اذهب الي المحتوي

مجموعة دراسات إعلامية عن تأثير الإعلام الموجه على شخصية الطفل المسلم


Recommended Posts

مختصر لدراسة بعنوان : الطفل والإعلام

 

ماجد بن جعفر الغامدي


إعلام الطفل نظرة إيجابية
حقاً من ملك الإعلام ملك كل شيء , لا أقول ملك الشارع , بل ملك كل شيء , فالإعلام يسيطر ليس على الشارع , بل على الشارع والبيت وغرف النوم ، وحتى على الأحلام والمنامات ، أليس بعض الأطفال يعانون من القلق الذي تسببه أفلام الرعب ، فإذاً هناك تأثير شديد للآلة الإعلامية .
إن الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة , ولا سيما في مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا , وقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن (40%) من أبناء مجتمعنا العربي هم من الشريحة العمرية من (0) إلى (14) سنة .
وإعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام إذا نظرنا له من جانب التقسيم بالشريحة العمرية ، ولذا فإن الشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة ، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر ، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه ، فالطفل هو الغد القادم ، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر .
 
قليلون هم الذين إذا درسوا الجوانب الإعلامية المختلفة يحرصون على ذكر الإيجابيات لوسائل الإعلام ، وإنما تطغى النظرة العامة فيكون الحديث منصب في جانب السلبيات فقط ، ومن هنا أحببنا أن نطرح بعض الإيجابيات :

إيجابيات إعلام الطفل :
تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال : إذ تُعطي الطفل إحساساً باللون والشكل والإيقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملائمة أجزاء الصورة بعضها لبعض .
ذكر العلماء والتربويون الحاجات الأساسية للطفل وهي :
(الحاجة إلى الغذاء , والحاجة إلى الأمن , والحاجة إلى المغامرة والخيال , والحاجة إلى الجمال , والحاجة إلى المعرفة ) وأفلام الكرتون الرسوم المتحركة تلبي الثلاث حاجات الأخيرة , وبهذا المقياس تكون إيجابية .
تنمية الخيال بأنواعه : القصصي والدرامي ، والخروج عن الواقع إلى شخصيات لا نجدها في عالمنا , وأحداث لا يمكن أن تقع ، وقد يتسرع بعضنا إلى القول بأن ذلك سلبي , والحق أن الخيال حاجة أساسية من حاجات الأطفال بشرط ألا يكون مغرقاً سلبياً لا يحمل قيمة , ولا يغرس فضيلة .
     إن الخيال الذي نصادفه في أفلام الرسوم المتحركة هو الذي يعطي الطفل الرؤيا البعيدة المدى , وهو الذي يجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف , ويفعل عمليات التفكير العليا لديه , كالاستدلال والمقارنة والاستنتاج والتحليل والتركيب مما نفتقده في المدارس غالباً , بسبب أننا نستبدل ذلك كله مهارة واحدة فقط تجعل الطفل كالببغاء , وهي مهارة التذكر .
تعزيز الشعور الديني وتنمية المشاعر والوجدانات : وقد ظهرت بعض الشركات في العالم العربي أنتجت أفلاماً من التراث وغيره , وأذكر منها آخر الأفلام وهو فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) الذي أنتج وفق أحدث التقنيات , وبأيدي أمهر الرسامين في العالم , وسجل أصواته في نسخته الانكليزية أقوى الممثلين الأمريكيين .
هذا الفيلم يُذكّر الطفل بأحداث السيرة النبوية الشريفة , ويعطيه صورة رائعة لبطولات الصحابة رضوان الله عليهم إبان الدعوة وبداية ظهورها , وهو على إيجابياته الكثيرة لا يسلم من انتقاد .
تنمية الشعور الوطني من خلال حث الطفل على حب الوطن , والتضحية في سبيله .
تنمية الثروة اللفظية للطفل مما يمنحه قدرة على التعبير , وفهم العربية الفصحى أكثر , وأفلام الرسوم المتحركة تعلم الأطفال العربية أكثر مما تفعله الكتب المتخصصة في القواعد والنحو ، ذلك لأن الطفل يتكلم الفصحى , ويسمعها في مجال التطبيق بعيداً عن التنظير ، وكثيراً ما يفاجئنا الصغار جداً بتعبير فصيحة , مما يرسم البسمة على وجوهنا .
تقديم المعلومات المختلفة للطفل مما يزيد من إطلاعه , ويُوسع من معارفه , والطفل اليوم يتعلم من أفلام الكرتون أكثر مما يتعلمه في المدارس , خاصة أن هناك بعض البرامج التي خُصصت لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة وجذابة .
إطلاع الطفل على بعض الأحداث التاريخية مما يذكره بماضي أمته المجيد , فهناك أفلام تحدثت عن : ( محمد الفاتح – صلاح الدين – أسد عين جالوت – فتح الأندلس ) وآخرها فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) .
أفلام الرسوم المتحركة الهادفة ، والجيدة المحتوى لها دور مهم في غرس القيم التربوية عند الأطفال ، فهي تقدم أمثلة واقعية تطبيقية للصدق – والوفاء – والتعاون – ومساعدة المحتاجين – وتقديم العون للفقراء – وحب الوالدين – واحترام الجدين – والمعلمين والكبار.
 
سلبيات وسائل الإعلام على الطفل :
نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا ، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث ، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي يشاهدها الطفل العربي .
مشاهدة العنف في أفلام الأطفال والذي بدوره يثير العنف في سلوك بعض الأطفال ، وتكرار المشاهد تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابة تلقائية لمواجهة بعض مواقف الصراعات ، وممارسة السلوك العنيف ، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة ، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة ، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال .
صناعة قدوات غير ما نطمح إليه في تربية أبناءنا على العلم وأهل المعرفة والإنجاز الحضاري للمجتمع ، ومن تلك القدوات التي تُصنع لأطفالنا مثل : نجوم الفن والغناء والرياضة ...  والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين .
تصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة .
كثير من الأحيان تثير في النفس الغرائز البهيمية في وقت مبكر ، ولذا فقد ذكرت ( وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك ) أنه : شن تحالف من منظمات أهلية ودينية وتعليمية أمريكية هجوماً على السينما الأمريكية , متهمين إياها أنها تروج لأفلام أطفال تحتوي على مشاهد وإيحاءات جنسية تضر بأطفالهم , كما أنها تعمل على ترويج إعلانات تعلم أولادهم ثقافة الجشع والتصرفات الاستهلاكية من الصغر .
أضرار تربوية مثل : السهر وعدم النوم مبكرًا ، والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته ، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية .
أضرار صحية : الجلوس الطويل أمام وسائل إعلام الطفل يسبب العديد من الأضرار الجسمية والعقلية كالخمول والكسل ، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية ، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة .
أضرار نفسية : منها إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر ، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق .[1]
 

أفلام الكرتون " ياما تحت السواهي دواهي "
إن مشكلة التلقي من خلال هذه الشاشة تكمن في أن المشاهد غير قادر على مراجعة ما يستقبله من برامج , فهو يشاهد البرنامج تلو الآخر , فتنساب الغايات والمفاهيم إلى اللاوعي من دون محاكمة ، هذا للمشاهد الكبير والواعي فما بالك بالطفل ؟!
وإشكالية أن برامج الرسوم المتحركة لا تدخل بمجرد وصفها رسوماً ملونة , بل بما تحويه من قيم ومفاهيم وأدوات درامية اختزنتها المسلسلات الكرتونية ويتقبلها الطفل كما هي .
     إذا جلس الطفل أمام شاشة التلفاز فإنه يعيش لحظات ممتعة بالنسبة له ، وأقوى تعليم ورسوخاً في ذهن الطفل هو : التعليم عبر الترفيه والشاشة الصغيرة أجادت ذلك وتفننت فيه ، فكيف كان الأثر ؟
في إحصاء عن الأفلام التي تُعرض على الأطفال عالمياً , وُجد أن :
29.6% منها يتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
27.4% منها يعالج الجريمة والعنف والمعارك والقتال الضاري .
15% منها يدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف .
 وهنا انقل مقولة مهمة للطبيب النفسي (فريدريك ورثام) حيث يقول : " إن الأطفال في سن الحادية العشرة يتأثرون بالعنف والجنس ، ويحيون حياة أشبه بأحلام اليقظة , ويمارسون العادة السرية , ويربطون بين القسوة والعنف والجنس " .
 
ماذا عن إنتاج أفلام الكرتون العربية على مستوى العالم ؟
     في عام 2000م كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون 22 ساعة أسبوعياً , والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1144 ساعة تقريباً!!
وأما الدول العربية مجتمعة , ففي أحسن الأحوال , كانت لا تُقدّم أكثر من 30 ساعة سنوياً , ليس أسبوعياً !
فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان 2% , وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا , وأسوأ احتمال لإنتاجهم , ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين , وأفلام الكرتون المنتجة محلياً , البسيطة التي تفتقد إلى الحرفية والجودة العالية , ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم 2% ![2]
 
وماذا عن ثقافة الطفل ؟
في ميدان ثقافة الطفل تتجلى أقصى صور التحدي ، حيث تستهلك جميع البلاد العربية ما لا يزيد على 10% مما استهلكته دولة مثل بلجيكا في الكتابة على الورق للأطفال ، على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز نسبة 10% من سكان الدول العربية !
وفي الاتحاد السوفيتي السابق كان نصيب الطفل 457 كتاباً في السنة ، وفي المقابل تصدر جميع الدول العربية 6 كتب سنويا للطفل !
ولعل جزء من السبب هو ندرة الكُتّاب المختصين بثقافة الأطفال ، ففي دراسة علمية أعدها خبراء المجالس القومية المتخصصة بمصر ، وجدوا أن هناك ( 166 ) متخصصاً في ثقافة الأطفال مقابل 22 مليون طفل عربي ![3]
 
  عالم ديزني :
توصل باحثان أمريكيان قاما بدراسة لبرامج وكتب ديزني الهزلية التي لقيت رواجاً على نطاق واسع عبر العالم  إلى : أن هذه البرامج والكتب تتضمن قيم العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة ، وفي النهاية فإن هذا العالم الخيالي الموجه للأطفال يغطي نسيجاً متشابكاً من المصالح ويخدم إمبريالية أمريكا .
ولك أن تعلم أن ديزني قد ظهرت بوجهها الحقيقي عام 1999م وبتوجهاتها المنحازة لإسرائيل وأنها ليست محايدة كما كان يعتقد البعض ، عندما اعتزمت إقامة جناح خاص بالقدس الشريف يعرضها كعاصمة للكيان الصهيوني بمناسبة معرض الألفية الثالثة .[4]

