اذهب الي المحتوي

دعد حسن الطويل

الأعضاء
  • Posts

    42
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

كل منشورات العضو دعد حسن الطويل

  1. بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"جواب سؤالبيع التاجر للسلعة التي لا يملكها حرام إلى Walid Elmi وWafaa Muhtasib سؤال: Walid Elmi شيخنا هل بيع البنك ما لا يملك محرم على البنك أم على المشتري؟ سؤال: Wafaa Muhtasib هل يعتبر التاجر إذا لم تكن عنده البضاعة ووصى بها من تاجر آخر وباعها للمشتري، هل يعتبر هذا من (من بيع ما لا يملك)؟ الجواب: إن سؤاليكما هما عن الموضوع نفسه وإليكما الجواب: إن بيع التاجر للسلعة التي لا يملكها هو حرام أي عقد باطل يبوء بإثمه البائع والمشتري إذا كان يعلم أن السلعة التي يجري التعاقد عليها ليست في ملك التاجر وإنما سيذهب التاجر ويشتريها من السوق ويحضرها للمشتري... وقد وضحنا هذا في الشخصية الثاني - باب لا يجوز بيع ما ليس عندك: (لا يجوز بيع السلعة قبل تمام ملكها، فإن باعها في هذه الحال كان البيع باطلاً. وهذا يصدق على حالتين، إحداهما أن يبيع السلعة قبل أن يملكها، والثانية أن يبيعها بعد أن يشتريها، ولكن قبل أن يتم ملكه لها بالقبض فيما يشترط في تمام ملكه القبض، لأن عقد البيع إنما يقع على الملك، وما لم يملك بعد، أو اشتراه ولكن لم يتم ملكه له بعد، لأنه لم يقبضه لا يقع عليه عقد البيع، لأنه لم يوجد محل يقع عليه العقد شرعاً. فقد نهى رسول الله ﷺ عن بيع ما لا يملكه البائع. عن حكيم بن حزام قال: «قلت: يا رسول الله يأتيني الرجل يسألني عن البيع ليس عندي ما أبيعه، ثم أبيعه من السوق»، فقال: «لا تبع ما ليس عندك» رواه أحمد. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم تضمن، ولا بيع ما ليس عندك» رواه أبو داود. فتعبير الرسول بما ليس عندك عام يدخل تحته ما ليس في ملكك، وما ليس في قدرتك تسليمه، وما لم يتم ملكك له. ويؤيد ذلك الأحاديث الواردة في النهي عن بيع ما لم يقبض مما يشترط في تمام ملكه القبض. فإنها تدل على أن من اشترى ما يحتاج إلى قبضه حتى يتم شراؤه له لم يجز بيعه حتى يقبضه، فيكون حكمه حكم بيع ما لا يملك، لقول النبي ﷺ: «من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه» رواه البخاري. ولما روى أبو داود: «أن النبي ﷺ نهى عن أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم»، ولما روى ابن ماجه: «أن النبي ﷺ نهى عن شراء الصدقات حتى تقبض»، ولما روى البيهقي، عن ابن عباس، أنه قال: قال رسول الله ﷺ لعتاب بن أسيد: «إني قد بعثتك إلى أهل الله، وأهل مكة، فانههم عن بيع ما لم يقبضوا». فهذه الأحاديث صريحة في النهي عن بيع ما لم يقبضوه، لأنه لم يتم ملك البائع له، لأن ما يحتاج إلى قبضه لا يتم الملك عليه حتى يقبضه المشتري، ولأنه من ضمان بائعه. ومن ذلك يتبين أنه يشترط في صحة البيع أن تكون السلعة قد ملكها البائع، وتمت ملكيته لها. أما إن كان لم يملكها، أو ملكها ولم تتم ملكيته لها فلا يجوز بيعه لها مطلقاً، وهذا يشمل ما ملكته ولم تقبضه مما يشترط فيه لتمام البيع القبض، وهو المكيل والموزون والمعدود. أما ما لا يشترط لتمام ملكه القبض، وهو غير المكيل والموزون والمعدود مثل الحيوان والدار والأرض وما شاكل ذلك فإنه يجوز للبائع أن يبيعه قبل قبضه، لأن مجرد حصول عقد البيع بالإيجاب والقبول قد تم البيع، سواء قبضه أم لم يقبضه، فيكون قد باع ما تم ملكه له. فمسألة عدم البيع ليست متعلقة بالقبض وعدم القبض، وإنما هي متعلقة بملكية البيع، وبتمام هذه الملكية له. أما جواز بيع ما لم يقبض من غير المكيل والموزون والمعدود فثابتة بالحديث الصحيح. وروى البخاري عن ابن عمر أنه كان على بكر لعمر صعب: «فقال له النبي ﷺ بعنيه، فقال عمر: هو لك فاشتراه ثم قال: هو لك يا عبد الله بن عمر، فاصنع به ما شئت». وهذا تصرف في البيع بالهبة قبل قبضه مما يدل على تمام ملك المبيع قبل قبضه، ويدل على جواز بيعه لأنه قد تم ملك البائع له. وعليه فإن ما ملكه البائع وتم ملكه عليه جاز له بيعه، وما لم يملكه أو لم يتم ملكه عليه لا يجوز له بيعه. وعليه فإن ما يفعله صغار التجار من مساومة المشتري على السلعة، ثم الاتفاق معه على الثمن، وبيعه إياها، ثم الذهاب إلى تاجر آخر لشرائها لمن باعوها له، وإحضارها وتسليمها للمشتري لا يجوز، لأنه بيع ما لم يملك، فإن التاجر حين سئل عن السلعة لم تكن عنده، ولم يكن يملكها، ولكنه يعرف أنها موجودة في السوق عند غيره، فيكذب ويخبر المشتري أنها موجودة ويبيعه، ثم يذهب ليشتريها بعد بيعها، فهذا حرام لا يجوز لأنه باع سلعة لم يملكها بعد. وكذلك ما يفعله أصحاب دكاكين سوق الخضرة وسوق الحبوب من بيعهم الخضرة والقمح قبل أن يتم ملكهم لها. فإن بعض التجار يشترون الخضرة، أو القمح من الفلاح، وقبل أن يقبضوها يبيعونها، فهذا لا يجوز لأنه من الطعام الذي لا يتم ملكه إلا بقبضه. وكذلك ما يفعله المستوردون للبضائع من بلاد أخرى. فإن بعضهم يشتري البضائع ويشترط فيها تسليم البلاد، ثم يبيعها قبل أن تصل، أي قبل أن يتم ملكهم لها. فهذا بيع حرام لأنه بيع لما لم يتم ملكه بعد.) آمل أن يكون في هذا الكفاية والله أعلم وأحكم. أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 06 ذو القعدة 1444هـ الموافق 2023/05/26م
  2. بيان صحفي من خلال فرض سياسة القيود على التأشيراتأمريكا تسعى إلى تسوية بين حكومة حسينة والمعارضة بقيادة حزب الشعب البنغالي تحت غطاء الديمقراطية لإضفاء الشرعية على مشروعها الاستعماري في المحيطين الهندي والهادئ أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء عن سياسة تأشيرات جديدة لـ"دعم" إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وسلمية، وبموجب هذه السياسة القسرية، ستكون أمريكا قادرة على تقييد إصدار التأشيرات لأي فرد في بنغلادش يعيق عملية الانتخابات الوطنية في كانون الثاني/يناير 2024، بما في ذلك تزوير الأصوات وترهيب الناخبين واستخدام العنف لمنع الناخبين من ممارسة حقهم في "حرية" تكوين الجمعيات والتجمع السلمي واستخدام التدابير التي تمنع الأحزاب السياسية أو الناخبين أو المجتمع المدني أو وسائل الإعلام من نشر آرائهم. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكي دونالد لو أن أفراد الأسرة المباشرين من الذين ثبت تورطهم في تقويض انتخابات بنغلادش سيخضعون أيضاً لقيود التأشيرات. وقد منح هذا الإعلان شعوراً بالابتهاج لأحزاب المعارضة وما يسمى بأعضاء المجتمع المدني في بنغلادش، حيث يأملون هذه المرة بأن ينقذ العم سام البلاد من نظام حسينة الظالم وأن يستعيد الناس حقوقهم في التصويت، وتشعر حكومة حسينة بالحرج لأنها تعتقد أنها قامت بالكثير لإرضاء أمريكا للبقاء في السلطة، حيث استسلمت لضغوطها وتبنت مشروعها "استراتيجية الهند والمحيط الهادئ" الاستعماري الجديد. كما خدمت المعارضة التي يقودها حزب الشعب البنغالي الأجندة الأمريكية من خلال تأجيج الغضب العام ضد حكومة حسينة، حيث استفادوا من المشاعر المعادية لحسينة وأبقوا الناس منشغلين بالمطالبة بإجراء "انتخابات حرة ونزيهة". وقد صوروا أمريكا بأنها المنقذ لهم بينما أخفوا أجندتها الاستعمارية. ومن ناحية أخرى، حكومة حسينة ليست راضية عن الانتخابات التي تدخلت فيها أمريكا؛ لأنها تخشى من سقوطها الوشيك إذا سمحت للناس بالإدلاء بأصواتهم بحرية. ومن ناحية أخرى، يتطلب من المعارضة التي يقودها حزب الشعب البنغالي التنازل عن مطلبهم ذي النقطة الواحدة المتمثل في سقوط نظام حسينة الذي حصلوا بسببه على الدعم الشعبي. وعلاوة على ذلك، تدرك أمريكا أنه نظراً لأن حكومة حسينة ليس لديها تفويض من الشعب، فإن سياساتها التي ستتبناها سيرفضها الشعب تلقائياً. ولهذا السبب، فهي تستخدم سياسة التأشيرات القسرية للتوصل إلى حل وسط بين حكومة حسينة والمعارضة، فهي تريد تنظيم "عرس" ديمقراطي من خلال الجمع بين النخب الحاكمة في حزب، فقط حكومة ديمقراطية تخرج من انتخابات حرة ونزيهة هي التي يمكن أن تعطي الشرعية لمشاريع الاستعمار الأمريكي بما في ذلك استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ. أيها الناس: تعرض أمريكا نفسها على أنها المنقذ لبنغلادش كما لو أن رأس المستعمرين الكفار يهتم حقاً بحقوق الأمة ورفاهيتها! وبعد تأييد هذا النظام الاستبدادي لأكثر من عقد من الزمان، أصبحت أمريكا الآن تهتم فجأة بالديمقراطية في بنغلادش! أليس من السذاجة أن تصدق دموع التماسيح التي تذرفها أمريكا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في بنغلادش؟! أيها الناس: من خلال استيائكم المتزايد من استبداد حسينة، استفادت أمريكا منه لمصلحتها الجيوسياسية. ومن خلال عرض ديمقراطي، فهي تأمل في الحصول على شرعية لاستراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ. وبالنسبة لأمريكا، فإن الخطر الحقيقي هو وعيكم ومعارضتكم لمخططاتها الشريرة ومقاومة مصالحها؛ لذلك فإن النظام الديمقراطي هو مجرد أسطورة ضرورية لها لإدامة هيمنتها. ومن يصل إلى السلطة من خلال ما يسمى بالانتخابات الديمقراطية لا يمكنه أن يوقف تدخلها السافر في هذا النظام العالمي الحالي، ولا تختلف المعارضة والحكومة على خضوعهما لها. لذلك فإن الديمقراطية التشاركية، والانتخابات الحرة، والاحتجاجات، وما يسمى بحرية التعبير، لا يمكن أن تحدث أي تغيير حقيقي فينا لأن أمريكا تضمن التزام جميع اللاعبين داخل الديمقراطية بقوانينها. إن غياب دولة الخلافة الراشدة هو السبب الوحيد لوجود هؤلاء الضباع من حكامنا المدعومين من الغرب واستمرار الهيمنة الغربية. ومن أجل وضع حد لإرهاب هؤلاء المستعمرين الكافرين ومحو وجودهم من بلادنا، فإنه يجب أن نسعى جاهدين لإقامة الخلافة الموعودة على منهاج النبوة، فهي المنقذ الحقيقي الوحيد للمسلمين والبشرية جمعاء. ﴿يُرِيْدُوْنَ لِيُطْفِئُوْا نُوْرَ اللّٰهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّٰهُ مُتِمُّ نُوْرِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُوْنَ﴾ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش
  3. بيان صحفي تدمير جيل بأكمله من أطفال اليمن أحد كوارث الصراع الدوليبسبب العملاء المحليين والإقليميين وتحت رعاية الدول الاستعمارية ذكر تقرير للأمم المتحدة، في 26 أيار/مايو 2023م، أنّ نصف مليون طفل في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً يواجهون خطر سوء التغذية الحاد خلال عام 2023 الجاري، جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته ثلاث وكالات أممية هي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، حذّرت من آثار تفاقم الوضع على أطفال اليمن، وأفادت الوكالات الأممية الثلاث في بيانها بأنّه "مع استمرار تدهور الوضع الخاص بسوء التغذية الحاد في المحافظات الجنوبية"، من المتوقّع أن يعاني نحو 500 ألف طفل من سوء التغذية الحاد في هذا العام. وأضافت أنّ "التقديرات تشير كذلك إلى أنّ ربع مليون امرأة حامل ومرضع سوف يعانينَ من سوء التغذية الحاد" في المدّة الزمنية نفسها... (الأناضول). إن من أعظم المصائب التي حلت بأهل اليمن بسبب غياب دولة الإسلام والحكم بما أنزل الله ووقوعها فريسة للكافر المستعمر، ما حل بأبنائها من فقر رافقه سوء تغذية ونقص في الدواء وتفشي الأمراض والأوبئة وانتشار الجريمة وانهيار الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وكهرباء ومياه وطرقات، وتدهور الاقتصاد، كل هذا رغم ما تعجّ به اليمن من ثروات وخيرات هائلة، بسبب استمرار حرب العملاء لأكثر من ثمان سنوات خدمة لأسيادهم أمريكا وبريطانيا وليس في همهم حياة الناس ورعايتهم ولا خدمة مصالحهم. حكومتان في الشمال والجنوب لا يهمهما سوى جباية الأموال من الناس بالباطل، وأهل اليمن اليوم يعانون بكل ما تعنية الكلمة من معنى. إن هذه الأزمات المتتالية وصل تأثيرها للجيل القادم الذي أصابه سوء تغذية حاد. إن سوء التغذية في العامين الأولين للولادة تمثل سبباً رئيسيا من أسباب الوفاة بين الأطفال، مع ملاحظة أن الأطفال الذين يُعانون من سوء التغذية، يتعرضون لمشاكلَ صحيةٍ أثناء النمو، وقدرة أقل على التحصيل الدراسي. كما أن هؤلاء الأطفال فيما بعد يكونون أصغر في الحجم، حيث يعاني ضحايا سوء التغذية من نقص القدرة على أداء المهام التي يحتاجونها للحصول على الطعام أو كسب الدخل اللازم للمعيشة وحتى الحصول على التعليم الكافي، وهذا يعني أن الجيل القادم سيكون جيلاً منتهياً صحياً وغير منتج وعالة على الآخرين، فهل يدرك الناس حجم الكارثة؟! لقد وقع أهل اليمن بين ثلاث كماشات؛ الأولى دول كبرى رأسمالية استعمارية لا يهمها سوى القضاء على أمة الإسلام والتصارع على النفوذ في بلادنا ونهب ثرواتنا وهما أمريكا وبريطانيا. والثانية دول إقليمية توالي الدول الاستعمارية وهي السعودية وإيران المواليتان لأمريكا والإمارات ربيبة بريطانيا. والثالثة حكام وقيادات عميلة؛ القسم الأول منهم متناثر بين عدن ومأرب وحضرموت والساحل الغربي وفنادق أبو ظبي والرياض والقاهرة وأنقرة، والقسم الآخر متكتل في الشمال وبعض مناطق الوسط وجامعات ومعاهد طهران والضاحية الجنوبية. أما الأمم المتحدة ومنظماتها فلا يهمها سوى إحصاء القتلى والمرضى وتحقيق مآرب أخرى ليس لأهل اليمن منها سوى التعاسة والشقاء، فهذه الحرب الدائرة في اليمن هي صنيعة دولتين - أمريكا وبريطانيا - أعضاء في الأمم المتحدة التي لم يكن لهما أي دور في إيقاف الحرب بل عملتا على تأجيج الصراع وتنفيذ خططهما الاستعمارية بما يضمن ارتهان البلد للغرب الكافر عبر أذرعها ومنظماتها، وأبرزها المشتركة في إصدار هذا التقرير الوارد في مقدمة البيان، فعبر برنامج الغذاء العالمي قامت بإيصال المعونات والحصص الغذائية - والتي تبين أن بعضها لا يصلح للاستهلاك الآدمي - إلى مناطق الصراع لامتصاص سخط الناس حيال الحرب العبثية، حتى إن هذه المساعدات يتم توزيعها عبر أدوات الصراع لشراء الذمم باستغلال حاجة الناس، أما منظمة الأمومة والطفولة "يونيسيف" فقد استمرت في برامج تنظيم الأسرة وتحديد النسل، لتعمل في الحد من تكاثر الناس في مشهد مكمل لقتلى الحروب والموتى جراء الأمراض، وقامت عبر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بالقضاء على البذور الأصلية المحلية، وإيصال البذور المعدلة وراثياً عبر الحدود، وغيرها من الجرائم، أبرزها توزيع أغنام مصابة بالأمراض التي نقلت المرض لأغنام الناس. يا أهلنا في اليمن: إن الحل الجذري يكمن في العمل معنا لإقامة دولة تطبق الإسلام، فبها تقطع يد الكافر المستعمر وأدواته، فتقوم برعاية الشؤون كما أمر الله، ومنها توزيع الأموال والمنافع على جميع أفراد الرعية، وتوفر الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن لكل فرد وتمكنه من إشباع حاجاته الكمالية، وتوفير حاجات المجتمع وغيرها، وفوق هذا تجعل الناس يعيشون لغاية يرضاها الله. إننا لا نقول هذا تحليقا في الخيال بل لقد أعددنا العدة وغذينا الركب بتصور شامل كامل لهذه الدولة القادمة، مرفق لكم رابط مشروع الدستور الذي أعده حزب التحرير الذي يبني دولة وجيلاً ويخرج الأمة من قوقعة التبعية: https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/resources/hizb-resources/21203.html قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾، وإن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي السبيل الوحيد لعودة الحكم بالإسلام، وإخراج أهل اليمن والعالم مما هم فيه، فكونوا مع العاملين لإقامتها. المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
