اذهب الي المحتوي

سلسلةُ "رمضان كريم" كلماتٌ قصيرة


Recommended Posts

سلسلةُ "رمضان كريم" كلماتٌ قصيرة - اليومُ الأول - هل يجوزُ قول: "رمضان كريم"؟

بسم الله الرحمن الرحيم

يسر إذاعةَ المكتب الإعلامي المركزي أن تقدمَ لكم سلسلةَ رمضان كريم للأستاذ محمد النادي

 

سلسلةُ "رمضان كريم" كلماتٌ قصيرة

اليومُ الأول

هل يجوزُ قول: "رمضان كريم"؟

للاستماع

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

كَتَبَ الأستَاذُ عَلِي أبُو الحَسَنِ خَاطِرَةً قَصِيرَةً أَحْبَبْتُ أنْ أبدَأ بِهَا هَذِهِ السِّلسِلَةَ المُبَارَكَةِ. أنقُلُهَا إِلَيكُم كَمَا هِيَ، حَيْثَ جَاءَ فِيهَا مَا نَصُّهُ:

 

"هَذِهِ فَتْوى مَنْسُوبَةٌ لِلعَلَّامَةِ ابنِ عثيمينَ - رَحِمَهُ اللهُ - يَقُولُ فِيهَا: "لَا يَجُوزُ قَولُ: "رَمَضَانُ كَرِيمٌ"؛ لِأَنَّ رَمَضَانَ لَيسَ هُوَ الَّذِي يُعْطِي حَتَى يَكُونَ كَرِيمًا".

 

السؤال: مَا رَأْيُكُم بِهَذِهِ الفَتْوَى؟

 

الجواب: إِنَّهُ لَمِنَ المُحْزِنِ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الفَتْوَى صَدَرَتْ مِنْ عَالِمٍ، نَاهِيكَ عَنْ عَلَّامَةٍ، وَمِنْ هُنَا: أدْعُو إِلَى الشَّكِّ فِي نِسْبَتِهَا لابنِ عثيمينَ، فَمَا أقْبَحَهَا مِنْ فَتْوَى! إِنَّ هَذَا القَولَ: "لَيسَ رَمَضَانُ هُوَ الَّذِي يُعْطِي حَتَّى يَكُونَ كَرِيمًا" يَدُلُّ عَلَى جَهْلٍ بِلِسَانِ العَرَبِ رَهِيبٍ، فَإِنَّ قَولَ: "رَمَضَانُ كَرِيمٌ" يُحْمَلُ عَلَى وجهين:

 

*الوجه الأول: يَجُوزُ لُغَةً أَنْ يَأْتِيَ اللَّفْظُ عَلَى وَزْنِ (فَعِيل) وَيُرَادُ مِنهُ وَزَنُ (مُفَعَّل)، نَحْوَ قَولِهِ تَعَالَى: (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)، ليومٍ (عَظِيمٍ) أي: يَومٍ (مُعَظَّمٍ). فَيَكُونُ مَعْنَى "رَمَضَانُ كَرِيمٌ"، أيْ: رَمَضَانُ (مُكَرَّمٌ).

 

* الوجه الثاني: وَيَجُوزُ لُغَةً مِنْ بَابِ المَجَازِ أَنْ يُنْسَبَ الشَّيءُ لِلظَّرْفِ، نَحْوَ قَولِهِ تَعَالَى: (إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍۢ)، فَنُسِبَ الأَلَمُ لِذَلِكَ اليَومِ؛ لأنَّهُ يَحْدُثُ فِيهِ. وَمِنهُ كَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَى: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)، فَنُسِبَ المَكْرُ لِلَّيلِ وَالنَّهَارِ؛ لأنَّهُ حَدَثَ فِيهِمَا. وَعَلَيهِ، يَكُونُ الكَرَمُ نُسِبَ لِرَمَضَانَ؛ لأنَّ كَرَمَ اللهِ يَحْصُلُ فِيهِ بشكلٍ لافِتٍ. وَعَلَيهِ، لَا مَانِعَ شَرعًا، وَلَا لُغَةً مِنْ قَولِ: "رَمَضَانُ كَرِيمٌ". انتَهَتِ الخَاطِرَةُ.

 

طَيَّبَ اللهُ أنْفَاسَ أُسْتَاذِنَا الكَرِيمِ عَلِي أبُو الحَسَن وَبَارَكَ فِيهِ، وَنَفَعَ أُمَّةَ الإِسْلَامِ بِعْلِمِهِ، وَرَفَعَ فِي الجَنَّةِ دَرَجَاتِهِ عَلَى هَذِهِ الخَاطِرَةِ الجَمِيلَةِ، وَهَذِهِ الإِضَاءَةِ اللغَوِيَّةِ الرَّائِعَةِ!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

 بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثاني

أحيوا سنة زَفِّ البُشرى للناس بقدوم شهر رمضان

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ فِي مُسنَدِهِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُ أصْحَابَهُ بِقُدُومِ شَهرِ رَمَضَانَ يَقُولُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افتَرَضَ اللهُ عَلَيكُمْ صِيَامَهُ، تُفتَّحُ فِيهِ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».

 

حَقًّا إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرٌ عَظِيمُ مُبَارَكٌ، فَهُوَ مَوْسِمٌ كَبِيرٌ لِلطَّاعَاتِ، وَفُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ لِلفَوزِ بِالجَنَّاتِ، وَنَيلِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَقَدْ شَبَّهَهُ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ بِسُوقٍ لِلتِّجَارَةِ، تُعْقَدُ فِيهِ صَفْقَاتُ البَيعِ وَالشِّرَاءِ، هَذَا السُّوقُ أقِيمَ لِفَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، ثمَّ انْفَضَّ، فَرَبِحَ فِيهِ مَنْ رَبِحَ، وَخَسِرَ مَنْ خَسِرَ!!

 

رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: «صَعِدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، فَقَالَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، فَلَمَّا نَزَلَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: رَغِمَ أنْفُ امرِئٍ أدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَم يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أنْفُ امرِئٍ ذُكِرتَ عِندَهُ فَلَم يُصلِّ عَلَيكَ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِم أنْفُ رَجُلٍ أدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أحَدَهُمَا فَلَمْ يُغفرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». وَرَوَى ابنُ مَاجَه فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ عِندَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ كُلُّ لَيلَةٍ». أَجَلْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهَ. نَعَمْ، لَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَأَضَاعَ فُرصَةً غَالِيَةً ثَمِينَةً لِلنَّجَاح وَالفَوزِ، أضَاعَ فُرْصَةً؛ لِيَكُونَ مِنَ النَّاجِينَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنَ المَغْفُورِ لَهُمْ، وَمِنَ العُتَقَاءِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ مِنَ النَّارِ، فَرَمَضَانُ مَوسِمُ التَّوبَةِ، وَالاستِغفَارِ، وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَ المُسلِمِينَ لِلأسَفِ لَا يَستَفِيدُون مِنْ رَمَضَانَ، بَلْ يَستَقْبِلُونَهُ بِشَتَّى أنْوَاع المَعَاصِي، وَيَمُرُّ رَمَضَانُ دُونَ فَائِدَةٍ، فَيَنطَبِقُ عَلَيهِمْ حَدِيثُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثالث

يتخرج الصائم من مدرسة الصيام يحمل شهادة التقوى

 

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ العَزِيزِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). ‎(البقرة ١٨٣) أخْبَرَنَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّ أمَّةَ الإِسْلَامِ لَيْسَتْ بِدْعًا مِنَ الأمَمِ، بِلْ هِيَ خَيرُ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، كَتَبَ اللهُ عَلَيهَا الصِّيَامَ كَمَا كَتَبَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - الثَّمَرَةَ الَّتِي يَنبَغِي لِلصَّائِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى اكتِسَابِهَا مِنْ صَومِهِ، أَلَا وَهِيَ ثَمَرَةُ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى مِنْ جَوَامِع الكَلِمِ، فَهِيَ كَلِمَةٌ قَلِيلَةٌ فِي عَدَدِ حُرُوفِهَا، كَثِيرَةٌ فِي مَعَانِيهَا، وَالمُؤَمَّلُ أَنْ يَتَخَرَّجَ الصَّائِمُ مِنْ مَدْرَسَةِ الصِّيَامِ يَحْمِلُ بَيَمِينِهِ شَهَادَةَ التَّقْوَى، وَقَدْ تَحَقَّقَتِ التَّقْوَى فِي نَفْسِهِ، وَأثَّرَتْ فِي سُلُوكِهِ تَأثِيرًا قَوِيًّا يؤَهِّلُهُ لِلْفَوزِ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةِ مِنْ النَّارِ. وَالتَّقْوَى  كَمَا عَرَّفَهَا الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ - "هِيَ الخَوفُ مِنَ الجَلِيلِ، وَالعَمَلُ بِالتَّنْزِيلِ، وَالرِّضَا بِالقَلِيلِ، وَالاسْتِعْدَادُ لِيَومِ الرَّحِيلِ". وَلَو حَرِصَ كُلُّ صَائِمٍ عَلَى أَنْ يُحَقِّقَ فِي نَفْسِهِ، وَفِي مُجْتَمَعِهِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ هَذِهِ الأمُورَ الأرْبَعَةَ لَكَانَ حَالُنَا غَيرَ هَذَا الحَالِ!! فَالخَوفُ مِنَ الجَلِيلِ يَدْفَعُ صَاحِبَهُ إِلَى أنْ يَجْعَلَ الحَلَالَ وَالحَرَامَ مِقْيَاسًا لِأَعْمَالِهِ. وَالعَمَلُ بِالتَّنزِيلِ مَعْنَاهُ تَطْبيقُ شَرْع اللهِ تَعَالَى المُسْتَنبَطُ مِنْ كَتَابِ اللهِ تَعَالَى وَمِنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا أرْشَدَا إِلَيهِ مِنْ إِجْمَاع الصَّحَابَةِ، وَالقِيَاسِ الشَّرْعِيِّ بِاجْتِهَادٍ صَحِيح. وَلَا يَخْفَى عَلَى كُلِّ ذِي لُبٍّ مَا فِي تَطبِيقِ شَرْع اللهِ تَعَالَى مِنْ خَيرٍ، فَقَد أخْبَرَنَا نَبِيَّنَا الصَّادِقُ المُصَدَّقُ صلى الله عليه وسلم أنَّ "إقَامَةَ حَدٍّ وَاحِدٍ مِنْ حُدُودِ اللهِ خَيرٌ مِنْ أنْ يُمطَرَ الناسُ أربَعين" وَلَمْ يُحَدِّد رَسُولُ اللهِ المَعْدُودَ لِلعَدِد أرْبَعِينَ أهُوَ يَومًا أوْ شَهْرًا أو سَنَةً؟ فَمَا ظَنُّكُمْ بِتَطبِيقِ نِظَامِ الإسْلَامِ كَامِلًا فِي جَمِيعِ شُؤُونِ الحَيَاةِ؟! وَالرِّضَا بِالقَلِيلِ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا مَعْنَاهُ الرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللهُ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَكُنْ أغْنَى النَّاسِ كَمَا أخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم. وَقَدِيمًا قِيلَ: "القَنَاعَةُ كَنْزٌ لَا يَفْنَى". وَأمَّا الاستِعْدَادُ لِيَومِ الرَّحِيلِ فَهُوَ تَمَامُ الأمْرِ لِلْحُصُولِ عَلَى السَّعَادَةِ الأبَدِيَّةِ فِي الآخِرَةِ بَعْدَ الحُصُولِ عَلَى السَّعَادَةِ المُؤَقَّتَةِ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا.      