ميكي ماوس :
لتتبلور الصورة أكثر في معرفة مدى انتشار أفلام الكرتون وتأثيرها على الناس والمجتمعات :
 هل تعلم أن برامج ( ميكي ماوس ) قد شاهدها أكثر من (240) مليون .
واشترى لعبه أكثر من (80) مليون .
وقرأ مجلاته أكثر من (800) مليون .
ورقص على موسيقاه أكثر من (50) مليون فرد.
في حين أن الدول العربية لا تزال تختلف على اختراع شخصية كرتونية عالمية ومؤثرة .[5]
 
( بيب بيب ) :
قد يكون البعض شاهد الذئب ( رود رنر ) الذي يطارد عداء الطريق , أو ما كنا نسميه صغارا ( بيب بيب ) وهذا الذئب دائماً ما تنتهي كل ابتكاراته الرائعة للقبض على ( بيب بيب ) بالفشل , ورغم أنه لا يألو جهدا في سبيل تطوير أفكاره ، فيريد أن يُسقط صخرة على ( بيب بيب ) فتسقط على أم رأسه ويفشل , يريد أن يمسك ( بيب بيب ) فيصطدم بشاحنة ويفشل , يريد أن يفجره فتنفجر القنبلة فيه !
والغريب أن هذا المسلسل الكرتوني ممنوع من البث في اليابان لأنه يسبب الإحباط لدى الأطفال , ويغرس فيهم  الانهزامية لأنهم يرون أن الذي يخطط ويفكر لا يخرج بنتيجة بل على العكس تنقلب خططه كلها ضده .
وكذلك أطفال أمريكا قدموا اعتراضا أيضا على هذا المسلسل ، واسم هذا المسلسل بالانجليزية ((to beeb or not to beeb  )) وهو مأخوذ من مقولة في مسرحية شكسبير ((to be or not to be  )) ومعناها أكون أو لا أكون ..
ونحن مازال أطفالنا يستمتعون بالضحك عليه ، أو كأحسن حال مازال مثقفونا يتناقشون هل يمكن أن تكون لأفلام الكرتون أي تأثيرات على أفكار وسلوك المشاهد !
 
لنعيش أسبوعاً واحداً مع برامج الأطفال :
دعونا نقترب لأطفالنا أكثر ونحرص أن نشاهد ما يشاهدونه أيضاً ولكن ننظر إليه بعين البصير الناقد ، وحقيقة هذا ما قام به مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية الأستاذ / عبد المنعم الأشنيهي ، في دراسة خطيرة  تناولت أثر البرامج التليفزيونية الموجهة لأطفالنا ، تم رصد إحدى القنوات العربية المتخصصة في الأطفال لمدة أسبوع واحد فقط فكانت النتائج التالية :
  في أسبوع واحد فضائية عربية للأطفال تعرض 300 جريمة قتل في برامج الأطفال !!!
فقد قام الأشنيهي في دراسته بتحليل مضمون ما تبثه قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية ، تم اختيارها عشوائيًا في ما بثته خلال أسبوع من برامج أطفال مستوردة من الغرب ، أكد أنها عرضت أكثر من 300 جريمة قتل بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف ، وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن :
 30% منها تتناول موضوعات جنسية ، و27% تعالج الجريمة ، و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني .

عنف وقتل
وأوضحت الدراسة أن تحليل مضمون الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب التي عرضتها نفس القناة الفضائية العربية خلال نفس الفترة كشف عن أنها تتضمن عنفًا لفظيًا تكرر 370 مرة ونسبة بلغت 61% وبمعدل نسبي يفوق العنف البدني الذي بلغت نسبته 39% في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة ( سلاحف النينجا ) كما تنوعت مظاهر العنف اللفظي حيث ظهر السب والشتائم بنسبة 49% والتهديد بالانتقام بنسبة 23% والتحريض 14% والاستهزاء والسخرية بالآخرين 12% والقذف 3% .
من جهة أخرى تجسد العنف البدني في سبعة مظاهر/
 يتصدرها الضرب بالأيدي بمعدل نسبي 25%
فإلقاء الأشياء على الآخرين بنسبة 20%
ثم تقييد حركتهم بنسبة 18%
ثم  الشروع في القتل بنسبة 17%
ثم خطف الأشخاص بنسبة 9%
فالسرقة بالإكراه بنسبة 7%
وأخيرًا الحبس بمعدل نسبي 3% [6]
قد يقول البعض ولكنها لن تؤثر على سلوك أطفالنا وإنما هي للترفيه فقط ؟
الطفل – كما هو معلوم – لا يملك رقابة ذاتية من وعيه وإدراكه وشعوره ؛ لأنه في طور تكوين فكرة عن الحياة , وعمره لا يسمح له – إلا في حدود يسيرة – التمييز بين الغث والسمين , والطيب والخبيث , والقبيح والجميل .
يضاف إلى ذلك أن مؤثرات الصوت والصورة والحركة التي يراها الطفل أمامه في الرسوم المتحركة تشده وتنقله إلى عالم آخر غير واقعي , فتراه متسمراً أمام التلفاز يتابع الأحداث بكل اهتمام وانتباه , ويكاد نفسه ينقطع إذا ما تأزّم الموقف , ثم تنطلق صيحاته وتتحرك يداه بعنف وعفوية عند أي موقف مثير , ناسياً ما حوله ومن حوله .
وبالدراسة وُجد أن الأطفال الذي يُقلّدون حركات : ( غريندايزر ) و ( أبطال الملاعب ) و ( الرجل الحديدي ) و ( الكابتن ماجد ) قد بلغوا نسبة 19.28% .
 
باحث كوري  يحذر :
من خارج الولايات المتحدة - وليس من اليابانيين المدرسة المنافسة لديزني - نجد مَن يعارض أفلام الكارتون التي تقدم من المدرستين اليابانية والأمريكية لأنها تشكل خطرا على الطفل ومعتقده .
فقد حذر البروفيسور ( هان ) أستاذ قسم الرسوم المتحركة في جامعة "سيجونغ " بكوريا الجنوبية من خطورة الرسوم المتحركة المستوردة على عقول الأطفال ، وخاصة أفلام والت ديزني الأمريكية التي تمجد قيم الحضارة الأمريكية ، وتقدّس سيطرة الرجل الأبيض وسيادته  وكذلك الرسوم المتحركة اليابانية المعقدة ، والتي تضع نظرة تشاؤمية للمستقبل.
كما قال البروفيسور هان : إن تقبّل كل ما أنتجته ديزني بحجة أنه  " مجرد كرتون لا غير " ؛ لتغير المحتوى بشكل كبير عن الرسوم التي ظهرت مبكراً بقوله : لأن إنتاج ديزني هو من الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال والعائلات فإن الناس يميلون إلى تقبّل ما يأتي فيها والثقة بأنّ كل فليم كرتون يحتوي على قصص جيدة وجميلة وبريئة بدون أي تحفظات أو فحص مسبق ، وأكد أن النظرة العامة تعد الشخصيات الكرتونية فاقدة للهوية ، وهذا ما يسهل انتشارها ونشرها لأيدلوجية راسميها .[7]
 

"البلاستيشن"  لذيذ ..
 
ألعاب الفديو ( البلاي ستيشن ) :
يرى العالم التربوي (شيلر) الفكرة التي تقول : ( بأن الترفيه لا ينطوي على أي بعد تربوي أو نفسي ، هي اليوم أكبر خدعة أو كذبة في تاريخ البشرية )
     تؤكد إحدى الدراسات على أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة يصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم ؟ حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي ، إذ ماذا تتوقع من طفل قابع في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي .[8]

ألعاب الفديو والعنف :
   يقول الدكتور سال سيفر : ( إن ألعاب الفيديو  يمكن أن تؤثر على الطفل فيصبح عنيفاً ، فالكثير من ألعاب ( القاتل الأول ) " فيرست بيرسون شوتر " تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه ، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع ) [9]
لنتساءل : ألعاب الفديو مجرد ألعاب أم وسائط ثقافية ؟ هي ألعاب وفي حقيقتها وسائط ثقافية فهي تعيد صياغة شخصية الطفل وفقاً لثقافة أخرى غير ثقافته الإسلامية والعربية ، وهذه الصياغة تشمل مشاعره وطريقة تفكيره وقيمه وسلوكه و مفهومه لذاته وعلاقته بنفسه و بغيره .
مثلاً :
 لعبة من ألعاب الفديو اسم اللعبة "وقت للقتل " Time to kill " للوهلة الأولى اسم مخيف ، وعنوان كبير يملأ الشاشة ، مهمته تهيئة ذهن الطفل لممارسة القتل حينما يشرع باللعب ، وهذه هي الرسالة الأساسية التي يتضمنها العنوان للطفل الصغير ، والطفل يبدأ اللعبة متحفزاً مستعداً لقتل خصمه ، ويشعر أن هذا القتل مشروع بل إنه لا يفوز في اللعبة من غير القتل .
إن هذا القتل يتناسب مع ثقافة (رامبو) الشخصية الأمريكية الكرتونية الشهيرة وشخصية الأفلام السينمائية المعروفة ، والكاوبوي أو رعاة البقر ، ولكنه لا يتفق مع ثقافتنا الإسلامية ، نحن إذا رأينا الطفل يتتبع نملة ليقتلها نهيناه ، وإذا رأينا معه قطة صغيرة يؤذيها أو عصفوراً صغيراً يلعب به أمرناه بالشفقة عليه ، وذكّرناه أن إيذاء هذه الحيوانات عمل مذموم ، فما بالك بقتلها أو التفنن في تعذيبها حتى تموت .
تبدأ اللعبة "وقت للقتل" باستعراض بعض صور شخصيات اللعبة ، وتبدأ بعرض صور كرتونية لنساء جميلات عاريات أو شبه عاريات ، هذه الصور تهدم معنى من معاني ثقافتنا وأدبنا الإسلامي الذي ننشئ عليها أبناءنا وبناتنا وهو الستر والحياء والعفاف .
وبدأ الطفل يلعب ، ولكن ضمن معايير وقيم ثقافة أخرى ، وصور العري والقتل والدم المتفجر من الأجساد تتوالى على ذهنه سِراعاً ، وتنطبع فيه مصحوبة بمشاعر الفوز والانتصار وبلوغ الهدف ، وكلها مشاعر جميلة تدخل السرور على النفس ، وفي كل مرة يتذكر الطفل انتصاره في اللعب يقفز إلى ذهنه مع صور الانتصار وفقاً لقانون الارتباط الشرطي في علم النفس صور العري وصور القتل والدم ، وهكذا كما يستلذ الطفل للانتصار يستلذ لصور العري والقتل والدمار ، ومرة بعد مرة تتغير قيم الحسن والقبح عند الطفل ، وتتغير معها معايير الجمال والخير والشر والحق والباطل ، وهذا نموذج للعبة واحدة فقط وأطفالنا لو سألناهم لذكروا لنا الكثير التي ينكرونها في بداية لعبهم ثم يألفونها ويستمتعون باللعب فيها .[10]
مثال آخر :
لعبة بلاستيشن ملخصها أن اللاعب الفائز هو الذي يستطيع أن يعري المرأة التي أمامه أكثر من الآخر ، وآخر قطعة يسقطها الطفل عن جسدها تكون هي مكمن فوزه ![11]

التعامل مع الأديان :
ولعبة أخرى يدخل فيها اللاعب إلى قصر كبير له قبب ثم يجد أناساً على شكل صفوف ولا يمكن للاعب أن يفوز حتى يقتلهم ثم يتجه بعد ذلك إلى صندوق صغير أخضر ليطلق عليه بعض الرصاصات وينفجر بعد ذلك تنتهي المرحلة وينتقل إلى مرحلة أخرى .
(هل اتضحت الصورة أم تحتاج إلى شرح : ( مسجد – مسلمون يصلون – مصحف يتم تدميره ) .
 