  4. مقابلة مع الدكتورة اليسا أورفينو التي ألفت كتاب عن حزب التحرير بموضوعية وحياد مقارنة مع من يكتبون عنه بتهكم وكثير من الإفتراءات والتزوير والكذب . أنقل للقارىء نص المقابلة كاملاً نقلاً عن موقع (عين على التطرف) والتي نشرت بتاريخ 23 يناير 2023 حزب التحرير : نظرة متفحصة في مقابلةٍ مع موقع “عين أوروبية على التطرف”، تقدِّم لنا الدكتورة إليسا أوروفينو، المشرفة الأكاديمية لبرنامج التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الدراسات الأمنية للمنطقة الشرقية (PIER) في جامعة أنجليا روسكين، نظرة شاملة عن حزب التحرير، وأصوله وإرثه وأسباب بقائه لأكثر من ستة عقود. تعكف أوروفينو على بحث الموضوعات المتعلقة بالجماعات الإسلامية منذ عام 2009. بعد حصولها على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة ملبورن، انضمت إليسا إلى معهد الدراسات الأمنية في جامعة أنجليا روسكين في أكتوبر 2018 كباحثة ما بعد الدكتوراه. أحدث منشوراتها: “دراسة المتطرفين فكريًا “في الغرب” (2019). فيما يلي نص المقابلة: عين أوروبية: ما الذي قادكِ إلى تأليف كتابٍ عن حزب التحرير؟ في الحقيقة، لقد وجدتُ حزب التحرير جماعة مثيرة للاهتمام من منظورٍ اجتماعي. إنها واحدة من أكثر الجهات الفاعلة الدولية غير الحكومية عمرًا ورسوخًا، والتي لا تزال نشطة حتى يومنا هذا. تأسّس حزب التحرير مثل العديد من الجماعات الإسلاموية الأخرى، كجماعة احتجاج من أجل العدالة ضد النفوذ البريطاني (والغربي بشكلٍ عام) في فلسطين في عام 1953. وعلى عكس العديد من الجماعات الإسلاموية الأخرى، لم يبدل حزب التحرير مواقفه بشأن النقاط الأساسية، مثل رفض استخدام العنف لتحقيق أهداف محددة ورفض المشاركة السياسية. وقد وفر هذا الثبات درجة عالية من الموثوقية مع مرور الوقت، وعزّز جاذبيته لشرائح محددة من المسلمين (معظمهم من المثقفين الشباب) في جميع أنحاء العالم. عين أوروبية: تتحدثين في كتابك عن البنية المزدوجة لحزب التحرير، أولًا كأفراد يستوعبون الأيديولوجية ويكيّفون تنفيذها مع محيطهم المجتمعي، ولكن أيضًا كقوة جماعية ضد القيم الغربية والإمبريالية. هل يمكنك تقديم مزيدٍ من التفاصيل حول هيكل الحزب وربما الاستشهاد ببعض الأمثلة الرئيسة لدعم هذا التصنيف؟ تمكن حزب التحرير، كمنظمة دولية، على مدى عقود جعل ولاء أعضائه يرتكن على أساس “العقيدة” وليس ولاء مرتبطًا بقائدٍ محدد. قبل الانضمام رسميًا إلى الجماعة، يُطلب من جميع المجندين في الحزب دراسة كتب الشيخ تقي الدين النبهاني (المؤسس) التي تُشكِّل الأدبيات المعتمدة للجماعة. عادة ما يقضي المجندون أكثر من عامين في تعلّم المبادئ الأساسية للعقيدة، ودراسة جميع المواقف الأساسية للجماعة والموافقة عليها. إن مثل هذه العملية تُوجِد روابط قوية بين الفرد والجماعة نفسها، دون وسطاء. عندما يصبح الشخص عضوًا كاملًا في حزب التحرير، فإنه بهذه العضوية يعتبر الجماعة جزءًا أساسيًّا من حياته، ومن ثم يكون الانتماء مبنيًّا على العقيدة بغضِّ النظر عن القادة الحاليين أو الأعضاء الآخرين. عادة ما يواصل الأعضاء عملهم داخل الجماعة لسنواتٍ عديدة (معظمهم طوال حياتهم)، لأن عقيدة حزب التحرير مهمة للأعضاء على المستوى الشخصي، وجزء من التزامهم الديني كمسلمين. فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فإن تبني عقيدة الحزب يزوّد الأعضاء بكل الموارد لتفسير الأحداث المحلية استنادًا لموقفهم وهدفهم العالمي، وهذا ما أسميه “استراتيجية عولمحلية”[i]، كلمة مركّبة من المصطلحين “محلي” و”عالمي”. تستخدم فروع حزب التحرير القضايا المحلية كمحفزات لانتقاد السلطات الوطنية، بينما تمجّد الخلافة كأفضل نموذج للحكم. على مرِّ العقود، بدأ حزب التحرير في استغلال المظالم المحلية لتأليب الأفراد ضد الحكومات المحلية من خلال تسليط الضوء على الافتقار إلى المساءلة والشرعية وسيادة القانون. عين أوروبية: في كتابكِ تقولين إنه خلال أكثر من ستة عقود، لم يتغيّر حزب التحرير، واستمر في معركته الأيديولوجية ضد (النظام الغربي) الذي يحدِّده الحزب على أنه مُعادٍ للإسلام وخطير على المسلمين. هذا أمرٌ مثير للاهتمام لأن العديد من الجماعات المتطرفة قد تطوّرت بمرور الوقت وغيّرت تكتيكاتها وفقًا للعصر والمناخ الجيوسياسي. في رأيك، لماذا حافظ الحزب على مهمته تلك؟ وما أسباب طول عمره في رأيك؟ في كتابي، حددتُ ثلاثة دوافع وسَمَت حزب التحرير العالمي منذ أوائل عام 1953 وعبر أكثر من 45 دولة: رؤية الخلافة كفريضةٍ دينية، وفكرة الخلافة باعتبارها الطريقة الوحيدة لوقف تراجع الأمة، والدعوة الإسلامية العالمية لإعادة تأسيس دولة إسلامية. قد يكون من الأمور التي سهلت للجماعة الحفاظ على تكوينها وأعضائها والنجاح في الحصول على أعضاء جدد باستمرار الثباتُ الذي وسم أهدافها وطريقتها ودوافعها، والوضوح في رؤيتها للخلافة، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لوقف تراجع الأمة، هذه السمات مكنت الحزب من تجنيد أعضاء جدد. أعتقد أن الافتقار إلى المرونة بشأن النقاط الأيديولوجية الأساسية (مثل رفض المشاركة السياسية، واستخدام العنف) وأساليب العمل هو ما يجعل حزب التحرير مختلفًا عند مقارنته بالجهات الفاعلة الإسلامية غير الحكومية المماثلة. لذلك، فإن تغيير ذلك من شأنه أن يجرّد الجماعة من العناصر الأساسية التي تميّز هويتها ووجودها العالمي. عين أوروبية: عند شرح سبب انجذاب الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الغربية أحيانًا نحو التطرف، ذكرتِ أن “الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في الغرب أكثر جنوحًا للبحث عن هوية دينية مختلفة عن آبائهم. ثم يدخل الأفراد في عملية البحث الديني والانفتاح المعرفي، حيث يكونون على استعداد لاستكشاف نماذج تختلف عن نماذج آبائهم والثقافة الغربية السائدة، ويكونون منفتحين على الاستماع إلى أصوات وآراء مختلفة”. هل يمكنك التحدث عن هذه العملية بمزيدٍ من التفصيل، وربما إعطاء بعض الأمثلة عن سبب انجذاب بعض هؤلاء الأشخاص، الذين يستكشفون نماذج مختلفة، نحو حزب التحرير؟ الأشخاص الذين ينتمون إلى مجتمعات الشتات -أيًا كان جيلهم وعرقهم- دائمًا ما يجدون أنفسهم بين نموذجين ثقافيين ودينيين واجتماعيين. غالبًا ما يكون لهذا التنوع قيمة مضافة في حياة الفرد، ولكنه يمكن أن يكون أيضًا محفزًا نحو التطرف. تشير الدراسات ذات الصلة إلى “الحياة ثنائية القطب”2، باعتبارها ثنائية ثقافية متعارضة بين القيم الإسلامية والغربية التي يُعانيها أحيانًا الشباب المسلم في الغرب. علاوةً على ذلك، يمكن أن يعاني هؤلاء الأفراد “أزمة هوية” تشير، في هذه الحالة، إلى الصراع بين الهويات غير المتوافقة للفرد، مثل كونه مسلمًا وغربيًا في الوقت ذاته. هذا التناقض المتصوّر هو موطن قوة في خطاب العديد من الجماعات الإسلاموية المتطرفة (بما في ذلك حزب التحرير)، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم الحلّ لجميعِ المشكلات عندما يصبح التنافر المعرفي بين الهويات الدينية والوطنية للفرد أقوى من اللازم. الأشخاص الذين يمرون بأزمة هوية هم الهدف المثالي للجماعات المتطرفة من جميع الأيديولوجيات، حيث توفِّر هذه الجماعات نهجًا شاملًا للحياة مع مخططٍ محدد لتفسير الواقع الذي يوفر للأفراد هدفًا في الحياة، وشعورًا بالأمان والانتماء إلى شيءٍ مهم. عين أوروبية: تتحدثين في كتابك عن “سردية الخوف والاضطهاد التي تتبناها الجماعات الإسلاموية” و”حجة الاستعمار الجديد”. هل يمكنك توضيح هذه الروايات وشرح مدى تكاملها مع أيديولوجية حزب التحرير ومدى فعاليتها في تجنيد الأتباع؟ إحدى السرديات الأساسية لحزب التحرير على المستوى العالمي هي أن الغرب (كنظامٍ دولي فاسد متجانس) ينخرط بنشاط في حرب ضد الأمة الإسلامية، بهدف إخضاع الأمة وغربنتها بالكامل. لذا، يروّج حزب التحرير بلا هوادة لفكرة أن النظام الغربي يروّج لنسخة من الإسلام ترعاها الحكومات (نسخة بعيدة عما أنزل على النبي محمد)، لاستيعاب المسلمين ثقافيًا وتحويلهم إلى “مجتمع من المُشتبه بهم”، ومن ثم بعيدًا عن المجتمع السائد في الغرب. عين أوروبية: لقد ذكرتِ أن السمة الأساسية لنشر دعاية حزب التحرير وتجنيد الأتباع هي حقيقة أن مثل هذه المواد مكتوبة بلغة البلد الغربي الذي يعملون فيه، ما يميزهم عن الجيل الأكبر سنًا من الأئمة وأعضاء المجتمع المسلم الذين يتواصلون عادة بلغتهم الأصلية. هل يمكنك توضيح ذلك بمزيدٍ من التفصيل وشرح سبب نجاح هذا التكتيك في كسب قلوب وعقول الشباب المسلم الذين يعيشون في الدول الغربية؟ لقد أشارت الدراسات ذات الصلة حول مجتمعات الشتات المسلم في الدول الغربية إلى أنها لا تشمل الشباب بشكلٍ خاص، الذين لا يتم اختيارهم في كثيرٍ من الأحيان لأدوارٍ قيادية أو في إدارة الأمور المهمة. علاوةً على ذلك، يمثّل حاجز اللغة عقبة هائلة أمام إدماج الشباب في مجتمعهم الديني الأصلي. فالشباب لا يتقنون دائمًا اللغة العربية -أو غيرها من لغات المنشأ- وهذا غالبًا ما يحول دون فهم أعمق للإسلام، ويُشكّل عقبة أمام المشاركة في الأنشطة الدينية. وعلى العكس من ذلك، فإن الجماعات الإسلاموية المتطرفة النشطة في الغرب، مثل حزب التحرير، تنشر المعلومات الدينية وتنظم الدراسات القرآنية باستخدام لغة البلد الغربي الذي تعمل فيه، التي هي في الواقع اللغة الأم للغالبية العظمى من الشباب المسلم. لذلك، فإن إمكانية الوصول إلى المصادر والخطابات الدينية تمثّل سمة للجماعات الإسلاموية مثل حزب التحرير على الجماعات الإسلامية التقليدية المكونة من المهاجرين الأكبر سنًا، الذين يقومون في الغالب بأنشطتهم بلغة بلدانهم الأصلية. علاوة على ذلك، فإن الإسلامويين المتطرفين مثل حزب التحرير يستغلون ما يتمتعون به من جاذبية، ويستغلون أيضًا القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، ويقدمون أنفسهم كمدافعين عن الأمة ويروجون لإعادة تأسيس الخلافة لحماية المسلمين في جميع أنحاء العالم. كما يقدم أعضاء حزب التحرير أنفسهم على أنهم “معلمون للجماهير” بشأن الفرائض والسنن الدينية الإسلامية، ما يقدمهم كسلطة متديّنة. عين أوروبية: فيما يتعلق بالنقاش حول عملية التجنيد، ذكرتِ أيضًا أن “المثقفين أصبحوا أكثر مجموعات التجنيد التي يسعى إليها حزب التحرير في خططه للتوسّع، لأنه بإمكان مجموعة صغيرة من المثقفين إيصال أيديولوجية حزب التحرير إلى جمهور أكبر من خلال الخطب العامة والمحاضرات والمنشورات والمقالات الصحفية”. هل يمكنك إعطاءنا أمثلة على ذلك وشرح فوائد مثل هذه الاستراتيجية؟ هل نجحت هذه الاستراتيجية وهل كان هناك أي انحراف عن هذه الاستراتيجية في العقود التي مرت؟ لطالما استهدف حزب التحرير العقول المستنيّرة منذ نشأته حيث كان المؤسس نفسه (الشيخ تقي الدين النبهاني) مثقفًا ورجلًا واسع الاطلاع والمعرفة. تعتمد عملية التنشئة الثقافية لحزب التحرير على حلقات ومحاضرات وفعاليات حيث يبدأ الفرد في التشكك في معتقداته السابقة ويصبح أكثر دراية بالمبادئ الأيديولوجية لحزب التحرير. أعني بـ “التنشئة الثقافية” العملية التي تقوم بها أي منظمة لتوجيه أتباعها نحو قيم ومعاني محددة، ما يجعل الأعضاء على دراية بثقافة المنظمة. هذه الممارسة لم تتغير، وكذلك الدور المحوري الذي تؤديه عملية التثقيف في استراتيجية حزب التحرير لإعادة تأسيس الخلافة في الدول ذات الأغلبية المسلمة. بتعبيرٍ أدق، سيوجه حزب التحرير أولًا دعوته إلى مجموعةٍ صغيرة من المثقفين المسلمين، ويثقِّفهم حول المبادئ الأيديولوجية الأساسية للحزب. تشكِّل هذه المجموعة الأولى من المثقفين النواة الأولى التي ستدخل بعد ذلك إلى المجتمع السائد، وتستخدم مصداقيتها لإقناع الناس بصحة أيديولوجية حزب التحرير وأساليبه (مرحلة التفاعل). وأخيرًا، بمجرد أن تتبنى غالبية السكان مبادئ حزب التحرير، ستكون الجماعة مستعدة لانقلاب (المسلمون الذين يشغلون مناصب في السلطة سيدعمون انقلاب حزب التحرير)، والإطاحة بالحكومات الفاسدة، وإقامة الدولة الإسلامية. هذه الخطة لا تزال دون تغيير. عين أوروبية: في ما وصفتِهِ بشكلٍ مفصل بالاستراتيجية “العولمحلية”، تشرح هذه الاستراتيجية كيف تستخدم فروع الحزب القضايا المحلية لانتقاد السلطات الوطنية، وإيجاد خيوطٍ مشتركة بين المظالم المحلي والعالمي. هل تبنى الحزب تنفيذ هذه استراتيجية على نطاقٍ واسع عبر المناطق الجغرافية التي يتمتع فيها بحضورٍ كبير؟ ولماذا تعتقدين أن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها؟ هل تعتقدين أنها تعزِّز الشعور بمجتمع أوسع يتجاوز الحدود؟ استكمالًا لما شرحته أعلاه، أثبتت “الاستراتيجية العولمحلية” فعاليتها البالغة، حيث لا يزال حزب التحرير -منظمة عبر وطنية موجودة في 45 دولة- قادرًا على التحدث بصوتٍ واحد على المستوى العالمي. في الواقع، هذا يعزّز الشعور بالمجتمع والانتماء إلى المنظمة خارج الحدود. عين أوروبية: في الكتاب تقدمين أمثلة عديدة على القواسم المشتركة بين أيديولوجيات جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، وحزب التحرير. على سبيل المثال، تعتقد الجماعات الثلاث أن الشريعة هي أفضل نظام “تنظيمي” وطني ودولي. هل يمكنك مشاركة بعض التداخلات والاختلافات الرئيسة الأخرى بين الجماعات الثلاث؟ جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، هما جماعتان إحيائيتان إسلاميتان دوليتان قديمتان، لديهما الكثير من القواسم المشتركة مع حزب التحرير، مثل الخلفية التاريخية لمؤسسيهما، وادعائها الرغبة في تحرير الأمة من درن الكفار وتصورهما للغرب كعدو. ومع ذلك، يختلف حزب التحرير بشدة عن جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية من حيث منهجيته، ورؤيته التفصيلية للخلافة. في الغالب، يتأتى أحد الاختلافات الرئيسة بين هذه الجماعات من موقف حزب التحرير الذي لم يتغيّر كجماعة إسلاموية “رافضة”. وكما يوحي المصطلح، يرفض حزب التحرير دائمًا جميع أشكال المشاركة في الأنظمة السياسية الديمقراطية “الوضعية”، ويمنع أعضاءه من التصويت والترشُّح في الانتخابات. وعلى العكس من ذلك، تتبنى كل من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية نهجًا “تشاركيًا” في السياسة الغربية: الانخراط بنشاط مع النظام الديمقراطي من خلال الضغط والتنظيم وإنشاء أحزاب سياسية لتقديم مرشحين في الانتخابات. وفي حين أن جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، لا تزالان تمثلان بالنسبة للكثيرين المنصة المثالية للدفاع بنشاط عن الأمة، فإن موقف حزب التحرير الرافض يروق للمسلمين في الغرب الذين يريدون معارضة نظام الكفّار بشدة، دون الانخراط في أنشطةٍ إرهابية. عين أوروبية: في مقابلةٍ لكِ مع أحد أعضاء حزب التحرير في أستراليا، قال إن “العديد من الجماعات تدافع عن الخلافة، لكن ليس لديها خطة ولا فكرة عما يجب أن تبدو عليه الخلافة بمجرد تأسيسها… ليس لدى حزب التحرير خطة فحسب، بل لديه أيضًا دستور جاهز”. هل تعتقدين أن وجود مثل هذه الخارطة المفصلة للحكم هو أحد الأسباب الرئيسية وراء حظر العديد من الدول الإسلامية للجماعة؟ وعلى الرغم من رفضها للعنف، هل تنظر الحكومات في العالم الإسلامي والغربي إلى حزب التحرير على أنه تهديد وطني خطير؟ أعتقد أن الخطة التفصيلية لحزب التحرير عن الخلافة سيفٌ ذو حدين. فمن ناحية، تضفي مصداقية على الجماعة، وتعزّز جاذبيتها عبر مجتمعات الشتات المسلم في العديد من الدول، كون الحزب يعمل وفق خطة محددة. من ناحيةٍ أخرى، فإن الكراهية تجاه جميع أنظمة الحكم الأخرى، التي عبّرت عنها الجماعة بوضوح منذ اليوم الأول من إنشائها، أوجدت صراعاتٍ مع السلطات العامة في كل من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وفي الغرب. أعتقد أن الخطة الواضحة لإقامة الخلافة ليست العنصر الرئيس الذي أدّى إلى حظر حزب التحرير في العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، بل سردياته المناهضة للحكومة هي التي دفعت العديد من الدول غير الليبرالية إلى حظر حزب التحرير ببساطة، معتبرةً إياه جماعةً إرهابية، وتهديدًا وطنيًا. غير أن هذه القضية أكثر تعقيدًا بكثير في العالم الليبرالي الغربي، حيث تُعتبر حرية التعبير درعًا يحمي أنشطة حزب التحرير، سواء عبر الإنترنت أو خارجه. عين أوروبية: شكرًا جزيلًا لكِ على هذه المقابلة وعلى إجاباتك القيّمة.