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الرابع

رب رمضان هو رب شعبان، ورب شوال، ورب سائر الشهور

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ، وَهُوَ خَيرُ القَائِلِينَ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). ‎(البقرة ١٨٥)

 

فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أمَّةِ الإِسلَامَ صِيَامَ نَهَارِ أيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَنَدَبَ لَهُمْ قَيَامَ لَيَالِيهِ، وَذَلِكَ بِأَدَاءِ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ، وَرَغَّبَ بِالإِقْبَالِ عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ - جَلَّ فِي عُلَاهُ - مِثْلَ: تِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَالإِنفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَعْمَالِ حَمْلِ الدَّعْوَةِ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ؛ لِذَلِكَ نَرَى كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُقْبِلُونَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ، يَصُومُونَ نَهَارَهُ، وَيَقُومُونَ لَيلَهُ، وَيَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَحْرِصُونَ عَلَى حُضُورِ الجُمَعِ وَالجَمَاعَاتِ، وَأدَاءِ الصَّلَوَاتِ فِي المَسَاجِدِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ، وَهَذَا أمْرٌ يُحْمَدُ، وَيُثَابُ فَاعِلُهُ. وَلَكِنَّ هُنَاكَ أمْرًا لَا يُحْمَدُ فَاعِلُهُ، بَلْ يَأثَمُ إِثمًا كَبِيرًا وَعَظِيمًا؛ ذَلِكَ لِأَنَّ ذَلِكَ الشَّخْصَ الَّذِي أَطَاعَ اللهَ فِي رَمَضَانَ يَتْرُكُ مَا كَانَ عَلَيهِ مِنْ حِرْصٍ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالقِيَامِ، وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ، وَيَعُودُ إِلَى سَابِقِ عَهْدِه قَبْلَ رَمَضَانَ!!

 

لِهَذَا وَلِأمْثَالِهِ نَقُولُ: لَقَد عَرَفْتَ؛ فَالزَمْ، عَرَفَتْ طَرِيقَ الحَقِّ الَّذِي هَدَاكَ اللهُ إِلَيهِ بِفَضْلِهِ وَمَنِّهِ وَكَرَمِهِ؛ فَالزَمْ طَاعَتَهُ تَكْسَبْ رِضَاهُ، وَتَكُنْ مِنَ الفَائِزِينَ بِخَيرَيِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَأَمَّا إِنْ كُنْتَ تَعْبُدُ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ رَمَضَانَ قَدْ مَضَى وَانقَضَى، وَإِنْ كُنْتَ تَعبُدُ اللهَ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَإِنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَعْبَانَ، وَرَبُّ شَوَّالَ، وَرَبُّ سَائِرِ الشُّهُورِ".         

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الخامس

شهر رمضان أيام معدودات

 

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ‎(١٨٣)‏ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). ‎(البقرة ١٨٤)‏ 

 

شَهْرُ رَمَضَانَ ضَيفٌ خَفِيفُ الظِّلِّ، سُرْعَانَ مَا تَنْقَضِي أيَّامُهُ، وَمَا إِنْ يَبْدَأ حَتَّى يَجْمَعَ أشْتَاتَهُ مُؤْذِنًا بِالرَّحِيلِ، قَدْ جَعَلَهُ اللهُ مَحَطَّةً، وَمَنَارَةً لَنَا؛ لِنَسْتَضِيءَ بَهَا فِي ظُلُمَاتِ الحَيَاةِ؛ وَلِتُذَكِّرَنَا بِأنَّ أيَّامَ العُمْرِ مَهْمَا طَالَتْ فَهِيَ قَصِيْرةٌ، وَهِيَ تَمُرُّ مُسْرِعَةً مَرَّ السَّحَابِ، تَمَامًا كَمَا تَمُرُّ أيَّامُ وَلَيَالِي رَمَضَانَ، فَهَنِيئًا لِمَنِ اغْتَنَمَ أيَّامُ حَيَاتِهِ، وَتَزَوَّدَ مِنْ دُنيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنْ مَمَرِّهِ لِمَقَرِّهِ؛ فَجَعَلَ أيَّامَ عُمُرِهِ كُلَّهَا فِي طَاعَةِ اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ!!

 

لَقَدْ كَلَّفَنَا اللهُ تَعَالَى يَسِيرًا؛ لِيُعْطِيَنَا عَلَيهِ كَثِيرًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أجْزِي بِهِ، تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ فَرْحَةٌ عِندَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّه، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِندَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ». لِهَذَا الفَضْلِ العَظِيمِ كَانَ الصَّحَابَةُ يَدْعُونَ اللهَ بَعْدَهُ سِتَّةَ أشْهُرٍ أَنْ يَتَقَبَّلَ اللهُ مِنْهُمْ أَعْمَالَهُمْ الصَّالِحَةَ فِيهِ، وَيَدعُونَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ بَعْدَهَا أَنْ يُبَلِّغَهُمْ هَذَا الشَّهْرَ العَظِيمَ حَتَّى يَسْتَزِيدُوا مِنَ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَومٍ عَظِيمٍ لَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ فِيهِ إِلَّا عَمَلُهُ الصَّالِحُ.

 

لقد كَلَّفَنَا اللهُ تَعَالَى بِصِيَامِ أيَّامٍ قَلِيلَةٍ، وَصَفَهَا لَنَا بِأَنَّهَا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ؛ لِيُهَوِّنَ عَلَينَا أمْرَ صِيَامِهَا، وَأخْبَرَنَا بِأنَّهُ يُرِيدُ بِنَا اليُسْرَ، وَلَا يُرِيدُ بِنَا العُسْرَ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِل: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (البقرة ١٨٥)   

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم السادس

شهر رمضان شهر الجد والعمل، لا شهر الخمول والكسل

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

لَوِ اسْتَعْرَضْنَا التَّارِيخَ المَجِيدَ لِأمَّتِنَا الإِسْلَامِيَّةِ لَوَجَدْنَا أَنَّ أكْثَرَ وَأغْلَبَ الفُتُوحَاتِ، وَالانتِصَارَاتِ عَلَى الأعْدَاءِ فِي الحُرُوبِ، وَالمَعَارِكِ كَانَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَلَسْنَا هُنَا فِي هَذَا المَقَامِ بِصَدَدِ ذِكْرِ، وَتَعْدَادِ تِلْكَ المَعَارِكِ وَالغَزَوَاتِ وَالحُرُوبِ، وَإِنَّمَا لِنُؤَكِّدَ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ هُوَ شَهْرُ الجِدِّ وَالعَمَلِ، لَا شَهْرُ الخُمُولِ وَالكَسَلِ!! 

 

وَفِي أيَّامِنَا هَذِهِ فِي ظِلِّ أنْظِمَةِ الحُكْمِ الجَبْرِيِّ، وَفِي ظِلِّ غِيَابِ حُكْمِ الإِسْلَامَ تَحَوَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ مِنْ شَهْرِ الجِدِّ وَالعَمَلِ، إِلَى شَهْرِ الخُمُولِ وَالكَسَلِ!! هَذِهِ الأنْظِمَةُ المُتَآمِرَةُ مَعَ أعْدَاءِ الإسلَامِ عَلَى المُسْلِمِينَ فِي شَتَّى بِقَاع العَالَمِ، لَقَدْ نَصَّبَ الكَافِرُ المُسْتَعْمِرُ عَلَى دُوَيلَاتِ المُسْلِمِينَ حُكَّامًا عُمَلَاءَ، نَوَاطِيرَ يَحْرُسُونَ الثَّرْوَاتِ وَالخَيرَاتِ فِي بِلَادِ المُسْلِمِينَ؛ لِكَيْ تَبْقَى نَهْبًا لِلغَرْبِ الكَافِرِ المُسْتَعْمِرْ، وَيُحَارِبُونَ الإِسْلَامَ نِيَابَةً عَنِ الكُفَّارَ، وَاسْمَعْ إِنْ شِئْتَ إِلَى القَرَارَاتِ الرَّسْمِيَّةِ الَّتِي صَدَرَتْ حَدِيثًا عَنْ حُكَّامِ بِلَادِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ، وَمِنْ أهَمِّهَا السَّمَاحُ لِلْمَرْأةِ بِالسَّفَرِ دُونَ أنْ يَكُونَ مَعَهَا مَحْرَمٌ، وَعَدَمُ مُعَاقَبَةِ مَنْ أفْطَرَ عَمْدًا، وَجَهْرًا، وَكَذَلِكَ السَّمَاحُ لِلمَطَاعِمِ أنْ تَفْتَحَ أبْوَابَهَا لِلزَّبَائِنِ فِي نَهَارِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَمَنْعِ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ مِنْ بَثِّ وَنَقْلِ الصَّلَوَاتِ وَمِنْهَا صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمِنَ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ. وَعَنْ غَلَاءِ الأسْعَارِ، وَارتِفَاع نِسْبَةِ البَطَالَةِ بَينَ الشَّبَابِ حَدِّثْ وَلَا حَرَجَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى أصْبَحَ مُعْظَمُ شَبَابِ الأمَّةِ كُسَالَى عَاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ، بَلْ لَا يَجِدُونَ عَمَلًا يَقْتَاتُونَ وَيُنفِقُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ مِنْهُ!! وَفِي المَغْرِبِ العَرَبِيَّ، بَل فِي تُونُسَ بِالذَّاتِ يَعْتَرِضُ الحُكَّامُ هُنَاكَ عَلَى القَانُونِ الإِلَهِيِّ فِي تَوزِيعِ الإِرْثِ: (لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأنثَيَينِ). وَفِي مِصْرَ يُبِيحُ مُفْتِي الحَاكِمِ هُنَاكَ بِأكْلِ أمْوَالِ الرِّبَا، وَيُسَمِّيهَا فَوائِدَ بَنكِيَّةً! وَفِي فِلَسْطِينَ السَّلِيبَةَ يَتَآمَرُونَ عَلَى الأُسْرَةِ وَالمَرْأةِ المُسْلِمَةِ، يُرِيدُونَ لَهَا أْنْ تَفْقِدَ عِفَّتَهَا، وَطَهَارَتَهَا. اللَّهُمَ أرِنَا فِي حُكَّامِ الضِّرَارِ يَومًا أسْوَد!!                  

