كل الانشطه
- Past hour
-
المكتب الإعــلامي ولاية السودان بيان صحفي أمريكا الساعية لسلخ دارفور تثير قضية أبيي وتهدد وتتوعد! بعد انفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011م، تركت منطقة أبيي، متنازعاً عليها ولم تحسم تبعيتها لأي من الطرفين؛ الجنوب والشمال، حيث كان من المفترض أن يجرى في أبيي استفتاء عام 2011م، متزامنا مع استفتاء جنوب السودان، لتحديد تبعية المنطقة للشمال أو الجنوب، إلا أن الاستفتاء لم يتم، بسبب تنازع الدولتين حول من يحق له التصويت في الاستفتاء! حيث إن المنطقة تقطنها قبائل تتبع للجنوب وهي قبيلة دينكا نقوك، وأخرى تتبع للشمال وهي قبيلة المسيرية، وطبعا لن يرضى الدينكا أن ينفصلوا عن محيطهم القبلي ليكونوا مع دولة الشمال لأنهم سيكونون الحلقة الأضعف في دولة السودان، وكذلك لن يقبل المسيرية أن ينفصلوا عن محيطهم القبلي ليكونوا مع دولة الجنوب لأنهم أيضا سيكونون الحلقة الأضعف في الدولة. ثم اندلعت حرب قصيرة في المنطقة عام 2012م، ولكن حسمت بإنشاء قوات الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020م عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول تطبيق قراره رقم 2046 المتعلق بالقضايا الثنائية العالقة بين السودان وجنوب السودان، والوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، من دون الخروج بقرار واضح بشأن أبيي. ثم كان الاجتماع الأخير يوم أمس الأربعاء 2025/11/5م، الذي هدد فيه السفير الأمريكي مايكل والتز السودان شماله وجنوبه، بأنه سيعارض تجديد مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيسفا)، والتي ستنتهي ولايتها في 15 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، إن لم يلتزم الطرفان بالتزاماتهما تجاه اتفاقية السلام، التي بموجبها تم فصل جنوب السودان. إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، كنا قد حذرنا عبر بيان صحفي في 2011/5/21م، من خطورة اتفاقية نيفاشا، وأكدنا أن منطقة أبيي ستكون (كشمير السودان)؛ قضية حدود عالقة، وها قد مر أكثر من 14 عاماً على قولنا هذا، وما زالت قضية أبيي تراوح مكانها، وليس هذا غريباً على الدول الاستعمارية، فإن هناك مناطق متنازعاً عليها بين البلاد الإسلامية؛ وبخاصة المنطقة العربية، التي قُسمت عام 1916م، عبر اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، ولم يحسم أمر النزاع حولها، لأنه مقصود لذاته، وخير مثال على ذلك هو قضية النزاع على حلايب وشلاتين بين مصر والسودان. ولن تحل هذه القضايا التي هي في الأصل داخل حدود بلاد المسلمين، إلا بإقامة دولة الخلافة، التي ستوحّد جميع بلاد المسلمين، حيث لن يكون هناك نزاع حول الحدود، فالأرض أرض إسلامية خراجية أو عشرية، وهذا يستدعي أن تتداعى الأمة لإقامتها راشدة على منهاج النبوة، تقطع يد الكافر المستعمر العابث عن بلادنا. إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
المكتب الإعــلامي أستراليا تعليق صحفي رئيس المخابرات الأسترالية يروّج لتبريرات غبية للكيان الإجرامي ألقى المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الأسترالي مايك بيرغس كلمة في معهد لووي أمس، كرّسها لتجديد غطاء الحكومة الأسترالية لكيان الإبادة الجماعية الغاصب للأرض المباركة فلسطين، وتضمنت كلمته مجموعة من التصريحات المكررة المأخوذة من خطاب الحكومة وأنصار الإبادة، محذّراً من "تهديدات للتماسك المجتمعي"، و"تصاعد معاداة السامية"، و"تطبيع العنف السياسي". بل ذهب إلى حدّ التحذير من احتمال وقوع "اغتيالات سياسية تُدار من الخارج" داخل أستراليا! وفي محاولته الفاشلة لتبديل أدوار الضحية والجلاد، ذكر بيرغس حزب التحرير كمثال على جماعة "تستغل التوترات حول غزة"، قائلاً: "بينما يُعدّ حزب التحرير ذا دافع ديني، فإن سلوكه الاستفزازي وخطابه الهجومي واستراتيجيته الخبيثة تشبه إلى حدّ كبير تكتيكات شبكة النازيين الجدد. إن إدانته لـ(إسرائيل) واليهود تجذب اهتمام الإعلام وتخدم في التجنيد، لكنه يتعمّد التوقف عن الدعوة إلى العنف السياسي المباشر. يريد حزب التحرير اختبار حدود القانون دون خرقها، وكالنازيين الجدد، لا يجعل هذا سلوكه مقبولاً. أخشى أن خطابه المعادي لـ(إسرائيل) يغذّي ويُطبع روايات أوسع من معاداة السامية". وفي هذا السياق، يودّ حزب التحرير/ أستراليا أن يبيّن ما يلي: 1- إلقاء هذه الكلمة في معهد لووي - الذي أسّسه الصهيوني المتطرّف والداعم للإبادة فرانك لووي - يوضّح تماماً ما تعنيه الحكومة الأسترالية حين تتحدث عن "التماسك المجتمعي". فقد كان بيرغس محاطاً بداعمي قتلة الأطفال ومغتصبي الأسرى، الذين يرون أنه من "المشروع" تسوية المدن بالأرض فوق رؤوس سكانها، وإن بقي أحدهم حياً فلا مانع لديهم من تجويعه حتى الموت. التماسك المجتمعي في قاموسهم يعني أن يُسمح للمجرمين بالاستمرار في جرائمهم، بينما يُطلب من الضحايا أن يموتوا بصمت. 2- أستراليا كانت دوماً نصيراً للإبادة. كانت الإبادة مقبولة حين احتلت بريطانيا هذه الأرض عام 1788، وكانت مقبولة حين شرّعت أستراليا أول إبادة في فلسطين عام 1947، ومقبولة أيضاً مع الإبادة المستمرة منذ عام 2023. وإذا كانت كل تلك الجرائم "قانونية"، فإن حديث بيرغس عن احترام القانون يصبح مثيراً للاشمئزاز. 3- عشرون عاماً من "الحرب على الإرهاب" كشفت إلى أي مدى يمكن للدول الغربية أن تذهب لتتجنّب تبعات جرائمها. وبدلاً من تحمّل المسؤولية، دمّرت بلاداً بأكملها وقتلت الملايين بلا تمييز، وجرّمت كل معارضة لهذه الفظائع، حتى لو كانت مجرد رفع الصوت ضدها. واليوم يُعاد تطبيق السيناريو نفسه لتبرئة الكيان المجرم من جرائمه، لكن هذه المرة العالم لم يعد مخدوعاً. 4- إن المشاعر المناهضة لكيان يهود ظاهرة عالمية، يشترك فيها الناس من كل الأديان والأعراق، في كل أنحاء العالم، كردّ طبيعي على إجرامه. ولهذا أصبح الاتهام "بمعاداة السامية" لا يُقابل إلا بالتجاهل والملل. 5- الادعاء بأن حزب التحرير "يستغل" قضية غزة هو استخفاف بالعقول وإهانة للعقول السليمة وللمسلمين، فهو إظهار وكأن المسلمين عاجزون عن التفكير السياسي المستقل أو عن رؤية ما يراه العالم كله، وبالتالي هم "ضحايا سذج" لمؤامرات غامضة. هذا الاستخفاف هو الأساس الذي تقوم عليه سياسة الحكومات الأسترالية المتعاقبة في تعاملها مع المسلمين لتبرير قمعهم الجماعي. 6- هجوم بيرغس على حزب التحرير حملة دعائية لتخويف المسلمين، فالحزب يمثل أحد الأصوات المبدئية والثابتة في رفضه لكيان يهود، ولذلك تسعى الحكومة وحلفاؤها إلى إسكات هذا الصوت عبر التهديد الدائم بالقوانين القمعية والملاحقات الأمنية. 7- إن دعوة حزب التحرير ليست فقط دعوة لرفع الظلم عن أهل الأرض المباركة فلسطين وتحريرها من يهود الغاصبين، بل هي أيضا دعوة لرفع الظلم عن كل المضطهدين في العالم؛ مسلمين وغير مسلمين، الذين تضطهدهم الأنظمة العلمانية التي أشقت الشعوب وأفقرتها وقهرتها وحولتها إلى آليات إنتاج لخدمة رؤوس الأموال الرأسمالية الجشعة. مشروع حزب التحرير هو مشروع حضاري بديل عن الرأسمالية الجشعة، لا نظاما يحكم لصالح شلة الواحد في المائة كما هو الحال في الدول الرأسمالية وعلى رأسها الدول الغربية. ولهذا يدعو حزب التحرير إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحكم بما أنزل الله، ليس فقط ليعم الأمن والأمان والعدل في بلاد المسلمين، بل في سائر أنحاء العالم؛ وهذا ما أمرنا به الخالق، وهو ما يرضيه عنا ويدخلنا الجنة. 8- إن هجوم بيرغس على حزب التحرير جزء من حملة الإسلاموفوبيا التي يشنها الإعلام الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وذلك ليضللوا البشرية والعقول السوية في الغرب عن حقيقة الإسلام العظيم، حتى لا ينفضوا عن الحضارة الغربية المفلسة ويختاروا الإسلام العظيم بديلا حضاريا وطريقة عيش سوية ودينا من عند الله حقا. بيرغس هنا كالجاهلين من مشركي قريش الذين افتروا على رسول الله ﷺ لتشويه صورته ورسالته؛ فهل نجحوا في ذلك؟! المسألة مسألة وقت حتى يعلم الناس الخبيث من الطيب. 