  5. بيان صحفي إحياء قانون الضمان الاجتماعي جريمة وضنك لمعيشة الناسواستنزاف جديد تضيفه السلطة لضرب صمودهم واقتصادهم بمكرٍ وخداع، تسعى السلطة الفلسطينية في هذه الأيام لإحياء قانون الضمان الاجتماعي سيئ الذكر، الذي وقف الناس ضده وقفة قوية قبل سنوات، رافضين ما تضمنه من اعتداء على أرزاقهم وثمار جهودهم ولقمة عيشهم بحجة "ضمانهم!"، وها هي اليوم تعمل على إعادة الكرة مرة أخرى بتعديلات شكلية لا تغير من جوهر النسخة السابقة أو آثارها السيئة إلا تلبيساً، لتوجد للناس مهلكة جديدة في الاقتصاد بما يعرف بقانون "الضمان الاجتماعي". أما أنه مهلكة جديدة تضيفها السلطة، فذلك أن ما سيلمسه الناس من تطبيق هذا القانون ليس إلا آثاره الاقتصادية السيئة، والمغارم دون المغانم، حيث لا مغانم؛ ذلك أن الأجور الحالية لا تحصل الكفاية بها لأصحابها أصلا قبل الاقتطاع، عوضا عن أن يُقتطع منها، خصوصا في ظل التآكل الكبير للأجور نظرا لارتفاع الأسعار، وأما الأسواق فإن اقتطاع الأموال من الأجور وسحبها من دورة الإنفاق لن يضيف للركود الحاصل فيها إلا ركودا، وخصوصا مع ما يجري فيها من قلة الأموال واقتطاعات الرواتب التي تقوم بها السلطة والأداء الضعيف في ظل حصار كيان يهود، وأما الأعمال والمصالح والمؤسسات التي تعاني هي الأخرى مما يعانيه السوق فلن يزيدها تطبيق القانون إلا أعباء وتكاليف، ولن تجد هذه التكاليف المضافة طريقا لها إلا أن تضاف إلى أثمان السلع والخدمات المقدمة للناس فتزيد الغلاء غلاء، وإلا فإغلاق العديد منها أو الهروب من بيئة تطرد الاستثمار ولا تصنعه. وعليه فإن طرح قانون الضمان مرة أخرى، هو مهلكة للناس، واستنزاف جديد فوق ما تعانيه معيشة أهل الأرض المباركة من الحصار والاستنزاف، وكأن حالة التردي الاقتصادي التي عليها الناس يراد تعميقها لجعل الناس في ضنك من العيش يمنعهم من التفكير في أرضهم المحتلة وأقصاهم المدنس. وأما الأمر الآخر فإن هذا الصندوق ليس له ضامن حقيقي، وهنا عين المصيبة، فالسلطة ليست ضمانا، لا في أدائها ولا في تاريخها المملوء فسادا، بل ولا حتى في بقائها، عدا عن أن تكون ضامنا، وما أموال الصندوق القومي الفلسطيني وصندوق التقاعد وصندوق مستشفى خالد الحسن للسرطان و"وقفة عز" إلا غيض من فيض، وأمثلة على مآل الأموال المزمع جبايتها وعلى مصيرها، بل إن تجارب صناديق الضمان حتى لدى من هم أكثر خبرة من السلطة كالأردن مثلا، وغيرها من الدول العربية تشير إلى أنها مرتع للفساد، وميدان لخسائر أموال الناس وانعدام الكفاية، وأما مسألة استثمار أموال الصندوق فإن تاريخ مثل هذه الاستثمارات غالبا ما تكون ثمرته إفلاس ومديونية وسطو من قبل السلطة، عوضا عن أن يكون استثمارا يتعذر بالاحتلال أو مغامرة باستثمار خارجي لا يستفيد منه الاقتصاد المحلي بأية فائدة. إن الغرض من مثل هذه الصناديق ليس حماية العمال أو أرباب العمل أو تأمين العيش الكريم للناس، فالسلطة أبعد ما تكون عن ذلك، بل إن الأمر لا يعدو عن أن يكون محاولة من السلطة للسطو على موارد جديدة لتمول بها نفسها، حيث لا مقومات لها دائمة ولا مصادر إلا جيوب الناس، وتمول كذلك عجزها عن الإنفاق على مشروعها الفاشل الذي يستهلك الموارد، ذلك المشروع الذي لم يكن جوهره ووظيفته إلا حماية كيان يهود وأمنه، وذلك حين ضخمت لهذا الغرض أجهزة أمنية أفلست الخزائن وأكلت الأخضر واليابس، وها هي تريد أن تجعل من اقتطاعات أجور العمال تمويلا لكل ذلك، وما شعارات الضمان إلا خداعا وذرا للرماد في العيون، وكأنها تملك كسلطة تحت الاحتلال من أمرها شيئا أو تستطيع أن تضمن ولو شيئا واحدا. لقد اعتادت السلطة أن تغطي تشريعاتها باعتماد ما يسمى قرارات بقوانين، وهكذا فإنها بجرة قلم لـ"قرار بقانون" تشرع لنفسها السطو على أموال الناس والمغامرة بها أو أكلها بالباطل، وهي بهذه الطريقة تكون أول من يعطي سببا "لانعدام الضمان" لهذه الأموال لجرة القلم ذاتها أيضا بالتغيير في القوانين أو التعديل، ومن هنا فقد وجب على الناس، والحال كذلك من عبثٍ بأموالهم ونخرٍ في صمودهم، أن يقفوا في وجه هذه السلطة وقوانينها، التي تقودهم من قاع إلى قاع ومن مهلكة إلى أخرى، وتزيد من عيشهم ضنكا فوق ما هم فيه من تسلط لكيان يهود. المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين
  6. نعي وتعزية أمير حزب التحرير بوفاة المهندس إسماعيل الوحواح (أبو أنس) ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ ينعى أمير حزب التحرير إلى المسلمين بعامة وإلى شباب حزب التحرير بخاصة الأخ الكريم الذي افتقدناه فجر الخميس 2023/5/18 في أستراليا... لقد كان رحمه الله ركيزة من ركائز الحزب، فكان عضواً في مكتب الأمير، ذا باعٍ طويل في مقاومة الظلم والثبات على الحق، دون أن تهزه الصعاب والمحن ولا سجون الطواغيت وملاحقاتهم، بل يزداد قوة على قوة، عاملاً بصدقٍ وإخلاص بإذن الله... ترنو عيناه في الدنيا إلى راية رسول الله ﷺ ترتفع من شاهقٍ إلى شاهق... وفي الآخرة كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾. رحم الله أخانا وأدخله فسيح جناته، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا... سائلين الله سبحانه لنا ولأهله وللمسلمين أن نكون كما قال الرحمن الرحيم: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾. رحمك الله يا أبا أنس رحمة واسعة... ولا نقول إلا كما قال صلوات الله وسلامه عليه عندما فقد ابنه وقرة عينه إبراهيم عليه السلام: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُون». رحمك الله يا أبا أنس.. يا صاحبنا ورفيق دربنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. أخوك ورفيق دربك عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير 28 من شوال 1444هـ الموافق 2023/5/18م
  7. بيان صحفي الضرائب الوجه القاسي للرأسمالية يستعد الكينيون لأوقات أثر شدة وصعوبة بشأن المقترحات الواردة في قانون المالية لعام 2023. ويعيد مشروع القانون المالي المجدول فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 16 في المائة على المنتجات البترولية بالإضافة إلى فرض ضريبة على الإسكان بنسبة 3 في المائة. وارتفعت أسعار جميع السلع والخدمات تقريباً في الأشهر الأخيرة بما في ذلك تكلفة الكهرباء والوقود ودقيق الذرة. إننا في حزب التحرير/ كينيا نود أن نوضح ما يلي: لقد كشف مشروع القانون عن ازدواجية السياسيين الذين يفتقرون إلى الصدق حيث رفض كبار المسؤولين الحكوميين الحاليين مشروع قانون المنتجات البترولية (الضرائب والجبايات (تعديل) لعام 2021) في النظام السابق. ومع خروج حكومة اليوبيل من مناصبها، أصبح معارضو الضرائب المرتفعة آنذاك هم الآن معظم المؤيدين صخب! بناءً على نظرة خاطفة للضرائب الهائلة على الكينيين العاديين خلال فترة ما قبل الاستقلال وبعده، فإنها لم يحل مطلقاً أية مشاكل اقتصادية ومالية، بل دفعت البلاد إلى أزمات اقتصادية ومالية دائمة أخرى. على ما يبدو، فإن فرض الضرائب باعتبارها الإيرادات الرئيسية في النظام الرأسمالي لن يكون حلاً أبداً للاقتصاد المتعثر بالفعل. لقد اتضح بشكل صارخ أن الحكومات الرأسمالية لا تتكلف بمهمة إدارة شؤون ومصالح الإنسان العادي. وبدلاً من ذلك، فإن ما يعنيه تحسين مستوى معيشة شعبها هو زيادة الضرائب التي تؤثر في النهاية على زيادة أسعار السلع والخدمات ما يؤدي إلى فقر مدقع. وما يزيد الطين بلة أن الأنظمة الرأسمالية تعتمد بشكل كبير على الاقتراض المالي؛ أخذ قروض ضخمة مع ضرائب الناس كضمان لتمويل المشاريع "الجوية" ثم يقوم كبار المسؤولين الحكوميين الجشعين بنهب الصندوق بدورهم. نجدد التأكيد على أن دولة الخلافة هي التي تطبق النظام الاقتصادي الإسلامي الخالي من جميع الضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل يقول النبي ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ» رواه أحمد. للإسلام نظام فريد خاص به لتحصيل الإيرادات، بما في ذلك الإيرادات من الممتلكات العامة مثل الغاز والإنتاج الزراعي مثل الخراج، والتي تولد إيرادات دون خنق النشاط الاقتصادي، ويحدد النظام الاقتصادي الإسلامي موارد مثل الطاقة وأراضي الرعي والمياه بوصفها ممتلكات عامة. لا الدولة ولا الأفراد وحدهم يستطيعون اغتصاب نفعها لأنفسهم، بل منافعها للناس أجمعين، قال الرسول ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّار» رواه أحمد وابن ماجه. شعبان معلم الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا
  8. اقتراب الموعد النهائي لسداد ديون أمريكا (مترجم) الخبر: في الثاني عشر من أيار/مايو، كتبت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين: "إذا لم يرفع الكونجرس سقف الديون، فإننا نواجه كارثة اقتصادية ومالية. من الأهمية بمكان أن نتأكد من ذلك". يلين هي خبيرة اقتصادية متمرسة كانت في السابق الرئيس الخامس عشر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وقد كررت تحذيرها في الخامس عشر من أيار/مايو: "مع توفر معلومات إضافية الآن، أكتب للإشارة إلى أننا ما زلنا نقدر أن وزارة الخزانة لن تكون على الأرجح قادرة على الوفاء بجميع التزامات الحكومة إذا لم يتخذ الكونجرس إجراءات لرفع أو تعليق حد الدين بحلول أوائل حزيران/يونيو، وربما في وقت مبكر قبل الأول من حزيران/يونيو". التعليق: كل بضع سنوات، يهز المشهد المسرحي لسقف الديون الأمريكية الاقتصاد العالمي القائم على الربا. يحدد الكونجرس ميزانية أمريكا ومقدار الأموال التي يمكن أن تقترضها بشكل منفصل، وبما أنها أموال أكثر مما تنتج كل عام، يستمر الدين في الارتفاع ويصطدم بالحد الذي يحدده الكونجرس، ويسمى أيضاً سقف الديون. تم الوصول إلى الحد الأقصى وأموال الحكومة تنفد ولكن لا يمكنها الاقتراض أكثر من ذلك حتى يوافق الديمقراطيون والجمهوريون على رفع الحد. وبما أن الإدارة في أيدي الديمقراطيين، فإن الجمهوريين يرفضون الموافقة حتى تتم تلبية مطالبهم. ومن ثم، فإن الأزمة التي تهدد بتخلف حكومة أمريكا عن الوفاء بالتزاماتها المالية تلوح في الأفق. لقد زعزعت هذه الأزمة ثقة الدائنين الدوليين، وبالتالي فإن تكلفة الاقتراض الأمريكي ترتفع حتى قبل أن تتخلف أمريكا عن سداد ديونها. قد يحدث ذلك، وبالتالي يصبح إقراض الأموال لأمريكا أكثر خطورة. وقد أشارت وزيرة الخزانة يلين إلى ذلك في رسالتها إلى الكونجرس: "الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لتعليق أو زيادة حد الدين يمكن أن يسبب ضرراً خطيراً للأعمال وثقة المستهلك، ويرفع تكاليف الاقتراض قصير الأجل لدافعي الضرائب، ويؤثر سلباً على التصنيف الائتماني". في أمريكا في الواقع، لقد رأينا بالفعل زيادة تكاليف اقتراض وزارة الخزانة بشكل كبير للأوراق المالية التي المستحقة في أوائل حزيران/يونيو. وقد حذر مكتب الميزانية في الكونجرس من أنه إذا ظل حد الدين دون تغيير، "فهناك خطر كبير أنه في مرحلة ما في الأسبوعين الأولين من شهر حزيران/يونيو، ولن تكون الحكومة قادرة على سداد جميع التزاماتها"، وأضاف أن مدفوعات الديون الحكومية "ستظل غير مؤكدة طوال شهر أيار/مايو، حتى لو نفدت الأموال من وزارة الخزانة في نهاية المطاف في أوائل حزيران/يونيو". لذا فإن الأمريكيين العاديين يخسرون، حيث سيتعين عليهم دفع المزيد مقابل الغذاء والضروريات الأساسية الأخرى بينما يقاتل السياسيون من أجل المصالح الشخصية. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير د. عبد الله روبين
  9. مع الحديث الشريف العقود والمعاملات والأقضية قبل قيام الخلافة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى أبو داوود في سننه قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى مَا قُسِمَ لَهُ وَكُلُّ قَسْمٍ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الْإِسْلَامِ قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ: (كُلّ قَسْم): مَصْدَر أُرِيدَ بِهِ الْمَال الْمَقْسُوم. (قُسِمَ): بِصِيغَةِ الْمَجْهُول قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِيهِ بَيَان أَنَّ أَحْكَام الْأَمْوَال وَالْأَسْبَاب وَالْأَنْكِحَة الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّة مَاضِيَة عَلَى مَا وَقَعَ الْحُكْم مِنْهُمْ فِيهَا فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة لَا يُرَدّ مِنْهَا شَيْء فِي الْإِسْلَام، وَأَنَّ مَا حَدَثَ مِنْ هَذِهِ الْأَحْكَام فِي الْإِسْلَام، فَإِنَّهُ يُسْتَأْنَف فِيهِ حُكْم الْإِسْلَام اِنْتَهَى. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ. قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه: وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا: قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا} فَأَمَرَهُمْ بِتَرْكِ مَا لَمْ يَقْبِضُوا مِنْ الرِّبَا، وَلَمْ يَتَعَرَّض لِمَا قَبَضُوهُ، بَلْ أَمْضَاهُ لَهُمْ. وَكَذَلِكَ الْأَنْكِحَة لَمْ يَتَعَرَّض فِيهَا لِمَا مَضَى، وَلَا لِكَيْفِيَّةِ عَقْدهَا، بَلْ أَمْضَاهَا وَأَبْطَلَ مِنْهَا مَا كَانَ مُوجِب إِبْطَاله قَائِمًا فِي الْإِسْلَام، كَنِكَاحِ الْأُخْتَيْنِ وَالزَّائِدَة عَلَى الْأَرْبَع فَهُوَ نَظِير الْبَاقِي مِنْ الرِّبَا. وَكَذَلِكَ الْأَمْوَال لَمْ يَسْأَل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا بَعْد إِسْلَامه عَنْ مَاله وَوَجْه أَخْذه، وَلَا تَعَرَّضَ لِذَلِكَ. وَهَذَا أَصْل مِنْ أُصُول الشَّرِيعَة يَنْبَنِي عَلَيْهِ أَحْكَام كَثِيرَة. أحبّتنا الكرام: في هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية تعامل الدولة الإسلامية مع الأقضية والعقود والمعاملات التي أبرمت في الجاهلية ... وهو حكم ينطبق على الأقضية والعقود والمعاملات التي تبرم اليوم وفق الأحكام الوضعية في غياب أحكام الشرع الحنيف ... وستتعامل معها دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله وفق ما أرشد إليه الحديث الشريف وأمرت به الآية الكريمة: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا}، فهذا ما فعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين أقام الدولة الأولى للإسلام في المدينة فهو لم ينقض معاملات الجاهلية وعقودها وأقضيتها عندما أصبحت دارهم دار إسلام، فهو صلى الله عليه وسلم بعد الفتح لم يعد إلى داره في مكة التي هاجر منها لأن ابن عمه عقيل بن أبي طالب كان قد ورث وفق قانون قريش دور عَصَبَتِهِ الذين أسلموا وهاجروا، وتصرف بها وباعها ومن ضمنها دور الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينقض ذلك البيع، بل أقره والتزم به فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ - فِي حَجَّتِهِ – قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ كما أنه لم ينقض عقود الزواج التي كان عقدها الأزواج المسلمون قبل إسلامهم، سواء منهم المهاجرون أو الأنصار، بل أقرها بعد إسلامهم بل إنه لما أسلم صهره أبو العاص زوج ابنته زينب، وكانت زينب قد أسلمت وهاجرت قبله ردها إليه على عقد الزواج الأول الذي تم في الجاهلية وقبل إسلامهما روى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ. وعليه فإن العقود والمعاملات والأقضية التي أبرمت وانتهى تنفيذها قبل قيام الخلافة تعتبر صحيحة بين أطرافها حتى انتهاء تنفيذها قبل الخلافة ولا ينقضها قضاء الخلافة ولا يحركها من جديد وكذلك لا تقبل الدعاوى حولها من جديد بعد قيام الخلافة، إلا أنه يستثنى من ذلك ثلاث حالات هي: 1- إذا كان للقضية التي أبرمت وانتهى تنفيذها أثر مستمر يخالف الإسلام لقوله تعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا} فالرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع الربا المتبقي على الناس بعد أن أصبحوا في الدولة الإسلامية، وجعل لهم رؤوس أموالهم روى أبو داوود عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ كُلَّ رِبًا مِنْ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ". كذلك من كانوا متزوجين فوق أربع حسب قوانين الجاهلية فإنهم بعد إقامة الدولة الإسلامية ألزموا بالإمساك على أربع فقط ومفارقة الباقيات، روى الترمذي في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَخَيَّرَ أَرْبَعًا مِنْهُنَّ وهكذا فإن العقود التي لها أثر مستمر مخالف للإسلام فإن هذا الأثر يزال وجوباً عند قيام الخلافة. 2- إذا كانت القضية تتعلق بمن آذى الإسلام والمسلمين... لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة أهدر دم بضعة أشخاص كانوا يؤذون الإسلام والمسلمين في الجاهلية. فقد روى النسائي في سننه عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَقَالَ اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. علماً بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإسلام يجب ما قبله» رواه أحمد والطبراني عن عمرو بن العاص، أي أن من آذى الإسلام والمسلمين مستثنى من هذا الحديث. وحيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عفا عن بعضهم فيما بعد كعفوه صلى الله عليه وسلم عن عكرمة بن أبي جهل؛ لذلك يجوز للخليفة أن يحرك القضية على هؤلاء أو يعفو عنهم. وهذا ينطبق على من كان يعذب المسلمين لقولهم الحق أو يطعن في الإسلام، فإنه لا يطبق عليهم حديث «الإسلام يجب ما قبله»، بل إنهم مستثنون من هذا، وتحرك القضية عليهم وفق ما يراه الخليفة. 3- إذا كانت تتعلق بمال مغصوب قائم بيد غاصبه: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل دعوى شخص على آخر اتهمه فيها باغتصاب أرض له في الجاهلية، ولم يرد الدعوى. روى مسلم في صحيحه عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي أَرْضٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِنَّ هَذَا انْتَزَى عَلَى أَرْضِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عِبْدَانَ قَالَ: بَيِّنَتُكَ قَالَ لَيْسَ لِي بَيِّنَةٌ قَالَ يَمِينُهُ قَالَ إِذَنْ يَذْهَبُ بِهَا قَالَ: لَيْسَ لَكَ إِلَّا ذَاكَ قَالَ فَلَمَّا قَامَ لِيَحْلِفَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ اقْتَطَعَ أَرْضًا ظَالِمًا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" وعليه فكل من اقتطع أرضاً أو غصب ماشية أو مالاً مملوكاً للأفراد أو اقتطع مالا من أموال الملكية العامة أو ملكية الدولة ... وذلك غصباً، فإن الدعوى تقبل فيها. أما في غير هذه الحالات الثلاث فإن عقود ما قبل الخلافة ومعاملاتها وأقضيتها لا تنقض ولا تحرك ما دام أنها قد أبرمت وانتهى تنفيذها قبل قيام الخلافة، فمثلاً إن المحكمة لن تقبل دعوى من شخص في قضية حكم فيها عليه ظلماً، وتم تنفيذ الحكم عليه قبل قيام الخلافة، لأن القضية قد حدثت وانتهى تنفيذ الحكم فيها، وما على ذلك الشخص سوى أن يحتسب أمره لله. وأما إذا كان رجل محكوماً عشر سنوات مضى منها سنتان ثم قامت الخلافة، فهنا للخليفة أن ينظر فيها، إما بإلغاء العقوبة من أصلها فيخرج من السجن بريئاً مما نسب إليه، وإما بالاكتفاء بما مضى، أي أن الحكم الصادر عنه يعتبر سنتين ويخرج من السجن، وإما أن يُدرس الحكم الباقي ويراعى فيه الأحكام الشرعية ذات العلاقة بما يصلح الرعية، وبخاصة القضايا المتعلقة بحقوق الأشخاص، وبما يصلح ذات البين. أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  10. بيان صحفي فاقد الشيء لا يُعطيه استضافت بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء 9 و10 أيار 2023م مؤتمرها الدولي الأول لمكافحة المخدرات بحضور ممثلي ثماني دول هي: السعودية، مصر، لبنان، الأردن، الكويت، سوريا، إيران، تركيا، ومجالس ومكاتب عربية ودولية. وكما هو معتاد لم يطرح المجتمعون أية حلول؛ لأنَّهم بحثوا بعيداً عن أسباب هذه الظاهرة وانتشارها بهذا الشكل المرعب، فقد أصبح العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003م معبراً لانتقال المخدرات، ثُمَّ إلى مروّج ومستهلك! ففي إحصائية كشفت مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية عن اعتقال قرابة 17 ألف متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات، خلال العام 2022. إنَّ العراق بعد الاحتلال أصبح مشاعاً لكل من هب ودب، لا سيما أنَّ معظم الحدود والمعابر البرية وعلى طول الحدود مع إيران في الشرق، ومع سوريا في الغرب، والتي تتسرب منها أنواع مختلفة من المخدرات على مدار اليوم تسيطر عليها المليشيات المسلحة (المتهمة الأولى في ترويج المخدرات)، بل هناك مناطق تحت سيطرة هذه المليشيات، كجرف الصخر، بعد أن هُجر أهلها ومُنعوا من دخولها منذ ما يقرب من ثماني سنوات بقرار من هذه الفصائل، وظهور العديد من الروايات حول طبيعة أنشطة تلك الفصائل داخل المدينة وبساتينها الكثيفة، ومنها زراعة وتصنيع المخدرات، من دون أن يتجرأ أي مسؤول في الحكومات السابقة ولغاية الحكومة الحالية، على الدخول إلى المدينة ونفي المعلومات المتداولة عما يحصل داخلها أو تأكيدها. فأية حلول تُرجى من هكذا مجتمعين؟! والحكومة العراقية هي أعجز ما يكون عن معالجة مشكلة المخدرات المتنامية في البلاد بسبب الفساد وضعف النظام الأمني، ومثال الفساد ما نشرته العربية في 2022/2/28م: "اعتقلت السلطات الأمنية العراقية في كانون الثاني/يناير 2018 عصابة تتاجر بالمخدرات في العاصمة بغداد مكونة من ثلاثة أشخاص، أحدهم نجل محافظ النجف لؤي جواد الياسري في حينه، وكان بحوزتهم ثمانية كيلوغرامات من المواد المخدرة، وأصدر القضاء حكماً بالسجن المؤبد عليهم"، ثُمَّ: "حظي الثلاثة بعفو رئاسي في العاشر من كانون الثاني/يناير2022م، بشكل غير معلن، فيما قال ضابط رفيع في الشرطة لفرانس برس إنَّه تمَّ الإفراج "عن نجل المحافظ قبل ثلاثة أسابيع وسلمناه كافة أماناته بعد أمر رئاسي". وكتب النائب مشعان الجبوري "تم قبول استقالة محافظ النجف الأربعاء 2022/1/4 والتوصية بالعفو عن ابنه المدان بتجارة المخدرات وعصابته صدرت يوم 1/5 ومرسوم العفو الخاص عنهم صدر يوم 1/10". أيها المسلمون: إنَّ انتشار المخدرات والفواحش والشذوذ وكل أنواع الرذيلة، أساسها النظام الرأسمالي النتن وديمقراطيته العفنة، فماذا تنتظر البشرية من نظام يضعه الإنسان العاجز الناقص المحتاج، مقياس أعماله النفعية، وحرية الدين والتملك والرأي والحرية الشخصية فيه مطلقة من غير قيد؟! فهذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي أنتجها النظام الرأسمالي، لا تعالجها مؤتمرات يجتمع فيها ممثلو دول عملاء للغرب، حريصون على تطبيق حضارته، ونشر أفكاره، بل إن علاجها بقلع هذا النظام الذي أشقى البشرية، وملأ الأرض جوراً وفساداً، وإقامة نظام الإسلام العادل الذي ارتضاه الخالق عز وجل لإسعاد البشرية، فإلى العمل لهذا الفرض العظيم ندعوكم أيها المسلمون، لتعيشوا حياة كريمة في الدنيا وتنالوا رضوان ربكم في الآخرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