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم السابع

استجبنا لأمر الله فصمنا؛ فلنستجب لأمره بإقامة الدولة التي تطبق شرعه

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: 

 

قَالَ اللهُ تَعَالَى آمرًا إِيَّانَا بِالصِّيَامِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). ‎(البقرة ١٨٥)

 

وَقَالَ اللهُ تَعَالَى آمِرًا نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِأنْ يَحْكُمَ بِمَا أنْزَلَ اللهُ: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). ‎(المائدة ٤٩‏) وَأمْرُ اللهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هُوَ أمْرٌ لِأمَّتِهِ مِنْ بَعدِهِ.

 

وَقَدْ أقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دولةً لِلمُسْلِمِينَ فِي المَدِينَةِ، وَكَانَ يُطَبِّقُ عَلَيهِمْ أحْكَامَ الإِسلَامِ فِي كُلِّ شَأنٍ مِنْ شُؤُونِ حَيَاتِهِمْ، فَنَحْنُ المُسْلِمُونَ فِي غِيَابِ دَولَةِ الإِسْلَامِ التي تُطَبِّقُ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى مَأمُورُونَ بِإِقَامَةِ دَولَةٍ كَتِلكَ الدَّولَةِ الَّتِي أقَامَهَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ كَانَ عَلَيهِ السَّلَامُ يَدْعُو إِلَى الإِسْلَامِ، بَدَأ فَرْدًا أعْزَلَ مِنَ المَالِ، أعْزَلَ مِنَ السِّلَاحِ، أعْزَلَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ إِلَّا مِنَ الإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى، وَانتَهَى بِدَولَةٍ، فسَارَ لِإِقَامَتِهَا فِي خُطُوَاتٍ، وَمَرَاحِلَ مَدْرُوسَةٍ ثَابِتَةٍ، ذَكَرَتْهَا كُتُبُ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وهِيَ أحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ نَحْنُ مُلزَمُونَ بِالسَّيرِ عَلَى هَدْيِهَا كما سار صلى الله عليه وسلم، فَلِمَاذَا نُطِيعُ اللهَ، وَنَستَجِيبُ لِأمْرِهِ لَنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَلَا نُطِيعُهُ، وَلَا نَسْتَجِيبُ لِأمْرِهِ حِينَ يَدْعُونَا إِلَى الحُكْمِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ، وَإِلَى إِقَامَةِ الدَّولَةِ الَّتِي تُطَبِّقُ شَرْعَهُ؟؟ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟؟ ‎(المائدة٥٠)

 

إِنَّ إِقَامَةَ الدَّولَةِ الَّتِي تُطَبِّقُ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى فَرْضٌ مِنْ أَعْظَمِ الفُرُوضِ، بَلْ هِي فَرضُ الفُرُوضِ؛ لِأَنَّ تَنْفِيذَ كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوضِ مُتَوَقِّفٌ، وَمُرْتَبِطٌ ارْتِبَاطًا وَثِيقًا بِوُجُودِ هَذِهِ الدَّولَةِ فِي وَاقِع الحَيَاةِ، فَإِلَى العَمَلِ مَعَنَا لِإقَامَةِ دَولَةِ الخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ نَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ، وَالأَخَوَاتُ الكَرِيمَاتُ.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثامن

العبادات ومنها الصلاة، والصيام، والحج من التكاليف الشرعية الجماعية

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:

 

حِينَ أقَامَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم الدَّوْلَةَ الإِسْلَامِيَّةَ فِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ كَتَبَ لِأَهْلِهَا وَثِيقَةً جَاءَ فِيهَا: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ (رُسُولِ اللهِ) بَينَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسلِمِينَ مِنْ قُرَيشٍ وَأهْلِ يَثْرِبَ، وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ، وَجَاهَدَ مَعَهُمْ. إِنَّهُمْ أمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ». فَالأمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ أمَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ كَمَا وَصَفَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِةِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمُ: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ، وَالحُمَّى». مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ نَقُولُ: "عِنْدَ أخْذِ الأحْكَامِ الشَّرعِيَّةِ لَا نُقِيمُ وَزْنًا، وَلَا اعْتِبَارًا لِحُدُودِ سَايكس، وَبيكُو الَّتِي مَزَّقَتْ جَسَدَ الأمَّةِ الإسْلَامِيَّةِ الوَاحِدَةِ!!

 

والآن تَعَالَوا نَتْلُ وَنَتَأمَّلِ الآيَاتِ القُرآنِيَّةَ، وَنُلَاحِظْ أسْلُوبَ الخِطَابِ الجَمَاعِيِّ الَّذِي انتَهَجَهُ القُرآنُ الكَرِيمُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى وحدة أمة الإسلام!! قَالَ اللهُ تَعَالَى وَهُوَ خَيرُ وَأصْدَقُ القَائِلِينَ: (‏وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ). (البقرة ‎٤٣) وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ‎(٥)‏ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ‎(٦)‏ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (الفاتحة ٧) وَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: (‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ‎(١٨٣) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). ‎(البقرة ١٨٤)

 

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ‎(٢٧) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ‎(٢٨)‏ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ). (الحج ٢٩‏)

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم التاسع

لا ينهي فتنة العبث والتلاعب بثبوت رؤية هلال رمضان إلا دولة الخلافة

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قال الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ). (البقرة 185) وَمَعْنَى الآيَةِ الكَرِيمَةِ: "أنَّهُ مَنْ رَأى مِنْكُمْ هِلَالَ رَمَضَانَ، وَحَضَرَ شَهْرَ الصِّيَامِ فَلْيَصُمْهُ" وَجَاءَتِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ شَارِحَةً، ومُبَيِّنَةً وَمُؤَكِّدَةً المَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاه لتلك الآية، يَقُولُ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ».

 

وَالخِطَابُ فِي قَولِ اللهِ تَعَالَى: (مِنْكُمْ)، وَفِي الضَّمِيرِ المُتَّصِلِ بِفِعْلِ الأمْرِ "الوَاو" فِي قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «صُومُوا» مُوَجَّهٌ لِلمُؤْمِنِينَ عَامَّةً فِي مَشَارِقِ الأرْضِ، وَمَغَارِبِها؛ فَيُصْبِحُ المَعْنَى فِي الآيَةِ الكَرِيمَةِ، وَفِي الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ: "أيُّهَا المُؤْمِنُونَ أيْنَمَا كُنْتُمْ، وَحَيثُمَا حَلَلْتُمْ، وَفي الأصْلِ لَا قِيمَةَ، وَلَا اعْتِبَارَ عِنْدَ أخْذِ الأحْكَام الشَّرْعِيَّةِ لِلحُدُودِ المُصْطَنَعَةِ الَّتِي مَزَّقَتِ الجَسَدَ الوَاحِدَ لِلأمَّةِ الإسْلَامِيَّةَ، وَالتِي وَضَعَهَا المُجْرِمَانِ سَايكس، وَبِيكُو، فَجَعَلُوا بِذَلِكَ لِلمِنْطَقَةِ الحُدُودِيَّة الفَاصِلَةِ بَينَ دُوَيلَاتِ الضِّرَارِ هِلَالَينِ اثْنَينِ، حَيْثُ صَارَ - على سبيل المثال - لِمَدِينَةِ القُدْسِ فِي فِلَسْطِينَ هِلَالٌ، وَلِمَدِينَةِ عَمَّانَ فِي الأرْدُنَ هِلَالٌ آخر، وَقَدْ كَانَتِ المَدِينَتَانِ إِلَى عَهْدٍ قَرِيبٍ تَصُومَانِ مَعًا، وَتُفْطِرَانِ مَعًا، كَانَ ذَلَكَ قَبْلَ الاحْتِلَالِ، وَفَكِّ الارْتِبَاطِ!! وَصَارَ لِمَدِينَةِ الرَّمْثا فِي الأرْدُنِّ هِلَالٌ، وَلِمَدِينَةِ دِرْعَا فِي سُورِيَّا هَلِالٌ آخَرُ!! وَصَارَ لِبَلْدَةِ العْمِرِي فِي مُحَافَظَةِ الزَّرْقَاءِ الأرْدُنِيَّةِ هِلَالٌ، وَلِمِنْطَقَةِ الجَوفِ التِّي بِهَا "مَنْفَذ الحديثة" فِي الجَانِبِ السُّعُودِيِّ هِلَالٌ آخَرَ!!