9- ولتوضيح موقف الإسلام من قضية فلسطين، والذي يجتمع عليه المسلمون في كل مكان، نؤكد على ما يلي: أ- فلسطين أرض إسلامية، ولا يملك تقرير مصيرها إلا المسلمون أنفسهم فقط وفقا لأحكام الشرع. ب- في ظل الحكم بالإسلام، كانت فلسطين دائماً موطناً للمسلمين واليهود والنصارى، وشهدت أرقى نماذج التعايش الإنساني. ت- احتلت بريطانيا فلسطين وسلّمتها ليهود خدمةً لمصالحها الاستعمارية، ثم تبنّت أمريكا هذا المشروع، ولن يعترف الإسلام لا بالاحتلال البريطاني ولا الصهيوني، وسيظل المسلمون يرفضون كل محاولات التطبيع ووجوده. ث- احتلت فلسطين بالقوة العسكرية، والردّ المشروع على العدوان العسكري هو المواجهة العسكرية لتحرير الأرض المباركة فلسطين. ج- تقع مسؤولية تحرير الأرض المباركة فلسطين على عاتق جيوش المسلمين، فهم أبناء هذه الأرض، وعليهم واجب التدخل العسكري ليس فقط لردع يهود بل لتحرير فلسطين كاملة. المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ (مترجم) إنه لأمر محزن في زماننا أن كثيراً من حملة الدعوة ومع مرور العقود يتكاسلون، وفي كثير من الحالات يتوقفون تماماً بسبب الضغوط العائلية ومن أبنائهم. وعلى الرغم من بقائهم حاملين للدعوة ومتمسِّكين بمعتقداتهم، لكنهم في كثيرٍ، بل في كثيرٍ جداً من الحالات يواجهون معارضةً مستمرةً من عائلاتهم وأبنائهم. إن النساء والشباب والشابات يتعرَّضون لضغوط كبيرة من الأقران للانسياق مع أنماط المجتمع، بينما يتبنّى حملة الدعوة آراءً ومواقفَ تبدو للمجتمع غريبة. حيث يتعرّض الشباب لمنظومة تعليم علمانية، وجوٍّ ليبرالي داخل المدارس والكليات والجامعات. فلا مفر إذاً من مثل هذه المعارضة الداخلية، إذ إنها تأتي من الأسرة ذاتها التي نلتمس منها الراحة والطمأنينة والدعم. تُنهِك معارضة الأسرة حاملَ الدعوة على مدار سنوات وعقود، فكثيراً ما يجد نفسه في تناقض بين الدعوة التي يحملها ومطالب أبنائه بأن يندمجوا مع المجتمع. وتمتد هذه المسألة إلى ما يتعلق بالصلاة والخمار والجلباب وأخذ قروض الطلاب الربوية واختلاط الجنسين، وهذا التناقض يصعب تحمّله على قلبٍ صافٍ، وقد يصبح طاغياً ومؤلماً. ومن ناحية أخرى، فإن الأسر المباركة بكثرة الأولاد الذين يحملون الدعوة تشكل عوناً ودافعاً. يثبت حملة الدعوة في مثل هذه الأسر على وتيرةٍ ثابتةٍ حتى بعد الزواج والأبوة، وحتى بعد أن يصبحوا أجداداً. كما هو الحال دائماً، الخير في حياتنا يأتي من التمسك بالسنة، والبؤس ينتج عن تركها. فلننظر تحديداً: ما هو المنهج النبوي لأسرة المؤمن؟ إن نموذج الأسرة المسلمة هو أسرة النبي ﷺ المباركة، أهل البيت. لقد كانت أسرة مباركة بابنته فاطمة رضي الله عنها التي حملت الدعوة ووقفت مع أبيها في الشدائد. وكانت أسرة مباركة بابن عمه الشاب علي رضي الله عنه الذي ملأ شبابه طاعةً لله ﷻ ودعم رسوله ﷺ. وكانت أسرة مباركة بحفيديه الكريمين الحسن والحسين رضي الله عنهما اللذين كان لهما عبر حياتهما، وبمواقفهما الصلبة ضد الظالمين واستشهادهما، أثرٌ عميق في أمة الإسلام. بالفعل، أصبح كثير من شباب وبنات أهل البيت أسساً للأمة الإسلامية، وما زال المسلمون على مدى القرون يدرسون سيرتهم لينهلوا منها الإلهام والهداية. قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ وقد علق ابن كثير على هذه الآية بقوله: "ثم قال تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه، أن ينذر عشيرته الأقربين، أي الأدنين إليه، وأنه لا يخلص أحداً منهم إلا إيمانه بربه عز وجل، وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين". وذكر ابن كثير أيضاً عن قول الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما نزلت آية ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾، قام رسول الله ﷺ فقال: «يَا فَاطِمَةُ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ، يَا صَفِيَّةُ ابْنَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ» وقد أورده مسلم في حديثه. وذكر الإمام النووي في شرح مسلم، في باب "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، أن النبي ﷺ قال: «يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيئاً غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُولُّهَا بِبَلَالِهَا» أي: أنقذي نفسك من النار، فليس بيدي عند الله شيء، إلا أن لك رحماً أتوسل بها. وبخصوص قول النبي ﷺ لابنته «سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»، فسّر الإمام التوربشتي، أحد علماء الحنفية، بأنه رأى أن المراد ليس المال الحرفي المعروف، بل عبّر به عما يملك من الأمور التي يمكنه التصرف فيها وتنفيذها. فبهذا أكّد النبي ﷺ لابنته أنه لا يستطيع أن ينفعها عند الله إن لم تؤمن، لكنه يستطيع أن يعطيها من ماله ما يقع في طاقته التصرفيّة. وهكذا نرى أن رسول الله ﷺ علّم ابنته فاطمة رضي الله عنها بصدق وحنان. وكمعلّمٍ كان أبوياً في تعامله، وكانت من طلابه الأوائل الشباب داخل بيته. فقد قال ﷺ: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ» سنن أبي داود. فكان النبي ﷺ رقيقاً محترماً راعياً لابنته، حتى تشكّلت شخصيتها بآثار تربيته، فبدت أفعالها وأخلاقها على شاكلته ﷺ. تقول عائشة رضي الله عنها: «مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ كَانَ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ ﷺ كَلَاماً وَلَا حَدِيثاً وَلَا جِلْسَةً مِنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا رَآهَا قَدْ أَقْبَلَتْ رَحَّبَ بِهَا ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَا حَتَّى يُجْلِسَهَا فِي مَكَانِهِ. وَكَانَتْ إِذَا أَتَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَّبَتْ بِهِ ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ». الأدب المفرد. بإيمانٍ خالصٍ واتباعٍ كاملٍ للإسلام، تعلّمت فاطمة رضي الله عنها الدين وثبتت على الحق، فساندت أباها في محن الدعوة. وعندما ألقى عُقبة بن أبي مُعيط أذىً عليه أثناء سجوده ﷺ، كانت فاطمة هي التي جاءت فغسلت عنه ذلك. وبعد دعوةٍ طويلةٍ مليئةٍ بالكفاح والتضحية، أيقن النبي ﷺ قرب رجوعه إلى الله. وقد أُخبرت فاطمة بمقامها في الجنة مع أبيها ﷺ. روت عائشة قالت: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «مَرْحَباً بِابْنَتِي»، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحاً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقاً بِي فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟» فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. يا لها من خاتمة مباركة لوالد وابنته! أيها الإخوة والأخوات! أيها الأعمام والعمات والآباء والأمهات والأجداد: انظروا كيف ربّى النبي ﷺ أربع بناتٍ مباركاتٍ قد كنّ قدوةً حسنة للأمة الإسلامية عبر العصور! انظروا كيف ربّى ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عمه. انظروا كيف ربّى ﷺ الحسن والحسين رضي الله عنهما، حفيديه الكريمين. قدِّروا فاطمة وعلي والحسن والحسين! إنّ في كل أسرة كنزاً من الشباب؛ هم الشباب بين بناتنا وأبنائنا وبنات وأبناء أخوالنا وأبناء عمومتنا وأحفادنا. فلنَهتم بكل واحدٍ منهم ونقدّرهم، دون أن نغفل عن محاسبة طواغيت العصر. نحن السائرين على نهج النبي ﷺ للتغيير لا نقول إن لدينا وقتاً لشيءٍ ونترك شيئاً آخر! كلا، فلا تهملوا أحدهما. فلتنتبهوا للشباب والشابات كي يساندونا ونساندهم؛ ولنهتم بهم لننال جميعاً حياةً خالدةً في نعيم الجنة. اللهم اجعل ذلك حقاً، آمين. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مصعب عمير – ولاية باكستان
-
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ (مترجم) إنه لأمر محزن في زماننا أن كثيراً من حملة الدعوة ومع مرور العقود يتكاسلون، وفي كثير من الحالات يتوقفون تماماً بسبب الضغوط العائلية ومن أبنائهم. وعلى الرغم من بقائهم حاملين للدعوة ومتمسِّكين بمعتقداتهم، لكنهم في كثيرٍ، بل في كثيرٍ جداً من الحالات يواجهون معارضةً مستمرةً من عائلاتهم وأبنائهم. إن النساء والشباب والشابات يتعرَّضون لضغوط كبيرة من الأقران للانسياق مع أنماط المجتمع، بينما يتبنّى حملة الدعوة آراءً ومواقفَ تبدو للمجتمع غريبة. حيث يتعرّض الشباب لمنظومة تعليم علمانية، وجوٍّ ليبرالي داخل المدارس والكليات والجامعات. فلا مفر إذاً من مثل هذه المعارضة الداخلية، إذ إنها تأتي من الأسرة ذاتها التي نلتمس منها الراحة والطمأنينة والدعم. تُنهِك معارضة الأسرة حاملَ الدعوة على مدار سنوات وعقود، فكثيراً ما يجد نفسه في تناقض بين الدعوة التي يحملها ومطالب أبنائه بأن يندمجوا مع المجتمع. وتمتد هذه المسألة إلى ما يتعلق بالصلاة والخمار والجلباب وأخذ قروض الطلاب الربوية واختلاط الجنسين، وهذا التناقض يصعب تحمّله على قلبٍ صافٍ، وقد يصبح طاغياً ومؤلماً. ومن ناحية أخرى، فإن الأسر المباركة بكثرة الأولاد الذين يحملون الدعوة تشكل عوناً ودافعاً. يثبت حملة الدعوة في مثل هذه الأسر على وتيرةٍ ثابتةٍ حتى بعد الزواج والأبوة، وحتى بعد أن يصبحوا أجداداً. كما هو الحال دائماً، الخير في حياتنا يأتي من التمسك بالسنة، والبؤس ينتج عن تركها. فلننظر تحديداً: ما هو المنهج النبوي لأسرة المؤمن؟ إن نموذج الأسرة المسلمة هو أسرة النبي ﷺ المباركة، أهل البيت. لقد كانت أسرة مباركة بابنته فاطمة رضي الله عنها التي حملت الدعوة ووقفت مع أبيها في الشدائد. وكانت أسرة مباركة بابن عمه الشاب علي رضي الله عنه الذي ملأ شبابه طاعةً لله ﷻ ودعم رسوله ﷺ. وكانت أسرة مباركة بحفيديه الكريمين الحسن والحسين رضي الله عنهما اللذين كان لهما عبر حياتهما، وبمواقفهما الصلبة ضد الظالمين واستشهادهما، أثرٌ عميق في أمة الإسلام. بالفعل، أصبح كثير من شباب وبنات أهل البيت أسساً للأمة الإسلامية، وما زال المسلمون على مدى القرون يدرسون سيرتهم لينهلوا منها الإلهام والهداية. قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ وقد علق ابن كثير على هذه الآية بقوله: "ثم قال تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه، أن ينذر عشيرته الأقربين، أي الأدنين إليه، وأنه لا يخلص أحداً منهم إلا إيمانه بربه عز وجل، وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين". وذكر ابن كثير أيضاً عن قول الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما نزلت آية ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾، قام رسول الله ﷺ فقال: «يَا فَاطِمَةُ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ، يَا صَفِيَّةُ ابْنَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ» وقد أورده مسلم في حديثه. وذكر الإمام النووي في شرح مسلم، في باب "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، أن النبي ﷺ قال: «يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيئاً غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُولُّهَا بِبَلَالِهَا» أي: أنقذي نفسك من النار، فليس بيدي عند الله شيء، إلا أن لك رحماً أتوسل بها. وبخصوص قول النبي ﷺ لابنته «سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»، فسّر الإمام التوربشتي، أحد علماء الحنفية، بأنه رأى أن المراد ليس المال الحرفي المعروف، بل عبّر به عما يملك من الأمور التي يمكنه التصرف فيها وتنفيذها. فبهذا أكّد النبي ﷺ لابنته أنه لا يستطيع أن ينفعها عند الله إن لم تؤمن، لكنه يستطيع أن يعطيها من ماله ما يقع في طاقته التصرفيّة. وهكذا نرى أن رسول الله ﷺ علّم ابنته فاطمة رضي الله عنها بصدق وحنان. وكمعلّمٍ كان أبوياً في تعامله، وكانت من طلابه الأوائل الشباب داخل بيته. فقد قال ﷺ: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ» سنن أبي داود. فكان النبي ﷺ رقيقاً محترماً راعياً لابنته، حتى تشكّلت شخصيتها بآثار تربيته، فبدت أفعالها وأخلاقها على شاكلته ﷺ. تقول عائشة رضي الله عنها: «مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ كَانَ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ ﷺ كَلَاماً وَلَا حَدِيثاً وَلَا جِلْسَةً مِنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا رَآهَا قَدْ أَقْبَلَتْ رَحَّبَ بِهَا ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَا حَتَّى يُجْلِسَهَا فِي مَكَانِهِ. وَكَانَتْ إِذَا أَتَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَّبَتْ بِهِ ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ». الأدب المفرد. بإيمانٍ خالصٍ واتباعٍ كاملٍ للإسلام، تعلّمت فاطمة رضي الله عنها الدين وثبتت على الحق، فساندت أباها في محن الدعوة. وعندما ألقى عُقبة بن أبي مُعيط أذىً عليه أثناء سجوده ﷺ، كانت فاطمة هي التي جاءت فغسلت عنه ذلك. وبعد دعوةٍ طويلةٍ مليئةٍ بالكفاح والتضحية، أيقن النبي ﷺ قرب رجوعه إلى الله. وقد أُخبرت فاطمة بمقامها في الجنة مع أبيها ﷺ. روت عائشة قالت: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «مَرْحَباً بِابْنَتِي»، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحاً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقاً بِي فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟» فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. يا لها من خاتمة مباركة لوالد وابنته! أيها الإخوة والأخوات! أيها الأعمام والعمات والآباء والأمهات والأجداد: انظروا كيف ربّى النبي ﷺ أربع بناتٍ مباركاتٍ قد كنّ قدوةً حسنة للأمة الإسلامية عبر العصور! انظروا كيف ربّى ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عمه. انظروا كيف ربّى ﷺ الحسن والحسين رضي الله عنهما، حفيديه الكريمين. قدِّروا فاطمة وعلي والحسن والحسين! إنّ في كل أسرة كنزاً من الشباب؛ هم الشباب بين بناتنا وأبنائنا وبنات وأبناء أخوالنا وأبناء عمومتنا وأحفادنا. فلنَهتم بكل واحدٍ منهم ونقدّرهم، دون أن نغفل عن محاسبة طواغيت العصر. نحن السائرين على نهج النبي ﷺ للتغيير لا نقول إن لدينا وقتاً لشيءٍ ونترك شيئاً آخر! كلا، فلا تهملوا أحدهما. فلتنتبهوا للشباب والشابات كي يساندونا ونساندهم؛ ولنهتم بهم لننال جميعاً حياةً خالدةً في نعيم الجنة. اللهم اجعل ذلك حقاً، آمين. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مصعب عمير – ولاية باكستان
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
- Yesterday
-
بسم الله الرحمن الرحيم الأرض المباركة: كلمة مسجد "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" للمشاهدة اضغط هنا كلمة مسجد للأستاذ أحمد عبده (أبو حمزة) قلقيلية - الأرض المباركة (فلسطين) الجمعة، 09 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025م
-
المكتب الإعــلامي المركزي بيان صحفي هل السيطرة على الفاشر نهاية المخطط أم لا تزال في الجُعبة سهام مسمومة؟! شهد السودان منعطفا كبيرا في حربه المستمرة منذ أكثر من عامين، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب البلاد، ما أحكم قبضتهم عليه، وتتركز المواجهات الآن في إقليم كردفان المجاور. ووفق تقديرات الأمم المتحدة فقد نزح أكثر من 36 ألف مدني منذ الأحد الماضي من الفاشر معظمهم من النساء والأطفال بسبب المعارك، بعد أن تعرّضوا لانتهاكات عديدة، شملت القتل على الهوية والحرق وعمليات الاغتصاب التي طالت الفتيات والنساء، إضافة إلى السلب والنهب والخطف مقابل فدية مالية. وتوجه معظمهم إلى بلدة طويلة التي تبعد 70 كيلومترا وكانت تؤوي في الأساس نحو 650 ألف نازح، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في تلك البلدة التي أصبحت الملاذ الآمن الأخير للسكان في عموم شمالي دارفور. وقد حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في الفاشر بعد إقرار البرهان بانسحاب الجيش منها. وأوضحت أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم مروّعة جديدة هناك، حيث أظهرت مقاطع فيديو توثّق قيام عناصر تابعة لها بتنفيذ عمليات تصفية جماعية بحق سكان مدنيين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه. كما اتهمت شبكة أطباء السودان، التي تعمل في المجال الإنساني، قوات الدعم السريع بتصفية المرضى والمرافقين معهم في المستشفى الوحيد الذي يعمل في الفاشر. وقالت الحكومة السودانية، التي تتخذ من مدينة بورتسودان في أقصى شرقي البلاد عاصمةً مؤقتةً بدل الخرطوم، إن انتهاكات قوات الدعم السريع ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، حيث قتلوا نحو ألفي مدني منذ سيطرتهم على مدينة الفاشر، ومن حاول الخروج من المدينة تعرّض أيضا لانتهاكات، من بينها الاغتصاب والسلب والخطف مقابل الفدية. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف إن نحو 130 ألف طفل في الفاشر والذين كانوا محاصرين منذ أكثر من 500 يوم، معرضون لانتهاكات جسيمة، تشمل القتل والتشويه والاختطاف، والعنف الجنسي، مؤكدة في بيان أنه لا يوجد طفل في مأمن هناك في ظل نقص الغذاء والمياه والأدوية، ويواجهون أوضاعا إنسانية متدهورة. وكعادته عبّر مجلس الأمن عن قلقه من الفظائع المبلّغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار. هذا المجلس الذي كان غائبا طوال فترة الحرب حتى عن الإدانة والانتقاد لأن الدول الكبرى أو المؤثرة داخله هي التي تؤجج النزاع في السودان. فيا أهل السودان: إلى متى يبقى الصراع في السودان وغيرها وقوداً للأطماع الدولية وصراعهم بخططهم الخبيثة وتدخلاتهم وإمداد الأطراف المتنازعة بالأسلحة للسيطرة عليه تماما؟! إن نساءكم وأطفالكم يعانون منذ أكثر من عامين من هذا الصراع الدامي الذي لا يحقق إلا مصالح الغرب وأعوانه في التحكم بمصير السودان الذي طالما كان مطمعا لهم لموقعه وثرواته، فمن مصلحتهم تمزيقه وتشتيته. وما استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر إلا حلقة أخرى من هذه المخططات، حيث تريد أمريكا بذلك سلخ إقليم دارفور وتركيز نفوذها في السودان والقضاء على النفوذ البريطاني فيه. إن الحل ليس في حكومة ديمقراطية ولا في حكومة عسكرية، بل هو في التخلص من نفوذ الغرب الكافر المستعمر بكل أطيافه وأشكاله وتابعيه، الحل هو في إيصال الإسلام إلى سدة الحكم، في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون﴾. القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