سلبيات ألعاب الفديو على القيم الإنسانية :
الألعاب الإلكترونية تعتمد اعتماداً كلياً على الخيال ، والإكثار منه ، وهذا بالنسبة للأطفال الصغار فيما دون العاشرة مضر لهم معيق لنموهم ، والطفل يحتاج أن يدرك الواقع ويتعرف عليه كي يصدر أحكاماً واقعية على بيئته ، ويحتاج أن يدرك الواقع كي يعرف قوانين السببية التي تحكم العالم من حوله .
الألعاب الالكترونية تقوم على قلة الحركة فالطفل يجلس في مكان واحد ساعات طويلة يلعب أمام الشاشة ، وربما كان أيضاً يأكل بعض الحلويات أو يشرب المشروبات الغازية ، والجلوس من غير حركة مع الأكل المستمر مدمر لصحة الطفل .
كثير من الألعاب فردية تفصل الطفل عن محيطه وتعلمه الوحدة ، وهذا معيق للنمو الاجتماعي عنده مضعف لتواصله مع الآخرين.
 
ما العمل ؟
ألعاب الفديو والتعامل معها بإيجابيه :
لست ممن يؤيدون منع ألعاب الفديو ( البلاستيشن ) تماما ً ولكن يمكن أن نتعامل معه بإيجابية وفق التالي :
 قلل من الألعاب الإلكترونية لطفلك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، وشجّع طفلك على استخدام سواها ، مثل الألعاب التركيبية اليدوية تُمثل بديلاً حسناً وغيرها كثير .
شجّع طفلك على الألعاب الذهنية التي تستخدم العقل في الوصول إلى الهدف وتجنب الألعاب التي تستخدم القوة في الوصول إلى الهدف .
شجع طفلك على الألعاب المشتركة وتجنب ما أمكن الألعاب الفردية ، إن طفلك بحاجة إلى أن ينمو في تواصله الاجتماعي فشجعه على ذلك وهيئ له سبله .
شجع طفلك على الألعاب ذات الحركة الجسمية التي تستدعي منه الحركة والانتقال من مكان إلى آخر مثل : ( الجري وكرة القدم وكرة التنس وكرة السلة و السباق و السباحة ... ) .
في جميع الألعاب ابحث عن البديل القيمي والبديل الأقرب إلى ثقافة طفلك ، لا تترك ثقافة أخرى تختطفه من بين يديك وأنت لا تشعر .
خصص وقتاً للألعاب الإلكترونية وما يشابهها كأفلام الكرتون ، ولا تتركها تستأثر بوقت طفلك كله ، فهو بحاجة إلى الحركة ، وبحاجة إلى الثقافة ، وبحاجة إلى أنواع أخرى من اللعب .
خصص لطفلك وقتاً لمشاهدة بعض الأفلام النافعة مثل : فلم الرسالة أو عمر المختار أو فلم صلاح الدين الكرتوني أو محمد الفاتح أو بعض القنوات والبرامج القيمية ، أو الأفلام التي تتحدث عن الطبيعة وحيواناتها ، أو الفلك ونجومه وأفلاكه ، فهو بحاجة إلى الثقافة والمعرفة ، وشجعه عليها ، ولكن لا تتركها أيضا تستأثر بوقته .
علّم طفلك أن هناك أوقاتاً للجد والعمل المثمر وهناك أوقاتاً للعب ، ومن الخطأ أن يطغى وقت اللعب على وقت الجد .
إياك أن تحرم ابنك أو بنتك من اللعب ، أو تصوره له على أنه أمر مذموم يجب أن يترفع عنه ، فاللعب ضروري له ولنموه ونشأته نشأة سليمة سوية ، وهو عون له على مزاولة الجد في حياته ، ولا يوجد إنسان يستغني عن اللعب ، فشجّع ابنك على اللعب ولكن بقدر ، وتذكر أن النفس السوية المستقرة تحتاج قدراً من اللعب والمرح .
 حدد ساعات معينة للعب في الألعاب المختارة بعناية بحيث لا تزيد عن ساعة في اليوم الواحد أو ساعتين على الأكثر متقطعتين غير متواصلتين ، حتى لا تضيع أوقات الأطفال هدراً ، وقد ذكر خبراء الصحة النفسية والعقلية على ضرورة قضاء 75%  من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية ، وقضاء 25%  في أنشطة غير حركية .
لابد أن نمنح أطفالنا من أوقاتنا ، لنتحاور معهم ، ونقص عليهم قصص تاريخنا الجليل ، وبعض القصص المعاصرة ذات القيم التربوية  ونخرج معهم للفسحة ، ونخطط لأوقاتهم .[12]
ومع هذا كله ..
  لننطلق أكثر في التفكير الدائم لإيجاد أفكار متجددة تنمي قدرات أطفالنا لإعدادهم للمستقبل ، بدلاً من إفناء حياتهم فيما يعود بالضرر البالغ عليهم .
 


ماجد بن جعفر الغامدي
إعلامي سعودي - الرياض
mmjaafr@hotmail.com
 

رابط هذا التعليق
شارك

وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال

 

منذ 2021-10-24

 

 

،ومن التأثيرات السلبية:

 

،أولاً: التأثير العقدي من خلال تقديم مفاهيم عقدية أو فكرية مخالفة للإسلام

 

،ثانياً: التأثير الأخلاقي

،ثالثاً: التأثير الأمني

 

قبل البدء أذكر قصة استمعت إليها في إحدى الندوات التي تحدثت عن تأثير وسائل الأعلام على الأطفال، وهي قصة لطفلة صغيرة طلبت من والدها كتابا معيناً وأوصته بشرائه، فمر اليوم الأول والثاني والثالث وهي تكرر عليه الطلب ولم يحضر الكتاب المطلوب، فانزعجت من ذلك وضاق صدرها، فما كان منها إلا أن قالت لوالدها: طلّقني!! وفي نظري أن هذه القصة لا تحتاج إلى تعليق لبيان مدى تأثير وسائل الإعلام على الأطفال بحيث امتد هذا التأثر إلى مختلف ما يعرض من مسلسلات وأفلام وغيرها، ومن الطريف أن يتأثر الكبار بأفلام الصغار!! فقد نشرت جريدة الرياض تحقيقاً حول هذا الموضوع في عددها الصادر يوم الجمعة5/2/1428هـ الموافق 23/2/2007م، برقم (14123)، وكان عنوان التحقيق: "شباب ينافسون الصغار على متابعة أفلام الكرتون"! ونقل معد التحقيق مقابلات عدة من بعض المصادر الإعلامية، وليس هذا موضع ذكر ما جاء في هذا التحقيق؛ لخروجه عن موضوع هذه المقالة، وبالإمكان مراجعته في مصادره التي نشرته. ومن البحوث المهمة ما نشرته كلية التربية بجامعة الملك سعود ضمن سلسلة المحاضرات التربوية الأولى بعنوان: "نحو تربية أفضل لأطفالنا" والتي أقيمت بالتعاون مع مركز الأمير سلمان الاجتماعي في الفترة 3-4/1/1425 هـ الموافق 23-24 فبراير 2004م. وهذه البحوث تم نشرها في حينه في كتاب يقع في (123) صفحة من الحجم المتوسط. وقد تضمنت هذه الندوة ست محاضرات أذكر منها ماله صلة بموضوع وسائل الإعلام وأثرها: 1- محاضرة لسعادة الدكتور/ إبراهيم بن حماد الريس الأستاذ المشارك بكلية التربية/ قسم الثقافة الإسلامية/ وكان عنوانها: "أثر وسائل الإعلام في تربية الطفل". 2- ومحاضرة لسعادة الدكتور/ خالد بن عبد الله القاسم الأستاذ المشارك بكلية التربية/ قسم الثقافة الإسلامية/ وكان عنوانها: "التربية الوقائية: مفهومها وأثرها". وسأحاول في هذه العجالة استعراض مجمل ما جاء في هاتين المحاضرتين. وسأبدأ في هذه المقالة بذكر ملخّص لمحاضرة سعادة الدكتور إبراهيم الريس حيث صدّرها بهذا التساؤل: لماذا نتحدث عن وسائل الإعلام؟ ولماذا خصص الحديث حول الطفل بالذات؟ وما ذا يعني بمفهوم الإعلام؟ ثم أجاب عن ذلك ذاكرا التأثير السريع لوسائل الإعلام، ولصفاء ذهن الطفل وسرعة تأثره، ثم أشار إلى دراسات علمية تؤكد انكماش دور كثير من الأسر في التربية وتراجعها ليقوم التلفاز بالدور؛ إذ يتجاوز ما يشاهده الطفل – أحياناً – من برامج تلفازية الساعات التي يقضيها بين يدي ألمعلم أو في رفقة الأبوين! ثم سرد بعض الدراسات العلمية وما ورد فيها من إحصائيات حول هذه الجزئية، ثم تحدث بعد ذلك عن ثلاثة محاور رئيسة، وهي

 

1-

الجانب الإيجابي في الوسائل الإعلامية (تجاه تربية الطفل).

 

2- الجانب السلبي في الوسائل الإعلامية (تجاه تربية الطفل).

 

3- توصيات وتنبيهات.

 

 

وتضمن المحور الأول عددا من الإيجابيات منها: * أن الإعلام المرئي يجمع بين الدور التثقيفي والتربوي والترفيهي. * مخاطبة حاستي السمع والبصر عند المتلقي مما له أثر فاعل في جذب الانتباه، وهذا الأسلوب يعد من أهم الوسائل التعليمية المتميزة. * قدرته على إشباع الاحتياجات الإنسانية لمرحلة الطفولة وبخاصة حاجات النمو العقلي مثل: الحاجة إلى البحث والحاجة إلى حب المعرفة وحب الاستطلاع، وغيرها. * تنمية خيال الطفل وتغذية قدراته. * ثم ذكر المحور الثاني، وهو الجانب السلبي وهو الجانب الغالب على كثير من البرامج التلفازية، وتم التركيز في هذا المحور على أبرز الآثار التي تنتجها البرامج المتلفزة للأطفال وخاصة برامج الرسوم المتحركة؛ لأنها أكثر برامج الأطفال شيوعا وأقلها تكلفة وأيسرها إعدادا وإخراجا خاصة مع وجود البرامج الحاسوبية التي تستطيع القيام بأداء جهود أسطول كامل من العاملين فتنخفض بذلك التكلفة ويتيسر الإخراج. ومن أظهر أسباب خطورة برامج الأطفال في العالم العربي اليوم اعتمادها على المضمون الأجنبي بقيمه ومفاهيمه وعاداته وسلوكياته.