 

وَالَّذِي حَدَثَ أمْس أنَّ رُؤْيَةَ هِلَالِ رَمَضَانَ قد ثَبَتَتْ بِالوَجْهِ الشَّرْعِي فِي كَثِيرٍ مِنْ بُلْدَانِ المُسْلِمِينَ، فَصَامَ المُسْلِمُونَ كُلَّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا المُسْلِمِينَ فِي الأردُنِّ، وَالمُسْلِمِينَ فِي سَلْطَنَةِ عُمَانَ، وَذَلِكَ بِحُجَّةِ أنَّ هِلَالَ رَمَضَانَ قَدْ غُمَّ عَلَيهِمْ، فَصَامَ المُسْلِمُونَ فِي جَمِيعِ البُلْدَانِ، وَأفْطَرَ المُسْلِمُونَ فِي عَمَّانَ، وَفِي عُمَانَ، وَكَأنَّ الَّذِينَ أفْطَرُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ شَهِدُوا رُؤْيَةَ هِلَالَ رَمَضَانَ: كَذَبتُمْ، لَا نُرِيدُ أنْ نُطِيعَكُمْ وَنَصُومَ مَعَكُمْ. عِلْمًا أنَّ المُسْلِمِينَ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، وَهُمْ مُتَسَاوُونَ عِندَ اللهِ، وَلَيْسَتْ شَهَادَةُ مُسْلِمٍ أوْلَى مِنْ شَهَادَةِ مُسْلِمٍ آخَرَ، وَتَكْفِي فِي الصِّيَامِ شَهَادَةُ مُسْلِمٍ وَاحِدٍ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم العاشر

فلنقم دولتنا، ولنجعل شهر رمضان شهر جهاد، وأمجاد، وانتصارات

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الجِهَادِ، وَالفُتُوحَاتِ، سَطَّرَ فِيهِ أَجْدَادُنَا العِظَامُ أعْظَمَ وَأرْوَعَ الانتِصَارَاتِ، فَيَومُ بَدْرٍ كَانَ فِي رَمَضَانَ. سُمِّيَ هَذَا اليَومُ يَومَ الفُرقَانِ؛ لِأنَّ اللهَ تَعَالَى فَرَّقَ فِيهِ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، كَانَ هَذَا النَّصْرُ أَوَّلَ نَصْرٍ سَجَّلَهُ المُسْلِمُونَ عَلَى الكُفَّارِ فِي تَارِيخِهِمُ المَجِيدِ فِي ظِلِّ دَولَتِهِمُ الإسْلَامِيَّةِ، تَحْتَ قِيَادَةِ نَبِيِّهِمْ وَرَئِيسِهِمْ رَسُولِ اللهِ r، وَكَانَ ذَلِكَ فِي السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ. وَفَتْحُ مَكَّةَ العَظِيمُ كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ لِلْهِجْرَةِ.

 

وَفَتْحُ الأنْدَلُسِ "الجَزِيرَةِ الخَضْرَاءَ" فِي أورُوبَا، كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ. وَمَعْرَكَةُ بَلَاطِ الشُّهَدَاءِ كَانَتْ فِي الأوَّلِ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ، حَيثُ وَصَلَ الإِسْلَامُ وَالمُسْلِمُونَ إِلَى أسْوَارِ فَرَنْسَا. وَفَتْحُ مَدِينَةِ عَمُّورِيَّةَ التِي خَرَّتْ صَرِيعَةً خَائِرَةً بَعْدَ استِغَاثَةِ المَرْأةِ الأسِيرَةِ بِالخَلِيفَةِ المُعْتَصِمِ صَارِخَةً: وَامُعْتَصِمَاهُ! كَانَ ذَلِكَ فِي السَّادِسِ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثنَينِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَينِ لِلْهِجْرَةِ. وَمَعْرَكَةُ حِطِّينَ الَّتِي انْتَصَرَ فِيهَا النَّاصِرُ صَلَاحُ الدِّينِ الأيُّوبِيُّ عَلَى الصَّلِيبِيِّينَ كَانَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.

 

وَمَعْرَكَةُ عَيْنِ جَالُوتَ بِقِيَادَةِ السُّلْطَانِ قُطُزَ كَانَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَلَا نَنْسَى فَتْحَ الفُتُوحِ عَلَى يَدِ السُّلْطَانِ العُثْمَانِيِّ مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ، وَجُنُودِهِ المَيَامِينَ، فَكَانَ عَلَى أيدِيهِمْ أكْبَرُ نَصْرٍ أحْرَزَهُ المُسْلِمُونَ عَلَى الإِمْبَراطُورِيَّةِ الرُّومَانِيَّةِ عَامَ سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ وَثَمَانِمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ، إِنَّهُ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، دَخَلَهَا السُّلْطَانُ مُحَمَّدٌ الفَاتِحُ فِي رَمَضَانَ، وَمِنْ خَلْفِهِ جُنْدُهُ الصَّائِمُونَ دَخَلُوهَا فَاتِحِينَ، فَسَعِدُوا، وَفَازُوا بِبُشْرَى نَبِيِّهِمْ e: «لَتُفْتَحَنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأمِيرُ أمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الجَيشُ ذَلِكَ الجَيشِ».

 

هَكَذَا كَانَ حَالُ المُسْلِمِينَ عِنْدَمَا كَانَ لَهُمْ خَلِيفَةٌ، يَسِيرُونَ قُدُمًا إِلَى الأمَامِ مِنْ فَتْح إِلَى فَتْح، وَمِنْ نَصْرٍ إِلَى نَصْرٍ، وَمِنْ عِزٍّ إِلَى عِزٍّ. فَلْنُقِمْ دَوْلَتَنَا، وَلنُبَايِعْ خَلِيفَتَنَا، وَلْنَجْعَلْ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ جِهَادٍ، وَأمْجَادٍ، وَانتِصَارَاتٍ، وَدَعْوَةٍ لِلإِسْلَامِ.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الحادي عشر

رمضان يهذب النفوس، ويزكيها، ويحملها على فعل الخيرات 

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَولَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، وَالجَهْلَ، فَلَيسَ للهِ حَاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ». (رَوَاهُ البُخَارِيُّ). هَذَا الحَدِيثُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي بَيَانِ الحِكْمَةِ مِنْ مَشْرُوعِيَّةِ الصِّيَامِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَشْرَع الصِّيَامَ لأجْلِ الامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَنَحْوِهِمَا مِنَ المُبَاحَاتِ فِي الأصْلِ؛ وَإِنَّمَا شَرَعَ الصِّيَامَ لِحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ، ذَكَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الحَدِيثِ، وَذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الكَرِيمِ، أَلَا وَهِيَ تَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَتَقْوَى اللهِ تَعَالَى تَكُونُ بِاتِّبَاع شَرْعِهِ وَعِبَادَتِهِ وَطَاعَتِهِ، بِفِعْلِ مَا أمَرَ بِهِ، وَتَرْكِ مَا نَهَىَ عَنْهُ. وَقَولُ الزُّورِ هُوَ الكَذِبُ، وَالعَمَلُ بِهِ يَعْنِي العَمَلَ بِالبَاطِلِ. وَالجَهْلُ هُوَ السَّفَهُ، وَيَدْخُلُ فِي الجَهْلِ جَمِيعُ المَعَاصِي؛ لِأنَّهَا مِنَ الجَهْلِ بِاللهِ العَظِيمِ جل جلاله. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «مَنْ عَمِلَ السُّوءَ؛ فَهُوَ جَاهِلٌ». دَلَّ هَذَا الحَدِيثُ عَلَى أمْرَينِ اثْنَينِ: الأَوَّلُ: أنَّهُ يَتَأكَّدُ عَلَى الصَّائِمِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَالمَعَاصِي أكْثَرَ مِنْ غَيرِهِ، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ لِصَيَامِهِ مَعْنَى. وَالثَّانِي: أنَّ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِي تُؤَثِّرُ فِي الصَّومِ فَتَجْرَحُهُ، وتُضْعِفُ ثَوَابَهُ. فَالصِّيَامُ مَدْرَسَةٌ يَتَرَبَّى فِيهَا المُسْلِمُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، فَلَا بُدَّ أنْ يَتَمَيَّزَ المُسْلِمُ فِي صِيَامِهِ بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا، فَيَتْرُكَ مَا اعْتَادَهُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي الوَاجِبَاتِ، وَيَتْرُكَ مَا اعْتَادَهُ مِنَ المُنْكَرَاتِ، وَيَتَحَلَّى بِالأَخْلَاقِ الحَمِيدَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ».

 

فَشَمِّرُوا عَنْ سَوَاعِدِ الجِدِّ، فَاقْرَءُوا مَصَاحِفَكُمْ، وَاجْبُرُوا تَقْصِيرَكُمْ، وَأطِيلُوا سُجُودَكُمْ، وَزِيدُوا فِي نَوَافِلِكُمْ، وَألِحُّوا فِي دُعَائِكُمْ، وَاجْعَلُوا رَمَضَانَ حَيَاةً لِقُلُوبِكُمْ؛ فَإِنَّ ضَيفَكُمْ هَذَا عَجُولٌ، وَفِيهِ نَفْحَاتٌ إِيمَانِيَّةٌ، يَحْسُنُ بِكُمْ أنْ تَتَعَرَّضُوا لَهَا؛ وَذَلِكَ امْتِثالًا لِأمْرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم القائل: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا». (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ)

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثاني عشر

من فضائل شهر الصيام شهر رمضان المبارك

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: إِنَّ شَهْرَ الصِّيَامِ هُوَ مَوْسِمُ العِبَادَةِ، وَمُضَاعَفَةِ الأجُورِ وَالحَسَنَاتِ. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: «الصِّيَامُ وَالقُرآنُ يَشفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوَمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالَّليلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيَشْفَعَانِ».

 

وَمِنَ الأحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى فَضْلِ الصِّيَامِ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ t عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أحَدٌ».

 

وَمِنْهَا الحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تقَدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ، وَلَو عَلِمْتُمْ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّيتُمْ أنْ يَكُونَ سَنَةً». وَمِنْهَا الحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامُ فَإِنَّهُ لِي، وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَومُ صَومِ أحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِندَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ».