المكتب الإعــلامي المركزي بيان صحفي ازدراء أمريكا لرعاياها يترُك النّساء والأطفال جائعين (مترجم) برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (سناب) هو برنامج اتحادي يُساعد الأفراد والأسر ذات الدخل المحدود وذوي الإعاقة على الحصول على إعانات إلكترونية تُستخدم لشراء الطعام والمشروبات، عدا الخمور، والنباتات لزراعة غذائهم بأنفسهم. وتشير التقارير إلى أنّ 42 مليون أمريكي يعتمدون على إعانات (سناب) لإطعام أنفسهم وأسرهم. 54% من البالغين الذين يحصلون على إعانات غذائية هم من النساء، ومعظمهن أمهات عازبات، و39% منهم أطفال، ما يعني أن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال تقريباً يعتمدُ على هذه الإعانات لضمان عدم جوعه. كما أدى الإغلاق الفيدرالي إلى اضطرار بعض الولايات لإيجاد طرق أخرى لتمويل برامج الغداء المجانية والمخفضة في مناطقها التعليمية، حتى لا يضّطر الأطفال الذين يعتمدون على الطعام خلال اليوم الدراسي إلى العيش بدون طعام. ونتيجةً لذلك، تنشر مخازن الطعام العديدة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد صوراً لأرفف فارغة، وتطلب من الناس التبرع بالطعام وبطاقات هدايا متاجر البقالة لتلبية الطلب المتزايد على الطعام. ولنا أن نسأل كيف يُمكن لأغنى دولة في العالم أن تتجاهل حقيقة أنّ ملايين من رعاياها الأكثر ضعفاً لن يجدوا ما يكفيهم من الطعام؟ قد تتساءلون أين تنفق أمريكا أموالها، حتى أثناء الإغلاق؟ حسناً، بدل ضمان حصول الأمريكيين على ما يكفي من الطعام، يُرسلون مليارات الدولارات إلى كيان يهود لقتل الفلسطينيين. إنه حاكم يرى أن بناء قاعة احتفالات فخمة أهم من أي شيء آخر، بينما يجدُ نواب آخرون أن استثماراتهم الشخصية تُقدم على رفاهية الشعب الذي يُفترض أن يمثلوه! كما ترون، لم تكن أمريكا الرأسمالية يوماً مهتمة برعاية شؤون رعاياها، بل كانت تهتم فقط بتقديم الدعم العسكري والمالي لمن يحرم الأطفال حول العالم من حقهم في الأمن والغذاء والمأوى والتعليم، وهي ضروريات أساسية. لذا، فهي تترك الأطفال في أمريكا أيضاً يعانون من الجوع وانعدام الأمن، ويفتقرون إلى التعليم والرعاية الصحية المناسبين. حتى من يعيشون في أغنى دول العالم، هم في أمسّ الحاجة إلى نظام سياسي لا يترك رعاياه جائعين، بينما الحكام يراقبون حساباتهم المصرفية الشخصية وهي تتضخم. نظام سياسي يجوب فيه قائده، كالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، البلاد ليضمن لكلّ طفل القدرة على الطعام حتى قبل أن يطعم نفسه. نظام سياسي يقوم على ما أنزله الله تعالى لإدارة شؤون الناس. ولا يوجد سوى نظام سياسي واحد قادر على تحقيق هذه الأمور وأكثر؛ إنه الخلافة. القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
المكتب الإعــلامي المركزي بيان صحفي تذكير للمسلمين بحرمة المسلم: دمه وماله وعِرضه تناقلت وسائل الإعلام أخبار الجرائم المروّعة التي وقعت في مدينة الفاشر السودانية، من قتل واغتصاب وتشريد أدى إلى نزوح آلاف العائلات. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يهون على مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويؤمن باليوم الآخر؛ كيف يهون عليه دم أخيه المسلم وماله وعِرضه؟! كيف يهون عليه أنْ يروّعه؛ والرسول ﷺ يقول: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»؟! ولقد حدث مثل هذا من قبلُ في عدد من بلاد المسلمين كسوريا ومصر واليمن وليبيا والعراق وغيرها، فهل غاب عن المسلمين حرمة دم بعضهم على بعض؟! إنّ من المعلوم من الدين بالضرورة حرمة قتل المسلم عمداً بنصّ القرآن القطعي، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ فهل هناك تغليظ أشدّ من هذا في عقوبة القاتل العمد؟ ويقول الرسول ﷺ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»، وكان من أواخر ما أوصى به رسول الله ﷺ في خطبة الوداع تحريم المسلم دمه وماله وعرضه على المسلم، والنصوص الشرعية مستفيضة في وجوب حفظ حرمات المسلم، وغلّظ الشرع تغليظاً شديداً في حق من ينتهك شيئاً من هذه الحرمات. ما بالكم أيها المسلمون؟ أيُعقل أن يقوم مسلمٌ بانتهاك حرمات إخوته من المسلمين لمجرد أنْ ملكَ سلاحاً؟ أبهذه السهولة يستطيع الكفار المستعمرون أنْ يتحكّموا ببعض المسلمين فيزودوهم بالقوة والسلاح ويجعلوهم ينتهكون حرمات إخوانهم من المسلمين؟ كيف يقوم شرطي أو جندي في جيوش المسلمين برفع السلاح في وجه السكان الآمنين؟ هل يظن أنه ينفعه عند الله تعالى أن يقول إنه عبد مأمور؟ أيها المسلمون: عليكم أن تدركوا خطورة هذا الأمر وعِظَمَه عند الله تعالى، فقاتل المسلم يستحقّ غضب الله ويستحق لعنته وطرده من رحمته ويستحق الخلود في جهنم، فكما قال رسول الله ﷺ: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فَسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، فمهما أصاب من الذنوب دون القتل العمد فهو في فسحة من دينه، لكنّه بالقتل العمد يفقد هذه الفسحة، ويعدم التوفيق، ويصيبه غضب الله تعالى، ولا ينفعه أي عذر، حتى لو قابله أخوه المسلم بالسلاح، يقول رسول الله ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ. قِيلَ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». ولو سأل سائل عما يفعله في هذه الحالة فإن رسول الله ﷺ يجيب عن هذا السؤال، وذلك حين وقوع الفتن، روى أبو موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَإِنْ دُخِلَ - يَعْنِي عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ - فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ». إلى كل مسلم، إلى كل ضابط وجندي وشرطي، إلى كل من ملك سلاحاً: إن الله تعالى منحنا العقل لنفكر فيه، وأوجب علينا استعماله الاستعمال الصحيح، فلا يتصرّف المرء ولا يقوم بأي عمل ولا يلفظ بأي قول قبل أن يعرف حكمه الشرعي، ومعرفة الحكم الشرعي تقتضي فهم الواقع المراد تنزيل الحكم الشرعي عليه، فلا بد أن يتمتع المسلم بالوعي السياسي، فيدرك الأمور على حقائقها، ولا ينساق وراء مخططات الكفار المستعمرين الذين لا يريدون خيراً بنا ولا بالإسلام، ويسعون جاهدين بكل ما أوتوا من قوة ومكر ودهاء لتمزيقنا والسيطرة على بلادنا ونهب مقدراتنا وثرواتنا، فكيف يقبل مسلم أن يكون أداة بأيدي أولئك الكفار المستعمرين، أو منفذاً لأوامر عملائهم؟! أيطمع بشيء قليل من متاع الدنيا الزائل فيخسر آخرته ويكون من أصحاب النار خالداً فيها، ملعوناً مطروداً من رحمة الله؟ أيقبل مسلم أن يُرضِيَ أحداً من البشر المخلوقين العاجزين وهو يُغضِبُ الله سبحانه وتعالى الذي بيده الدنيا والآخرة؟! اقرأوا قول الله تعالى وحدّدوا موقفكم: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، أترضون أنْ تكونوا كالأنعام بل أضلّ منها؛ فلا تنتفعون بأعينكم ولا آذانكم ولا عقولكم، وتكونوا من أصحاب النار؟! أيها المسلمون: إن حزب التحرير يحذّر كلّ مسلم من أن ينال من مسلم شيئاً: من دمه أو ماله أو عِرضه، ويخوّفكم من غضب الله تعالى وعذابه الشديد، والله إنّ الأمر لجدٌّ وليس بالهزل، فلا تكونوا من الغافلين الذين لا ينتبهون إلا حين الموت، ولات حين مندم، وحين لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولا يغرّنّكم متاع الدنيا القليل، فإنه زائل لا محالة، وإنّ الموت أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، فلا يسمح أحدكم لنفسه أن ينال من أخيه شيئاً بغير حق. وإنّ حزب التحرير يدعوكم لرفع مستوى الوعي السياسي، والتزام أحكام الله سبحانه وتعالى، وإلى العمل معه للحكم بما أنزل الله، فيرفع عنكم أيدي الكفار المستعمرين وعملائهم، ويفشل مخططاتهم في بلادنا. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
- 794 replies
-
- تعليق صحفي
- خبر صحفي
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
البث الإذاعي ليوم الخميس 15 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 2025/11/06م للقراءة أو الاستماع لأي مادة من مواد البث إضغط على العنوان مع القرآن الكريم - سورة الكهف مع الحديث الشريف - المبادرة في الطاعة مُسلمٌ آخر في مناصب علمانية ليس قوة بل تحيّز حزبي يا فيدان! إن كنتم مستعدين لكل التضحية، فلتمشوا بجيشكم صوب فلسطين! من هدهد ونملة إلى أمة مغيّبة غير مسؤولة! تأملات في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية" - الحلقة السادسة اعلموا أيها المسلمون! - الحلقة السادسة نفائس الثمرات - حال المؤمن والمنافق مع الدنيا
