اذهب الي المحتوي

الناقد الإعلامي 2

الإداريين
  • Posts

    2274
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

اخر الزوار

881 زياره للملف الشخصي

الناقد الإعلامي 2's Achievements

  1. بسم الله الرحمن الرحيم نشرة الأخبار ليوم السبت من إذاعة حزب التحرير ولاية سوريا 2024/04/27م العناوين: • بزخم شعبي كبير، الحراك الثوري المطالب باستعادة قرار الثورة يتواصل في ريفي حلب وإدلب. • رهائن، لا معتقلون، تداعيات ملف المختطفين في سجون الجولاني تتواصل منذ سنة. • المجاهدون قادرون على دحر النظام وإسقاطه، وما يمنعهم هو الجولاني وأسياده بالخارج. • كيان يهود يواصل مجازره في غزة واعتقالاته في الضفة. التفاصيل: بزخم شعبي كبير، واصل الحراك الثوري اليومي المطالب باستعادة قرار الثورة، وإسقاط الجولاني، فعالياته الشعبية في ريفي حلب وإدلب. فقد خرجت أمس مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة وأخرى ليلية في أكثر من 30 نقطة تظاهر على امتداد المناطق المحررة بريفي إدلب وحلب، كان أبرزها مدن إدلب وسرمدا، وبنش، والأتارب، وجسر الشغور، وكفرتخاريم، وأطمة، وأرمناز، والسحارة، وباتبو, واعزاز، والباب، وعفرين، وصوران، وذلك في جمعة حملت عنوان (مشروع الإسلام يجمعنا وأطماع الطغاة الأقزام تفرقنا). وأكد المتظاهرون على استعادة قرار الثورة، وإسقاط الجولاني وحل جهاز الأمن العام وإطلاق المعتقلين المظلومين، كما شددوا على مواصلة حراكهم السلمي حتى تحقيق كافة مطالبهم. أصدرت عائلة آل عبد الوهاب في بلدة دير حسان بريف إدلب، بيانا بخصوص ابنهم الأستاذ أحمد عبد الوهاب المختطف من قبل ما يسمى جهاز الظلم العام جاء فيه: (تسجيل). من جانبه وتحت عنوان: رهائن، لا معتقلون. كتب الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد، رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا: عندما يستخدم المتسلطون على رقاب الناس معتقلي كلمة الحق في سجونهم أداةً للتفاوض وورقة للمساومة والضغط على أصحاب المطالب المحقة، فاعلم أن هؤلاء عبارة عن عصابة غير ذات مبدأ، ويستخدمون المعتقلين كرهائن، يبتزون من خلالهم جماهير الأمة لتحقيق أهداف الدول التي تشغلهم. أصيب مدني بجروح اليوم السبت، من جراء قصف لعصابات النظام الأسدي، بريف حلب الغربي. وأفاد الدفاع المدني ، بإصابة مدني بجروح بسبب قصف من قوات النظام تعرضت له أطراف مدينة الأتارب غربي حلب، أثناء عمله في أرضه. ويوم أمس أصيب طفلان، من جراء قصف مدفعي وصاروخي لعصابات النظام، استهدف مدينة أريحا جنوبي إدلب. ذكرت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" أن "لواء عمر" و"لواء المدرعات" نفذا "عملية مباغتة" ضد قوات النظام على محور "الفوج 46" قرب مدينة الأتارب غربي حلب. وأسفرت العملية عن مقتل وإصابة عدد من عصابات النظام والاستيلاء على دبابة، وفقاً للمصادر التي نشرت تسجيلاً مصوراً يظهر نقل الدبابة إلى المناطق المحررة. من جانبه علق الناشط عبد الرزاق العبود على الخبر في منشور على حسابه في تلغرام بالقول: لم نتفاجأ باغتنام دبابة, فهذه ثقتنا بالمجاهدين وهذا ما نقول به بأعلى صوتنا أن المجاهدين قادرون على دحر النظام وإسقاطه, وليس على عمليات نوعية فقط، وما يمنعهم هو الجولاني وأسياده بالخارج بخدع كاذبة أصبحت مكشوفه للجميع. وما نطلبه بحراكنا السلمي هو إسقاط القادة المرتبطين بالخارج حتى يعود قرار الثورة لأهلها, لكي نكمل مسيرتنا التي خرجنا من أجلها ألا وهي إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام. أما الناشط أحمد معاز فقد كتب على حسابه في موقع فيسبوك: إن إدعاءات إعلام الجولاني أن الجبهات مفتوحة, وأن المجاهدين يردون على من يطالب بفتح الجبهات بالعمل وليس بالكلام، نرد عليها بكل بساطة أن الشمس لا تغطى بغربال، وعملية انغماسية من المجاهدين تقبل الله منهم لن تغطي على حقيقة أن الجبهات ليست مغلقة فقط بل مقفلة نهائيا ومنذ سنوات، ويُمنع فتح أعمال عسكرية على النظام المجرم بأوامر الضامن والداعم التركي، أما إعطاء المجاهدين أعزهم الله الأمر بتنفيذ عملية انغماسية على مليشيات النظام بهدف إعلامي للرد على المطالب الشعبية المطالبة بفتح الجبهات أصبح مزاودة رخيصة من إعلام الجولاني لا يقبل به حتى المجاهدون. قرر الطاغية المجرم أسد، اليوم السبت، إنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين، وإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد الاحتياطيين اعتباراً من الأول من حزيران المقبل. ونشرت وزارة الدفاع في حكومة النظام الأسدي، الأمر الإداري الذي يشير إلى إنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين المدعوين الملتحقين اعتباراً من مطلع حزيران القادم لكل من يتم سنة وأكثر خدمة احتياطية فعلية حتى تاريخ نهاية شهر أيار/ مايو المقبل. ولفت القرار إلى إنهاء الاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد الاحتياطيين المُحتفظ بهم، والمدعوين الملتحقين اعتباراً من بداية حزيران لكل من يتم 6 سنوات وأكثر خدمة احتياطية فعلية حتى تاريخ 31/5/2024 ضمناً، وفق نص البيان. واصل جيش كيان يهود حربه على غزة لليوم الرابع بعد المئة الثانية، مجددا قصفه على مناطق متفرقة من القطاع، مرتكبا 4 مجازر جديدة ما أدى إلى سقوط 32 شهيدا خلال الساعات الـ24 الماضية. وبهذه الحصيلة يرتفع عدد ضحايا القصف على غزة إلى 34 ألفا و388 شهيدا و77 ألفا و437 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. يأتي ذلك بينما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 491 منذ بدء الحرب على غزة. وفي الضفة استشهد شابان، وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال بالقرب من حاجز سالم العسكري غرب جنين. وأكدت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب مجموعة من الشبان في محيط حاجز سالم، القريب من مفرق رمانة غرب المدينة، ما أدى لاستشهاد الشابين وإصابة شابين آخرين. وذكرت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى جثماني الشهيدين، واحتجزتهما. من جانبه أعلن نادي الأسير الفلسطيني: أن قوات الاحتلال اعتقلت 20 فلسطينيا بالضفة الغربية بينهم سيدة وأطفال وأسرى سابقون. من منطلق أن العراق مستعمرة تابعة لأمريكا, أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت، الهجوم الذي استهدف حقل كورمور للغاز بقضاء جمجمال في محافظة السليمانية في كردستان العراق. وأكد المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، في بيان، دعم بلاده للعراق وإقليم كردستان وحماية الاستقرار والسيادة، معتبرا أن الهجوم يعتبر انتهاكا للسيادة العراقية، مطالبا السلطات بالتحقيق وتقديم المهاجمين إلى العدالة. ومساء الجمعة تعرّض حقل كورمور للغاز لقصف، وأسفر القصف عن مقتل 4 عمال يمنيين وأضرار بالغة بالحقل مما يؤثر على الكهرباء، حسبما أعلنت سلطات الإقليم. قصفت روسيا فجر اليوم السبت منشآت طاقة أوكرانية في عدة مناطق، وأسقطت 68 مسيّرة أوكرانية فوق أراضيها، بعد ساعات من تكثيف ضرباتها على خطوط السكك الحديدية في أوكرانيا لتعطيل الإمدادات العسكرية وخاصة الأمريكية، استعدادا لشن هجوم جديد، فيما أسقطت أوكرانيا بالمقابل 21 من بين 34 صاروخا روسيا. وأفاد موقع ريبار العسكري الروسي أن القوات الروسية نفذت هجوما صاروخيا على عدة مرافق للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الهجمات استهدفت منشآت توليد الكهرباء في مقاطعات لفيف ودنيبروبيتروفسك وإيفانو فرانكيفسك، ما أسفر عن الحاق أضرار كبيرة بأربع محطات للطاقة الحرارية. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض 68 مسيّرة أوكرانية الليلة الماضية في إقليم كراسنودار وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. وفي المقابل قال قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك اليوم السبت إن الدفاعات الجوية أسقطت 21 من بين 34 صاروخا خلال هجوم روسي الليلة الماضية.
  2. بسم الله الرحمن الرحيم وساطة تركيا بين حماس وكيان يهود الخبر: أورد موقع سكاي نيوز عربية في 18 نيسان/أبريل 2024 على لسان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان أن قادة حماس أعربوا عن قبولهم بحل الجناح العسكري للحركة في حال تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67، مشيرا إلى موافقة حماس على تحول الحركة إلى حزب سياسي، وذلك بعد إعلان قطر إعادة النظر في دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بين الكيان وحركة حماس. التعليق: لا شك أن ما يقوم به المجاهدون في غزة من تضحيات ومقاومة باسلة أربكت حكام الكيان وكشفت عن مدى هشاشته وقابلية كسره وإزالته، ولولا وقوف الغرب الكافر وعملائهم من حكام المنطقة مع الكيان بجميع النواحي ومنذ إنشائه لما تمكن هذا الكيان من العيش لحظة واحدة، ناهيك عن اغتصاب واحتلال أراض جمة من أراضي المسلمين. وهذا يبين بما لا يقبل الشك أن معركة التحرير التام ليست مع الكيان وحده، بل هي مع من يقف من ورائه، فالكيان قاعدة متقدمة لأمريكا وبريطانيا وأوروبا، وهي خط الدفاع الأول عن هذه الدول الكافرة. وحتى يتمكن المسلمون من تحقيق وعد الله تعالى بالنصر والتمكين لا بد أن يقاتلوهم كافة كما أن المشركين يقاتلون المسلمين كافة، والله تعالى يقول: ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. واللافت للنظر أن المسلمين ومن خلال حركاتهم وقياداتهم وتنظيماتهم لا يزالون ينظرون لقضاياهم نظرة محلية جزئية، ولا ينظرون إلى الصورة الكاملة بالرغم من وضوحها التام خاصة بعد طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023. فقد رأى المسلمون كيف جاءت أمريكا بأساطيلها ورئيسها ووزرائها ليقفوا صفا واحدا مع الكيان، وتبعتهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. ومن جهة أخرى فقد ترك المسلمون إخوانهم في غزة وحدهم يقفون في وجه يهود ومن ورائهم الغرب الكافر الحاقد على الإسلام. فالأمة الإسلامية اليوم لا تقاتل المشركين بكافة قواتها وإمكانياتها، بل تترك فئة مستضعفة قليلة العدد والعدة في مواجهة حرب ضروس. وأدهى من ذلك أن حكام المسلمين بدلا من أن يسيروا جيوشهم وقواتهم ليقفوا كافة مع إخوانهم في فلسطين، تراهم يعملون سرا وعلنا لاحتواء المقاتلين وتسييرهم في دروب أشد ظلما وظلاما من الحرب الطاحنة التي لا تزال تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المدارس والمساجد والمنازل. فقطر مارست ولا تزال تمارس دور الوسيط ليتم تثبيت كيان يهود في دولة تكون مقبولة تماما في منظومة الشرق الأوسط الجديد، مقابل إعطاء كيان مسخ يسمى دولة فلسطين كباقي كيانات الدول العربية. ولما باتت مكائد الغرب تصل إلى مبتغاها، انتقل الدور الخبيث من قطر إلى تركيا، التي عملت أمريكا على تسليمها ملف "الإسلام على الطريقة الأمريكية" بعد أن تم سحب هذا الملف من السعودية. ومن هنا جاء استدعاء قادة حماس السياسيين إلى تركيا للقاء رئيسها الذي لم يتوان منذ بداية الحرب عن تزويد كيان يهود بشتى أنواع السلع الغذائية والدوائية والصناعية. ولم يخف على أحد أن استدعاء قادة حماس السياسيين في هذه الظروف إنما هو زيادة في الضغط من أجل تثبيت كيان يهود في منظومة الشرق الأوسط التي أرادت أمريكا أن تجعل تركيا جزءا مهما ولاعبا قويا في منظومة الشرق الأوسط هذه. فقد صورت تركيا ومن قبلها عملاء بريطانيا وأمريكا أن القضية تكمن في إقامة دولة للفلسطينيين، وصرفوا الأنظار على أن القضية والمشكلة من أصلها هي إنشاء كيان ليهود في فلسطين. فأصبحت المطالبة بدولة لفلسطين تعني بالضرورة تثبيت كيان يهود ودولتهم المسماة (إسرائيل). ونسي الكثير من الناس أن أهل فلسطين هم جزء من الأمة الإسلامية ليسوا بحاجة لدولة هزيلة خاصة بهم كما هو الحال في الأردن ولبنان وسوريا ومصر وغيرها... ولم يكتف هؤلاء العملاء بعمالاتهم هم للغرب الكافر، بل لا يزالون يصرون على جر غيرهم خاصة من أصحاب الشكيمة والقوة والمجاهدين ليلحقوا بهم ليكونوا معهم أداة لتثبيت كيان يهود وإقامة دولتهم وجعلها جزءا من شرق أوسطهم الجديد مع إيران وتركيا وباقي دول المنطقة العربية. فهلا أدرك قادة حماس في قطر أنهم وقضية الأمة في خطر، وأنهم لو أنعموا النظر، لما خرجوا من أنفاق وحفر، إلى دهاليز من الخبث هي أدهى وأمر؟! ﴿فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير د. محمد جيلاني