 

وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ تَعَالَى الَّذِي فَرَضَ عَلَيكُمُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، هُوَ نَفْسُهُ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكُمُ الأمْرَ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، وَهُوَ نَفْسُهُ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكُمُ العَمَلَ لِإيجَادِ الحُكْمِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ، وَهُوَ نَفْسُهُ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكُمُ الجِهَاد فِي سَبِيلِ اللهِ لإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللهِ، وَأنَّ الَّذِي سَيُحَاسِبُكُمْ عَلَى أعْمَالِكُمْ فَيُثِيبَكُمْ أوْ يُعَاقِبَكُمْ إِنْ أنْتُمْ قَصَّرْتُمْ - لَا قَدَّرَ اللهُ - فِي إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَفِي صِيَامِ رَمَضَانَ، هُوَ نَفْسُهُ الَّذِي سَيُحَاسِبُكُمْ عَلَى التَّقْصِيرِ فِي الأمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَلَى التَّقْصِيرِ فَي العَمَلِ لِإِيجَادِ حُكْمِ اللهِ فِي الأرْضِ، فَتَدَارَكُوا أمْرَكُمْ يَرْحَمْكُمُ اللهُ!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثالث عشر

عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: أمَرَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِ اللَّيلِ فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلْ: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) ‎(الإسراء ٧٩) وقال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ‎(١)‏ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢)‏ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ‎(٣)‏ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا). ‎(المزمل1-٤)‏

 

تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ اللَّيلِ حَتَّى تَتَفَطَّرُ قَدَمَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأخَّرَ؟ قَالَ: أفَلَا أكُونُ عَبدًا شكورًا». (متفق عليه).

 

وَلَقَدْ امْتَدَحَ اللهُ تَعَالَى المُتَّقِينَ وَمِنْهُمْ صَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (‏كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ‎(١٧)‏ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ‎(الذاريات ١٨‏) رَوَى التِّرمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيكُمْ بِقِيَامِ اللَّيلِ فِإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ». (رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ) وَقَدْ ذَكَرَ لَنَا النَّبِيُّ الكَرِيمُ عَلَيهِ السَّلَامُ خَمْسَ فَوَائِدَ لِقِيَامِ اللَّيلِ أَلَا وَهِيَ: أنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ، وَأنَّهُ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَأنَّهُ مَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَأنَّهُ تَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَأنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ وَالأمْرَاضِ عَنِ الجَسَدِ!!

 

لِذَلِكَ لَا تَعْجَبْ إِنْ عَلِمْتَ أّنَ سَيِّدَ التَّابِعِينَ سَعِيدَ بنَ المُسَيِّبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ظَلَّ عِشْرِينَ عَامًا يُصَلِّي الفَجْرَ بِوُضُوءِ العِشَاءِ، أيْ أنَّهُ لَا يَنَامُ اللَّيلَ أبَدًا!!

 

وَإِنَّ مِنْ أعْظَمِ مَا يُعِينُ عَلَى قِيَامِ اللَّيلِ تَذَكُّرُ فَوَائِدِهِ وَثَمَرَاتِهِ الَّتِي تَعُودُ عَلَى العَبْدِ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَهِيَ كَثِيرَةٌ نَذْكُرُ خَمْسًا مِنْهَا ألَا وَهِيَ: أنَّهُ سَبَبٌ لِنَيلِ الجَنَّةِ. وَأنَّهُ سَبِيلٌ إِلَى القِيَامِ بِشُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى العَبْدِ. وَأنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُو سَبَبٌ فِي تَكْفِيرِ سَيِّئَاتِ العَبْدِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ. وَأَنَّهُ يُعَرِّضُ صَاحِبَهُ لِلنَّفْحَاتِ الإِلَهِيَّةِ، وَيَكُونُ سَبَبًا لِإِجَابَةِ دُعَائِهِ وَإِعْطَائِهِ سُؤْلَهُ. وَأنَّهُ يُحَصِّل لِصَاحِبِهِ الثَّوَابَ المُضَاعَفَ: فَقلِيلُهُ يُزِيلُ عَنهُ اسْمَ الغَفْلَةِ، وَمُتَوَسِّطُهُ يَكْسُوهُ اسْمَ "القَنُوتِ"، أيْ أَنَّهُ يَكُونُ مِنَ القَانِتِينَ، وَكَثِيرُهُ يَجْلِبُ لَهُ قَنَاطِيرَ الأَجْرِ.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الرابع عشر

لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرًا

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأخَذُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُمْ، وَضَحِكَاتُهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ، وَسَمِعَ ضَحِكَاتِهِمْ، فَقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلَيلًا، وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا».

 

وَمِنْ أعْظَمِ سِيَاقَاتِ هَذَا الحَدِيثِ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ».

 

هَذَا الحَدِيثُ مِنَ الأحَادِيثِ العَظِيمَةِ الجَلِيلَةِ الَّتِي تَكْسُو القُلُوبَ انكِسَارًا بَينَ يَدِيِ اللهِ، وَاعْتِرَافًا بِالفَقْرِ إِلَيهِ، وَرَجَاءَ رَحْمَتِهِ، وَعَفْوِهِ، وَإِحْسَانِهِ، وَهَذَا الحَدِيثُ لَهُ تَتِمَّةٌ، ألَا وَهِيَ أنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لَمَّا سَمِعُوا قَوَل النَّبِيِّ هَذَا حَزِنُوا حُزْنًا شديدًا، وَبَكَوا بُكَاءً مُرًّا، وَذَلِكَ كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، فَقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ، لَضَحِكْتُم قَلِيلًا، وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا، فَغَطَّى أصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وُجُوهَهُمْ، وَلَهُمْ خَنِينٌ. (متفق عليه). وَفِي رِوَايَةٍ: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ أصْحَابِهِ شَيءٌ، يَعْنِي هَذَا سَبَبُ وُرُودِ الحَدِيثِ، فَخَطَبَ فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أرَ كَاليَومِ فِي الخَيرِ وَالشَّرِّ، وَلَو تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا، فَمَا أتَى عَلَى أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَومٌ أشَدُّ مِنْهُ، غَطُّوا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ، خَنِينٌ».

 

فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ بَعْدَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَلِّغُهُ عِتَابَ اللهِ تَعَالَى لَهُ؛ لِأنَّهُ تَسَبَّبَ فِي جَلْبِ الحُزْنِ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأرْضَاهُمْ. لَقَدْ عَاتَبَ اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّهُ تَسَبَّبَ فِي حُزْن صَحَابِيٍّ وَاحِدٍ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أمِّ مَكْتُومٍ حِينَ عَبَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّ ابنَ أمِّ مَكْتُومٍ لَمْ يَرَ عُبُوسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَيفَ وَقَدْ أحْزَنَ جَمَاعَةً مِنْ صحابته؟!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الخامس عشر

شهر رمضان موسم من المواسم التي يقبل الله فيه الدعاء

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: تَعَالَوا بِنَا نَرْفَعُ أكُفَّنَا وَنَضْرَعُ إلَى اللهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَسَى أنْ تَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةُ سَاعَةَ إِجَابَة: اللّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيْمَنْ عافَيْتَ، وَتَوَلَّنَا فِيْمَنْ تَوِلَّيْتَ، وَبَارِكْ لنَا فِيمَا أَعْطَيْت، وقِنَا وَاصْرِفْ عَنّا شرَّما قَضَيتَ، فإنّكَ تَقْضِي بِالحَقِّ ولا يُقْضَى عليكَ، إنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، ولا يَعِزُّ مَنْ عادَيْتَ، تَباركتَ ربّنا وتعالَيْت، لَكَ الحَمْدُ عَلَى مَا قَضَيْتَ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلَى مَا أعْطَيْت، نستَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْ جَمِيع الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ.

 

اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُوْلُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَينَ مَعْصِيَتِك، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلُّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَينَا مَصَائِبَ الدُّنيَا، وَمَتِّعْنَا اللَّهُمَّ بِأسْمَاعِنَا، وَأبْصَارِنَا، وَقُوَّاتِنَا أبدًا مَا أبْقَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيْبَتَنا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أكبَرَ هَمِّنا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلَا إِلَى النَّارِ مَصِيْرنا، واجْعَلِ الجَنَّةَ هِيَ دَارَنَا، وَلَا تُسِلِّطْ عَلَينَا بِذُنُوبِنَا مَنْ لّا يَخَافُكَ فِينَا وَلَا يَرْحَمُنا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألكَ مِنْ خَيرِ مَا سَألَكَ عًبْدُكَ وَنَبِيُّكَ  مُحَمَّدٌ ﷺ وَعِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ﷺ وَعِبَادُكَ الصَّالِحُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وَنَسْألُكَ أنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيتَهُ لَنَا خَيرًا. اللَّهُمَّ إِنّا نعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا. رَبِّ أَوْزِعْنا أَنْ نشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَينا وَعَلَى وَالِدَينا، وَأَنْ نعْمَلَ صَالِحَاً تَرْضَاهُ، وَأَدْخِلْنا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ أعِزَّنَا بِالإِسْلَامِ وَأعِزَّ الإِسْلَامَ بِنَا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم السادس عشر