 

  ومن التأثيرات السلبية:   • أولاً: التأثير العقدي من خلال تقديم مفاهيم عقدية أو فكرية مخالفة للإسلام، ومن ذلك: زعزعة عقيدة الطفل في الله سبحانه وتعالى، واشتمالها على بعض العبارات القادحة في العقيدة؛ كالتذمر من القدر والاعتراض على تدبير الله، والتمجيد للسحر، وغير ذلك. • ثانياً: التأثير الأخلاقي • ثالثاً: التأثير الأمني، ويتمثل في صورتين: أ- ما تبنيه هذه البرامج من سلوك يدعوا للعنف والجريمة والاستخفاف بالحقوق والدماء. ب- زعزعة روح انتماء وولاء الطفل لأمته بحيث يرتبط فكره وسلوكه وحبه وولاءه ونصرته لما تبنيه وترسخه هذه البرامج من قيم وثقافات مناقضة لثقافة أمته. والرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروّج للعبثية وغياب الهدف من وراء الحركة والسلوك، والسعي للوصول للنصر والغلبة في خضم حمى السباق والمنافسة بكل طريق، فالغاية تبرر الوسيلة!! كما تعمل على تحريف القدوة؛ وذلك بإحلال الأبطال الأسطوريين والخرافيين بدل الأئمة المصلحين والقادة الفاتحين، وعلى سبيل المثال تجد الرجل الخارق Super man، والرجل الوطواط Bat man، والرجل العنكبوت Spider man، وغيرهم من الشخصيات الوهمية التي لا وجود لها بحيث تضيع القدوة في خضم القوة الخيالية المجردة من أي بعد إيماني. • رابعاً: التأثير الاقتصادي الاستهلاكي. وذلك بما تعرضه قنوات التلفزة أثناء تقديمها لبرامجها من الدعايات والإعلانات المبهرة لمختلف المنتجات، فيتأثر الأطفال بها بل يحفظوا ألفاظها، وتكون لديهم رغبة ملحّة في اقتناء تلك المنتجات بصرف النظر عن قيمتها المالية والغذائية!! وقد يوافقهم الآباء على ذلك تحت الإلحاح والإصرار.

 

 