  3. بسم الله الرحمن الرحيم "قد يكون الدّم أثخنُ من الماء، لكن المال يتدفّقُ أعمق من كليهما" (مترجم) الخبر: تعهّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يوم الاثنين بتعزيز التجارة بين البلدين الجارين لزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار أمريكي في السنوات الخمس المقبلة. (رويترز، 22 نيسان/أبريل 2024) التعليق: إنّ سفك الدماء في فلسطين أدّى إلى تعميق انعدام ثقة الأمة الإسلامية بكل أشكال حكام المسلمين الحاليين. لقد فشلت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان في إشعال أي أمل في تعزيز قوتهم بمساعدة بعضهما بعضا ضدّ عدوهم المشترك. لماذا؟ لأن عدو الأمة صديق لحكامها ويختبئ في عباءات هؤلاء الحكام الفاخرة وكلامهم المعسول. وأياً كانت التربة التي يمشون عليها، فإن آثار أقدامهم تترك آثار الدّم الفلسطيني التي ظلّوا يتجاهلونها ويدوسون عليها. بعد إلغاء الخلافة، عانى المسلمون في جميع أنحاء العالم من وطأة حكامهم الخونة وتحملوا عارهم. وبعد وضعهم في سجون الدول القومية، قام هؤلاء الحكام بتشكيل وإيجاد أعداء لأنفسهم. وقيل للناس إن الخطر ما زال كامناً، وأنه يختبئ في زوايا بلدانهم. "الانفصاليون"؛ من هم هؤلاء الأشخاص؟ ولماذا يمكن أن تجد مجموعة من الناس التعساء في كل بلد مسلم اختاروا حمل السلاح ضدّ دولتهم؟ الجواب هو الظلم الشديد ورفض التسهيلات للشعب الذي لا يزال يتمتع بغرائزه واحترامه لذاته ويعيش في مناطق مليئة بالموارد. تنقسم بلوشستان بالتساوي تقريبا بين إيران وباكستان، في حين إنّ بعض مساحتها تقع أيضاً في أفغانستان. ولأكثر من قرن من الزّمان، اشتكى هؤلاء الناس من التمييز المنهجي في ظلّ حكومات مختلفة، في إيران وباكستان. وما فتئت الحكومتان تعاملان هؤلاء الناس بالطريقة نفسها التي تعلموها من أسيادهم المستعمرين. فقد فرضت طهران قيوداً على اللغة البلوشية، بل حتى على وجود أسماء بلوشية. وهؤلاء الناس لا يحصلون على وظائف حكومية، والفقر منتشر في مناطقهم، وقد تمّ إعدام المئات منهم بناءً على مزاعم واهية بالتهريب. والشيء الآخر الذي يتعارض مع هؤلاء الانفصاليين هو أنهم ينتمون إلى الطائفة السنية، بينما إيران دولة يهيمن عليها الشيعة، ومنذ الثورة الإيرانية، تمّ صنع السياسات بمساعدة رجال الدّين الشيعة. بلوشستان هي أكبر مقاطعة في باكستان، وتشكّل حوالي 43.6 في المئة من إجمالي مساحة البلاد. وهي غنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والنحاس والنفط والغاز الطبيعي، ولها شريط ساحلي بطول 770 كيلومتراً، حيث يقع ميناء جوادار الاستراتيجي - وهو سمة بارزة للممرّ الاقتصادي الصيني الباكستاني. وعلى الرغم من كونها غنية بالموارد الطبيعية، ما تزال بلوشستان أفقر مقاطعة في باكستان! ورداً على ذلك، واجهت باكستان مقاومة مسلحة واحتج شعب بلوشستان على حالات الاختفاء القسري. وفي الوقت نفسه، اتهمت إيران باكستان بالسماح لمسلحين من الجماعة الانفصالية السنية (جيش العدل) بالعمل بحرية من بلوشستان وتنفيذ هجمات ضد السلطات الإيرانية. وفي 16 كانون الثاني/يناير نفذت إيران ضربة صاروخية على باكستان، ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين. ورداً على ذلك، شنت باكستان غارات جوية على مخابئ إرهابية مزعومة في إيران، وزعمت أن غاراتها أدت إلى مقتل تسعة انفصاليين بلوش على الأقل. علق سيريل ألميدا، وهو صحفي باكستاني متمرس، على موقع إكس، ساخراً: "لم يحدث قط أن قصف بلدان بعضهما بعضاً وأعربا عن مثل هذا الدفء بينهما في غضون 48 ساعة... إنه لأمر عجيب..."! والآن في غضون ثلاثة أشهر من إطلاق صواريخ كل منهما على الآخر يدعي البلدان مستقبلا مزدهرا معاً؛ من التجارة إلى خط أنابيب الغاز! ومباشرةً بعد مغادرة رئيسي من باكستان، أبدت الولايات المتحدة استياءها وحذّرت باكستان من خطر العقوبات. الآن، نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة أعمق على ما يحدث هنا بالضبط. يرغب كلا الحاكمين، رئيسي وشريف، بالحصول على 15 دقيقة من الشّهرة من خلال الظهور بمظهر صارم والتظاهر بعدم الاهتمام بردّ الفعل الأمريكي. في الواقع، هذه هي أسهل طريقة يمكن أن تتقارب بها الولايات المتحدة وإيران، من خلال وضع باكستان بينهما، حيث ستحصل الولايات المتحدة على نصيب الأسد، وستحاول إيران وباكستان جمع كل ما تبصقه الولايات المتحدة، ولن يشعر هؤلاء الحكّام بالخجل من القيام بذلك. عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ». لقد حذّرنا الله سبحانه وتعالى ونبيه محمد ﷺ من أعداء الإسلام، وأنهم لن يفوتوا أبداً فرصة لإيذاء أمّته وسيستمرون في التآمر والتخطيط والعمل ضدّ عباد الله. ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾. لقد حذّر الله سبحانه وتعالى عباده من مخطّطات الكفّار وأنّهم لن يتوقفوا أبداً عن التخطيط ضدّهم، وسيظلّ الله سبحانه وتعالى ينصرهم برحمته. لقد أُرسل إلينا رسول الله محمد ﷺ نذيرا وأمرنا أن نكون يقظين وحذرين من كل تحرّكات عدونا، عندها فقط يمكننا أن ننقذ أنفسنا من التعرض للدغات مراراً وتكراراً. ونحن بصفتنا حملة للدعوة نحتاج إلى أن نغوص تحت سطح ما يظهر لنا ونصل إلى جوهر الأمر، ثم نرى هذا الأمر في ضوء أوامر الله تعالى، لأن العالم وسكانه جميعهم ملك له. يقول ابن خلدون في مقدمته: "ولن تجد لسنة الله تبديلا"، "إن الله يرث الأرض ومن عليها". كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير إخلاق جيهان
  4. بسم الله الرحمن الرحيم جريدة الراية: متفرقات الراية 2024-04-24 هلم يا جيوش المسلمين إلى نصرة إخوانكم في غزة وإذا وقفت في وجهكم أنظمة الحكم الجبري القائمة في بلاد المسلمين فخذوهم كل مأخذ.. وأقيموا حكم الله مكانهم، الخلافة على منهاج النبوة، تحقيقاً لبشرى رسول الله ﷺ «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ». وعندها يكون الخليفة ومعاونوه وجند الإسلام من أعلى رتبة فيه إلى أدنى رتبة ينتقلون من نصر إلى نصر، يكبِّرون والأمة تكبِّر معهم، أقوياء بربهم أعزاء بدينهم، فلا يجرؤ عدو أن يكون له في أرض الإسلام كيان... === أمريكا هي العدو الأصيل وأيديها تقطر من دماء أهل غزة! ذكر موقع الجزيرة نت بتاريخ 2024/04/20م بأن مجلس النواب الأمريكي صوت السبت، لصالح خطة مساعدات عسكرية واسعة "لإسرائيل" وأوكرانيا وتايوان بقيمة 95 مليار دولار، في خطوة حظيت بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وفي ردة فعله على إقرار الخطة كتب نتنياهو على منصة إكس أن "الكونغرس الأمريكي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لإسرائيل، ويدافع عن الحضارة الغربية. شكرا لأصدقائنا، شكرا لأمريكا". إزاء ذلك قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق نشره على مواقعه: إن المتابع يدرك أن كيان يهود لم يكن ليستمر في حربه الشعواء التي يشنها على المستضعفين من أهل غزة لولا الدعم الأمريكي الكثيف والمتواصل، فكيان يهود لا يقدر على خوض مجابهة طويلة، ولو على مستوى قتال تنظيمات وفصائل كما يحصل في غزة، ولا يقدر على ذلك سياسيا ولا اقتصاديا ولا عسكريا، فهو كيان طفيلي هش يقتات على الدعم الغربي ويعيش تحت ظله وجناحه، وقد اعتاد على خوض الحروب المسرحية التي لم يختبر فيها القتال الحقيقي في معارك حقيقية. وأضاف: أن كيان يهود يدرك الغرض الذي أوجده الغرب لأجله، وكلام نتنياهو يشير إلى ذلك "للدفاع عن الحضارة الغربية"، فهو قاعدة متقدمة للغرب في المنطقة، وخنجر مسموم في خاصرة الأمة الإسلامية للحيلولة دون نهضتها وعودتها أمة واحدة في دولة واحدة، وهذه هي ورقة المساومة التي يمتلكها هذا الكيان ويستجلب بها الدعم الغربي المطلق. وقد شاهدنا كيف تقاطرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحكومات المنطقة الموالية لها للدفاع عن هذا الكيان في وجه الهجوم الإيراني المسرحي. وتابع: أن الحرب الشعواء التي يشنها هذا الكيان المسخ كانت منذ اللحظة الأولى بدعم أمريكي، لا فرق بين الجمهوريين أو الديمقراطيين، وحزمة المساعدات هذه ليست الأولى، فجسر الإمدادات العسكري لكيان يهود لم ينقطع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فأمريكا شريكة في كل المجازر الوحشية التي يرتكبها هذا الكيان وأيديها ملطخة بدماء أهل غزة، ودعاوى تخصيص بعض الفتات لمساعدة أهل غزة لا تنطلي على أحد، فهي لا تكترث بدماء أهل غزة بل يسرّها قتلهم، وما يهمها فقط هو الأزمة "الأخلاقية" والفضيحة العالمية التي سببها موقفها الداعم لإجرام الكيان. وخلص المكتب في تعليقه إلى أن على الأمة أن تدرك أن الغرب وكيان يهود هما جبهة واحدة في حرب الأمة الإسلامية، لا فرق في ذلك بين أمريكا وبريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، فكلهم في العداوة للمسلمين سواء، ولكل منهم دور يؤديه، لذا فإن الواجب هو قطع كل العلاقات مع هذه الدول ومع عملائها من الأنظمة العميلة، والتشبث بحبل الله المتين، والعمل على التخلص من الحكام العملاء وإقامة الخلافة التي تطبق الإسلام وتسيّر الجيوش لنصرة أهل غزة وكل المسلمين المستضعفين وتحرر الأقصى وتعيد للأمة مكانتها. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ === أمريكا تكشف عن أهدافها في الشرق الأوسط أدلى الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال باتريك رايدر بتصريحات حول علاقة أمريكا بكيان يهود وبإيران والمنطقة نشرتها سكاي نيوز يوم 2024/4/18 ورد فيها أن "أمريكا لن تتردد في الدفاع عن (إسرائيل) وعن قواتها المتمركزة في المنطقة، ولكنها لا تريد رؤية أي تصعيد أو حرب إقليمية في المنطقة ولا تريد الدخول في نزاع مع إيران، وتحرص على استقرار الأمن للحفاظ على مصالحها في المنطقة، وأنها ستستمر في دعمها لـ(إسرائيل) للدفاع عن نفسها وللحفاظ على أمنها". الراية: إن أمريكا تكشف سياستها في المنطقة بكل وضوح، بأنها تعمل على تعزيز نفوذها فيها بالحفاظ على قواعدها المنتشرة في المنطقة، وعلى كيان يهود قاعدتها الأساسية، وأنها تعمل على الحفاظ على الأنظمة القائمة في المنطقة تحت مسمى الحفاظ على الاستقرار، ومنها النظام الإيراني، فلا تريد سقوط هذه الأنظمة ومن ثم وحدة البلاد الإسلامية في دولة واحدة تحكم بما أنزل الله وتعمل على طرد أمريكا من المنطقة وتطهير فلسطين من دنس يهود. === الحرب العبثية في السودان تحمل السودانيين لاجئين إلى تشاد! نشرت الجزيرة نت بتاريخ 2024/4/20 خبرا جاء فيه: ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن الحرب الضروس التي اشتعلت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أجبرت ما يقارب 600 ألف سوداني على الفرار إلى تشاد خلال العام الماضي. وأوضح تقرير لوموند أن اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في ربيع عام 2023 قد فرّوا بالأساس من القتال ومن المجازر والانتهاكات وجرائم الاغتصاب المرتكبة في دارفور. الراية: قاد الانفلات الأمني الذي تقوده المليشيات التي تحركها المخابرات الأمريكية وغيرها من قوى أجنبية إلى حالات من السرقة والنهب الممنهج الذي تريده أمريكا لأهل السودان حتى يستتب الأمن لعملائها في الحكم، وبهذا فإن هذه المليشيات قد قضت على مصادر رزق الناس مثل الأعمال الزراعية. وصار الأجانب هم المصدر شبه الوحيد الذي يتحدث عن توصيف حالة الشعب السوداني مثل ما أكدته منظمة التضامن الدولي غير الحكومية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور وكذلك منظمة أطباء بلا حدود التي قالت "يموت طفل كل ساعتين". هذه هي أحوال أمة الإسلام في ظل هؤلاء الحكام والمليشيات التابعة للغرب الكافر، حيث يدفعهم أسيادهم في واشنطن ليسوموا الناس سوء العذاب تأديباً لهم على تمردهم على النظام العميل. === قطر تشير إلى أنها ستنهي دورها في الوساطة وتسلمه لتركيا عقد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن اجتماعا مع نظيره التركي حقان فيدان يوم 2024/4/17 في الدوحة، وذكر عقب الاجتماع في مؤتمر صحفي مشترك أن "اللقاء يأتي في ظروف حساسة تشهدها المنطقة عقب التصعيد الأخير الذي مرت به"، في إشارة للرد الإيراني على كيان يهود. وقال إنه "توافق مع نظيره التركي على ضرورة احتكام الأطراف إلى خفض التصعيد والحوار وحل القضايا بالمنطق وليس بالسلاح"، وذكر أن "الدوحة ساهمت بشكل إيجابي تجاه المفاوضات وحاولت كسر الهوة بين الأطراف، والمسألة أخذت شهورا طويلة والخلافات كانت واسعة وحاولنا مع الشركاء مصر وأمريكا لكسر تلك الهوة وتقديم مقترحات"، وذكر أن "دور الوسيط محدود لا يستطيع تقديم أشياء تمتنع عنها الأطراف نفسها"، واستدرك قائلا: "للأسف هناك إساءة لاستخدام هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، وهذا يستدعي تقييما شاملا لدور الوساطة". الراية: إن قطر وتركيا تتصرفان كأنهما بلدان محايدان لا تعنيهما غزة وفلسطين إلا كما يعنيهما كيان يهود! فتبحثان آخر ما وصلت إليه الوساطة بين كيان يهود وحركة حماس. ويظهر أن تركيا تبحث عن دور لها للدخول في الوساطة وليس في التصدي لعدوان كيان يهود وشن الحرب عليه لإنقاذ أهل غزة ومن ثم العمل على تحرير فلسطين. ويظهر أن قطر تريد أن تنسحب من دور الوساطة وتسلمه لتركيا التي تستمر في دعم كيان يهود حيث إن العلاقات الدبلوماسية والتجارية على مستواها، ولذر الرماد في العيون وللتمنن على الناس توقفت عن تصدير 54 مادة من المواد الكثيرة التي تصدرها للعدو. ويظهر أن أمريكا هي التي طلبت من قطر ذلك لتسلمه لتركيا التي تدور في فلكها لتمارس الضغط على قادة حماس لتقديم مزيد من التنازلات لترضي كيان يهود الذي أعلن أن من أهدافه القضاء على قوة حماس العسكرية وجعلها تعترف بالكيان المغتصب، وبذلك تذهب الدماء والتضحيات هدرا. === موجة كوليرا تتفشى في اليمن وغياب للرعاية! أفاد موقع العربية نت بتاريخ 2024/04/20م بأن الأمم المتحدة أكدت تفشي وانتشار وباء الكوليرا في جميع المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية في البلاد التي تشهد حرباً مدمرة منذ تسع سنوات. وحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من تفشّي الكوليرا في أنحاء اليمن، مشيراً إلى الحاجة الماسّة لتمويل عاجل وموسّع لإغاثة ملايين الأشخاص في هذا البلد. الراية: إن حجم المأساة التي يعانيها أهل اليمن كبيرة في ظل فقر وجوع وسوء تغذية خلفتها الحرب العبثية بين المتصارعين؛ الحوثيين و(الشرعية) وأدواتها، خدمة لأسيادهم المستعمرين؛ أمريكا وبريطانيا، غير آبهين بمصالح أهل اليمن وسلامتهم، حيث وصلت حالات الاشتباه بالكوليرا إلى أكثر من عشرة آلاف في مناطق الجنوب والشمال حسب إحصائيات أممية. ويبدو أن الأطراف المتصارعة تنأى بنفسها عن رعاية الناس وتنتظر الرعاية من المنظمات ذراع الاستعمار الخبيثة، بل الأنكى من ذلك التعتيم الحاصل من الجهات المختصة وعدم توعية الناس والبدء في وضع الحلول العاجلة لتلوث المياه، ورفع النفايات التي تتكدس يومياً في الشوارع والجزر الوسطية، وتشكل مخاطر صحية يصعب حصرها. إن المعني بتوفير المياه الصالحة النقية، وإزالة النفايات، وتصحيح البيئة، إنما هو الإمام؛ خليفة المسلمين، يقول الرسول ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». === حزب التحرير/ بنغلادش ينظم احتجاجات ضد وصول طائرتين مباشرة من تل أبيب إلى دكا! نظّم حزب التحرير/ ولاية بنغلادش يوم الجمعة 2024/04/19م، مسيرات ووقفات احتجاجية في مختلف مساجد مدينتي دكا وشيتاغونغ، تحت عنوان "طائرتان أمريكيتان جاءتا مباشرة من تل أبيب وهبطتا في بلادنا علامة فارقة في تطبيع العلاقات مع كيان يهود المحتل، وبهذا سقطت ورقة التوت عن خيانة حكومة حسينة التي طالما غطت خيانتها للإسلام والمسلمين". وقال المتحدثون في المسيرة: "إن حكومة حسينة، وفي سعيها اليائس لإرضاء أمريكا والبقاء في السلطة، تنضم إلى صفوف حكام العرب والمسلمين الخونة الذين وقعوا على اتفاقيات أبراهام في واشنطن في 15 من أيلول/سبتمبر 2020 برعاية أمريكية. فبينما تطارد وحشية جيش يهود الملعونين بحق المسلمين في فلسطين ضمير البشرية العالمية، وبينما ترتفع أصوات المسلمين في جميع أنحاء العالم مطالبة بإرسال جيوش المسلمين لتحرير الأرض المباركة فلسطين والمسجد الأقصى. وبينما كان دعاء المسلمين إلى الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان هذا هو تحرير فلسطين؛ فقد سارعت حكومة حسينة بلا خجل إلى تطبيع العلاقات مع كيان يهود غير الشرعي وفقاً لسياسة "حل الدولتين" التي تتبناها الولايات المتحدة. لقد حددت حكومة حسينة علامة فارقة في تطبيع العلاقات مع كيان يهود غير الشرعي من خلال هبوط طائرات الكيان المتمركزة في الولايات المتحدة سراً على أراضي البلاد دون مراعاة لمشاعر الناس، واختارت بذلك خيانة الإسلام والأمة الإسلامية". وقد ذكّر المتحدثون المسلمين بمسؤوليتهم في تحرير الأرض المباركة فلسطين، فقالوا: "لقد شهدت الأمة الإسلامية كيف احتل يهود بعد هدم الخلافة عام 1924م الأرض المباركة فلسطين على أيدي المستعمرين الغربيين الكفار، في ظل صمت الحكام العلمانيين العملاء المسلطين على رقاب الأمة الإسلامية، ولا يزالون مسلطين بوحشية على المسلمين الفلسطينيين المتشبثين بهذه الأرض المباركة، ويقوم يهود باستمرار بتدنيس المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، ولذلك فإن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو بالعمل مع حزب التحرير في الكفاح السياسي لإقامة الخلافة وإلهام أبنائنا الذين يخدمون في الجيش لإعطائه النصرة لإقامة الخلافة التي ستحرر فلسطين من خلال القيام بالعمليات العسكرية بإذن الله". === المصدر: جريدة الراية
  5. مفاوضات تهدئة ماراثونية حول غزة على وقع المجازر والوعيد بينما جيوش الأمة رابضة في ثكناتها! أعلنت حركة حماس، في بيان مساء السبت، أنها سلمت الوسطاء المصريين والقطريين ردها على اقتراح هدنة مع كيان يهود في قطاع غزة. وشددت الحركة على "التمسك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات، والبدء بالإعمار". وهو ما عده كيان يهود بمثابة رفض للهدنة، وهكذا بعد ست جولات من المفاوضات الماراثونية بدأت في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، لم ينجح الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة في الوصول إلى اتفاق بين حركة حماس وكيان يهود، وسط تمسك كلا الطرفين بمطالبهما، ورفضهما تقديم تنازلات. وهكذا يمكن لأي مراقب ومتابع للأحداث والتصريحات المتعلقة بمباحثات التهدئة في قطاع غزة أن يلحظ حرصا أمريكياً ويهودياً كبيرين على التوصل إلى اتفاق هدنة يتم خلاله تبادل للأسرى، في مقابل إصرار حركة حماس على شروطها المفصلية التي إن بقيت متمسكة بها ستفشل مساعي أمريكا ويهود للانتصار الحاسم في الحرب على غزة. فأمريكا المتوحشة وربيبتها كيان يهود إنما يريدون خطوة الهدنة لإنقاذ ما تبقى من الأسرى أحياء قبل أن يموتوا أو يذهب مصيرهم إلى المجهول بعد العملية المقررة في رفح، وهذا هدف ليس بسيطا لدى يهود وأمريكا الداعمة لهم، لأنه بمثابة دليل انتصار للمغضوب عليهم في الحرب على غزة، فهم لا يريدون أن تنتهي المجازر الوحشية التي شنها يهود وأمريكا على أطفال ونساء وشيوخ غزة بالدمار والدماء والإبادة دون إنقاذ الأسرى، فيفشلوا في تحقيق الهدف الذي يعتبرونه أحد ثلاثة أهداف للحرب منذ بدايتها، لأن من شأن ذلك أن يعمق تراجع شعبية بايدن وإدارته لدى الناخب الأمريكي، ويرسخ الصورة اللاأخلاقية واللاإنسانية التي انتشرت عالميا عن الإدارة الأمريكية وسلوكها في الحرب على غزة. والفشل في استعادة الأسرى أو بعضهم أحياء سيتسبب في إحراج نتنياهو كثيرا لدى الشارع اليهودي، وسيؤدي إلى تراجع شعبيته أكثر وأكثر، هو ومن معه في مجلس الحرب الذي يشد على يديه منذ بداية الحرب، وستكون صورتهم حتى لو تمكنوا من إنهاء حكم حماس واجتياح رفح وتفكيك خلايا المقاومة بأنهم عجزوا عن استعادة أبنائهم أحياء كما وعدوا، رغم تفوقهم العسكري وتلقيهم كل الدعم الدولي والعالمي، فتشكل نتيجة الحرب انتكاسة لدى نتنياهو ومجلس حربه، خاصة أن نهاية الحرب لن تعني نهاية المقاومة والمجاهدين، فتفكيك الخلايا وتدمير الأنفاق وقتل القادة لن يعني ذلك استتباب الأمن وعودة الهدوء، فهذه مسألة حتى ينجحوا فيها - لا سمح الله -، هم بحاجة إلى سنوات وسنوات، لأن الجهاد لدى المسلمين ليس حركة أو تنظيماً، بل فكرة، ستبقى لدى كل المجاهدين لتعلقهم بربهم وإيمانهم بعقيدتهم، ولن تنتهي ما دام القرآن موجودا، نعم قد تتراجع وتضعف ولكنها لن تنعدم ولن تنتهي، وهذا ما سيعكر صفو النصر وزهو الانتصار على نتنياهو ومجلس حربه. ولذلك هم يستميتون في التوصل إلى هدنة وتهدئة تؤول إلى إنقاذ الأسرى أو ما تبقى منهم، ولكنهم لا يريدون أن يكون ثمن ذلك هزيمتهم في العجز عن الانتصار في الحرب. وهو الثمن الذي تطلبه حماس، فحماس تضع شرط وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة، وتشترط لذلك دولا ضامنة، وهذا الشرط يعني بالنسبة إلى يهود وأمريكا هزيمتهم في غزة، لأنه يعني عدم القضاء على المقاومة وحماس في غزة، وبذلك تعود أمريكا ويهود بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وآلاف المجازر في رصيدهما دون أن يحققوا الهدف الذي من أجله شنوا الحرب، وهو سيعني بالنسبة لهم الهزيمة مهما حاولوا حينها أن يظهروا الإنجازات. ولذلك تقوم استراتيجية يهود على مواصلة القتل والدمار وتضييق الخناق، وهم صرحوا بذلك، ليمارسوا الضغط على حماس وقادة المقاومة للتنازل في المفاوضات. وتقوم استراتيجية أمريكا بممارسة الضغط على من يسمون بالوسطاء كمصر وقطر لممارسة مزيد من الضغوط لتقبل حماس بالتنازل، وفي موازاة ذلك تواصل أمريكا توفير الغطاء الدولي والأممي ليهود لمواصلة جرائمهم وحربهم، وتواصل البحث عن خيارات وبدائل لتكون الملجأ في حال فشلت الخطة الأصلية، من مثل ما تردد من خيارات مطروحة لإكمال مشروع تصفية المقاومة في غزة، كتسليم قطاع غزة إلى قوات من حلف شمال الأطلسي أو إلى قوات عربية من مصر والإمارات والأردن، مع السيطرة على محور فيلادلفيا وضمان إغلاق ما تحته من أنفاق. وعلى ما يبدو فإن حماس وقادة المقاومة يدركون هذا الأمر ويعرفون أنهم إنما يستدرجونهم إلى حتفهم، ولذلك هم متمسكون بشروطهم المفصلية التي تحول بين يهود وأمريكا وبين ما يريدون من نتيجة للحرب، وفي سياق الإصرار والتمسك بالشروط نفهم ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، السبت، أن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، وذلك مع تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس الأمريكي على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين كيان يهود والحركة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم إن الحركة تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عواصمهما. فهدف أمريكا ويهود من الهدنة يبدو أنه بات واضحا لدى حماس وقادة المقاومة ولذلك هم يسربون أخباراً عن مسألة مغادرة قطر حتى يُسقط في يد أمريكا ويهود، وتعفي قطر من المسؤولية. وفي الوقت نفسه تحاول حماس تقديم أطروحات لعل أمريكا تقبل بها وتتراجع عن مخططها، فقد صرح إسماعيل هنية للأناضول: "نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت تساعد شعبنا على التحرر لا أن توفر حماية للاحتلال"، وهو ما يعني القبول بأحد البدائل التي تبحثها أمريكا منذ فترة لتكون نهاية للحرب في حالة عدم القدرة على حسم المعركة حسما فاصلا. لذلك حماس وقادة المقاومة متمسكون بورقة الأسرى وثبات الأهل في غزة على أرضهم لأنهم يعلمون أنها أوراق القوة التي بأيديهم بعد أن خذلهم القريب والبعيد، وتخلى عنهم كل دعاة المقاومة ووحدة الساحات وحب فلسطين، وعلى رأسهم إيران التي أرسلت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ من أجل بضعة نفر من رجالها بينما لم ترسل شيئا من أجل 34 ألف شهيد، و75 ألف جريح! وكذلك أردوغان يرسل الأغذية والملابس والقنابل ليهود بينما يرسل لنا الجعجعات والكلام الفارغ. هذا ما يمكرونه بغزة وأهلها ومجاهديها، ولكن الله يمكر بهم، ولعل مشاهد القتل والدمار والإجرام يطفح بها الكيل فتحرك أهل النخوة والقوة في جيوش المسلمين، لينصروا إخوانهم المستضعفين في غزة وفلسطين، ويحرروا أقصاهم ومسرى نبيهم محمد ﷺ، ويقيموا الخلافة الثانية على منهاج النبوة، تشفي صدور قوم مؤمنين. - بقلم: المهندس باهر صالح * عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
  6. كلمة العدد فضح الدور الوظيفي للنظام في الأردن قال الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي، إن الهجوم الإيراني على الاحتلال (الإسرائيلي)، كشف للمرة الأولى عن "قتال جيش عربي إلى جانب (إسرائيل)". وأوضح هيرست في مقال بميدل إيست آي، أن "الشيء الأكثر غباء الذي فعلته مصادر أمنية (إسرائيلية) يوم الأحد، هو التبجح علناً بشأن التعاون الذي حصلت عليه من سلاح الجو الأردني الذي ساعدها على إسقاط الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز". وبحسب القناة 12 اليهودية فقد شاركت قوات جوية أمريكية وبريطانية في إسقاط الأهداف الإيرانية، ودار حديث أيضاً عن مشاركة فرنسية بسيطة من خلال تسيير دوريات في المنطقة، لكن الأمر الذي ضجت وسائل التواصل الإلكتروني بشأنه هو ما قيل عن تعاون بعض الدول العربية وتحديداً الأردن في التصدي للهجمة الإيرانية. إن مشاركة الأردن كانت واضحة جدا مع دول عربية أخرى، لكن النظام الأردني فتح مجاله لكل الدول للدفاع عن كيان يهود، ولعلنا نقف عند بعض النقاط المهمة حول هذا الموضوع: أولا: لِماذا لم تضرب إيران كيان يهود من خلال حزبها أو أذرعها من لبنان أو جنوب سوريا والطريق لها مفتوح وهي تعلم أن الأجواء الأردنية ستكون بالمرصاد لها؟! من المعلوم أن كيان يهود يحاول توسيع رقعة الحرب في المنطقة فقام بالاحتكاك بإيران من خلال قصف قنصليتها في دمشق حتى يفرض على النظام الإيراني الدخول بالحرب من خلال ضرب ما يعتبر أرضاً إيرانية، وقد سبق وحاول لكن ردود فعل النظام الإيراني الذليلة حالت دون تحقيق ما يريد فقام بضربها ضربة تفرض عليها الرد لأن الأمر تعلق بسيادتها وهيئتها ونظرة حلفائها لها. لكن الرد الإيراني تأخر جدا من حيث الزمان، بل إن إيران أبلغت الولايات المتحدة بسقف الرد حيث (قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران أبلغت واشنطن أن هجمات إيران ضد (إسرائيل) ستكون محدودة وللدفاع عن النفس. وأوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال اجتماع مع سفراء أجانب في طهران يوم الأحد، "إن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن هجماتها ضد (إسرائيل) ستكون "محدودة" وللدفاع عن النفس". وأضاف عبد اللهيان أن "طهران أخطرت جيرانها قبل 72 ساعة من الهجمات على (إسرائيل)"، وأكد المسؤول الإيراني أن طهران أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الجوار ودول المنطقة، قبل 48 ساعة). ثانيا: أما لماذا لم تضرب من خلال حزبها في لبنان أو المليشيات التابعة لها في الشام فيعود لأمور منها: 1- إن تدخل حزب إيران سيكون موجعا جدا وذريعة ليهود لتوسعة الحرب وضرب لبنان ضربة قوية، ففي "تهديد رسمي للسلطات اللبنانية بغية دفعها إلى ضبط الحدود جنوباً، أكدت (إسرائيل) أنها تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي اعتداء ينطلق من أراضيها". وقال متحدث باسم جيش كيان يهود "كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو سيادتنا تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية". 