  11. ارتباط حياة المسلمين بالخلافة إن من يقرأ القرآن الكريم، ويتلو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقرأ سيرته، ويطلع على حياة الصحابة معه ومن بعده، ويطلع على حياة المسلمين من بعدهم… إلى ما قبل مئة سنة، نرى أن الدولة الإسلامية كانت جزءًا لا يتجزأ من الإسلام، وهي كانت حاضرة في معظم تفاصيل حياتهم، ويرتبط بها كمال دينهم وتمام نعمته، ولو عدنا إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تتناول ذكر الدولة الإسلامية مباشرة كذكر الخليفة أو أولي الأمر، أو الحكم بما أنزل الله، أو التحاكم إلى ما أنزل الله، أو حرمة التحاكم إلى الطاغوت… أو ذكر ما يتعلق بها من ذكر الجهاد والرباط والفتح والجزية… نجد أنها من الكثرة بحيث لا يمكننا حصرها؛ بينما لا نجد ذلك حاضرًا في حياة المسلمين اليوم وإن كنا نجده حاضرًا في أذهانهم. وهذا يدفعنا لأن نذكِّر المسلمين ببعض الأحاديث وارتباطها بالدولة،… فمثل هذه الأحاديث، ومثلها في القرآن، يجب على المسلم عندما يقرؤها أن تشدَّه إلى فقهها ومدى تعلُّقها بذمته، لا أن يمرَّ عليها مرور الغافلين. عن ابن عباس رضي الله عنهما قالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ» رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ» رواه البخاري. وقَالَ:” اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ» رواه البخاري… هذه أدعية دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومطلوب من المسلمين أن يدعوا بها، وفيها استنزال النصر من الله، والصبر عليه والثبات وهذا كله متعلق بمواجهة الأعداء في الجهاد الذي تقوده الدولة الإسلامية. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ. فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ. فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ. رواه البخاري. وفيه أن وفاته عليه الصلاة والسلام كانت إشارة إلى أن كمال الدين وتأييده بالنصر والفتح ونشر هذا الدين حتى يصل إلى الناس أجمعين قد أصبح متحققًا؛ وذلك بشهادة هذه السورة عليه؛ حيثربط حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر. عن خبَّاب بن الأرتِّ في حديث شكواه لرسول الله، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وإلى حَضْرَمَوْتَ، مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تستعجلون» رواه البخاري. وفيه أن دين الله الحق غالب، وسيتم الله فيه أمره بإقامة دولة الإسلام وبالنصر، وسيبسط لها في الأرض، وسينشر الأمن في ربوعها حتى لا يخاف أحد من أهلها على نفسه. وفيه دعوة للمسلمين للصبر والتحمُّل، وعدم استعجال النصر أو استبطاؤه؛ فإن النصر بقيام دولة الإسلام آتٍ، والعاقبة للمتقين. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا». يَعْنِى قُسْطَنْطِينِيَّةَ» رواه أحمد. وفيه تبشير للمسلمين بالدولة الإسلامية التي يرتبط بها الفتح. والقسطنطينية وروما هما عاصمتا النصرانية (الروم والكاثوليك) وفي هذا دلالة واستبشار على سيادة دولة الإسلام واتساع رقعتها وهيمنتها عالميًّا. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» وفِي رواية: أَن أبا هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ» رواه مسلم. هذا الحديث فيه شكل من أشكال التمكين لهذه الأمة؛ حيث ينزل مقررًا للإسلام ويرفض الجزية، ويذكر أن للمسلمين إمام منهم. ونقل الحافظ في الفتح عن بعضهم: قال: معنى قوله: «وإمامكم منكم» يعني: أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل. عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعْطِيكُمْ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ فِيمَا بَيْنَ يَثْرِبَ وَالْحِيرَةِ، أَوْ أَكْثَرَ، مَا يُخَافُ عَلَى مَطِيَّتِهَا السرَقُ» رواه الترمذي. وفيه بيان أن النصر والعطاء إنما يرتجى من الله، وحصول الأمان إنما يكون بتمدد الدولة الإسلامية وبسط سيطرتها حتى إن الظعائن، وهي المرأة على الهودج، ليسِرْنَ بلا رعب ولا مخافة. عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الغرقد فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» رواه البخاري. وفيه إثبات الملحمة الكبرى بين المسلمين واليهود، وتأييد الله لنا بالجمادات، وأن هذه الأمة تقوم لها دولة يؤيدها الله ويجعلها غالبة وقاضية على دولة يهود. عَن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» رواه أحمد بسند صحيح. وفيه دليل على عظمة الإسلام وقيام دولته، وفيه فضل بلاد الشام وصلاح أهلها، وانتقال حكم الإسلام إليها. عَن أم حرام بنت مِلحان رضي الله عنها «أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نام عندها، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَج (ظهر) هذا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ». أَوْ « مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ». قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ». كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ» متفق عليه. وفيه استمرار جهاد هذه الأمة ومخاطرتها بركوب البحر، وقد تحقق ما ذكره لأم سليم، وهو دليل على صحة نبوته وصدقه، وكل ذلك يكون بإعداد من الدولة الإسلامية التي تقيم جهاد البحر وتعدُّ له السفن الحربية وتسيِّر له الجيوش. عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه. وفيه استبشار بانتصار الإسلام على إمبراطوريتي الفرس والروم، وهذا لا يكون إلا بدولة إسلامية جامعة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» رواه ابن ماجة والحاكم بسند صحيح. وهذا الحديث الجامع ذكر بشكل واضح أن للمسلمين أئمة يجب أن يحكموا بما أنزل الله، وذكر أن عقوبة من لم يحكم بشرع الله في الدنيا أن يجعل بأس المؤمنين بينهم.
  12. «إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها» يوسف أبو إسلام-الأرض المباركة فلسطين يتفاوت الناس في أمنياتهم وتطلعاتهم؛ وذلك لتفاوتهم في مستوى تفكيرهم وفي نقاء أفكارهم ووعيهم. فبعض الناس لا يتجاوز في تفكيره وأمانيه المحيط الذي يحيط به، فتراه إن تمنَّى شيئًا أو طالب بشيء فإنما يطلب ما يوحيه إليه تفكيره السطحي والبسيط. فقد ذكر أهل السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أسفاره نزل عند أعرابي فأكرمه ذاك الأعرابي، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجزيه فقال له: «يا أعرابي سل حاجتك» قال: يا رسول الله، ناقة برحلها، وأعنزًا يحلبها أهلي. قالها مرتين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟». فهذا الأعرابي لم يطلب إلا ما يلزمه ضمن مستوى المعيشة التي يحياها، وهذا ما هداه اليه تفكيره البسيط؛ ولكنه، عليه الصلاة والسلام، يريد منا أن نرتقي في همتنا وتطلعاتنا. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها» فالذي يملك الوعي والأفكار النقية تجده يصوِّب أنظاره نحو الأهداف السامية، فهو ليس قصير نظر، ولا هو ممن تُسكتهم الألهيات البسيطة، والمكاسب الآنية الأنانية، فهو لا ينافس على سلطان هزيل يقام على بقعة من الأرض ليس لها حدود بحرية أو سيادة حقيقية، هكذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ساومه قومه على ما يحمل من دعوة، فعرضوا عليه ملكًا خاليًا من دعوة لا إله إلا الله فأبى، وعرضوا عليه أان يكون أغنى الناس فأبى، وعرضوا عليه الزواج من أجمل النساء فأبى. فأنظاره عليه الصلاة والسلام، كانت تتطلع نحو فارس والروم؛ ليكون هو سيد الكون بما يحمله من دين الإسلام دين الرحمة للعالمين، بينما كفار مكة كانوا يساومونه على سلطة محلية، وأموال طائلة، وما درَوا أنه في وادٍ وهم في وادٍ. وهكذا تربَّى أصحاب رسول الله، أن تكون هممهم إلى حيث تكون عزة الإسلام وسيادته؛ ولذلك كان بعض الصحابة عندما يسمعون رسول الله وهو يحدثهم عن مستقبل الإسلام، وأن هذا الدين سيظهر على الدين كله، عندما يسمعون مثل هذه البشائر النبوية، كانوا يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يليق بهممهم؛ لأنهم مقتنعون أن وعد الله وبشرى رسوله لا بد كائن مهما كان الواقع صعبًا أو ينطق بخلافه. فقد كانت هممهم عالية وكانوا ينطلقون بقوة نحو تحقيق وعد الله وبشرى رسوله بهمم تناطح الجبال وتحلِّق فوق السحاب، فقد جاء في كتاب الأموال لأبي عبيد أن تميمًا الداري قال: يا رسول الله، إن الله مظهرك على الأرض كلها، فهَب لي قريتي من بيت لحم، فقال صلى الله عليه وسلم: « هي لك، وكتب له بها» وروى قيس بن أبي حازم عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب، وإنكم ستفتحونها»، فقام رجل فقال: هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة».فقال: «هي لك»… هذا كان في السنة الخامسة للهجرة، وهذا الرجل الذي طلب ابنة بقيلة واحد من عوام المسلمين ، فطلب ما طلب معتقدًا بصحة ما سمع من الرسول متيقنًا أن ابنة بقيلة قطعًا له؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر الخبر وأعطاه إياها، في الوقت الذي كان المنافقون في المدينة يعلِّقون على قول المصطفى صلى الله عليه وسلم إنه يعدهم بفتح فارس والروم، وأخذ المنافقون ينفثون مكنون نفوسهم، ويعملون على نشر الوهن والخذلان في صفوف المؤمنين، ويُكذِّبون وعد الله ورسوله بالفتح، يقول تعالى: (وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ) [الأحزاب: 13]، وأخذوا يتندّرون بأحاديث الفتح ويَسخرون منها، وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُخبركم أنه يُبْصِر قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنتم تحفرون الخندق لا تستطيعون أن تبرزوا، قال تعالى: (وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا١٢) [الأحزاب: 12]. وكانوا يحرّضون أهل المدينة على ترك الصفوف والعودة إلى بيوتهم، ويتعذّرون بأن بيوتهم عورة، وقد فضحهم الله تعالى في قوله: (وَيَسۡتَ‍ٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا) [الأحزاب: 13]. وما هي إلا سنوات ما بلغت العشر إلا ويكتب خالد بن الوليد لأهل الحيرة كتاب أمان، فكان الذي راوده عليه عمرو بن عبد المسيح ابن بقيلة، ثم دعاهم وسألوا خالدًا الصلح فصالحهم، وكتب لهم كتابًا بالصلح، وأخذ منهم أربعمائة ألف درهم عاجلة، ولم يكن صالحهم حتى سلموا «كرامة» بنت عبد المسيح إلى رجل من الصحابة يقال له: «شويل» وذلك أنه لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قصور الحيرة كان قد طلب هذا الرجل من رسول الله أن يهبه ابنة عمرو بن عبد المسيح فوهبها له رسول الله قبل أن يتحقق الفتح، وشهد له اثنان من الصحابة. فامتنعوا من تسليمها إليه ابتداء ثم دفعوها إليه فلما خلا بها فادت نفسها بالمال منه. أيها الإخوة، فلننظر إلى هذه الهمة العالية واليقين الذي كان يتحلَّى به هذا الرجل. لقد طلب هذا الرجل طلبًا وكان متيقنًا من الحصول عليه ومعتقدًا بصحة ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ابنة بقيلة قطعًا له والمخبر صادق والمعطي كريم وصادق الوعد، بينما كان المنافقون يسخرون من المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم أنه يبصر قصور الحيرة ومدائن كسرى؛ إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَإذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبِيلِ اللهِ» وهم يحفرون الخندق ولا يستطيعون قضاء حاجاتهم. أيها الإخوة، إننا اليوم لا نزال ننتظر تحقق تلك البُشْرَيات وذلك الوعد الإلهي بعودة الخلافة من جديد، وتحرير بيت المقدس، وفتح روما كما فتحت القسطنطينية، وهذا يحتاج منا إلى اليقين بأن وعد الله وبشرى رسوله سيتحقق لا محالة، وأن تكون هممنا تتناسب مع هذا الوعد الصادق. وكما كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يزرع الأمل في نفوس المسلمين، ويرتقي بهم نحو معالي الأمور وأشرافها، فإن الواجب اليوم على حملة الدعوة وعلماء الأمة أن يقوموا بنفس الدور الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتولَّون هذه المهمة، فيزرعون الأمل فيها، ويشحنونها بطاقة العقيدة واليقين والهمة العالية والارتقاء نحو معالي الأمور، والابتعاد عن سفسافها، حتى يندفع المسلمون نحو تحقيق وعد الله وبشرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندها ستنقاد الأمة لعلمائها وحملة الدعوة فيها، تمامًا كما انقاد المسلمون أيام التتار للعلماء الذين أبَوا أن يستسلموا ويخنعوا ويرضوا بسفساف الأمور، فانقادت لهم الأمة حتى قيَّض الله لها من تولى قيادة الجيوش، فكان أن ظهر قطز رحمه الله تعالى الذي قضى على التتار في عين جالوت وطهَّر الأرض من رجسهم وأعاد الحياة للأمة بعد أن كادت أن تفنى. واليوم، ينبغي على علماء الأمة أن لا يكونوا مطايا للسلاطين، ولا أن يلهثوا خلف سفاسف الحكام، بل يجب أن يحملوا مشروع إنقاذ الأمة من اليأس، ويعيدوا فيها الأمل، ويزرعوا فيها خصلة الارتقاء نحو معالي الأمور وأشرافها، وينهضوا بها، ويخاطبوا الجيوش وأهل القوة والمنعة حتى تلتحم الدعوة والمنعة معًا ليكون الأمر جاهزًا لإعلان الخلافة من جديد. ويجب أن يقضى على أصوات النفاق والخذلان التي يعمل المنافقون والمرجفون، أصحاب السفاسف، على إشاعتها في الأمة حتى تستكين وتذل وترضى بهذا الواقع المهين، والحلول الانهزامية لقضايا الأمة ومنها قضية فلسطين، فتراهم يطالبون بالحماية الدولية، وحل الدولتين، وما شاكلها من حلول، ويغيبون الحل الجذري ألا وهو استنصار الجيوش لتقوم بواجب التحرير؛ ولكن هيهات هيهات لهذه الحلول أن تجد طريقها في الأمة ما دام أن فيها علماء مخلصين، وحملة دعوة صادقين، يحيون فيها الهمة، ويرتقون بها نحو معالي الأمور، ويُذكِّرونها بوعد الله الصادق وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالذي وعد الصحابة بالنصر وهزيمة الفرس والروم هو نفسه الذي وعدنا بالنصر وبتحرير بيت المقدس، وهو الذي وعدنا بفتح روما، وهو الذي وعدنا بحكم الأرض جميعها من مشارقهاإالى مغاربها. فمن يقول لا طاقة لنا بأمريكا ولا روسيا ويهود، نقول له: لقد قالها المنافقون زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكى عنهم القرآن بقوله:(وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَ‍ٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا ١٣)؛ ولكن ما هي الا سنوات حتى تحقق وعد الله كما وعد. فانتهت دولة فارس في معركة القادسية وانتهت دولة الروم في معركة اليرموك. ولكم أن تتخيلوا أيها الإخوة كم يومًا كان بين هاتين الهزيمتين لأعظم دولتين في ذلك الزمان. ثمان وثلاثون يومًا فقط بين الحربين، إنه وقت خيالي أن تنتصر دولة وليدة صغيرة على دول عظمى كفارس والروم !!! فمَعْرَكَةُ القَادِسِيَة أحدى معارك الفتح الإسلامي لفارس وقعت في 13 شعبان سنة ١٥هـ ، بينما معركة اليرموك بين دولة الروم والمسلمين كانت في ٥ رجب عام ١٥ هـ. أيها الإخوة، إننا متيقِّنون أن النصر قادم مهما طال الابتلاء؛ ولن نرضى إلا بفتح روما أي فتح أوروبا، ولن نرضى إلا بحكم ما زوي للنبي صلى الله عليه وسلم من الأرض، أي حكم أمريكا والصين وأوروبا وروسيا، وإن ديننا الحنيف وعقيدتنا الراسخة تدفعنا إلى الاعتقاد الجازم بأن النصر متحقَّق قريبًا باذن الله، فارفعوا سقف طلباتكم ولا تطلبوا بأقل من حكم الأرض جميعها…. ولا تقولوا لا نستطيع، لا تقولوا نصلي ونصوم ونحج ونتصدق ونربي أبناءنا ونكتفي، لا بل قولوا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي لم تمت، وسنبقى شهداء على الناس مهما كلف الأمر حتى يتحقق وعد الله. لتعرف الأمة الإسلامية أن الله قد اختارها لتقود العالم بالإسلام وعدله، فلا تفقدوا الشهادة على الناس، ولا تتطلَّعوا لسفاسف الأمور وحطام الدنيا ولعاعها، وإن من لم يكن عارفًا بقيمته عند الله ومتيقنًا بالنصر وتحقيق الوعد فلا يصلح لقيادة الناس، فأخلصوا العمل لله تعالى، ولا يغرنَّكم أصحاب المناصب والكراسي الذين انحطوا في هممهم وتطلعاتهم، فلم يعودوا يرَون إلا الحلول الانهزامية والأطروحات الغربية. إن صاحِبُ الهِمَّةِ العالِيَة هو الذي يَتَمَنى وَيَبْذُلُ الأسباب مِن أجْلِ الوُصولِ إلى ما يُريد، ولا يَكْتَفِي بِمُجَرَّدِ الأَمانِي وهو جَالِسٌ في بَيْتِهِ أو مَعَ أصْحابِه؛ فَإِنَّ الأمانيَّ الـمُجَرَّدَة، التي لا يَحْصُلُ مَعَها الأخذ بالأسْباب، لا تُجْدِي صاحِبَها شَيْئًا، وَهِيَ «رأسُ مالِ الـمُفلسين»؛ قال تعالى:(وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا١٩). وكَذلِكَ يُعْرَفُ أَهْلُ الهِمَمِ العالِيةِ وأَهْلُ النُفُوسِ الشَّريفَة مِنْ خِلالِ اهْتِماماتِهم وعَدَمِ رِضاهُم بِالدُّون؛ فَهَذا رَبيعةُ بنُ كَعْبٍ الأسْلَمِيّ -رضي الله عنه-, يقول له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «سَلْنِي يا رَبِيعَةَ أُعْطِك»، فقال: «أسْأَلُكَ مُرافَقَتَكَ في الجنة». فَلَمْ يَسْأل مِنْ متاعِ الدنيا الفانيةِ وحُطامِها شيئًا؛ لِعِظَمِ هِمَّتِهِ، وَشَرَفِ نَفْسِهِ، وعَدَمِ رِضاها إلا بالـمعالي. وها هم أهل بيعة العقبة الثانية، عندما وافقوا على نصرة رسول الله، رغم ما يترتب على هذا من نهكة الأموال والأهل والأولاد، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فما لنا إن نحن وفينا لك؟ فقال عليه السلام: لكم الجنة، فقالوا: رضينا يا رسول الله… فانظروا إلى حال هؤلاء الرجال العظام، الذين أدركوا كم هي قيمة الجنة، فهي غالية وتستحق بذل الروح والمال والأهل لأجل الفوز بها. أيها المسلمون، يا من حُمِّلتم رسالة الإسلام هدًى للناس، إن خلاصنا من هذا الذل والهوان، وهذا الهزل والانحطاط لا يكون إلا بارتقاء النظرة، ‏وعلو الهمة، والعمل الدؤوب لتحقيق النصر والتمكين بإعلاء كلمة الحق والدين والعمل مع العاملين المخلصين لإقامة هذا الدين وبيعة أمير المؤمنين بخلافة على ‏منهاج النبوة. نسألك اللهم النصر والتمكين، ونسألك معالي الأمور وأشرفها، ونعوذ بك من سفاسفها وأرذلها. والحمد لله رب العالمين.
  13. شبكة بلدي الإعلامية: مظاهرات في إدلب وريفها بسبب عمليات دهم واعتقال تنفذها "الهيئة" بلدي نيوز-إدلب (خاص) تشهد محافظة إدلب وأريافها حالة من الاستياء الشعبي، بسبب الممارسات الأمنية التي يقوم بها جهاز الأمن العام، التابع لهيئة تحرير الشام، من اعتقالات واقتحام للمنازل فجراً، دون مراعاة وجود نساء وأطفال، وترويعهم في الآونة الأخيرة. وتبع هذه الاعتقالات التعسفية والاقتحامات، حالة من الغضب والاستياء الشعبي في المناطق المحررة، حيث خرجت عدة مظاهرات تدين وتستنكر هذه الممارسات والأعمال، التي شبهها البعض بأعمال أجهزة مخابرات النظام السوري مطلع الثورة السورية. ونشر العديد من وجهاء القبائل والعشائر وقرى المناط المحررة، بيانات خلال ال 24 ساعة الماضية، أدانوا فيها تلك الممارسات، وطالبوا بالافراج عن المعتقلين، وإيقاف عمليات مداهمة المنازل من أجل الاعتقال، مشددين على أن هناك طرق استدعاء واعتقال أخرى، يمكن اتباعها، مع مراعاة عدم ترويع النساء والأطفال، وهم نيام. هذه المظاهرات والوقفات جأت عقب حملة دهم واعتقال مكثفة،نفذها جهاز الأمن العام، في هيئة تحرير الشام، ضد عدد كبير من الشخصيات والناشطين العاملين، ضمن ما يسمى بحزب التحرير، الذي يطالب بفتح الجبهات مع نظام الأسد ويعارض التطبيع معه. وبدأت حملة تحرير الشام ضد جماعة حزب التحرير في الخامس من أيار/ مايو الجاري، اعتقلت خلالها حتى الأن أكثر من 20 شخص على رأسهم "احمد عبد الوهاب"، مدير المكتب الإعلامي للحزب، و "ناصر عبد الحي وابنه عبد الحي" والمهندس "علي البيك وولديه محمد وعمر". وشارك في المظاهرات المنددة بممارسات تحرير الشام الأمنية، عدد من أهالي بلدات السحارة، وكللي، وحربنوش، ودير حسان، وأطمة شمال إدلب، ودركوش غرب إدلب، ومدينتي مارع، واعزاز، وبلدة بابكي شمال حلب. كما احتج وأدان العشرات من النشطاء والاعلاميين عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، طريقة مداهمة منازل المدنيين واقتحامها، من قبل عناصر مسلحة، تتبع لجهاز الأمن العام المنبثق عن تحرير الشام. نشط "حزب التحرير" بشكل واضح في سوريا في السنة الثانية من الثورة السورية، في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال سوريا، والذي يتبنى فكرة إحياء "الخلافة الإسلامية". وبدأ "حزب التحرير" نشاطه والتعريف عن نفسه والترويج لأفكاره الداعية للخلافة الإسلامية من خلال المظاهرات وتوزيع منشورات على المتظاهرين، وهو ما جعل الأهالي يطلقون عليه حزب المناشير كونها الطريقة الوحيدة التي نشط بها في الثورة السورية، فيما لم يشكل الحزب فصائل عسكرية تابعة له، ولم يسلح أية فصيل ويدعمه. وعارض "حزب التحرير" قتال تنظيم "داعش" رغم تكفيره لفصائل المعارضة، معتبرا قتال التنظيم تنفيذا لأجندة خارجية، كما يتهم فصائل الجيش الحر والمعارضة بالتورط بالمال السياسي، والانحراف عن أهداف الثورة السورية. ويعتبر الحزب هيئة تحرير الشام "خائنة" لإدخالها الجيش التركي إلى الشمال السوري، زاعما أنها أصبحت ذراعا لتركيا، ولاحقا عارض العملية العسكرية التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في الشمال السوري. ويعتبر "حزب التحرير" أنه لا حل في سوريا إلا بتبني "مشروع الخلافة". المصدر: شبكة بلدي الإعلامية
  14. بيان صحفي مكيدة جديدة تُحاك ضد الثورة تحتاج إلى تغول جديد من قبل مخابرات هيئة تحرير الشام أقدمت هيئة تحرير الشام يوم الأحد 2023/5/7م على اعتقال عدد من شباب حزب التحرير/ ولاية سوريا، منهم رئيس المكتب الإعلامي أحمد عبد الوهاب وعضو المكتب الإعلامي ناصر شيخ عبد الحي وعدد من الشباب حملة الدعوة في مناطق إدلب. ويأتي هذا الاعتقال من قبل مخابرات الهيئة بعد يوم واحد من اعتقال الشاب عبد الرزاق المصري أبي النور في مدينة إدلب. يُعتبر هذا التغول من مخابرات الهيئة هو الثاني لها وذلك بعد تغولها الذي كان عام 2019 الذي كانت مناسبته حينها تنفيذ مقررات مؤتمر سوتشي التي وقع عليها المعلّم التركي، واليوم يأتي هذا التغول ليعيدنا بالذاكرة لما حصل، وليؤكد أن هناك مرحلة جديدةً يراد فيها طعن الثورة بالتطبيع مع النظام المجرم والسير في الحل السياسي القاتل. وعليه كان لا بد، بنظرهم، من خفض الأصوات التي قد تقف بوجه هذه المؤامرة. ليعلم أهل الثورة أن هذا التغول ليس المقصود فيه حملة الدعوة من شباب حزب التحرير وأصحاب كلمة الحق فقط، ولكنها رسالة مفادها أن هذا سيكون مصير من يقول كلمة الحق ومن يقف أمام تنفيذهم لأوامر أسيادهم. يا أهل الثورة: إنكم مقبلون على مرحلة خطيرة من عمر ثورتكم عنوانها كما ذكرنا لكم سابقاً "التطبيع والمصالحة"، فآن لكم أن تنتفضوا وتقولوا كلمتكم تجاه ما يحدث وأن تمنعوا هذا المخطط الخبيث الذي يُحاك. إن مثل هذه الاعتقالات من قبل الظلمة لن تزيد شباب الدعوة إلا ثباتاً، ولن تثنيهم مثل هذه الأفعال عن قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكرم الله الدعوة وشبابها وأمتنا جمعاء بالفرج القريب وإقامة حكم الله في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز. المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
  15. قناة الواقية : حوار استثنائي : على خطى نظام بشار… اعتقالات بالجملة في إدلب الأحد 17 شوال 1444 هـ الموافق 07 أيار 2023م https://www.youtube.com/watch?v=0QW4FQWZFGg&ab_channel=ALWaqiyahTVقناةالواقية
  16. بيان صحفي بالرد إلى الله ورسوله ننهي الحربوليس بمفاوضات ترعاها أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين! بعد ثلاثة أسابيع من القتل والدمار تأمر أمريكا رجالها بالتفاوض في جدة بعد أن قُتل المئات وجرح الآلاف ودمرت البنى التحتية وتعطلت الحياة وشُرد الناس وهجّروا من بيوتهم يهيمون على وجوههم يحاصرهم الموت والجوع والمرض، ولم تتدخل أمريكا لتوقف الحرب إلا سويعات لإجلاء رعاياها وطاقم سفارتها وطواقم السفارات الأخرى تاركين الناس للقتل والتشريد وكأن أهل السودان لا يستحقون الحياة مثل الذين تم إجلاؤهم! إننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، وإزاء هذا الواقع نؤكد على الآتي: أولا: إن الخلاف بين الجيش والدعم السريع يجب أن يُردّ إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وليس إلى أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين، يقول الله عز وجل: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه﴾. ثانيا: إن أمريكا، رأس الكفر، لا تريد لنا خيرا، وهذا ديدن الكافرين كما قال سبحانه: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾، فكيف بنا ننتظر خيرا من مفاوضات بأمر أمريكا ورعايتها؟! ثالثا: إن الحرب الدائرة اليوم بين الجيش والدعم السريع، كما وصفها البرهان بأنها حرب عبثية، وهي كذلك، الخاسر الوحيد فيها هم أهل البلد المسلمون، والكاسب الأوحد فيها هي أمريكا، التي تريد من خلال هذه الحرب المحافظة على نفوذها في السودان، عبر العسكر، وإفشال الاتفاق الإطاري الذي يراد منه تحويل السلطة الحقيقية في السودان لعملاء الإنجليز. أما أمريكا وعملاؤها في المنطقة فهم الآن ينادون بإلحاح بإشراك الجميع في العملية السياسية بعد إيقاف الحرب، وهذا ما كانت ترفضه قوى الحرية والتغيير وتسميه "إغراقا" خوفا من تغول رجال أمريكا على السلطة. رابعا: إن عملاء أمريكا وعملاء بريطانيا جميعهم لا يهمهم إلا أن يجلسوا على الكراسي والأسياد يديرونها لهم، ولو على الجماجم والأشلاء. ختاما، فإن على الناس في السودان أن يعوا ما يحاك لهم من مؤامرات الكافرين، تنفذ بأيدي من باعوا دينهم بدنيا غيرهم من العملاء من بني جلدتنا، فنلحق بإخواننا الذين نجحت سياسات العملاء في سوريا وليبيا واليمن ومن ورائهم أسيادهم، وعلينا أن نرفض الطرفين؛ عملاء أمريكا وعملاء بريطانيا، ونعمل على إسقاطهم جميعا، وإقامة صرح الإسلام العظيم؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فننقذ بلادنا من العملاء، وننهض بها ونحفظها من كيد الكافرين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم﴾ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
  17. تعليق صحفي: الرئيس الإيراني لا يعتبر أن كيان يــهود ارتكب أخطاء تستحق الرد عليها حتى الآن! هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، بتدمير حيفا و"تل أبيب" حال ارتكبت "إســرائيل" أي أخطاء، على حد قوله، جاء ذلك في كلمة له بمناسبة يوم الجيش الإيراني، الذي تحتفل به إيران يوم 18 نيسان/أبريل من كل عام. وأضاف: "أي خطأ من الاحتـلال الإســرائيلي ستكون نتيجته تدمیر حيفا وتل أبيب وهذه الرسالة وصلتهم حتماً". في تصريحاتهم الموسمية الجوفاء التي يجترها حكام إيران عبر عقود من الزمن من قدرتهم على تدمير كيان يــهود، وأن باستطاعتهم محوه بلمح البصر، يتجلى السؤال التالي ويُلح على السامع أمام هذه الترهات الممجوجة التي تستخف بمن يسمعها ولا تحترم عقله: لماذا لا يقوم النظام الإيراني بتنفيذ تهديداته، أم أنه يعتبر أن كيان يــهود لم يرتكب خطأً بعد يستحق تحرك جحافل الجيش الإيراني؟! والواقع يلح بأسئلة ومتناقضات في سلوك النظام الإيراني الذي باتت عمالته للغرب وتنفيذه لأوامر المستعــمرين الأمريكيين جلية واضحة: فهل ارتكب أهل سوريا أخطاء فرضت على جحافل الطائفيين الإيرانيين التحرك وقتل وسحق أهل سوريا بينما لم يرتكب كيان يــهود من تلك الأخطاء خطأ واحدا يستلزم إطلاقه رصـاصة واحدة عليه؟! هل احتـلال مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعد في فكر هذا النظام العـميل خطأً يستوجب تحركا؟! هل قتـل المسلمين والتنكيل اليومي بهم واقتـحام المسجد الأقصى لا يعد خطأ يستوجب التحرك في عقلية النظام الإيراني المشبعة بالعـداء للأمة الإسلامية؟! هل قصـف كيان يــهود لمعسكرات الجيش الإيراني وقـتل جنودهم في سوريا لا يعد خطأ مباشرا يستحق الرد؟! إن جعجعات النظام الإيراني الطائفي العـميل للغرب لن تغطي على جــرائمه في حق الأمة الإسلامية، ولن تكفر عن مساعدته لأمريكا في احتلالها وتمزيقها لأفغانستان والعراق وارتكابها المجــازر التي ما زالت آثارها على جلود المسلمين وأجسادهم أمراضا وأوجاعا وعلى مدنهم هدما وتدميرا. إن النظام الإيراني المجــرم لن يقدم لقضية الأرض المباركة إلا تثبيتا لكيان يــهود عبر اعتبار وجوده رهنا بخطأ لن يحصل مطلقا حسب حسابات ذلك النظام الذي يشكل أداة دمـوية بيد أمريكا والغرب في بلادنا. إن الواجب على الأمة خلع كل هذه الأنظمة العميلة للغرب بعد أن ثبتت خيـانتهم وعمالتهم وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتنفيذ مؤامرات الغرب في بلادنا وتثبيت كيان يــهود كقاعدة متقدمة في حرب الغرب على الأمة الإسلامية. إنّ الأمة الإسلامية وهي على اعتاب استعادة سلطانها المسلوب بإقامة الخـلافة على منهاج النبوة يجب ألا تعطي الشرعية لهذه الأنظمة ويجب ألا تلقي بالا لهذه التهديدات الجوفاء، فتحرير الأرض المباركة لا يمر عبر هذه الأنظمة، فهي جزء من المشكلة وليست بوابة للحل! وآن لأهل القوة والمنعة والمخلصين من قادة الجند في جيوش الأمة اقتلاع هذه الأنظمة ومبايعة خـليفة يجيش الجيوش لتحرير الأرض المبارك من فورها، فالخطأ الذي يستوجب الرد كان من أول يوم احتل فيه المسجد الأقصى والأرض المباركة. المكتب الإعلامي لحزب التحـرير في الأرض المباركة فلسـطين 19/4/2023
  18. المشهد في اليمن لا يزال سواده حالكاً إن أي بلد في العالم لا يملك قراره السيادي يصبح ضحية وألعوبة بيد الأقوياء المسيطرين عليه والذين يملكون ويتحكمون بقراره، زد على ذلك إذا كان المتحكمون والمسيطرون لا توجد في مقاييسهم سوى قيمة واحدة يسعون لتحقيقها عند قيامهم بالأعمال وهي القيمة المادية، وهنا كيف سيكون حال هذا البلد؟ لا شك أنه سيصبح في حالة من السوء التي لا يمكن وصفها، زد على ذلك عدم وقوف البلدان المسيطرة عليه عن تحقيق القيمة المادية عند السيطرة عليه واستغلال ثرواته، بل هناك عامل آخر وهو يظهر جلياً في المشهد اليوم في بلاد المسلمين وهو أن البلدان المسيطرة والمستعمرة تحمل في طياتها العداء الكبير لأمة الإسلام الذي لا يتوقف عند نهب الثروات بل يتجاوز ذلك وهو جعل هذه البلدان منزوعة الهوية والثروة لتصبح ألعوبة وحقل تجارب لهم. إن هذا المشهد يتكرر اليوم في بلاد المسلمين؛ في العراق وليبيا وسوريا والسودان ...إلخ، وسوف نسلط الضوء على اليمن كنموذج ليعرف الناس ويحسوا بعِظم المآسي التي يعيشونها كنموذج قد يكون ليس الأكثر ألماً، فعندما يعيش الإنسان في هذا الواقع فإن إحساسه بالمأساة ليس كمن يقرأ عنه. إن الهدف من هذه المقالة ليس مجرد المعرفة فقط بل بعد المعرفة يجب أن يقوم المسلم بدوره؛ وهو أن ينفض عن ظهر أمته هذه الآلام ويأخذ على يد الظالم ويقطع يد الكافر المستعمر ليحررها من التبعية ليكون لها مقعد الصدارة بين الأمم الذي أراده لها ربها وإنقاذ البشرية جميعاً من براثن العلمانية الرأسمالية المتوحشة التي تفترس كل شيء حتى أبنائها. المشهد الأول: لمحة بسيطة على آخر الأحداث التي حصلت في الأسابيع الأخيرة حيث شهدت توقيع اتفاقية إطلاق الأسرى بين أطراف الصراع في اليمن برعاية مبعوث الأمم المتحدة، حيث تم إطلاق مئات الأسرى من الجانبين وقد قضوا في السجون فترات طويلة وصل بعضهم إلى ثماني سنوات ومنهم من كان محكوما عليه بالإعدام، ومنهم من بُلّغ أهله أنه قد مات في المعارك ولكنه فجأة يعود إليهم، ومنهم من عُذب تعذيبا شديدا على يد سجانيه، والسؤال هنا لماذا كل هذه التضحيات والمعاناة التي ألمت بهؤلاء الأسرى من الطرفين؟! هل هي لأجل سيادة الإسلام والموت في سبيله؟! هل هي للجهاد ضد الكافر المستعمر؟! وكم قتل من جنود الكفار المستعمرين؟! إن على كل من وقع عليه ألم وشدة من هذا الوضع أن يجيب على هذا السؤال. وقبل البحث عن الإجابة يجب عليه أن يدرس جيداً أعمال وأفكار وتوجهات طرفي الصراع الذي عانى من أجلهم، فهل ما يسمى بالشرعية (مؤتمر الخارج وحزب الإصلاح) أو المجلس الانتقالي أو القوات المرابطة بالساحل الغربي من يمجدون الهالك ليل نهار، وأتباع مجلس الإنقاذ بالمهرة أو الهبة الحضرمية ومؤتمر حضرموت الجامع، هل هم جمعيهم يريدون الإسلام وغايتهم تحكيم شرع الله، أم أنهم ينفذون ما يملى عليهم من السفير البريطاني إما مباشرة أو عبر الإمارات وقطر، وفوق هذا لا ينسون أنفسهم فيسرقون الأموال ويغذون أرصدتهم ويستثمرون أموال البلاد بعد نهبها في تركيا ومصر والخليج وأوروبا وأمريكا؟! وفي المقابل هل الطرف الآخر الحوثيون ومؤتمر صنعاء وهم شركاء متشاكسون يريدون الإسلام وتحكيم شرع الله وتحرير المسجد الأقصى كما يرددون في جلساتهم؟ أليس النظام الجمهوري قائماً كما هو؟ أليس الدستور علمانياً؟ أليس مجلس النواب يمارس التشريع من دون الله؟ فالحوثيون يعقدون الجلسات ويتلقون التعليمات من إيران. ألا يعرفون ويتابعون أعمال إيران ونظامها العلماني وخدماتها التي تقدمها لأمريكا في العراق وسوريا ومن قبل في أفغانستان؟ ألم يسمعوا عن صفقة إيران كونترا مع يهود؟ ألا يدركون كذبها ودجلها في خطابها منذ سنوات حول تحرير المسجد الأقصى ولم نر رصاصة واحدة تطلق على يهود قاتلهم الله؟! فإن قالوا نحن لا نتبع إيران فلماذا تم الاتفاق مع آل سعود المجرمين العملاء بعد إصلاح العلاقة بينهم وبين إيران، أليس هذا دليلا واضحا على تبعيتهم لإيران؟ أما مؤتمر الداخل فتصله التعليمات من بريطانيا عبر الإمارات ولهم دور مرسوم ومعروف وهو الحصول على نصيب مع الحوثيين في أي تسوية، ودورهم هو الحفاظ على حصة لبريطانيا من حصة الحوثيين والتجسس على الحوثيين وصنع الفخاخ والعراقيل للحوثيين من تحت الستار. هذا المشهد الأسود مستمر من حيث إن ملف الأسرى لم يتحلحل بشكل كامل بل منهم من قتل في السجن ومنهم المفقودون ومنهم من لم تدخل أسماؤهم في صفقة الأسرى نهائيا مثل الأسرى المعتقلين من قبل القوات الإماراتية، وأيضا الاعتقالات لا زالت إلى اليوم مستمرة في بعض المناطق فكيف يطلقون أسرى ويعتقلون آخرين؟! أما بقية الملفات فالملف الاقتصادي الذي قسم إلى ملفات من فتح المنافذ والمطارات إلى ملف البنك والعملة إلى ملف الرواتب وإيرادات الثروات النفطية، والملف الإنساني ومنه الأسرى والمفقودون وفتح المعابر بين مناطق السيطرة لم يكتمل بعد، وإلى الملف السياسي الأكثر صعوبة، فالمشكلة الواحدة يحولها النظام الرأسمالي إلى مشاكل متعددة. أما المشهد الثاني: فهو سوء الحال الذي أوصلت أطراف الصراع أهل اليمن إليه من سوء الرعاية وانعدام تام للخدمات الأساسية في الكثير من المناطق، ونحن نتكلم عن الخدمات الأساسية وليس الكمالية؛ فالأمن منعدم والقتل مستحر حتى في يوم العيد لم يسلم أحد الخطباء وهو محسوب على حزب الإصلاح في محافظة شبوة مديرية بيحان من القتل بعد أدائه لصلاة وخطبة العيد حيث باشره القتلة بالقتل. أما الكهرباء في مناطق المجلس الرئاسي في عدن وتمثل عاصمتهم فهي في انقطاع مستمر حتى إنهم لم يراعوا الشهر الفضيل فيستحيوا من الله ومن عباده في شهر الصيام، وبقية الخدمات حدث ولا حرج فلا تعليم سوي، ولا قضاء ينصف المظلوم، ولا مياه صالحة للشرب ومتوفرة، ولا طرقات معبدة بل ما تحصده حوادث السير في كل اليمن يقارب ما تحصده الحروب، أما البطالة فقد وصلت مبلغاً عظيما فالكثير من الناس لا يجد أمامه إلا طرقاً مهلكة. وأما القتال ففي صفوف المتصارعين أو الهجرة لخارج البلد وبالذات لدول الجوار وفيها يلاقون من الويلات من قوانين حكام آل سعود الظلم والضيم، أما الفقر والفاقة التي وصل لها الناس فقد سطره مشهد الموت في منطقة باب اليمن في العاصمة صنعاء حيث أعلن عن وفاة أكثر من 80 شخصاً وهم يتزاحمون للحصول على مبلغ لا يتجاوز 20 دولاراً في آخر أيام الشهر الفضيل ومن هؤلاء الثمانين من هو في ريعان الشباب ومنهم المدرسون والعسكر والموظفون الذين انقطعت رواتبهم فذهبوا يتحسسون ما يسد رمقهم بعد الإفطار مباشرة للوقوف في الصفوف المتزاحمة فلقوا الله وهم بهذه الحالة من الفقر والفاقة يشكون سوء الرعاية من قبل الحكام العملاء الذين يتنعمون بالثروة ويقتاتون على دمائهم وأرواحهم. إن المشهد حقا محزن مؤلم ولن تخرج الأمة مما هي فيه اليوم إلا بعودة القرار بيدها فتنفض عنها كل عميل من الحكام وتتصدر المشهد فيعود أبيض ألقاً وينشر نور عدل الإسلام في ربوع الدنيا بعدما ملأته الرأسمالية والاشتراكية قبلها سواداً، وهذا لن يكون إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية، ولهذه الغاية العظيمة يعمل حزب التحرير. قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن
  19. بيان صحفي المرأة المسلمة في اليمن تُترك لتأكلها الكلاب الضالة بدون الخلافة (مترجم) أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية مؤخراً تحديثاً حول وضع المرأة اليمنية من خلال سرد قصة أم عادل، التي تعيش في صنعاء. وأوضحت أنها تواجه صراعاً يومياً في التنقل في الشوارع الخلفية الخطرة للعودة إلى المنزل حيث تمتلئ المنطقة بالكلاب البرية الجائعة التي تهاجم الناس بشكل عشوائي وغالباً ما تكون مصابة بداء الكلب. ونُقل عنها قولها: "في كل خطوة أقوم بها، قلبي يرتجف لأنني أخاف من الكلاب التي تهاجمني... لا توجد أضواء وجميع المنازل مغلقة، لذلك لن يساعدني أحد، أحاول المشي ببطء وبهدوء حتى لا تسمعني الكلاب". إنها تمثل واحدة فقط من ملايين النساء اللواتي وقعن في 8 سنوات من هذه الحرب بالوكالة التي خاضتها السعودية وإيران نيابة عن سيدتهم أمريكا كطرف، والإمارات نيابة عن سيدتها بريطانيا كطرف آخر، واللتين تتصارعان على النفوذ والسلطة في اليمن. وصفت الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها من أسوأ الأزمات في العالم، حيث يحتاج ثلثا السكان - حوالي 21.6 مليون شخص - إلى شكل من أشكال المساعدة في عام 2023. ومع مقتل الكثير من الرجال في الحرب، فإن آلاف النساء المسلمات هنّ ربات بيوت يكافحن لتغطية نفقاتهنّ. وقد أدى انعدام القانون والانهيار الكامل للخدمات المالية والمجتمعية إلى خسائر فادحة في السكان، وخاصةً النساء والأطفال. في منزل أم عادل الصغير، ممتلكات مكدسة على الأرض وعلى التراب، كلّ ما تملكه في أكياس، وهي جاهزة للنقل في أي لحظة إذا اضّطرت هي وأطفالها الأربعة إلى المغادرة مرةً أخرى. لا يوجد أثاث، لذلك تنام الأسرة على البطانيات على الأرض. كما أن السلال الغذائية التي تقدمها الجمعيات الخيرية تعاني من نقص أيضاً. لم تحصل أم عادل إلاّ على طرد واحد، رغم أنها حاولت تسجيل نفسها لاستلامها عدة مرات. تقول: "يجب أن أجد حطباً لإشعال النار حتى أتمكن من طهي الأرز". "معظم الطعام الذي نأكله غير ناضج، هذا كل ما يمكنني العثور عليه، ابني مريض، يعاني من تشنجات، ولا يمكنني شراء الدواء له أيضاً". كم سنة ستعيش أخواتنا يأكلن أوراق الشجر وخشاش الأرض النيئة ويشاهدن أطفالهن يموتون من الجوع والأمراض التي سببتها هذه الحرب العبثية؟! كم عدد أخواتنا اللائي أصبحن أرامل أو لاجئات بسبب الحروب بالوكالة التي تهدّد حياتهن وحياة أطفالهن وأسرهن ومعيشتهن؟! نحن كأمة نرفض ظروفهم وندعو جميع المسلمين إلى رفع أصواتهم حتى يقولوا لا مزيد لهذه المعاناة! نطالب بوقف تدخلات الدول الاستعمارية في بلادنا واستخدامها المسلمين بيادق في ألعابها السياسية، والذين يمكن نبذهم وذبحهم في نزوة على أساس مصالح تلك الدول السياسية والاقتصادية! نخشى من محاسبة الله الذي يوجب علينا العمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي هي ولي المسلمين ودرعهم، حتى يتمّ تكريم جميع أخواتنا المسلمات في العالم، ورعايتهن كما أمر الله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾. القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
  20. تحرير فلسطين مرهون بتحرير جيوش المسلمين الجميع سمع ويسمع وشاهد ويشاهد جرأة يهود أعداء الله في فلسطين. مشاهد متكررة لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات والاعتداء على الحرمات والمصلين في أولى القبلتين وثالث الحرمين. يحدث هذا كله في شهر رمضان الفضيل كرسالة من كيان يهود إلى كل المسلمين في العالم وليس فقط لأهل فلسطين أو العرب، مفادها أنهم يفعلون الأفاعيل في مقدساتنا وفي المسجد الأقصى دون أن يلقوا بالا لملياري مسلم لأنهم يدركون أنه لن يكون هناك تهديد حقيقي لهم. من أين استمد كيان يهود هذه الجرأة ولم هذا التحدي؟ لقد أمن يهود العقوبة فأساؤوا الأدب. هم ببساطة يعلمون أن حكام المسلمين كلهم متآمرون على قضية فلسطين، وهم أصلا متآمرون على شعوبهم، فهم أولياء للدول الاستعمارية. أي أنه لولا أن الغرب بقيادة أمريكا، وحكام المسلمين يحمونهم لما تجرؤوا على فعلتهم هذه. وصدق الله سبحانه حين قال فيهم: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾. هل هذه الجرائم التي يقوم بها كيان يهود معزولة عن حالة العصيان المدني التي يعيشها بسبب التغييرات القضائية التي تريد حكومة اليمين بقيادة نتنياهو فرضها؟ لا شك أن توقيت اعتداء كيان يهود على المسجد الأقصى هو لتصدير الأزمة التي تمر بها حكومة نتنياهو، فهي بحاجة لمخرج مناسب يعيد الحياة المدنية في الكيان إلى حالتها الطبيعية، فلا بد من القيام بحالة تصعيدية مع مسلمي فلسطين خصوصا غزة أو في جنوب لبنان وخصوصا بعد أن أحبطت أمريكا مخطط نتنياهو في تصدير الأزمة إلى إيران بعد الزيارة العاجلة لوزير الدفاع الأمريكي وغيره من المسؤولين لكيان يهود. لا شك أن الحل لجرائم كيان يهود بحق المقدسات وأهل فلسطين هو اقتلاعه من جذوره. وبالتالي يكون الحل هو بيد القادرين على فعل ذلك وهم جيوش المسلمين، وليس بيد المقاومين من أهل فلسطين. السؤال المهم: لماذا يتوجب على الحركات المقاومة في داخل فلسطين التصدي لما يقوم به كيان يهود من إجرام واعتداءات في فلسطين بينما يتوفر لدى الأمة الإسلامية أكثر من خمسين جيشاً؟! ما الذي يجعل كل هذه الجيوش رابضة في ثكناتها، عاطلة عن القيام بأعبائها ومسؤولياتها أمام الأمة وأمام الله عز وجل؟! ما الذي حول هذه الجيوش من جيوش فعالة منتجة حامية للمسلمين وأراضيهم وثرواتهم إلى أن تصبح جيوشا خاملة كسولة مستهلكة لثروات الأمة وخانعة لأعدائها؟! إنهم حكام المسلمين الذين يكبلون الجيوش ويفسدونها استجابة لأعداء الأمة الغربيين المستعمرين الذين أنشأوا كيان يهود ورعوه. إن هذه الجيوش يجب أن تنتفض على حكامها وتتبرأ منهم ومن عمالتهم للغرب، إنها قادرة على أن تحرر الأمة كاملة وليس فلسطين وحدها. إن هذه الجيوش قادرة على إرجاع السلطان للأمة، وهذا هو دور الجيوش اليوم. فلا يجوز أن تبقى مشلولة مكبلة رابضة في ثكناتها متفرجة على ما يحدث لأهلنا ومقدساتنا في فلسطين. قال تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وعن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما، عَن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «عَلى المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طاعَةَ» متفقٌ عَلَيْهِ. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير د. فرج ممدوح
  21. بيان صحفي احذروا محاولات صنع "إسلام بريطاني" و"عيد بريطاني" (مترجم) للمؤسسة العلمانية في بريطانيا سجل حافل في التشهير بالإسلام والمسلمين آملين عبثاً أن يبتعد الناس عنه. لكن الحمد لله فإنه هدى الكثير من الناس في بريطانيا لرؤية ما وراء خططهم واعتناق الإسلام في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾. مثل هذا الفشل يملأ قلوب العلمانيين بالكراهية، لذا فهم يبتكرون خططاً جديدة لمنع الدعوة إلى الإسلام، لأنهم يعلمون جيداً أن هذه الدعوة ستستمر في فضح طريقة عيشهم العلمانية الفارغة. إنهم يريدون على وجه الخصوص إضعاف الرابطة الإسلامية التي يشترك فيها المسلمون في بريطانيا مع الأمة عالمياً. إنهم يريدون أن يصرفوا عقولنا بعيداً عن إخواننا، حتى يضعف اهتمامنا بشؤونهم، بل ونستبدل بهذا الاهتمام التفكير في قضايانا المحلية فقط. يحزنهم كثيرا عندما يتحدث المسلمون عن الأمة ويرفضون المشاركة في وحدة محلية أو إقليمية أو قومية. جزء من هذه الخطة هو خداع المسلمين لتبني إسلام بريطاني تجاري، مع عيد بريطاني يتحدد برؤية بريطانية للقمر؛ بعيداً عن العيد الذي يحتفل به جميع المسلمين عالمياً وفقاً لرؤية قمر واحد في أي مكان في العالم. فقد نشر موقع الحكومة البريطانية هذا العام وثيقة تؤكد على أي المدن البريطانية التي يمكن رؤية الهلال الجديد منها يوم الخميس 20 نيسان/أبريل. وعلى الرغم من أن النص بالخط الصغير في الوثيقة يذكر عدداً من الأماكن التي سيظهر فيها الهلال الجديد، إلا أن التركيز على المدن البريطانية ترك بعض المسلمين في حيرة من أمرهم. بل تم تداول تصريحات على الإنترنت تفيد بأن يوم الجمعة لا يمكن أن يكون عيداً. لذلك ننتهز هذه الفرصة لتذكير المسلمين في بريطانيا بأن هناك قمراً واحداً وأن هناك أمة مسلمة واحدة. لذا فإن رؤية شرعية واحدة تكفي للعالم أينما كانت تلك الرؤية. قال رسول الله ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ». رواه البخاري. إذا تمت رؤية شرعية للقمر في أي مكان في العالم يوم الخميس فيتعين على جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم الإفطار والاحتفال بالعيد يوم الجمعة. وإذا لم تتم رؤيته في أي مكان في العالم فيجب علينا جميعاً أن نصوم يوم الجمعة، ثم نحتفل بالعيد صباح يوم السبت. ندعو المسلمين إلى الالتزام بشريعة الله، والبقاء موحدين مع أمة محمد عليه الصلاة والسلام العالمية، والاحتفال بالعيد مع المسلمين في جميع أنحاء العالم. من الواجب تذكير المسلمين بأنهم جزء من أمة عالمية، وتحذيرهم من محاولات استبدال هذه الوحدة المحلية بالوحدة العالمية، مهما كانت المزايا والأعذار المقدمة. كما أنه من الواجب فضح مخططات المستعمرين الذين قسموا الأمة إلى أكثر من 50 دولة علمانية، لكل منها حاكم عميل يعمل على إبقاء الأمة مجزأة وبعيدة عن تحقيق كامل طاقاتنا كأمة موحدة تضم ما يقرب من ملياري مسلم.