رمضان شهر البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: جَهَّزَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه جَيشَ العُسْرَةِ بِتِسْعِمِائَةٍ وَخَمسِينَ بَعِيرًا وَخَمْسِينَ فَرَسًا، وَاسْتَغْرَقَ الرَّسُولُ ﷺ فِي الدُّعَاءِ لَهُ يَومَهَا، وَرَفَعَ يَدَيهِ حَتَّى أُرِيَ بَيَاضُ إِبِطَيهِ فَقَدْ جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِألْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِهِ، فَجَعَلَ ﷺ يُقَلّبُهَا وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَومِ» مَرَّتَينِ. وَفِي عَهْدِ أبِي بَكْرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه أصَابَ النَّاسَ جَفَافٌ وَجُوعٌ شَدِيدَانِ، فَلمَّا ضَاقَ بِهِمُ الأمْرُ ذَهَبُوا إِلَى أَبِي بَكْر، وَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، إِنَّ السَّمَاءَ لَمْ تُمْطِرْ، وَالأَرْضُ لَمْ تُنْبِتْ، وَقَدْ أدْرَكَ النَّاسَ الهَلَاكُ فَمَاذا نَفْعَلُ؟ قَالَ أبُو بَكْرٍ: انْصَرِفُوا، وَاصْبِرُوا، فَإِنِّي أرْجُو أَلّا يَأتِيَ المَسَاءَ حَتَّى يُفَرِّجَ اللهُ عَنْكُمْ. وَفِي آخِرِ النَّهَارِ جَاءَ الخَبَرُ بِأنَّ قَافِلَةَ جِمَالٍ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَدْ أتَتْ مِنَ الشَّامِ إِلَى المَدِينَةِ. فَلمَّا وَصَلَتْ خَرَجَ النَّاسُ يَسْتَقْبِلُونَهَا، فَإِذَا هِيَ ألْفُ جَمَلٍ مُحَمَّلَةً سمنًا وزيتًا ودقيقًا، وًتًوًقّفَتْ عِنْدَ بَابِ عُثْمَانَ، فَلَمَّا أنْزِلَتْ أحْمَالُهَا فِي دَارِهِ جَاءَ التُّجَّارُ. قَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: مَاذَا تُرِيدُونَ؟ أجَابَ التُّجَّارُ: إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُرِيدُ، بِعْنَا مِنْ هَذَا الَّذِي وَصَلَ إِلَيْكَ فَإِنَّكَ تَعْرِفُ حَاجَةَ النَّاسِ إِلَيهِ. قَالَ عُثْمَانُ: كَمْ أرْبَحُ عَلَى الثَّمَنِ الَّذِي اشْتَرَيْتُ بِهِ؟ قَالُوا: الدِّرْهَمُ دِرْهَمَينِ. قَالَ: أعْطَانِي غَيرُكُمْ زِيَادَةً عَلَى هَذَا. قَالُوا: أرْبَعَةً! قَالَ عُثْمَانُ: أعْطَانِي غَيرُكُمْ أكْثَرَ. قَالَ التّجَّارُ: نُرْبِحُكَ خَمْسَةً. قَالَ عُثْمَانُ: أعْطَانِي غَيرُكُمْ أكثْرَ. فَقَالُوا: لَيْسَ فِي المَدِينَةِ تُجَّارٌ غَيْرُنَا، وَلَمْ يَسْبِقْنَا أحَدٌ إِلَيكَ، فَمَنِ الَّذِي أعْطَاكَ أكْثَرَ مِمَّا أعْطَينَا؟! قَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ اللهَ قَدْ أعْطَانِي بِكُلِّ دِرْهَمٍ عَشَرَةً، الحَسَنَةُ بِعَشَرَةِ أمْثَالِهَا، فَهَلْ عِنْدَكُمْ زِيَادَةٌ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ عُثْمَانُ: فَإِنِّي أشْهِدُ اللهَ أنِّي جَعَلْتُ مَا جَاءَتْ بِهِ هَذِهِ الجِمَالُ صَدَقَةً لِلمَسَاكِينِ وَفُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ. ثُمَّ أخَذَ عُثْمَانُ يُوَزِّعُ بِضَاعَتَهُ، فَمَا بَقِيَ مِنْ فُقَرَاءِ المَدِينَةِ وَاحِدٌ إِلّا أخَذَ مَا يَكْفِيهِ وَيَكْفِي أهْلَهُ. هَذَا تَطبِيقٌ عَمَلِيٌّ مِنْ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِفِدَاءِ هَذَا الدِّينِ وَدَعْوَتِهِ بِالمَالِ وَالنَّفْسِ وَالوَالِدِ وَالوَلَدِ لَمْ يَألُ جُهْدًا فِي خِدْمَةِ هَذَا الدِّينِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى اسْتَحَقَّ مَا قَالَهُ عَنْهُ ﷺ: «ما ضرَّ عُثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ». وَهَذَا دَأبُ المُخْلِصِينَ، نَسْألُ اللهَ أنْ نَكُونَ مِنْهُمْ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السابع عشر
ذكرى غزوة بدر الكبرى رفع لهمم المجاهدين في سبيل الله

 


إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.


الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:


إِنَّ مِنْ أعْظَمِ ذِكْرَيَاتِ هَذِهِ الأمَّةِ المُبَارَكَةِ، الَّتِي حَدَثَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، ذِكْرَى غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى، الَّتِي وَقَعَتْ فِي اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، وَذَلِكَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِلْهِجْرَةِ، وَقَدْ أبْلَى فِيهَا المُسْلِمُونَ بَلَاءً حَسَنًا، فَنَصَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أعْدَائِهِمْ مِنَ المُشْرِكِينَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّهُمْ كَانُوا أقَلَّ عَدَدًا وَعُدَّةً مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلَمْ يَأخُذُوا لِلَّقَاءِ أهْبَتَهُ وَعُدَّتَهُ.


فَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِلْهِجْرَةِ عَلِمَ رَسُولُ اللهِ  أَنَّ قَافِلَةً تِجَارِيَّةً لِقُرَيشٍ بِقِيَادَةِ أبِي سُفْيَانَ ابنِ حَرْبٍ عَائِدَةٌ مِنَ الشَّامِ إِلَى مَكَّةَ، فِيهَا أمْوَالٌ لِقُرَيشٍ، وَتِجَارَةً مِنْ تَجَارَاتِهِمْ عَلَيْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ قُرَيشٍ. فَنَدَبَ النَّبِيُّ  المُسْلِمِينَ لِاعْتِرَاضِ هَذِهِ القَافِلَةِ، وَقَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ عِيرُ قُرَيشٍ، فِيْهَا أمْوَالُهُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللهَ يُنْفِلْكُمُوهَا». فَخَفَّ بَعْضُ النَّاسِ، وَثَقُلَ بَعْضُهُمْ، وَذَلِكَ أنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أنَّ رَسُولَ اللهِ  يَلْقَى حَرْبًا، فَكَانَ مَجْمُوعُ مَنْ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ  ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا. وَكَانَ أبُو سُفْيَانَ حِينَ دَنَا مِنَ الحِجَازِ يَتَحَسَّسُ الأخْبَارَ، وَيَسْألُ مَنْ لَقِيَ مِنَ الرُّكْبَانِ، حَتَّى أَصَابَ خَبَرًا أنَّ مُحَمَّدًا وَأصْحَابَهُ قَدْ خَرَجُوا لِلِاستِيلَاءِ عَلَى القَافِلَةِ، فَغَيَّرَ طَرِيقَهُ المُعْتَادَ، وَأرْسَلَ إِلَى قُرَيشٍ مَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ لِلدِّفَاعِ عَنْ أمْوَالِهِمْ، وَيُخْبِرَهُمْ أنَّ مُحَمَّدًا قَدْ عَرَضَ لِتِجَارَتِهِمْ وَأمْوَالِهِمْ. وَبَعْدَ أنْ نَجَتِ القَافِلَةُ طَلَبَ أبُو سُفْيَانَ مِنْ أبِي جَهْلٍ الرُّجُوعَ، فَقَالَ أبُو جَهْلٍ: "وَاللهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَرِدَ بَدْرًا، فَنُقِيمَ فِيهَا ثَلَاثًا، نَنْحَرُ الجَزُورَ، وَنَسْقِي الخَمْرَ، وَتَعْزِفُ عَلَينَا القِيَانُ، وَتَسْمَعُ بِنَا العَرَبُ، فَلَا يَزَالونَ يَهَابُونَنَا أبَدًا!". فَوَافُوهَا فَسُقُوا كُؤُوسَ المَنَايَا مَكَانَ الخَمْرِ، وَنَاحَتْ عَلِيهِمُ النَّوَائِحُ بَدَل أنْ تَعْزِفَ عَلَيهِمُ القِيَانُ، وَنَصَرَ اللهُ الفِئَةَ القَلِيلَةَ المُؤْمِنَةَ عَلَى الكَثِيرَةِ الكَافِرَةِ. قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (آل عمران١٢٣) اللَّهُمَّ انْصُرْنَا كَمَا نَصْرتَهُمْ، وَاكْتُبْ لَنَا مِيثَاقَ عِزٍّ وَتَمكِين، تُعِزُّ بِهِ عِبَادَكَ المُؤْمِنِينَ، وَتُمَكِنَّ بِهِ لِدِينِكَ العَظِيمِ، دِينِ الرَّحْمَةِ لِلعَالَمِينَ!!


وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثامن عشر

في شهر رمضان تحلو مدارسة القرآن تلاوةً، وفهمًا، وتدبرًا

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: أثْنَاءَ تِلَاوَتِي لِتَكْثِيرِ الحَسَنَاتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا العَامِ مَرَرْتُ عَلَى قَولِ اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ: (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ). فِي سُورَةِ (الرحمن ٣٩‏) قَفَزَ إِلَى ذِهْنِي سُؤَالٌ مُؤَدَّاهُ مَا يَأتِي ذِكْرُهُ، ألَا وَهُوَ: كَيْفَ نَفْهَمُ هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ الَّتِي تَنْفِي السُّؤَالَ عَنِ الإِنْسِ وَالجِنِّ، وَهُنَاكَ آيَاتٌ تُؤَكِّدُ أنَّ الإِنْسَانَ سَيُسْألُ؟ مِنْ مِثْلِ قَولِهِ تَعَالَى: (‏فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ‎(٩٢)‏ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). فِي سُورَةِ (الحِجْر٩٣‏) وَمِثْلِ قَولِهِ تَعَالَى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ). ‎فِي سُورَةِ (الأَعْرَاف٦) وَمِثْلِ قَولِهِ تَعَالَى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ‎). فِي سُورَةِ (الصافات٢٤‏) رَجَعْتُ إِلَى تَفْسِيرِ الإِمَامِ السَّعْدِيِّ؛ فَوَجَدْتُ الآتِيَ: "قَولُهُ تَعَالَى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ). أي: سُؤَالَ استِعْلَامٍ بِمَا وَقَعَ؛ لِأنَّهُ تَعَالَى عَالِمُ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ، والمَاضِي، وَالمُسْتَقْبَلِ، وَيُرِيدُ أنْ يُجَازِيَ العِبَادَ بِمَا عَلِمَهُ مِنْ أحْوَالِهِمْ، وَقَدْ جَعَلَ لِأهْلِ الخَيرِ وَالشَّرِّ يَومَ القِيَامَةِ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ). وَرَجَعْتُ إِلَى تَفْسِيرِ الإِمَامِ القُرْطُبِيِّ؛ فَوَجَدْتُ الآتِيَ: قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ). هَذَا مِثْلُ قَولِهِ تَعَالَى: (وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ). وَإنَّ القِيَامَةَ مَوَاطِنٌ لِطُولِ ذَلِكَ اليَومِ، فَيُسْألُ فِي بَعْضِ المَوَاطِنِ، وَلَا يُسْألُ فِي بَعْضٍ، وَهَذَا قَولُ عِكْرِمَةَ. وَقِيلَ: المَعْنَى لَا يُسْألُونَ إِذَا استَقَرُّوا فِي النَّارِ. وَقَالَ الحَسَنُ وَقَتَادَةُ: "لَا يُسْألُونَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ؛ لأَنَّ اللهَ حَفِظَهَا عَلَيهِمْ، وَكَتَبَهَا المَلَائِكَةُ عَلَيهِمْ". وَعَنِ الحَسَنَ وَمُجَاهِدَ أَيْضًا: المَعْنَى لَا تَسْألُ المَلَائِكَةُ عَنْهُمْ؛ لِأنَّهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ، وَدَلِيلُهُ مَا بَعْدَهُ. وَقَالَهُ مُجَاهِدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ أيْضًا فِي قَولِهِ تَعَالَى: (‏فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ). وَقَولِهِ: (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ). قَالَ: لَا يَسْأَلُهُمْ لِيَعْرِفَ ذَلِكَ مِنْهُمْ؛ لِأنَّهُ أعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُ يَسْألُهُمْ لِمَ عَمِلْتُمُوهَا سُؤَالَ مُحَاسَبَةٍ، وَتَوبِيخ، لَا سُؤَالَ اسْتِعْلَامٍ، وَقَالَ أبُو العَالِيَةِ: لَا يُسْألُ غَيرُ المُجْرِمِ عَنْ ذَنْبِ المُجْرِمِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَتِ المَسْألَةُ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ خُتِمَ عَلَى أفْوَاهِ القَومِ، وَتَكَلَّمَتِ الجَوَارِحُ شَاهِدَةً عَلَيهِمْ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم التاسع عشر

حكام المسلمين يحاربون الإسلام جهارًا؛ فأين منهم أهل القوة؟

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: إِنَّ المُتَتَبِّعَ لِأحْوَالِ المُسْلِمِينَ فِي العَالَمِ؛ يَجِدْ أَنَّ حَالَتَهُمْ يُرثَى لَهَا، وَتَتَّجِهُ مِنْ سَيِّئ إِلَى أسْوَأ، وذلك لِأنَّ حُكَّامَهُمْ يَحُولُونَ بَيْنَهُمْ، وَبَينَ الانتِفَاعِ بِالثَّرْوَاتِ الّتِي حَبَا اللهُ بِلَادَهُمْ بها؛ لِكَي تَظَلَّ هَذِهِ الثّروَاتُ نَهْبًا لِلكُفَّارِ، يَنْتَفِعُونَ بِهَا وَحْدَهُمْ دُونَ سِوَاهُمْ، وَيَحُولُونَ دُونَ قِيَامِ مَشَارِيعَ اقتِصَادِيَّةٍ، أوْ زِرَاعِيَّةٍ، أوْ صِنَاعِيَّةٍ، أوْ تِجَارِيَّةً الهَدَفُ مِنْهَا تشغيل العَاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ، لَيْسَ هَذَا فَحَسْب، بَلْ يَعْمَلُونَ عَلَى تَجْوِيع الشًّعُوبِ بِمَا يَفْرِضُونَهُ مِنْ ضَرَائِبَ، وَمِنْ رَفْع لِلأسْعَارِ، حَيْثُ يَعِيشُ مُعْظَمُ المُسْلِمِينَ فِي بِلَادِهِمْ فُقَرَاءَ، وَبِلَادُهُمْ مِنْ أغْنَى بِقَاع العَالَمِ بَالخَيْرَاتِ وَالثرْوَاتِ. وَفِي الوَقْتِ الَّذِي يُوَاصِلُ فِيهِ الغَرْبُ حَرْبَهُ ضِدَّ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ بِلَا هَوَادَةٍ وَدُونَ تَوَقُّفٍ مِنْ غَزْوٍ لِأرَاضِينَا، وَقَتْلٍ لِأبْنَائِنَا، وَبَنَاتِنَا، وَسَرِقَةٍ لِمَوَارِدِنَا يَقِفُ حُكَّامُ المُسْلِمِينَ إِلَى جَانِبِهِمْ، يُلَبُّونَ أوَامِرَهُمْ، وَيُنَفِّذُونَ مُخَطَّطَاتِهِمْ عَلَى الوَجْهِ الذِي يُرْضِي أعْدَاءَ اللهِ، وَأعْدَاءَ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ، ضَارِبِينَ بأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، وَمَصَالِح شُعُوبِهِمْ عَرْضَ الحَائِطِ، وَقَدْ أعَانَهُمْ عَلَى أدَاءِ مُهْمَّتِهِمْ هَذِهِ عُلَمَاءُ مُنَافِقُونَ، وَقَدْ فَضَحَ هَؤُلَاءِ الحُكَّامُ وَالعُلَمَاءُ أنْفُسَهُمْ بِمَا يُصْدِرُونَهُ مِنْ قَوَانِينَ، وَأنْظِمَةٍ، وَفَتَاوَى تَتَعَارَضُ مَعَ شَرْع اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ!!

 

إنَّ هَذَا الخُنُوعَ وَالاسْتِسْلَامَ لِكَيَانِ يَهُودَ، وَالأمْرِيكَانِ، وَالكُفَّارِ عُمُومًا مِنْ قِبَل حُكَّامِ العَارِ وَالشَّنَارِ الَّذِينَ نَصَّبَهُمُ الكَافِرُ المُسْتَعْمِرُ عَلَى رِقَابِ المُسْلِمِينَ لَا يُفَسَّرُ إِلَّا بِكَونِهِمْ عُمَلَاءَ تَابِعِينَ لِلِاستِعْمَارِ، أُجَرَاءَ حَقِيقِيِّينَ، وَلَيسُوا حُكَّامًا أصْحَابَ سِيَادَةٍ، وَإِنَّ مَوَاقِفَهُمْ هَذِهِ الَّتِي نَرَاهَا وَنَسْمَعُهَا صَبَاحَ مَسَاءَ لَتُؤَكِّدُ عَلَى عَمَالَتِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ، وَتَبَعِيَّتِهِمْ لِلْكَافِرِ المُسْتَعْمِرِ، وَإِنَّ وَاجِبَ أبْنَاءِ أمَّةِ الإِسْلَامِ العَمَلُ بِكُلَّ طَاقاتِهِمْ عَلَى خَلْعِهِمْ فِي أسْرَعِ وَقْتٍ، وَذَلِكَ لِكَونِهِمْ حُكَّامَ ضِرَارٍ يَتَوَجَّبُ إِزَالَتُهُمْ مِنْ بَابِ وُجُوبِ إِزَالَةِ الضَّرَرِ، وَرَغْمَ خُذْلَانِ حُكَّامَ العَرَبِ وَالمُسْلِمِينَ لِقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ خُصُوصًا، وَقَضَايَا المُسْلِمِينَ فِي شَتَّى بِقَاع العَالَمِ عُمُومًا؛ فَإِنَّ أُسُودَ فِلَسْطِينَ مَا فَتِئُوا يُسَطِّرُونَ المَلَاحِمَ البُطُولِيَّةِ يَومِيًّا، نَسْألُ اللهَ تَعَالَى أنْ يَتقبلهم في الشُّهَدَاءِ!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم العشرون

في الجنة باب مخصص للصائمين، يقال له: "الريان" لا يدخله غيرهم

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: يُحْشَرُ أهْلُ الجَنَّةِ إِلَيْهَا زُمَرًا، وَهُمْ يَرْكَبُونَ عَلَى نُوقٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، إِلَى أنْ يَأتُوا بَابَ الجَنَّةِ، وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ يَجِدُونَ مَاءً يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةٍ، فَيَشْرَبُونَ مِنْ إِحْدَى الأعْيُنِ، فَلَا يَبْقَى فِي بُطُونِهِمْ أيُّ شَيءٍ فِيهِ أذىً أو بَأسٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ). وَقَدْ سُمِّيَ بَابُ الرَّيَّانِ بِهَذَا الاسْمِ المُشْتَقِّ مِنَ الرَّيِّ، وَهُوَ ضِدُّ العَطَشِ، فَكَانَ اسْمُهُ مُنَاسِبًا لِمَعْنَاهُ، حَيثُ إِنَّهُ البَابُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ فَضْلِ الصَّوْمِ أنَّ أبْوَابَ الجَنَّةِ كُلَّها تُفتَحُ فِي رَمَضَانَ، بِالإِضَافَةِ إِلَى أنَّ اللهَ تَعَالَى خَصَّصَ بَابَ الرَّيَّانِ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَالمَقْصُودُ مِنَ الصَّائِمِينَ لَيْسَ الَّذِينَ يَصُومُونَ مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيهِمْ مِنَ الصِّيَام فِي رَمَضَانَ فَقَط؛ لِأَنَّ كُلَّ المُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ صَوْمِ رَمَضَانَ، وَلَكِنَّ الَّذِينَ خَصَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالدُّخُولِ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ مِنْ صِيَامِ النَّوَافِلِ، وَيُتبِعُونَ صِيَامَ الفَرِيضَةِ بِالنَّافِلَةِ، وَتَجْدُرُ الإِشَارَةُ إِلَى أنَّ لِلجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ مُقَسَّمَةً حَسَبَ الأعْمَالِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلُ مَنْ يَفْتَحُ تِلْكَ الأبْوَابِ وَيَدْخُلُهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ كُلَّ مُؤْمِنٍ مِنَ البَابِ الَّذِي يَخْتَصُّ بِعَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ المُخْلِصُونَ فِي تَوحِيدِهِمْ مِنْ أمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أحَدِ أبْوَابِ الجَنَّةِ، وَيُسَمَّى البَابَ الأيْمَنَ، وَمِنَ المُسْلِمِينَ مَنْ يُدْعَى مِنْ كُلَّ أبْوَابِ الجَنَّةِ بِسَبَبِ عِظَمِ أعْمَالِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ فِي سَبِيلِ اللهِ، نُودِيَ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ)، فَقَالَ أبُو بَكر t: "بِأَبِي أنْتَ وَأمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبَوابِ كُلِّهَا؟) فَقَالَ: «نَعَمْ، وَأرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الحادي والعشرون

رمضان شهر القرآن تنزيلًا، فلنجعله شهر القرآن تحكيمًا

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: نَزَّلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى القُرْآنَ مُنَجَّمًا أي مُفَرَّقًا حَسَبَ الحَوَادِثِ عَلَى مَدَارِ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ عامًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا). (الإسراء 106) وَالقُرْآنُ الكَرِيمُ دُسْتُورٌ كَامِلٌ، وَمِنْهَاجُ حَيَاةٍ شَامِلٌ، يُعَالِجُ جَمِيعَ مَشَاكِلِ الإِنسَانِ، أنْزِلِهُ اللهُ هُدًى للنَّاسِ، وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَلِسَعَادَةِ البَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