2- تدخل مليشيات إيران قد يحْمِل كيان يهود على توجيه ضربات قوية ليس فقط لأذرع إيران بل للنظام السوري المتهالك فقامت إيران بالأمر وبسقف محدود جدا حتى لا تعطي اليهود سبباً للرد لبُعد المسافة وقدرة النظام الإيراني على تحمل الضربة مع الدعاية له داخلياً فاختيرت الأردن لتكون ممراً للضربات الإيرانية. أما سبب اختيارها الأردن فيعود للأسباب التالية: 1- طول المسافة وبُعدها بحيث يتمكن يهود وحلفاؤهم من التصدي لها وعدم دخولها أجواء فلسطين المحتلة، وهذا البعد يجعل الضربة ضعيفة جدا لا أثر لها ويمكن التصدي لها بأريحية تامة من خلال القواعد العسكرية الأمريكية والغربية وسلاح الطيران الأردني، بخلاف جنوب لبنان أو جنوب سوريا. 2- ضرب العلاقة المأزومة أصلا بين النظام والشعب الأردني خاصة بعد حرب غزة، ولأن واضع هذا الهدف يعلم قطعاً الدور الوظيفي للنظام بحماية يهود وأنه لن يقف محايدا وإلا فقد سبب بقائه. يقول هيرست: "وتفاخرت مصادر عبرية بأنه تم اعتراض صواريخ متجهة إلى القدس على الجانب الأردني من غور الأردن، وأخرى بالقرب من الحدود السورية". وتابع هيرست: أن "الرسالة التي أرادت (إسرائيل) إيصالها هي أنه على الرغم من الأمر الظاهر، فإن (لإسرائيل) حلفاء في المنطقة مستعدون للدفاع عنها". وعلق هيرست: "لكن هذه لعبة حمقاء إذا أرادت (إسرائيل) الحفاظ على النظام الملكي الأردني الضعيف، ومحاربة تيار الرأي العام الراغب في اقتحام الحدود". وأوضح: "ربما كان الأردن ذا وجهين في الماضي، وقد قام الملك حسين بتمرير معلومات استخباراتية إلى صديقه الذي يدخن السيجار، رئيس الوزراء السابق الراحل إسحاق رابين". وأردف: "لكن هذه هي المرة الأولى التي أتذكر فيها أن الجيش الأردني، الذي لا يزال يحمل اسمه الأصلي منذ وقت التحرير من الإمبراطورية العثمانية باسم "الجيش العربي"، انضم بالفعل إلى القتال لحماية حدود (إسرائيل)، وهذا خطأ كبير". وخلص هيرست إلى أن الاحتلال ربما يحتفل بحقيقة أن لديه حلفاء حقيقيين، "لكنه بذلك يقوض شرعية أصدقائه بشكل قاتل". فيبدو أن الإنجليز أدركوا هذا الفخ فقام النظام يدافع عن موقفه القذر بحجج واهية وأطلق أذنابه للحديث عن مؤامرة إيرانية وأنه من حقه الدفاع عن سيادته وأجوائه. ويبدو أنه تناسى كم مرة انطلقت طائرات يهود لضرب جنوب سوريا وضرب العراق والمفاعل العراقي! وهذا الأمر جعل الناس تدرك معنى الدور الوظيفي للنظام ومدى قوة علاقته مع يهود وليس فقط التآمر على غزة وكل قضايا الأمة بل بمشاركة حقيقية للدفاع عن يهود، ما زاد من غضب الناس على النظام بشدة فقام يزور المناطق والناس ويجمع حوله أراذل القوم، لكن الأمة كشفته وانفضح دوره بشكل كبير جدا. بل تجد الإعلام العبري وبعض وسائل الإعلام العربية ركزت على هذه النقطة سواء بغباء وعنجهية أو بقصد. وختاما فإن النظام في الأردن هو توأم الوجود والعلاقة والبقاء مع كيان يهود، وهذه الحقيقة أصبح يدركها الناس وسيكون لها أثر كبير على النظام في قادم الأيام. بقلم: الأستاذ عبد الحكيم عبد الله
  7. الضربات المُتبادلة بين كيان يهود وبين إيران مُنضبطةٌ بإيقاع أمريكي قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية: "إنّ ثلاثة انفجارات سُمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في مقاطعة أصفهان يوم الجمعة 19/04/2024"، وأعلن التلفزيون الإيراني أنّ منظومات الدفاع الجوي تصدّت لمُسيّرات انتحارية صغيرة في أجواء محافظة أصفهان الواقعة في قلب البلاد، وفي مدينة تبريز في شمالها. وجاءت هذه الضربة العسكرية الخفيفة من كيان يهود رداً على قيام إيران بالهجوم على الكيان قبل أسبوع بأكثر من ثلاثمائة وثلاثين مُسيّرة وصاروخاً لم يصل منها إلى داخل الأراضي المُحتلة إلا سبعة! وهكذا جاء هذا الرد الهزيل من كيان يهود - على غير العادة - لكي لا تنزلق الدولتان إلى مواجهة مباشرة بينهما لا تُحمد عقباها، ولا تُريدها أمريكا. وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد هدّد كيان يهود وقال لشبكة فارس: "إذا قامت (إسرائيل) بأي عمل عسكري آخر ضدها فسيكون الرد فورياً وعلى أقصى مستوى"، وكرّر عبد اللهيان الكلام نفسه لوكالات أنباء عدة فقال: "إذا ارتكب النظام (الإسرائيلي) الخطأ الجسيم مرة أخرى فسيكون ردنا حاسما وقاطعا ومؤسفا بالنسبة لهم"، وبعد ساعات من تصريحات أمير عبد اللهيان المُتحدّية هذه وقع الهجوم على أصفهان، وقالت إيران إنّ الدفاعات الجوية أسقطت ثلاث طائرات مسيرة، وأكّدت طهران منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة "أنّ العملية عبارة عن مُسيّرات انتحارية صغيرة، وأنها تصدّت لها كلها، وأنّها لم تُصِب أي هدف في الأراضي الإيرانية"، ولم تُحمّل إيران كيان يهود المسؤولية عن هذا الهجوم. وقد أكّدت إيران ومعها وكالة الطاقة الذرية أنّ الهجوم لم يستهدف المنشآت النووية، علماً بأنّ مدينة أصفهان فيها مركز للصناعة الذرية ومعالجة اليورانيوم، وفيها أيضاً شركة لصناعة الطائرات والمُسيّرات، واعتبرت إيران هذا الهجوم هو مُجرد عمل تخريبي قام به عملاء من داخل إيران، وتتعامل معه على مستوى أمني تخريبي إرهابي من قبل جواسيس، كما وصنّفت المسيّرات المُستخدمة في الهجوم بأنها (كواد كابتر)، وهي طائرات صغيرة تحمل مئات الغرامات من المتفجرات وليست قادرة على إحداث ضرر كبير. وكان كيان يهود هو الآخر قد توعد بالرد على إيران بعد الهجوم الإيراني على الكيان الأسبوع الماضي بمئات الصواريخ والمُسيرات رداً على استهداف مقر قنصليتها بدمشق في الأول من نيسان/أبريل الجاري بقصف جوي من كيان يهود أدّى إلى مقتل ضباط إيرانيين كبار. إنّ هذا الهجوم الضعيف لكيان يهود على أصفهان والذي لم تعترف به وسائل الإعلام الرسمية للكيان قد فضحه الوزير اليهودي المُتطرف بن غفير، ووصفه بأنّه (مسخرة)، وفي هذا تلميح صريح بمسؤولية كيان يهود عنه، وقد نقلت هيئة البث في كيان يهود عن وزراء لم تسمّهم قولهم: "إنّ مثل هذه التصريحات لبن غفير قد تُعرّض أمن الدولة للخطر"، وقال رئيس المعارضة يائير لبيد: "لم يحدث من قبل أن ألحق وزير في الحكومة الأمنية مثل هذا الضرر الكبير بأمن البلاد وصورتها ومكانتها الدولية"، وأضاف: "نجح بن غفير في السخرية من (إسرائيل) وفضحها من طهران إلى واشنطن"، ولا شك أنّ هذا الكلام يؤكّد أنّ كيان يهود خضع للضغط الأمريكي بضرورة عدم التصعيد مع إيران، ويؤكّد على أنّ ما حدث هو مُجرّد مسرحية تُشبه مسرحيات سبقتها بها أمريكا من قبل أشار إليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد اغتيال قاسم سليماني. لقد اختار كيان يهود مُجبراً سياسة الصمت وعدم الإعلان رسمياً عن هجومه الضعيف هذا على أصفهان، وذلك امتثالاً لرغبة أمريكا التي تُريد ضبط إيقاع تلك الهجمات المُتبادلة بين كيان يهود وإيران بهذا الأسلوب المكشوف من الإخراج الدبلوماسي، فهي تضغط على الطرفين لا سيما على كيان يهود لمنعه من الانجرار مع إيران إلى معركة شاملة تُعقّد المشهد السياسي المُعقّد أصلاً، وتُزعزع الاستقرار العالمي، وتؤدي إلى تعريض المنطقة كلها إلى الخطر وعدم الاستقرار، وعلى الرغم من أنّ هذا الهجوم الإيراني يُعتبر فرصة ذهبية لكيان يهود للقيام بضرب المُفاعلات النووية الإيرانية، لكنّه لم يستغله خوفاً من أمريكا، فقد قال أمير أفيفي وهو قائد عسكري سابق في جيش كيان يهود: "لقد انتظرت (إسرائيل) لفترة طويلة جداً للتعامل مع المواقع النووية الإيرانية، وأعتقد أن هذه فرصة فريدة لضربها بقوة". فأمريكا إذاً تُريد فرض معادلة جديدة في الصراع بين الدولتين، وتبدو المُعادلة تميل لصالح إيران في صراعها مع كيان يهود، فتنتقل إيران بموجبها من سياسة ما يُسمّى بالصبر الاستراتيجي التي تسمح لكيان يهود بضربها كيفما شاءت، إلى سياسة الردع المُتوازن بين الدولتين والتي تؤدي إلى رفع مُستوى ومكانة إيران في المنطقة بوصفها قوة إقليمية لا غنىً عنها في الشرق الأوسط إلى مُستوى كيان يهود من حيث النّدية والتكافؤ. إنّ إيران لا تخطو خطوة واحدة في أعمالها العسكرية دون تنسيق مع أمريكا إمّا مُباشرة كما فعلت في هجومها على قاعدة عين الأسد في العراق، أو عن طريق وسطاء كما فعلت في هجومها الأخير على كيان يهود، وبلّغت أمريكا عبر تركيا بمكالمات تليفونية بين وزراء خارجية البلدان الثلاثة، وإنّ هذا التنسيق بين إيران وأمريكا والذي هو مُستمرٌ مُنذ احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان وما يزال مستمراً حتى الآن، يدل بالتأكيد على أنّ إيران دولة تدور في فلك أمريكا، وما العقوبات التي تفرضها أمريكا عليها سوى ألهيات سياسية تزيدها قوة، وبالتالي فلا يوثق بكل أعمال إيران السياسية التي لا تخرج عن خدمة المصالح الأمريكية. وإيران أصلاً لم تنتقم حتى لقتلى مليشياتها في سوريا ولبنان، وطبعاً ولا لمصرع آلاف الفلسطينيين في غزة الذين خذلتهم إيران، والتي لم تُقدّم لهم إلا معسول الكلام الخالي من الأفعال. فإيران حقيقة لا يهمها فلسطين ولا الإسلام بشيء، بل كل الذي يهمها هو مصالحها القومية الفارسية الضيقة، وتصدير مذهبيتها الطائفية البغيضة. بقلم: الأستاذ أبو حمزة الخطواني
  8. ما بين العلاقات الروسية الصينية وبين أمريكا إن عداء أمريكا لكل من روسيا والصين جعلهما يتقاربان إلى حد كبير حتى كادا أن يصبحا حليفين ويسويا كافة مشاكلهما، وتحاولان قيادة منظمتي شنغهاي وبريكس لحسابهما في مجابهة الغرب. فتعملان على توثيق علاقاتهما وتكثيف تبادل الزيارات على مستوى الرؤساء والوزراء للتنسيق بينهما. فأثناء زيارة الرئيس الصيني شي لروسيا يوم 21/3/2023 عبّر عن توافقه مع نظرة رئيسها بوتين قائلا "لأننا أكبر قوتين كبريين جارتين، ونحن شريكان استراتيجيان على كل المستويات". وكرر مثل ذلك يوم 20/12/2023 عند لقائه رئيس وزراء روسيا ميشوستين قائلا "الحفاظ على العلاقات بين الصين وروسيا خيار استراتيجي اتخذه الجانبان يقوم على المصالح الأساسية لشعبينا.. يتعين تضخيم الآثار الإيجابية لعلاقاتهما السياسية رفيعة المستوى باستمرار وتعميق تعاونهما في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والاتصال وقطاعات أخرى". أي أن العداء الأمريكي لهما عزز علاقاتهما بصورة أقوى. وتعززت هذه العلاقات بعد غزو روسيا لشرق أوكرانيا منذ شباط 2022 وتحفز الصين لغزو تايوان وضمها. وأكدا ذلك في لقاء وزيري خارجيتهما؛ الروسي لافروف والصيني وانغ يي كما نشرته صحيفة فزغلياد الروسية يوم 12/4/2024 حيث "ناقشا إنشاء مؤسسات دولية بديلة في مجالات الاقتصاد والأمن، واتفقا على الاستعانة بآليات منظمتي شنغهاي وبريكس لمكافحة عقوبات الغرب تجاههما"، وقررا "بدء حوار حول الأمن الأوراسي مع مشاركة دول أخرى لها نفس التوجه"، وتحدث لافروف عن "وصول العلاقات بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق وقيام الحوار بينهما على مبادئ الاحترام والثقة المتبادلة"، وطرح نظيره الصيني "فكرة المقاومة المزدوجة ضد مفهوم المواجهة المزدوجة" الذي تعمل عليه أمريكا وتجر أوروبا وراءها، وأنهما، أي روسيا والصين، تسعيان لبناء عالم متعدد الأقطاب، وذلك يزعج أمريكا. فمن تصريحاتهما وتصرفاتهما يُلاحظ أن شراكتهما الاستراتيجية دفاعية في مواجهة الهجوم الغربي الذي تقوده أمريكا، ولم تصل إلى حد التحالف، فتبقى هذه الشراكة دون المستوى المطلوب روسيّاً، ولهذا لم تدعم الصين روسيا في غزوها لأوكرانيا، لأنها تخشى مجابهة الغرب وتخشى أن تتعرض لعقوبات قاسية كما تعرضت روسيا، فتخسر مكاسبها التجارية، حيث إن تفكيرها مركّز على ذلك، لأنها تخلت عن مبدئها في العلاقات الخارجية والتجارية. فهما يدافعان عن كيانيهما وعن منطقة نفوذهما في منطقة أوراسيا حيث تقعان ضمنها مع أوروبا واليابان والشرق الأوسط في مجابهة الغرب مباشرة، وهي من أهم المناطق وأخطرها وأكبرها في العالم. ولكن شراكتهما الاستراتيجية الدفاعية غير عسكرية بالكامل! فلم تذهب الصين بعيدا لتطوير علاقة عسكرية وثيقة مع روسيا وتزويدها بالسلاح وبالتكنولوجيا اللازمة لتطوير صناعتها العسكرية وخاصة الرقائق الإلكترونية. بل أبرز ما فيها الجانب الاقتصادي حيث عقدت بينهما اتفاقيات لإقامة مشاريع ضخمة في البنى التحتية وقطاعات النفط والغاز، ويجري التبادل التجاري بينهما بعملتيهما ما ساعد روسيا على التعافي من تداعيات العقوبات الغربية، وبلغ هذا التبادل ما يعادل 200 مليار دولار. مع ملاحظة وجود تنافس اقتصادي بينهما في منطقة آسيا الوسطى التي تعتبر منطقة نفوذ روسية لا تسمح روسيا بضياعها منها، وكذلك الجانب السياسي الحذر، حيث تحاول الصين أن لا تسير بعيدا فيها حتى تبقي على علاقات سياسية جيدة مع أمريكا حتى تصبح مؤثرة دوليا، وتحاول أمريكا أن تغريها بذلك حتى لا تنحاز إلى روسيا بشكل كامل، وكذلك الجانب