الناقد الإعلامي 2 قام بنشر August 26 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 26 بسم الله الرحمن الرحيم أمريكا المجرمة وتدوير إبادة غزة عبر مفاوضات الهدن التي لا تنتهي والرد الإيراني الذي لا يأتي! شكل طوفان الأقصى وحرب غزة زلزالا استراتيجيا غير مسبوق في الساحة الاستعمارية التي صنعها الغرب في الجغرافية الإسلامية بعد إسقاط الخلافة العثمانية مطلع العقد الثالث من القرن الماضي. فطوفان الأقصى يكاد يكون أول معركة حقيقية يبادر بها أبناء الأمة الإسلامية ضد أخطر قاعدة استراتيجية للاستعمار الغربي في قلب الجغرافية الإسلامية، متمثلة في كيان يهود، فوظيفة الكيان القاعدة حماية الوضع الاستعماري الغربي وترسيخ وتركيز التفكيك والتشرذم الذي تمثله دويلات الاستعمار الوطنية كواقع لا مناص منه لمنع وحدة المسلمين، ثم خلق حالة نزاعات جانبية مع الكيان الحقير لنسف الجهود وطمس قضية المسلمين المصيرية في إعادة الحكم بما أنزل الله، وحرف بوصلة التغيير والتحرير من المستعمر الغربي الأصيل. لقد كان طوفان الأقصى زلزالا استراتيجيا شديد التدمير حطم ونسف كل ما نسج من أساطير حول قوة الكيان العسكرية، فخلال ساعات معدودة اقتحم مئات من المجاهدين بأسلحتهم القليلة الخفيفة البلدات المتاخمة للقطاع بعد أن اخترقوا الجدار الحديدي وسحقوا فرقة النخبة من عساكر جيش الاحتلال الموكول بها تأمين غلاف غزة، وسيطروا على مستوطنات بأكملها وأحرقوا آليات ومدرعات ودبابات الاحتلال وأسروا العشرات من ضباطه وعساكره وقطعان مستوطنيه، واستولوا على الكثير من بياناته العسكرية والتجسسية الحساسة، وسط حالة من الذعر والصدمة والشلل التي انتابت الكيان على المستويين العسكري والسياسي. وزاد من حدة الزلزال الاستراتيجي خلفيته الحضارية التي أعادت الصراع إلى حقيقته الأولى وجلت طبيعة الحرب مع الغرب من أنها حرب وجودية، فطبيعتها الحضارية جعلت منها حرب الغرب كله، وجعلها على رأس أولوياته فأصبحت معها الحرب الروسية الأوكرانية على خطورتها هامشية، فبرز جليا أنه بالرغم من التحديات الاستراتيجية الكبرى التي تواجهها أمريكا في مواجهة الصين وروسيا يبقى الإسلام ومنطقته هو الشغل الاستراتيجي الأول للغرب، فهو مكمن البديل الحضاري والخطر الاستراتيجي الأعظم. وبناء عليه تداعى الغرب كله تقوده أمريكا للدفاع عن الكيان القاعدة والوضع الاستعماري القائم ووأد الحالة الحضارية الحارقة التي شكلها طوفان الأقصى، وغلف الغرب حركته الاستعمارية بكذبة "حق الكيان الغاصب في الدفاع عن نفسه"، فكان الدعم والإسناد الغربي العسكري والمالي والأمني مع حشد الدعم السياسي الدولي لحرب الغرب والكيان على غزة. وحرصت أمريكا على احتواء ساحة الحرب ومنع توسعها حتى لا يتحول الزلزال الاستراتيجي إلى كارثة استراتيجية غربية وتطور حضاري مفزع، فألزمت واشنطن العملاء والتوابع والملحقات بتطويق ساحة الحرب والتصدي لأي تحرك معادٍ لمصالحها الاستعمارية، مع دعمهم للكيان القاعدة في حربه على أهل غزة. فلقد تدخل الغرب بكل ثقله السياسي والعسكري والأمني والمالي وحقده الصليبي لتأمين قاعدته الاستراتيجية الاستعمارية من الانهيار، ووأد الحالة الحضارية وخطر تداعياتها على المنطقة والعالم، وكانت تلك الوحشية والهمجية المنقطعة النظير التي أحيا بها الغرب ماضي حروبه الصليبية في وحشيتها وهمجيتها، فكانت حرب غزة حرباً صليبية مؤجلة لقرنها الحالي، أرادها الغرب رسالة للأمة الإسلامية صاحبة المشروع والبديل الحضاري الإسلامي، مفادها أن ثمن التحرير من الاستعمار الغربي هو الإبادة. ثم خططت أمريكا ومعها دول الغرب لحربهم الصليبية تحت غطاء دفاع الكيان القاعدة عن نفسه، وتم إمداده وإسناده بكل الأسباب المادية لإنجاز الإبادة ووأد الحالة الحضارية وحسم المعركة في أيام على أن لا تتعدى بضعة أسابيع لإحداث الصدمة والذهول والشلل، فالوقت هو العدو الأول في حرب إبادة صليبية كإبادة غزة. لكن مجريات حرب غزة جرت عكس توقعات واشنطن والغرب، فطال أمد الحرب وأصبحت الأسابيع شهورا وها هي حرب غزة تدخل شهرها الحادي عشر، ومعها تعاظم وتفاقم المأزق الاستراتيجي والمستنقع العسكري والخراب الاقتصادي جراء كلفة الحرب وأعبائها على الميزانية الأمريكية المنهكة والمفلسة أصلا، ومعها انفجر الانقسام الداخلي الأمريكي وتياراته السياسية المتنافرة، والسياسة الخارجية الأمريكية التي صارت مع الانقسام السياسي سياسات، عطفا على ظروف الانتخابات الرئاسية المشحونة والضاغطة، وتخوف أمريكا كذلك من خروج الوضع عن السيطرة وتورطها في حرب تستنزفها وهي في وضع سياسي واقتصادي وحضاري مأزوم. وانفجرت كذلك أزمة الكيان الداخلية وتعرت حقارته وهشاشته العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، فداخله السياسي متصدع وانقسامات ساسته وعساكره في زمن حربه صار معول هدمه. ومع طول أمد حرب غزة تفاقمت أزمة الغرب وكيانه القاعدة ودبت التجاذبات بين حكام الكيان والإدارة في واشنطن حول أهداف حرب غزة الضبابية غير القابلة للتحقيق، واستعصاء حرب غزة على الحسم جراء الصمود العقائدي الأسطوري لمجاهديها وأهلها. فتفاقم المأزق الاستراتيجي للغرب وكيانه القاعدة جراء ذلك، علما أن كل تلك الهمجية والوحشية هي ضد شبر أرض محاصر، فمساحة قطاع غزة تشكل تقريبا 1.33% من أرض فلسطين، وضد عصابة عقائدية مؤمنة لا تملك من أسباب القوة المادية لعدوها شيئا يذكر، فهذه الحرب الوحشية الهمجية عرت وفضحت أمريكا والغرب حضاريا وسياسيا وعسكريا ومعها حقارة الكيان القاعدة، وطول أمدها واستمرارية وحشيتها وهمجيتها بات معضلة استراتيجية لها تداعيات كارثية على موقف أمريكا الدولي وأزمة القيادة والحضارة، وأخطر منها هو الموجة الحضارية العاتية التي ضربت داخلها وزعزعت هياكل بنيانها الفلسفي والحضاري (انتفاضة الشارع والجامعات الأمريكية). فأمريكا والغرب جراء إبادة غزة يعانيان من نزيف حاد جراء أزمة القيادة والسقوط المدوي للنموذج الحضاري الغربي (مشاهد مروعة لمجازر غزة؛ رضعها وخدجها وأطفالها ونسائها وشيوخها ومرضاها وجرحاها، وقصف البيوت والمساجد والمستشفيات والمدارس وخيام اللاجئين، والقتل والتنكيل بالأسرى ودفن الأحياء، وهذه المجازر لا تنتهي وقد أشرفت على السنة وبأسلحة غربية وإسناد عسكري غربي وغطاء سياسي غربي)، فهذا العار الحضاري الغربي له تداعياته الخطيرة في منطقة شديدة الانفجار الحضاري وملتهبة أصلا (ثورة الشام واستعادتها لتوهجها). فباتت حاجة أمريكا والغرب للتعمية على همجية ووحشية حرب غزة وتعويم وتدوير إبادة غزة بمكر سياسي كثيف، فكانت سياسة واشنطن وأسلوب الهدن المسمومة والمفاوضات الماراثونية لشراء الوقت لاستمرار الإبادة، ومعه الضخ الإعلامي المكثف والتحليلات المكررة في تضخيم التجاذبات بين واشنطن والكيان لمحاولة أمريكا التنصل من إبادة غزة وإلصاقها بالكيان، ووظفت واشنطن نظام السيسي وشيخ قطر وأردوغان لإدارة المفاوضات والإبقاء على دورانها، وكانت اجتماعات الدوحة والقاهرة المباشرة وأنقرة من وراء الستار هي لشراء الوقت للغرب وكيانه الحقير لعله يجد مخرجا من مأزقه القاتل. فتوالت جولات المفاوضات بالقاهرة والدوحة وغطى الحديث عنها إبادة غزة، فكانت أنظمة القاهرة وقطر وأنقرة هي الموكول بها تدوير إبادة غزة عبر مفاوضات الهدن الأمريكية المسمومة التي لا تنتهي، وتلغيم الساحة السياسية بهكذا مفاوضات لإشغال الرأي العام بها عن بحر دماء وركام أشلاء أهل غزة. فهدن أمريكا المسمومة ومفاوضاتها التي لا تنتهي هي سياسة أمريكا في تدوير إبادة غزة وشراء الوقت لاستمرارها، فأمريكا هي من قوضت كل المشاريع لوقف إبادة غزة واستخدمت الفيتو مرارا في مجلس أمنها الدولي للاعتراض على وقفها. هذا فيما يخص الشق السياسي ومكره ودسيسة مفاوضات الهدن الأمريكية المسمومة. على الجانب العسكري كان خبث تحريك أدوات إيران وتوابعها وملحقاتها في لبنان والعراق واليمن انتهاء بنظام ملالي طهران نفسه، لنزع فتيل حركة الجيوش وصد دعوة استنصارها التي ملأت الآفاق، لتمرير خديعة إمداد أهل غزة العزل ودعمهم وإسنادهم وأنهم ليسوا في العراء السياسي والعسكري والاستراتيجي التام وليسوا مخذولين خدلانا كافرا، كما أن هذه الحركات العسكرية الخبيثة هي للتغطية على فضيحة حقارة الكيان وهوانه وإعادة تصويره كمحارب يحارب على عدة جبهات، وهو الغارق في شبر أرض غزة وفضيحته العسكرية مدوية. فكان نظام الملالي على عادته في خدمة شيطانه الأكبر ومشاريع أمريكا الاستعمارية في الإقليم (مساعدة أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان، خلق الذرائع للحشود والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، زرع الشحناء المذهبية بين المسلمين...) بالإضافة لتوابعه وملحقاته في لبنان واليمن والعراق، فنظام ملالي طهران هو من يدير إبادة غزة عبر جعجعاته ووعيده الأجوف برد لا يأتي وإن أتى فبحسب سقف أمريكا وتوقيت واشنطن خدمة لسياسة أمريكا الاستعمارية في الإقليم وأمن كيانها القاعدة. هي أمريكا المجرمة وقد استنزفها مأزقها الاستراتيجي والحضاري في مواجهة الإسلام وأهله ولم يبق في يدها من حيلة غير وحشيتها وهمجيتها، وغزة هي ميدانها اليوم، وأنظمة الخيانة والعار بمصر وقطر وتركيا وإيران والتوابع والملحقات بلبنان واليمن والعراق هم أدواتها في تصريف همجيتها وتدوير إبادة غزة. فأمريكا المجرمة هي من تمسك بخيوط هذه الأنظمة العميلة وهي من تحركها خدمة لمصالحها الاستعمارية. فهلا تحركت جيوش المسلمين وقطعت حبال الكفر وحطمت عروش الخيانة والعار وحررت الأمة من شرورها، ولبت نداء واستنصار الربانيين المخلصين الواعين لنصرة الإسلام وإقامة خلافته وتحرير وتطهير كل أرضه من رجس الصليبيين وكلابهم من المغضوب عليهم؟ ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مناجي محمد اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر August 31 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 31 بسم الله الرحمن الرحيم غزة وتمييز الخبيث من الطيب (مترجم) قال الله سبحانه: ﴿ما كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾. لقد مضت أكثر من عشرة أشهر منذ بدأت الإبادة الجماعية في غزة التي يرتكبها كيان يهود، ومنذ ذلك الحين يراقب العالم كيف يخرق الكيان كل المعايير والأعراف التي يروج لها الغرب، في محاولته إبادة وتشريد المسلمين في غزة والاستيلاء على أرضهم. إن كيان يهود، الذي يشجعه الدعم الأساسي من القوى الأجنبية الرئيسية، يواصل مذابحه، ويحاول إخفاء جرائمه عن شعبه وعن العالم بحجاب رقيق من الخداع والأكاذيب، وهي سمة مألوفة جدا على مدى ما يقرب من ثمانية عقود. بالنسبة لمليوني مسلم في غزة، فقد شهدت هذه الإبادة الجماعية قصفهم جماعياً، وتهجيرهم، واستهدافهم بالرصاص، واعتقالهم، وتعذيبهم بشكل فظيع، واغتصابهم، وتشويههم، وإحراقهم أحياء، وتجويعهم، وتعريضهم لكل أشكال القمع الشديد المعروف للبشر، بينما يحاولون يائسين الدفاع عن الأرض المباركة للأمة الإسلامية. وعبر هذه العمليات، تم تقسيم وتفكيك السكان إلى فئات مختلفة: لاجئون، سجناء، مقاتلون مقاومون، وشهداء... في حين إن الأمة الإسلامية في عمومها تنظر بذهول وتشعر بألم شديد لما يعانيه إخوانهم في غزة وفلسطين، فإن هناك سببا أعظم يدعو الكثيرين منهم إلى الانفعال والاضطراب. قد ينظر المرء إلى المسلمين في فلسطين باعتبارهم وحدهم الذين يتعرضون للابتلاء، ولكن في الواقع، فإن المسلمين خارج غزة وفلسطين هم الذين يتعرضون للاختبار الحقيقي ويتم تصنيفهم إلى مجموعات مختلفة، مع استمرار الإبادة الجماعية. فمنذ أن بدأ هجوم كيان يهود على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، استشهد كثيرون من الأمة في جميع أنحاء البلاد الإسلامية بحديث النبي ﷺ «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْواً تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، وكان تدفق للدعم من جميع أنواعه من جميع مستويات المجتمع في الدول ذات الأغلبية المسلمة، من المغرب إلى إندونيسيا، وكذلك من المسلمين الذين يعيشون في الغرب ودول أخرى. بالنسبة للبعض، قد يكون رفع الصوت عبر الوسائل المتاحة هو الخيار الوحيد الممكن لمعالجة القضية. ومع ذلك، فمن الضروري أن يفعلوا ذلك من خلال الدعوة إلى الحل الصحيح. فمجرد الدعوة إلى إرسال الصدقات إلى غزة، أو الدعاء، أو الإصلاح الفردي، أو مقاطعة الشركات التي تدعم كيان يهود، على الرغم من أنها أفعال مجزية في حد ذاتها، فإنها لن تنهي الإبادة الجماعية، من خلال وقف الجيش الهائج. وينطبق الأمر نفسه على أولئك الذين يضغطون بحماس على الساسة والمؤسسات لإحداث تأثير، من خلال الأنظمة السياسية القائمة والنظام العالمي الحالي. إن القيام بذلك يتجاهل حقيقة مفادها أن القوى العالمية الكبرى تسيطر على ساستها ومؤسساتها ومنظماتها المحلية، فضلاً عن البلدان شبه المتقدمة والنامية في جميع أنحاء العالم، وكل ذلك لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والمادية. وهذا يشمل إعطاء كيان يهود حرية التصرف الفعلية في الشرق الأوسط الآن لمواصلة سياسات الإبادة الجماعية. هذا بالإضافة إلى تزويد جيش يهود بالأسلحة والتمويل. إن الحل الحقيقي للأمة الإسلامية، من جميع الزوايا، هو إعادة إقامة نظامها السياسي الخاص الذي يمنح السيادة لحكم الله سبحانه في جميع الشؤون، ويربط الأمة معاً في دولة واحدة متماسكة بدون انقسامات داخلية، تحت سلطان حاكم واحد. حيث سيكون هذا الحاكم الواحد، الخليفة، هو من يقوم بتحريك الموارد الهائلة للأمة، وخصوصاً جيوشها والمجاهدين فيها، لتحرير أرض فلسطين، وهي رغبة تتردد بين الجنود والمجاهدين في بلاد المسلمين. ولكن في ظل النظام الحالي القائم على الدولة القومية، تظل جيوش المسلمين حبيسة ثكناتها، مقيدة بأمر كبار قادتها. ولا بد أن يدرك هؤلاء القادة أنفسهم أنهم هم الذين يمتحنهم الله سبحانه وتعالى، الذي يقيم ويسجل ردود أفعالهم إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخوانهم. وبالنسبة لهم، فإن حصر أفعالهم في مجرد التحدث علناً أمر غير مقبول على الإطلاق. وكما كان الحال في عهد الرسول ﷺ فقد تم اختبار الصحابة رضي الله عنهم ومن حول الرسول ﷺ في استجابتهم لدعوته ﷺ للجهاد ضد أعداء الدولة الإسلامية الأولى. ولقد وضحت غزوة أحد ذلك، عندما انقلبت الأمور ضد المسلمين في خضم المعركة، بسبب عصيان بعض الرماة، وهو ما استغله فرسان قريش بمناورة ماهرة. ووجد الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم فجأة أمام احتمال الهزيمة الكاملة. ورداً على ذلك، كسر بعض المسلمين التشكيل العسكري. ومع ذلك، كان هناك من ظل ثابتاً في ساحة المعركة للدفاع عن الرسول ﷺ والقضية الإسلامية، وضحى بحياته من أجل الشهادة. وبهذه الطريقة، صنف الله سبحانه وتعالى المسلمين إلى مجموعات مختلفة. ولقد حدث موقف مماثل في وقت لاحق خلال الفترة المبكرة من عمر الدولة الإسلامية في عهد الرسول ﷺ، في مواجهة الإمبراطورية الرومانية البيزنطية وتنامي القوة الإسلامية أثناء غزوة مؤتة وغزوة تبوك. ففي الحالتين خرج المسلمون الأوائل لمواجهة خصم متمرس، ومجهز بتدريب احترافي في الحرب، وكبير الأعداد. وفي إطار الاستعداد لهذه الغزوات تم اختبار المسلمين وتصنيفهم حسب شخصياتهم. وخلال غزوة تبوك، وعلى الرغم من الإحسان الكبير الذي قدمه الصحابة رضي الله عنهم للإعداد، إلا أن الجيش الإسلامي كان يفتقر إلى الموارد بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، تخلف بعض المسلمين عن الركب. ومع ذلك، فقد أثارت غزوة مؤتة وغزوة تبوك الرعب في قلوب الرومان، ومهدت الطريق لغزوهم من قبل المسلمين. اليوم، يجب على قادة جيوش المسلمين أن يدركوا أنهم بينما يجلسون بلا حراك في ثكناتهم، فإن الله سبحانه وتعالى يصنفهم في الواقع إلى فئتين: المنافقين والمؤمنين المخلصين، الذين يظلون مقيدين فقط لأن المنافقين يقيدونهم. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، فإن التقيد يكون حجة عليهم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. يجب أن يتخذ قادة جيوش المسلمين المخلصون، خاصة أولئك المترددون بين الحق والباطل، موقفا حاسما، وأن ينحازوا بقوة إلى قضية الإسلام، قضية إعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قضية تحرير المسلمين في فلسطين، وكل الأراضي المحتلة، من الظلم الوحشي الذي يواجهونه. ومن خلال القيام بذلك، فإن هؤلاء القادة لن ينقذوا المظلومين من الطغيان الوحشي فحسب، بل سينقذون أنفسهم أيضاً من العقاب في الآخرة، وينالون بدلاً من ذلك ثوابا عظيما من الله سبحانه وتعالى في جناته، وذلك هو الفوز العظيم. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد الحكيم أسد اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 1 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 1 بسم الله الرحمن الرحيم مخالفة الدساتير الوضعية للإسلام إن حزب التحرير الرائد لا يكذب أهله، ومنذ نشأته وهو ينصح الأمة، ويأخذ بيدها لتعمل معه لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة بعد هذا الملك الجبري الذي ابتلينا به منذ أكثر من مائة سنة بلا خلافة ولا خليفة، بل نصَّب الكافر المستعمر على بلاد المسلمين حكاماً عملاء له حكموا بدساتير وقوانين غربية، وطبَّقوها بظلمها وفسادها، فاصطلى الناس بنار تلك الدساتير النشاز عن عقيدة الأمة وإسلامها، ما دفعهم للبحث بجد واجتهاد عما ينقذهم من نار تلك المصائب التي ألمت بهم، فكان أن اتجهت غالبية الأمة نحو الإسلام والمطالبة بالاحتكام إليه، فصعق أعداء الإسلام والمسلمين، وتفتق ذهنهم الشيطاني عن قيادة حملة لإضفاء مساحيق تجميل زائفة على بعض الدساتير الوضعية، فيسمونها إسلامية وليس لها من اسمها شيء من نصيب، ظناً من أعداء الإسلام أن هذا التجميل الزائف للدساتير سيضلل الناس ويخدعهم، ومن ثم يخدرهم ويقعدهم عن الاتجاه إلى دستور إسلامي حقيقي يُطبّق في دولة خلافة راشدة. لقد ساهمت في هذا الخداع والتضليل جهات ثلاث: الأولى: الدول الكافرة المستعمرة التي قضَّ مضجَعها توجّهُ الناس للإسلام، ولحكم الإسلام، ودولة الإسلام، وذلك بعد أن ذاق الناس ويلات أنظمة الكفر المطبَّقة عليهم من جمهوريةٍ وعلمانيةٍ ديمقراطية، فرأى دهاقنة الدول الكافرة أنه لا بد من الخداع والتضليل لإظهار الدساتير العلمانية الوضعية كأنها إسلامية، ثم يقومون بضجيج إعلامي يديرونه تأكيداً لذلك. والثانية: المضبوعون بالثقافة الغربية والعاشقون لها، فلقد سارعوا بفصل الدين عن الحياة على النمط الغربي، وبذلوا الوسع في تضليل العامة بأن فصل الدين عن السياسة هو حفظ للدين من مساوئ السياسة ودجلها كما يشاهد في أعمال السياسيين، ونسي أولئك أو تناسوا أن السياسة في الإسلام هي رعاية شؤون الأمة وفْقَ أحكام الشرع، فالدين يضبط السياسة ويحكمها كما يضبط أنظمة المجتمع الأخرى ويحكمها، فلا فرق في الإسلام بين قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ وقوله: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ﴾، فلا فصل بين حكم وحكم، بل كلها واجبة الالتزام على وجهها. والجهة الثالثة: حركات (إسلامية) سايرت الغرب الكافر والعلمانيين حتى ترضيهم، وغاب عنها أن من يرضي الناس في سخط الله لا يجني من الناس إلا الشوك، ويبقى في سخط الله، يقول النبي فيما رواه ابن الجعد في مسنده عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «مَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وَكَّلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ، وَمَنْ أَسْخَطَ النَّاسَ بِرَضَا اللهِ كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ». هذه الجهات الثلاث، كان لها دور كبير في نشر دساتير الكفر وقوانينه في الدول القائمة في بلاد المسلمين، ثم إضفاء زائف لصفة الإسلام على دساتير بعض هذه الدول، وكان من أبرز هذه الدساتير: دستور إيران، ودستور مصر؛ فقد صوَّر الخميني دستور إيران للناس على أنه دستور إسلامي، وكذلك صوَّر الإخوان والسلفيون للناس أن دستور مصر دستور إسلامي، وصاحب ذلك في كلتا الحالتين ضجيج إعلامي وتحركات شعبية، وإيحاءات وإغراءات دولية في سبيل تضليل الناس وخداعهم بأن دستور إيران إسلامي، وأن دستور مصر إسلامي. ونحاول هنا أن نستعرض أبرز المفاصل التي تخالف فيها هذه الدساتير الإسلام وأحكامه مخالفة صارخة: 1- من أين يستمد الدستور شرعيته؟ من الوحي، أي من الكتاب والسنة، أم من جهة أخرى؟ إن مواد هذه الدساتير صريحة بأنها تستمد شرعيتها من الشعب وليس من كتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، حيث نلاحظ فيها عبارة "الشعب مصدر السلطات، وتستمد منه شرعيتها وتخضع لإرادته"، ولهذا فإن مشروع الدستور يُعرَض على الاستفتاء الشعبي، فإذا لم ينل الأغلبية، يتم تشكيل لجنة تأسيسية جديدة لتضع دستوراً جديداً يُعرض على الاستفتاء الشعبي من جديد حتى يحصل على أصوات أغلبية الشعب، وهذا واضح كل الوضوح بأن الدستور يستمد شرعيته من الشعب وليس من الوحي "الكتاب والسنة"، وهذا ضلال، لأن التحاكم إلى دستور لا يستمد شرعيته من الكتاب والسنة هو تحاكم إلى الطاغوت، وقد قال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾. 2- هل السيادة للشعب أم للشرع؟ إن السيادة في الإسلام هي للشرع وليست للشعب، فإن الواجب هو الحكم بما أنزل الله دون اتباع أهواء الناس، قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾، فسير الشعب على هواه فساد وأي فساد، قال تعالى: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾، بل يجب أن يسير وفق أحكام الشريعة التي أنزلها الله سبحانه على خاتم الرسل محمد ﷺ، بدل ضلال الأهواء، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللهِ﴾، فهناك واجبات ومندوبات، وهناك محرمات ومكروهات، وهناك مباحات، كل ذلك بينته أحكام شرعية، تلزم الشعوبَ ورؤساء الشعوب الخضوع لهذه الأحكام، لا أن يشرعوا على هواهم، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ﴾، وهذه نصوص صريحة بأن التحليل والتحريم، وتشريع كل الأحكام، هو لله وحده سبحانه، أي أن السيادة في الإسلام هي للشرع وليست للشعب. وهذا بخلاف السلطان، فالسلطان للأمة، فهي التي تنتخب حاكمها وفْقَ الأحكام الشرعية. والفرق بين السلطان والسيادة هو أن المشرّع للأحكام كلها من دستور وقوانين تحلل وتحرم، وتبيح وتمنع، هو صاحب السيادة، وأن المنفذ لهذه الأحكام الذي يلتزم بها ويلزم الناس بها هو صاحب السلطة، وهكذا فإن السيادة للشرع والسلطان للأمة. وهذه الدساتير تجعل السيادة للشعب، فهو الذي يشرع ويحلل ويحرم، ويكفي المسلم أن يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ﴾، يكفيه ذلك ليقشعر بدنه من خطورة جعل السيادة للشعب بدل أن تكون للشرع، فهي افتراء على الله في التشريع، وخسران وعدم فلاح، وما يترتب على ذلك من خزي في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة، وذلك هو الخسران المبين. 3- هل الديمقراطية التي ينسبون الدستور إليها هي من الإسلام؟ أم هي عقيدة كفر تناقض الإسلام؟ إن الديمقراطية هي الاحتكام إلى الشعب، فحيث يكون رأي الأكثرية يكون الحق حسب زعمهم؛ فالأكثرية تشرّع في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية، وكل شيء، والتشريع هو تحريم وتحليل، فالمنع والإيجاب وبقية الأوامر والنواهي هي تحليل وتحريم. أما في الإسلام، فإن الحق تقرره نصوص الشرع، وليس كثرة الناس، بل قد تجتمع كثرتهم على باطل، فإن الله سبحانه يقول: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾، والديمقراطية كما قلنا آنفاً هي الأخذ برأي الأكثرية، بيما الشرع الإسلامي حصر التحليل والتحريم بالله سبحانه في كتابه، وسنة رسوله، والأكثرية والأقلية تتلقى ذلك للالتزام به وتنفيذه وليس لتنتقي منه حسب التشهّي. ومثل التحليل والتحريم الذي هو لله وحده فإن الفصل بين الحق والباطل هو لله وحده، وكذلك الفصل بين الخير والشر، وبين المعروف والمنكر، وبين الحُسن والقُبْح... كل ذلك هو لله وحده، فهو سبحانه الذي يقضي بالحق، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾، بينما أتباع الديمقراطية يقولون: لا دخل للدين في هذه الأمور، وأن التشريع من تحليل وتحريم هو للأكثرية وليس لله! هكذا يقول الذين يتخذون الديمقراطية عقيدة لهم، وهكذا تقول الدساتير الوضعية بأن النظام قائم على مبادئ الديمقراطية، ولا نظن مسلماً عاقلا يجعل التحليل والتحريم للبشر بدلاً من رب البشر، فهو سبحانه الخالق الذي يعلم ما يُصلح مخلوقاته، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. 1- هل الحريات الواردة في هذه الدساتير (حرية المعتقد، وحرية الرأي، وحرية التملك، والحرية الشخصية) يقرها الإسلام أم هي مناقضة له؟ ترى هذه الدساتير أن الحرية حق، فكراً ورأياً وسكناً وأن الحرية الشخصية حق طبيعي، وهي مصونة لا تمس! وهناك من يقول "تنتهي حرية الفرد حيث تبدأ حرية الآخرين" وهذا لا يكفي وهو لا يصح إلا في دائرة المباحات؛ إذ إن كلمة حرية إذا تركت على إطلاقها تؤدي إلى الانفلات والفوضى، وإذا عدنا إلى نصوص الشرع الإسلامي نجدها تستعمل كلمة (الحرية) في مقابل (العبودية)، أمّا عند الغربيين أو العلمانيين الذين يقولون بفصل الدين عن شؤون الحياة، فإن الحرية الشخصية تعني أن للفرد أن يتصرف كما يحلو له، فمسألة العلاقات الجنسية من زنا وما شابهه فإنها تدخل في الحرية الشخصية ما دام هذا الفعل الشنيع برضا الطرفين! وحرية المعتقد تعني أنه يجوز للمسلم أن يغيّر معتقده إلى دين آخر أو إلى لا دين! وحرية الرأي تعني أنه يجوز للمرء أن يتهجم على الذات الإلهية والقرآن الكريم وعلى المقدسات كما يحصل الآن في الغرب! وحرية التملك تعني أن المرء يجوز له أن يملك بواسطة القمار والربا، وأن يملك الخمر والخنزير والميتة...الخ. أما في الإسلام فتوجد أحكام شرعية، والإنسان ليس حرا حسب التعبير الدارج، بل هو مقيد بالأحكام الشرعية على وجهها، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾. ولما كان الدستور هو العقد الذي يبين ويكشف شكل الحكم في أي دولة أرى من المناسب هنا إعطاء خطوط عريضة عن شكل الحكم في الإسلام من وجهة نظرنا لإبراز تفرد نظام الإسلام عن غيره. أولاً: نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة إن نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة؛ وهي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وإقامة الخلافة فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم، والتقصير في القيام بهذا الفرض معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب، والدليل على وجوب إقامة الخلافة على المسلمين، من الكتاب، والسنة، والإجماع؛ فمن الكتاب قوله تعالى آمراً رسوله ﷺ أن يحكم بين المسلمين بما أنزل الله، وكان أمره له بشكل جازم، فقال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾، ومن السنة ما رواه مسلم عن طريق نافع قال: قال لي ابن عمر سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ، لَقِي اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، أما إجماع الصحابة فإنهم أجمعوا على لزوم إقامة خليفة لرسول الله ﷺ بعد موته، فكان أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم تتالت السلسلة رضوان الله عليهم أجمعين. ثانياً: يتفرد نظام الحكم في الإسلام عن غيره من الأنظمة، وعن الواقع الذي نحياه، فمثلاً: - في قمة الدولة لا تجد مجلس سيادة، ولا مؤسسة رئاسة الجمهورية، ولا الديوان الملكي، ولا الديوان الأميري، بل نجد الخليفة ومعاون التفويض، ومعاون التنفيذ، فالخليفة يأخذ الحكم ذاتياً بمجرد عقد البيعة له، أما المعاونون فإنهم يأخذون الحكم بتفويض الخليفة لهم. فقد كان رسول الله ﷺ رئيساً للدولة، وكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وزيريه. - الحكم في الولايات مركزي، والإدارة ليست مركزية، بمعنى أن الوالي يعينه الخليفة، ولا يستمد سلطته ذاتياً بالانتخاب. - لا توجد في الإسلام حصانات لأي مسئول، ولا حتى للخليفة، فالجميع يخضعون لقضاء الدولة؛ الذي هو ثلاثة أنواع: قضاء المحاكم لفصل الخصومات بين الناس، وقضاء الحسبة لإزالة ما يقع على مرافق الجماعة من تعديات وأضرار، وقضاء المظالم لإزالة ما يقع من الدولة من ظلم على الرعية، وللفصل بين الرعية والدولة. فالخليفة يخضع لقاضي المظالم، وللحكم الشرعي الذي يحكم به، هذا النظام هو أرقى من النظام الرئاسي الأمريكي حيث يحاكم الرئيس بواسطة الكونغرس وليس القضاء، فنواب الكونغرس ليسوا محايدين، بل هم من حزب الرئيس ومنحازون له، وقد رأينا كيف فشل الكونغرس في إدانة ترامب مرتين بالرغم من أنه انتهك الدستور. - مجلس الأمة للشورى والمحاسبة، لا لتشريع الأحكام بالأغلبية كما في النظام الديمقراطي، ويجوز أن يكون في عضويته غير المسلمين للشكوى من ظلم الحكام لهم، أو إساءة تطبيق الإسلام عليهم، أو عدم توفر الخدمات ونحو ذلك، وينتخب أعضاؤه من الأمة لأنهم وكلاء في الرأي عن الناس. نسأل الله سبحانه أن يكرم هذه الأمة، فينصرها بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وتطبق الدستور الإسلامي، فيعز الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأهله. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير فارس منصور – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 2 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 2 بسم الله الرحمن الرحيم الإسلام يرفض كلاً من العلمانية واللاهوت السياسي (مترجم) في القرن العشرين، قام مفكر ألماني يدعى كارل شميت بترويج مصطلح "اللاهوت السياسي". وقد استُخدِم هذا المصطلح في الإشارة إلى العلاقة بين اللاهوت والسياسة. وكان كارل شميت يعتقد أن الدولة القومية تأسست في واقع الأمر باستخدام مفاهيم دينية من التقاليد النصرانية. وافترض شميت أن هذه المفاهيم نُقِلَت من التقاليد النصرانية وأُعيدت صياغتها فيما نسميه الآن السياسة العلمانية. وعلى حد تعبيره، "إن كل المفاهيم المهمة في النظرية الحديثة للدولة هي مفاهيم لاهوتية علمانية ليس فقط بسبب تطورها التاريخي - حيث نُقِلَت من اللاهوت [النصراني] إلى نظرية الدولة، حيث أصبح الإله القدير، على سبيل المثال، المشرع القدير - ولكن أيضاً بسبب بنيتها المنهجية، التي يعد الاعتراف بها ضرورياً للنظر في هذه المفاهيم من منظور اجتماعي". بالنسبة لكارل شميت، تم نقل المفهوم اللاهوتي للإله القادر على كل شيء والذي لا يمكن التشكيك في سلطته إلى بنية الدولة القومية. الآن، كانت الدولة هي التي لا يمكن التشكيك في سلطتها. فكرة أخرى تم استخدامها تتعلق بكيفية أن وجود الله ليس عرضياً أو طارئاً، بل هو ضروري، لذلك أصبح وجود الدولة القومية ضرورياً. الآن، سواء كنت توافق على تحليل كارل شميت للدولة القومية أم لا، فإنه يثير سؤالاً مهماً؛ لماذا، في التقليد الفكري الغربي، يعتبر اللاهوت والسياسة شيئاً منفصلاً؟ ضمنياً في مناقشة كارل شميت هو الافتراض بأن اللاهوت والسياسة يقفان منفصلين وأن المفاهيم اللاهوتية كان لا بد من علمنتها أولاً حتى يمكن نقلها إلى الدولة القومية. في كتابه "اثنان"، يناقش الفيلسوف الإيطالي روبرتو إسبوزيتو الصراع الكامن في عبارة "اللاهوت السياسي". ويوضح إسبوزيتو أن الارتباط بين السياسي واللاهوتي يعود إلى قرون مضت عندما التقت النصرانية بالقانون الروماني. وكان لكل منهما تأثير على الآخر، ما أعطانا ما نسميه اليوم التقليد الكاثوليكي الروماني. ومع ذلك، فإن هذا الدمج بين اللاهوتي البحت (أو النصرانية في الأساس) والقانون السياسي القانوني (أو القانون الروماني وحكم الدولة) لم يكن مثالياً. وكما يوضح إسبوزيتو، حاول اللاهوتي والسياسي دمج الآخر، وكان الصراع بينهما هو الذي حدد الكثير من التاريخ الغربي. يتجسد هذا الانقسام بين اللاهوت والسياسة في التقليد الغربي في كلمات الأناجيل: "أعطوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله". إن هذا الصراع بين اللاهوت والسياسة أصبح للأسف مشكلة تواجه المسلمين. فمع عصر الاستعمار جاء إلغاء دولة الخلافة، وتقسيم بلاد المسلمين إلى دول قومية. ومع صعود الدولة القومية جاء فرض العلمانية بالقوة، ما أدى إلى استبعاد الشريعة من المجال السياسي. ومع ذلك، فإن مثل هذا الفصل بين السياسة واللاهوت لا يمكن ترجمته إلى سياق إسلامي. وحتى استخدام كلمة "اللاهوت" يصبح إشكالياً عندما نحاول إيجاد ما يعادلها في التقاليد الإسلامية. إن الأكاديميين الغربيين يقارنون أحياناً بين "اللاهوت" وعلم الكلام. ومع ذلك، فإن هذا التكافؤ خاطئ. ففي التاريخ الإسلامي، كان علم الكلام، باعتباره تخصصاً فكرياً، متشابكاً بعمق مع العديد من العلوم الأخرى للمسلمين، مثل أصول الفقه، والتفسير، وشروح الحديث. وتستخدم هذه العلوم الأخيرة لاستنباط أحكام الشريعة من المصادر الإسلامية، وأهمها بالطبع القرآن والسنة. وهذه الأحكام هي التي تعلم المسلمين في كل شؤونهم، سواء أكانت خاصة أو عامة أو "سياسية". إننا نجد في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ كل الأمور، سواء أكانت عبادات أو حدوداً أو معاملات. إذن أين يمكن رسم الخط الفاصل بين اللاهوت والسياسة في التراث الإسلامي؟ بكل بساطة، لا يمكن ذلك. فالسياسة في الإسلام هي سياسة، أي رعاية شؤون الناس وفقاً للأحكام التي جاءنا الإسلام بها. وقد أوضح العالم والمؤرخ الشهير ابن خلدون هذه النقطة بوضوح شديد عندما كتب في مقدمته: "السياسة والملك هي كفالة الخلق وخلافة الله في العباد لتنفيذ أحكامه فيهم، فالسياسة والمُلْكُ هي كفالة للخلق وخلافة لله في العباد، لتنفيذ أحكامه فيهم، وأحكام الله في خلقه وعباده إنما هي بالخير ومراعاة المصالح كما تشهد به الشرائع"، لذلك فإن الغرض من القوانين الدينية هو جعل البشر يتبعون هذا المسار في جميع تعاملاتهم مع الله ومع إخوانهم من البشر. إن التناقض بين المعتقدات النصرانية الغربية والإسلام يصبح أكثر وضوحاً عندما نقارن بين قول النصارى: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وبين النصوص الإسلامية، والقرآن الكريم يوضح الأمر. قال الله سبحانه: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ وهذه الآية تؤكد شمولية الإسلام. لا يوجد جانب من جوانب حياتنا لا تشمله الشريعة الإسلامية. قال الله سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾. وهذه الآية توضح أن المسلمين ملزمون باتباع الأحكام الإسلامية فقط. قال الله سبحانه: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. وهذه الآية تحذر المؤمنين مما سيحدث إذا اختاروا بحسب أهوائهم، متجاهلين جوانب من الإسلام. إننا بوصفنا مسلمين لا بد أن نتخلى عن الرأي القائل بأن السياسة والدين متعارضان، بل إنهما متشابكان من خلال العقيدة الأهم، وهي ديننا. ونحن كمسلمين ندرك أن أي جهد يبذل في العلوم "الفقهية" أو في السياسة إنما يبذل بقصد تحقيق هدفنا، وهو طاعة الله سبحانه ورسوله ﷺ. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير خليل مصعب – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 7 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 7 بسم الله الرحمن الرحيم صرخات واستغاثات نساء السودان الطاهرات في غابات إثيوبيا لن تستجيب لها إلا دولة الخلافة! لقد انتشرت الأخبار كالنار في الهشيم وهي تنقل معاناة حرائر السودان اللاجئات في غابات إثيوبيا، واللاتي فررن مع أهلهن من رمضاء الحرب إلى نيران اللجوء والمذلة، حيث يتعرضن للاعتداء من العصابات الإثيوبية التي استباحت أعراضهن، فلا راعي يرعاهن ولا حامي يستجيب لصرخاتهن! وقد شاهدنا عشرات الفيديوهات التي نقلت معاناتهن وهن يبكين ويترجين الحكومة أن تتدخل لحمايتهن والدفاع عنهن حيث الاغتصاب والخطف والقتل! إنه والله لأمر مؤلم أن تهملهن الحكومة الإثيوبية وتلقي بهن في هاوية سحيقة حيث تركتهن في غابات ومعسكرات لا تليق حتى بسكنى الحيوانات فضلا عن البشر! والأسوأ من ذلك هو الموقف المخزي للحكومة السودانية وهي تغض الطرف وتتجاهل هذه المعاناة.. بل الأدهى والأمر أن تستقبل الحكومة السودانية الرئيس الإثيوبي ولم تجعل هذا الموضوع الخطير أساس النقاش والبحث أثناء زيارته للسودان يوم الثلاثاء 9/7/2024م! فقد نشر سودان تربيون بتاريخ 16/8/2023م أي بعد أربعة أشهر من بدء الحرب وقبل عام من الآن: "لاجئون سودانيون يتظاهرون احتجاجا على تردي الأوضاع في مخيم حدودي" وجاء في الخبر: "منذ نيسان/أبريل الماضي، عبر آلاف السودانيين لإثيوبيا هربا من المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يقيم بعضهم في معسكرات مؤقتة شيدتها الحكومة الإثيوبية قرب الأراضي السودانية، يقولون إنها تفتقر لأدنى مقومات الحياة! وقالت مصادر لسودان تربيون إن "معسكر أولالا يؤوي نحو ستة آلاف لاجئ سوداني يواجهون فيه ندرة حادة في الغداء والدواء.. وتقدم فيه وجبة واحدة فقط.. في ظل تردي الأوضاع الصحية وتفشي أمراض الكوليرا والالتهابات خاصة وسط الأطفال.. مع عدم توفر الحماية الأمنية.. وارتفاع عمليات النهب والسرقة من قبل مليشيات فانو المتمركزة قرب المعسكر.. مع انتشار العصابات الإثيوبية المتخصصة في تهريب البشر لتستغل معاناة اللاجئين السودانيين مقابل عشرات الآلاف من البر الإثيوبي". ثم بعد عام من هذه المعاناة نشر الموقع نفسه في 4/5/2024م "آلاف السودانيين يغادرون معسكرات إثيوبيا غضبا"، وذلك بعد أن توالت الصرخات والاستغاثات للحكومة السودانية التي غضت الطرف تماماً.. مع اعتداءات العصابات والاغتصابات وتجاهل الحكومة الإثيوبية. ولم يسلم من بقي منهم! حيث نشر سودان تربيون بتاريخ 18/6/2024م "مقتل امرأة سودانية وإصابة 8 أخريات برصاص مليشيا الشفتة الإثيوبية بمعسكر أولالا". حيث تم رصد نحو 1700 حالة اعتداء ونهب وسرقة على اللاجئين السودانيين... وفي 17/7/2024م نشر الموقع كذلك: "أصيب عدد من اللاجئين السودانيين، بينهم طفل، بالرصاص خلال اشتباكات مع مجموعة إثيوبية مسلحة في منطقة كومر شرق إثيوبيا.. حيث يواجه نحو 6 آلاف لاجئ سوداني داخل غابة أولالا ظروفاً بالغة التعقيد، بينهم نحو 2300 امرأة وطفل، فيما توفي 45 طفلاً خلال الأشهر الماضية، بحسب تقرير للجنة اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة...". وبتاريخ 21/7/2024م "في أقل من أسبوع هجوم ثانٍ على مخيم أولالا بإقليم أمهرة في إثيوبيا، أسفر عن مقتل اثنين من اللاجئين وإصابة نحو 9 آخرين". "وتشير مفوضية اللاجئين إلى وجود 27 ألف لاجئ وطالب لجوء سوداني في إقليم أمهرا و20 ألف لاجئ في إقليم قمز بني شنقول.. كما كشف تقرير لسودان تربيون عن تعرض فتيات سودانيات للاغتصاب على يد جماعات إثيوبية مسلحة خلال شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين، فضلا عن وجود حالات أذى جسيم نتيجة لاستهدافهم من مسلحين، بجانب حالات النهب المسلح والاختطاف مقابل طلب الفدية في ظل غياب الحماية من الحكومة الإثيوبية ومفوضية اللاجئين.. كما تمنع الحكومة الإثيوبية اللاجئين من العمل في مهن هامشية التي يلجؤون إليها لسد التزاماتهم اليومية تجاه أسرهم". ثم بعد كل هذه المعاناة تنافق أمريكا، هذه الدولة الحاقدة على الإسلام وأهله، وتمتن على أهل السودان، وهي التي أشعلت أوار الحرب، وما زالت تطيل أمدها، وتشرف على تفاصيلها، حيث قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، في لقاء مع الصحفيين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الجمعة 2/8/2024م، "إن بلاده ممتنة جداً للدول المجاورة التي فتحت أبوابها للسودانيين الفارين من الرعب داخل البلاد وكذلك المجاعة.. وأكد أن بلاده هي المساهم الأول في المساعدات الإنسانية لهذه الأزمة، وتعمل على حل أزمة اللاجئين السودانيين في دول الجوار وفق استراتيجية شاملة". لو كانت لنا دولة تقيم الإسلام وتطبق شرعه ما تركت النساء عرضة للخطف والسلب والنهب والاغتصاب.. ولو كان حكام اليوم رجالاً مثل الخلفاء الكرام الذين يعرفون قدر النساء لأوقفوا الحرب، وصانوا الأعراض وتوقفوا عن تنفيذ أجندة الكافرين، أمريكا ومن معها، ولتركوا اللهث وراء السلطة الناقصة، والكرسي المعوجة قوائمه. لقد اعتاد المجرمون بسبب هذه الحرب على إذلال حرائرنا وانتهاك أعراضنا دون أن يجدوا ردا قويا يلجم الألسن ويقطع الأيادي التي تمتد لهن بسوء. لما كشف اليهود ساق امرأة في سوق المدينة قاد النبي ﷺ جيشا عظيما وأجلى اليهود من المدينة إلى يومنا هذا. ولما أسر الروم امرأة في عهد المعتصم بالله خليفة المسلمين، أرسل إلى ملك الروم رسالة قوية خلدها التاريخ فقال: "من المعتصم بالله خليفة المسلمين إلى نكفور كلب الروم.. والله وتالله إن لم تطلق سراح المرأة لأرسلت إليك جيشا جراراً أوله عندك وآخره عندي"! وقد كان تحرير هذه المرأة من الأسر طريقاً لفتح عمورية... هكذا كان الحكام لما أقاموا الإسلام فأعزوا أنفسهم وأكرموا رعيتهم... فبالخلافة حموا الأعراض ودافعوا عن الضعفاء لأنهم كانوا يطبقون أحكام الإسلام فحققوا عدله وبسطوا سلطانه وأقاموا حدوده ورفعوا راياته... ما يؤكد أن الخلافة هي وحدها التي ستعيد هذا العز والمجد. ولقد أصبح واضحاً للعيان أن دولة الإسلام هي ضرورة بشرية لتحقيق الحياة الكريمة في ظل أحكام الإسلام.. بل هي قبل ذلك فريضة شرعية يأثم كل مسلم لم يعمل لإقامتها. فقد أخرج الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال النبي ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَهً جَاهِلِيَّةً». فهلا استجاب المؤمنون المخلصون في هذه الأمة وهبوا مع إخوانهم العاملين لإقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة؟ كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد جامع (أبو أيمن) مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 8 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 8 بسم الله الرحمن الرحيم هل قرغيزستان دولة مستقلة حقا؟ تحتفل قرغيزستان كل عام بيوم 31 آب/أغسطس، باعتباره يوم الاستقلال منذ عام 1991. فهل قرغيزستان دولة مستقلة حقاً؟ وهل هناك معايير تحدد استقلاليتها؟ نبحث عن إجابة على هذا السؤال من خلال الرجوع إلى الحقائق التاريخية. لا شك أن الاستقلال السياسي والعسكري والاقتصادي هو الشرط الأساسي للدولة المستقلة حقا. إن مصطلح "الاستقلال"، الذي يعني التحرر من الحكم الاستعماري، استخدمه الكفار في الأصل لفصل الأراضي الإسلامية عن الخلافة العثمانية الضعيفة. ورفعت بريطانيا وفرنسا شعارات "الاستقلال" لفصل البلاد العربية والأفريقية عن الخلافة العثمانية واستعمارها. ثم بدأت الحرب العالمية الأولى وتم إسقاط الخلافة. ولم تكن الدول المستعمِرة مقتنعة بالأراضي التي احتلتها واندلعت الحرب العالمية الثانية. ونتيجة لها، تقدمت أمريكا، التي تطمح إلى قيادة العالم، بمبادرة "الاستقلال"، وكان "ميثاق الأطلسي" هي الخطوة الأولى نحو عملية "الاستقلال". إن ميثاق الأطلسي يعد أحد الوثائق البرنامجية الرئيسية للتحالف المناهض لهتلر، التي قبلها رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي في مؤتمر الأطلسي وأُعلن عنها في 14 آب/أغسطس 1941. وفي 24 أيلول/سبتمبر، انضم إليها الاتحاد السوفييتي. وقد صدر هذا الميثاق من أجل تحديد النظام العالمي بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك، بدأ استخدام مصطلح "الأمم المتحدة" كمرادف للتحالف المناهض لهتلر، وأصبح هذا فيما بعد أساسَ منظمة الأمم المتحدة. وطالبت أمريكا في هذا المؤتمر، بفتح طريق الوصول إلى مستعمرات الدول الأخرى مقابل الدخول في الحرب إلى جانب الحلفاء، وهذا مدرج رسمياً في مواد الميثاق. فعلى سبيل المثال، يوجد في الميثاق بند بعنوان "استعادة حقوق السيادة والإدارة الذاتية للشعوب التي سُلبت منها بالقوة". وهذا يعني إيجاد فرصة لأمريكا لتحريض الدول المستعمَرَة ضد القوى الاستعمارية القديمة بشعار الاستقلال واستعمارها من جديد. كذلك، بدأت عملية إنهاء الاستعمار من الهند التي حصلت على الاستقلال عام 1947. لكن في الحقيقة عندما بدأت أمريكا في تحريض هذا البلد على "الاستقلال"، فأعطت بريطانيا استقلالاً مزيفاً للهند وباكستان، وأبقتهما في قبضتها. وتكررت مثل هذه المظاهر في الدول التي انفصلت فيما بعد. واستمر الصراع بين أمريكا وبريطانيا في الهند حتى يومنا هذا؛ فحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الحزب الحاكم هناك عميل لأمريكا، وحزب المؤتمر الوطني الهندي عميل لبريطانيا، بينما استولت أمريكا على باكستان بالكامل. واستمرت عملية إنهاء الاستعمار بشكل رئيسي في البلدان الآسيوية حتى ستينات القرن الماضي. وقد حظي إنهاء الاستعمار، بدعم قوي من الأمم المتحدة في تلك الفترة. وفي ستينات القرن الماضي، قبلت الأمم المتحدة تصريح "منح الاستقلال للدول والشعوب الواقعة تحت الاستعمار". وفي عام 1961، اتفق الرئيسان الأمريكي كينيدي والسوفيتي خروشوف في فينَّا على تقسيم المستعمَرات بينهما. وبعد ذلك، ظهرت حركات من أجل "الاستقلال" بقوة، خاصة في أفريقيا. وكما يتبين مما سبق، فقد فتحت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي طريقهما الخاص لدخول مستعمَرات بريطانيا وفرنسا (وغيرهما من الدول الاستعمارية الأصغر مثل إيطاليا وإسبانيا) من خلال نضالات الاستقلال. وبدورهم حاول المستعمِرون القدامى تشكيل منظمات إقليمية للحفاظ على مستعمراتهم. فعلى سبيل المثال، حاولت بريطانيا الحفاظ على مستعمراتها من خلال منظمة دول الكومنولث. وحاولت فرنسا أيضاً الحفاظ على مستعمراتها من خلال منظمة الفرنكفونية. وهكذا، أصبحت النزاعات الاستعمارية لهؤلاء المستعمرين تنجز من خلال الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. بعد ذلك، بدأت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة ومنافسها الاتحاد السوفييتي، حتى هزم في هذه الحرب وانهار. وحصلت الدول المتحالفة داخل الاتحاد السوفيتي على الاستقلال المزيف. وقد أنشأت روسيا رابطة الدول المستقلة للحفاظ على مستعمَراتها. ومع ذلك، لم تتمكن من إبقاء مستعمراتها بالكامل في قبضتها. في البداية، انتقلت دول البلطيق إلى أوروبا، ما أدى إلى انخفاض نفوذ روسيا. وبعد ذلك، قامت روسيا بتشكيل منظمة معاهدة الأمن الجماعي من الناحية العسكرية ومنظمات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي من الناحية الاقتصادية. وقد ازداد نفوذها ضعفا، حيث أصبحت البلدان الواقعة تحت استعمارها أعضاء في منظمات دولية أخرى وفتحت طرق الوصول إليها أمام المستعمرين الآخرين لدخولها. والآن دعونا نقف على (استقلال) قرغيزستان من وجهة نظر سياسية وعسكرية واقتصادية: من الناحية السياسية حصلت قرغيزستان، مثل غيرها من البلاد المتحالفة في آسيا الوسطى، على استقلال مزيف. فقد تولى السلطة في البداية أكاييف الذي خدم روسيا دون قيد أو شرط. وفي انقلاب عام 2005، منعت روسيا الكوادر الغربية من الوصول إلى السلطة وأخذت أكاييف الذي خدمها جيدا إلى موسكو ووضعت باكييف في مكانه. ثم أسقطت باكييف بالتمرد بسبب تعاونه مع أمريكا والصين وميله إلى سياسات "متعددة النواقل"، وقام بإزالة الكوادر الموالية للغرب و"سمح" بالحكومة المؤقتة. كما اعتقل أتامباييف الذي جاء بعده، بسبب تصرفاته ضد بوتين. وعندما فشل جينبيكوف في القيام بمهمته، وصلت الحكومةُ الحاليةُ إلى السلطة بإذن روسيا... ومن الناحية الاقتصادية، فإنه ليس سرا أن قرغيزستان غارقة في الديون. كما أنها دخلت أيضاً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بناءً على طلب من روسيا وتعاني حالياً من عنفها. فعلى سبيل المثال، تواجه عدداً من العوائق في استيراد السيارات وتصدير البضائع المحلية إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ومن ناحية أخرى، فإن التوسع الاقتصادي للصين أغرق قرغيزستان في مستنقع الديون، فقد استولت الصين على مناجم قرغيزستان وأراضيها بذريعة "الاستثمار". بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة الحالية تميل اقتصاديا نحو الصين، لذلك يتم إبرام معظم عقود المشاريع الكبيرة معها. وقد ألغى الرئيس جباروف بالفعل المرسوم الذي يحظر نقل المعادن على شكل خام لصالح الصين. وإلى جانب ذلك فإن القروض والمنح الواردة من الغرب تضغط على قرغيزستان من جميع الجهات. وأما من الناحية العسكرية، فإن روسيا تسيطر على قرغيزستان تحت نفوذها. وقامت ببناء قاعدة عسكرية في قرغيزستان، تحت ذريعة ـ"التطرف والإرهاب"، بينما في الواقع، كان المقصود منها منع التدخل العسكري الأمريكي والصيني. ويجري تجديد الاتفاقيات بشأن هذه القاعدة العسكرية وتوسيع أراضيها. وهكذا تحققت التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال المنظمات الاستعمارية العالمية والمحلية. فإذا لم تكن السيادة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهي الخصائص الأساسية للاستقلال، في يد الدولة، فإن شعار النبالة يصبح مجرد صورة فقط؛ ويصبح النشيد الوطني مجرد أغنية، والعَلَم يصبح مجرد خرقة! أيها المسلمون: دعونا لا ننخدع بأكاذيب مثل الاستقلال المزيف، فلنعمل لإعادة عدل الخلافة، التي هي الطريقة الوحيدة للتخلص من ظلمة الديمقراطية وطغيان المستعمرين! لأن بلادنا كانت أرضا إسلامية لفترة طويلة، وكان أجدادنا متمسكين بإسلامهم بشدة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلمين أن يتوحدوا حول خليفة واحد لوقف نهب الكفار المستعمرين لثرواتنا من البلاد الإسلامية! لأنه لا يجوز للمسلمين أن يعيشوا تحت الظلم والذل. يقول الله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير ممتاز ما وراء النهري اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 11 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 11 بسم الله الرحمن الرحيم ملالي طهران ودولتهم البائسةضرورة استراتيجية للاستعمار الأمريكي وليسوا حاجة لأمة الإسلام! ملالي طهران ودولتهم البائسة كانوا دوما حاجة استراتيجية وجيوستراتيجية أمريكية في الإقليم، فكانت دولتهم رؤية وإنشاء شقاً من استراتيجية استعمارية أمريكية خالصة، كان ميلادها استجابة لحاجة وضرورة جيوستراتيجية أمريكية، فكان تسليم الملالي حكم إيران بقرار أمريكي عبر تحييد الجيش وهو من أكبر جيوش الإقليم يومها وكذلك جهاز استخبارات الشاه وهو أقوى جهاز استخبارات في الإقليم يومها (جهاز السافاك)، وأكبر من ذلك رفع الغطاء السياسي والأمني عن الشاه، ومن المفارقات العجيبة لدولة الملالي وثورتهم المزعومة البائسة أن حاضنة قيادتها كانت في باريس عاصمة فرنسا ذات الحقد الصليبي العلماني الأسود على الإسلام وأمته، ومنها تمت إدارة الثورة المزعومة عبر الرسائل والاتصالات بالدوائر الغربية والأمريكية بالخصوص، فالمراسلات الكاشفة الفاضحة التي تبادلها الخميني مع إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر قبل انطلاق ثورة الملالي بأسابيع والتي مهدت الطريق وعبدته لعودته إلى إيران حاكما، تنطق بذلك؛ جاء في إحداها طلب الخميني من الإدارة الأمريكية تحييد الجيش ومنعه من التصدي أو الانقلاب على سلطة الملالي "يفضل أن تنصحوا الجيش بألا يتبع شهبور بختيار، وسترون أننا لسنا على عداء مع أمريكا في أي شيء"، وفي مراسلة أخرى وعد الأمريكان ومنّى "يجب ألا تكون لديكم مخاوف بشأن النفط، ليس صحيحا أننا لن نبيع النفط لأمريكا"، وفي مراسلة أخرى كان صريحا فصيحا في إعلان خطه السياسي والفلك الاستعماري الذي سيدور فيه ومعه "إنه ليس معارضا للمصالح الأمريكية في إيران... بل إن الوجود الأمريكي ضروري لمواجهة السوفييت وكذلك النفوذ البريطاني". ولكن أمريكا كانت لها نظرتها الجيوستراتيجية الخاصة بإيران ووظيفة الملالي ودولتهم فيها. كان إنشاء نظام الملالي جزءا من استراتيجية أمريكا في مواجهة الاتحاد السوفيتي وسلاحا أمريكيا من آخر أسلحة الحرب الباردة، فكانت إيران بمثابة سد أمام السوفييت من الوصول إلى الخليج وثروته النفطية ومياه المحيط الهندي وخطوط التجارة العالمية (فالفكرة الدينية السياسية طاردة وعدوة للشيوعية) وفخا من الفخاخ الاستراتيجية التي نصبتها أمريكا للاتحاد السوفيتي، فكانت دولة الملالي وثورتها ذات الصبغة الدينية تهديدا جديا لحدود الاتحاد السوفيتي الجنوبية وبلادها الإسلامية وتأثير ثورة الملالي ذات الصبغة الدينية على التيار الإسلامي المناوئ للشيوعية الملحدة ودولتها، ما دفع بالسوفييت لاحتلال أفغانستان لدرء الخطر الديني (الوقوع في الفخ الاستراتيجي القاتل). ثم اتخذت أمريكا منها أداة دعم وإسناد في استراتيجيتها للقضاء على الاتحاد السوفيتي، الخطة الاستراتيجية التي رسمها مدير الأمن القومي الأمريكي ومستشار الدفاع للرئيس الأمريكي كارتر، زبجنيو بريجنسكي وفكرة الكماشة الدينية، ومقتضاها تطويق الاتحاد السوفيتي بجدار ديني عدو شرس للفكرة الشيوعية الملحدة يستنزف السوفييت وينهكهم، وكانت ثورة ودولة ملالي طهران أداة من أدوات أمريكا في نصب الفخ الاستراتيجي على حدود إيران فسقط السوفييت فيه وتورطوا في حرب أفغانستان التي أمدتها أمريكا بعمرها الطويل عبر اختراق وإدارة كبريات الحركات المسلحة وتوفير المعسكرات للمتطوعين من أبناء المسلمين لخوض حرب أمريكا الاستراتيجية؛ ففي لقاء لمستشار الأمن القومي الأمريكي وشيطان سياسة أمريكا الخارجية في السبعينات من القرن الماضي زبجنيو بريجنسكي مستشار كارتر مخاطبا مجاهدي أفغانستان ضد السوفييت في أحد معسكرات باكستان سنة 1979 (المعسكرات التي فرخت في جزيرة العرب وباكستان والسودان)، قائلا لهم "لدينا فكرة عن إيمانكم العظيم بالله... ونحن على ثقة بأنكم ستنتصرون". وهكذا طوقت أمريكا الاتحاد السوفيتي واستنزفته وأنهكته بنار حرب أفغانستان، وكانت دولة ملالي طهران وتصدير ثورتهم البائسة عاملا حاسما في نجاح الفخ الاستراتيجي الذي نصبته أمريكا للسوفييت وتورطهم وغرقهم في المستنقع الأفغاني، وكانت ثورة الملالي مطبوعة بالمشاعر الدينية والحس الديني فكانت من عناصر الشحن المشاعري الذي وظفته أمريكا في الجهاد الأفغاني ضد السوفييت، وهكذا تم إحكام فك الكماشة من جهة إيران وأفغانستان على السوفييت. أما الفك الآخر للكماشة الدينية فقد شكلته بولندا في الطرف المقابل على حدود السوفييت مع أوروبا الغربية، فقد وظفت أمريكا الكنيسة الكاثوليكية لمحاربة الفكرة الشيوعية ودولتها الاتحاد السوفيتي عبر دولة من دول المعسكر الشرقي وحلف وارسو (بولندا)، فقد اختار المجمع الكنسي بتأثير من أمريكا في تشرين الأول/أكتوبر 1978 حبره الأكبر من بولندا (البابا يوحنا بولس الثاني)، علما أن أبرز المرشحين حينها كان هو رئيس أساقفة جنوة الإيطالية الذي تم استبعاده، وقام البابا بولس الثاني بعد تنصيبه مباشرة بزيارة لبولندا في حزيران/يونيو 1979 وعاود زيارتها ودعم الاحتجاجات التي انطلقت فيها عام 1980، وبارك زعيم الانتفاضة البولندية النقابي ليخ فاونسا، وألبس البابا بولس الثاني الانتفاضة البولندية لبوس الثورة الدينية ضد الإلحاد الشيوعي. وكان له دور بارز في انهيار الشيوعية في أوروبا الوسطى والشرقية، وكشفت مراسلات البابا بولس الثاني والرئيس الأمريكي رونالد ريغان دور الفاتيكان في دعم سياسة أمريكا في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، قال بعدها الرئيس السوفيتي غورباتشوف سنة 1989 "إن انهيار الستار الحديدي كان مستحيلا لولا يوحنا بولس الثاني". وهكذا أحكم الخناق على الاتحاد السوفيتي حتى انهار وتفكك بتوظيف أمريكي لدولة الملالي وكنيسة الفاتيكان. وبعد إسقاط وتفكيك الاتحاد السوفيتي حددت أمريكا الدور الجديد للملالي ودولتهم، فكانت استراتيجية أمريكا لما بعد الاتحاد السوفيتي هي السيطرة والهيمنة على العالم، ما اصطلح عليه "القرن الأمريكي" ونهاية التاريخ بهيمنة أمريكا ونموذجها الحضاري، فكان التخطيط الاستراتيجي الأمريكي منصبا على بناء الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة، وكان الحجر الأساس في هذا البناء الإمبراطوري هو الاحتلال والسيطرة على مصادر الطاقة عصب الاقتصاد العالمي، والتحكم في الممرات الاستراتيجية طرق التجارة العالمية، ولجم وكبح الخصوم والمنافسين. وكان من مستلزمات السيطرة على مصادر الطاقة احتلال العراق أحد الخزانات الكبرى للطاقة، واحتلال أفغانستان الأرض البكر الغنية بالثروات وبوابة آسيا الوسطى كبرى خزانات ومصادر الطاقة عالميا. ومعها أصبحت وظيفة الملالي دعم وإسناد وإمداد الاستعمار الأمريكي في احتلاله لأفغانستان والعراق؛ فقد كشف السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زادة في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال "أن إدارة الرئيس بوش تعاونت ونسقت مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الهالك قاسم سليماني حول الوضع السياسي في العراق، مؤكدا أن هذا التعاون يمتد إلى مرحلة ما قبل صدام، مشيرا إلى اجتماعات سرية تمت بين طهران وواشنطن في جنيف سبقت غزو العراق في 2003 ضمن جهود لصياغة مقترحات مشتركة حول العراق"، وأضاف "أن الإدارة الأمريكية هي من سمحت للنفوذ الإيراني بالعمل لصالح واشنطن". والنكتة السياسية أن إدارة بوش هي التي وصفت إيران بأنها جزء من "محور الشر العالمي" للتعمية على الدور القذر لدولة الملالي في خدمتها الحقيرة للاستعمار الأمريكي لبلاد المسلمين، الأمر الذي أكده كبار ملالي طهران كرئيسهم السابق هاشمي رفسنجاني؛ "لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني"، وذكرها كذلك علي أبطحي نائب رئيسهم خاتمي للشؤون القانونية والبرلمانية في مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي عقد بالإمارات سنة 2004 "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"، وأكدها وكررها رئيسهم السابق أحمدي نجاد في لقاء له مع صحيفة نيويورك تايمز تزامنا مع حضوره اجتماع الأمم المتحدة بنيويورك سنة 2008 جاء فيه "إن إيران قدمت يد العون للولايات المتحدة فيما يتعلق بأفغانستان... كما أن بلادنا قدمت مساعدات لأمريكا في إعادة الهدوء والاستقرار إلى العراق". فملالي طهران ودولتهم البائسة هم حقيقة ركيزة محور الدعم للاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق وبلاد المسلمين. وبعدما تعثر وانتكس المشروع الإمبراطوري الأمريكي جراء غرق الأمريكان في وحل حرب أفغانستان والعراق وإنهاك عسكريتهم، وجاء بعدها تقرير بيكر-هاملتون حول أزمة الاستعمار الأمريكي في العراق وكان من توصياته لمعالجة أعطاب أمريكا الاستعمارية إشراك دول الإقليم في المجهود الاستعماري الأمريكي للإقليم، فقد أشار التقرير إلى أدوار محددة لدول مثل السعودية ومصر وتركيا والأردن والكويت وسوريا وإيران، وكان لإيران المساهمة الكبرى في تثبيت وتركيز الاستعمار الأمريكي في العراق عبر توفير الحكام والوسط السياسي العميل والمرجعيات الدينية الخائنة المشرعنة والمسندة للاستعمار الأمريكي والمليشيات الطائفية المجرمة عطفا على تأجيج النعرة المذهبية والطائفية خدمة للمستعمر الأمريكي في ضرب الحاضنة الشعبية المناوئة للاستعمار... ثم تعاظم الدور الإيراني مع تعاظم الحالة الإسلامية وتعاظم الوعي والرأي العام على مشروع الإسلام الحضاري وازداد المسلمون تنبها ووعيا على قضيتهم المصيرية في إعادة الحكم بما أنزل الله، فصيرت أمريكا الملالي رأس حربة في احتلال الإقليم وتلغيمه وتفخيخه بالمذهبية المقيتة والطائفية البغيضة للتصدي لمشروع الإسلام الحضاري ووحدة الأمة، وكانوا وما زالوا سلاحا من أسلحة الفوضى الخلاقة التي نَظَّر لها المستشرق اليهودي برنارد لويس وتبنتها وزيرة خارجية أمريكا كونداليزا رايس في إدارة بوش الصغير. وكانوا رأس حزام أمريكا المذهبي الطائفي الناسف المار من العراق ثم البحرين وشمال الحجاز فلبنان وأرض الشام، لتفجير الأمة بالصراعات الطائفية المذهبية الخبيثة خدمة للاستعمار وصدا لمشروع الإسلام. وهكذا جعلت منهم أمريكا فزاعتها داخل الإقليم، فكان النفخ والتضخيم لقوتهم عبر الملف النووي، عطفا على استفزازهم لمحيطهم العربي تحديدا (لأنه المكمن الأصيل للمشروع الحضاري الإسلامي)، فكانوا خديعة أمريكا وذريعتها في عسكرة الإقليم والسيطرة عليه عبر قواعدها البرية والبحرية والجوية مع احتلال مياهه والتحكم في ممراته الاستراتيجية، وإعادة إحكام أغلاله وقيوده الاستعمارية. وجعلت منهم أداتها في صراعها الاستعماري مع المنافسين عبر توابع وملحقات إيران في الإقليم (حزبها في لبنان ومليشياتها في العراق والحوثي في اليمن). ويتم تصوير كل هذه الخيانة والحقارة لملالي طهران على أنه نفوذ دولتهم البائسة في الإقليم. عَلِمْنا من ألف باء السياسة أن النفوذ هو السيطرة لخدمة مصالح البلاد ودولتها، أما أن يكون خدمة للاستعمار فهو العمالة والخيانة، خبرنا كذلك أن ملالي طهران صنف غريب من البدعة الدينية والسياسية والعسكرية، فمن عجائب بدعة ولاية الفقيه أن نفوذ ملالي طهران هو لحماية الاستعمار الأمريكي بالعراق وحراسة حقول النفط من أجله لتأمين نهبه، ونفوذ ملالي طهران هو بقتل أهل الشام ووأد ثورتهم التي تنازع وتصارع الاستعمار الأمريكي وعميله بشار، ونفوذ ملالي طهران هو في قتل أهل اليمن حتى يتمكن حوثيُّهم من تسليم اليمن لأمريكا أسوة بالعراق، ثم سيفُهم كل سيفِهم الآثم على أبناء الإسلام، أما مع أعداء الإسلام فخنوعهم وذلتهم أطلقوا عليها صبرا استراتيجيا! ثم رموا المسلمين بثالثة أثافيهم وكبرى كبائرهم في دجلهم وزيف ادعائهم ممانعة ومقاومة الاستعمار، لإغواء وتضليل كل مقاوم للاستعمار، فكانوا أداة أمريكا لاحتواء وتحجيم كل مقاوم، انتهاء إلى إركاسه في المشروع الاستعماري الأمريكي، ومع إركاسه يصبح سقف المقاوم هو ما حددته أمريكا وسمّته للمغفلين قانونا وقرارا دوليا، هم ملالي طهران صنف من أحبار المغضوب عليهم في إفكهم ودجلهم ما زادوا المقاومين للاستعمار إلا خبالا، وها هي إبادة غزة الكاشفة الفاضحة عرت وفضحت الملالي ودولتهم الخائنة. لك أن تعجب من حقارة الملالي ودولتهم فقد استباحهم كيان المغضوب عليهم الحقير طولا وعرضا وفي قلب عاصمتهم طهران، وملالي العار ما وجدوا في كل هذا العار سببا وذريعة لمحو عارهم! هم ملالي الخزي والعار ودولتهم الخائنة كباقي أنظمة الخيانة والعار وكلهم حلف ومحور الاستعمار، متى ساسوا خانوا ومتى حاربوا كانوا سلما على الأعداء حربا على المسلمين. فهلا اعتبر وارعوى كل من احتمى وطلب السند والمدد من حظائر الاستعمار وحكام الخيانة والعار؟! لعمري كيف يُطلب التحرير من الاستعمار بالاستعانة بعملاء الاستعمار؟! قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾، وقال سبحانه: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مناجي محمد اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 12 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 12 بسم الله الرحمن الرحيم تفقد الحدود يجب أن يكون بغاية تحريك الجيوش لتحرير الأرض المباركة ونصرة أهلهالا لتأمين من يغتصبها ويقتل أهلها! قالت اليوم السابع الخميس 5/9/2024م، إن الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، تفقد إجراءات التأمين على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، في جولة بدأت بالمرور على القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البري، وأكد خليفة أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلا بعد جيل. مع تصريحات نتنياهو الأخيرة التي اتهم فيها النظام المصري بالتقصير في مهمته والفشل في حماية وتأمين الكيان الغاصب سارع النظام المصري في توجيه رئيس أركان جيشه لتفقد النقاط الحدودية والتأكد من سلامة خططه الاستراتيجية لتأمين حدود الكيان؛ فتأمينها هي مهمة الجيش المصري بعد اتفاقية العار كامب ديفيد التي مكنت الكيان من التطبيع المعلن مع باقي الأنظمة، بمعزل عن فلسطين وقضيتها، ففلسطين لم تشغلهم يوما بل هم سبب في تمكين الكيان من اغتصابها وبقائه فيها. إن العلاقة بين مصر وفلسطين لا يجوز أن تختزل في حدود وضعها الكافر المستعمر، ففلسطين ومصر بلد واحد وجزء من أمة ودولة واحدة هي أمة الإسلام ودولته التي يجب أن تعود يوما، أما الحدود التي ذهب رئيس الأركان لتفقدها فوجودها مخالف للإسلام، وتكرس لعصبية نهانا عنها رسول الله ﷺ بقوله: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، كما أنها تكرس ما يحاول الغرب ترسيخه في عقول المسلمين بأن قضية فلسطين هي قضية دولة جارة لا شأن لمصر بها، بينما الحقيقة أن قضية فلسطين هي قضية كل أمة الإسلام ويسأل عنها كل مسلم، ففلسطين أرض خراجية ملك لكل الأمة وتحريرها واجب على كل الأمة، وهو أوجب ما يكون على دول الطوق وعلى رأسها مصر وجيشها الذي يتفقد رئيس أركانه خطط تأمين الكيان الغاصب وهدم ما تبقى من أنفاق إن بقي منها شيء، وكأنه يقول ليهود بعد سلسلة فضائحهم للنظام المصري اطمئنوا فسنفعل ما بوسعنا حتى لا نُتهم بالفشل والتقصير مستقبلا، وسنحمي ونؤمن حدود سايكس بيكو حتى تكونوا في مأمن من غضب أهل مصر بسبب إجرامكم في حق أهل غزة، فأنهوا مهمتكم واقتلوا واغتصبوا وانتهكوا ما شئتم فأنتم في مأمن طالما بقينا في حكم مصر! إننا لا نتعجب من نظام العمالة الذي يسخر مصر وجيشها لحراسة وحماية كيان يهود وحصار أهلنا في غزة، ولو تطلب الأمر قتلهم فسيفعل، وقد فعل سابقا، فلا غرابة في مواقفه، فقد استمرأ الخيانة والانبطاح واستساغ حياة الذل والتبعية للغرب. إننا نتعجب من صمت المخلصين في جيش الكنانة الذين يشهدون لله بالوحدانية ويركعون له ويسجدون ويصومون ويحجون ويتصدقون! ألا يعرفون أن الحدود التي تفقدها رئيس أركانهم يقبع خلفها وعلى مرمى حجر ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين ومسرى النبي ﷺ، وأن اليهود يعيثون فيها فسادا وتدنيسا؟! ألا يغارون على حرمات الإسلام ومقدساته؟! يا أجناد الكنانة: إن أرض الإسلام كلها بلد واحد يستوي في ذلك أهل القاهرة مع أهل غزة وأهل كشمير وبخارى ودمشق، كلهم أمة واحدة من دون الناس لا يجوز خذلانهم ولا القعود عن نصرتهم وتحرير أرضهم لقوله ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»، وهؤلاء المسلمون هم مسؤوليتكم بعد أن تغلب العدو عليهم واغتصب أرضهم. يا أجناد الكنانة: لا شيء أوجب عليكم الآن من اقتلاع كيان يهود وكل ما من شأنه أن يحول بينكم وبين هذا الواجب من أنظمة العار والخيانة التي تعقد معه الاتفاقيات وتدعمه بكل سبل الدعم، وصدق من قال إن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير القاهرة من هذا النظام الذي يمعن في خذلان الأمة وقضاياها، وتنفيذ مخططات الغرب ورغباته. ولتعلموا أن هذا الكيان اللقيط لا يجوز أن يكون بيننا وبينه أية معاملات ولا تعاملات ولا معاهدات ولا اتفاقيات فهو دولة محاربة فعلا ولا يجوز أن يكون بيننا وبينه إلا حالة الحرب حتى يقتلع من جذوره وتطهر منه كل أرضنا المباركة. يقول ابن عابدين في حاشيته (3/238): "وفرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام فيصير فرض عين على من قرب منه، فأما من وراءهم ببعد من العدو فهو فرض كفاية إذا لم يحتج إليهم، فإن احتيج إليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو أو لم يعجزوا عنها ولكنهم تكاسلوا ولم يجاهدوا فإنه يفترض على من يليهم فرض عين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه، وثم وثم إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقاً وغرباً على هذا التدريج"، وجاء في المغني لابن قدامة: "ويتعين الجهاد إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم". (المغني 8/345) ويقول ابن تيمية: "إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليها بلا إذن والد ولا غريم، ونصوص أحمد صريحة بهذا" (الفتاوى الكبرى 4/608). فماذا أنتم فاعلون يا أجناد الكنانة مع هذا الواجب ومع من يمنعكم منه ويريد أن يوردكم جهنم؟ إن خيريتكم تقتضي أن تكون نصرا للأمة، حرصا على حرماتها، مسارعة في رضا الله عز وجل وطاعته، فطاعته أولى من طاعة حكام السوء بل واجبكم اقتلاع حكام الضرار هؤلاء وقطع دابرهم ودابر الغرب الذي يحركهم وإنهاء كل صور التبعية للغرب في بلادنا، وإعلانها دولة تطبق الإسلام الذي يرضي ربكم عنكم كاملا غير منقوص في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ الدولة التي تجيشكم وتدفعكم دفعا نحو جنة عرضها السماوات والأرض وعز الدنيا وكرامة الآخرة بتحرير بلاد الإسلام كلها وليس فلسطين فقط، ونصرة كل المستضعفين في الأرض، فسارعوا لها يا أجناد الكنانة ففيها حياتكم وهي التي تجعل الخيرية فيكم حقا وبها تستحقونها وأنتم لها وأهلها. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سعيد فضل عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 13 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 13 بسم الله الرحمن الرحيم حكومة قرغيزستان تكثف حربها ضد الإسلام بذريعة التطرف في 3 أيلول/سبتمبر، طرحت وزارة الداخلية القرغيزية للمناقشة العامة مشروع قانون يتضمن تشديد العقوبة ضد انتشار الإسلام بذريعة التطرف. وبموجب هذا القانون فإن أهل البلد سيحرمون من حريتهم لمدة 7 سنوات بتهمة إعداد مواد "متطرفة" أو حملها وتخزينها بغرض توزيعها أو تسليمها لغيرهم. وإذا ارتكب الفعلَ نفسَه مجموعةٌ من الأشخاص الذين حصلوا على تدريب خاص بتمويل أجنبي فسيتم حرمانهم من الحرية لمدة تصل إلى عشر سنوات. وتنص المادة المذكورة حالياً، على عقوبة السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات. كما يقترح الحرمان من الحرية لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات للقيام بأنشطة متطرفة، بما في ذلك النداءات العامة باستخدام الإنترنت أو وسائل الإعلام. وإذا ارتكب الفعلَ نفسَه مجموعةٌ من الأشخاص الذين حصلوا على تدريب خاص، فسيتم حرمانهم من الحرية لمدة من خمس إلى سبع سنوات. وتنص القوانين الحالية على فرض غرامة تتراوح بين 20.000 إلى 100.000 سوم على هذه الأفعال. بالإضافة إلى ذلك، تم إدراج مادة جديدة في مشروع القانون، توصي بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات للأشخاص الذين تلقوا إنذاراً سابقاً لحيازتهم مواد متطرفة. إن حكومة قرغيزستان لم تكتف بذلك، بل طرحت أيضاً للمناقشة العامة مشروع قانون يحظر على المسلمات ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويمنع المسلمين من التعلم وتوزيع الكتب في أماكن أخرى غير المساجد والمدارس الرسمية، وكان ذلك من خلال اللجنة الدينية. وبالإضافة إلى ذلك، ينص مشروع القانون هذا أيضاً على حظر إقامة الفعاليات السياسية المختلفة في المؤسسات الدينية، وحظر تشكيل الأحزاب السياسية والجمعيات السياسية الأخرى على أساس الدين وتمويلها، واستخدام الكلمات الدينية لتسمية الأحزاب أو في أنشطة الحملات الانتخابية، كما ينص على حظر النواب من ممارسة الأنشطة الدينية. إن حكومة قرغيزستان الحالية تحاول أن توفّق مشروع القانون هذا مع اتفاقية منظمة شنغهاي للتعاون بشأن مكافحة التطرف، وهذا يعني أنها ستتبع أسيادها الكفار في محاربة الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، تم وصم العلمانيين المنافسين للحكومة بالتطرف؛ حيث يسمح تعريف منظمة شنغهاي للتعاون، للتطرف بذلك. والدليل على ذلك اتهام بعض المعارضين بالتطرف قبل إقرار هذا القانون. في الواقع، مُنعت حتى الآن 21 منظمة دينية من النشاط في قرغيزستان وتعرض أعضاؤها لعقوبات مختلفة. وفي الوقت الحالي، تُبذل الجهود لتشديد العقوبات وتوسيع نطاق الأشخاص المتهمين بـ(التطرف) لأن الزيادة في الضرائب والمدفوعات في البلاد تزيد من استياء الشعب تجاه الحكومة. وكان هذا الوضع فرصة للمعارضة، وقد حاولوا استغلاله لمصلحتهم الخاصة. ومع ذلك، فإن الحكومة الحالية، التي تعتقد أنها "كسرت" زعماء المعارضة من خلال اعتقالهم، تحول محاربتها القادمة للمسلمين. ومن أجل قمع موقف واحتجاج المسلمين الحقيقيين، يتم اتهامهم بـ(التطرف) وتهديدهم بالاعتقال. وعلى الرغم من أن الحكومة تبحث عن مصلحتها الخاصة في مثل هذه التصرفات، إلا أن نظام الكفر العالمي يحارب الإسلام وقيمه في الواقع، ويقوم بتطوير مشاريع خاصة وتخصيص الأموال في هذا الصدد. من المعروف أن النظام الرأسمالي الاستعماري الذي يهيمن على العالم حاليا، على وشك الانهيار، وأن النظام الذي سيطيح به ويحل محله هو الإسلام. ولذلك يستخدم المستعمرون مشاريع مثل "الإسلام التقليدي" و"الإسلام المعتدل" لصرف انتباه المسلمين عن الإسلام النقي، ويتهمون من يتمسكون به ويحملونه بأنهم (متطرفون). ويتضح من ذلك أن حكايات (التطرف والإرهاب) التي اخترعها الكفار لمحاربة الإسلام والمسلمين. لقد رأينا أن سلوكهم يتوافق مع التعريف الذي قدموه. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أن روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بالإرهاب والتطرف في الحرب في أوكرانيا. فضلاً عن ذلك فإن جميع السلطات القرغيزية الحالية والسابقة قد وصلت إلى السلطة، وفقاً لتعريفها الخاص، عن طريق الاستيلاء على السلطة بالقوة، أو بالأحرى بوسائل متطرفة. لا شك أن مثل هذا النفاق في السياسة الدولية والمحلية يشير إلى الموت الوشيك للرأسمالية؛ لأن الفجوة الفكرية والسياسية في قرغيزستان تتعمق كما في العالم وفي المنطقة. وسيملأ الإسلام هذه الفجوة الفكرية، وسيملأ المسلمون الفجوة السياسية إن شاء الله، وستنقلب مكائد الكفار المستعمرين وعملائهم عليهم. قال الله تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير ممتاز ما وراء النهري اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 14 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 14 بسم الله الرحمن الرحيم أسباب تعثر المفاوضات حول وقف الحرب على غزة ربما يكشف لنا المشهد الحالي لحرب غزة، أن نتنياهو يريد تمديد الحرب لأطول فترة ممكنة، وسط تباين بشأن حجم الضغط الذي يمارسه بايدن على تل أبيب لوقف الحرب، فهل حقاً أن إطالة الحرب رهن قرارات نتنياهو وحده؟ أم أنها الحرب، والخديعة، والمكر، والمصلحة التي تمارسها إدارة بايدن على تل أبيب؟ إن المجرم نتنياهو الذي يستخدم دماء الفلسطينيين من أجل بقائه في الحكم لفترة أطول، على مرأى ومسمع النظام الدولي الذي هو الآخر يكيل بمكيالين، ومع استمرار الصمت العربي المخزي يتمادى هذا المجرم ليزداد دموية بقتل أهل فلسطين الأبرياء الذين تخلى عنهم حكام الخزي والعار، حكام المسلمين، في سبيل البقاء على كرسي الحكم، وجيوشهم قابعة في ثكناتها عفّنها القعود وأصابها الهوان! نتنياهو المجرم الذي فشل في تحقيق أهداف الحرب التي انفجرت تناقضاتها داخل حكومته وانعكست على الشارع في كيانه الذي يطالب بوقف القتال وإعادة الأسرى. أقول: إن أمريكا لو كانت حقا تريد وقف الحرب، لوافقت على تمرير قرار مجلس الأمن، بل إنها على عكس ذلك لجأت لتوسيع الصراع في البحر الأحمر، فماذا يريد بايدن كي يضغط على تل أبيب؟ وما هو حجم الدمار الذي يبحث عنه؟ كم ألف طفل يريد أن يموت كي يوقف المجزرة التي يرتكبها كل يوم في غزة؟! لقد بات واضحاً أن أمريكا في كل مرة تبدي تفاؤلاً لا علاقة له بالواقع بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، وفي كل مرة يُصرِّح وزير خارجيتها بأن الاتفاق أوشك على التوافق لولا موقف حماس المتزمت (كما يدعي) ليرمي الكرة في ملعب حماس حتى يصبح الجلاد هو الضحية، فهذه هي قيمة وموازين زعيمة الديمقراطية! لقد تكرر المشهد، ما الذي يجري؟ دماء وأشلاء تتطاير، ولا يوجد من يحرك ساكناً! ربما يكون الأمر أكبر من ذلك كله، فلنلق نظرة على موقف نتنياهو وهو يُصرُّ على إعادة الأسرى الأحياء والأموات، واستمرار تمسكه بمحور فيلادلفيا بين مصر وغزة، ويصر على استمرار الحرب ليتم القضاء على المدافعين عن أرضهم وعرضهم. من الواضح أن إدارة بايدن غير جادة في الضغط على نتنياهو لاعتبارات ربما تتعلق بموقف بايدن المؤيد لكيان يهود، ولعدم خسارة أصوات يهودية مؤثرة في الانتخابات الأمريكية، كذلك نتنياهو الذي يحاول التصرف وكأنه يرغب في الوصول إلى اتفاق لإرضاء أهالي الأسرى وتجاوباً مع ضغط الشارع في كيان يهود، في حين تجده يضع كل الشروط التي تعرقل الوصول إلى اتفاق، بل لم يعد هذا التكتيك خافياً على أحدٍ، إذ باتت سياسته مكشوفة للجميع. ربما أصبح من الواضح أن استمرار الحرب لم يعد مقبولاً لدى الشعوب التي تعتنق الديمقراطية وتتبجح بها، حتى باتت تشكل عبئاً على حكامها، ليحاولوا إيجاد مخرج للحرب التي كشفت زيف مبادئهم. للأسف أصبح الموقف يستجدي الشعوب الغربية للضغط على حكوماتها من أجل إيقاف الحرب، وفي المقابل نرى الشعوب الإسلامية صامتة وكأن الأمر لا يعنيها في شيء! أقول: لو كان لهذه الشعوب دولة تدافع عنها، وتحمي حقوقها لما تجرّأ كيان يهود المسخ على التطاول على شعوبنا، بل لما كان له وجود ولا أثر. ولكن بضياع الراعي ضاعت الرعية، منذ أن غابت شمس الإسلام، وغاب الحامي الذي يذود ويدافع عن حماه، ضاعت دولتنا وضاعت معها كرامتنا وعزتنا، وأصبحنا نلتمس الحل من الجلاد! حسبنا الله ونعم الوكيل، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 17 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 17 بسم الله الرحمن الرحيم ربيع الأول ورسول الله ﷺ شهر ربيع الأول هو شهر ذو أهمية كبيرة لأمّة سيدنا محمد ﷺ. فقد شهد ليس فقط ميلاد محمد ﷺ، بل أيضاً اصطفاءه خاتما للنبيين، ورحمة للعالمين. روى أبو الحسن علي بن حسين بن علي المسعودي (ت: 346 هـ) في كتابه "التنبيه والإشراف" ما يلي: "... فلما بلغ أربعين سنة بعثه الله عز وجل إلى الناس كافة يوم الاثنين لعشر خلون من شهر ربيع الأول... وله ﷺ يومئذ أربعون سنة وتنوزع في أول من آمن به من الذكور، بعد إجماعهم على أن أول من آمن به من الإناث خديجة". قبل رسالة النبي ﷺ، كان العرب مفككين، يعيشون في حالة من الجهل، وكانت النساء مضطهدات، وكانت البنات يُدفنّ أحياءً، وكان المجتمع غارقاً في قيود العبودية والخضوع. وكان زعماء القبائل، مدفوعين بالمصالح الشخصية، يمسكون بالسلطة المطلقة، يتصرفون كحكام ومشرعين وصانعي قرارات لمجتمعاتهم. وكانت رفاهية المجتمع مرتبطةً بمصالح هؤلاء القادة، ما ترك عامة الناس في حالة من الاضطهاد والضلال. لقد حررت رسالة النبي ﷺ العرب من قيود القبلية والجهل المظلمة، وأصبح الإسلام القوة الموحدة التي تربطهم، وغاب ولاؤهم الأعمى للقبائل وأصبح لله سبحانه ولرسوله ﷺ ولدينِه. وتحت رسالة النبي ﷺ، تحولت أمة كانت ممزقة ومُهانة إلى أمة موحدة وعزيزة. وأصبح المسلمون في شبه الجزيرة العربية حَمَلة الإسلام، ناشرين رسالة الرحمة والعدالة في جميع أنحاء العالم. ومن خلال الدعوة والجهاد، لم يقتصر تأثير الإسلام على تغيير حياة العرب فحسب، بل وحد أيضاً شعوباً من مناطق وأعراق ولغات مختلفة في أمة واحدة. فقد تجمع العرب والفرس والأتراك والأكراد...، تحت راية واحدة، في وحدة عملية لبلاد المسلمين. وحررت رسالة النبي ﷺ الناس من ظلم القوانين البشرية والأديان الزائفة، ووجهتهم للخضوع لله العادل وحده سبحانه. ولقرون عديدة، كان المسلمون من الشرق إلى الغرب موحدين في مهمتهم لنشر الرحمة والعدالة إلى كل الإنسانية. عند التأمل في حياة وتضحيات النبي ﷺ من أجل دين الله ﷻ، من الضروري أن نراجع وضعنا الحالي كمسلمين. ما هو وضع دين النبي ﷺ في حياتنا اليوم؟ هل تتوافق أنظمة الحكم، والسياسة الخارجية، والتعليم، والاقتصاد مع رسالته ﷺ؟ للأسف، فالحقيقة هي أن الإسلام بوصفه طريقة حياة شاملة، غائب إلى حد كبير عن شؤوننا الجماعية. فبدلاً من اتباع رسالة النبي ﷺ، يطبق الحكام الحاليون أنظمة علمانية فاسدة، ويقتصرون في تطبيق رسالة النبي ﷺ على المسائل الشخصية، بينما تُحكم الشؤون الجماعية والدولية بقوانين الاستعمار. اليوم، نحن منقسمون على أساس الدول الوطنية، بدلاً من أن نكون موحدين في دولة خلافة واحدة. وبدلاً من خوض الجهاد في سبيل الله ﷻ، يقاتل حكام المسلمين من أجل الوطنية والمصالح الدنيوية الأخرى. ونتيجة لذلك، نجد أنفسنا خاضعين ومضطهدين، في فلسطين وغيرها. ختاما، يُعد ربيع الأول فرصة للتفكير العميق في ديننا. يجب علينا الالتزام بديننا بالكامل والعمل بحسبه. يجب أن نسعى لتطبيق الإسلام في كل جانب من جوانب حياتنا، بما في ذلك شؤوننا الجماعية. يجب أن تُحكم جميع جوانب حياتنا برسالة النبي ﷺ. وفقط من خلال العودة إلى الإسلام واستعادة دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يمكننا استعادة الكرامة والوحدة التي كانت تميز الأمة الإسلامية في السابق. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير فاروق صديقي – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 19 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 19 بسم الله الرحمن الرحيم روح العلم بسم الله إنّ التعلم وطلب العلم هو السبيل الوحيد للمعرفة، فكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا بلا معرفة وثقافة تُحدّد له طريقا يسلكه ويسير فيه وفق تلك الثقافة التي تضبط سلوكه كي لا يضطرب ويتذبذب بين طرق عدّة؟! ولكن هل كل ثقافة ومعرفة نتعلّمها تؤدي إلى الطريق الصحيح؟ وإذا كان العلم لا يُوصل إلى الحقيقة فما هي الغاية منه؟ وإن كان العلم يستند من جذوره إلى معلم واحد فماذا يحدث لو تعدّد المُعلّمون؟ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. نعم إنّ كلّ علم مهما علا شأنه ولم يبدأ باسم الله لا قيمة له في موازين الحقيقة، لأنّ من علّم الإنسان هو الله سبحانه وكان علمه يكشف للإنسان حقيقة وجوده في هذه الدنيا وحقيقة ما قبلها وما بعدها، تلك العقدة الكبرى التي يبحث فيها الإنسان عن نفسه؛ من أين أتى، ولماذا أتى، وإلى أين يذهب؟ لقد تعلّم الإنسان من خالقه سبحانه أن بدايته من علقة؛ نقطة دم جامدة عالقة بالرّحم، معرفة لن تدع له مجالا ليتكبّر أو يتجبّر بل يحنو راكعا لكرمه باختياره رغم خليقته الضّعيفة أن يُعلّمه ما لم يعلم. ومن عظمة هذا العلم أن يُوثّق ويكتب بالقلم، فأمر الله نبيه ﷺ أن يكتب كلّ ما يُملى عليه من القرآن الكريم، هذا الوحي الذي جعل للبشرية سبيلا واحد تتبعه إذا أرادت النجاة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾. إن كلّ عالم - وإنْ وصل إلى ما تحت العرش - ثمّ لم يُدرك من فوق العرش، متكبرا صاحبه بهذا الإنجاز فهو مخطئ بل جاهل ولا يستحقّ صفة العالم لأنّه بعدما حلّق بعلمه إلى عنان السّماء يعود ويسجد لخشبة (الصليب) أو إلى المادة أو إلى الحياة الزائلة التي لا قيمة لها إلا بما قبلها وما بعدها. إنّ الغريب من أمة قادت الأمم بثقافتها وحضارتها وأنارت الدنيا بعدلها تتبارك بأن تبدأ باسم الله في أكلها وشربها وعملها وتجدها في علمها تفصله عن حياتها وترضى بثقافة نتنة، ثقافة العدو المستعمر تغزو مدارسنا وتفرض فرضاً على أبنائنا على أنّها هي الثقافة المثلى، ونسيت تاريخا مجيدا عندما كانت تقرأ وتتعلّم باسم الله! كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير سعاد خشارم اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 24 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 24 بسم الله الرحمن الرحيم إلى "ذوي الاختصاص الشرعي" الذين وجهوا رسالة إلى حكام المسلمين! إلى "ذوي الاختصاص الشرعي" الذين وجهوا رسالة إلى حكام المسلمين، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، وبعد: قرأنا نصحكم إلى حكام المسلمين لأن أمر الأمة آل إليهم كما ذكرتم في رسالتكم، فكان من الواجب عليكم أن تخاطبوهم باعتبار أن أمر الأمة آل إليهم في ظروف غاية في الصعوبة، ورسالتنا هذه إليكم يا ورثة الأنبياء ولا أعظم شرفا ولا مكانة من أن يرفع الله أهل العلم وطلبته إلى رتبة الوريث وكأنه من عصبة الأنبياء، ونحن إذ نوجه النصيحة لكم فإنما لأن الله أخذ علينا ميثاقا وعهدا ألّا ندع شيئا فيه مقال أو نصيحة إلّا وأن نأخذ بيد صاحبه إلى الخير، وقد ذكرتمونا مشكورين بحديث النبي ﷺ «الدِّينُ النَّصِيحَةُ...» وعسى أن تقبلوا منا نصيحتنا. أولا: لما قرأنا البيان بتوصيف حالة المسلمين اليوم وكيف يستحر القتل والظلم في بلاد الإسلام وفي غزة وفلسطين تحديدا، تصورنا أنكم ستصلون إلى النتيجة الشرعية فوق كونها عقلية في أن دعم المقاومة والتصدي لحماية الأقصى وصد العدوان لا يكون إلا بتحريك الجيوش وليس بالإصلاح القانوني عبر المجالس النيابية وحرية الرأي وإخراج السجناء، ولا ندري ما علاقة إخراج السجناء بالتصدي ليهود ونصرة الأقصى! وما علاقة إصلاح المجالس النيابية بدعم المقاومة! وللأمانة فإنني حاولت جهدي أن أعيد فهم الشرط والمشروط والسبب والمسبب فلم أجد أية علاقة بين دعم المقاومة ونصرة الأقصى وبين إخراج السجناء وإصلاح المجالس!! ثانيا: أتفهم أن نصيحتكم لمن تولى أمورنا هي تحت قوله سبحانه: ﴿وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ وإلا فإن الحكام قد وصلوا إلى مرحلة لم يعودوا يقبلون فيها النصح وإنما هم يصدق عليهم قوله تعالى على لسان فرعون: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ وقوله تعالى: ﴿قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾. ولا أظنكم يخفى عليكم هذا الأمر وأنتم تدرسون أسس العقيدة وأركان الإيمان ونواقضه، وربما الكثير منا قد درس في الجامعات والكليات التي يدرس بها الكثير منكم، فأي نصيحة عادت تنفع فراعنة هذا العصر عملاء الغرب؟! وحتى إن موسى الذي بعث لفرعون بالقول اللين: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً﴾ بعد أن يئس من حالته واستعصى علاجه خاطبه بقوله: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً﴾ فليس لين القول دائما هو الأسلوب الصحيح. ثالثا: إن رأس التغيير كما لا يخفى عليكم لا يكون بإصلاح البرلمانات والقوانين وإخراج السجناء والانتخابات النزيهة، وإنما هذا صرف للأمة عن قضيتها المصيرية والوحيدة وهي أن التغيير الحقيقي لا يكون إلا بتحكيم الإسلام وإقامة الخلافة وإلا فإنكم تعلمون يا ورثة الأنبياء أن كل ما ذكرتموه في رسالتكم هي أعراض لمرض أساس: وهو زوال الحكم بالإسلام والتآمر على الأمة، ولا يصح في العقول السليمة الطلب ممن كانوا سببا وما زالوا في إعانة الكيان اللقيط على البقاء في فلسطين، أن يطلب منهم الوقوف ضدهم! ألا ترون أن أمثلهم طريقة - وليس فيهم أمثل - هو من يغلق حدوده دونهم ثم يبعث لهم الطعام والشراب وعبوات المياه؟! رابعا: لماذا خلت رسالتكم من الحل الجذري والصحيح والذي دونه خرط القتاد؟! لماذا خلا من دعوة الجيوش للتحرك؟! ولا أظن هذا الحل يخفى عنكم، أم كأني بكم تتعمدون صرف الأنظار عن الحل الجذري والصحيح! ولأنني لا أريد إساءة الظن بكم فإني سأفترض أن الجواب أنكم قد تحدثتم بكلام عام وألفاظ عامة وهم (أي الحكام)، داخلون تحت الألفاظ العامة والنصوص المطلقة مثل: (التصدي للعدوان ورص الصفوف وفتح المعابر والوقوف في وجه الغطرسة...) فهل ترى هذا الخطاب العام يرفع الإثم عنكم ويبرئ ذمتكم أمام الله أم أن من نظم الرسالة تعمد صياغتها بكلام لا يُدرى فيه من المخاطب؟! وقد كان يجب عليكم أن تقولوا للحكام الذين اعتبرتموهم أولياء أمور أن يتقوا الله في الأمة وأن يعيدوا الجيوش إلى وظيفتها الصحيحة فلا تتحرك لتؤجر في ليبيا والعراق والشام وأفغانستان بأمر الناتو وأمريكا، وإذا تم اعتداء على أهل فلسطين وغزة صمتوا صمت القبور وحال (أولياء الأمور) دون حركتها! لقد كان يجب عليكم أن تستدلوا عليهم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ وتستدلوا عليهم بقوله ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ». أما أن تجعل المشكلة في السجناء وحرية الرأي وتعديل القوانين فهذا لا يقوله مثلكم! خامسا: وردت عبارات لم يكن لفهمنا المتواضع أن يهضمها أو أنها أقرب إلى الألفاظ غير ذات المعنى، وحبذا لو فهمناها؛ فلا أدري مثلا ما معنى "تداول السلطة"! فالتداول يفهم منه أن في الأمة أحزابا تعمل على أساس الإسلام وتتنافس على تطبيق الإسلام في الداخل والخارج وتحمل برامج، مع أن الأحزاب في بلادنا تُصنع كما تصنع أية سلعة، حتى إذا ما استهلكت طرحت على قارعة الطريق! ثم أي تداول ذاك الذي يكون في الأردن أو مصر أو سوريا أو الكويت أو السعودية والحكام يظنون أنفسهم ظل الله على الأرض؟! وأظنكم لو تريثتم قليلا قبل كتابة الرسالة لما ذكرتكم الكثير مما جاء فيها ولكن ربما هو (سبق قلم) كما يقولون! غفر الله لنا ولكم. وأخيرا.. فإننا نذكركم بالعهد والميثاق الذي أخذه الله على العلماء: ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ وأن الحل المصيري والجذري هو التغيير على أساس الإسلام وتحكيم الإسلام، وأن الخلافة فقط هي الكيان السياسي الذي لم يعرف المسلمون غيره طوال ثلاثة عشر قرنا، قبل أن يتآمر أحفاد أبي رغال وابن العلقمي مع الكافر المستعمر على هدمها، فلا أنظمة ملكية أو جمهورية أو أميرية أو رئاسية، وإنما هذه الأنظمة عرفها المسلمون بعد سايكس وبيكو، وإننا لا نرى ذمتكم تبرأ إلا بأن تبينوا للناس سبب مشكلتهم وكيفية الحل بألفاظ لا تحتمل العموم والإطلاق والتأويل، فالجيوش أيها العلماء والأكاديميون لا يحركها من كان حريصا على بقاء يهود أكثر من حرصه على نفسه، نسأل الله أن يأخذ بأيدينا وأيديكم إلى كل خير وأن يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. ألا هل بلغنا اللهم فاشهد. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير خالد الأشقر (أبو المعتز) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 24 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 24 بسم الله الرحمن الرحيم إقامة الخلافة الراشدة ودورنا (مترجم) نسمع الكثير من النقاش حول إقامة الخلافة هذه الأيام سواء في البلاد الإسلامية والغرب. أما أين ستقام الخلافة أولاً، فذلك بيد الله سبحانه وحده، فهو وحده الذي يمنح النصر. وبشرى النبي ﷺ تعطي خبراً حول مسألة الإمكانية. أما دورنا، فهو اتباع منهج النبي ﷺ لإقامة الإسلام في رعاية شؤوننا. منذ بداية المحنة في غزة، من الواضح أن الله سبحانه وتعالى يُعد العالم بشأن دين الحق. اليوم، تتحدث البلاد الإسلامية بأسرها عن ضرورة العودة إلى الإسلام، وتطبيق الشريعة، والتوحد كأمة واحدة. بعض هذه الأحاديث تمتد إلى مناقشة آخر الزمان وعودة الخلافة. كما أن العالم بأسره يتأثر أيضاً؛ حيث نسمع أصواتاً تدعم المسلمين بين الأشخاص النزيهين في الغرب. لقد تمت دراسة بشرى النبي ﷺ لقرون عديدة، من عدد لا يحصى من العلماء الأجلاء. كطلاب، يمكننا أن نرى أن الأخبار تشجع المسلمين على القيام بالأعمال الصالحة. وقد تأتي بعض الأخبار في سياق الطلب (أمر) للقيام بأحكام شرعية محددة، مثل القتال في سبيل الله. نعم، قد نختلف في التفسيرات، ولكن بغض النظر عن تفسيراتنا، يجب أن نلتزم بأوامر الإسلام فيما يتعلق بوضعنا. أما بالنسبة إلى ما يجب علينا فعله، فنرجع إلى سيرة النبي ﷺ: أ. لقد أعد النبي ﷺ صحابته في دار الأرقم. يجب أن تكون منازلنا وعائلاتنا وأصدقاؤنا ومجتمعاتنا نماذج لدار الأرقم. يجب أن تكون منارات للدين وهدايته المضيئة، وأماكن لتعلم الإسلام والدعوة إليه. ب. لقد جهز النبي ﷺ المجتمع للحكم بالإسلام. فقد خاطب ﷺ الناس بالأحكام التي تحكم علاقات الناس، مثل معاملة الإناث من الأطفال، والفقراء، واليتامى، والغش في التجارة. وفي زماننا، يجب علينا أيضاً أن نوجه خطابنا للمجتمع بشكل علني، متناولين مشكلاته ومقدمين الإسلام بوصفه البديل. إن القرآن الكريم والسنة النبوية يوفران مخططاً كاملاً للاقتصاد، والسياسة الخارجية، وسياسة التعليم، ونظام الحكم. ج. لقد جهز النبي ﷺ أيضاً أهل القوة والمنعة لنصرة الحكم بالإسلام. اتصل ﷺ مع محاربي القبائل وطالبهم بنصرته لإقامة الإسلام. استجابت قبائل يثرب بشكل إيجابي، بعد أن رفضت العديد من القبائل. من خلال بيعة العقبة الثانية، تم إعطاء النصرة للحكم بالإسلام. وأصبحت يثرب سلطة إسلامية باسمها العزيز المدينة المنورة، التي أضاءت جزيرة العرب بنور ساطع. لذا، يجب علينا اليوم أن نُعدّ أبناءنا وإخواننا وآباءنا في القوات المسلحة ليعطوا نصرتهم أيضاً. أما بخصوص المكان الذي يجب أن نعمل فيه: أ. من المعروف أن بعض الأماكن أكثر استجابة من غيرها. لقد كانت مكة هي المكان الذي نشأت فيه دعوة النبي ﷺ، ومع ذلك، كانت مقاومة للرسالة، حيث شعرت بالامتياز واستفادت من الوضع القائم. وفي المقابل، كانت يثرب أكثر استجابة، حيث واجهت العديد من المحن والمشاكل. إن البلاد الإسلامية هي مكان صالح لنا للعمل، إنها مليئة بالمسلمين الذين يحبون الإسلام ويرغبون في التعلم عنه، ولكنها غارقة في المشاكل وتبحث عن مخرج. ب. نحن الذين نعيش في البلاد الإسلامية لدينا العديد من الأقارب والأصدقاء، وهو مكان طبيعي لنبدأ منه. يجب علينا جميعاً أن نتعلم ونعلم. ويجب أن نتعامل جميعاً مع المجتمع ونقدم الأحكام الشرعية لمعالجة مشكلاتنا المجتمعية. كما يجب علينا جميعاً التواصل مع أقاربنا وأصدقائنا في القوات المسلحة. ج. نعم، بعضنا اضطر للهجرة خارج البلاد الإسلامية بسبب الصعوبات. ولكن، مثل المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، تظل قلوبنا وآمالنا مع بلادنا. جميعنا لدينا أقارب وأصدقاء هناك، ويمكننا إنشاء (نماذج رقمية) من دار الأرقم، حيث نتعلم الإسلام ونعلمه. ويمكننا حتى القيام بزيارة. وربما، بعد الدعاء والاستعداد، نجد طريقة للعودة. أيها المسلمون: روى أحمد أن رسول الله ﷺ قال: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، وهذه البشرى المباركة هي لرسول الله ﷺ الذي ﴿لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوْحَى﴾، هذا الحديث لا يبشرنا فقط بعودة الخلافة على منهاج النبوة، بل هو يوجب علينا أيضا العمل لإقامتها، فالحكم بما أنزل الله تعالى فرض، وأي فرض وقد مرت مائة عام على هدمها أيها المسلمون؟! فاعملوا لإقامتها، وانصروا الله وانصروا دينكم. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مصعب عمير – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 25 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 25 بسم الله الرحمن الرحيم بين برلمان 1993 وبرلمان 2024 في الأردن تم انتخاب البرلمان الأردني العشرين بتاريخ 10/9/2024، وقد حصل الإخوان المسلمون على 31 مقعداً من أصل 138 مقعداً، أي ما نسبته 22.46% من مجموع الأصوات. وقد انتخب مجلس النواب الحادي عشر في الأردن في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1993، حيث حصل الإخوان المسلمون حينها على 17 مقعداً من أصل 80 مقعداً، أي ما نسبته 21.25%. وهناك أمور متشابهة بين المجلس الحادي عشر سنة 1993 والمجلس العشرين سنة 2024، أهمها: 1- الحضور البارز لجماعة الإخوان المسلمين في المجلسين والذي بلغ تقريبا 22% من أعضاء المجلس في الحالتين. وجماعة الإخوان ممثلة بجبهة العمل الإسلامي هي أكبر جماعة إسلامية في الأردن، وتعتبر ممثلا طبيعيا للمسلمين بشكل عام هناك، لأسباب كثيرة منها الاعتدال في الطرح، وعدم التصادم مع الحكومة بشكل عام، وانتهاجها الطرح الديمقراطي. وبعبارة أخرى فإنها من وجهة نظر الحكومة تمثل الطيف الإسلامي في الأردن. كما تمثل التكتلات الشعبية الطيف العشائري والسكاني. لذلك تعتبر الحكومة والشارع الأردني أن القرارات الصادرة عن هذين المجلسين تمثل الشعب في الأردن بجميع مكوناته. 2- بالرغم من حصول جماعة الإخوان المسلمين على أعلى نسبة تمثيل في المجلس فإنها لا تكفي وحدها لتمرير أو تعطيل قرارات جوهرية خاصة المتعلقة بقضية فلسطين، ومعاهدة السلام بين الأردن وكيان يهود الغاصب لفلسطين. 3- تم عقد انتخابات المجلس الحادي عشر سنة 1993 بعد تعديل قانون الانتخاب، الذي اعتمد لأول مرة نظام "الصوت الواحد" بدلاً من النظام السابق الذي كان يعتمد على التعددية. كما تم تعديل قانون الانتخاب للمجلس العشرين وتخصيص 30% من المقاعد على المستوى الوطني للقوائم الحزبية. 4- تم تشكيل المجلس الحادي عشر سنة 1993 بعد مرور شهرين من عقد اتفاقية أوسلو بين كيان يهود الغاصب لفلسطين. ومن بعدها تم التوقيع على اتفاقية وادي عربة بين الأردن وبينه في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994 أي بعد أقل من عام من تشكيل البرلمان الحادي عشر. وقد عبر الإخوان المسلمون، من خلال حزب جبهة العمل الإسلامي عن رفضهم لهذه الاتفاقية واعتبروها غير مقبولة من الناحية الوطنية والدينية، وبالتالي قاطعوا التصويت عليها في البرلمان. إلا أنه قد تم تمرير الاتفاقية في البرلمان رغم معارضة الإخوان وبعض القوى السياسية الأخرى. وبالمقارنة فقد جاء برلمان 2024 العشرين في ظروف سياسية مشابهة من حيث الحراك السياسي والعسكري منذ اشتعال الحرب في غزة. ومن المتوقع تمرير قرارات من تحت قبة البرلمان بالرغم من معارضة أو مقاطعة حزب جبهة العمل الإسلامي. لا أظن أن التشابه بين البرلمانيين مجرد صدفة عشوائية، سواء من حيث نسبة تمثيل جماعة الإخوان المرتفعة في المجلسين أو لتشابه الظروف من حيث الشكل (قانون الانتخاب) أو المضمون (الظروف المصاحبة للمجلسين). ففي الوقت الذي تحتدم فيه الأعمال العسكرية والتدمير الممنهج الذي يقوم به الكيان الغاصب، ومحاولات التهجير المستمرة، فإن الحراك السياسي والمفاوضات تجري على قدم وساق في مصر وقطر وتركيا لإخراج حل سياسي لقضية فلسطين. ولا شك أن الأردن ليس خارجا عن إطار الحل النهائي أيا كان. سواء أكان موطنا لتهجير جديد من الضفة الغربية على الأقل، أو الدخول في اتحاد فيدرالي مع أي كيان يتم إنشاؤه تحت اسم فلسطين، أو في نهاية المطاف أن يصبح الأردن هو الوطن البديل لأهل فلسطين. وفي جميع هذه الحالات لا بد أن يحظى القرار أيا كان بموافقة البرلمان الأردني. أما ما هو المتوقع من مجلس النواب العشرين؟ فعلى الأغلب أن يتضح المشهد بشكل كامل بعد وقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، والانتهاء من محادثات الوضع النهائي لفلسطين. والراجح أنه سيتم الإعلان عن دولة فلسطين في الجزء المتبقي من الضفة الغربية أولا، والتي يتبعها مباشرة الإعلان عن اتحاد كونفدرالي يضم دولة فلسطين الناشئة، مع الأردن، ومن ثم تعاد صياغة الدولة الحديثة الناشئة من حيث التركيبة السياسية. وكان الملك حسين قد اقترح تأسيس كيان اتحادي يجمع بين الأردن والضفة الغربية تحت مسمى "المملكة العربية المتحدة" وكان ذلك بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970، التي شهدت صراعاً بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تكون هناك حكومتان محليتان لكل من الأردن والضفة الغربية مع حكومة مركزية تدير الشؤون الخارجية والدفاع. ومثل هذه القرارات المتعلقة بحاضر ومستقبل الأردن السياسي من حيث الاسم والشكل والمضمون تتطلب قرارات تصدر عن مجلس نواب ممثل لقطاعات الشعب المختلفة، لتأخذ الطابع الشعبي والرسمي. حتى وإن كان العمل السياسي في الأصل هو جزءاً من مخططات وترتيبات سياسية جرى طبخها في وزارات الخارجية البريطانية والأمريكية، حسب تصوراتهم عن الكيفية التي يجب أن تدار بها قضايا المنطقة. من هنا فإن البرلمان الأردني العشرين جاء بمواصفات مدروسة بشكل دقيق ليضفي الشرعية القانونية على النمط الديمقراطي للحلول السياسية المزمع اتخاذها خلال الفترة القادمة. والتي، لا قدر الله، إذا حصلت فستكون الأسوأ في تاريخ قضية فلسطين، وتهدر دماء عشرات الآلاف من الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن فلسطين. ولا بد من كلمة أخيرة، إن قضية فلسطين ليست قضية نظام الأردن، ولا برلمانات الأردن وحكوماتها، ولا نوابها أو وزرائها، وليست قضية السلطة الفلسطينية التي تم تنصيبها في أوسلو مسلوبة الإرادة والقدرة وفاقدة للأهلية، ويجب أن لا تكون في حقيبة أمريكا الدبلوماسية، ولا بضاعة لتجار الأفيون في لندن. إن قضية فلسطين هي قضية أمة تؤمن بأن الله محاسبها على كل قطرة دم تسفك على أرض فلسطين، وكل دمعة من أم تسكب على طفلها ورضيعها، وكل ذرة تراب يدنسها قتلة الأنبياء. إن قضية فلسطين لها قدسية أعظم من قدسية الكعبة والأقصى الشريفين، لها قدسية تنبع من حرمات المسلمين؛ دمائهم وأعراضهم. من هنا كان لا بد أن يحذر كل مسلم سواء أكان فردا أو جماعة من أن يكون ثقبا في قارب يؤدي إلى غرقه، أو مطية يركبها كافر أثيم ليصل بنا وقضيتنا إلى جحيم، أو أن يكون وقودا لنار يشعلها شياطين الإنس. على كل مسلم أن يكون قواما على الحق، لا يبيع بآخرته دنيا غيره. وعلى كل مسلم أن لا يعمل أو يكافح ليكون سنا في دولاب الحاكم الظالم، نائبا في برلمانه، أو وزيرا في حكومته، أو عالما على بابه. إن فلسطين القضية الكبرى اليوم ومنذ أكثر من 100 عام تحتاج إلى جيوش جرارة لا يحركها إلا خليفة المسلمين الذي يتقى به ويقاتل من ورائه، مؤتمنا على ثروات المسلمين وأعراضهم ودمائهم. هل هذا كثير علينا نحن المسلمين؟ هل هذا بعيد عنا أيها المسلمون؟ هل نقبل عن ذلك بديلا؟ ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾؟! قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير د. محمد جيلاني اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 26 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 26 بسم الله الرحمن الرحيم العلاقة بين إيران وأمريكا وما يدور خلف الكواليس بات من الواضح أن نتنياهو يسعى لجرِّ إيران إلى حرب مفتوحة لتوسيع رقعة المعركة، ولإحراج إدارة بايدن من أجل اتخاذ موقف لحماية يهود، إذ يسعى من خلالها إلى مواجهة بين أمريكا وإيران. وهذا تحديداً هو الذي سيطيل أمد المعركة في غزة، وهذا ما يطمح إليه نتنياهو. إن الانزلاق إلى مواجهة بين طهران وواشنطن ستكون له انعكاساته التي لا تصب في صالح أمريكا، ولا في صالح إيران، لذلك يحرص الطرفان على مراعاة قواعد الاشتباك، وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة. لذلك فهم يحاولون ضبط إيقاع الاحتكاك وفق قواعد متفق عليها، لذا مهما حاول نتنياهو توسيع نطاق الحرب وتوريط إيران بالانخراط المباشر فيها فلا يمكن له تحقيق هذا المراد، فمهما حاول ومهما خطط ومهما امتلك من دهاء لا يمكنه جرجرة طهران للمواجهة مع أمريكا لأن قواعد الاشتباك المتفق عليها لا يمكن لها أن تخرج عن المرسوم لها؛ فالأذرع والمليشيات التابعة لطهران في كل من لبنان، والعراق، واليمن، وسوريا، هي ساحة المواجهة البديلة بين أمريكا وإيران، لذلك لم نشهد ولا مرة واحدة قيام أمريكا بعمل عسكري أو أمني في إيران، وغالباً ما كان كيان يهود يقوم بالاستهداف المباشر وبالتنسيق معها. أما بالنسبة للرد الأمريكي فهو ضرب الوكلاء والمليشيات المرتبطة بها، وبالتنسيق مع طهران. لذلك في كل الأحوال لا أرى من جدوى لمحاولة نتنياهو من السعي وراء توسيع نطاق الحرب. لقد بات واضحاً أن أمريكا تعتبر سياسة طهران في المنطقة هي من ضمن استراتيجيتها في المنطقة نفسها. ربما يكون تهديد أمن كيان يهود قد يدفع أمريكا لاتخاذ إجراءات شديدة، إذ يمكن أن تتبنى عقوبات اقتصادية أو تحركات عسكرية محسوبة، لأنها لا تستغني عن الخدمة التي تقدمها لها إيران في المنطقة، وأيضاً فهي تدرك أن إيران تضغط على يهود عبر وكلائها من أجل التفاوض وإيقاف الحرب في غزة، التي باتت تشكل عامل ضغط على إدارة بايدن وهي تستعد لخوض جولة انتخابية مصيرية، لذلك هنا يكمن تفسير الدفع الإيراني لزيادة التوتر. إن تصريحات أمريكا الأخيرة بأنها لا تتوقع توسيع نطاق الحرب، وأنها تأمل في إيجاد الحلول بالطرق الدبلوماسية، هي بمثابة رسالة واضحة إلى طهران عليها أن تلتزم بها وأن لا تخرج عن الخطوط الحمراء لضمان عدم توسيع نطاق الحرب والمواجهة المفتوحة. إن قبول طهران بهذا الدور الوظيفي، وسياسة التخادم مع واشنطن، تسعى من خلاله إلى أن تتحول إلى قطب إقليمي يطمح لتحقيق أهدافه بشرط أن لا تتعارض مع المصالح الأمريكية. وعليه لا يمكن وصف العلاقة بين طهران وواشنطن والقول بأنهما أعداء، أو حلفاء، ولكنها علاقة معقدة يصعب فهمها إلا باستنارة وبرؤية ثاقبة، وهذا ما تقوم به الدولة التي تدور في الفلك المرسوم لها. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد - ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر September 27 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 27 بسم الله الرحمن الرحيم واقعنا المرير إن غياب الرؤية هي حالة يصاب بها أغلب الناس، فتختلط الأوراق وتسقط الثوابت، إلى درجة يمكن أن يصل فيها الشعور العام والوعي إلى الحياد مع الخصم، وهذا لعمري هو البلاء الذي عّم بلدانا حتى صار أكثر الناس يرجون التغيير ولكن عن طريق الأعداء. وهذا هو البلاء بعينه، حيث تصبح الفتن هي المسيطرة على المشهد ما بين مؤيد ورافض، وتصبح الهويات الصغيرة بديلا عن الهوية الكبيرة (الإسلام) إلى درجة يتقبل فيها كل طرف أية مساعدة خارجية لنصرته في صراعه، حتى لو كان مصدرها الشيطان نفسه. إن الهزيمة المذلة التي تلقيناها هي قبول ضياع دولتنا؛ عزنا وكرامتنا، واستسلامنا إلى مقررات أعدائنا. أقول: إن الذي يُبصر الطريق فإنه واضح المعالم رغم وعورة مسالكه، وإذا ما أمعنا النظر في حالنا اليوم فسنرى أن كل شيء يدفعنا إلى مزيد من الضياع إن لم نبصر الطريق الصحيح، فبعد غياب الحامي غابت البوصلة فاختلفت الاتجاهات وابتلعت رمال الصحراء معالم الطريق حتى وصلنا إلى سنوات التيه والضياع، ليس هناك أسوأ من المرحلة التي وصلنا إليها. وأكبر هزيمة يمكن أن تتلقاها حين يقودك عدوك ويتحكم بكل مفاصل حياتك! ففي مثل حالتنا اليوم نحن في العراق الذي لا يختلف عن باقي البلاد الإسلامية تحاول هذه المعادلة فرض نفسها بكل الوسائل، ويتجلى ذلك عبر أدوات التواصل المختلفة، وكثير من مروجي الإعلام المضلل ممن ليس لهم دور سوى البحث عن أدوار وهميّة، أو كأدوات مدفوعة من حيث تدري أو لا تدري. إن شعور أغلب الناس بالإحباط لا يبرر الانصياع لهؤلاء الإمعات، وهذا يتطلب عودة الوعي إلى مجتمعاتنا في ظل إرهاصات المرحلة التي تحاصرنا في كل مكان. أقول: إن جراح هذه الأمة لا يمكن لها الشفاء إلا بعودتها إلى الطريق الصحيح، طريق العز الذي انبلج نوره ليضيء لنا مساحات العتمة، ويدلنا إلى واضحات الطريق حتى لا نضيع في زحمة المسارات والدروب، إنه فجر الاسلام. فيا أيها الأمل الذي انتظرناه طويلاً أطل علينا فأنت الدليل والسبيل إلى النجاة، فبعدك عبث بنا الطغاة وتكالبت علينا أراذل الأمم، وبقدومك أيها الفجر ستزول عروش الطغيان، لقد طال انتظارك يا فجر. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 5 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 5 بسم الله الرحمن الرحيم حال المسلمين اليوم تمر على أمتنا اليوم أيام عصيبة، وتعصف بها أزمات كثيرة، لذا يتوجب على كل مسلم غيور على دينه أن يحاول بما استطاع أن يُمرر رسائل التفاؤل لإعادة الأمل لها من جديد. إن الاستسلام ليس من شيم المسلم، لذا يبقى التفاؤل بغدٍ مشرقٍ ليس ببعيد لتحقيق حلم الأمة وإعادة أمجادها لتصبح أمة قوية مرهوبة الجانب تخشاها جميع الدول. لذا أقول: نحن المسلمين لدينا مُسَلّمَة مفادها أننا أمة حية لا تموت ولكنها قد تمرض وما إن تتعافى فسرعان ما يحدوها الأمل لتعتلي مجدها التليد من جديد. لقد تجرعنا الأحزان والمآسي في كل الأزمنة منذ أن غابت دولتنا الإسلامية إلى محاكم التفتيش بشتى أنواع التعذيب على يد الإسبان في القرون الماضية، ولا زلنا نتجرع من هذا الذل مزيداً من التقتيل والتهجير، ولو أدرنا النظر في جميع العالم لوجدنا المسلمين يتحملون الجزء الأكبر من هذا الذل، وهذا الهوان الذي ضرب أغلب مدننا الإسلامية التي تمتلِئُ دموية وصراعات عرقية وطائفية خدمة للمشاريع الاستعمارية الغربية. ربما يمتعض كثير من المسلمين اليوم من واقعنا الذي أصبح لا يطاق، لنجد أنفسنا في واقع سياسي مزرٍ، واقتصادي مفلس، واجتماعي مخرب... أيها الإخوة: إنه الواقع الذي وجدناه ولم نختره، ولا يجب علينا أن نقبل به، ولنا في تاريخنا أمجاد وبطولات سطرها أجدادنا العظام، حين تحولوا من ذلك الظلام الدامس وذلك الوضع المزري إلى حياة عزيزة كريمة، حياة الأنفة والشموخ التي رسموها بدمائهم الزكية، وسعوا لها ونالوها بقوة السيف. لذا لا أرى جدوى من التباكي وسط الفيافي، فلا يُعقل أن أمة الملياري مسلم لا يوجد لها من يحميها ويذود عن حماها. لذلك يسعى الغرب دائماً إلى تشويه صورة الأمة ويلصق بها كل التهم الباطلة من مثل الإرهاب والتشدد، والتعصب، لتصبح هذه التهم مفاهيم تُدرس في مدارسنا وجامعاتنا حتى بات المسلم يخجل من تاريخه! لكي تبقى هذه الأجيال في اعوجاج لا تميز بين الخطأ والصواب ولتتوجس فتنسلخ عن هويتها الإسلامية. لذا علينا أن نعي ما يدور وما يحاك لهذه الأمة من دسائس، وأن نفهم من هو السيد ومن هو العبد، ومن الذي يحكم ومن الذي يسود. ولو نظرنا جيداً لوجدنا أن أغلب اللاجئين في العالم اليوم هم من المسلمين، وأن أكثر الحروب دموية تقع في بلاد المسلمين، وكل ذلك لتحقيق مصالح الغرب. والحقيقة التي لا غبار عليها أن الغرب الكافر وعلى رأسه الشيطان الأكبر أمريكا لا يريدون لهذه الأمة أن تنهض من جديد، ولا يتخيلون أنفسهم في زمن السلطان سليمان القانوني، ولا زمن طارق بن زياد ولا زمن صلاح الدين الأيوبي. كذلك علينا أن ندرك أن ما أصابنا من مصائب إنما هي بسبب تقصيرنا في جنب الله وتفريطنا بمنهجه القويم. لذلك، كيف كنا بالأمس وكيف هو حالنا اليوم؟! حين انتصر المسلمون على الروم في معركة اليرموك المشهورة، وقف ملكهم يسأل قادته عن سبب انكسارهم علماً بأنهم أكثر عدداً وعدةً من المسلمين، فأجابه أحد قادته: إن هؤلاء الرجال الذين نحاربهم يحبون الموت كما نحب نحن الحياة. نعم، فإن ما أصابنا اليوم هو الركون إلى الدنيا، وكراهية الموت الذي لا بد منه. بتلك السجايا العظيمة ساد أسلافنا الدنيا وملكوها وبنوا ذلك العز والمجد التليد الذي رسم ملامح الحضارة الإسلامية العالمية التي انتقلت بهم تلك النقلة العظيمة من أخلاق الجاهلية والعبودية الفاسدة إلى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ حيث الأرواح المتعلقة بالسماء، والنفوس السابحة في العلياء، ولكن للأسف دار الزمان حتى مضى بالمجد قوم آخرون! دارت الأيام، وتغير الحال، وهوت الأمة من العلياء ليصبح حالها أن تستجدي الحلول من الغرب المجرم! ويبقى الأمل يحدونا، والتوفيق من الله للعاملين للعودة إلى الحياة الإسلامية واستئناف العمل بشريعة الله هو أملنا المنشود، وما ذلك على الله بعزيز. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 6 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 6 بسم الله الرحمن الرحيم الانتقال من عهد "خادم الحرمين الشريفين " إلى عهد "الوطنية وسحق الأمة الإسلامية"! قام عبد الرحمن الراشد، أحد كتاب جريدة الشرق الأوسط السعودية التوجه، بالتلويح إلى الصعوبات التي تعترض النظام السعودي في تحولات توجهاته في إعلامه الداخلي والخارجي على يد محمد بن سلمان بعد أن قام باعتماد خطاب مغاير لما كانت عليه المملكة لعقود فاتت، حيث كانت في عهد كل من فهد وعبد الله بن سعود تتبنى لبس قميص "دولة التوحيد" مع وضع مسمى "خادم الحرمين الشريفين" على الملك. وأكدت مقالة الراشد بتاريخ 21 ربيع الأول 1446هـ الموافق 24/09/2024م أن المحاولات ما زالت حثيثة في عهد ابن سلمان في استبدال هوية وميول أهل البلاد والتي سماها "الأممية المستوردة وأخرى محلية" أي مبدأ الإسلام العظيم الذي جاء رحمة للعالمين، إلى أخرى تنحصر بحدود وطنية ضيقة ولا ترى مرجعا سوى أهواء حكام آل سعود. تلك الأهواء التي قامت باستجلاب الجيش الأمريكي إلى بلاد الحرمين عبر "فتاوى علماء السلطان" لإنقاذ حكم آل سعود مقابل خدمة مصالح أمريكا في المنطقة. بل جعلت حكام آل سعود الفسقة الفجرة عبيد الكفار بمقام الأنبياء والمرسلين وحماة الدين! لإلقاء الضوء أكثر على الإشكالية الموجودة في توجهات حكام آل سعود، في السعي للتبرؤ من نظام الإسلام ودعوته، ذكر عبد الرحمن الراشد ما يلي: "مقارعةُ الأممية المستوردة أو المحلية من أعمال الوطنية، لكنَّها ليست الهدفَ الوحيد. دولُنا كانت إلى قبلِ مائةِ عام تتكئ على القبلية والروابطِ المحلية المحدودة، وعند نقصِ تعزيز الهوية الوطنية تسعى الطروحات الأممية أن تكونَ الشرعيةُ والمرجع. لقد حاولتْ وفشلتِ القومية، من ناصريةٍ وبعثية، والشيوعية العربية، ماركسية وماوية وكذلك اشتراكية، من أن تعبر الحدود، بخلاف الإسلاموية التي سعت لتطويع الدين والتراث، وتحوَّلت من مجردِ فكرة مناقضة للوطنية إلى جماعةٍ منظمةٍ شكلت أعظم تهديد لفكرة الدولة والوطن والمواطنة". هل توحي تلك الجمل بأن عبد الرحمن الراشد نسي أن مملكة آل سعود قامت على تحالف مع آل الشيخ، أي جماعة محمد بن عبد الوهاب التي لبست بالتحالف مع آل سعود "لبوس الدين الأممي" لكنها كرست مبدأ العلمانية أي فصل الدين عن الحياة بترك إدارة سياسة الدولة لآل سعود وما سوى ذلك لآل الشيخ أي مبدأ رجال الدين مع أنه لا يوجد في الإسلام رجال دين؟! بل كل الرعية بحسب الإسلام مخاطبون بالحكم الشرعي، أي مسؤولون، ولا يختص الإسلام برجال دين دون آخرين، عدا أن هذه المسؤولية المنوطة بالجميع تشمل نصح الحكام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بل والعمل على محاسبتهم بل قلعهم إذا لزم الأمر والإتيان بغيرهم ممن يهتم بشؤون الناس وفق أحكام الشرع وعدم اعتبار السياسة أمراً خاصاً بفئة معينة بل العمل على تبوؤ المسؤوليات العامة شخصيا بدافع رعاية شؤون الناس وليس انتظار آخرين يقومون ذلك سواء بالتمني أو تزكية آخرين لذلك. على كل لئن نسي عبد الرحمن الراشد ذلك الحلف العلماني المغطى بالمذهب الوهابي فإن ذاكرة الناس لا تنسى، أو لنقل أرشيف الصحافة. حيث ذكرت صفحة دويتشه فيله الألمانية بتاريخ 17/09/2010م المعلومات التالية عن أسباب استقالة عبد الرحمن الراشد من إدارة قناة العربية: "وتعود ملابسات استقالة الراشد إلى تفاعلات داخل القناة وفي علاقتها بالمؤسسة الرسمية في السعودية، على خلفية بث برنامج حول علاقة الإسلام والغرب، تضمن انتقادات للدعوة الوهابية المستندة إلى المذهب الحنبلي، الذي يعتبر المذهب الرسمي في المملكة". وقد أشار الراشد في بيانه إلى أخطاء تحريرية وأوضح أن طبيعة عمله تقتضي منه "تحمل مسؤولية ما يُبث، وهذه أصول المهنة". بيد أن توقف الراشد عن كتابة عموده في صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن، غذى التأويلات بشأن ارتباط الموضوع بخلفيات سياسية وصراعات بين تيارات وأجنحة داخل المملكة قد تكون اعتبرت ما وصف بأنه "أخطاء تحريرية غير مقصودة" تجاوزا لخطوط حمراء. وبرأي عبد العزيز الخميس، الذي عمل في منتصف التسعينات، رئيسا لتحرير مجلة "المجلة" التابعة للمجموعة المالكة لصحيفة الشرق الأوسط، أن "مقالات الراشد، التي تعتبر رأسماله الأدبي، تم حجبها من صحيفة الشرق الأوسط كرد فعل غاضب من النظام السعودي على ما بُث في قناة العربية من انتقادات وتعرض لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث تشكل العلاقة بين دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب والأسرة المالكة في السعودية، أحد أسس نظام الحكم في السعودية، إذ قامت المملكة تاريخيا على تعاقد بين "الإمام والأمير" أي الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود الذي يعتبر المؤسس الأول للمملكة" انتهى الاقتباس. لا أظن أن هذه المعلومات تحتاج إلى كثير شرح، فهي تبين أن النظام السعودي لم يكن يريد الاستعجال بإظهار وجه حقيقي معادٍ للإسلام في عام 2010م بل بوجه متنكر موالٍ له وذلك للتمكن من استغلال الوهابية وتطويع الدين إلى أكبر قدر ممكن قبل أن يرمي "الوهابية" وخدماتها المقدمة عبر قرون من الزمن ويتنكر لها لاحقا، بخلاف عبد الرحمن الراشد العجول في إظهار علمانيته الصريحة وعدائه لكل ما يمت للدين الإسلامي بصلة وكماليته والتي أراد من دولة آل سعود أن تأخذ منحاه في الاستعجال في فتح شواطئ العراة وتكريم أهل الموسيقى وفتح كل التسهيلات لهم ليكونوا بديلا عن (مساجد الله والإنصات إلى القرآن الكريم وتطبيقه) والاستعجال في الدعوة إلى كشف المرأة عورتها عبر المصارعة النسائية وكرة القدم النسائية والتنصل من كل أحكام النظام الاجتماعي ومنها أحكام المحارم أثناء السفر، وتكريم من يقوم بتحريف دلالات النصوص الشرعية لتناسب مصالح حكام آل سعود ومنها تكديس ثروات مسروقة من أموال الأمة الإسلامية من معادن ونفط، وكذلك تصوير الإسلام على أنه يقبل العيش والتعايش مع مفاهيم الكفر، ومنها مفاهيم الوطنية والقومية والاشتراكية والرأسمالية، وكذلك أهم من كل ذلك النظام الملكي المستورد من بريطانيا. نعم لم يقم عموم المسلمين بتطويع الدين عن حقيقته بل من قام بذلك هم حلف آل الشيخ الوهابي وآل سعود بحيث طوعوه ليناسب جيوب آل سعود من أول يوم نشأت فيه مملكتهم بإسلام على مقاسهم؛ إسلام مدجن لا يرى حرمة في موالاة الكفار وتسليمهم البلاد عسكريا ولا في إدخال الكفار إلى داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة! إسلام معدل لا يرى في "سعودة" الإسلام بأسا وتفريق المسلمين على أساس المكان الذي ولدوا فيه! إسلام محرف يستقدم أمثال نانسي وهيفاء وإيغي أزاليا إلى البلاد ليلهوا المسلمين بتوافه الأمور وليجعلوا الكفر والفسوق وجهة نظر معتبرة وطريقة حياة الكفار نموذجا للاقتداء! إسلام مروض ليجعل قبلة الصلاة واشنطن بدلا من الكعبة في مكة المكرمة وليجعل أهواء الشياطين قيادة فكرية وقاعدة فكرية بدلا من العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية! وما يؤكد ذلك هو دعوة ابن سلمان بترك العمل بالأحكام الشرعية المتعلقة بالعقوبات إن كانت صادرة عن أخبار آحاد، ولا أخاله يقصد بذلك سوى إن وردت عن طريق السنة النبوية الشريفة. من الجدير بالذكر أن عبد الرحمن الراشد أيضا ذكر في مقالته: "وقد حاولت هذه الجماعاتُ هدمَ مفهوم "الوطن" بسلسلة طروحات تشكّك في فكرة الدولةِ وتقديم فلسفة تعادي الوطنية، بالإنكار لرموزها، ضد تحيةِ العلم، وضد السَّلامِ الملكي، وضد احترامِ الحدود والعهود، وضد القوانين، وتعارض التَّطورَ والتغيير. اليوم تزداد أهميةُ تعميقِ الوطنية، الانتماء الطبيعي، وليس الشكلي والسطحي، أو المتطرف والشُّوفيني. فالوطنيةُ تلعبُ كقوةٍ توحيدية، وتعزّز التماسكَ ضد الانقساماتِ الأيديولوجية والإثنيةِ والطبقية، وتعمل على توحيدِ المجتمع نحو تحقيقِ الأهداف المشتركة لبناء البلاد وتنميتِها. وتعميقُ الانتماء بفهم تاريخ البلاد وجغرافيته، والاعتزاز بإنجازاته. السعودية بلدٌ من أقدم الأمم، شاركَ المنطقةَ والعالمَ تاريخه على مدى آلاف السنين، والقليل إلى هذا اليوم يُعرف عن تلك الأزمنةِ حيث تجري عمليات بحوثٍ واسعة ميدانية تنقيبية وأكاديمية عن الامتدادات التاريخية للمملكة. والتطور الاجتماعي لا ينفي الأصالة بل يعبر عن القوة والثقة". انتهى الاقتباس. فها هو هنا يتنصل من تاريخ آل سعود وآل الشيخ "الوهابية" الذين كانوا يقولون بحرمة الاحتفال بالروابط الوطنية. نعم كل المعزوفة التي كانوا يقولون بها عن حرمة الوطنية تغيرت عند طاقم الإعلام السعودي وكهنة معبدهم من أشباه العلماء أو قل هيئة كبار العملاء عند تغير هوى عبد الله آل سعود عام 1426هـ-2005م بقيامه بتبني العمل بالاحتفال باليوم الوطني. فأصبح حرام الأمس حلال اليوم حتى عند كتاب البلاط من جريدة الشرق الأوسط! فلو دخل الكفار جحر ضب لدخله أمثال هؤلاء دون تردد. أما محاولة ربط هدم مفهوم الوطن واحترام الحدود بجماعات معينة فهو محاولة يائسة من الكاتب لنفي أن يكون هناك مبدأ متكامل في الإسلام يعالج كل مشاكل الإنسان في الحياة والدولة والمجتمع ولنفي أن الإسلام يدعو المسلمين ليكونوا "أمة إسلامية عالمية واحدة" دون أن يقدم دليلا واحدا على ذلك من نصوص الإسلام الصريحة والبينة، بل كل محاولاته تلك في تجنب الحديث عن الأدلة الشرعية هي محاولة لإيهام القارئ كما تفعل الكثير من الأنظمة ومطبليها بأن هناك طروحات غريبة تأتي من أعداء في كوكب المريخ كما في مسلسلات وأفلام هوليود التي يعتاش عليها أمثال المفكرين في جريدة الشرق الأوسط والتي غايتها صناعة جيل يعيش على الخرافات وتمجيد الكافر المستعمر، وأن الكافر المستعمر ينقذ البشرية من تهديد "أجسام غريبة على كواكب أخرى" لمستقبل وجود الكرة الأرضية. نعم أمثال هؤلاء "المفكرين" يعيشون بعيدا عن صناعة الأحداث اليومية بل يبقون متفرجين عليها ويريدون من الآخرين أن يقتدوا بهم في ذلك ليصبحوا مطايا عند حكام آل سعود ومشغليهم في واشنطن. ربما لا يعرفون كيف قام أهل غزة بتكسير كل خرافات أفلامهم الهوليويدية عن كيان يهود الذي لا يقهر. مشكلتهم ليست مع أهل غزة وحدهم بل مع كل الأمة الإسلامية التي لا تصدق رواياتهم عن العدو الذي لا يقهر حيث إن أساطيرهم تلك أصبحت عند المسلمين كأساطير الأولين. مشكلتهم مع الأمة الإسلامية كبيرة لأن اهتزاز كيان يهود هو انعكاس لاهتزاز عروش سايكس بيكو ومنها السعودية التي لا تحمل رسالة خاصة للبشرية بل هي دولة تابعة وظيفية للدول الغربية. وحتى لا أقع في خطأ عبد الرحمن الراشد نفسه من تنكر الأدلة الشرعية، أذكر هنا باختصار مسألتين وهما الدليل الشرعي المتعلق بضرورة المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية "العالمية"، وأكذوبة أن "السعودية بلد من أقدم الأمم": أما الأمة الإسلامية فهي أمة واحدة قولا واحدا ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾. أما كون أن هذه الوحدة ليست مجرد وحدة شعورية وفكرية بل تتعداها لتكون سياسية فقد دلت السنة النبوية على ذلك من خلال الأحكام الشرعية التفصيلية في كل مناحي الحياة ومنها قول النبي ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ» رواه أحمد. وقوله ﷺ: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ» رواه مسلم. نعلم يقينا أن كل هذه المفاهيم الشرعية تزعج مصالح حكام آل سعود وامتيازاتهم التي اغتصبوها دون حق، وتزعج كذلك من حصر عمله بهم على أساس ما يصله من هبات مالية. أما أكذوبة أن السعودية بلد من أقدم الأمم فالكل يعلم أن حكم آل سعود ليس من أقدم الأمم بل حكمهم قصير نسبيا بالمقارنة مع حكم الأمة الإسلامية بشريعة ربها عبر دولتها الممتدة بالتاريخ لـ1300 عام. فربما اختلط على الكاتب أن آل سعود خرجوا على الخلافة العثمانية حيث شكلوا فيها هم وشركاؤهم الوهابية "الحركات الانفصالية" وعملوا جاهدين على تفكيكها إلى دول وظيفية عديدة عبر الدعم المسلح الذي تلقوه من سيدتهم بريطانيا آنذاك صاحبة السبق في نشر النظام الملكي في الخليج العربي بغية الاستئثار بمقدرات الأمة الإسلامية. وختاما نحب أن ننوه بضرورة أن تراجع الأوساط الإعلامية حساباتها من دين الإسلام العظيم، فهذا الدين المنزل من الله سبحانه وتعالى للبشرية باق وكلنا راحلون. قال الله سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نزار جمال اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 8 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 8 بسم الله الرحمن الرحيم دعوة سفير بريطانيا لنواب الأردن دعوة استعمارية وجهت السفارة البريطانية في الأردن ممثلة بالسفير البريطاني دعوة للنواب الفائزين في الانتخابات، لحضور حفل استقبال في حديقة منزل السفير البريطاني، وهم بعد لم يصبحوا نوابا رسميين حسب الإجراءات البروتوكولية المتبعة، ولكن كانت الدعوة حسب ما جاء على صفحة السفارة البريطانية في عمان، "في الليلة الماضية، استضفنا 45 نائباً منتخباً حديثاً في حديقة منزل السفير البريطاني. تهانينا على توليكم أدواركم الجديدة في البرلمان". ولم يلب الدعوة بقية النواب الفائزين ومنهم أعضاء جبهة العمل معللين ذلك بسبب مواقف بريطانيا الداعمة للاحتلال فيما يجري بفلسطين منذ حوالي العام وفيما جرى مع لبنان مؤخراً، وأن الدعوة ليس لها مناسبة، كما لم يتلق مجلس النواب أية دعوة رسمية حتى يدعى إلى السفارة البريطانية، ولم يؤد أعضاؤه اليمين بعد، كما جاء على لسان النائب ينال فريحات الناطق الرسمي لكتلة جبهة العمل الإسلامي. ولنا مع هذه الدعوة الوقحة وقفة: أولا: إن بريطانيا تتولى إدارة شؤون النظام في الأردن منذ تأسيسه بل قبل تأسيسه، يوم أن رعت جدهم (الشريف) موهمة إياه أنها ستعينه ملكا للعرب، بعد أن تآمر معها على الخلافة العثمانية، فوجه لها طعنة نجلاء أصابتها في مقتل. ففي الوقت الذي كانت تحارب فيه الخلافة الكفار من إنجليز وفرنسيين، كان هو بدوره يعلن (ثورته العربية) وكان من نتائج ذلك هدم دولة الخلافة، ولم تف بريطانيا له بوعودها، وبقيت بعد ذلك تشرف عليه وعلى أبنائه في سوريا والعراق وإمارة شرقي الأردن، ثم سحبت منهم سوريا والعراق وأبقتهم على ما هم عليه عملاء مخلصين لها في الأردن. ثانيا: إن استضافة السفير للنواب المعينين هي استضافة صاحب البيت والوصاية للضيوف، فبريطانيا ما زالت هي صاحبة النفوذ والمالكة للأردن ملكا وحكومة، بل وحتى نوابا، وقد سبق أن وردت تصريحات وحقائق عن حجم التدخل الذي يقوم به السفير البريطاني بالانتخابات والتعيينات بل وحتى بالقوانين التي تنظم العملية الانتخابية. فلم يعد سرا أن هذا النظام لا يرد يد لامس، فهو يقبل كل شيء حتى لو كان ضد مصالحه، ولا أدل على ذلك من عشرات القواعد العسكرية الغربية التي تنتشر في طول البلاد وعرضها بإذنه وبغير إذنه، فهو لم يعد معنيا بالبلاد وهمه ليس أكثر من البقاء على كرسي الحكم، وبيع كل مقدرات وثروات الأردن وملء جيوبه سواء باسم الخصخصة، أو تشجيع الاستثمار، أو البحث عن المعادن باستقدام الشركات الوهمية. ثالثا: إن عمالة الحكام في الأردن ليست خبرا ذا بال، فالاستفاضة والشهرة فيه بلغت حدا لم يعد يطلب فيه الزيادة، إلا أن النواب وهم من جنس الناس، والمفترض أنهم يمثلونهم، لم يكن متصورا أن يلبي دعوة السفير ثلثهم، في الوقت الذي ما زالت فيه بريطانيا على أعينهم تدعم كيان يهود الذي يعربد في غزة ولبنان والضفة الغربية، فيقتل ويدمر ويعتقل. رابعا: كان ينبغي للنواب الناجحين بالانتخابات مؤخراً، أن يكون لهم موقف مشرف، وقد تكشفت لهم حقيقة تخاذل النظام عن نصرة أهل فلسطين، موقف يبعد عنهم سخط الله فيعلنون فيه جهارا بأننا لن نلبي دعوة الدولة المستعمرة الكافرة، الملطخة أيديها بدماء المسلمين، والتي أعطت وعد بلفور ليهود، وقبلها بسنة اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة التي صنعت هذا النظام، بل وقبل ذلك تآمرت على الخلافة وهدمتها، فليست المشكلة في بريطانيا هي موقفها من الاحتلال فقط، بل إن عداءها للأمة الإسلامية هو عداء تاريخي، كان قبل تسليم فلسطين بعشرات السنين وما زالت الأنظمة التي زرعتها ومنها النظام في الأردن يعملون للحيلولة دون عودة الإسلام للحكم. ولقد كان واجبا على النواب الذين رفضوا دعوة السفير خاصة الإسلاميين أن يستدلوا على رفضهم بقوله تعالى ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ...﴾ لا أن يكون سبب رفضهم الدعوة هو اعتراضاً إجرائياً يتعلق بكيف وبمن دعاهم! خامسا: إن بريطانيا هي أم الخبائث، وهي دولة محاربة فعلا، فهي تحتل بلادا للمسلمين، وتتآمر علينا ليل نهار، وتحول بيننا وبين نهضتنا على أساس الإسلام، وتحظر حزب التحرير لأنه يعمل لعودة الخلافة، فهي لا تقل عداء عن كيان يهود اللقيط إن لم تَفُقْهُ عداءً، ولا أدري كيف فصل النواب بين يهود وبين من جاء بهم إلى فلسطين؟! بل كيف فرقوا بين من يقتل المسلمين في فلسطين وبين من يدعمهم بالسلاح والعتاد؟! يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ هذا واقعهم، وأي نظرة غير هذه النظرة فعلى صاحبها أن يعيد النظر في فهمه للعقيدة. إن قوة وهيبة الدولة تنبع من قوة مبدئها الذي تعتنقه، ولما كانت الدولة الوطنية تابعة للغرب الرأسمالي وصنيعته، أصبحت الدويلات القائمة في بلاد المسلمين ولايات تابعة للغرب، يخطط وينفذ ما يريده عبر سفاراته فيها. وإذا أردنا قوة وهيبة وعزاً، فبعز الله يعز المؤمنون بإقامة سلطان المسلمين؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة ترفع عنا التبعية والذل. ومثال على موقف دولة الخلافة المشرف من محاولات بريطانيا الاستعمارية ما ورد في نص الرسالة التي قرأها السير غراي في مجلس العموم البريطاني في التاسع والعشرين من شباط/فبراير عام 1792، ووصفها العضو الذي قدمها بأنها نص جواب الصدر الأعظم إلى السير روبرت إينسلي الوزير البريطاني إلى القسطنطينية، خلال المفاوضات الروسية - ربما لا يوجد رسالة صيغت بلغة حافلة بالتحقير والازدراء أكثر من هذا الرد للديوان التركي تجاه عرض المساعدة البريطانية لهم في أزمتهم الأخيرة مع روسيا. جاء فيها: "إن لم تكونوا أكثر الدول النصرانية فجورا، كما يعرف عنكم، فلا شك أنكم أكثرهم جرأة في الغطرسة والوقاحة لتقترحوا علينا حمل قوة مثل روسيا على الإذعان. إن مثلكم وبعض القوى النصرانية التافهة الأخرى متحدة تظنون أنكم مساوون لنا في القوة، فنحن أخبر بقدرتكم، وبالتالي فإن وقاحتكم هذه ترقى إلى حد الجسارة، وإلى الإملاء السفيه، الذي يحط من قدر مجالس الحكم في بلادكم ويجعلها جديرة بالازدراء". كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد تقي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 9 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 9 بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ في خضم ما يجري من أحداث في فلسطين ولبنان، وما يصيب أبناء المسلمين من دمار ومجازر وحشية على أيدي يهود بدعم من أمريكا والغرب، في خضم هذا كله نسمع أصواتا نشازا تفرح لما يجري في لبنان من قتل ودمار، بل وصل الأمر إلى احتفال البعض وتوزيع الحلوى على مقتل قادة حزب إيران على أيدي يهود المجرمين. متجاهلين أن هذا القتل والدمار والإبادة التي تحدث في فلسطين ولبنان ما هي إلا حرب على أمة الإسلام كلها، وليست حربا على فئة أو فصيل أو طائفة من المسلمين، فالصاروخ الذي ينزل على أهل لبنان لا يفرق بين شيعي وسني، ولا بين لبناني وفلسطيني، بل يستهدف أمة الإسلام قاطبة ولا يعني يهود أي مذهب يبيدون ولا أية فئة يقتلون فكل المسلمين عندهم أعداء. صحيح أن إيران وحزبها اللبناني وبشار وزبانيته أوغلوا في أهل سوريا قتلاً ووحشية، وإبادة همجية، وهذا عمل لا يغتفر ولن يمحى من ذاكرة الشعوب، ولن تنساه الأمهات الثكلى ولا المكلومون، وصحيح أن لإيران أجندتها ومشاريعها التواطئية في بلاد الشام واليمن والعراق، وهذا لا يغفله عاقل، وصحيح أنها لا تنتصر لقضايا المسلمين ولا يعنيها من دعم المقاومة إلا ما يخدم مصلحتها وأجندتها، وقد يكون الفرح لمقتل العتاة الظلمة منهم مشروعا لمن ظُلم، ولكن أن يهلل الناس ويطبلوا ويفرحوا لقتل المسلمين على أيدي أعدى أعداء الأمة، ومغتصبي أرضها، ومخرجي أهلها، فهذا خلط في الفهم الشرعي، وهو وقوف في صف الأعداء ومشاركتهم الفرح في تحقيق أهدافهم الإجرامية، وهذا ما لا يرضي الله سبحانه بحال، ولا يخدم قضية المسلمين في حربهم ضد عدوهم، بل هذا عين ما يريده أعداءُ الإسلام، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ وجاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة «...وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي؛ يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» (رواه مسلم). بل إن هذه الهجمة الوحشية على الإسلام لا بد لها أن توحد الأمة ضد عدوها، فكما توحد الغرب على ضربها وتداعوا عليها كما تتداعى الأكلةُ إلى قصعتها، فإن الأوْلى بها أن توحّد رايتها، وتوحد موقفها، وتنصر المجاهدين ضد عدوها، وتزيح رجس الخونة والعملاء من حكام تواطؤوا عليها، ووقفوا مع عدوها، فهذا الحشد ضدها فرصة ثمينة لحشد طاقاتها مادياً ومعنوياً ورصّ الصفوف ونبذِ الفُرقة والوقوف صفاً واحدا كالبنيان المرصوص في وجه الحقد الغربي عليها. أما الذين ظُلموا فليحتسبوا أمرهم إلى الله تعالى القائل: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ وهذا سيدنا رسول الله ﷺ، عندما بلغته مقولة زعيم المنافقين عبد الله بن سلول "أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، قام عمر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». (رواه البخاري) لقد ترك النبي ﷺ عقاب المنافقين لتأليف قلوب المسلمين، وإخماد الفتن، وعدم تنفير الناس عن الإسلام، فقد كانت جزيرة العرب كلها تنظر إلى هذه الدولة في المدينة نظرة حذر وتربّص وترصّد، وتتحين الفرص لتنقضّ عليها، ولكن حكمة المصطفى ﷺ، ووعيه على أهمية وحدة الصف حالت دون ذلك. قال النووي رحمه الله "قوله عليه الصلاة والسلام فيه من الحلم، وترك بعض الأمور المختارة والصبر على بعض المفاسد خوفاً من أن تترتب على ذلك مفسدة أعظم منه، وكان ﷺ يتألف الناس ويصبر على جفاء الأعراب والمنافقين وغيرهم، لتقوى شوكة المسلمين، وتتم دعوة الإسلام". وجاء في وثيقة المدينة التي كتبها رسول الله ﷺ عند بناء الدولة الأولى: «إِنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ... وَإِنَّ سِلْمَ الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدَةٌ...» وجاء في الحديث الذي رواه أحمد «الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ». وورد في البداية والنهاية لابن كثير (ج ٨/ص ١٢٧): "... فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: "والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين، لاصطلحنّ أنا وابن عمي عليك ولأخرجنّك من جميع بلادك، ولأضيّقنّ عليك الأرضَ بما رحُبت". هذا ما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه في وحدة الصف، وهذا مطلب شرعي، وموقف سياسي ولا يمكن للمسلمين أن ينعتقوا من ربقة الاستعمار الغربي، ومن هجمتهم الشرسة عليهم إلا إذا توحدت كلمتهم، وتكاتفت أيديهم لإزالة الحدود ورص الصفوف ورفع راية التوحيد بقيادة مؤمنة صادقة نقية تقود جموع الأمة إلى العز والنصر، وهذه فرصة الأمة اليوم لتحقيق ذلك. أما الدعوات الجاهلة فلا تخدم إلا أعداء الإسلام، ولا تزيد المسلمين إلا فرقةً، ولن تدفع الأمة خطوة إلى الأمام بل خطوات وخطوات إلى الوراء. عسى الله أن يؤلّف بين قلوب أهل الإيمان ويمنّ علينا بالنصر والتمكين بقيادة صادقة مخلصة تجمع شعث هذه الأمة تحت راية رسول الله ﷺ. ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير خالد علي – أمريكا اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 10 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 10 بسم الله الرحمن الرحيم الثورة الصناعية الرابعة: آفاق وتحديات يمكن تعريف الثورة بأنها مجموعة من التغيرات النوعية في المكونات المختلفة التي تغير في جوهر وكيان هذه المكونات. ومنها المكونات المادية مثل ثورات الزلازل والبراكين، والمكونات المجتمعية مثل الثورة الفرنسية، والمكونات العلمية مثل الثورة الصناعية الأولى. ويستخدم مصطلح الثورة الصناعية للدلالة على التغيرات الجوهرية الناتجة عن الاكتشافات والاختراعات العلمية في المجتمعات. يؤرخ للثورة الصناعية الأولى بالعام 1760م في بريطانيا عندما اخترع الأسكتلندي جيمس واط المحرك البخاري، حيث استُخدم هذا المحرك لتشغيل السفن والقطارات وآلات النسيج، وبالتالي الانتقال من نمط الإنتاج الزراعي إلى نمط الإنتاج الصناعي. وقد أحدثت الثورة الصناعية الأولى تغييرات هائلة في وسائل الإنتاج وتركت بصمات قوية في النظم الفكرية والسياسية في بلاد العالم المختلفة وبشكل خاص في أوروبا. ثم بدأت الثورة الصناعية الثانية مع نهاية القرن التاسع عشر، حيث أدت أعمال ماكسويل وفاراديه إلى اختراع المحركات والمولدات الكهربائية، وكان ذلك بحدود عام 1870م، بالإضافة لاختراعات توماس أديسون عام 1880م والتي أدت إلى شيوع استخدام الكهرباء للإنارة. وفي العام 1823م حصل صامويل براون على براءة اختراع لأول محرك احتراق داخلي. وفي العام 1908م تم تشغيل أول خط إنتاج للسيارات على يد هنري فورد. وقد أطلقت الثورة الصناعية الثانية موجة هائلة من الأبحاث العلمية والاكتشافات في كل مناحي الحياة. أما الثورة الصناعية الثالثة فقد بدأت في أواسط القرن العشرين وكان أول اختراعاتها جهاز الكمبيوتر الذي يعمل بالأرقام الثنائية في عام 1946م، ومن ثم اختراع الروبوت الصناعي وتشغيله في المصانع في ستينات القرن العشرين. وفي تلك الفترة تم تصنيع الترانزيستور والدوائر المتكاملة والمعالجات الدقيقة. وفي تسعينات القرن الماضي تم تفعيل شبكات الاتصال الحديثة باستخدام الألياف الضوئية، وشبكة الإنترنت وتشغيل أنظمة الأجهزة الخلوية والكمبيوتر المحمول. حتى وصلنا إلى المنصات الرقمية الشهيرة مثل جوجل وتويتر وفيسبوك، وإضفاء الطابع الرقمي على مختلف جوانب الحياة. وتعتبر بداية الألفية الحالية هي بداية الثورة الصناعية الرابعة. ويعتبر كلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسه أول من استخدم هذا المصطلح وروج له. وتتمثل الثورة الصناعية الرابعة بمجموعة من الابتكارات التكنولوجية والاختراعات العلمية في مجالات مختلفة مثل: الذكاء الصناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات المرنة، وهندسة النانو، والحوسبة السحابية، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز، والهندسة الحيوية، وغيرها... فالثورة الصناعية الرابعة هي نتيجة لتفاعل وانصهار هذه المكونات في الفضاء الرقمي، وتتميز بالسرعة والتعقيد والشمول. ومن اللافت للنظر تسويق الغرب الرأسمالي للثورة الصناعية الرابعة وتبشيره بها، فمثلا يقول كلاوس شواب في المنتدى الاقتصادي في دافوس عام 2016: "إننا نقف اليوم على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة التي ستغير جذريا الحياة التي نحيا بها ونعمل. وسيشمل هذا التحول الجبار جميع مناحي حياتنا، وسيكون فريدا من نوعه في تاريخ البشرية سواء من حيث حجم التغيير أو تعقيده. والحقيقة أننا لا نعرف بالضبط كيفية هذا التحول لأننا نعيش زخمه العارم لحظة بلحظة، لكننا نعلم على وجه اليقين أنه لكي ننجح في مواكبة الدول المتقدمة فإن استجابتنا لهذه التغيرات يجب أن تكون شاملة ومتكاملة". وفيما يلي عرض لبعض أهم مكونات الثورة الصناعية الرابعة: 1) إنترنت الأشياء: وهو عبارة عن نظام يستعمل شبكة الإنترنت لمراقبة مختلف نواحي الحياة والتحكم بها أيضا، حيث يمكن التحكم بكل شيء عن طريق شبكة الإنترنت. 2) الذكاء الصناعي: وهو عبارة عن نوع من أنواع البرامج الحاسوبية يستطيع مشابهة العقل الإنساني من حيث القدرة على التفكير واتخاذ القرارات، بناء على معالجة كمية هائلة من البيانات، وله القدرة أيضا على التعلم والتفاعل مع البيئة المحيطة. 3) الواقع المعزز: ويمكن تعريفه بأنه نظام يعدل الواقع ويعززه بإضافة صور وأصوات من العالم الافتراضي بحيث يندمجان في بيئة واحدة. 4) الروبوتات والأتمتة الصناعية: الروبوت هو آلة مرنة توجد فيها قابلية البرمجة والتحكم وتشبه الإنسان أو أجزاء من الإنسان أو الحيوانات في بعض الصفات، وفي بعض الأحيان تستطيع التصرف بشكل مستقل. والأتمتة الصناعية تتمثل في تشغيل الآلات وخطوط الإنتاج بشكل تلقائي من دون تدخل البشر. 5) الطباعة الثلاثية الأبعاد: وهي تقنية حديثة يمكن من خلالها البناء عن طريق نفث المواد المناسبة في المكان المناسب. ويمكن من خلال هذه التقنية تصنيع الآلات وبناء البيوت بسرعة كبيرة جدا بحيث أنه يمكن بناء بيت كامل خلال أربعة أيام. وقد بدأت هذه الفكرة على يد إيمانويل ساكس عام 1993 ثم كانت الانطلاقة الكبرى لها عام 2003. يقول إريك شميدت وجاريد كوهين في كتابهما "العصر الرقمي الجديد وإعادة صياغة مستقبل الشعوب": "بفضل القوة الهائلة للتكنولوجيا الرقمية سقطت الحواجز التي كانت تفصل بين البشر، كالبعد الجغرافي واختلاف اللغات والافتقار للمعلومات، وتحررت الإمكانيات الإبداعية الكامنة للبشرية على شكل موجة هادرة جديدة تزداد قوة من غير توقف". ومن المتوقع أن توفر الثورة الصناعية الرابعة إمكانيات هائلة للبشرية في مجالات الحياة المختلفة، ويمكن تلخيص أهم فوائد هذه الثورة فيما يلي: 1) زيادة كميات الإنتاج والتوسع في الإنتاج الزراعي والصناعي والأعمال التجارية. 2) تحسين نوعية الإنتاج بشكل غير مسبوق في كثير من المنتجات. 3) إبعاد الإنسان عن العمل في الأماكن الخطرة، مثل عمليات إنتاج اليورانيوم وصهر الحديد. 4) تقليل ساعات العمل، وأعداد العمال. أما مخاطر هذه الثورة الصناعية فيمكن تلخيصها فيما يلي: 1) هيمنة الآلات والأجهزة على حياة الإنسان، وإضعاف العلاقات المجتمعية، وبالتالي إضعاف الأسرة والتواصل بين البشر. 2) خطر سيطرة الآلات على البشر وإمكانية استعبادها الإنسان. 3) الاستغناء عن العمال وتفشي البطالة. 4) من خلال تقنية إنترنت الأشياء يمكن مراقبة الناس والأشياء عن بعد كما يمكن التحكم بهم أيضا. وأود أن أنوه ببعض الملاحظات المهمة في هذا المجال: 1) يوجد ترويج تجاري واضح لفكرة الثورة الصناعية الرابعة من الغرب، وهذا يأتي في إطار العقلية الرأسمالية التنافسية، التي تنظر للبلاد الأخرى على أنها مورد للمواد الخام وسوق استهلاكية. حيث ينظر لمنتجات هذه الثورة على اعتبار أنها بضاعة لا بد من تسويقها وتهيئة الأسواق لاستخدامها. 2) إن المدقق في واقع الثورة الصناعية الرابعة يستطيع أن يرى أنها مجرد امتداد للثورة الصناعية الثالثة، وأن الترويج لها يأتي ضمن الصراع الهائل بين الشرق والغرب وتحديدا بين أمريكا والصين، وذلك بقصد التمهيد للاستيلاء على الأسواق في العالم. 3) تعيش أمريكا ظروفاً قاسية في ظروف تنافس دولي شديد وتحاول أن تسجل أية إنجازات ممكنة. كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير د. عبد الله حامد (أبو حامد) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر October 16 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 16 بسم الله الرحمن الرحيم أيظن يهود أن الأمر لهم؟! قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ مضى على حرب الإبادة في غزة أكثر من عام، وما زالت رحاها دائرة، لم تتوقف ولو لساعة من نهار. هذه الحرب التي وصفها نتنياهو بأنها حرب وجودية، وذلك بعد ما تعرض له كيانه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م عندما اقتحم عدد من المجاهدين السياج العازل وهاجموا ما تسمى "فرقة غزة" وأوقعوها بين قتيل وجريح وأسير. يهود يعلمون أنهم لقطاء جيء بهم من أصقاع الأرض إلى الأرض المباركة فلسطين بعد هدم دولة الخلافة العثمانية. ولأنهم عبارة عن شرذمة، ولأن فلسطين أرض إسلامية مباركة، يعلمون أن لا بقاء لهم فيها، لذلك يعتبرون حرب غزة حربا وجودية. وهذا ما ذكره موقع القدس العربي عندما نشر مقالاً نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرنوت اليهودية بعنوان: (إسرائيل: لن نسمح بإقامة خلافة إسلامية) بدأت الصحيفة مقالها، وكعادة يهود، بالتباكي والنحيب على قتلاهم وأسراهم في معركة طوفان الأقصى، وطبعاً بسرد الأكاذيب في اتهام المجاهدين الذين اقتحموا السياج بارتكاب أفعال من قتل للأطفال واغتصاب، والمجاهدون منها براء، لكن الكذب هو ديدن يهود، ولسان حالهم يقول اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس! اللافت في المقال هو العنوان بأن كيان يهود لن يسمح بإقامة خلافة إسلامية. ليس كيان يهود وحده يعارض إقامة دولة خلافة إسلامية بل أمريكا والغرب الصليبي كله، فهم كذلك منذ أن هدموا دولة الخلافة العثمانية وقطّعوا أوصالها ومزقوها شر ممزق إلى كيانات أشبه بمزارع ووضعوا على كل مزرعة حارساً سموه حاكماً، يحكم الناس بالحديد والنار ويحرس مصالح الغرب الكافر من نهب لخيرات البلاد والعباد، ونشر الفكر الرأسمالي الاستعماري وثقافته العفنة المدمرة لإبعاد المسلمين عن دينهم وسلخهم عن عقيدتهم. عملوا على نشر أفكار ومفاهيم أثرت إلى حد كبير في قناعات المسلمين، فأوهموهم أن قطعة الأرض التي سلخت من جسد دولة الخلافة أنها وطن وله علم رسمه سايكس وبيكو وعليهم أن يموتوا من أجل قطعة القماش هذه! حشوا عقول المسلمين بأن المرجعية التي يرجعون إليها لحل قضايا "دولتهم المستقلة" هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوانين الدولية. وبناءً على هذه المرجعيات أعطي كيان يهود المسخ الحق أن يحتل الأرض المباركة فلسطين. كل ذلك من أجل إبقاء المسلمين بعيدين حتى عن مجرد التفكير بالتغيير وجعل الإسلام هو المرجع الوحيد لهم لحل قضاياهم. وبذلك يضمنون أن لا عودة لدولة الإسلام مرة أخرى. ولكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تأكد للغرب الكافر أن المسلمين ما زالوا متمسكين بعقيدتهم، وأن فلسطين أرض إسلامية لا تقبل القسمة على اثنين. البطولات التي سطرها المجاهدون في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ورآها يهود وأمريكا والعالم كله من شجاعة وإقدام في مواجهة جيش الكيان المدجج بالسلاح، يقتلون ويفجرون دباباتهم من مسافة صفر، أرعبهم وزلزل كيانهم. ولأن أمريكا ويهود ومن ورائهم دول الغرب الصليبي يدركون أن الحركات المسلحة مهما بلغ تسليحها تبقى قدراتها محدودة وظهرها مكشوفاً، لن تستطيع أن تقضي على كيان يهود، لهذا هم يخشون من أن يهب جيش من جيوش المسلمين خاصة تلك المحيطة بفلسطين، مثل جيش مصر أو جيش الأردن، ولهذا ومنذ أن شن كيان يهود الحرب على غزة سارعت أمريكا اللعينة إلى إرسال أساطيلها وبوارجها إلى المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم من أي جيش مسلم على قاعدتها المتقدمة، خاصة بعد أن رأوا هشاشة جيش الكيان. لقد أدرك المسلمون أهمية الجيوش خاصة بعد الضربة التي قامت بها إيران عندما أطلقت عشرات الصواريخ على كيان يهود، هذه الضربة مع أنها محسوبة وكيان يهود كان على علم بها، متى وأين ستضرب، فلم يأت الرد الإيراني نصرةً لغزة ووقف الإبادة الجماعية فيها، بل لحسابات مصالح بين إيران وأمريكا، إلا أن المسلمين فرحوا بها. فإذا كان كذلك، فلم لا يوجه المسلمون نداءهم إلى جيوش المسلمين لتوقف الإبادة وتحرر فلسطين؟! إن تحرير فلسطين لن يكون إلا إذا انتفضت الأمة لإسقاط الأنظمة التي ظهر لكل ذي عينين عمالتها وخيانتها، ووقوفها مع كيان يهود، فهم أمدوه بكل الوسائل لتدمير غزة، وفتحوا ممرات برية لإيصال المساعدات الغذائية له، ومن الحكام من أغلق المعبر الوحيد لإدخال المساعدات لأهل غزة من طعام ودواء وما إلى ذلك. إنها أنظمة عار وشنار ولا يجب السكوت عنهم، وواجب الأمة أن تسقطهم. أيها المسلمون: أمريكا المجرمة ومعها الغرب الصليبي يرتعدون خوفاً من عودة دولة الخلافة، فلماذا لا تعملون من أجل عودتها؟! فرحتكم بضربة إيران للكيان أظهرت مدى شوقكم للنصر، وهذا النصر يحتاج إلى عمل واعٍ وجاد وعلى أساس العقيدة الإسلامية وأن يكون نصرة لله القائل جل وعلا: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾. ويجب أن يكون نداء المسلمين في كل بلادهم موجهاً إلى جيوشهم، التي ترى وتسمع ما يحل بهم من ويلات ولا تحرك ساكناً! هل الاكتفاء بنشر صور المجازر والدمار وتقتيل المسلمين والدعاء لهم فقط يرضي الله ورسوله ﷺ؟! وهل الاكتفاء بمتابعة أخبار الإبادة الجماعية من على وسائل الإعلام يكفي؟! الإعلام في بلاد المسلمين يوهمكم أنه يهتم بما يجري في غزة، ولكنه في الحقيقة إعلام مأجور مسيس، إنه أداة تعمل لصالح الأنظمة التي هي عميلة وخائنة للإسلام والمسلمين. وهو الذي رسخ في عقولكم تقسيمات سايكس وبيكو، وهو الذي يبعدكم عن التفكير الصحيح الذي يقود إلى التغيير الصحيح على أساس العقيدة الإسلامية. وهو الذي يحشو عقولكم أن الحل يأتي من مجلس الأمن والأمم المتحدة والقوانين الدولية فقط، مع أن كل هذه المؤسسات تتحكم فيها أمريكا. فعلى سبيل المثال لا الحصر وعلى مدى عام على حرب الإبادة على غزة، كانت تغطية الإعلام للحرب ولا زالت، تنقل مشاهد القتل والدمار والتشريد والنزوح، لبث اليأس والإحباط في نفوس المسلمين، ومن جهة أخرى يركزون على أن الحلول تأتي من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأنه يجب تطبيق القوانين الدولية، لتوهم المتابعين أن الخلاص لا يأتي إلا من الغرب الكافر وقوانينه، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾. الإعلام يتعمد إبعادكم عن أفكار الإسلام ومفاهيمه وأنظمته الصحيحة، ولا أحد يعمل على إحيائها في عقول المسلمين غير حزب التحرير، ولا أحد يعمل من أجل عودة دولة الخلافة التي ترعب يهود وأمريكا والغرب الصليبي، إلا حزب التحرير، فلا تذكر الخلافة إلا ويذكر حزب التحرير، ولا يذكر حزب التحرير إلا وتذكر الخلافة. فاعملوا أيها المسلمون مع حزب التحرير لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ترعب سيرتها كيان يهود، ويتبجح بالقول بأنه لن يسمح بعودتها. ففي عودة دولة الخلافة عز للمسلمين وقوة وتمكين، لأنها دولة تحكم بشرع الله وسنة رسوله ﷺ. وبالعمل لعودتها ننال رضاه سبحانه وتعالى، ولا نكون والعياذ بالله ممن قال فيهم: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون﴾. كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أم عاصم الطويل – الأرض المباركة (فلسطين) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts