لا أداة لحماية الطغاة! إننا ندعوكم بكل صدق أن ارجعوا إلى صف أمتكم، وقوموا بنصرة دين الله، وانحازوا لمشروع الأمة؛ الخلافة الراشدة، فأنتم أهل النصرة، أهل القوة والمنعة، والمطلوب منكم أن تعطوا النصرة، كما فعل الأنصار من قبل. إن الأزمة التي تعيشها مصر ليست اقتصادية فحسب، بل هي أزمة نظام علماني رأسمالي فاسد عميل. وإن العلاج لا يكون بترقيع هذا النظام، ولا بتدوير الوجوه، ولا بالمفاوضات مع جلادينا، بل بالعلاج الجذري: إقامة دولة الإسلام التي تطبق نظاماً اقتصادياً شرعياً قادراً على تحقيق الكفاية والعدالة. وإننا في حزب التحرير، ندعو الأمة إلى أن تعيد النظر في مسارات النظام المهلكة، وأن تعمل معنا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، الدولة التي تطرد صندوق النقد الدولي وكل مؤسسات الكفر من بلادنا، وتحكم بالإسلام، فتعيد العدل، وتبني القوة، وتحفظ الكرامة، وتقطع يد المستعمرين عن أرض الكنانة إلى الأبد. فهل أنتم له مناصرون؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سعيد فضل عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 11 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 11 بسم الله الرحمن الرحيم زيارة أحمد الشرع لفرنسا كمن يرجو من الشوك العنب! أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل في باريس الأربعاء أحمد الشرع، في أول زيارة للرئيس السوري الانتقالي إلى أوروبا. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون سيؤكد مجددا دعم فرنسا لبناء سوريا جديدة حرة ومستقرة وذات سيادة تحترم كل مكونات المجتمع السوري. وأضافت أن هذا اللقاء يندرج في إطار التزام فرنسا التاريخي تجاه السوريين الذين يتطلعون إلى السلام والديمقراطية، مؤكدة أن ماكرون سيكرر مطالبه للحكومة السورية، وفي مقدمتها استقرار المنطقة، وبخاصة لبنان، وكذلك مكافحة الإرهاب. حول هذا الموضوع لا بد لنا من وقفة نصيحة ومحاسبة وكشف وكفاح: أما الكشف والكفاح فهو لمخططات الاستعمار ومكرهم بالشام وأهلها؛ فالكافر المستعمر هو عدو الأمة اللدود وهو السبب في حالة الذل والهوان والفرقة والعذاب التي تحياها الأمة الإسلامية كلها، فهو من هدم دولتنا وقسم بلادنا واستعمرها ومص دماءها وخيراتها، ثم لما اضطر إلى الخروج منها نصب عليها حكاما عملاء له، ساموا المسلمين سوء العذاب، وجلدوا ظهورهم وأكلوا أموالهم وأفقروهم وأذلوهم، والأهم من ذلك حرموهم من عبادة ربهم كما يحب ويرضى، وطبقوا عليهم أنظمة علمانية كفرية، ومنعوهم من تطبيق الإسلام. فكانت مائة عام عجافاً لم تشهد لها الأمة من قبل مثيلا، وما زال الغرب يستميت ويصل ليله بنهاره من أجل أن تستمر هذه الحقبة السوداء المظلمة، لتبقى الأمة مستعمَرة له، ويحول بينها وبين استعادة عزتها وسلطانها وكرامتها، ويمنع تحررها من قبضته وأنيابه. ففرنسا دولة سباقة في استعمار بلاد المسلمين وتقسيمها ونهب خيراتها وقتل أبنائها، فهي وشريكتها بريطانيا من استعمرتا أكثر بلاد المسلمين في المنطقة، ومنها سوريا محل الحديث، وهما من قسمتا بلاد المسلمين بعد أن هدمتا دولة الخلافة العثمانية بحدود وخيوط ضمن ما سمي باتفاقية سايكس وبيكو، وزيري خارجيتي بريطانيا وفرنسا. فسوريا على وجه الخصوص كانت مستعمرة فرنسية لأكثر من ربع قرن، استعمارا مباشرا ضمن ما سمي بالانتداب، ثم خرجت بعد أن قتلت ودمرت وفتتت الشام، وخلفت وراءها حكاما عملاء لها واصلوا مسيرتها في قمع الناس وسرقة البلاد ومحاربة الإسلام، حتى كان آخر ما تسبب به الغرب المستعمر أن أوصل إلى الحكم طغاة آل الأسد الذين فاقوا الوحوش في الإجرام وفاقوا الغرب في محاربة الإسلام والمسلمين. والآن يأتي ماكرون، ليتحدث كالحمل الوديع، بلسان الحريص علينا، ليدعي دعم فرنسا لبناء سوريا جديدة حرة ومستقرة وذات سيادة تحترم كل مكونات المجتمع السوري! فأين ذهبت فرنسا الاستعمارية يا ترى؟! أتبخرت وحلت مكانها حمامةُ سلام؟ وأين كانت طوال سنوات القهر والذل والهوان الذي لاقاه أهلنا في الشام على يد بشار وأبيه ونظام حكمهما عقودا طويلة؟! وهل لدى ماكرون وقادة الغرب انفصام في الشخصية إلى درجة أن حقوق الإنسان واستقرار المجتمعات وحرية الناس وسيادة الدول لا تظهر إلا عندما تتمكن الشعوب من الخلاص من الدكتاتوريين وأكابر المجرمين، ويبدأ الناس بالمطالبة بتطبيق الإسلام والانعتاق من الاستعمار؟! الجواب، بلا شك أن فرنسا الاستعمارية لم تتبخر وما زالت هي هي، وهي لا تعاني من انفصام في الشخصية أو ضياع هوية، بل هي عينها التي استعمرت الشام عقودا، وهي اليوم تستميت في تطويع الحكام الجدد ليسيروا على درب من سبقهم في الولاء للاستعمار ومنع وصول الإسلام إلى الحكم. لذلك لم يخجل قصر الإليزيه من التأكيد على مطالبه بأن يحارب الحكام الجدد الإرهاب، الذي يعرف الجميع أن المقصود به الإسلام والإسلاميون وكل من يطالب بتطبيق شرع الله ونبذ العلمانية والكفر والاستعمار. وكذلك لم يخجل قصر الإليزيه من التأكيد على دعمه للديمقراطية واحترام مكونات المجتمع السوري، والذي يعني لديهم ضرورة تطبيق العلمانية، أي الكفر بنظام حكمه الديمقراطي، لضمان ضعف البلاد وتفرق أهلها تحت ذريعة ضمان حقوق كل مكونات المجتمع. ولنا في النموذج اللبناني الذي أشرفت فرنسا على وضع أسسه مثال على ما تسعى إليه فرنسا وتحلم به للشام؛ بلد ضعيف مفتت طائفيا وفاقد للسيادة وعلماني حتى النخاع. فصدق الله القائل: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. أما النصيحة والمحاسبة، فهي لحكام سوريا الجدد. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (رواه مسلم). ألا فليعلم أحمد الشرع وكل من هم معه بأن الله أوجب عليهم الحكم بالإسلام، كاملا غير منقوص، وحرم عليهم موالاة الكافرين أو الركون إليهم، إذ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. ولا خلاف في كفر ماكرون وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وكل دول الاستعمار، فمحاولة إرضائهم أو التقارب معهم أو مسايرتهم أو التحالف معهم هو منكر عظيم ومآله إما القبول بالتحول عملاء لهم كما كان من سبق، وإما تمكينهم من رقابهم ليتخلصوا منهم عندما يستعيد الاستعمار الإمساك بزمام الأمور كما حدث في مصر وتونس من قبل. فيا لها من خسارة!! وأختم بالقول إن الاستعمار ورموزه هم أعداء الأمة وخصومها، فهم شوك لا عنب فيه، ولا يرجو عاقل العنب من الشوك، ولا يصلح معهم الملاينة والمحايلة، فهم ﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾. فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في أهليكم، واتقوا الله في أمتكم، وعودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان، وأعلنوها كما بدأت "هي لله هي لله"، ليصلي عليكم الناس ويحبوكم، فتفوزوا بخير الدنيا والآخرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس باهر صالح عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 12 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 12 بسم الله الرحمن الرحيم قوانين البشر تشرعن للظلم والفساد بينما قوانين رب البشر رحمة بالعباد تابع الشارع السوداني، والمهتمون بالصراع في السودان بشغف، جلسات محكمة العدل الدولية، والشكوى التي قدمتها السودان ضد دولة الإمارات، واتهامها بارتكاب جرائم تتعلق بالإبادة الجماعية، والتطهير العرقي في دارفور، وجاءت قرارات المحكمة صادمة لبعض البسطاء من أهل السودان... فقد "قررت محكمة العدل الدولية، شطب الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات، لعدم