العسكري المحدود والذي ظهر على شكل تدريبات مشتركة. فلا تريد الصين أن تتورط في مشاكل روسيا مع الغرب فتصبح في مجابهة معه، فتحاول أن تبقي على علاقات جيدة معه. ولذلك اتفقت أمريكا مع الصين في قمة سان فرانسيسكو بين رئيسيهما شي وبايدن يوم 15/11/2023 على "استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام"، وكانت تصر على ذلك حتى تتمكن من الاطلاع على مدى تقدم الصين العسكري. واتفقا على "عقد محادثات حكومية ثنائية بشأن الذكاء الصناعي". وقال شي لبايدن: "إن الصين لا تسعى إلى تجاوز أمريكا أو إزاحتها. وبالمقابل فلا ينبغي لأمريكا أن تسعى لقمع الصين واحتوائها". حيث إن أمريكا أعلنت عام 2022 استراتيجية لأمنها القومي تعطي الأولوية لمواجهة تفوق الصين وتحديها لها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ولهذا أقامت تحالفات في هذه المنطقة لمحاصرة النفوذ الصيني وتعزيز نفوذها فيها. فأمريكا تنافس الدولتين في منطقتهما الإقليمية وهي لا ترى لأية دولة حقاً في النفوذ في أية منطقة ولو منطقتها، وأن حق النفوذ في العالم كله وفي كل منطقة هو حكر عليها. وترى نفسها أنها قائدة العالم تريد أن تشرف عليه كله وكأنه شركة مساهمة أغلبية الأسهم بيدها، ومن يملك أغلبية الأسهم هو الذي يدير الشركة، وتفرض هيمنتها وسياساتها على الجميع في كافة المجالات. ولا تقبل أن تكون هناك دولة كبرى تنافسها أو تعمل على زحزحتها وهي تتربع على عرش الدولة الأولى عالميا! فيجب إدراك هذه الحقيقة لأن سياستها هي هذه تجاه البلاد الإسلامية أيضا، وهناك من لا يملكون فكرا عميقا ولا إرادة صحيحة ولا استعدادا للتضحية يستسلمون لها. ومهما عقدت أمريكا من اتفاقات مع الصين فإنها تعمل في الوقت نفسه على تقويض قواها والحد من تمددها كما شكا شي لبايدن وطلب منه عدم عمل أمريكا على احتواء الصين، لأنها، أي أمريكا، لا تريد منافسا لها كما كانت تفعل مع الاتحاد السوفياتي، فكانت تعقد معه الاتفاقات وتعمل على ضرب قواه بأشكال مختلفة لتسقطه، فكان ذلك عاملا مؤثرا لسقوطه عام 1991. وكذلك عملت مع حلفائها في الأطلسي وخاصة الاتحاد الأوروبي. وهكذا تفعل الآن مع الصين، فاتفاقها المتعلق بتايوان أنها جزء من الصين تعمل على تقويضه بتعزيز قوة تايوان وعرقلة ضمها للصين، ولهذا صوت مجلس النواب الأمريكي يوم 20/4/2024 على خطة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 8 مليارات دولار لتايوان تتعلق بتطوير الغواصات لمجابهة الصين. وهي تعمل على تقويض قدراتها في إنتاج الرقائق الإلكترونية، إذ فرضت قيودا على تصدير الآلات الحديثة حرمت الصين من التقدم في هذا المجال وجعلتها متأخرة عنها 8 سنوات. وتحرض الهند عليها وتسمح لليابان بأن تستبدل استراتيجيتها الدفاعية لمجابهة الصين. فالاتفاقات بالنسبة لأمريكا هي وسيلة لاحتواء الآخر، وسرعان ما تنقضها أو تلتف عليها إذا رأت أن مصلحتها تقتضي ذلك، فلا تعرف عهداً ولا ذمة. وهي وروسيا والصين وأوروبا قوى شر تتصارع بينها، فالعالم يحتاج لدولة الخير؛ دولة الإسلام لتخلصه من شرور هذه الدول الكافرة. - بقلم: الأستاذ أسعد منصور
  9. الصراع والتنافس الصيني الأمريكي: نماذج وتحديات!! لقد أفرزت المرحلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1990 واقعا جديدا، أصبحت فيه أمريكا تهيمن على الموقف الدولي بلا منافس حقيقي فاعل، وما زال هذا الواقع حتى يومنا هذا، مع بعض التغيرات البسيطة التي اعترته، وللمحافظة على هذه المكانة العالمية العالية والمتقدمة أمام الدول الكبرى عملت أمريكا في اتجاهات وأصعدة عدة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية، منها: أولا: عملت على ترسيخ هيمنة عملتها الورقية على كل المعمورة، بما في ذلك الدول الكبرى، فاستمر الدولار الأمريكي على ما كان عليه؛ العملة العالمية التي تهيمن على النقد الدولي وترتبط به كل العملات، وتقوّم به عالميا، وبه تتم معظم العقود للسلع الحيوية خاصة البترول. ثانيا: عملت طوال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية على التفوق العسكري عبر تقنية السلاح النووي، وحرب النجوم، وإنشاء أكبر قدر من القواعد العسكرية في العالم، وإنشاء أكبر ترسانة عالمية كما ونوعاً، بما في ذلك حاملات الطائرات العملاقة والطائرات المتطورة تكنولوجياً والغواصات النووية وغير ذلك من أسلحة متطورة. ثالثا: قامت بالسيطرة على مناطق نفوذ كبيرة في أنحاء العالم، بحيث توفّر لها هذه المناطق الأصدقاء المعاونين لهيمنتها، وتوفر لها الأسواق والمواد الخام، كمنطقة الشرق الأوسط، أو جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، أو تايوان أو غيرها. رابعا: عملت عبر سنوات متتالية على إضعاف خصومها وتطويقهم؛ بحيث لا يقدرون على المنافسة الحقيقية، وأيضا لا يرتقون إلى مستوى التحدي لهذه الهيمنة وشبه التفرد الدولي. ومثال ذلك ما يجري في أوكرانيا، وفي تايوان وبحري الصين الجنوبي والشرقي حول الصين. خامسا: قامت بالعمل باستمرار على تفوقها النوعي في مجالات التكنولوجيا، والهواتف الذكية، والوصلات الإلكترونية الحديثة، والرقائق الإلكترونية، وغير ذلك مما يدخل في مجال الذكاء الصناعي المتقدم والمتطور يوما بعد يوم. والحقيقة أن أمريكا تعمل باستمرار داخل حدودها وخارجها من أجل التفوق التكنولوجي في كافة المجالات، خاصة وأن التكنولوجيا باتت تدرُّ أرباحا كبيرة في المجال الاقتصادي؛ ومثال ذلك الهاتف الذكي الذي لا تزيد تكلفته الحقيقية من مواد خام وأيد عاملة عن دولار واحد؛ حيث يباع بأكثر من ثلاثمائة دولار أو يزيد، حسب درجة التقنية الموجودة فيه. كما أن مجال الطب والأدوية والعلاجات التي تدخل فيها التكنولوجيا هو بابٌ واسع في الناحية الاقتصادية، هذا عدا عن المجال العسكري في الطائرات العملاقة والغواصات التي تستخدم الشرائح الإلكترونية والوصلات الذكية وغير ذلك من الذكاء الصناعي وغيره. ولا نبالغ إن قلنا إن من يتفوق في المجال التكنولوجي اليوم يستطيع أن يتفوق في عدة جبهات اقتصادية وعسكرية، وأيضا في السيطرة على الخصوم وتحييدهم. لهذا السبب ولغيره فإن الصراع التكنولوجي اليوم على أشده وهو صراع محموم، وقد ظهر في أكثر من جبهة وساحة، لدرجة أنه وصل إلى حدّ الحرب المعلنة، والتهديد والتطويق، كما فعلت أمريكا في موضوع الرقائق الإلكترونية والوصلات مع الصين، ومع روسيا في حربها في أوكرانيا. لقد أدى النمو الاقتصادي الأخير في الصين إلى تكثيف المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين - منذ عام 2004 إلى عام 2018 - حيث تضاعف نصيب الصين من الناتج الإجمالي العالمي بأكثر من ثلاثة أضعاف، من 4.5% إلى 16.1%، في حين انخفضت حصة أمريكا من 27.9 % إلى 23.3%. وتشير الاتجاهات الحالية إلى أن الإنفاق الدفاعي للصين يمكن أن يتجاوز إنفاق الولايات المتحدة بحلول ثلاثينات القرن الحالي، حيث تُرجمت القدرات الاقتصادية والعسكرية الجديدة للصين إلى زيادة تأكيدها مدى قدراتها في السياسة الخارجية، والمنافسة الدولية، ما زاد المخاوف الأمريكية بشأن ضعف النظام الدولي الذي تقوده أمريكا منفردة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991م، وتحوُّله إلى نظام "ثنائي القطبية" تتنافس على تحريكه كل من أمريكا والصين وروسيا وغيرها من الدول عبر تحالفات أو تكتلات. وهناك نوع آخر من هذه المنافسة والحرب غير المعلنة وهو ما يتعلق بالحرب السيبرانية، وهي نوع من الحرب الخفية تتعلق بالنواحي الإلكترونية والحواسيب والبرامج، ولها مجالات ومخاطر عدة، لدرجة أنها تستطيع غزو بنوك عملاقة، أو مؤسسات حيوية، أو حتى مؤسسات عسكرية، كما أنها تستطيع إبطال بعض أنواع الأسلحة المتعلقة بالجانب التكنولوجي، كتعطيل الطائرات في الجو، أو السيطرة على الحواسيب في الغواصات، أو حاملات الطائرات، أو حتى الأسلحة النووية المتقدمة. وفي عام 2021، أعلنت أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، في جلسة للكونغرس، أن بكين "أصبحت أولوية لا تُضاهى بالنسبة لوكالات الاستخبارات الأمريكية. في الواقع أصبحت الصين منافساً شبه ندٍّ يتحدى الولايات المتحدة بصورة في العديد من المجالات، منها التكنولوجي والاتصالات". وفي تحذير مشترك، قالت مجموعة "العيون الخمسة" الاستخبارية، التي تضم الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا، إن هجمات مماثلة قد تحدث في جميع أنحاء العالم من خلال تطبيق الأساليب ذاتها. وفي بيان منفصل أكدت شركة مايكروسوفت أنها رصدت "نشاطاً سيبرانياً" تنفذه مجموعة صينية تتسلل لاختراق شبكات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة. وفي إعلان نادر عن اختراق الأنظمة، قالت مجموعة التكنولوجيا الأمريكية: إن المتسللين، عمدوا منذ منتصف عام 2021 على استهدف البنية التحتية الحيوية في جزيرة غوام الأمريكية، وهي قاعدة عسكرية أمريكية تحظى بأهمية استراتيجية في المحيط الهادي! لقد عملت أمريكا باستمرار على حرمان روسيا، خاصة في الحرب الأوكرانية، من الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الأسلحة الإلكترونية المتقدمة كالصواريخ الذكية والطائرات المتقدمة، أو غير ذلك. وقد رأينا كيف وضعت أمريكا كلّ جهودها في هذه الغاية، وقد نجحت إلى حد ما. وعملت كذلك على منافسة الصين في هذا المجال، فقد ذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقريرين منفصلين، كيف أصبحت لوحة السليكون الرفيعة التي نقشت عليها الدوائر، ودمجت المكونات الإلكترونية، مسرحا لمنافسات استراتيجية كبرى ومعارك تجارية هائلة، وكيف أصبح استيراد الإلكترونيات الدقيقة الغربية أكثر تعقيدا وأكثر تكلفة بكثير، وأقل موثوقية من حيث الجودة بالنسبة لصناعات الدفاع الروسية التي لا تنتج هذه المواد. والحقيقة أن الصراع على تايوان بالتحديد له ارتباط وثيق بهذا الأمر، أي أن من أحد أسبابه السيطرة على التكنولوجيا المتقدمة، وحرمان الصين منها وتطويقها حتى لا تستفيد منها، خاصة في مجال الرقائق والوصلات المتناهية الدقة... ولعل أبرز الأمثلة على ذلك القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حزيران 2020 على شركات أشباه الموصلات الخارجية التي تستخدم التكنولوجيا والمعدات الأمريكية، وحظر تصديرها إلى شركة هواوي الصينية، وعلى رأس تلك الشركات المطالَبة بالالتزام بالحظر شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية "تي إس إم سي" المورد الرئيسي لهواوي، في مجال الرقائق المتطورة، ما وضع الأخيرة في وضع تنافسي صعب في سوق الهواتف الذكية ومعدات الشبكات. وحاليا فإن تايوان تمثل نحو 92% من الإنتاج العالمي لصناعة أشباه الموصلات بدقة أقل من 10 نانومترات، ما يجعلها المزود الرئيسي للغالبية العظمى من الرقائق التي تشغل أكثر الأجهزة تقدما في العالم، بدءا من هواتف آيفون لشركة آبل، وحتى الطائرات المقاتلة إف-35، وتعتبر شركة "تي إس إم سي" الأولى في العالم بهذا المجال. إن ما يجري من تنافس وتطاحن بين الدول الكبرى ليس الهدف منه خدمة البشرية، وإنما السيطرة على العالم وطمس الخصوم لإبقاء الهيمنة والتفرد الدولي. وهذا يقود إلى مزيد من الصراعات الدولية والحروب العلنية والخفية كالحرب السيبرانية، والحرب التجارية وحرب السيطرة على التكنولوجيا. وهذا هو نهج دول الغرب الكافرة. وستظل البشرية في قلق وخصام، وتنافس هابط، حتى تشرق على الأرض شمس الإسلام الوضاءة التي تملا الأرض بعدلها ودفئها، وتخلص البشر من شرور الرأسمالية البغيضة. ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ * وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ * أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾. - بقلم: الأستاذ حمد طبيب