  خامساً: التأثير الجسمي (البدني): ويظهر ذلك في التأثير على بناء شخصية الطفل وعلى صحته، وجاء في التقرير الذي نشرته مجلة اليونسكو عن نتائج الاستطلاع الياباني المتعلق بتأثير وسائل الإعلام على الطفل: ((إن فيض المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام يعطّل تطور القدرات التأمليّة الخلاّقة لدى الأطفال)). وأما المحاضرة الثانية فهي لسعادة الدكتور/ خالد بن عبد الله القاسم بعنوان: (التربية الوقائية، مفهومها، وأثرها). ولا شك أن لهذه الوسائل فوائد متنوعة أكثر من أن تحصر، لا سيما في مجال المعلومات والترفيه، إلا أن تلك الفوائد ليست خالصة، بل يشوبها كثير من المضار خاصة على المراهقين والأطفال إذا ما علمنا أن مصادر ما يبث من معلومات وبرامج تأتي في الأغلب من بيئات مختلفة عنا ثقافة وقيماً وديناً، وهذا يحملنا جميعاً مسئولية كبيرة تجاه أطفالنا ابتداءً من الأسرة ممثلة بالوالدين، ومروراً بالعلماء والتربويين، وانتهاء بالحكومات ممثلة في مؤسساتها المختلفة من وزارات الإعلام والتربية والشؤون الإسلامية والثقافة والشباب. وأيضاً فإن الغفلة عن تأثير الفضائيات المختلفة وما يستوجبه هذا التأثير من مخاطر تربوية اعتماداً على قوة العقيدة وفطريتها؛ ليس من دأب التربويين العقلاء الحريصين على حفظ الأبناء من أي انحراف كما أنه مخالف للواقع، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). فقوة العقيدة وفطريتها لا يعني عدم قابليتها للتغيير. والتربية الوقائية في ظل كثرة المؤثرات ضرورة ملحة لجميع المؤسسات التربوية من مدرسة ومسجد ومعهد، ونخص بالذكر الأسرة التي هي أقدم مؤسسة تربوية، كما أن دورها يبدأ قبل دور أي مؤسسة تربوية أخرى". ثم تحدّث سعادة الدكتور خالد عن آثار القنوات الفضائية على الأطفال ذاكراً أن دراسات عدّة متنوعة ذكرت أن أطفال ما قبل المدرسة يقضون ما بين ثلث إلى نصف أوقاتهم في مشاهدته؛ فإذا دخلوا المدرسة تكون المدة التي يقضونها في مشاهدته مساوية تقريباً للمدة التي يقضونها على مقاعد الدراسة، كما أنه يستحوذ على وقت طويل من إجازتهم؛ ففي دراسة لمجلة المعرفة التابعة لوزارة المعارف بالسعودية حول قضاء الطلاب للإجازة الصيفية تبين أن 30% من الطلاب يضعون الأولوية لمشاهدة التلفزيون و11% للقراءة[1]. كما تؤكد تلك الدراسات أن برامج التلفزيون لها دور بارز في ثقافة الطفل والتأثير على قدراته واتجاهاته[2]. ومن أهم آثار التلفزيون: 1- التلفزيون وإفساد القيم: تنبهت منظمة اليونسكو إلى أن محطات التلفزة العربية تستورد نصف ما تبثه من المصادر الغربية[3]، ومن ذلك: أ- عرض مظاهر الكفر؛ حيث يألف الأطفال كثيراً من تلك المظاهر. ب- استضافة السحرة والكهان كما تفعله بعض الفضائيات وفي هذا خطر بالغ على المراهقين. ج- الدعاية لبعض البدع التي يعملها بعض المسلمين لا سيما بدع التصوف من الموالد والتبرك بالقبور، وغير ذلك. د- التشبه بالكفار حيث إن كثرة متابعة الأفلام المنتجة في الغرب تجعل الطفل يعجب بشخصيات الأفلام أو طرق حياتهم، وهذا بطبيعته يجعله يسعى للتقليد. ومن المعلوم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار[4]. ويوجد في أفلام الكرتون العديد من القيم المخالفة، وربما صورت عرشاً يعتليه ملك فوق السماء يأمر وينهى، أو ملائكة، ونحو ذلك. كما أن مشكلة إفساد أفلام الكرتون للقيم والتأثير على عقول الأطفال لا يقتصر على العرب والمسلمين؛ بل سعت دول آسيوية أخرى تعاني بدورها من نفس المشكلة؛ فقد حذر خبير فنون كوري هو البروفيسور هان أستاذ قسم الرسوم المتحركة بجامعة سيجونغ بكوريا الجنوبية من هذه الرسوم واللعب لا سيما التي تنتجها (والت ديزني) الأمريكية؛ حيث قال: "إنها تمجد قيم الحضارة الأمريكية، كما حذر من الرسوم المتحركة اليابانية المعقدة التي تضع نظرة تشاؤمية للمستقبل وتنشر الخرافات، ودعا هان إلى ضرورة اعتماد شخصيات وقصص كرتونية وطنية تعبر عن الذات الدينية والحضارية والثقافية"[5]. 2- التلفزيون والثقافة: الأول: أن كثيراً من البرامج الثقافية مملة وغير ممتعة، أو جذابة مقارنة بالبرامج الأخرى مما يجعلها لا تلاقي إقبالاً من الجمهور. الثاني: أن كثيراً من الناس لا يحرص على تلك البرامج انطلاقاً من عدم حرصه على الثقافة. الثالث: أن البرامج الثقافية قليلة في التلفزيون مقارنة بالبرامج الأخرى. الرابع: أن أكثر البرامج الثقافية في أوقات غير مناسبة، حيث تحتل البرامج الأخرى في الغالب الأوقات الممتازة. ويقابل تلك الفوائد الثقافية المحدودة بهذه العوامل العلاقة السلبية بين طول زمن مشاهدة التلفزيون وبين القراءة كما أثبتتها بعض الدراسات[6]. ثم تحدّث د. خالد عن: 3- التلفزيون والأخبار، وعن 4-التلفزيون والترفيه، وعن 5-التلفزيون والسلبية. ثم عن: 6- التلفزيون والعنف: وذكر "أن كثيراً من برامج الأطفال لا سيما الكرتونية تنمي العنف لديهم بشكل مريع، وعلى سبيل المثال يحتل العنف 42% من شخصيات سلاحف النينجا و40% من القط والفار و24% من جرايندايزر. وتنوعت أشكال العنف الذي مارسته الشخصيات الكرتونية: 35% مشاجرات، و33% مقالب، و14% معارك، و5% تعذيب، و5% تهديد، وأن الأطفال يميلون لتقليد ما يشاهدونه بنسبة 81% للذكور، و35% للإناث[7]. يقول الناقد الإعلامي جورج غويتر: "إن الذين يشاهدون التلفزيون بكثرة يرون العالم أكثر عنفاً مما هو عليه، وهم أكثر شكاً من الذين لا يشاهدونه"[8]. ثم تحدث د. خالد عن: التلفزيون والجنس، وعن التلفزيون والمجتمع، ثم أشار إلى دراسات متنوعة في أماكن مختلفة عن آثار التلفزيون على الأطفال، ومنها: 1- دراسة لعلي أسعد طه حول المتغيرات التربوية للمشاهدة التلفزيونية عند الأطفال نشرتها مجلة جامعة الملك سعود (العلوم التربوية والدراسات الإسلامية) توصلت الدراسة إلى ما يلي: أ- يؤكد الأطفال أهمية الدور التعليمي والتثقيفي للتلفزيون، وهم مقابل ذلك يعطون للمدرسة دوراً أكثر أهمية فيما يتعلق بهذا الدور. ب- تؤكد نتائج الدراسة وجود شريحة واسعة من الأطفال الذين يتعرضون لتأثير أفلام الكبار والسهرة. ج- هناك شريحة واسعة من الأسر التي لا تمارس أياً من عمليات ترشيد الاستهلاك الإعلامي التلفزيوني وتترك لأطفالها الحبل على الغارب في مشاهدة الأفلام غير المخصصة لهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن أفراد هذه الأسر لا يوجّهون أطفالهم إلى مشاهدة أي من البرامج المفيدة. تحتل الأفلام المتحركة المستوردة والتي تتسم بطابع العنف أولوية اهتمام الأطفال، ويلاحظ ندرة البرامج التعليمية والعلمية التي وردت في سلم أوليات إجابات الأطفال[9]. 2- وتعد دراسة هلد ت. هيملويت (التلفزيون والطفل) من الدراسات الجيدة التي أجريت حتى اليوم على تأثير التلفزيون على الطفل، وقد أجري البحث على عينة بلغت 927 من الأطفال البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة من العمر، وقد تناولت الدراسة قضايا متعددة جداً حول مسألة العلاقة بين الطفل والتلفزيون، ومن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة: أن الأطفال الذين لا يشاهدون التلفزيون يفوقون الأطفال المشاهدين في مستوى الأداء المدرسي، وأن الأطفال يشاهدون التلفزيون من 13 إلى 15 ساعة أسبوعياً، وأن أكثرية الأطفال يشاهدون التلفزيون في المساء مع ذويهم، وتبين الدراسة ضعف مراقبة الآباء وتوجيههم فيما يتعلق بمشاهدة أطفالهم لبرامج التلفزيون. وبعد استعراض هذه الدراسات ذكر د. خالد 18 عاملاً منالعوامل الوقائية لتلافي الآثار السيئة للقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى، ومنها: 1- التربية الإسلامية بمفهومها العام هي خير معين لتجنب وتقليل الآثار السلبية للقنوات، ودعم التأثير الإيجابي. 2- تهيئة البيئة الصالحة في البيت والمدرسة والجيران للحفاظ على فطرة الله من البداية. 3- الثقافة الوقائية؛ حيث يجب على الآباء تثقيف أنفسهم بمعرفة آثار التلفزيون على الأطفال ووسائل تجنب مخاطره. تقول إليزابيث ثومان التي تدير مركزاً يعطي دروساً لتوعية الآباء عن طريق دورات بعنوان: (الآباء في عصر التلفزيون) مدتها ثماني ساعات: "إذا كان الأطفال سيشاهدون 20.000 ساعة قبل التخرج في المدارس العليا أفلا يتوفر لدى الآباء ثماني ساعات للتأكد من أن وقت المشاهدة سيكون مثمراً أو على الأقل ليس مخرباً؟"[10]. كما يجب تحصين الأولاد وتثقيفهم ثقافة وقائية مما في الشبكة العالمية (الإنترنت)؛ وعدم التسليم بكل ما فيها، نظراً لوجود كثير من الأمور الباطلة في مواقع كثيرة في الشبكة، ومن ذلك: - إثارة التحريف في كلام الله من خلال اختلاق قراءات جديدة. - وجود كثير من الشُّبَه على الدين الإسلامي في مواقع منحرفة. - مواقع الدردشة المفتوحة وما فيها من تضليل وانحراف. - مواقع إسلامية غير موثوقة تنشر فتاوى مضللة أو معلومات منحرفة. - مواقع بأسماء إسلامية لفرق إسلامية منحرفة تحوي عقائد باطلة. - مواقع تتضمن منشورات ومعلومات ضد علماء الإسلام. - مواقع تتضمن نشرات جنسية فاضحة. - وغير ذلك من أساليب التضليل والإغواء. 4- إيجاد البدائل المفيدة. 5- التربية بالترويح من خلال ممارسة الأطفال والشباب كل ما يروح عنهم من ألعاب وترفيه بريء. 6- التربية بالقدوة: حيث من السهولة تأليف مؤلف في التربية أو وضع نظرية، ولكن من الصعوبة جعله بشراً يتحرك، ومن الصعوبة لعامة الناس أخذ المنهج من مؤلفات وكتب، ولكن من السهولة أخذه من نموذج حي. والتربية بالقدوة لها أثر بالغ في التربية الوقائية بل وفي صلاح الأمم، وما إرسال الرسل بشراً إلا ليقتدى بهم. 7- التربية بالتعليم: لما للتعليم من دور كبير في التربية الوقائية. 8- التربية بالأحداث: واستغلال المناسبات المختلفة؛ لأخذ العبر والعظات، فالحياة أحداث ومواقف متتالية، والأحداث والمواقف لها عواملها وأسبابها، ولها كذلك نتائجها ومخرجاتها، وفي كل حدث أو موقف يكمن درس ينبغي أن نعيه. 9- اكتشاف ميولهم ومواهبهم المفيدة وتنميتها، وهذا يساهم في صرفهم عن ميولهم الضارة كما سيساعدهم على تكوين ذواتهم وكمال شخصياتهم. 10- تعليمهم المسئولية، وتحميلهم إياها منذ الصغر، وإشراكهم فيها، ويرى جميع المربين أن تنمية الشعور بالمسئولية لدى الطفل ينبغي أن يكون الهدف الذي تسعى إليه تربيته وتعليمه. 11- التربية الوقائية بالحوار وتعويدهم الصراحة ومناقشتهم في كافة الأمور المفيدة، ومن ذلك مشاورتهم في الأمور العائلية، وإشراكهم في القرارات الأسرية كل حسب سنه ونضجه، وسماع آرائهم واحترامها، وهذا له دور في بناء شخصيتهم، وبناء القناعات المفيدة التي يتبناها الولد في المستقبل، والتي تساعده في الوقاية مما يسيء إليه. 12- وضع عدة تدابير وقائية مباشرة للحد من خطورة التلفزيون مثل: أ- وضع نظام وقتي للمشاهدة يطبقه الأولاد بإشراف الوالدين برقابة ذاتية منهم، ويهدف إلى تقليل تأثير التلفزيون على نشاطاتهم الأخرى مثل الصلاة والقراءة والزيارات والواجبات الدراسية والنوم المبكر. ب- وضع جهاز التلفزيون في مكان عام في المنزل حتى لا ينفرد الطفل أو المراهق بمشاهدته. جـ- إغلاق التلفزيون يوماً في الأسبوع أو أياماً من الشهر أو أيام الاختبارات، وتعويد الأسرة الاستغناء عنه تلك الأيام دون الضجر من ذلك بل بقناعة كاملة، وهذا ما حصل في اكثر من ألف مدرسة بأمريكا منها 300 بمشقن شجعت الطلاب على إغلاق التلفزيون وأخذ إجازة منه أسبوعاً كل عام لأهمية ذلك على العلاقات الاجتماعية[11]. وهناك أم أمريكية اسمها فرانسيس مورلابي أدركت أن التلفزيون خطر على أولادها، وقد سجلت تجربة طوال عقد من الزمن ومارست خلاله عملاً دؤوباً في تربية أولادها بعيدا عن التلفزيون وسجلت هذه التجربة في كتاب بعنوان: (ماذا تفعل بعد إغلاق التلفزيون) أوضحت في الكتاب الفوائد النفسية والاجتماعية والتربوية والثقافية التي جنتها أسرتها من إغلاق التلفزيون، وأن صديقاتها اللاتي حذون حذوها أكدن ذلك"[12]. في شهر يناير 1995م وفي ولاية كيناتكت مول مجلس مكتبة فارمينغتن العامة وهيئة التعليم بالبلدة حملة لإغلاق التلفزيون لمدة شهر؛ ومع أن الاستجابة كانت متفاوتة وليست كبيرة إلا أن عدداً كبيراً من المدرسين لاحظوا التغيرات الإيجابية التي طرأت على الطلاب المستجيبين؛ فقد زاد انتباههم، وقلَّ الإرهاق، وتحسن مستوى تحصيلهم، تقول إحدى الطالبات من بلدة فارمينغتن: لقد قرأت في هذا الشهر مزيداً من الكتب، ومارست مزيداً من الألعاب، ووجدت وقتاً كافياً لترتيب غرفتي. لذا يطالب الخبير التربوي هارفي ديوتيل بضرورة إغلاق التلفزيون من أجل القراءة ومن أجل حياة الأسرة ومن أجل الإبداع، وفي الأسبوع الأخير من إبريل 1996م نظمت جمعية من المربين وأولياء الأمور في أمريكا أسبوعاً لإغلاق التلفزيون على مستوى البلاد وأرسلوا دعوات عبر الإنترنت، وقد استجابت لذلك مليون أسرة، وتهدف هذه الدعوة إلى توفير أوضاع ملائمة لزيادة الاجتماعات العائلية والقراءة والتدريب والاستمتاع بالطبيعة والتفكير والإبداع والإنتاجية[13]. في الغرب تقوم هذه الدعوات لأجل الأسرة والقراءة والإبداع لما للإفراط في مشاهدة التلفزيون من آثار اجتماعية سيئة على الأسرة وسلبية على القراءة والإبداع والإنتاجية، وإضافة إلى هذه الأمور نحن كمسلمين لدينا من الدواعي الكثيرة التي تجعلنا أكثر حرصاً منهم كالحفاظ على ديننا وحياتنا وثقافتنا وأوقاتنا. وفي نهاية هذا العرض والتقديم المختصر لما تفضل به د. إبراهيم الريس ود. خالد القا سم أسرد أسماء المحاضرات الأخرى التي أقيمت في هذه الندوة: 1- من معالم المنهج النبوي في تربية الأطفال والناشئة د. عادل الشدي. 2-فهم نفسية الأطفال أ.د. عمر المفدى. 3 - الغيرة بين الأبناء الأسباب والعلاج د.عبد الله الناصر. 4- الثواب والعقاب في التربية د.خالد الدريس. وقد خرجت هذه الندوة بتوصيات عدة، من أبرزها: 1 - دعوة الجهات التربوية والإعلامية والمالية إلى إنشاء مؤسسات إنتاج متميّزة ومنافسة تقدم برامج الأطفال بإشراف تربويين مؤهلين. 2 - توجيه طلاب الكليات الإعلامية إلى دراسة أثر وسائل الإعلام في التربية، واقتراح مشاريع رائدة للمعالجة،وتدريب الكوادر التربوية للتعامل مع وسائل الإعلام. 3 - تكثيف الدورات لعامة الناس حول الطفولة وخصائصها النفسية، والعناية بالتربية الوقائية. 4 - دعوة الكليات التربوية إلى التواصل مع وسائل الإعلام الحديثة، مثل: الإنترنت، والفضائيات العربية، ومخاطبتها لزيادة البرامج الهادفة وحجب ما يسيء تربوياً للمشاهد

رابط المادة: http://iswy.co/e2de8a

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

تعليق:

الإعلام سلاح ذو حدين.. عبارة نستخدمها لوصف وسائل الإعلام التي باتت تسيطر على عقول الناس منهم من يلاحظ آثار هذا التحكُم  ويعمل جاهداً لمنعه بالتحكم في تصرفاته بتنقية أفكاره ومنهم من لا يلاحظ بل يتصرف في أموره على أساس أفكار توجهه كالريموت كونترول عن بعد

!