الاختصاص، بسبب تحفظ أبو ظبي على المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأعلنت المحكمة، بأغلبية تسعة أصوات مقابل سبعة، عن حذف القضية من قائمتها العامة، كما رفضت، بأغلبية 14 صوتاً مقابل صوتين، إصدار تدابير مؤقتة، كان السودان قد طالب بها، وأوضحت المحكمة أنها لا تملك الاختصاص للنظر في القضية، ما يمنعها من اتخاذ موقف بشأن ادعاءات السودان" (الحدث السوداني). وعقب القرار أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني رسمياً، اعتبار الإمارات "دولة عدوان" وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وذلك بعد اتهام السودان للإمارات بأنها دعمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، بأسلحة استراتيجية متطورة، ما أدى إلى استهداف منشآت حيوية، آخرها مستودعات النفط والغاز بميناء ومطار بورتسودان، ومحطات الكهرباء والفنادق، وهو ما شكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، خصوصاً أمن البحر الأحمر. وفي ضوء هذا التصعيد، قرر المجلس: إعلان الإمارات دولة عدوان، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وسحب السفارة السودانية والقنصلية العامة. كما أكد السودان أنه، وبما يتماشى مع نص وروح المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، يحتفظ بحقه في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد، ووحدة أراضيها، وضمان حماية المدنيين، واستمرار وصول المساعدات الإنسانية. وفي أول تعليق رسمي من الحكومة السودانية، على قرار محكمة العدل الدولية برفض شكوى السودان ضد دولة الإمارات، أكد وزير الثقافة والإعلام، والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الإعيسر، أن السودان لن يتوقف عند هذا القرار، مشدداً على أن القضية ستلاحق عبر كافة السبل القانونية الدولية. وبالتوقف عند رد السودان على القرار نجد أنه استند هو الآخر إلى قوانين محكمة العدل الدولية نفسها، بالتالي ما هو إلا تباكٍ دون جدوى منه، لأن الصراع في السودان تديره قوى عظمى، أما القرارات مثل قولهم: (سنرد في الوقت المناسب) فهي من باب تسكين الشارع، ومن باب (ها نحن موجودون) وكلها جعجة بلا طحن! هذا التطوّر القانوني مثير، وقد يفتح باباً تعجز بموجبه المحاكم الدولية مستقبلا عن حماية الدول المجرمة، حيث قالت محكمة العدل الدولية، إن تحفّظ دولة الإمارات على المادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، لا يُعفيها من المساءلة القانونية، ما يفتح الباب أمام دعاوى قضائية دولية محتملة تتعلق بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي. فالمادة التاسعة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 تنص على أن أي نزاع بين الدول الأطراف في الاتفاقية بشأن تفسيرها أو تطبيقها يجب أن يُعرض على محكمة العدل الدولية. وتحفّظ الإمارات عليها يعني رفضها المسبق لسلطة المحكمة في النظر في أي دعاوى ضدها بموجب الاتفاقية، لكن المحكمة قالت اليوم إن هذا التحفّظ لا يمنع التحقيق أو المحاسبة. تصريح المحكمة يُعد ضربة قانونية قوية قد تُستخدم ضد الإمارات في حال ثبوت تورّطها أو دعمها لأطراف ارتكبت جرائم إبادة، خصوصاً في مناطق الصراع مثل اليمن أو غزة، حيث وُجّهت اتهامات غير رسمية سابقاً لبعض الحلفاء الخليجيين. وقال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن التحفظ الإماراتي، لا يؤثر بأي شكل على التزام الإمارات بالجوهر الأخلاقي والقانوني لاتفاقية منع الإبادة الجماعية. وأضاف "هذا التحفظ يعني أن دولة الإمارات غير ملزمة بقبول الاختصاص القضائي التلقائي لمحكمة العدل الدولية في النزاعات المتعلقة بتفسير أو تطبيق الاتفاقية". يشار إلى أنه حين انضمت دولة الإمارات إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية عام 2005، أبدت تحفظاً واضحاً على المادة التاسعة من الاتفاقية، مؤكدة التزامها الكامل بمضمون الاتفاقية ومبادئها، مع الاحتفاظ بحقها السيادي في الموافقة المسبقة على أي إحالة للنزاعات إلى المحكمة الدولية. وأكد خبير في القانون الدولي أن تحفظ الإمارات على المادة التاسعة في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها "لا يمس جوهر الاتفاقية ولا يخل بالتزام الدولة بتجريم أفعال الإبادة في تشريعاتها الوطنية ومحاكمة مرتكبيها". أليس هذا من باب المغالطات؟! فهي توضح خلل وخطل الأنظمة الوضعية التي يفصّلها مشرعو النظام الديمقراطي الكافر، وتطرّز القوانين على حسب مقاسات وأهواء سادتهم، وقد شاهد الناس بأم أعينهم ما جرى في شكوى السودان، حيث حسم الأمر بالتصويت، فكيف يقام عدل على أساس أهواء بشر يخطئ ويصيب؟! ومنذ متى كان المسلمون ينتظرون تحقيق عدل من كافر؟! ولكن طالما أحكام الإسلام وتشريعاته بعيدة عن الحكم والسياسية صارت الآية مقلوبة! ألم يعلم الناس أن منظمات الأمم المتحدة، وربيباتها، قد وجدت من أجل استعمار الشعوب وإخضاعها لا لإنصافها؟! وقد أمر الله سبحانه وتعالى عدم موالاة الكافرين، والسير على منهاجهم والتماس جلب العدل لهم، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. إن هذه المحكمة هي في خدمة الغرب الكافر ولا يهمها أمر غيرهم من البشر، فليمت المسلمون جماعات وفرادى، وبأبشع الصور، فلن يتحقق لهم عدل، ودونكم أهل غزة هاشم، وغيرهم من المكلومين في بلاد المسلمين! إن على المسلمين العودة إلى نظام خالق الكون والبشر، وقد فصل حزب التحرير في مشروع الدستور المستنبط من الكتاب والسنة، أبواباً تتعلق بالعدل والقضاء، فحري بكم يا أهل السودان مراجعته، والوقوف عليه، فدولة الخلافة قد آن أوانها، وأطل زمانها فكونوا من جنودها والعاملين لها. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد السلام إسحاق عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر May 14 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 14 بسم الله الرحمن الرحيم الخلافة الراشدة... مشروع الأمة الذي أرعب الأعداء لقد بات واضحاً أن مشروع الخلافة لم يعد مجرد فكرة تدور في أذهان قادة الغرب وحلفائهم الإقليميين، بل تؤكد خشيتهم المتزايدة من عودتها، بعد أن أصبحت مطلباً عاماً عند المسلمين في شتى بقاع العالم، ولا سيما في بلاد الشام. لقد أدركت هذه القوى أن هذا المشروع لم يعد حبيس الكتب أو أحاديث الوعظ، بل صار توجهاً عملياً يسعى المسلمون لتحقيقه رغم التآمر والحروب، فأصبح مطلباً حيّاً عند شعوب الأمة الإسلامية. ومع تنامي هذا الوعي، وظهور الحراك الجاد لعودة الخلافة، بدأت تتعالى التصريحات من أعداء الإسلام، معلنة صراحة عداءها لهذا المشروع الحضاري الكبير، في وضح النهار، دون مواربة أو خجل. فتصريحات قادة كيان يهود، وعلى رأسهم المجرم نتنياهو، لم تكن عبثاً ولا خالية من الدلالة. فقد قال بصريح العبارة: "لن نسمح بقيام خلافة إسلامية على شواطئ البحر المتوسط"، ثم كرر التهديد ذاته: "لن تسمح إسرائيل بقيام خلافة إسلامية عند حدودها الشمالية أو الجنوبية، أو في الضفة الغربية". إن هذه التصريحات تكشف عن مدى الرعب الذي أصابهم من مجرد اقتراب هذا المشروع من التحقق، فهم يدركون أن عودة الخلافة تعني زوال كيانهم، وانهيار نفوذهم، وقطع دابر تدخلهم في شؤون الأمة. وقد سبقتها تصريحات لبريطانيا، حيث قال توني بلير في خطاب ألقاه أمام مؤتمر حزب العمال البريطاني في 16 تموز/يوليو 2005: "نحن نواجه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحكّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة". هذا التصريح يكشف أنّ الغرب لا يخشى الإرهاب كما يزعم، بل يخشى الإسلام بوصفه نظاما شاملا كاملا للحياة إذا عاد للحكم. من جهة أخرى، عبّرت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا السابقة، في تصريحات صحفية عام 2012، عن قلقها من تحركات في سوريا تهدف لإقامة الخلافة. وقبلها صرح بوش عندما شنوا حربهم على العراق وقال إنه "يخاف من الناس الذين يريدون إمبراطورية إسلامية، هؤلاء سيسحبون البساط من تحت أقدامنا"، وكذلك صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عام 2013، في مؤتمر جنيف2، بأن هناك "جماعات متطرفة تسعى لإقامة خلافة إسلامية في سوريا". حتى الأنظمة الإقليمية العميلة عبّرت عن هذا القلق المشترك، حيث صرّح وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري سابقا أن "من يسعى لإقامة الخلافة لا يريد التوقف عند حدود سوريا، بل يهدد بإعادة تشكيل خارطة النفوذ في المنطقة بأكملها". وتحدث الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عن زلزال سيضرب المنطقة كلها إذا سقط النظام لصالح "متطرفين"، مشيراً بذلك إلى الحركات الساعية للخلافة...الخ كل هذه التصريحات توضح أن الغرب يدرك خطورة مشروع الخلافة على مصالحه وهيمنته. ولذلك، يسعى بكل قوته إلى وأده في مهده. لكنه رغم ذلك لا يستطيع وقف عجلة الأمة نحو نهضتها المنشودة. إن هذا العداء المتكرر والمعلن ينبغي أن يكون دافعاً إضافياً للمخلصين من أبناء الأمة، ليزدادوا إيماناً بمشروع الخلافة، ويضاعفوا جهودهم في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية. فعداء الأعداء لهذا المشروع أكبر دليل على صحته وخطورته عليهم. ومع هذا الخوف المتصاعد، رأينا كيف انكشفت خططهم واحدة تلو الأخرى. لقد دبروا المؤامرات، وأججوا الفتن، وموّلوا المشاريع السياسية والعسكرية والثقافية التي تهدف إلى صرف المسلمين عن الخلافة، تارةً بدعوى الديمقراطية، وأخرى بدعوى محاربة "الإرهاب"، وثالثةً عبر أنظمة عميلة تربت في أحضانهم، تُضلّل الشعوب وتكبح أي محاولة للنهضة على أساس الإسلام. بل وركزت كل التركيز على أرض الشام، لِما لها من فضل وشرف، فهي ميدان صريح لهذه المواجهة. فالشام هي مهوى أفئدة المسلمين، وهي الأرض التي بشّر بها رسول الله ﷺ حين قال: «عُقْرُ دَارِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ»، وكانت ولا تزال منطلق الدعوات الصادقة نحو الخلافة. لذلك كان عداء الكفار وعملائهم فيها مضاعفاً، واستهدفوا المخلصين فيها بكل صنوف الإيذاء والتضليل والاعتقال والتشويه، خوفاً من أن يُولد منها نصرٌ يغيّر وجه التاريخ. لكن رغم كل ذلك، ورغم عِظم المؤامرات، لا تزال الأمة الإسلامية ثابتة على مطلبها، مدركةً أن لا مخرج لها مما هي فيه إلا بالعودة إلى الحكم بالإسلام، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، تُعيد لها عزّها، وتوحد صفّها، وترد كيد الكافرين في نحورهم، وتحرر أولى القبلتين وثالث الحرمين من دنس الصهاينة المحتلين. إن الواجب اليوم على الأمة أن تعي عدوها، وتفضح مخططاته، وتنبذ كل المشاريع الغربية التي تُلبس ثوب "الإصلاح" أو "النهضة" زوراً وبهتاناً، وأن تلتفّ حول مشروع الخلافة الذي هو وحده القادر على إنهاء حالة التبعية والانقسام، وصناعة عزّ الأمة ومجدها. وما ذلك على الله بعزيز. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد المحمود العامري – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.
× Pasted as rich text. Paste as plain text instead
Only 75 emoji are allowed.
× Your link has been automatically embedded. Display as a link instead
× Your previous content has been restored. Clear editor
× You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.