  10. زيارة السوداني إلى واشنطن تكريس للاحتلال وتوسيع لهيمنته على العراق وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 15 نيسان/أبريل 2024 دعوة لرئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني لزيارته، وجاءت هذه الدعوة في ظروف صعبة تمر بها المنطقة وتشغل واشنطن، أبرزها الحرب في غزة والتوتر بين إيران وحلفائها من جهة وكيان يهود من جهة أخرى، وقد "وصف مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون موارد الطاقة جيفري بيات زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لواشنطن بالناجحة" (الحرة واشنطن). وتأتي هذه الزيارة قبيل نهاية ولاية بايدن، فهي مهمة بالنسبة للحزب الديمقراطي حيث الاستعدادات جارية على قدم وساق لكسب الانتخابات الرئاسية القادمة، لتعتبر ما تم الوصول إليه من تفاهمات سياسية وعسكرية وعلى رأسها الاقتصادية، فقد توجت هذه الزيارة بمكاسب اقتصادية كبيرة. وأتت هذه الزيارة الآن بعد أن استطاعت الولايات المتحدة بقياده الحزب الديمقراطي أيضا قبل 10 سنوات إبان رئاسة أوباما في كسر ظهر القوى العسكرية والسياسية التابعة للإنجليز من خلال استغلال تنظيم الدولة في تحطيم كل أذرع المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي الممولة من قطر وغيرها من دول الخليج، فتأتي اليوم لتكمل سيطرتها العسكرية بعد تحجيم القوى الموالية لإيران والتي كانت بالأمس القريب خير معين في إنهاء تنظيم الدولة، فتضيف إلى هذه المكاسب العسكرية مكاسب اقتصادية كبيرة جدا. فقد أوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان له في 18 نيسان/أبريل 2024، تمكين شركات أمريكية كبرى متخصصة في مجال النفط والغاز وأخرى في الكهرباء، كما عقدت اتفاقيات أخرى مع شركات إماراتية لتشغيل ميناء الفاو، وصينية لإنشاء مصفى الفاو بسعة 300.000 برميل يوميا. فهذه الاتفاقيات مع كبرى الشركات الأمريكية تعمل على تشغيل المنطقة اقتصاديا موفرة فرصا للعمل مغرية لأهل العراق، ما يترك أجواء من الفسحة الاقتصادية على المدى المنظور، وهذا ليس من أجل راحة أهل العراق بل هو سياسة الجزرة المشغلة للشعب عن حقيقة الاحتلال الناهب للثروات، فما هذه الاتفاقيات إلا لتمكين الشركات الأمريكية الكبرى من مقدرات الأمة والسيطرة عليها، فما تعطيه بيدها اليمنى تأخذه بيدها اليسرى أضعافا مضاعفة. إن هذا الإشغال الاقتصادي لأهل العراق يمكّن الولايات المتحدة من السيطرة العسكرية ليستتب الأمر لها بشكل كبير، فما تشهده المنطقة من صراع في غزة يشكل مصدر قلق كبير لأمريكا، فهي بحاجة لتأمين قواعدها في العراق وتثبيت وجودها بشكل لا يؤثر على أمنها واستقرارها فيه، لذا كان لا بد من تثبيت التفاهمات الاقتصادية هذه إضافة إلى الأمنية. أما بالنسبة للملف الأمني فقد أكد هذا اللقاء استمرار الوجود الأمريكي في العراق بل وترسيخ وجوده، ففي الوقت الذي تتبجح به الحكومة العراقية في بحثها إنهاء وجود التحالف العسكري الأجنبي في العراق، وهو ما أشار إليه المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي كما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية: "هذا الملف محسوم من الطرفين العراقي والأمريكي، والحكومة العراقية جادة بنسبة 100% في هذا الموضوع، ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يجامل بهذا الموضوع أو يناظر فيه"، تأتي الحكومة العراقية وتعلن عن شراكة استراتيجية دائمة وشاملة بين واشنطن وبغداد، وعلى كل المستويات ومن بينها حتى الجوانب الثقافية والصحية، كما جاء ذلك في تغريدات السفيرة الأمريكية في بغداد. ولا يخفى على كل مطلع على واقع ما يسمى بحركات المقاومة في العراق الموالية لإيران وللحرس الثوري بالتحديد فإنه بعد مقتل سليماني وما تبعه من تصفيات لقادة هذه المقاومة لاحقا، استطاعت أمريكا تحجيم تحرك هذه الحركات وترويضها وأن تحذو حذو طهران في الصبر الاستراتيجي، فقد قالت هيئة الحشد الشعبي العراقية في بيان عاجل إن انفجاراً حدث في قاعدة كالسو العسكرية في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل، وأضافت الهيئة أن الانفجار جاء نتيجة قصف استهدف القاعدة وهو قصف نفذته طائرات أمريكية. (صحيفة الدستور، 20 نيسان/أبريل 2024)، ورغم اتهامهم لأمريكا بالقصف إلا أن المنطقة لم تشهد ردا سريعا على هذا الاعتداء، لذلك فإن بقاء القواعد العسكرية الأمريكية ضامن لإبقاء أجنحة الولائيين مقصوصة. وخلاصة القول: لم يكن هذا اللقاء بين السوداني وبايدن لقاء متكافئا، فهو لقاء بين محتل متغطرس وعميل ذليل، وهو لم يكن حوارا بل أوامر وإملاءات أمريكية، وما نقلته الفضائيات والإعلام وهي تصور نجاح هذا اللقاء، كذب وتضليل، ففي الوقت الذي يعلن الرئيس الأمريكي في مستهل حديثه عن دعمه الكامل والشامل لكيان يهود، لا نسمع ردا من السوداني يبين لبايدن الجرائم التي قام بها هذا الكيان المسخ في حق النساء والأطفال والشيوخ من أهل غزة، بل يكتفي بقوله: "قد نختلف في بعض التقييمات للقضية الموجودة حاليا في المنطقة، لكننا نتفق على مبادئ القانون الدولي وعلى القانون الدولي الإنساني"! وعليه فإن ما عاد به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من اتفاق كرس الوجود العسكري الأمريكي أكثر فأكثر لأن المشاريع الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة في تمريرها وإرسائها تحتاج إلى الحماية، وهي لا تثق بغيرها لضمان حماية هذه الشركات الاستثمارية، وبهذا الاتفاق قام السوداني بتوسيع الهيمنة الأمريكية العسكرية مضيفا لها هيمنه اقتصادية وسياسية. أيها المسلمون: إن هذه الأعمال لا تخرج العراق، ولا غيره من بلاد المسلمين، من أزماته، فهيمنة الكافر عليه وعلى سائر بلاد المسلمين إنما تمعن في إغراقه بالأزمات، وهذا ما حرمه الله سبحانه وتعالى على المسلمين بقوله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. ولن يزحزح هذا الكابوس عن صدور الأمة إلا دولة الخلافة الراشدة، فبها أمان المؤمنين، وخلاص البشرية من جشع الرأسمالية وإجرام القيم المادية. ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ - بقلم: الأستاذ وائل السلطان
  11. ما وراء تحرش "الناتو" بتونس والجزائر؟ "في استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تلعب تونس دوراً صغيراً ولكنه حيوي - يطلق عليه "زنبق الماء الأبيض" - وهو نوع من الملاذ في منطقة مضطربة، تماما مثل الأردن، مركز اتصالات وربما نقطة انطلاق لعمليات القوات الخاصة الأمريكية في شمال أفريقيا والصحراء". هذا ما جاء على لسان المحاضر والباحث الأمريكي في الشؤون الدولية، روب برنس، (المختص في الشأن التونسي والجزائري والذي طالما نشرت أبحاثه الورقية في Foreign Policy In Focus، التابع للمعهد الأمريكي للدراسات)، وذلك أثناء محاولة تفسيره سابقا للنقطة العاشرة في اقتراح مجلس الشيوخ الأمريكي حول سبل دعم كيان يهود، بعد مقترح لجعل تونس جزءاً من فريق المفاوضات لتطبيع العلاقات بين السعودية وكيان يهود مقابل الدعم السياسي والاقتصادي. لم يكن سرا إطلاق حوار متوسطي تحت مظلة حلف شمال الأطلسي سنة 1994، ليضم لاحقا كلا من البلدان التالية: تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والأردن وكيان يهود. ولكن ربما يكون الوقت قد حان عند أمريكا صاحبة اليد الطولى في حلف الناتو لبداية قطف ثمار هذا الحوار المعلن على مدار العقود الثلاثة. ولئن تعددت زيارات قيادات هذا الحلف لمنطقة جنوب المتوسط، تحت غطاء الحوار المتوسطي، فإنه يمكن اعتبار الزيارة الأخيرة التي قادها رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الأميرال روب بوير هي الأبرز والأكثر جدية إلى حد الآن، حيث خصص خمسة أيام (بداية من يوم 15 نيسان/أبريل 2024) من أجل التباحث والتشاور مع قادة تونس والجزائر حول أشكال التعاون العسكري. فقد التقى هذا المسؤول العسكري أثناء زيارته إلى تونس بوزير الدفاع عماد مميش ووزير الخارجية نبيل عمار، وذلك لبحث سبل تعزيز آليات التعاون في مجالات التكوين والتدريب وبناء الخبرات لمواجهة التهديدات الإرهابية، في حين بحث مع وزير الخارجية الجزائري لوناس مقرمان، التحديات التي تواجه حوض البحر الأبيض المتوسط وكذا الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي والتطورات الأخيرة التي تشهدها قضية فلسطين. أما اللقاء الأهم، فكان في مقر قيادة أركان الجيش الجزائري، حيث أكد رئيس الأركان الفريق أول السعيد شنقريحة بأن التعاون بين الجزائر وهذه المنظمة قد شهد تطورا نوعيا سواء على مستوى الحوار والتشاور أو على المستوى العملي. فيما أشاد الأميرال بوير بدور الجزائر المحوري في الحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة الإقليمية. ولفهم أبعاد هذه الزيارة، فإنه من الضروري التذكير بما يلي: أولا: لأول مرّة في تاريخ حلف شمال الأطلسي، يتم دمج منطقة شمال أفريقيا والساحل في صلب العقيدة الاستراتيجية للحلف كما صدر عن قمة مدريد التي اختتمت أعمالها في 30 حزيران/يونيو 2022. ويندرج هذا التحول في السياق الدولي الجديد المتسم بالحرب الروسية-الأوكرانية وامتداداتها الإقليمية، حيث شكلت أفريقيا ساحة مهمة من ساحات الصراع الدولي، وزادها أهمية رفض العديد من البلدان الأفريقية الانحياز إلى الكتلة الغربية والبحث عن شراكة مع روسيا والصين، في وقت تبحث فيه أوروبا عن بدائل طاقية للإمدادات الروسية وخاصة الغاز الطبيعي الذي تزخر به دول أفريقية وفي مقدمتها الجزائر. في هذا الإطار بلور حلف الناتو عقيدة استراتيجية جديدة في قمته بمدريد، تضمن النص على روسيا بصفتها التهديد الرئيس لأمن المجال الأورو-أطلسي، وعلى الصين باعتبارها تحديا مستقبليا لأمن التحالف ومصالحه، من أجل مجابهة تزايد الاختراق الروسي الصيني للمنطقة، واستعمال ذلك كفزاعة لأوروبا بعد عودة الحرب إلى العمق الأوروبي. وهي مقاربة تقف وراءها أمريكا الراغبة في تحجيم روسيا وقطع نفوذها الإقليمي وتركيع الصين، مع إشغال كل منهما بنفسه. ثانيا: إن الزيارات المتكررة لمسؤولي حلف شمال الأطلسي إلى بلدان شمال أفريقيا وإسناد كل من تونس والمغرب صفة "حليف مميز" من خارج الناتو، تهدف بالأساس إلى ربط السياسات الدفاعية والتوجهات العسكرية لهذه الدول بمشروع الهيمنة الأمريكية وبرؤيتها الاستعمارية الماكرة، حيث تمكن هذه الصفة من النفاذ إلى الفائض العسكري من الأسلحة والحصول على تمويلات أمريكية لشراء عتاد عسكري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في الأبحاث والبيانات بين وزارتي الدفاع لكلا البلدين، ومن نافلة القول أن تكون الجهة المانحة هي المتحكمة في نوعية المساعدات وحجمها، فضلا عن استعمالها كأداة لاستمالة قادة الجيوش في هذه المنطقة تمهيدا لاقتحامها وسحب البساط من تحت أقدام المستعمر الأوروبي القديم. في هذا الإطار، اعتبرت تونس مركز اتصالات أو نقطة انطلاق للعمليات في المنطقة. ثالثا: إن الزيارة الأخيرة تأتي في وقت تسعى فيه أمريكا إلى جمع أكبر عدد ممكن من أوراق الضغط على الجزائر لمساومتها في أمنها القومي. فهي اليوم تشرف على معسكرات للتدريب في ليبيا (تابعة لعميلها حفتر)، وتتحرش بالجنوب التونسي، وتنشر الفوضى الخلاقة في تشاد والسودان، يُضاف ذلك إلى جهودها السابقة في محاوطة أطراف الجزائر، من خلال اتفاقيات عسكرية مع تونس والمغرب، وانقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أي في الفناء الخلفي للجزائر، هذا فضلا عما أسند لتركيا وروسيا من أدوار مؤقتة لا تخدم إلا المصالح الأمريكية في أفريقيا. وهكذا تجد الجزائر نفسها تدريجيا مجبرة على مسايرة المقاربة الأطلسية الجديدة، وبالتالي الرؤية الأمريكية للمنطقة، في وقت حاولت فيه الحفاظ على علاقات اقتصادية وعسكرية جيدة بكل من روسيا والصين، على أمل الانضمام إلى مجموعة "البريكس"... من كل ما تقدم، يتبين أن القضية أعمق من اختزالها في لقاءات عسكرية أو في مقاربة أطلسية لمنطقة شمال أفريقيا والساحل، إنما يتعلق الأمر بحلقة في سلسلة محاولات اقتحام المنطقة، كمقدمة لحسم الصراع الدولي في القارة السمراء. بعبارة أخرى، فإن الأمر لا يتعلق بقضية محلية أو إقليمية، وإن بدا الأمر كذلك، إنما بقضية دولية، هي قضية أفريقيا، حيث لا تزال أمريكا مُصرّة على إخراج الدول الأوروبية، لا سيما بريطانيا، من آخر مستعمراتها في أفريقيا. ولذلك تحاول أمريكا بعد نجاحها في التسلل إلى جيوش عدد من الدول الأفريقية من جهة والسيطرة على بعض حركات التمرد من جهة أخرى، إلى إخضاع دول شمال أفريقيا وإرغامها على السير ضمن أجندتها في (محاربة الإرهاب)، رغم تأكد إشرافها على صناعة الإرهاب وتصديره إلى دول المنطقة على غرار ليبيا والسودان وبلدان الساحل الأفريقي. ختاما، فإن فتح الأبواب على مصراعيها أمام كافر حربي يشارك كيان يهود جرائم إبادة أهلنا في غزة ويحمل لواء منظمة استعمارية عريقة ولغت في دماء المسلمين مثل الناتو، هو جريمة موصوفة لا يُسكت عنها، وهي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. وما لم تُقبل شعوب هذه المنطقة على مشروع الأمة الحضاري المتمثل في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإنه يخشى عليها فوق عار التبعية وذل الخيانة والسكوت عنها، من صراعات دموية تضاف إلى سجل النزاعات المسلحة الدامية التي ابتليت بها قارة صارت تحتوي على أكثر من ربع الألغام الأرضية المزروعة في العالم أجمع! قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. وقال ﷺ: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ». - بقلم: المهندس وسام الأطرش
  12. بسم الله الرحمن الرحيم صدور العدد (492) من جريدة الراية من إصدارات حزب التحرير الأربعاء، 15 شوال 1445هـ | الموافق لـ 2024/04/24م - لتصفح العدد: https://www.alraiah.net/media/k2/attachments/2024_04_24_Rayah_492_FINAL_Web.pdf ---------------- عناوين العدد: - مفاوضات تهدئة ماراثونية حول غـــ.زة على وقع المـــ.جازر والوعيد بينما جـــ.يوش الأمة رابضة في ثكــ.ناتها! - فضح دور الوظيفي للنظام في الأردن. - أمريكا هي العدو الأصيل وأيديها تقطر من دمــ.اء أهل غـــ.زة! - الضربات المُتبادلة بين كيان يــ.هود وبين إيران مُنظبطةٌ بإيقاع أمريكي. - ما بين العلاقات الروسية الصينية وبين أمريكا. - الصراع والتنافس الصيني الأمريكي: نماذج وتحديات!! - زيارة السوداني إلى واشنطن تكريس للاحتلال وتوسيع لهيمنته على العراق. - ما رواء تحرش ''الناتو'' بتونس والجزائر؟ ---------------- الراية: جريدة سياسية أسبوعية تصدر عن حزب التحرير وتتناول قضايا الأمة الإسلامية.. صدر العدد الأول منها في ذي القعدة 1373هـ الموافق تموز 1954م.