أما الإعلام سلاح فتَاك في كل الأحوال.. منه الصالح .. وذلك خطر إن كان كلمة حق يُراد بها باطل به ويوصل أفكار مسمومة تنقل حقيقة منقوصة ويدس السم في الدسم فيضل به الناس ،، ومنه الطالح وذلك أخطر.. به ينتشر الفساد والإنحلال،، فطالما أن الإعلام الحالي تابع للنظام العالمي العلماني الرأسمالي الذي يستخدمه الغرب الكافر وعملائه لإستعمار عقول  المسلمين فكرياً وثقافياً  

لم يعُد وصف الإعلام الموجه بأنه سلاح ذو حدين وصفاً دقيقاً لأن الإعلام سلاح يصبح حده قاتل إن لم يُوجه كما ينبغي لخدمة العقيدة الإسلامية لطرح أفكار الإسلام بأساليب شفافة نقية تُوصل للمتلقي هذه الأفكار بنقاء وصفاء تفسير القرآن الكريم وشرح الأحاديث الشريفة في كل فكرة في الحياة وإلا يجب على المسلمين أن يقلقوا، وبشدة، منه

....

أما الإعلام الحقيقي المؤثر تأثيراً صحيحاً مستقيماً هو إعلام دولة عظيمة تحمل فكراً صحيحاً ينبثق عن عقيدة إسلامية صحيحة.

رابط هذا التعليق
شارك

إن موضوعنا اليوم هو تأثير الإعلام الموجه إلى عقل الطفل المسلم. أما الطفل فهو كائن ضعيف في أول عمره يعتمد على والده ووالدته وأهله ليكون فهماً عن أسباب وجوده  هذه الحياة. ثم يعتمد على معلمه وعلى دائرة أصدقائه وأنداده فالتأثير من حوله وإن بدأ في البيت يمتد إلى الخلوة والمدرسة والجامعة وهكذا.. أما المؤثرات الأقوى في هذا العصر برامج الأطفال على التلفاز والإنترنت والألعاب التي تنتجها الشركات لترسم جميع هذه الوسائل الإعلامية أهداف في حياته للطفل.

 

ويمر المسلمون بفترة تاريخية سيئة للغاية حيث أن بلادهم مستعمرة فكرياً وثقافياً وعسكرياً وإقتصادياً ودستورياً,, إستعمار غربي ملته الكفر!!

  ويقف إعلامه بكل ما اُوتي من قوة موقف حرب شعواء على الإسلام... فكيف لطفل مسلم أن ينجو في هذه الحياة وكيف يعيش حياة إسلامية حقيقية وكيف له أساساً أن يدرك أفكار ومفاهيم الإسلام إدراك صحيح ليصطحبها في حياته وليطبقها في مجتمعه وكيف سيفهم مسؤولياته صغيراً أو شاباً،، فرداً وجزء كم جماعة وأمة إسلامية عابرة للقارات ........ !

كيف نحمي أطفالنا من التعرض لافكار الكفر القذرة؟! والعالم والمعلومات فيه مخنوق بهذه الأفكار؟..

رابط هذا التعليق
شارك

وإن كان هذا حال المسلم الواعي ،، البالغ الذي إكتسب خبرة الحياة ويستطيع أن يتخذ القرارات وأن يحدد تصرفاته فهو يحذر تأثيرات الإعلام 

وتلوثات الأفكار  وقادر أن يميز بين الأفكار السوية وغير السوية ،،، فما بال طفل أو طفلة؟!

 

رابط هذا التعليق
شارك

لا شك أن تأُثر أطفال المسلمين بأفكار الكفر هم كبير جداً..خصوصاً أن هناك إختلافات كبيرة بين الأجيال في نوعية الأهداف وأساليب التفكير والإختلاف الضخم في أُسس التربية... حتى بات الإعلام الموجه يقوم بدور "المربي"، داخل البيت وخارجه، وبات هؤلاء "الدخلاء" المرجع لأطفال المسلمين فتحكمت الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها في رسم الطريق لأبناء وبنات المسلمين .. فكرة خطيرة مدمرة!! هذا الخطر الداهم الذي أذاق الأُسر المسلمة الأمرين سنوات عديدة وفقدوا السيطرة على أبنائهم وبناتهم الذين أصبحت تصرفاتهم تصرفات مقلقة للغاية... والمؤامرة محبوكة في منهاج تعليم علمانية تُطبق في المدارس والجامعات تُعزز من القيم الغربية عند أطفال المسلمين وشبابهم وبناتهم.

 سياسات وقوانين ومناهج تعليمية وإعلام يأخذ ببناتنا وأبنائنا بعيداً عن الطريق الذي رسمه لهم الله سبحانه وتعالى في الإسلام... 

رابط هذا التعليق
شارك

On 3/26/2023 at 12:34 AM, أم حنين said:

مختصر لدراسة بعنوان : الطفل والإعلام

 

ماجد بن جعفر الغامدي


إعلام الطفل نظرة إيجابية
حقاً من ملك الإعلام ملك كل شيء , لا أقول ملك الشارع , بل ملك كل شيء , فالإعلام يسيطر ليس على الشارع , بل على الشارع والبيت وغرف النوم ، وحتى على الأحلام والمنامات ، أليس بعض الأطفال يعانون من القلق الذي تسببه أفلام الرعب ، فإذاً هناك تأثير شديد للآلة الإعلامية .
إن الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة , ولا سيما في مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا , وقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن (40%) من أبناء مجتمعنا العربي هم من الشريحة العمرية من (0) إلى (14) سنة .
وإعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام إذا نظرنا له من جانب التقسيم بالشريحة العمرية ، ولذا فإن الشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة ، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر ، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه ، فالطفل هو الغد القادم ، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر .
 
قليلون هم الذين إذا درسوا الجوانب الإعلامية المختلفة يحرصون على ذكر الإيجابيات لوسائل الإعلام ، وإنما تطغى النظرة العامة فيكون الحديث منصب في جانب السلبيات فقط ، ومن هنا أحببنا أن نطرح بعض الإيجابيات :

إيجابيات إعلام الطفل :
تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال : إذ تُعطي الطفل إحساساً باللون والشكل والإيقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملائمة أجزاء الصورة بعضها لبعض .
ذكر العلماء والتربويون الحاجات الأساسية للطفل وهي :
(الحاجة إلى الغذاء , والحاجة إلى الأمن , والحاجة إلى المغامرة والخيال , والحاجة إلى الجمال , والحاجة إلى المعرفة ) وأفلام الكرتون الرسوم المتحركة تلبي الثلاث حاجات الأخيرة , وبهذا المقياس تكون إيجابية .
تنمية الخيال بأنواعه : القصصي والدرامي ، والخروج عن الواقع إلى شخصيات لا نجدها في عالمنا , وأحداث لا يمكن أن تقع ، وقد يتسرع بعضنا إلى القول بأن ذلك سلبي , والحق أن الخيال حاجة أساسية من حاجات الأطفال بشرط ألا يكون مغرقاً سلبياً لا يحمل قيمة , ولا يغرس فضيلة .
     إن الخيال الذي نصادفه في أفلام الرسوم المتحركة هو الذي يعطي الطفل الرؤيا البعيدة المدى , وهو الذي يجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف , ويفعل عمليات التفكير العليا لديه , كالاستدلال والمقارنة والاستنتاج والتحليل والتركيب مما نفتقده في المدارس غالباً , بسبب أننا نستبدل ذلك كله مهارة واحدة فقط تجعل الطفل كالببغاء , وهي مهارة التذكر .
تعزيز الشعور الديني وتنمية المشاعر والوجدانات : وقد ظهرت بعض الشركات في العالم العربي أنتجت أفلاماً من التراث وغيره , وأذكر منها آخر الأفلام وهو فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) الذي أنتج وفق أحدث التقنيات , وبأيدي أمهر الرسامين في العالم , وسجل أصواته في نسخته الانكليزية أقوى الممثلين الأمريكيين .
هذا الفيلم يُذكّر الطفل بأحداث السيرة النبوية الشريفة , ويعطيه صورة رائعة لبطولات الصحابة رضوان الله عليهم إبان الدعوة وبداية ظهورها , وهو على إيجابياته الكثيرة لا يسلم من انتقاد .
تنمية الشعور الوطني من خلال حث الطفل على حب الوطن , والتضحية في سبيله .
تنمية الثروة اللفظية للطفل مما يمنحه قدرة على التعبير , وفهم العربية الفصحى أكثر , وأفلام الرسوم المتحركة تعلم الأطفال العربية أكثر مما تفعله الكتب المتخصصة في القواعد والنحو ، ذلك لأن الطفل يتكلم الفصحى , ويسمعها في مجال التطبيق بعيداً عن التنظير ، وكثيراً ما يفاجئنا الصغار جداً بتعبير فصيحة , مما يرسم البسمة على وجوهنا .
تقديم المعلومات المختلفة للطفل مما يزيد من إطلاعه , ويُوسع من معارفه , والطفل اليوم يتعلم من أفلام الكرتون أكثر مما يتعلمه في المدارس , خاصة أن هناك بعض البرامج التي خُصصت لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة وجذابة .
إطلاع الطفل على بعض الأحداث التاريخية مما يذكره بماضي أمته المجيد , فهناك أفلام تحدثت عن : ( محمد الفاتح – صلاح الدين – أسد عين جالوت – فتح الأندلس ) وآخرها فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) .
أفلام الرسوم المتحركة الهادفة ، والجيدة المحتوى لها دور مهم في غرس القيم التربوية عند الأطفال ، فهي تقدم أمثلة واقعية تطبيقية للصدق – والوفاء – والتعاون – ومساعدة المحتاجين – وتقديم العون للفقراء – وحب الوالدين – واحترام الجدين – والمعلمين والكبار.
 