 

نَزَلَ القُرْآنُ الكَرِيمُ إِلَى بَيْتِ العِزَّةِ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا، وَذَلِكَ فِي لَيلَةِ القَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَتَابَعَ نُزُولُهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ تَعَالَى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ). (البقرة ١٨٥)  وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‎(١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ‎(٢)‏ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣‏). (القدر1-3) وَقَالَ تَعَالَى: (حم ‎(١)‏ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ‎(٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ‎(٣)‏ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ‎(٤)‏ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥)‏ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6‏). (الدخان 1-6)

 

وَقَدْ أمَرَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ الكَرِيمَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ فِي القُرْآنِ، وَحَذَّرَهُ مِنْ أنْ يَتَّبِعَ أهْوَاءَ البَشَرِ. قَالَ تَعَالَى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). (المائدة 49)

 

إِنَّ حُكْمَ اللهِ الَّذِي أنْزَلَهُ فِي القُرآنِ هُوَ أفْضَلُ، وَأحْسَنُ حُكْمٍ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ عَلَى الإِطْلَاقِ. مَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ،   قَالَ تَعَالَى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ). (المائدة 50) فَرَمَضَانُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ تَنْزِيلًا، فَلِمَ لَا نَجْعَلَهُ شَهْرُ القُرْآنِ تَحْكِيمًا؟ وَقَدْ أخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ الكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الكِتَابَ». أيْ أنَّ القُرْآنَ وَالحَاكِمَ سَيَبْتَعِدُ كُلٌ مِنْهَما عَنِ الآخَرِ، أيْ أنَّ الحَاكِمَ سَيَتْرُكُ الحُكْمَ بِالقُرْآنِ، فَأوْصَانَا نَبِيُّنَا بِالتَّمَسُّكِ بِالقُرْآنِ، وَمُفَارَقَةِ السُّلْطَانِ!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثاني والعشرون

أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) وَعنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل». (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

 

وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ متفقٌ عَلَيْهِ». وَعَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكعة». (متفقٌ عَلَيْهِ). هَذِهِ الأحَادِيثُ الأرْبَعَةُ تَتَعَلَّقُ بِصَلَاةِ اللَّيلِ، وَبَيَانِ فَضْلِهَا، وَكَيفِيَّةِ أدَائِهَا مَثْنَى مَثْنَى كَمَا فَعَلَهَا النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَصَلَاةُ اللَّيلِ قُرْبَةٌ عَظِيمَةٌ، وَهِيَ مِنْ عَمَلِ الرُّسُلِ وَالأخْيَارِ، وَمِنْ عَمَلِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ، وَهِيَ مَشْرُوعَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، أنْ يُصَلِّي التَّهَجُّدَ بِاللَّيلِ بِمَا يَسَّرَ اللهُ فِي أوَّلِهِ، أوْ فِي وَسَطِهِ، أوْ فِي آخِرِهِ، حَسَبَ مَا يَتَيَسَّرُ، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «مِنَ اللَّيلِ قَدْ أوْتَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ أوَّلِهِ وَأوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ». فَلَقَدِ اسْتَقَرَّ وِتْرُهُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أخِيرًا فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيلِ، وَهُوَ الأفْضَلُ، وَمَنْ خَافَ ألَّا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِ شُرِعَ لَهُ أنْ يُوتِرَ مِنْ أوَّلِ اللَّيلِ، وَقَدْ أوْصَى النَّبِيُّ ﷺ أبَا هُرَيْرَةَ وَأبَا الدَّرْدَاءِ بِالوِتْرِ أوَّلَ اللَّيلِ، وَالظَّاهِرُ أنَّهُمَا كَانَا يَخْشَيَانِ ألَّا يَقُومَا فِي آخِرِ اللَّيلِ.

 

يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ: «أيُّهَا النَّاسُ أطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ». فَالمُسْلِمُونَ شُرِعَتْ لَهُمْ هَذِهِ الخِصَالُ الأرْبَعُ: إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَصِلَةُ الأرْحَامِ، وَصَلَاةُ اللَّيلِ، كُلُّ هَذَا مَشْرُوعٌ، فَالمُؤْمِنُ يُفْشِي السَّلَامَ فِي الطَّرِيقِ، وَفِي بَيتِهِ، وَأيْنَمَا كَانَ يُفْشِي السَّلَامَ اتِّبَاعًا لسُنَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وَقُرْبَةً لَهُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَالمُؤْمِنُ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيَتَصَدَّقُ عَلَى أقَارِبِهِ، وَعَلَى غَيرِهِمْ، مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ: «أنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» فَمَنْ فَعَل ذَلِكَ دَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ بِسَلَامٍ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة

اليوم الثالث والعشرون

تعالوا نستجلب نصر الله تعالى بالإخلاص له في السر والعلن

 

 

إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.

 

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: تَعَالَوا بِنَا إِخْوَةَ الإِسْلَامِ نَسْتَجْلِبُ نَصْرَ اللهِ تَعَالَى بِالإِخْلَاصِ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ، فَنَتَوَجَّهَ إِلَيهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَنَضْرَعَ، وَنَسْتَشْفِعَ، وَنَسْتَنْجِدَ أنْ يُعِزَّ جُنْدَهُ، وَيَنْصُرَ جَيْشَهُ؛ وَيُؤَيِّد المُسْلِمِينَ، وَيَرُدَّ كَيدَ الضَّالِّينَ فِي نُحُورِهِمْ؛ وَيَهْزِمَ أعَدَاءَ اللهِ، وَأعْدَاءِ دِينِهِ حَتَّى تَكُونُ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَنَدْعُوهُ تَعَالَى مُخْلِصِينَ مِنْ أعْمَاقِ قُلُوبِنَا لِأنْفُسِنَا، وَلِمَنْ قَامُوا بِأمُورِ رَبِّهِمْ؛ فَأسْلَمُوا لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَأدَّوْا فَرَائِضَ شَهْرِهِمْ، وَالتَزَمُوا آدَابَهُ، وَسَلَكُوا مِنْهَاجَهُ، وَأخْلَصُوا لَهُ السِّرَّ وَالعَلَنَ، وَصَامَتْ عُقُولُهُمْ عَنِ الزَّيغِ، وَأفْئِدَتُهُمْ عَنِ الرَّيبِ، وَجَوَارِحُهُمْ عَنِ المَعَاصِي!!

 

وَإِنَّنَا فِي يَومِنَا المُبَارَكِ هَذَا، مِنْ أيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ الكَرِيمِ، وَقَدْ آذَنَ عَلَى الرَّحِيلِ، لَنَدْعُو أمَّتَنَا الكَرِيمَةَ، مُمَثَّلَةً بِأفْرَادِ وَضُبَّاطِ، وَقَادَةِ جُيُوشِهَا ذَوِي الأيْدِي الطَّاهِرَةِ المُتَوَضِّئَةِ إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا فِي الجِهَادِ، تَنْطَلِقُ إِلَى سَاحَتِهِ مُخْلِصَةً مُؤْمِنَةً، وَتَخُوضَ فِيهَا أقْدَسَ مَعَارِكِهَا ضِدَّ الصَّهَايِنَةِ أعْدَاءِ اللهِ وَأعْدَاءِ دِينِهِ!! نَدْعُوهَا إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا مِنْ تَبَعِيَّتِهَا لِلكَافِرِ المُسْتَعْمِرِ، وَأنْ تُعْلِنَ وَلَاءَهَا الكَامِلَ للهِ، ثُمَّ تَسْعَى إِلَى الوَحْدَةِ تَحْتَ إِمْرَةِ خَلِيفَةٍ تُبَايِعُهُ عَلَى الحُكْمِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ، فَتَتَألَّفَ جُيُوشُهَا مِنْ صَفٍّ وَاحِدٍ كَالبُنْيَانِ المَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا؛ كَي تَصِلَ إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا فِي مَيْدَانِ النَّصْرِ، تَقْتَحِمُ مَجَالَهُ، وَتُطَهِّرُ مَيْدَانَهُ، وَتَمْحَقَ أعْدَاءَ البَشَرِيَّةِ فِي جَنَبَاتِهِ، فَتَمْحَقَ فِيهِمْ نَقْضَ العَهْدِ، وَخُلْفَ الوَعْدِ، وَخِيَانَةَ المَوَاثِيقِ، وَتَقْضِي عَلَى مَصْدَرِ القَلَقِ وَالتَّمَزُّقِ فِي رُوحِ الإنسان، وكيان الإنسانية.

 

وَإِنَّ أمَّتَنَا اليَومَ، إِذَا كَانَ لَهَا أنْ تُفْطِرَ مِنْ بَعْدِ صَومٍ أطَاعَتْ بِهِ أمْرَ رَبِّهَا، وَانْقَادَتْ فِيهِ لِتَوجِيهَاتِ بَارِئِهَا، لَتَسْتَحِقُّ أنْ تَتَطَلَّعَ إِلَى النَّوَالِ الأكْبَرِ بِالنَّصْرِ، وَأَنْ تَسْتَشْرِفَ لِلْغُنْمِ الأعْظَمِ بَالفَتْحِ، نَصْرٍ تَرُدُّ بِهِ الأرْضَ المُغَتَصَبَة، وَفَتْحٍ تَدْخُلُ بِهِ المَسْجِدَ الأقْصَى، وَذَلِكَ إِذَا وَاصَلَتْ صَوْمَهَا عَنِ الحَلَالِ بِصَوْمِهَا عَنِ الحَرَامِ، وَإِذَا وَاصَلَتْ جِهَادَهَا ضِدَّ الصَّهَايِنَةِ المُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ بِجِهَادِهَا ضِدَّ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَإِذَا وَاصَلَتْ إِرَادَتَهَا بِالوَحْدَةِ الَّتِي تَجْمَعُ بَينَ الأفْرَادِ وَالشُّعُوبِ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي نَأخُذُ فِيهِ بِكُلِّ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أوْ نَهَى اللهُ عَنْهُ لَا نَتْرُكُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؛ لِكَي نَسْتَجْلِبَ نَصْرَ اللهِ!!  

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...