- 474 replies
-
- مقالات
- الحديث الشريف
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
سلسلة تأملات في كتاب "من مقومات النفسية الإسلامية"
الناقد الإعلامي 2 replied to الناقد الإعلامي 2's topic in الإذاعة و التلفزيون
بسم الله الرحمن الرحيم تأملات في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية" الحلقة السادسة الحمد لله رب العالمين, والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى إمامِ المتقين, وسيِّدِ المرسلين, المبعوثِ رحمةً للعالمين, سيدِنا محمدٍ وعلَى آلهِ وصَحبِهِ أجمعين, واجعلنا مَعَهم, واحشرنا في زُمرتهم برَحمتكَ يا أرحمَ الراحمين. مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: أيها المسلمون: رَوَى الدَّارميُّ في مُسنده قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ, وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ غَضِبْتُمْ». وَوَرَدَ في "أمثالِ الحدِيثِ" لأبي الشيخ الأصبهاني: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ الْمُؤْمِنِ». وَفي "أمثال الحديث" لأبي الشيخ الأصبهاني: عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ مَرْآةُ أَخِيهِ، فَإِذَا رَأَى بِهِ شَيْئاً فَلْيُمِطْهُ عَنهُ». أيها المسلمون: انطلاقاً من هذه الأحاديث, وامتثالاً للهديِّ النَّبويِّ جَمَعتُ طائفةً من الأحاديث النبوية الشريفة لأذكِّرَ بها نَفسي وأذكِّرَكُم, عَسى أن نهتدِيَ بها في حَياتِنا, وَنفُوزَ برضَا ربِّنا جَلَّ في عُلاه. روى البيهقي في سننه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضاً قَطَعَ، وَلاَ ظَهْراً أَبْقَى». جاء في المعجم الوسيط: "الْمُنْبَتَّ" المنقطع, وانْبَتَّ الرجلُ في السَّير جَهَدَ دَابتَهُ حتَّى أعيتْ وهلكت, فهو في هذه الحالة لم يقطع المسافة التي يريد قطعها, ولم يبق على دابته ليمتطيها وقت الحاجة, ورد في الحديث: «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضاً قَطَعَ، وَلاَ ظَهْراً أَبْقَى». يقال لمن يبالغُ في طَلَبِ الشَّيءِ ويُفرطُ حتَّى رُبما يُفَوتهُ علَى نَفسه. روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ». وروى البخاري في صحيحه أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ». جاء في المعجم الوسيط: "الدلجة": السير من أول الليل, وسير الليل كله, وفي الحديث: «عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل». وروى الطبراني في المعجم الكبير عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي ثَلاثٌ: زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَدُنْيَا تُفْتَحُ عَلَيْكُمْ». كما رَوَى الطَّبرانيُّ في المعجَمِ الكَبيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلاثٌ مُنَجِّيَاتٍ، وَثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ، وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ. فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ: فَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بنفْسِهِ. وَأَمَّا الْمُنَجِّيَاتُ: فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ، وَالرِّضَى، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ. وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ: فَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ. وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ: فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلامِ، وَصَلاةٌ بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ». والسَبْرَةُ: الغَداةُ البارِدَةُ، قال أبو عُبيد: السَّبْرة: شِدّة البَرْد. وفي الحديث: «إسباغ الوضُوء في السَبَرات». وروى البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: «جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَداً وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ، وَلاَ أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَداً فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». ورَوَى الطَّبرانيُّ في المعجَمِ الكَبيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ». ورد في نهج البلاغة المنسوب للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: "مَن كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ خَطَؤه، وَمَن كَثُرَ خَطَؤهُ قلَّ حَياؤه، وَمَن قَلَّ حَياؤه قَلَّ وَرَعُه، وَمَن قَلَّ وَرَعُه مَاتَ قَلبُه، وَمَن مَاتَ قَلبُه دَخَلَ النَّار". أيها المسلمون: ترشدنا الأحاديث النبوية السابقة إلى الآداب الآتية التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن لتكون عقليتُه عقليةً إسلاميةً, ونفسيتُه نفسيةً إسلاميةً, وبالتالي تكونُ شخصيتُه شخصيةً إسلاميةً: 1. المؤمنُ يتقبلُ الانتقادَ من أخيهِ, ويَعُدُّ ذلكَ هديةً يُسديها إليه. «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي». و «الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ الْمُؤْمِنِ». 2. الدخول في الدين, والأخذ منه برفق. «فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ». 3. تجنب كثرة السؤال, والابتعاد عن مواطن الاختلاف المؤدية إلى الفرقة. «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ». 4. تجنب التشدد والمغالاة في الدين. «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ». 5. عدم تكليف النفس فوق طاقتها واستطاعتها. «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ». 6. عدم المبالغة في طَلَبِ الشَّيءِ أو التفريط فيه أو المطالبة به قبل أوانه؛ حتى لا يعاقب بحرمانه. «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضاً قَطَعَ، وَلاَ ظَهْراً أَبْقَى». 7. تجنب الأخطاء, وترك الجدال. «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ». 8. تجنب المهلكات وهي: البخل, وهوى النفس, والإعجاب بالنفس. «فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ: فَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بنفْسِهِ». 9. التمسك بسنة النبي وبالأحكام الشرعية كما وردت عنه من غير إفراط ولا تفريط. «فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». 10. عدم الإكثار من الكلام فيما لا فائدة فيه. «مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ». 11. عدم القياس الشمولي, وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الناس. فلا نحكم على الإنسان حكماً عاماً من خلال تصرف واحد. مستمعي الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, عَلَى أنْ نُكمِلَ تأمُّلاتنا في الحَلْقاتِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعالى, فإلى ذَلكَ الحِينِ وَإلى أنْ نَلقاكُم, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.- 5 replies
-
- الفكر
- الشخصية الإسلامية
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
-
بسم الله الرحمن الرحيم يا فيدان! إن كنتم مستعدين لكل التضحية فلتمشوا بجيشكم صوب فلسطين! الخبر: صرح وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، عقب الاجتماع الوزاري بشأن غزة الذي عُقد في إسطنبول بمشاركة وزراء من إندونيسيا وباكستان وقطر والسعودية والإمارات والأردن، قائلاً: "نحن مستعدون لتقديم كافة أشكال التضحيات من أجل السلام". وأضاف: "إن "إسرائيل" تنتهك الهدنة. فمنذ بدء وقف إطلاق النار، قتلت حوالي 250 فلسطينياً". (حريات، 2025/11/03م) التعليق: لقد تبلّدت مشاعر الأمة تجاه التصريحات الجوفاء التي يطلقها الحكام العملاء والخدم، الذين لا يفعلون شيئاً للفلسطينيين ولا للمسلمين، ولا يحركون إصبعاً لوقف المجازر والإبادة الجماعية بحقهم! لقد اعتادت الأمة على اجتماعاتهم التي هي أشبه بحفلات شاي وقهوة ثم ينفضّون! الأمة أصلاً لم تعد تنتظر منهم شيئاً سوى هذه البيانات الفارغة! بل إن تصريح فيدان التافه هذا، الذي أدلى به بعد اجتماع الخيانة، يكشف وحده حجم التناقض! فهو يزعم الاستعداد لكل تضحية، وفي اللحظة نفسها يقر بأن يهود قد قتلوا نحو 250 فلسطينياً منذ الهدنة! فأي تضحية هذه؟ وأين هي؟ إذا كنتم مستعدين حقاً لكل تضحية، فلماذا لا تحركون جيوشكم ضد كيان يهود رداً على قتله 250 فلسطينياً منذ الهدنة؟ هذا ناهيك عن الـ67 ألفاً الذين استشهدوا سابقاً. إن التضحية لا تعني إطلاق بضعة تصريحات حول فلسطين، بل تعني تحمل الصعاب التي قد تنجم عن تحريك الجيوش. التضحية ليست إحصاء الانتهاكات وعدد الضحايا، بل هي تحمل تبعات الحصار الدولي نتيجة إرسال الجيوش للرد على مقتل المسلمين. فالتضحية الحقيقية هي عدم السكوت على الظلم، بل التأسي بفعل الرسول ﷺ والمعتصم. التضحية لا تعني إرسال قوات حفظ سلام لحماية يهود وتثبيت كيانهم، فهذا ليس تضحية، بل هو خيانة واضحة. لذلك فإن التضحية الحقيقية من أجل فلسطين تكون بالأعمال التي توجع كيان يهود وتستأصل شأفته. أما ما عدا ذلك، فهو مجرد هراء في هراء ولا يُسمى تضحية. لذا إن كنتم تريدون حقاً أن تضحوا من أجل الأمة ومن أجل دماء شهداء فلسطين، فحركوا جيوشكم فوراً! ومن جهة أخرى، فإن اجتماعكم في إسطنبول مع بضعة مسؤولين عملاء من البلاد الإسلامية لتمرير خطة ترامب الخيانية، لا يثبت أبداً أنكم مستعدون لكل تضحية. ففي اجتماعات لا حصر لها قبل هذا، كررتم القول بأنكم مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل الفلسطينيين ولكن لم نرَ منكم أي تضحية تذكر، ولا أي خطوة عملية، سوى بضعة تصريحات تطلقونها بعد الاجتماع. لقد تغاضيتم عن علم وعمد عن استشهاد 67 ألف مسلم في غزة، وإصابة مئات الآلاف. لهذا، فإن اجتماعكم في إسطنبول لم يكن هدفه بحث ما يمكن فعله لفلسطين، بل العكس تماماً؛ لقد كان الهدف هو بحث كيفية حماية كيان يهود وكيفية دمجه في المنطقة وفقاً لخطة ترامب الغادرة. أليست هذه هي الغاية من وراء "قوة السلام" التي تريدون إرسالها؟ يبدو أن تضحياتكم لا تُبذل إلا في سبيل تطبيق خطة أمريكا وترامب الخائنة. فلو أنكم قدمتم للأمة عُشر معشار ما قدمتموه أو ستقدمونه لأمريكا من تضحيات، لكانت الأمة احتضنتكم ولكن مع الأسف، أثبتت أحداث غزة أنكم في وادٍ، والأمة في وادٍ آخر تماماً. والتاريخ خير شاهد على أنه لم ولن يوجد مرجع يقدم تضحية حقيقية من أجل الأمة سوى الخلافة. وفي غياب الخلافة، سيظل المسلمون يواجهون الآلام الفظيعة والنكبات في كل أصقاع الأرض، بسبب هؤلاء الحكام الخونة المتسلطين على رؤوسهم. فاليوم غزة والسودان واليمن، والله أعلم أين ستكون الكارثة غداً! كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أرجان تكين باش
-
بسم الله الرحمن الرحيم مُسلمٌ آخر في مناصب علمانية ليس قوة بل تحيّز حزبي (مترجم) الخبر: ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنّ غزالة هاشمي، وهي امرأة هندية مسلمة، أطلقت أول حملة سياسية لها في ولاية فرجينيا الأمريكية. وتفاخر المقال بأنه في حال انتخابها نائبة حاكم ولاية فرجينيا، فستكون أول امرأة مسلمة في البلاد تشغل منصباً على مستوى الولاية. ونُشرت صورٌ إلى جانب المقال تُظهرها وهي تلتقط صورة سيلفي في معبد غوردوارا الهندوسي كجزء من حملتها الانتخابية. وأشاد بها المندوب الهندوسي، جيه جيه سينغ (ديمقراطي - لودون)، قائلاً: "ستكون أول هندية تشغلُ منصباً على مستوى الولاية بأكملها. نحن نُظهر حقاً لبقية البلاد أن فرجينيا في وضع يسمح لنا باحتضان التنوع، لسنا منقسمين على أُسس التعصب". وتُعرب غزالة عن أن إيمانها وعرقها ليسا الدّافع وراء حملتها الانتخابية. إنها تسعى إلى منصب نائبة الحاكم بدوام جزئي ليكون بمثابة حاجز مبدئي عمّا وصفته بفوضى إدارة الرئيس دونالد ترامب، وليس لتكون أول من يُطلق العنان لأي شيء. تاريخياً، أطلقت حملةً تحت شعار "غزالة هاشمي اسمٌ أمريكي"، سعياً لجذب الناخبين المهاجرين ومواكبة التغيرات الديموغرافية في البلاد. تحظى حالياً بدعمٍ من الجنوب آسيويين والمسلمين الراغبين في رؤيتها تصنع التاريخ، فضلاً عن هجماتٍ من الجمهوريين الذين يستغلون دينها. غالباً ما تربطها هذه الهجمات بالمرشّح الاستقطابي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، وهو أيضاً مهاجرٌ مسلمٌ من أصلٍ هندي. منذ عام 2018، عندما أصبحت النائبتان رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغان) وإلهان عمر (ديمقراطية عن ولاية مينيسوتا) أول امرأتين مسلمتين في الكونغرس، فازت قائمةٌ صغيرةٌ، وإن كانت متنامية، بمناصبٍ منتخبة. بحلول عام 2023، كانت هناك 95 امرأة مسلمة منتخبة، وفقاً لأحدث البيانات الصّادرة عن مركز جيتباك للموارد ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. كما عزّز الجنوب آسيويين نفوذهم السياسي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث انضمّ ما لا يقلّ عن ستة أعضاء أمريكيين من أصل هندي إلى الكونغرس في "كتلة السمبوسة"، كما أطلقوا على أنفسهم - بمن فيهم أحدث أعضائها، النائب سوهاس سوبرامانيام (ديمقراطي)، من شمال فرجينيا. وعلقت سحر عزيز، أستاذة القانون بجامعة روجرز ومؤلفة كتاب "المسلم العنصري" بالقول: "لكن هذه ليست ظروفاً طبيعية". وأضافت عزيز: "في كل مرة يترشح فيها مسلم لمنصب، يواجه العقاب من خلال الحملات الانتخابية ويخشى الحملات والتهديدات لسلامته الجسدية". وُصف سياسيون مسلمون بارزون مثل طليب وعمر، عضوتي الكونغرس، بأنهم "إرهابيون" أو مناهضون للديمقراطية. وفي عام 2021، اعتذر المشرفون على مناظرة لمنصب نائب حاكم ولاية فرجينيا الديمقراطية بعد سؤال المرشح المسلم الوحيد في تلك الانتخابات التمهيدية عما إذا كان يستطيع ضمان عدم وقوف دينه في طريق توليه منصبه المنتخب، وهو سؤال لم يُطرح على أي مرشح آخر. التعليق: إنّ طبقات التناقض مع الإسلام في هذه المقالة كثيرةٌ جداً، وتستحقُّ أن تُعالَج واحدةً تلو الأخرى. 1- كونها أول امرأة مسلمة تمثل نظاماً يسعى إلى قتل المسلمين ومحو الإسلام في سياسته الداخلية والخارجية ليس أمراً يلقى التقدير في العقلية الإسلامية. إنه أمر محرم بوضوح ومكروه عند الله عز وجل، ليس فقط بسبب الأحكام المتعلقة بكيفية حصول المرأة على السلطة السياسية، بل أيضاً بسبب دعم أعداء الإسلام والتنازل عن الإسلام والإساءة إليه. ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾. 2- إن دمج المسلمين في مواقع السلطة الوهمية هي في الواقع سياسة للتنازل عن الإسلام لصالح الأفكار العلمانية والرأسمالية السائدة. وبهذه الطريقة، يتم استخدام المسلمين لتقويض ماهية الإسلام الحقيقية من خلال جعلهم قدوة في اتباع جزء من الإسلام (القرآن والسنة) وترك الباقي. وبهذه الطريقة، تتم تغطية قيادة "الذئب" الزائفة بزي "الخراف" الإسلامي! 3- إخفاء النسخة الحقيقية من الإسلام وراء النسخة الأمريكية منه لإيجاد انقسام مع المسلمين الآخرين على مستوى العالم وكراهية الولاء الكامل لله سبحانه وتعالى. فأي شخص لا يقبل "التجديد" هو متطرف ويجب فضحه باعتباره غير وطني. وبهذا تحل القومية محل العقيدة الأصيلة (العقيدة الإسلامية). 4- السخرية من المسلمين الذين يتنازلون عن مبادئهم ليست خافية، والله سبحانه وتعالى يذل أولئك الذين يستبدلون الاختلاط بالكفر بالأفكار النقية. و"السمبوسة" التي تشير إلى هؤلاء المسلمين الهنود هي انعكاس لذلك. 5- تواجه النساء المسلمات خطراً حقيقياً في هذه الدول الديمقراطية "الحرة" المزعومة. لا أمان وكرامة إلا بالخلافة، وتطبيق الأسس السياسية الصحيحة التي ورثها الخلفاء الكرام بعد النبي ﷺ. هذه التفسيرات كافية لرفض مسرحية ومهزلة الممثلين في سيناريو كتبه أناس لا يملكون إلا الحقد وكراهية الحق، ونحن بوصفنا مسلمين لا نملك إلا صوتاً واحداً في هذا الشأن؛ وهو عدم دعم الإلهاءات السياسية الزائفة. كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عمرانة محمد عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
-
بسم الله الرحمن الرحيم شلال الدم في السودان وصرخة الفاشر المنسية! يعيش السودان اليوم واحدةً من أكثر مراحله دمويةً في تاريخه الحديث؛ مدنٌ تُدمَّر، وقرى تُحرَق، وأرواح تُزهَق بلا حساب، فيما يقف المسلمون صامتين أمام شلال دمٍ لا يتوقف، وكأن دماء المسلمين - من السودان إلى غزة المنكوبة - لا قيمة لها تُذكر، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد لفقد رفات جنديٍّ يهوديٍّ لم يُعثَر عليها من تحت الأنقاض! إنّ السودان المنكوبة لا يقلّ حالها بؤساً عن حال شقيقاتها من البلاد الإسلامية: ليبيا، واليمن، وفلسطين، ولبنان... والقائمة تطول. غير أنَّ مَن يُتابع الصراع في السودان يُدرك أنَّ وراء هذا الصراع الظاهري بين الجيش وقوات الدعم السريع حقيقةً أعمق؛ إنها معركة نفوذٍ دوليةٌ تُدار على أرض السودان بأدواتٍ محلية، بين قوى كبرى تتنازع على من يملك الكلمة الأخيرة في مستقبل هذا البلد المنهك. فأمريكا، ومنذ سقوط البشير، تسعى إلى بسط نفوذها على السودان بلا شريك. أمّا خطابها عن "التحوّل الديمقراطي"، فليس سوى غطاءٍ سياسيٍّ لمشروعٍ يهدف إلى إعادة صياغة السودان على المقاس الأمريكي. إنَّ الأطراف المتقاتلة - قوات الدعم السريع وحكومة البرهان - هما في جوهرهما صنيعة أمريكية، أُريدَ من خلال صراعهما تأخير عملية انتقال الحكم إلى التيار المدني المدعوم من أوروبا. وتدرك واشنطن أن السودان - بموقعه الجغرافي وموارده الطبيعية - يشكّل مفتاحاً استراتيجياً في شرق أفريقيا وعلى البحر الأحمر، ولذلك تحاول، منذ قرابة ثلاث سنوات، أن تُبقي الوضع على ما هو عليه: حالةُ "لا حَسْم"، لأن استمرار الفوضى يمنحها فرصةً أكبر للتدخّل والتحكّم في مسار الأحداث. في المقابل، يقف التيار المدني الذي يُمثّل النفوذ البريطاني مطالباً بالسلطة، وهو الامتداد الطبيعي للحقبة التي حكمت فيها بريطانيا السودان قديماً. فبريطانيا تسعى إلى استعادة دورها القديم عبر أدوات جديدة: نخبٍ سياسية، ومنظماتٍ مدنية، ودعمٍ إعلاميٍّ وسياسيٍّ واسع. إنه صراعُ الأوصياء على السودان: بين بريطانيا التي تحاول جعل التيار المدني امتداداً لنفوذها، وأمريكا التي تسعى إلى إضعاف هذا التيار وتأخير تسليم الحكم له، حتى لا تكون هناك شراكة مزدوجة في إدارة البلد، بل هيمنةٌ أمريكيةٌ مطلقة. أما الفاشر، المدينة الجريحة النازفة، فتقف في قلب هذا الصراع شاهداً على أبشع فصول المأساة؛ حيث تُرتكب جرائم إبادةٍ وتطهيرٍ عِرقيٍّ على يد مليشيات الدعم السريع التي تمارس القتل والنهب والحرق بلا رحمة، وكأن الفاشر تُمحى من الوجود وسط صمتٍ دوليٍّ مريب. ذلك الصمت لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الكبرى، إذ تغضّ الأطراف الدولية الطرف عمّا يجري ما دام استمرار الصراع يخدم موازين القوى التي تريدها أمريكا. إن السودان يُدار اليوم بمنطق "الفوضى المقصودة"؛ فكلما اقترب الحل ظهر من يعيده إلى نقطة الصفر، وكلما لاح أملٌ في تسويةٍ سياسيةٍ تدخلت القوى الكبرى لتعيد إشعال النار من جديد. إنّ ما يحدث في السودان ليس حرباً أهليةً فحسب، بل هو مشروع تفكيكٍ ممنهج لبلد إسلامي عريق. فالفاشر اليوم تنزف نيابةً عن بلد بأكمله. إن بريطانيا وأمريكا كلتاهما تتحدثان عن الديمقراطية، لكنهما تمارسان على أرض الواقع أبشع صور الاستغلال السياسي والإنساني. ليبقى الشعب السوداني هو الخاسر الوحيد، يعيش مأساةً تتأرجح بين القتل والتهجير... كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق
-
بسم الله الرحمن الرحيم نظرة على الأخبار 2025/11/06م أمريكا تسعى لتقسيم السودان تحت مسمى الحل السلمي للصراع قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت يوم 4/11/2025 إن واشنطن تتعاون مع دول أخرى على إنهاء الصراع في السودان.. وإن أمريكا تشارك بنشاط الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع المروع في السودان.. نحن على تواصل منتظم مع شركائنا العرب. ونريد أن يصل هذا الصراع إلى نهاية سلمية.. لكن الواقع هو أن الوضع الميداني معقد جدا". فهنا تعلن أمريكا أنها تتدخل في الشأن السوداني الداخلي وأنها تدير الصراع وتستخدم من تسميهم الشركاء العرب وما هم إلا العملاء التابعون لها وللغرب، وتعني بالنهاية السلمية القبول بالمتمردين من قوات الدعم السريع وإقرارهم على فعلهم الشنيع تمهيدا لفصل منطقة دارفور عن السودان. وقال وزير الدفاع السوداني حسن كبرون يوم 4/11/2025: "نشكر إدارة ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام". هل هذا غباء أو ولاء للكافر المستعمر؟! فهو يشكر إدارة دولة استعمارية دمرت السودان عن طريق إثارة صراع بين عملائها البرهان وحمدان دقلو كما دمرت أفغانستان والعراق وغزة، ويتوهم أنها تسعى للسلام، فهي لا يمكن أن تسعى إلا لتحقيق مشاريعها الاستعمارية. التقى وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي يوم 3/11/2025 المبعوث الأمريكي الخاص لأفريقيا مسعد بولس في القاهرة وشدد عبد العاطي "على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية، ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد". وهذا يعني أن مصر التابعة لأمريكا والتي وصفها ترامب بأحد الشركاء العرب، تؤيد مخطط أمريكا بإقرار قوات الدعم السريع بالسيطرة على الفاشر وسقوط دارفور بيدها، ومن ثم فصلها عن السودان تحت مسمى العملية السياسة. وفي جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يوم 3/11/2025 حول "السودان بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر"، فصّل فيه ما حصل وكيف حصل إلى أن قال: "وعلى وقع ما حدث تبجح الرئيس الأمريكي ترامب بأنه صانع سلام وينهي الحروب فإن أمريكا بهذا تكون وبشكل شبه واضح لا لبس فيه تسير بخطتها وبخطا تسارعت لتقسيم السودان وسلخ إقليم دارفور عنه كما سلخت جنوبه عنه سابقا، وهذا ما كنا نحذر منه مرارا وتكرارا". وخاطب العقلاء الأقوياء في الجيش أن يتحركوا ليفشلوا مخطط أمريكا ويضعوا قوة السودان في أيدي مخلصة ويعطوا النصرة لحزب التحرير الذي طالما صاح وحذر ونادى لإقامة الإسلام، فتنطلق من السودان دولة الإسلام خلافة ثانية على منهاج النبوة. ----------- أحمد الشرع يزور أمريكا ليعلن ولاءه التام لها قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت يوم 4/11/2025 "إن الرئيس الأمريكي ترامب يعتزم لقاء نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل 10/11/2025". وقد ذكر وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني يوم 3/11/2025: "إن سوريا تسعى إلى بناء شراكة قوية مع أمريكا خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري. وإن هناك كثيرا من المواضيع التي يمكن لدمشق بحثها بداية من رفع العقوبات وفتح صفحة جديدة بين البلدين". وقال: "نحن قلنا إننا ملتزمون باتفاقية 1974، وملتزمون أيضا ببناء اتفاقية تضمن السلام والتهدئة بيننا وبين إسرائيل. لا نريد لسوريا أن تدخل حربا جديدة وليست سوريا أيضا اليوم في وضع تهديد لأي جهة بما فيها إسرائيل. أعتقد أنه توجد مفاوضات اليوم، أو مسارات تسير باتجاه الوصول إلى اتفاق أمني لا يهز اتفاقية 1974، ولا يقر واقعا جديدا قد تفرضه إسرائيل في الجنوب". هذا كله يدل على مدى تهافت النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع على ارتكاب الخيانة بشكل وقح وسريع من دون أن يحسب لأحد حسابا، ويريد أن يصبح عميلا قويا لأمريكا، وفي الوقت نفسه يتهافت على الصلح مع كيان يهود ويقرهم على احتلالهم الجولان وعلى سيطرتهم الأمنية في جنوب سوريا حتى تخوم دمشق. فقد سقط في مستنقع الخيانة كبقية المطبعين مع كيان يهود والموالين لهم ولأمريكا. ويظن أن مولاته للكافرين ستجعل له عزا، ولكن الله سيجعل له ذلا في الدنيا والأخرة. ---------- ترامب يهدد نيجيريا بدعوى حماية النصرانية قال ترامب يوم 31/10/2025 إن النصرانية "تواجه تهديدا وجوديا في نيجيريا. إذا استمرت الحكومة النيجيرية السماح في قتل النصارى فستوقف أمريكا كل المساعدات لنيجيريا وقد تذهب هذا البلد (أمريكا) مدججة بالسلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة. أصدرت تعليماتي لوزارة الحرب بالاستعداد لعمل عسكري محتمل. إذا قمنا بشن هجوم فسيكون الهجوم سريعا وشرسا وحاسما تماما كما يهاجم الإرهابيون المجرمون النصارى الأعزاء.. من الأفضل للحكومة النيجيرية أن تتحرك بسرعة". وأعلن ترامب على منصته تروث سوشيال بتاريخ 1/11/2025 أنه طلب من البنتاغون وضع خطة لهجوم محتمل على نيجيريا. وجدد ترامب اتهاماته لنيجيريا وتهديداته مساء يوم 2/11/2025 فسأله صحفي من فرانس برس عما إذا كان يفكر في إرسال قوات برية إلى نيجيريا أو شن غارات جوية أجاب ترامب "هذا وارد، أقصد ربما هناك أشياء أخرى أيضا. أتصور كثيرا من الخيارات. إنهم يقتلون أعدادا قياسية من المسيحيين في نيجيريا. إنهم يقتلونهم بأعداد كبيرة جدا، لن نسمح بحدوث ذلك. إن هناك الكثير من الخيارات في تصوري هناك الكثير منها". ورفض الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو اتهامات ترامب قائلا: "إن الحرية الدينية والتسامح كانا مبدأ أساسيا في هويتنا الجماعية وسيظلان كذلك دائما" (الشرق الأوسط 2/11/2025)، وقال وزير خارجية نيجريا يوسف توغار خلال مؤتمر صحفي في برلين: "من المستحيل أن تدعم حكومة نيجيريا أي اضطهاد ديني بأي طريقة أو شكل وعلى أي مستوى كان" (فرانس برس 4/11/2025) وجاء تهديده بعد يوم واحد من وضع نيجيريا على قائمة الدول التي تثير القلق بشكل خاص للنفوذ الأمريكي، حيث إن عملاء الإنجليز يديرون نيجيريا حاليا. فقد زادت غطرسة ترامب وإدارته على كل الدول الضعيفة في العالم، وخاصة البلاد الإسلامية المتفرقة التي يوالي حكامها الغرب، فيهدد الذين يوالون بريطانيا أو فرنسا ولم يخضعوا لأمريكا، أو الذين لا يلبون له كل مطالبه ولو كانوا من الذين يسيرون في فلك أمريكا. ويختلق الذرائع الكاذبة للتدخل ولشن عدوانه الأثيم أو يطلق كلب أمريكا المسعور كيان يهود عليهم ليخضعهم لمطالب بلاده.
- الاسبوع الماضي
-
بسم الله الرحمن الرحيم من هدهد ونملة إلى أمة مغيّبة غير مسؤولة! في عالم تسوده الفتن، وتغيب فيه الحقائق، وتُسكت فيه الأصوات الصادقة، يأتي القرآن الكريم ليوقظ فينا الوعي، ويرسم لنا طريق الفهم والعمل. قصة الهدهد والنملة ليست حكاية للأطفال، بل هي درسٌ عميق في المسؤولية والوعي والغيرة على الدين في القيادة والتحذير والموقف، ففي قصص القرآن عبرٌ عظيمة، لا تُسرد للتسلية، بل لبناء الوعي وتحريك العقول والقلوب. وقد قصّ الله علينا قصتي هدهد ونملة سليمان ليُعلّمنا معنى تحمّل المسؤولية والاستشعار بالخطر قبل وقوعه، والوقوف مع الحق، ولو كان صاحبُه طيراً أو حشرة! فكيف بالبشر؟ وكيف بالمؤمنين؟ وكيف بحملة الدعوة؟ فالهدهد والنملة نموذج القيادة والمسؤولية: الهدهد حين تفقده سليمان عليه السلام، قال: ﴿لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾، ومع ذلك، جاء الهدهد بخبر عظيم ومن مصدر قوة ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾. - الهدهد لم يكن عابراً، بل كان مبادراً عارفاً غيوراً على التوحيد يتكلم بمنطق، ويدرك عِظَم ما رأى، ويُبلغ القائد بما يراه منكراً، حرصاً على دين الله. فإذا كان طائرٌ صغير كالهدهد استشعر خطر عبادة غير الله، وحشرة ضعيفة كالنملة شعرت بالخطر القادم فبادرت، فأين ملايين المسلمين؟ أين القادة والعلماء والدعاة؟ أين الأمة من واقعها المظلم؟ ومما يفعله الغرب وأذنابه؟ فالهدهد وعي سياسي واستشعار لخطر العقيدة، الهدهد لم يكن طائراً عادياً. تفقده نبي الله سليمان، لم يكن عبثاً، بل هو مسؤول عن موقع، مراقبٌ لأحوال الأمم. وحين رأى ما يهدد التوحيد، لم يسكت، لم يقل وما شأني؟ لم ينتظر إذناً، بل قالها بعقل وفهم ووضوح: ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾. الهدهد لم يصف الوضع السياسي فقط، بل كشف انحرافاً عقدياً خطيراً، فأرسل رسالة إلى القائد ليُقيم الحُجّة، ويُبلغ الأمانة، ولم يقبل السكوت، بل قدّم أدق تقرير سياسي عقائدي رأته البشرية من طائر! - وكذا النملة، استشعرت الخطر: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾، فهي تحذّر رعيتها، وتقوم بواجبها، وتحذر من الخطر القادم، لا تنتظر وقوع المصيبة، بل تبادر بالنصح والتنبيه! إحساس أمني وحماية للرعية. النملة، هذه الحشرة الصغيرة، لم تُلقِ باللوم على غيرها، بل شعرت بالخطر قبل وقوعه ونبّهت أمتها وخاطبت الجميع وأخذت قراراً وقائياً يحميها ويحمي جماعتها. هكذا تكون القيادة، وهكذا يكون الإحساس بالمسؤولية. فالواقع اليوم غفلة تقابلها مؤامرات، ففي حين يخطط الغرب الكافر لتقسيم الأمة أكثر، ونهب ثرواتها أكثر، وتثبيت كيان يهود في قلب الأرض المباركة، وفي حين تعمل أنظمة الخيانة على التطبيع، وتسليم السلاح، وقمع المقاومة، ومحاربة المشروع الإسلامي الحقيقي، نجد في المقابل: - شعوباً مهمومة بلقمة العيش، مغيبة عن دورها. - علماء سكتوا عن الحق، أو صاروا أداة لتبرير الباطل. - إعلاماً يروّج للدجل والتطبيع والانحلال. فأين الهدهد الذي يُحذّر من الكفر؟ وأين النملة التي تنذر الرعية من السحق والضياع؟ نعم فحين تكون الطيور والحشرات بهذه الدرجة من الوعي والبصيرة والمسؤولية نقولها صراحة أين المسلمون اليوم؟ أين من استرعاهم الله أمر الأمة؟ أين العلماء؟ أين قادة الجماعات؟ أين عامة الناس الذين يرون المنكرات تُشرعن، والمقدسات تُباع، والأمة تُستعبد، ولا ينطقون؟! أين الإحساس بخطر ﴿لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾؟ أين من يقول: وجدت أمة الإسلام تسجد للديمقراطية بدل الإسلام، وتعبد الطاغوت بدل أن تحتكم للقرآن؟ إن بلاد المسلمين ممزقة، تديرها أنظمة موالية للغرب، والثروات منهوبة، والسياسات مفروضة، والتعليم والإعلام ملوّثان بفكر الكافر المستعمر، ويُراد للأمة أن تفقد هويتها وتنسى عقيدتها نهائيا، وتستبدل بالشريعة الدساتير الوضعية فوق ما هو حاصل، ومع هذا فالصمت هو الغالب! لا هدهد يُبلّغ، ولا نملة تُحذّر! إلا الرائد الذي لا يكذب أهله؛ هو العامل الوحيد في الأمة صابرا ومحتسبا الأجر من الله. نعم إن أخطر ما أصيبت به الأمة هو غياب الوعي السياسي على أساس الإسلام وهو ما عمل عليه حزب التحرير منذ أكثر من 70 سنة، ويدعو إليه ليل نهار. فالحل ليس بالبكاء على الواقع، ولا بردود الأفعال المؤقتة، بل هو مشروع نهضة حقيقي. لذا يجب على الأمة أن تستعيد مسؤوليتها وتتحول من حالة الغياب إلى الفاعلية، ومن التبعية إلى القيادة، ولن يكون ذلك إلا عبر: 1- بناء العقلية الإسلامية الواعية التي تدرك الواقع وتعرف طريقة تغييره، بالعودة إلى الإسلام كاملاً لا مُجزّأً ولا مؤمماً حسب مصالح الأنظمة. 2- حمل الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام في الداخل، وتحمله للخارج بالدعوة والجهاد. 3- كشف الأنظمة العميلة ومشاريع الغرب الكافر، وإسقاطها فكرياً وسياسياً ومحاسبة الحكام وخلعهم. 4- بناء رأي عام واعٍ على أساس الإسلام وفي الأخير أقول: لقد قام الهدهد والنملة بدورهما كاملاً، وكان في قصتهما آية، فهل يعقل أن يكونا أحرص على التوحيد وعلى الرعية من بشرٍ خُلقوا لحمل أمانة عظيمة؟! فالأمة اليوم لا تحتاج فقط إلى من "يرى"، بل إلى من يعمل ويتحرك ويُبلغ ويُحذّر ويقود، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، وإن الله سائلنا عما استرعانا، فلتكن خاتمتنا، كما أرادها الله سبحانه. ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد المحمود العامري – ولاية اليمن
-
بسم الله الرحمن الرحيم وزير الأوقاف المصري يفتخر بالفرعون القديم ليرضي الفرعون الجديد! الخبر: أسامة الأزهري: كمسلم أزهري أتشرف أن أجدادي بنوا الأهرامات.. فالحضارة المصرية القديمة كانت حضارة إيمان وأخلاق، لا حجر وصنم! بل حضارة إيمان وضمير، والمصري القديم حين نحت المعابد وشيد المقابر، كان يؤمن بالحياة الأخرى، وأن العمل الصالح والعدل هي مفاتيح البقاء الأبدي، وهي القيم التي جاءت بها الرسالات السماوية بعد ذلك. (رواق بوست) التعليق: المتحف المصري الكبير هو متحف يضم آثار الفراعنة وكثيرا من الآثار المتعلقة بالحضارات الكافرة، الفرعونية والرومانية وغيرها من الحضارات التي رفض ملوكها الاعتراف بوجود الله، ومنهم من قال أنا ربكم الأعلى، ومنهم من جعل لله شركاء، حضارات كان ملوكها أشد أعداء أنبياء الله، فكلما بعث نبي قاتلوه وأنكروا عليه دعوته لدين الله. هذه الحضارات كان يجب أن تذهب وتنتهي بانتهاء العصر الذي كانوا فيه، وتبقى عبرة لمن بعدها، ولا يحتفل أهل زمن بحضارة أناس ليسوا من بني عقيدتهم ولا دينهم، لكن شاء الله أن يخلفوا وراءهم هذه الأهرامات وبعض الآثار التي تبهر في كيفية بنائها، فجُعلت دون هدم لتبقى عبرة للناس، فمنهم من يعتبر ويحمد الله أنه يعمل لآخرته ولم تغره الحياة الدنيا كما أغرت الفراعنة ومنهم من لم يعتبر. فهذا وزير الأوقاف الأزهري من النوع الثاني فهو يتشرف بالكفار وينعتهم بأنهم أجداده ويقصد الفراعنة. الأصل في هذا الشيخ الأزهري والأزهر ووزارة الأوقاف أن يتبرؤوا من كل حضارة غير حضارة الإسلام، الأزهر الذي كان محط أنظار العلماء وكل طالب للعلم، ولكل من أراد أن يستزيد من العلوم الإسلامية، أصبح واجهة لعلماء السلاطين، يصدرون الفتاوى كلما أراد الحاكم ذلك، إلى أن وصل الحال بهذا الشيخ أن يفتخر بمن قال أنا ربكم الأعلى! يفتخر بالفرعون القديم ليرضي الفرعون الجديد، ورسول الله ﷺ يقول: «إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ، إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ، أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ». فأين علمك وفقهك يا شيخ الأزهر، هل يعقل أنك لم تسمع بهذا الحديث؟! ففكرة أن تنشروا بين الناس أن الفراعنة كانوا موحدين، هذه فكرة ليست عبثية، وفكرة أن الحضارة الإسلامية هي امتداد لحضارة الفراعنة ومن جاء بعدهم هي فكرة شيطانية لها ما بعدها من المقاصد، وهنا نقول لك، اتق الله في نفسك وفي المسلمين الذين ينظرون للأزهر نظرة إجلال، اتق الله ولا تقارن حضارة الفراعنة التي هي كفر بالله بحضارة الإسلام المبنية على أساس وحدانية الله سبحانه وتعالى. يا وزير الأوقاف! إن أردت أن تنطق بالحق فقل إن هذه المليارات التي دفعت في متحف كان أبناء غزة أولى بها، بل قل كان أهل مصر الجياع أولى بها، فكثير من أهل مصر يكادون يحتضرون من الفقر والعوز والنظام يشيد على أوجاعهم متحفا لآثار حضارة كافرة!! يا وزير الأوقاف! لا يحق لك أن تعتز بحضارة غير الحضارة الإسلامية، فلتخرج من خوفك وتبعيتك وتنطق بما يجب، قل لهم إن عز المسلمين بعز الإسلام، وعز الإسلام لن يأتي بالاحتفال بحضارة فرعونية، بل بإعزاز دين الله عز وجل وتطبيق أحكامه ورعاية الناس على أساسه، إذ لا عز ولا افتخار لمسلم إلا بحضارته فهي الأخيرة وهي السليمة التي حفظها الله من أي تغيير وتبديل. فاتق الله في نفسك وفي أبناء المسلمين لتنجو من غضب الله. كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سوزان المجرات – الأرض المباركة (فلسطين)
-
بسم الله الرحمن الرحيم صدور العدد (572) من جريدة الراية من إصدارات حـزب التحـ.رير الأربعاء، 14 من جمادى الأولى 1447هـ | الموافق لـ 2025/11/05 لتصفح العدد عناوين العدد: - اتفاق سلام أمريكا الملغوم بين المغرب والجزائر وصفة ترامب لدق إسفين استعماره! - كلمة العدد: نفوذ الصين يشتد في قرغيزستان. - فخ أوكرانيا ومستقبل الناتو خطط حـ ربية لاحتواء روسيا وتطويق الصين. - فرض الرسوم على مياه النيل اعتداء على الملكية العامة ومخالفة صريحة لحكم الشرع - تعاقبُ الدول.. كتعاقبِ الأيام. - المخفي في تاريخ اليمن الحديث. - الديمقراطية لا تصلح للبشر. ---------------- الراية: جريدة سياسية أسبوعية تصدر عن حـزب التحـرير وتتناول قضايا الأمة الإسلامية.. صدر العدد الأول منها في ذي القعدة 1373هـ الموافق تموز 1954م.
- 62 replies
-
- جريدة الراية
- حزب التحرير
-
(و %d اكثر)
موسوم بكلمه :