سلبيات وسائل الإعلام على الطفل :
نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا ، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث ، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي يشاهدها الطفل العربي .
مشاهدة العنف في أفلام الأطفال والذي بدوره يثير العنف في سلوك بعض الأطفال ، وتكرار المشاهد تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابة تلقائية لمواجهة بعض مواقف الصراعات ، وممارسة السلوك العنيف ، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة ، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة ، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال .
صناعة قدوات غير ما نطمح إليه في تربية أبناءنا على العلم وأهل المعرفة والإنجاز الحضاري للمجتمع ، ومن تلك القدوات التي تُصنع لأطفالنا مثل : نجوم الفن والغناء والرياضة ...  والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين .
تصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة .
كثير من الأحيان تثير في النفس الغرائز البهيمية في وقت مبكر ، ولذا فقد ذكرت ( وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك ) أنه : شن تحالف من منظمات أهلية ودينية وتعليمية أمريكية هجوماً على السينما الأمريكية , متهمين إياها أنها تروج لأفلام أطفال تحتوي على مشاهد وإيحاءات جنسية تضر بأطفالهم , كما أنها تعمل على ترويج إعلانات تعلم أولادهم ثقافة الجشع والتصرفات الاستهلاكية من الصغر .
أضرار تربوية مثل : السهر وعدم النوم مبكرًا ، والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته ، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية .
أضرار صحية : الجلوس الطويل أمام وسائل إعلام الطفل يسبب العديد من الأضرار الجسمية والعقلية كالخمول والكسل ، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية ، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة .
أضرار نفسية : منها إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر ، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق .[1]
 

أفلام الكرتون " ياما تحت السواهي دواهي "
إن مشكلة التلقي من خلال هذه الشاشة تكمن في أن المشاهد غير قادر على مراجعة ما يستقبله من برامج , فهو يشاهد البرنامج تلو الآخر , فتنساب الغايات والمفاهيم إلى اللاوعي من دون محاكمة ، هذا للمشاهد الكبير والواعي فما بالك بالطفل ؟!
وإشكالية أن برامج الرسوم المتحركة لا تدخل بمجرد وصفها رسوماً ملونة , بل بما تحويه من قيم ومفاهيم وأدوات درامية اختزنتها المسلسلات الكرتونية ويتقبلها الطفل كما هي .
     إذا جلس الطفل أمام شاشة التلفاز فإنه يعيش لحظات ممتعة بالنسبة له ، وأقوى تعليم ورسوخاً في ذهن الطفل هو : التعليم عبر الترفيه والشاشة الصغيرة أجادت ذلك وتفننت فيه ، فكيف كان الأثر ؟
في إحصاء عن الأفلام التي تُعرض على الأطفال عالمياً , وُجد أن :
29.6% منها يتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
27.4% منها يعالج الجريمة والعنف والمعارك والقتال الضاري .
15% منها يدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف .
 وهنا انقل مقولة مهمة للطبيب النفسي (فريدريك ورثام) حيث يقول : " إن الأطفال في سن الحادية العشرة يتأثرون بالعنف والجنس ، ويحيون حياة أشبه بأحلام اليقظة , ويمارسون العادة السرية , ويربطون بين القسوة والعنف والجنس " .
 
ماذا عن إنتاج أفلام الكرتون العربية على مستوى العالم ؟
     في عام 2000م كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون 22 ساعة أسبوعياً , والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1144 ساعة تقريباً!!
وأما الدول العربية مجتمعة , ففي أحسن الأحوال , كانت لا تُقدّم أكثر من 30 ساعة سنوياً , ليس أسبوعياً !
فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان 2% , وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا , وأسوأ احتمال لإنتاجهم , ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين , وأفلام الكرتون المنتجة محلياً , البسيطة التي تفتقد إلى الحرفية والجودة العالية , ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم 2% ![2]
 
وماذا عن ثقافة الطفل ؟
في ميدان ثقافة الطفل تتجلى أقصى صور التحدي ، حيث تستهلك جميع البلاد العربية ما لا يزيد على 10% مما استهلكته دولة مثل بلجيكا في الكتابة على الورق للأطفال ، على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز نسبة 10% من سكان الدول العربية !
وفي الاتحاد السوفيتي السابق كان نصيب الطفل 457 كتاباً في السنة ، وفي المقابل تصدر جميع الدول العربية 6 كتب سنويا للطفل !
ولعل جزء من السبب هو ندرة الكُتّاب المختصين بثقافة الأطفال ، ففي دراسة علمية أعدها خبراء المجالس القومية المتخصصة بمصر ، وجدوا أن هناك ( 166 ) متخصصاً في ثقافة الأطفال مقابل 22 مليون طفل عربي ![3]
 
  عالم ديزني :
توصل باحثان أمريكيان قاما بدراسة لبرامج وكتب ديزني الهزلية التي لقيت رواجاً على نطاق واسع عبر العالم  إلى : أن هذه البرامج والكتب تتضمن قيم العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة ، وفي النهاية فإن هذا العالم الخيالي الموجه للأطفال يغطي نسيجاً متشابكاً من المصالح ويخدم إمبريالية أمريكا .
ولك أن تعلم أن ديزني قد ظهرت بوجهها الحقيقي عام 1999م وبتوجهاتها المنحازة لإسرائيل وأنها ليست محايدة كما كان يعتقد البعض ، عندما اعتزمت إقامة جناح خاص بالقدس الشريف يعرضها كعاصمة للكيان الصهيوني بمناسبة معرض الألفية الثالثة .[4]

ميكي ماوس :
لتتبلور الصورة أكثر في معرفة مدى انتشار أفلام الكرتون وتأثيرها على الناس والمجتمعات :
 هل تعلم أن برامج ( ميكي ماوس ) قد شاهدها أكثر من (240) مليون .
واشترى لعبه أكثر من (80) مليون .
وقرأ مجلاته أكثر من (800) مليون .
ورقص على موسيقاه أكثر من (50) مليون فرد.
في حين أن الدول العربية لا تزال تختلف على اختراع شخصية كرتونية عالمية ومؤثرة .[5]
 
( بيب بيب ) :
قد يكون البعض شاهد الذئب ( رود رنر ) الذي يطارد عداء الطريق , أو ما كنا نسميه صغارا ( بيب بيب ) وهذا الذئب دائماً ما تنتهي كل ابتكاراته الرائعة للقبض على ( بيب بيب ) بالفشل , ورغم أنه لا يألو جهدا في سبيل تطوير أفكاره ، فيريد أن يُسقط صخرة على ( بيب بيب ) فتسقط على أم رأسه ويفشل , يريد أن يمسك ( بيب بيب ) فيصطدم بشاحنة ويفشل , يريد أن يفجره فتنفجر القنبلة فيه !
والغريب أن هذا المسلسل الكرتوني ممنوع من البث في اليابان لأنه يسبب الإحباط لدى الأطفال , ويغرس فيهم  الانهزامية لأنهم يرون أن الذي يخطط ويفكر لا يخرج بنتيجة بل على العكس تنقلب خططه كلها ضده .
وكذلك أطفال أمريكا قدموا اعتراضا أيضا على هذا المسلسل ، واسم هذا المسلسل بالانجليزية ((to beeb or not to beeb  )) وهو مأخوذ من مقولة في مسرحية شكسبير ((to be or not to be  )) ومعناها أكون أو لا أكون ..
ونحن مازال أطفالنا يستمتعون بالضحك عليه ، أو كأحسن حال مازال مثقفونا يتناقشون هل يمكن أن تكون لأفلام الكرتون أي تأثيرات على أفكار وسلوك المشاهد !
 
لنعيش أسبوعاً واحداً مع برامج الأطفال :
دعونا نقترب لأطفالنا أكثر ونحرص أن نشاهد ما يشاهدونه أيضاً ولكن ننظر إليه بعين البصير الناقد ، وحقيقة هذا ما قام به مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية الأستاذ / عبد المنعم الأشنيهي ، في دراسة خطيرة  تناولت أثر البرامج التليفزيونية الموجهة لأطفالنا ، تم رصد إحدى القنوات العربية المتخصصة في الأطفال لمدة أسبوع واحد فقط فكانت النتائج التالية :
  في أسبوع واحد فضائية عربية للأطفال تعرض 300 جريمة قتل في برامج الأطفال !!!
فقد قام الأشنيهي في دراسته بتحليل مضمون ما تبثه قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية ، تم اختيارها عشوائيًا في ما بثته خلال أسبوع من برامج أطفال مستوردة من الغرب ، أكد أنها عرضت أكثر من 300 جريمة قتل بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف ، وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن :
 30% منها تتناول موضوعات جنسية ، و27% تعالج الجريمة ، و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني .

عنف وقتل
وأوضحت الدراسة أن تحليل مضمون الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب التي عرضتها نفس القناة الفضائية العربية خلال نفس الفترة كشف عن أنها تتضمن عنفًا لفظيًا تكرر 370 مرة ونسبة بلغت 61% وبمعدل نسبي يفوق العنف البدني الذي بلغت نسبته 39% في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة ( سلاحف النينجا ) كما تنوعت مظاهر العنف اللفظي حيث ظهر السب والشتائم بنسبة 49% والتهديد بالانتقام بنسبة 23% والتحريض 14% والاستهزاء والسخرية بالآخرين 12% والقذف 3% .
من جهة أخرى تجسد العنف البدني في سبعة مظاهر/
 يتصدرها الضرب بالأيدي بمعدل نسبي 25%
فإلقاء الأشياء على الآخرين بنسبة 20%
ثم تقييد حركتهم بنسبة 18%
ثم  الشروع في القتل بنسبة 17%
ثم خطف الأشخاص بنسبة 9%
فالسرقة بالإكراه بنسبة 7%
وأخيرًا الحبس بمعدل نسبي 3% [6]
قد يقول البعض ولكنها لن تؤثر على سلوك أطفالنا وإنما هي للترفيه فقط ؟
الطفل – كما هو معلوم – لا يملك رقابة ذاتية من وعيه وإدراكه وشعوره ؛ لأنه في طور تكوين فكرة عن الحياة , وعمره لا يسمح له – إلا في حدود يسيرة – التمييز بين الغث والسمين , والطيب والخبيث , والقبيح والجميل .
يضاف إلى ذلك أن مؤثرات الصوت والصورة والحركة التي يراها الطفل أمامه في الرسوم المتحركة تشده وتنقله إلى عالم آخر غير واقعي , فتراه متسمراً أمام التلفاز يتابع الأحداث بكل اهتمام وانتباه , ويكاد نفسه ينقطع إذا ما تأزّم الموقف , ثم تنطلق صيحاته وتتحرك يداه بعنف وعفوية عند أي موقف مثير , ناسياً ما حوله ومن حوله .
وبالدراسة وُجد أن الأطفال الذي يُقلّدون حركات : ( غريندايزر ) و ( أبطال الملاعب ) و ( الرجل الحديدي ) و ( الكابتن ماجد ) قد بلغوا نسبة 19.28% .
 
باحث كوري  يحذر :
من خارج الولايات المتحدة - وليس من اليابانيين المدرسة المنافسة لديزني - نجد مَن يعارض أفلام الكارتون التي تقدم من المدرستين اليابانية والأمريكية لأنها تشكل خطرا على الطفل ومعتقده .
فقد حذر البروفيسور ( هان ) أستاذ قسم الرسوم المتحركة في جامعة "سيجونغ " بكوريا الجنوبية من خطورة الرسوم المتحركة المستوردة على عقول الأطفال ، وخاصة أفلام والت ديزني الأمريكية التي تمجد قيم الحضارة الأمريكية ، وتقدّس سيطرة الرجل الأبيض وسيادته  وكذلك الرسوم المتحركة اليابانية المعقدة ، والتي تضع نظرة تشاؤمية للمستقبل.
كما قال البروفيسور هان : إن تقبّل كل ما أنتجته ديزني بحجة أنه  " مجرد كرتون لا غير " ؛ لتغير المحتوى بشكل كبير عن الرسوم التي ظهرت مبكراً بقوله : لأن إنتاج ديزني هو من الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال والعائلات فإن الناس يميلون إلى تقبّل ما يأتي فيها والثقة بأنّ كل فليم كرتون يحتوي على قصص جيدة وجميلة وبريئة بدون أي تحفظات أو فحص مسبق ، وأكد أن النظرة العامة تعد الشخصيات الكرتونية فاقدة للهوية ، وهذا ما يسهل انتشارها ونشرها لأيدلوجية راسميها .[7]
 

"البلاستيشن"  لذيذ ..
 