  13. بسم الله الرحمن الرحيم نظرة على الأخبار 2024-04-26 مجلس الأوقاف الإسلامية: إهمال وعجز رسمي عربي وإسلامي تجاه المسجد الأقصى اجتمع مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس يوم 24/4/2024 لتدارس الواقع المرير الذي يعانيه المسجد الأقصى. وعبر في بيان عن "تعاظم المخاوف من حالة الإهمال والعجز الرسمي العربي والإسلامي تجاه قضية المسجد الأقصى المبارك، والتي ترجمته مجموعات المتطرفين عبر تنظيم اقتحامات مركزية وضخمة لباحات المسجد الأقصى"، وأشار إلى أن الاقتحامات تزامنت مع منع جموع المصلين المسلمين من الدخول إلى مسجدهم الشريف. وأكد البيان: "تعاظم وتغول لمجموعات المتطرفين في اقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك واستباحته بذريعة الأعياد الدينية وإمعان سلطات الاحتلال في تخطيط هذا السلوك القائم على فرض الوقائع بمنطق القوة". إن ذلك يشير إلى عدم اهتمام الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين بموضوع المسجد الأقصى وهي ليست مستعدة للتحرك ولا لإرسال الجيوش لردع يهود وتطهيره من دنسهم، ما يستوجب العمل على إسقاط هذه الأنظمة والقائمين عليها وإقامة دولة تعلن الجهاد لتحريره. ----------- مظاهرات تعم الجامعات الأمريكية احتجاجا على الإبادة الجماعية في غزة اجتاحت العديد من الجامعات الأمريكية مظاهرات احتجاجا على حرب الإبادة التي يشنها كيان يهود وبتأييد الدولة الأمريكية له ومده بالمال والسلاح. وأعلن يوم 25/4/2024 أن السلطات الأمريكية اعتقلت 93 طالبا في جامعة كاليفورنيا الجنوبية واعتقلت نحو 17 طالبا في جامعة تكساس. وبدأت هذه الاحتجاجات تشتعل في الجامعات منذ 18/4/2024 من جامعة كولومبيا فاعتقلت السلطات نحو 108 طلاب، وأطلق الطلاب شعارات ضد الشركات الرأسمالية التي تدعم كيان يهود. وشملت المظاهرات جامعة نيويورك وجامعة ييل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة نورث كارولينا. وكذلك تجمع العديد من الطلاب في جامعة جورج تاون وجامعة جورج واشنطن بالعاصمة واشنطن حتى وصلت إلى جامعة هارفارد، مطالبين بالوقف الفوري للإبادة الجماعية في غزة وبوقف الدعم المطلق لكيان يهود. وطالب رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو وكذلك وزير دفاعه غالانت، أمريكا بوقف هذه المظاهرات التي أزعجت كيان يهود وأرعبت اليهود في كل مكان، فقال المجرم نتنياهو: "ما يحدث في الجامعات الأمريكية مروع، استولت العصابات على كبار الجامعات". إن الناس وخاصة في أمريكا الداعم القوي لهم بدأت تتظاهر ضد جرائمهم وتدرك مدى كذبهم واحتيالهم على الرأي العام، وقد تكشف ارتكاب كيان يهود جرائم جديدة، إذ كان يقوم بقتل المرضى في مستشفى ناصر في خانيونس بجانب تعمده قتل الأطفال والطاقم الطبي وسرقة أعضائهم وقيامه بالتعذيب حتى الموت، وعثر على مقابر جماعية تضم المئات من الشهداء الذين قتلهم جيش يهود هناك، وقد فعل مثل ذلك في مستشفى الشفاء في غزة. وكل ذلك يزيد من غضب الناس عليهم وعلى داعميهم من الدول والأنظمة، ولا يستبعد أن تنفجر الأوضاع في البلاد الإسلامية حيث يزداد الاحتقان، فيقوم المسلمون بإسقاط العملاء وأنظمتهم. ---------- أمريكا تقر حزمة مساعدات سخية لدعم كيان يهود في عدوانه على غزة أقر مجلس النواب الأمريكي يوم 20/4/2024 حزمة مساعدات لكيان يهود لتمويل جيشه وعملياته العسكرية بقيمة 26.4 مليار دولار. وعقب ذلك كتب رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو على حسابه في موقع إكس: "الكونغرس الأمريكي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لـ(إسرائيل) ويدافع عن الحضارة الغربية. شكرا لأصدقائنا، شكرا لأمريكا". وكتب وزير خارجيته يسرائيل كاتس على موقع إكس قائلا إن هذا التصويت: "يثبت العلاقات الوثيقة والشراكة الاستراتيجية بين (إسرائيل) والولايات المتحدة، ويوجه رسالة قوية إلى أعدائنا". ولكن عندما أعلن عن توجه أمريكا لفرض عقوبات على وحدة عسكرية في جيش كيان يهود اسمها نيتسح يهودا، مسؤولة عن انتهاكات لحقوق الإنسان وتمارس القتل والتعذيب دون سبب ضد أهل فلسطين، كتب رئيس وزراء يهود نتنياهو على موقع إكس قائلا: "إن فرض عقوبات أمريكية على وحدة في الجيش (الإسرائيلي) قمة السخافة والتدني الأخلاقي". فكيان يهود لا يتحمل أي انتقاد أو عقوبة من أمريكا الداعم الرئيسي له، ويدرك أنه لا يستطيع البقاء دون دعمها والدول الأخرى والأنظمة القائمة في بلاد المسلمين. ----------- أمريكا ترسل صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا وتقر حزمة مساعدات كبيرة لها أعلنت أمريكا على لسان وزارة خارجيتها يوم 25/4/2024 أنها أرسلت سرا خلال الشهر الحالي أنظمة صواريخ "أتاكمس" بعيدة المدى، فقال الناطق باسم الوزارة فيدانت باتيل: "إن هذه الشحنة أرسلت بناء على طلب مباشر من الرئيس جو بايدن في شباط/فبراير وصلت أوكرانيا خلال الشهر الحالي وإنه لم يتم الإعلان عنها في حزمة آذار/مارس بهدف الحفاظ على الأمن التشغيلي لأوكرانيا بناء على طلبها"، وردت روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بقوله: "إن الولايات المتحدة منخرطة مباشرة في هذا النزاع، وسلكت مسلكا يهدف إلى إطالة مدى أنظمة الأسلحة. غير أن ذلك لن يغير مآل العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وقد أقر مجلس النواب الأمريكي يوم 20/4/2024 تقديم مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا. وقد أعلن المستشار الألماني شولتس ورئيس الوزراء البريطاني سوناك في برلين يوم 24/4/2024 تعهدهما بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا مهما استغرق الأمر من وقت وجهد وأموال، فقالا في مؤتمر صحفي "نحن متحدون في رغبتنا في دعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر". إن كل ذلك مؤشر على أن أزمة أوكرانيا ستطول وتتفاقم والحرب لن تتوقف من قريب. وهذا يستنزف قوى روسيا وقوى الغرب الذين طالما أشعلوا الحروب في المنطقة الإسلامية ودعموا الأنظمة الإجرامية والقائمين عليها، والذين يسحقون شعوبهم، وقد أعلنوا تأييدهم المطلق لكيان يهود في عدوانه على غزة، ولكن الله عزيز ذو انتقام.
  14. بسم الله الرحمن الرحيم القرن الضّائع!(مترجم) منذ الثالث من آذار/مارس 1924م، مائة عام كاملة مرّت بدون الخلافة؛ الخلافة التي بدأت بعد وفاة رسول الله ﷺ وحكمت الأمة الإسلامية لمدة 13 قرنا. ولكن عندما ضعف التزامنا بالإسلام وبدأنا نتراجع فكرياً، كان الانهيار حتميا. إنّ عجزنا عن الردّ على الفكر والثورة الصناعية التي تحدث في الغرب بالتطور المبني على الفكر الإسلامي قد أدى إلى هزيمة كبيرة أمام الحضارة الغربية الكافرة الاستعمارية. نحن كأمة إسلامية، لم نتمكّن من حماية الخلافة، وفقدنا القيادة، وكنا منقسمين، وكان علينا أن نعيش في ذل تحت الضغوط الكبيرة من الأنظمة غير الإسلامية التي أقامها الكفار الاستعماريون على الأراضي الإسلامية. قام الغرب الكافر المستعمر بقيادة البريطانيين بتمزيق الخلافة العثمانية، التي اعتبروها عقبة أمام قيادتهم العالمية، ومع الحرب العالمية الأولى، كان رائداً في إنشاء العديد من الدول الجديدة التي تعمل بعقلية الدولة القومية من أجل إنهاء الحرب، وتلويث فهم الأمّة الإسلامية في الدولة العثمانية، ومن خلال تعيين حكّام مضبوعين بالغرب الكافر المستعمر كرؤساء لهذه الدول، كان المراد إبقاء الشعوب الإسلامية تحت سيطرة الغرب الكافر المستعمر من قبل هؤلاء الحكام. في 3 آذار/مارس 1924م، تم إلغاء الخلافة التي وفرت الوحدة السياسية للأمة الإسلامية وقادت الأمة، على يد الجمهورية التركية التي تأسست في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923م كواحدة من هذه الدول، وتم تدمير استقلال المسلمين ووحدتهم. تجاهلت هذه الدول الناشئة شعوبها، وتجاهلت آراءهم ورغباتهم، وفرضت بالقوة الدستور والقوانين التي تلقتها من الغرب الكافر المستعمر على شعوبها، وجعلت ثقافة الغرب الفاسدة أساس الحياة. وقد مارست هذه الأنظمة ضغوطاً كبيرة من أجل الابتعاد عن الإسلام وتغريب شعوبها. لقد تسبّب الغرب الكافر المستعمر في دمار كبير في هذه الأراضي على يد هذه الأنظمة التي تخدم مصالحها الذاتية. وأصبح مصير هذه البلاد الدّم والدّموع والجوع والبؤس والتخلف والإرهاب والفوضى والخراب والحروب الأهلية والأزمات السياسية والاقتصادية. لقد استحوذت الحضارة الغربية الاستعمارية الكافرة على عقولنا من خلال إظهار نفسها لنا على أنها مستوى الحضارة الحديثة. لقد شوّهت ماضينا الحافل بالانتصارات عليهم، وتاريخنا المجيد، لقد جعلتنا نخجل من أسلافنا، لقد أضعفتنا بانتزاعنا من جذورنا، وهو مصدر قوتنا، لقد قيّدت أيدينا ووضعت الأغلال في أقدامنا. وقد أحدث هذا الوضع انفصالاً كبيراً وهوّة عميقة بين الحكام والشعوب، وأدى إلى صراع أهل البلاد. إن استهلاك القوة والفرص التي ينبغي إنفاقها على التنمية في دولة صراع شعبي أدى إلى تخلف الشعوب المسلمة، وتعرضها لانهيار كبير، وابتعادها عن الأهداف والغايات السامية التي أظهرها الله لهم بالسعي إلى حياتهم الصغيرة، وتم محوها من الساحة العالمية. لقد تركت الدول التي أهلها مسلمون إلى حالة من التقصير شهدت فيها صراعات النفوذ بين الدول الاستعمارية من أجل استغلال ثرواتها ومواردها من قبل تلك الدول لتصبح سوقاً للبضائع التي ينتجها الغرب الكافر المستعمر. وهكذا، فإن العالم الحديث، حيث لا توجد خلافة ويتمّ تجاهل المسلمين، قد أعيد تشكيله على يد الدول الاستعمارية الكافرة والرأسمالية. لقد خدع الغرب الكافر المستعمر البشرية وحقّق ريادة العالم من خلال تقديم الرأسمالية كمنقذ للإنسانية جمعاء بشعارات لامعة مثل العلمانية والديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وحقّ الأمم في تقرير مصيرها. ومع ذلك، سرعان ما أصبح واضحاً أنّ المنقذ لم يكن منقذاً، بل مدمراً. أنشأ الغرب المستعمر نظاماً عالمياً جديداً بالرأسمالية التي تخدم حفنة من الأقليات. وتركت البشرية وحيدة أمام الاستعمار والانقلابات الدموية والحروب الأهلية والمذابح والاحتلال والجوع والبؤس والظلم في توزيع الدّخل والأزمات الاقتصادية والسياسية والفردية والإلحاد والربوبية ودوامة العنف والانحرافات الجنسية، ما سبب كساداً وتراجعاً شديدين. وإلى جانب أهمية الخلافة، فقدنا استقلالنا وحُكمنا بالإسلام، وأحكام الله سبحانه وتعالى في المقام الأول. لقد فقدنا القيادة العالمية التي كانت لدينا لمدة 13 قرنا. لقد فقدنا قدرتنا على أن نكون خير أمة أُخرجت للناس. لقد فقدنا كأمة وحدتنا وأخوّتنا. لقد فقدنا كرامتنا واستقلالنا. لقد فقدنا ثرواتنا ومواردنا والعيش في الرّخاء. لقد فقدنا أيضاً إرادتنا السياسية من خلال الاعتماد على الأنظمة الغربية والدول الغربية. لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في غزة مرةً أخرى حجم ما فقدناه من دون الخلافة. كأمة إسلامية، وعلى الرّغم من تعدادنا البالغ 2 مليار مسلم وأننا لدينا جيوش ضخمة، كان علينا أن نواجه الحقيقة المؤلمة المتمثلة في أنه لا يمكن اتخاذ خطوات ملموسة سوى إدانة كيان يهود الغاصب في مواجهة المجازر والفظائع والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وترك الحلّ للغرب المستعمر الكافر الذي أنتج المشكلة. منذ هدم الخلافة في 3 آذار/مارس 1924م وحتى الوقت الحاضر، كان القرن الماضي قرناً ضائعاً ليس بالنسبة للمسلمين فحسب، بل للبشرية أيضاً. إنّ هذا القرن هو أحلك العصور التي عاشها المسلمون والبشرية على حدّ سواء. ولم يشهد المسلمون والإنسانية مثل هذه الحقبة المظلمة في أي فترة من التاريخ. فكيف ننهي هذا العصر المظلم؟ بما أنّ هذا العصر المظلم وخسائرنا حدثت في غياب الإسلام والخلافة، فمن خلال بدء الحياة الإسلامية من جديد وإقامة الخلافة، يمكننا إنهاء هذا العصر المظلم واستعادة ما فقدناه وأكثر. لقد أتمّ رسول الله ﷺ خاتمة حديث طويل بشّر فيه العصور من بعده ببشارة: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». وبعون الله وفضله، نحمل الأمل في أن يكون هذا القرن هو قرن الإسلام والخلافة. إذا تمكنا من استعادة الخلافة واستئناف الحياة الإسلامية وتوحيد الأمة الإسلامية تحت راية الخلافة، فيمكننا بعون الله وبقوة الخلافة والأمة أن نضع حداً للنظام العالمي، الغرب الكافر المستعمر. ثمّ يمكننا إنقاذ فلسطين ومدّ يد المساعدة لإخواننا وأخواتنا المسلمين الذين يعيشون تحت الاضطهاد في تركستان الشرقية وكشمير وميانمار والهند والقوقاز وأجزاء أخرى من العالم. وعندها يمكننا أن نرفع رؤوسنا المنحنية عن الأرض في هذا القرن الضائع ونبدأ في قيادة العالم مرةً أخرى بوصفنا خير أمة. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير رمزي عُزير
  15. بسم الله الرحمن الرحيم تقصير الأمة وسبيل الخلاص هل الأمة مقصرة؟ سؤال تكرر في الفترة الأخيرة تفاعلا مع أحداث غزة: هل الأمة مقصرة؟ وهل اعتبارها مقصرة هو جلد لها؟ نعم، الأمة مقصرة، ولكن هذا التقصير لم يظهر في أحداث غزة، مع أن المطلوب منها ومن أبنائها أكبر بلا شك، ولكن الأمة مقصرة، منذ أن غاب سلطان الإسلام، ولم تسعَ إلى استعادته، فحكمها أراذل الناس وبقيت بلا إمام ولا جنة ولا بيعة، ونبيها الأكرم ﷺ يقول: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». ولذلك هي تدفع فاتورة هذا التقصير بدماء أبنائها على رقعة واسعة من الأرض منذ استفاقت على فاجعة هدم الخلافة مطلع القرن الماضي والتي مهدت لاحقا إلى زرع كيان يهود في خاصرتها. الأمة مقصرة قطعا منذ ذلك الوقت، وإلى اليوم، حتى وإن وُجد فيها من يسعى لإقامة الدولة وتنصيب الإمام. وهي تكاد تستفيق كل يوم على فاجعة جديدة نتاجا لهذا التقصير، وما يحصل في غزة ليس عنا ببعيد. وما دام الساعون إلى إقامة الدولة واستعادة سلطان الإسلام لم يحققوا الكفاية، ولم يتموا هذا الواجب العظيم، فالأمة في كلّيتها أو في مجموعها مقصرة، ومطالبة بتحقيق الكفاية، ولا يمكن اعتبارُها غيرَ مقصرة إلا حين تقوم بواجبها كأمة صاحبة رسالة، فتستأنف حياتها الإسلامية، وتحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. بل حتى وإن لبّت الأمة نداء المستضعفين في غزة أو سوريا أو بورما أو تركستان الشرقية، وتحركت من أجلهم، ثم عادت واستكانت ولم تعمل على استعادة سلطان الإسلام كاملا، والحكم بما أنزل الله، فهي تبقى أيضا مقصرة ويبقى في ذمتها جملة من الأحكام الشرعية الغائبة عن معترك الحياة، في مقدمتها ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله الذي أنيطت به الجيوش. ومع ذلك، فقد أثبت الواقع أنه لا يمكن تحرير الأرض، ولا صون الأعراض والمقدسات، في غزة أو في غيرها، دون أن يكون للإسلام شوكة وسلطان، والقاعدة تقول: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". ولذلك فإن الأمة مقصرة تقصيرا كبيرا، والمطلوب منها عظيم، إلى أن يعود للإسلام سلطانه، وللمسلمين قائدهم وإمامهم، فتعمل على تضميد جراحها وإنهاء جميع مآسيها، في غزة وفي غير غزة، ومن ثم السعي إلى نشر الإسلام في ربوع الأرض. فالأمر لا يتطلب وقفة مساعدة لبلد شقيق والتبرع ببعض الأموال، إنما يتطلب وقفة حازمة لدين الله تقفها الأمة بوصفها أمة. والقول بأنها مقصرة هنا، لا يُقال من باب جلد الأمة، إنما هو توصيف لواقع. ما المطلوب إذن؟ وعليه فالمطلوب اليوم، من القادة الربانيين والدعاة وحملة لواء الإسلام، هو رفع المعنويات، وشحذ الهمم، وتحريك العزائم، وتذكير الأمة بضرورة حسن الظن بربها، وتشويقها للقائه، وترغيبها برضوانه والجنة وترهيبها من عذابه والنار. قال ﷺ: «بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا». والأهم هو الحرص في هذا كله على إثارة الفكر فيها وجعلها تفكر على أساس العقيدة الإسلامية لا غير، لتحدد العقيدة وحدها اتجاه سلوكها الجماعي، لأن إثارة العملية الفكرية في الأمة هي أساس النهضة. وهنا لا يصح الوقوع في جلد الأمة، وإغراقها في السلبية، كاعتبارها أمة غثائية فاشلة، غير قادرة على الفعل، وكونها عبئا وعالة على غيرها من الأمم، دون توجيهها وتقديم الحلول لها، فهذا عين ما تروج له الأبواق العميلة للاستعمار في سياق الحرب النفسية على الأمة، بل يجب تحفيزها ودفعها نحو المطلوب من خلال قيادتها فكريا بمنهج النبوة، واستحضار النماذج الإسلامية المشرفة من الصحابة والفاتحين، وإذا فشلنا في ذلك فلا نحملها مسؤولية فشلنا، بل نعيد المحاولة إلى أن ننجح بإذن الله. فالأمة كغيرها من الأمم تتبع القيادة... ومتى فُقدت القيادة أو قصرت، فالعتب لا يقع على العامة فحسب فهم بطبيعتهم تبع، بل يقع كذلك على من حمل نفسه مسؤولية قيادتها. بعبارة أخرى، الأمة لن تقود نفسها بنفسها، بل هناك من يتصدر أمر قيادتها ورعاية شؤونها، وإذا لم يحركها القائد ويوجهها في اتجاه معين ومحدد، فإنها لن تتحرك من تلقاء نفسها، وهذا من بديهيات العمل السياسي بل من سنن التغيير. وحتى نقف على عظم المسؤولية، فإن لدينا أمة بمجموعها مقصرة، وقادة يسعون إلى قيادتها بالإسلام، وهذا يحملهم مسؤولية البحث عن مواطن التقصير لتداركها وتوجيه الناس في الاتجاه المطلوب. كيف نباشر فعل التحرر؟ لقد وجدت الأمة نفسها بعد طوفان الأقصى مكشوفة الظهر للمستعمر، عارية تماما عن كل أدوات القوة التي تمكنها من مباشرة فعل التحرر، وهذا جعلها في حالة من الصدمة والذهول. ولكن كيف لها أن تحقق التحرر والسيادة والاستقلال؟ وكيف ستصبح الفاعل الأخطر على مستوى المآلات الاستراتيجية إن لم تلتف حول قادتها الواعين المخلصين؟ كيف ستقلب المعادلة لصالحها إن ظلت مكتفية بارتماءات عاطفية تجاه أقرب من يرفع أمامها شعارات الإسلام دون بحث في مضامين تلك الشعارات ودون وضعها في ميزان الإسلام؟ كيف ستغير الأمة واقعها إن ظلت تخير السير في أيسر الطرق وأسلمها دون أن تدفع ضريبة هذا التغيير؟ والأهم، كيف ستسترجع الأمة خيريتها، من كونها خير أمة أخرجت للناس، دون وعي على أحكام الإسلام ودون أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودون اختيار أقدر الناس وأكثرهم وعيا وإخلاصا ومن هم على الحق ظاهرون؟ قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾. وجاء في الحديث قوله ﷺ: «وَإِنَّ دِينَ اللهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلا مَنْ أَحَاطَهُ اللهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ». رواه البيهقي في الدلائل. إن القضية اليوم خطيرة للغاية، وهي قضية مصيرية وجودية، وإن قلب المعادلة ضد قوى الكفر والطغيان هو أمر ممكن متى أحسنت الأمة اختيار قادتها عن وعي عام بالمشروع الحضاري للإسلام فتلتف سريعا حول هذه القيادة، وتعطيها صفقة يدها وثمرة قلبها. إن الناظر في حال الأنظمة اليوم، يجدها تعيش حالة انكشاف تام أمام الأمة، من كونها جزءاً من المؤامرة، تنوب عن الكافر المستعمر في احتلال بلاد الإسلام، وحماية كيان يهود، فنجدها فاعلة في اتجاه التآمر، عاجزة في اتجاه التحرر، وهي القبة الحديدية الفعلية لهذا الكيان الوظيفي لليهود، بل جميعها كيانات وظيفية جاءت من مشكاة واحدة وصنعت على عين الكافر المستعمر لتديم هيمنته على بلاد الإسلام وتمنع وحدة المسلمين على أساس دينهم. هذه الخيانة الموصوفة، جعلت الأنظمة الساقطة أخلاقيا في حكم الزوال والأفول مع تأجيل التنفيذ، بل يتوقع أن يكون سقوطها مدويا ومفزعا لكيان يهود وللغرب من ورائه، ولا يُتصور اجتثاث هذا الكيان دون إسقاط حاجز الأنظمة التي توفر له الحماية. هذا الانكشاف، شكل بعد طوفان الأقصى وعياً ينسحب على كل أفراد الأمة، من كبيرها إلى صغيرها، إن لم يكن بالفكر فبالإحساس. كما أن الأمة صارت واعية على أمهات القضايا التي تدفعها دفعاً نحو التحرر من ربقة الاستعمار، وفي مقدمتها قضية فلسطين، التي عدلت عليها الأمة بوصلتها باحثة عن الانتصار لذاتها وتحقيق كينونتها واستعادة دورها الريادي سيرا على نهج أسلافها وقادتها العظام. هل قلب المعادلة ممكن سياسيا؟ إنه بالإمكان قلب الطاولة على الأنظمة، وجعلها تعيش عزلة أكبر أمام شعوبها في ظل الظروف الراهنة، تمهيدا للحظة الحسم النهائي، وذلك من خلال التركيز على صناعة الرأي العام الإسلامي وأخذ القيادة الفكرية في الأمّة، ومن خلال الدندنة حول أفكار الإسلام الرئيسية، وإنضاج الرأي العام عليها، وذلك من قبيل الوحدة الإسلامية، الدولة الإسلامية، الخلافة الإسلامية، الجهاد تحت لواء الخليفة وقيادته، مع رفض المشاريع الوطنية القطرية وحظائر سايكس بيكو وتصويرها للناس على حقيقتها، من كونها سبب كل الأزمات التي نعيشها. فإنضاج الرأي العام بالإسلام وحسن إعداده للعيش في ظل سلطان الإسلام، هو بذرة التحرك الواعي المنتظر، وثمرته طوفان للأمة لا يبقي ولا يذر، وهو رصيد نافع بلا شك، وإن تباطأت أو تأخرت الجيوش في نصرة الإسلام والمسلمين لحكمة لا يعلمها إلا الله، فلسنا مكلفين بالنتائج إنما نحن مكلفون بالعمل، وسيتكفل الله سبحانه بالنتيجة. ولا نكترث مطلقا لكلام من يلومنا على طلب النصرة من الجيوش في بلاد الإسلام، ثم نجده يستجدي بدلا من ذلك قوى الكفر على غرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن والحلف الأطلسي والمجتمع الدولي الويستفالي! فهذه كلها أدوات وأسلحة الاستعمار في حربه الصليبية المعلنة على الإسلام وأهله. الحاجة الملحة إلى دولة من طراز خاص أمتنا تدرك اليوم أن الأنظمة عميلة وخائنة وفاشلة، وعاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة، ولم تعد تنتظر منها نصرة لفلسطين والحال أنها تنكل بشعوبها وتسحقهم إلى الهاوية. بل صارت تدرك أيضا، أن هذه الكنتونات ليست دولا بالمعنى الحقيقي للدولة، بل هي حظائر استعمارية أو حدائق خلفية للاستعمار شيدت على مقاس الكافر المستعمر لتؤخر نهضة الأمة، في غفلة من أجدادنا، وها نحن ندفع ضريبة هذه الغفلة إلى اليوم، ولذلك لن نجد معارضة إذا قلنا للناس إن لبنان ليست دولة، أو أن تونس ليست دولة، بالمفهوم الحقيقي للدولة التي لديها كامل مقومات السيادة، وأن المطلوب للخروج من الواقع المتردي هو وجود دولة، ولكن ليس أي دولة، بل دولة للمسلمين تدافع عنهم وتقوم على أساس الإسلام، ولا شيء غير الإسلام. هذه الفكرة، ستجد لها قبولا واسعا أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، فقد مُعست الأمة معساً وسُحقت سحقا، وهي تنتظر من يخلصها من جحيم الرأسمالية العالمية ومن تنكيل الأنظمة الحالية. والكفر الشامل لا يواجه إلا بالإسلام الشامل، لا ببعض أحكامه المجتزأة من سياقها الفقهي والتاريخي والحضاري، وهذا لا بد له من دولة وكيان تنفيذي، ولا يكون ذلك إلا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. خاتمة ختاما، هذه الأمة غافلة، نعم. مقصرة، نعم. مستضعفة، نعم. جريحة، نعم. ولكنها أمة موعودة بالنصر والتمكين، وهي تسير اليوم رغم الآلام والجراح والقيود في سياق التمكين لهذا الدين بإذن الله وعونه، وتبحث سبل التحرر وعمن يقودها ويخلصها من هذا الواقع الأليم، ويكابد العناء في سبيل نهضتها وعزتها. بعبارة أخرى، الأمة تبحث عن عيون الأمة، وعن صفوة الصفوة فيها. بل إن أشد المستضعفين فيها اليوم، هم أئمة التغيير وقادة الغد بإذن الله. قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾. ومع أنها أمة موعودة إلا أن الوعد الرباني بالاستخلاف والتمكين، جاء موجها في كتاب الله العزيز لعباده المؤمنين (أي من لهم قدر أعلى من الإيمان والعمل الصالح) ليشمل باستخلافهم ونيلهم هذا الشرف بقية الأمة، حيث قال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وعليه لا سبيل لخلاص الأمة إلا بالعودة إلى دينها، بكماله وشموله في دولة يرضى عنها ساكن الأرض وساكن السماء. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلّاً لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ». كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس
×
×
  • اضف...