ألعاب الفديو ( البلاي ستيشن ) :
يرى العالم التربوي (شيلر) الفكرة التي تقول : ( بأن الترفيه لا ينطوي على أي بعد تربوي أو نفسي ، هي اليوم أكبر خدعة أو كذبة في تاريخ البشرية )
     تؤكد إحدى الدراسات على أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة يصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم ؟ حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي ، إذ ماذا تتوقع من طفل قابع في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي .[8]

ألعاب الفديو والعنف :
   يقول الدكتور سال سيفر : ( إن ألعاب الفيديو  يمكن أن تؤثر على الطفل فيصبح عنيفاً ، فالكثير من ألعاب ( القاتل الأول ) " فيرست بيرسون شوتر " تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه ، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع ) [9]
لنتساءل : ألعاب الفديو مجرد ألعاب أم وسائط ثقافية ؟ هي ألعاب وفي حقيقتها وسائط ثقافية فهي تعيد صياغة شخصية الطفل وفقاً لثقافة أخرى غير ثقافته الإسلامية والعربية ، وهذه الصياغة تشمل مشاعره وطريقة تفكيره وقيمه وسلوكه و مفهومه لذاته وعلاقته بنفسه و بغيره .
مثلاً :
 لعبة من ألعاب الفديو اسم اللعبة "وقت للقتل " Time to kill " للوهلة الأولى اسم مخيف ، وعنوان كبير يملأ الشاشة ، مهمته تهيئة ذهن الطفل لممارسة القتل حينما يشرع باللعب ، وهذه هي الرسالة الأساسية التي يتضمنها العنوان للطفل الصغير ، والطفل يبدأ اللعبة متحفزاً مستعداً لقتل خصمه ، ويشعر أن هذا القتل مشروع بل إنه لا يفوز في اللعبة من غير القتل .
إن هذا القتل يتناسب مع ثقافة (رامبو) الشخصية الأمريكية الكرتونية الشهيرة وشخصية الأفلام السينمائية المعروفة ، والكاوبوي أو رعاة البقر ، ولكنه لا يتفق مع ثقافتنا الإسلامية ، نحن إذا رأينا الطفل يتتبع نملة ليقتلها نهيناه ، وإذا رأينا معه قطة صغيرة يؤذيها أو عصفوراً صغيراً يلعب به أمرناه بالشفقة عليه ، وذكّرناه أن إيذاء هذه الحيوانات عمل مذموم ، فما بالك بقتلها أو التفنن في تعذيبها حتى تموت .
تبدأ اللعبة "وقت للقتل" باستعراض بعض صور شخصيات اللعبة ، وتبدأ بعرض صور كرتونية لنساء جميلات عاريات أو شبه عاريات ، هذه الصور تهدم معنى من معاني ثقافتنا وأدبنا الإسلامي الذي ننشئ عليها أبناءنا وبناتنا وهو الستر والحياء والعفاف .
وبدأ الطفل يلعب ، ولكن ضمن معايير وقيم ثقافة أخرى ، وصور العري والقتل والدم المتفجر من الأجساد تتوالى على ذهنه سِراعاً ، وتنطبع فيه مصحوبة بمشاعر الفوز والانتصار وبلوغ الهدف ، وكلها مشاعر جميلة تدخل السرور على النفس ، وفي كل مرة يتذكر الطفل انتصاره في اللعب يقفز إلى ذهنه مع صور الانتصار وفقاً لقانون الارتباط الشرطي في علم النفس صور العري وصور القتل والدم ، وهكذا كما يستلذ الطفل للانتصار يستلذ لصور العري والقتل والدمار ، ومرة بعد مرة تتغير قيم الحسن والقبح عند الطفل ، وتتغير معها معايير الجمال والخير والشر والحق والباطل ، وهذا نموذج للعبة واحدة فقط وأطفالنا لو سألناهم لذكروا لنا الكثير التي ينكرونها في بداية لعبهم ثم يألفونها ويستمتعون باللعب فيها .[10]
مثال آخر :
لعبة بلاستيشن ملخصها أن اللاعب الفائز هو الذي يستطيع أن يعري المرأة التي أمامه أكثر من الآخر ، وآخر قطعة يسقطها الطفل عن جسدها تكون هي مكمن فوزه ![11]

التعامل مع الأديان :
ولعبة أخرى يدخل فيها اللاعب إلى قصر كبير له قبب ثم يجد أناساً على شكل صفوف ولا يمكن للاعب أن يفوز حتى يقتلهم ثم يتجه بعد ذلك إلى صندوق صغير أخضر ليطلق عليه بعض الرصاصات وينفجر بعد ذلك تنتهي المرحلة وينتقل إلى مرحلة أخرى .
(هل اتضحت الصورة أم تحتاج إلى شرح : ( مسجد – مسلمون يصلون – مصحف يتم تدميره ) .
 
سلبيات ألعاب الفديو على القيم الإنسانية :
الألعاب الإلكترونية تعتمد اعتماداً كلياً على الخيال ، والإكثار منه ، وهذا بالنسبة للأطفال الصغار فيما دون العاشرة مضر لهم معيق لنموهم ، والطفل يحتاج أن يدرك الواقع ويتعرف عليه كي يصدر أحكاماً واقعية على بيئته ، ويحتاج أن يدرك الواقع كي يعرف قوانين السببية التي تحكم العالم من حوله .
الألعاب الالكترونية تقوم على قلة الحركة فالطفل يجلس في مكان واحد ساعات طويلة يلعب أمام الشاشة ، وربما كان أيضاً يأكل بعض الحلويات أو يشرب المشروبات الغازية ، والجلوس من غير حركة مع الأكل المستمر مدمر لصحة الطفل .
كثير من الألعاب فردية تفصل الطفل عن محيطه وتعلمه الوحدة ، وهذا معيق للنمو الاجتماعي عنده مضعف لتواصله مع الآخرين.
 
ما العمل ؟
ألعاب الفديو والتعامل معها بإيجابيه :
لست ممن يؤيدون منع ألعاب الفديو ( البلاستيشن ) تماما ً ولكن يمكن أن نتعامل معه بإيجابية وفق التالي :
 قلل من الألعاب الإلكترونية لطفلك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، وشجّع طفلك على استخدام سواها ، مثل الألعاب التركيبية اليدوية تُمثل بديلاً حسناً وغيرها كثير .
شجّع طفلك على الألعاب الذهنية التي تستخدم العقل في الوصول إلى الهدف وتجنب الألعاب التي تستخدم القوة في الوصول إلى الهدف .
شجع طفلك على الألعاب المشتركة وتجنب ما أمكن الألعاب الفردية ، إن طفلك بحاجة إلى أن ينمو في تواصله الاجتماعي فشجعه على ذلك وهيئ له سبله .
شجع طفلك على الألعاب ذات الحركة الجسمية التي تستدعي منه الحركة والانتقال من مكان إلى آخر مثل : ( الجري وكرة القدم وكرة التنس وكرة السلة و السباق و السباحة ... ) .
في جميع الألعاب ابحث عن البديل القيمي والبديل الأقرب إلى ثقافة طفلك ، لا تترك ثقافة أخرى تختطفه من بين يديك وأنت لا تشعر .
خصص وقتاً للألعاب الإلكترونية وما يشابهها كأفلام الكرتون ، ولا تتركها تستأثر بوقت طفلك كله ، فهو بحاجة إلى الحركة ، وبحاجة إلى الثقافة ، وبحاجة إلى أنواع أخرى من اللعب .
خصص لطفلك وقتاً لمشاهدة بعض الأفلام النافعة مثل : فلم الرسالة أو عمر المختار أو فلم صلاح الدين الكرتوني أو محمد الفاتح أو بعض القنوات والبرامج القيمية ، أو الأفلام التي تتحدث عن الطبيعة وحيواناتها ، أو الفلك ونجومه وأفلاكه ، فهو بحاجة إلى الثقافة والمعرفة ، وشجعه عليها ، ولكن لا تتركها أيضا تستأثر بوقته .
علّم طفلك أن هناك أوقاتاً للجد والعمل المثمر وهناك أوقاتاً للعب ، ومن الخطأ أن يطغى وقت اللعب على وقت الجد .
إياك أن تحرم ابنك أو بنتك من اللعب ، أو تصوره له على أنه أمر مذموم يجب أن يترفع عنه ، فاللعب ضروري له ولنموه ونشأته نشأة سليمة سوية ، وهو عون له على مزاولة الجد في حياته ، ولا يوجد إنسان يستغني عن اللعب ، فشجّع ابنك على اللعب ولكن بقدر ، وتذكر أن النفس السوية المستقرة تحتاج قدراً من اللعب والمرح .
 حدد ساعات معينة للعب في الألعاب المختارة بعناية بحيث لا تزيد عن ساعة في اليوم الواحد أو ساعتين على الأكثر متقطعتين غير متواصلتين ، حتى لا تضيع أوقات الأطفال هدراً ، وقد ذكر خبراء الصحة النفسية والعقلية على ضرورة قضاء 75%  من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية ، وقضاء 25%  في أنشطة غير حركية .
لابد أن نمنح أطفالنا من أوقاتنا ، لنتحاور معهم ، ونقص عليهم قصص تاريخنا الجليل ، وبعض القصص المعاصرة ذات القيم التربوية  ونخرج معهم للفسحة ، ونخطط لأوقاتهم .[12]
ومع هذا كله ..
  لننطلق أكثر في التفكير الدائم لإيجاد أفكار متجددة تنمي قدرات أطفالنا لإعدادهم للمستقبل ، بدلاً من إفناء حياتهم فيما يعود بالضرر البالغ عليهم .
 



 

 

رابط هذا التعليق
شارك

ولعل أنسب وأفضل من يستطيع إنتشال أطفالنا من أوحال الكفر الذي ينهش عقولهم هم المعلمين والمعلمات حاملو وحاملات الدعوة لإقامة دولة  الخلافة الإسلامية.. العاملون والعاملات لتطبيق الإسلام في دولة تطبق الأنظمة المجتمعية في الإسلام لوقف هذا النزيف الفكري والثقافي الذي افسد العقول والنفسيات والطباع والأخلاق والأذواق

!! فخرجت للعالم شخصيات قاسية أنانية  مخدوعة ببريق الغرب الكافر ولمعانه الكاذب

نناشد العاملون والعاملات لتطبيق الإسلام في جميع مفاصل الحياة ولإستئناف الحياة الإسلامية التي غابت منذ أن هدمت الخلافة الإسلامية منذ

أكثر من قرن مضى.... نناشدهم أن يهبوا لإنقاذ الأجيال من براثن الإلحاد والكفر واليأس والإنحلال

 

.........................................!

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
  • احصائيات الاقسام

    • اجمالي الموضوعات
      13.8k
    • اجمالي المشاركات
      28.9k
×
×
  • اضف...