  22. الحكم بما أنزل الله: عبادة واستخلاف (إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ) إن حياة المسلمين يجب أن تقوم على عبادة الله حصرًا. فالمسلم يؤمن إيمانًا جازمًا أن الله هو الذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره، وأنه مخلوق لغاية واحدة هي عبادة الله ويتبعها تعبيد الناس لله رب العالمين، وهذه العبادة لا يمكن أن تتحقق كاملة من غير وجود دولة إسلامية تقوم بما أناطه الشرع بها، وبحيث لا يجوز أن يقوم بها غيرها، فهي إن وجدت الدولة طبقت وإن لم توجد تعطلت… وهذا الذي عليه الإسلام من أن دينهم دين حكم وتشريع وجهاد ،كما هو دين عبادات وأخلاق ومطعومات… نلمسه في آيات الله تعالى؛ ولكن من غير أن يحرِّك المسلمين، وعلمائهم خاصة، إلى أنه واجب عليهم، إن خلت الحياة من أحكام الله بسبب غياب الدولة الإسلامية، أن يقيموها ليقيموا الدين كله بها. وهذه طائفة من آيات الله التي تأمر بالحكم بما أنزل الله، وتصف من يريد التحاكم لغير الله بالضلال، والمسلمون إن لم يفطنوا لهذا فهم عند الله من المؤاخذين؛ لأن ذمتهم متعلقة به، وسوف يسألون عنه يوم القيامة، إن خيرًا كان أو شرًّا. – قال تعالى:(إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ)[يوسف:40] وفيه إن الحكم والتحاكم من العبادة، فالآية تحصر الحكم في الله عز وجل، فلا يجوز لأحد أن يطلب الحكم من غير الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال بعدها: أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ؛ وذلك يدل أن التحاكم إليه عبادة يجب أن تصرف لله وحده. – قال سبحانه: (وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ) [ البقرة:213]. وفي هذه الآية يبين الله سبحانه وتعالى مهمة الأنبياء، كل الأنبياء، في تعبيد الناس لله إنما تكون بالحكم بما أنزل حصرًا، والنبي منهم، خاصة وأن دين الإسلام هو دين تشريعي إنساني عالمي ماض حكمه إلى قيام الساعة. – وقـال تعالى: (إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ)[النساء:105]. وهذا يعني أن الحكم بالإسلام هو حكم بين الناس في مسائل النزاع والاختلاف: في الدماء والأعراض والأموال وسائر الحقوق، وجميع مسائل الأحكام، وتكون على الطريقة الاجتهادية التي أقرها الشرع. – وقال عزَّ من قائل: (إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُون٥١) [النور:47] وهذا يعني أن المؤمنين مدعوون ليحكم بينهم بالإسلام، والواجب عليهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا طاعة تامة سالمة من الحرج، وحصر الله سبحانه الفلاح بذلك. – وقال عزَّ وجلَّ: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا ٥٩ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا ٦٠ وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ٦١ فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا) [النساء:59-62]. والمقصود بطاعة أولي الأمر هم الولاة على الناس من الأمراء والحكام والعلماء، فإنه لا يستقيم أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم فيما أمروا به من طاعة. ويعجب الله من حالة المنافقين الذين يزعمون أنهم آمنوا ومع هذا يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وهو الحكم بغير شرع الله، فكيف يجتمع هذا والإيمان؟! فالإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت فهو كاذب في ذلك وهذا من إضلال الشيطان (تفسير السعدي) – وقال جلَّ ثناؤه: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا٦٥) [النساء:65]. يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: «يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يُحَكِّمَ الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له ظاهرًا وباطنًا» (تفسير ابن كثير). ويقول ابن القيم عن هذه الآية: «أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسمًا مؤكدًا بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكِّموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضًا حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم وعدم المنازعة وانتفاء المعارضة والاعتراض» (البيان في أقسام القرآن ص 270). –قال تعالى: (وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ)(ٱلظَّٰلِمُون)(ٱلۡفَٰسِقُونَ) فاحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر الذين وصفهم القرآن بالكافرين والظالمين والفاسقين بحسب أحوالهم التي يكونون عليها من الإعراض عن حكم الله، وهي كلها أوصاف ذم. وهي لعمومها متعلقة بالمسلمين من غير أن تخرجهم عن الملة إلا إذا قاموا بها اعتقادًا منهم. والآن، هذه طائفة من الآيات التي تبين أن الحكم بما أنزل الله هو استخلاف، وأن الحاكم الذي يحكم بما أنزل الله هو خليفة. –(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ٣٠) [البقرة: 30]. –(يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ٢٦) [ص: 26]. –(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡ‍ٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ٥٥) [النور: 55]. –(عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ) [الأعراف: 129]. –(وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ) [الأعراف: 69]. –(وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ) [الأعراف: 74]. –(أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ) [النمل: 62]. – (وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ ١٦٥) [الأنعام: 165]. –(هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا٣٩) [فاطر: 39].
  23. ارتباط حياة المسلمين بالخلافة إن من يقرأ القرآن الكريم، ويتلو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقرأ سيرته، ويطلع على حياة الصحابة معه ومن بعده، ويطلع على حياة المسلمين من بعدهم… إلى ما قبل مئة سنة، نرى أن الدولة الإسلامية كانت جزءًا لا يتجزأ من الإسلام، وهي كانت حاضرة في معظم تفاصيل حياتهم، ويرتبط بها كمال دينهم وتمام نعمته، ولو عدنا إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تتناول ذكر الدولة الإسلامية مباشرة كذكر الخليفة أو أولي الأمر، أو الحكم بما أنزل الله، أو التحاكم إلى ما أنزل الله، أو حرمة التحاكم إلى الطاغوت… أو ذكر ما يتعلق بها من ذكر الجهاد والرباط والفتح والجزية… نجد أنها من الكثرة بحيث لا يمكننا حصرها؛ بينما لا نجد ذلك حاضرًا في حياة المسلمين اليوم وإن كنا نجده حاضرًا في أذهانهم. وهذا يدفعنا لأن نذكِّر المسلمين ببعض الأحاديث وارتباطها بالدولة،… فمثل هذه الأحاديث، ومثلها في القرآن، يجب على المسلم عندما يقرؤها أن تشدَّه إلى فقهها ومدى تعلُّقها بذمته، لا أن يمرَّ عليها مرور الغافلين. عن ابن عباس رضي الله عنهما قالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ» رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ» رواه البخاري. وقَالَ:” اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ» رواه البخاري… هذه أدعية دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومطلوب من المسلمين أن يدعوا بها، وفيها استنزال النصر من الله، والصبر عليه والثبات وهذا كله متعلق بمواجهة الأعداء في الجهاد الذي تقوده الدولة الإسلامية. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ. فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ. فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ. رواه البخاري. وفيه أن وفاته عليه الصلاة والسلام كانت إشارة إلى أن كمال الدين وتأييده بالنصر والفتح ونشر هذا الدين حتى يصل إلى الناس أجمعين قد أصبح متحققًا؛ وذلك بشهادة هذه السورة عليه؛ حيثربط حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر. عن خبَّاب بن الأرتِّ في حديث شكواه لرسول الله، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وإلى حَضْرَمَوْتَ، مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تستعجلون» رواه البخاري. وفيه أن دين الله الحق غالب، وسيتم الله فيه أمره بإقامة دولة الإسلام وبالنصر، وسيبسط لها في الأرض، وسينشر الأمن في ربوعها حتى لا يخاف أحد من أهلها على نفسه. وفيه دعوة للمسلمين للصبر والتحمُّل، وعدم استعجال النصر أو استبطاؤه؛ فإن النصر بقيام دولة الإسلام آتٍ، والعاقبة للمتقين. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا». يَعْنِى قُسْطَنْطِينِيَّةَ» رواه أحمد. وفيه تبشير للمسلمين بالدولة الإسلامية التي يرتبط بها الفتح. والقسطنطينية وروما هما عاصمتا النصرانية (الروم والكاثوليك) وفي هذا دلالة واستبشار على سيادة دولة الإسلام واتساع رقعتها وهيمنتها عالميًّا. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» وفِي رواية: أَن أبا هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ» رواه مسلم. هذا الحديث فيه شكل من أشكال التمكين لهذه الأمة؛ حيث ينزل مقررًا للإسلام ويرفض الجزية، ويذكر أن للمسلمين إمام منهم. ونقل الحافظ في الفتح عن بعضهم: قال: معنى قوله: «وإمامكم منكم» يعني: أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل. عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعْطِيكُمْ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ فِيمَا بَيْنَ يَثْرِبَ وَالْحِيرَةِ، أَوْ أَكْثَرَ، مَا يُخَافُ عَلَى مَطِيَّتِهَا السرَقُ» رواه الترمذي. وفيه بيان أن النصر والعطاء إنما يرتجى من الله، وحصول الأمان إنما يكون بتمدد الدولة الإسلامية وبسط سيطرتها حتى إن الظعائن، وهي المرأة على الهودج، ليسِرْنَ بلا رعب ولا مخافة. عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الغرقد فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» رواه البخاري. وفيه إثبات الملحمة الكبرى بين المسلمين واليهود، وتأييد الله لنا بالجمادات، وأن هذه الأمة تقوم لها دولة يؤيدها الله ويجعلها غالبة وقاضية على دولة يهود. عَن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» رواه أحمد بسند صحيح. وفيه دليل على عظمة الإسلام وقيام دولته، وفيه فضل بلاد الشام وصلاح أهلها، وانتقال حكم الإسلام إليها. عَن أم حرام بنت مِلحان رضي الله عنها «أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نام عندها، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَج (ظهر) هذا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ». أَوْ « مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ». قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ». كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ» متفق عليه. وفيه استمرار جهاد هذه الأمة ومخاطرتها بركوب البحر، وقد تحقق ما ذكره لأم سليم، وهو دليل على صحة نبوته وصدقه، وكل ذلك يكون بإعداد من الدولة الإسلامية التي تقيم جهاد البحر وتعدُّ له السفن الحربية وتسيِّر له الجيوش. عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه. وفيه استبشار بانتصار الإسلام على إمبراطوريتي الفرس والروم، وهذا لا يكون إلا بدولة إسلامية جامعة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» رواه ابن ماجة والحاكم بسند صحيح. وهذا الحديث الجامع ذكر بشكل واضح أن للمسلمين أئمة يجب أن يحكموا بما أنزل الله، وذكر أن عقوبة من لم يحكم بشرع الله في الدنيا أن يجعل بأس المؤمنين بينهم.
  24. الشيخوخة بين الإسلام والغرب لقد أهدرت الحضارة الغربية قيمة البشر وحوَّلتهم إلى مجرد آلات تعمل، فإذا شاخت هذه الآلة وكثرت أعطالها فكر بالتخلص منها لأنها صارت عبئًا عليه، وهكذا، وعلى نفس المستوى، فكر الغرب بطربقة شيطانية للتخلص من أصحاب الشيخوخة بما سمَّوه بـ«القتل الرحيم» والتي أكثر ما تستهدف أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن. ويستند هؤلاء إلى ذرائع منها أن الإنسان حرٌّ في تقرير مصيره، وله حق التصرف في جسده كما يشاء كما يستندون إلى العامل الاقتصادي، ويرون أن التخلص من بعض المرضى وكبار السن فيه توفيرٌ مادي على المجتمع والدولة، فمن الواجب تخليص المجتمع من الحشائش الضارة!… هذه هي نظرة الحضارة الغربية للإنسان، آلة إذا تعطلت وعجز المجتمع عن إصلاحها يجب التخلص منه. إن الدعوة إلى الموت الرحيم ما زالت تكسب أنصارًا في هذه البلاد، وهي انتشرت انتشارًا عظيمًا في أمريكا ودول الغرب، ووصل الحدُّ ببعض هذه الدول إلى وضع تشريعات قانونية تسمح بهذا القتل، ولا تجرِّم مرتكبيه من الأطباء وغيرهم، مثل هولندا وبلجيكا والبرتغال وكندا، كما وصل الحدُّ ببعض الأطباء إلى اختراع الأجهزة التي تسهِّل الانتحار للراغبين فيه، وأُعدَّت البرامج التلفازية لترويجه، ونُشرت الكتب التي تؤيده وتدعو إليه. فما هو موقف الإسلام من هذه القضية؟ ابتداء إن الحياة والموت هما بيد خالقهما (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا) وعلى المسلم أن يحافظ على حياته ويحرم عليه قتل نفسه (ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ)وعلى المسلم أن يحافظ على حياته ويحرم عليه قتل نفسه(وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا٣٠)، والله سبحانه لم يجعلها ملكًا لأحد، لا لطبيب، ولا لقريب. بل أمر الله بالإحسان إلى الوالدين إذا بلغوا عنده الكبر فقال سبحانه: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤) فقوله: (عِندَكَ)، أي عندك في بيتك وليس في المصحة. وقوله تعالى: (فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ) نهي عن التأفف، وقال بعض السلف: لو كان هناك شيء أقل من (أُفّٖ) لحرمه الله. ومن شيخوخة الوالدين مرحلة متأخرة سمَّاها القرآن أَرْذَلُ العُمُر بقوله تعالى: (وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡ‍ٔٗاۚ). وأرذل العمر، كما قال ابن عباس: أردؤه؛ بحيث يصبح المرء كالصبي الصغير، يحتاج إلى غيره في كل الأشياء. وأرذل العُمُر فيه أن ينسى بعد تذكُّر، ويضعف بعد قوة، ويصبح كَلًا على غيره. والإسلام أمر بإكرام الشيخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكرم شابٌّ شيخًا لسنّه؛ إلا قيَّض الله له من يكرمه عند سنِّه» أخرجه الترمذي، وقال أيضًا: «ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا» رواه الترمذي، وأحمد في «مسنده». روى البزَّار: «أن رجلًا كان يطوف بالبيت وهو حامل أمه، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم وقد نظر إليه: يا رسول الله، هل أديتُ حقَّها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة» أو كما قال.
  25. في خِضَمِّ الصراع الدولي الحالي، وفي أجواء الحاجة إلى تغيير النظام الدولي الحالي: من سيحكم العالم؟  (الإسلام هو الدين القيَّم، والخلافة هي الحل الأوحد.. ) نبيل عبد الكريم يعدُّ موضوع (النظام الدولي الجديد) من أكثر القضايا المثيرة للجدل اليوم، وقد تطرَّق العديد من المفكرين السياسيين إلى هذا الموضوع الذي سيكون خلفًا لنظام (الأحادي القطبية). لقد كانت تقييمات الوضع السياسي الدولي حول أزمة النظام العالمي متباعدة وفي حالة شدٍّ وجذبٍ كبيرين، وذلك قبل اندلاع الحرب الروسية/الأوكرانية؛ ولكن بعد الحرب ركَّزت هذه التقييمات الانتباه بالفعل على أن النظام العالمي الحالي فيه نقاط ضعف سوف تؤدي إلى زواله، وذلك لا يعود إلى المشاكل التي تحدث اليوم فقط، بل هو ضعيف منذ النشأة؛ ولكن اليوم هذه النقاط لا يمكن توريتها لأنها من أساسيات هذا النظام، وبسببها تتأكد حتمية زواله يومًا بعد يوم. ولعلَّ أهم سؤال يُسأل اليوم: من الذي سيحكم العالم؟ فهذا يجب أن يكون موضوع بحث على جميع طاولات النقاش السرية لدى العديد من القوى الفاعلة، والمفكرين والباحثين والمحللين السياسيين. لقد بدأت النقاشات حول التكهُّن عن ماهية النظام الدولي في الفترة القادمة، وأيضًا حول إمكانية استمرار نظام (أحادي القطبية) في ظل هذه التحولات المتسارعة حاليًّا، وفي المستقبل القريب جدًّا؛ وعليه جاءت جميع الدراسات بالعديد من الاقتراحات للأنظمة الدولية التي تستطيع أن تحلَّ محلَّ هذا النظام الدولي أحادي القطبية، وقد تركزت الإجابات حول ثلاث أنظمة: أولها: نظام ثنائي القطبية. وثانيها: نظام التعددية القطبية. وثالثها: نظام اللاقطبية؛ ولكن لم نجد من تناول هذا السؤال من وجهة نظر من يشكِّلون ثاني تعداد في العالم، ويملكون مبدأً ربانيًّا؛ ولذلك نحاول الإجابة عن هذا السؤال بشكل موضوعي، ومن وجهة نظر خاصة، لم يتطرَّق إليها أحد من قبل. لقد نشأ مفهوم النظام الدولي في ظل الاتفاقيات التي أنهت حروب الثلاثين عامًا الأوروبية ورسم ولادة قارة أوروبا العصرية المؤلفة من دول قومية ذات سيادة. وقد كان مبدأ السيادة هو أهم مكاسب هذا الاتفاق؛ حيث تم الاعتراف بأحقيَّة كل دوله في السيادة على أراضيها وقرارها وأن تمارس سيادتها على إقليمها الجغرافي ومنع التدخل في شؤونها إلا بإذنها. وبعد أن تسبَّبت الحرب العالمية الأولى في زوال الخلافة العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية الروسية، وما أسفر عن بروز عدد كبير من الدول القومية في أوروبا، وكذلك كان لامتلاك الولايات المتحدة الأمريكية لقوة اقتصادية وعسكرية كبرى، ونجاح الثورة البلشفية في روسيا وظهور الاتحاد السوفياتي جغرافيًّا مع مؤهلات اقتصادية طبيعية، وبروز اليابان في شرق آسيا كقوة عظمى تتكئ على قاعدة اقتصادية صناعية قوية وقوة عسكرية ضاربة… كل هذا أدى إلى وجود نظام متعدد الأقطاب، وأدى إلى منافسات شديدة أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) ميلادي. ومن بعدها ظهر مفهوم الثنائية القطبية. فقد ظهرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كقوتين مهيمنتين على النظام العالمي الجديد مع اختفاء القوى الأخرى؛ فأصبح يقود العالم معسكرين: رأسمالي تقوده الولايات المتحدة، واشتراكي يتزعمه الاتحاد السوفياتي، وبعدها بدأت الحرب الباردة التي شهدت عدة أزمات دولية خانقة مثل أزمة حصار برلين (1948 – 1949)م، والحرب الكورية (1950 – 1953)م، وحرب فيتنام (1956 – 1975)م، وأزمة الصواريخ الكوبية 1962م، وعندها شعر العالم أنه على صار على أبواب حرب عالمية ثالثة نووية كانت ستعصف بالبشرية وتدفع بالحياة على الأرض نحو المجهول، والغزو السوفياتي لأفغانستان (1979 – 1989)م… وفي أواخر ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات أعلن رئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في عام 1991م سقوط الاتحاد السوفياتي تاركًا قيادة الساحة الدولية للولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم. وعقب انتهاء حرب الخليج الثانية 1991م، أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الأب (1989 إلى 1993)م النظام العالمي الجديد من خلال قوله: «نحن نقف اليوم في لحظه فريدة وغير عادية؛ حيث تقدم الأزمة في الخليج الفارسي فرصة نادرة للتحرك نحو قفزة تاريخية من التعاون وتطبيق هدفنا بإقامة النظام العالمي الجديد الذي يمكن أن ينشئ عهدًا جديدًا أكثر حرية من تهديد الإرهاب (الجلسة المشتركة للكونجرس 11 إلى 1995م) وبذلك ظهر مصطلح أحادية القطب حيث بدأ في عام 1995م مع عدم وجود منافس آخر يستطيع التنافس للسيطرة على العالم، وبذلك تربَّعت الولايات المتحدة الأمريكية على عرش العالم كقوة عظمى وحيدة في الساحة الدولية بلا منازع، وبدأت الولايات المتحدة تفرض هيمنتها المطلقة على العالم بشكل صارخ وتتحدى في نفس الوقت وتمنع صعود أية قوة منافسة لها على الساحة الدولية حيث قال زبغنيو برجنسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى: «إن القوة الاقتصادية الضخمة للولايات المتحدة هي التي جعلتها تكون الأولى عالميًّا». ويعتقد وليم ودلفورث أستاذ السياسة في الجامعة الأمريكية دارتموث: «إن النظام أحادي القطبية يؤدي إلى السلام لغياب التنافس؛ ولكن هناك ستكون محاولات من الدول الأخرى مجارية لهذا القطب الذي ستكون تكلفة إحداث تواصل معه مكلفة جدًّا على جميع الأصعدة، وأكد أيضًا أن نظام الأحادي يؤدي إلى استيعاب التطورات واحتوائها. فالولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الإمكانيات والمؤهلات التي تضمن لها المحافظه على مركزها الحالي كقوة اقتصادية وعسكرية وتقنية وجيوسياسية اللازمة لذلك (كتاب عالم القطب الواحد)». وقال المحلل السياسي هنري جاكسون (عضو مجلس الشيوخ الأمريكي): «بقيت الولايات المتحدة القوة العظمى التي لا يستطيع أحد تحديها» وأضاف أنه «ستظهر المتطلبات الأساسية لتعدد الأقطاب في الجيل القادم مقدرة ما بين 2010م إلى 2022م، واعتبرت هذه المرحلة بمثابة ظهور تعادل في القوة والقدرات للولايات المتحدة، وعندها يصبح العالم مشابهًا لفترة ما قبل الحرب العالمية الأولى». وأيضًا أضاف المحلل السياسي الأكثر نفوذًا فريد زكريا، وهو خبير في مجال العلاقات الدولية صاحب كتاب (عالم ما بعد أمريكا)، والذي نشره عام 2008م؛ حيث ذكر في كتابه التحوُّلات الثلاثة، والذي تمثل التحوُّل الأول منها ببروز العالم الغربي، والثاني تمثل ببروز الولايات المتحدة الأمريكية أحادية القطب، وذكر التحوُّل الثالث وهو ما سماه نهوض البقية. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن عاجزة أو تنتظر مصيرها هكذا، بل كانت وما زالت تعمل على الحفاظ على أحادية القطب؛ ولذلك قامت بمحاولتها إضعاف الجميع وإشغالهم بملفات داخلية؛ حيث لا يتمكن أحد من اللحاق بها وسوف نعرج قليلًا على ذلك. أما عن الأفعال التي تظن الولايات المتحدة أنها سوف تحافظ لها على مركزها، فقد نظرت الولايات المتحدة إلى الذين يملكون إمكانية تسمح لهم أن يصلوا إلى مركزها إما بالإزاحة أو بالمشاركة، فوجدت أن هناك عدة دول لها القدرة للوصول إلى ساحة التنافس مع تفاوت القدرات والمميزات لذلك وهي: الإسلام كمبدأ بديل، مع أنه لا تمثله دولة حاليًّا، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين. – أماالإسلام بتركته القوية وعقيدته وتاريخه ومبدئه المتكامل الذي يصلح لقيادة العالم فهو يعتبر الخطر الأكبر عليها؛ لذلك توجهت أمريكا إلى بلدان العالم الإسلامي بقواها العسكرية والفكرية لتبدأ حرب الأفكار؛ حيث قال الرئيس السابق باراك أوباما في كتابه (جرعة الأمل): «إن أمريكا تخوض في الشرق الأوسط صراعًا مسلحًا، وتخوض في الوقت نفسه حرب الأفكار». وخلال ما سمي بالربيع العربي دخلت معطيات جديدة في حرب الأفكار وهدم البنى التحتية، فقد منعت وأفشلت دور القوى الإسلامية في الثورات بتحويل البوصلة عبر المال السياسي القذر وغيرها، فقد تحوَّلت هذه الحرب إلى حرب بالوكالة. فاليوم عملاء الغرب من أهل تلك البلاد هم من يُشرفون بشكل حرفي ومحترف وينفذون كل ما يُملى عليهم عبر تقارير مؤسسات أمريكية معنية في هذا المجال منها: تقرير راند لعام 2002م، وهو الذي يقسم المسلمين إلى أصوليين وتقليديين وحداثيين وعلمانيين. وتقرير راند لعام 2004م، المعني بتكوين شبكات لأصحاب الإسلام المعتدل. وتقرير راند لعام 2007م المعني بالمواجهة. إن مؤسسة راند وغيرها من مراكز التفكير في الغرب تعمل ليلًا نهارًا لوضع خطط لحرب الأفكار، وتمنح تمويلًا وسلطة عالية لمن يعمل تحت مخططاتها، وما تزال الحرب دائرة وهم يعتقدون أنهم حقَّقوا نصرًا معيَّنًّا في تجنيد عملاء لهم؛ ولكن هذه الحرب قربت وتقرب أمريكا من حتفها وأذلَّت كبرياءها سياسيًّا وأفرغت خزائنها اقتصاديًّا. -بريطانيا: تعتبر بريطانيا هي أهم لاعب خبيث يتقن اللعب الدولي، وهي تعتبر ذات خبرة ونفوذ يؤهلها لو امتلكت الفرصة أن تنافس؛ لذلك عمدت الولايات المتحدة الأمريكية على إخراجها قسرًا من بلاد الشرق الأوسط وحرق نفوذها، وعدم إبقاء ما يعينها لو سمحت لها الفرصة. أيضًا ضعفها الاقتصادي والطاقوي يجعلها في دوامة المشاكل الداخلية، خاصة بعد خروج المملكة العربية السعودية من دائرة نفوذها، وبعد أن زادت خشية أغلب دول الخليج من أمريكا وراحت تسعى في إرضائها. -الاتحاد الاوروبي: كان الاتحاد الأوروبي يمتلك بعض القدرات التي تؤهِّله للمنافسة على قياده النظام الدولي لو استطاع إتمام عملية التوحيد السياسي؛ ولكن أمريكا كانت منتبهة؛ لذلك قامت بأعمال كثيرة لمنع ذلك. وآخرها الحرب الروسية الأوكرانية التي سوف تحصد منها الولايات المتحدة جوائز كثيرة منها: إضعاف الطرف الروسي واستنزاف أوروبا عسكريًّا وماديًّا، وإيجاد أزمة كبيرة في داخلها عبر ارتماء الدول في أحضان حلف الناتو بعد أن كان هذا الحلف أقل جاذبية للقادة الأوروبيين لانتفاء الحاجه له. ومن ناحية أخرى امتلاك عصب الطاقة الذي يغذي أوروبا وذلك بمنع الاتفاق الروسي مع ألمانيا في تبادل الغاز بشكل مباشر، والآن قد تتحكم بنقل الغاز لأوروبا عبر الوسيط التركي. -الصين: تتصدر الصين قائمة المنافسين المحتملين للدول التي لها كيان يمثلها؛ حيث باتت المنافس الأول لأمريكا. فالاقتصاد الصيني نما بشكل كبير جدًّا وانتقل من التجميع إلى التصنيع والابتكار والتفوق في بعض المجالات، وقد رافق ذلك نمو في القوة العسكرية، وتطوَّرت قدرات الجيش الصيني في كل المجالات، فمؤخرًا كشفت عن مقاتلات شبح صينية من الجيل الخامس، كما عرضت بكين طائرات وينج لونج المسيَّرة من الجيل الثالث العابرة للقارات والقادرة على حمل 16 صاروخًا وقنبلة (الجزيرة 11 نوفمبر 2022م). وهناك أيضًا مشروع الحزام والطريق الذي جعل للصين طريقًا يخرجها من التحكم الأمريكي بالممرات المائية، وجعل لها نفوذًا سياسيًّا واقتصاديًّا في بعض البلدان؛ ولكن تبقى هناك مشاكل للصين لم يتمَّ حلها، وأخرى لا حل لها، منها: إنها ليست صاحبة مبدأ تحمله وتنشره ومن خلاله تستطيع تسيُّد العرش الدولي؛ ولكن قوتها الاقتصادية تجعلها شريكًا اقتصاديًّا؛ ولكن لا تعطيها تفردًا في السيادة المطلقة، فهي تصلح في المرحلة الثنائية القطبية أو شريك اقتصادي. وبعد شعور أمريكا بأنها منتصرة أو على أقل تقدير أنها استطاعت أن تبعد المنافسين عنها بانشغالهم عن السعي لمنافستها على سيادة العالم؛ ولكنها أغفلت الشق الثاني من الاحتمالين؛ حيث إن الشق الأول هو منع صعود المنافسين لها إلى مركز القيادة. أما الشق الثاني فهو أن تهبط إلى مستواهم، وهذه حقيقة نجدها تحصل رغم محاولات الولايات المتحدة الأمريكية تلافيه. فالنظام العالمي الحالي يضعف كل من ينتمي إليه بشكل أو بآخر، وهذا سوف يعطي من لا ينتمي إليه حظًّا أوفر، وخاصة إن كان له مبدأ يخالفه أصلًا. ولا يوجد من يمتلك هذه الميزة سوى مبدأ الإسلام، وسوف نفسر ذلك لاحقًا. وهنا سنسرد بعض الأدلة على أن النظام العالمي الحالي هو في مراحله الأخيرة، ولن ينفع معه الترقيع كما تعوَّدوا فعل ذلك، بل سوف يعملون على تكراره إذا لم يظهر بديل يزيحه نهائيًّا من هذا العالم. لقد بدأ الانحدار الحقيقي بالظهور في عام 2008م حين استيقظ العالم يومًا على أزمة مالية عالمية، أزمة الرهن العقاري، وهي من أسباب توحُّش الرأسمالية حيث أجبرت هذه الأزمة النظام العالمي على أن يظهر حقيقته ويسقط أقنعته، وخاصة مبدأ الحرية الاقتصادية التامة. فهي من أهم شروطها منع تدخل السياسة والسياسيين في التحكم بالاقتصاد. وهناك عدة أمارات تدل على أن النظام العالمي إلى تفكك، وسوف نتناولها عبر عدة أصعدة منها: على الصعيد الاقتصادي، وأبرز ما فيه: دائمًا عند الحكم على الاقتصاد، يؤخذ بعين الاعتبار مؤشرات كثيرة حتى نحكم على أنه في حالة انهيار أهمها: انخفاض الأموال الذكية بوتيرة غير مسبوقة منذ اندلاع الأزمة المالية الاقتصادية 2008م… توقع حدوث عجز عن سداد كمٍّ هائل من السندات الوسخة، وكما عبر عنها خبراء الاقتصاد FDIC… تقديم مساعدات غير مرغوب فيها على أنها مؤشرات مبكرة لحدوث أزمة كبيرة… مجموعة المراقبة لمشاكل سندات البنوك تظهر أنها تتضاعف بشكل مرعب، وأن أغلب البنوك الكبرى باتت في منطقه الخطر… سعر الفائدة يرتفع بشكل كبير بوتيرة متسارعة لم يشاهد مثلها منذ 60 عامًا، وسوف يؤثر على سندات الخزينة وقطاعات كثيرة… عجز سداد الديون لقطاع تجارة التجزئة الذي وصل إلى أعلى مستوى… حدوث أسوأ وتيرة إغلاق لمحلات للبيع الإقطاعي في التاريخ… دخول أكبر اقتصادات العالم في حالة حرب المبادلات التجارية… ازدياد نسبة البطالة إلى أعلى مستوى… وعجز ميزانيات الدول أو تخفيضها وارتفاع نسبة التضخم… كل هذا يدفع نحو الركود العظيم. فالنظام المالي العالمي صار أكثر تداخلًا، وبهذه النقاط يصبح أكثر هشاشة من الأزمات الاقتصادية السابقة. وللأسف عندما ستنفجر هذه الفقاعة التي لا نستطيع تحديد موعدها لن يتمكن أحد من فعل أي شيء؛ حيث قال رون بول عضو جمهوري في مجلس النواب الأمريكي: «حرب اقتصادية ستدفع المستثمرين الأجانب عن العزوف عن شراء ديون الولايات المتحدة، ويمكن أن تنهي مكانة الدولار كعملة للاحتياطي العالمي، وسينتج عن ذلك أزمة اقتصادية عظيمة». على الصعيد العسكري: على الرغم من موجة التضخم العالمي وتأثيرات جائحة كورونا، استمرت معدلات الزيادة في الإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2021م بنسبة 1.8% مقارنة بعام 2022م، بحسب تقرير التوازن العسكري 2022م الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيةIISS . فإن بعض الدول لجأت إلى زيادة إنفاقها العسكري مجبرة؛ فأصبحت العلاقات بين الصراعات القائمة الاقتصادية والإنفاق العسكري علاقة معقدة يصعب معها تحديد درجة تأثيرها؛ حيث استمرار ارتفاع معدلات التضخم ستفرض المزيد من الضغوطات على النفقات العسكرية للدول، وفي الوقت نفسه هناك عوامل تضغط باتجاه زيادة الإنفاق العسكري منها: التخوف الأوروبي من الحرب الروسية الأوكرانية… الصراع على الحصول على الطاقة التي أصبحت خنجرًا في خاصرة الدول غير المنتجة للغاز والبترول… تصاعد التنافس على قيادة النظام الدولي أو التأثير فيه. وهنا يتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن مفهوم الردع المتكامل الذي ينشد إلى الجمع بين الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية، وكذلك سياسة التحالفات في إطار شامل للتعامل مع صعود الصين وردعها… تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وآسيا؛ حيث لا تزال الصراعات محتدمة مع تزايد حدة تهديدات الفاعلين من غير الدول والنماذج المتنوعة من الميليشيات المسلحة والتنظيمات التي توصف بأنها إرهابية، والتي باتت تمتلك أسلحة متطورة قادرة على تهديد أمن الدول. وبذلك يمكننا القول إن المشاكل الخارجية التي تفرضها الجغرافيا إلى جانب أمور مهمة في علاقات التحالف والولايات المؤسساتية وحماية الاستقرار الداخلي تقوم بتوجيه الإنفاق العسكري إلى أعلى مستوى، وكل هذا سوف يدفع نحو العمل على تعدد القطبيات وتوسع حدود الدم مستقبلًا مع غياب الراعي القانوني. على الصعيد القانوني الدولي (هيكل النظام الرأسمالي). إن احتكار أمريكا للمنظومة الدولية ابتداء من الأمم المتحدة وصولًا إلى أصغر المؤسسات الدولية، واعتبار قرارات هذه الهيئات ملزمة للدول ما عدا أمريكا، وأنها أصبحت أدوات بيدها، وقد خالفت الوقائع التي قبلت بها ومبادئها التي قامت عليها، فلم تعد هناك مساواة بين الدول، ولا محافظة على الأمن والسلام الدوليين، ابتداء من اجتياح العراق واحتلال أفغانستان وصولًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية اليوم، ناهيك عن الدور القذر الذي تلعبه في المجال الإنساني والاجتماعي الذي يدفع نحو جنس واحد ودين واحد … كل هذا سوف يدفع الدول إلى النظر لتأسيس منظمة دولية جديدة إذا سنحت لها الفرصة. إن مستقبل النظام الرأسمالي متعلق أيضًا بمدى الانهيار الأخلاقي السائد في المجتمع وما زرعته الرأسمالية حتى اليوم بأدواتها ونظامها ومخططاتها، يدفعها نحو الهاوية والانهيار الحتمي، ومما سبق وغيره نجد الأزمات تعصف بالنظام الرأسمالي. وهذا سوف يدفع الأحزاب اليمينية إلى سدة الحكم مما سوف يزيد من نبرات الدعوة إلى القومية والعرقية والمذهبية في العالم العربي لما قد يعيد الساحة إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى؛ ولكن مدفوعة نحو الأسفل للوصول إلى واقع حرب الثلاثين عامًا الدينية السابقة. إن كل ما ذكر سابقًا يدل بلا شك أن النظام العالمي يتغيَّر، وهذا لا يعني أن سقوطه أو ضعفه سيفضي إلى نهاية الدول الكبرى، وأنهم سوف يتحولون إلى دول فاشلة ساقطة ضعيفة كما يتصور البعض، لا؛ ولكن سوف ينقطع العقد الذي يجمعهم؛ وهذا ما سوف يجعل العالم يتجه نحو تعدد القطبية، أو اللاقطبية؛ وبذلك تكون الساحة متساوية للمنافسة بشكل يتسع لأي قوة جديدة ناشئة أو قديمة حق التنافس إذا ما سنحت لها الفرصة. هذا وقد قال كلاوس شواب وهو رجل أعمال ألماني يشتهر بأنه رئيس منتدى دافوس: (المنتدى الاقتصادي العالمي). في آخر منتدى اقتصادي عقد في سويسرا قبل هذا العام: «هناك تغيُّرات هيكلية عميقة وسريعة في العالم، ويجب أن تتعاون الحكومات مع الشركات من أجل أن تصبح سمكة سريعة وكبيرة». وأضاف: (كتبت كتابًا عن هذا منذ 50 عامًا عن الثورة الصناعية، وتصورت فكرة هذه الثورة التي وصفتها بـ 23 تقنية، وكانت أغلب التقنيات خيالًا علميًّا يومها؛ ولكن أصبحت حقائق، وشاهدنا كيف يمكنك استخدام ميتا فيرس العالم الافتراضي في إنشاء حوارات عالمية أكثر عمقًا واتساعًا وشمولية». [بقليل من اختصار، فرانس 24 في 5 /2022م] ودائمًا عندما يكثر الحديث في العقول المفكرة عن حلٍّ، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة، وهذا حالنا اليوم، وإذا بقي الحال كما هو فسوف يعمل الرأسماليون على تكرار أنفسهم ونغوص في ظلمات الرأسمالية مئة عام أخرى. ولكن الحل الجذري هو أن يزيح مبدأ آخر الرأسمالية بشكل نهائي عن وجه هذا الكون، ولا يوجد مبدأ أصلًا سوى المبدأ الإسلامي الذي يحمل بحضارته خلاصًا للبشرية من كل ما تعاني منه اليوم، وهو المرشح الوحيد حيث إنه لا ينتمي للرأسمالية، ومبدؤه يخالفها كليًّا، وهو القادر على سيادة العالم؛ ولكنه بحاجة إلى من يمكن من ظهوره بشكل دولة كنقطة ارتكاز. إن العالم إذا ما حدث فيه انهيار اقتصادي أو حرب عالمية أو جائحة كبرى أو غيرها، فإن ذلك سيأخذنا إلى مرحلة يجب فيها الاعتماد على الاقتصاد الحقيقي، وغياب الهيمنة الدولية، وانفراط عقد الرأسمالية. فتتحول من مبدأ حاكم للعالم إلى مبدأ تحمله دول في العالم. والرابط الاقتصادي الذي ربط العالم منذ الحرب العالمية الثانية، والقانون الدولي الذي أنشئ بنفس الفترة قد انحلت روابطه، وانفرط عقده؛ وبذلك يصبح التنافس بين الدول المنفرطة والناشئة على حد سواء ظاهرة لها واقع؛ مما يؤدي إلى عودة اللاقطبية فيجعل فرص الجميع بإثبات وجودهم حق مشروع. ناهيك عما سوف يخلفه هذا الانهيار أو انفراط العقد من ظهور انهيار اجتماعي في جميع الدول الكبرى التي كانت تغطيه وتعمل على عدم ظهوره. وهنا نرى أن ظهور الإسلام هو الأقوى حظًّا للصعود إلى القمة في أقرب وقت والذي يعود إلى أسباب كثيرة أهمها: – الحضارة الإسلامية (مبدأ الاسلام) رباني المصدر، وهو يعالج علاقات الإنسان الثلاث: علاقة الإنسان مع ربه، ومع نفسه، ومع غيره. وبما أن الإنسان أصلًا لم يتغيَّر عبر الزمان، فان هذا النظام يصلح لكل زمان ومكان، وبما أنه تربَّع على عرش العالم 1300 سنة ويزيد، ويشهد التاريخ على ذلك، فهو يصلح لكل زمان ومكان، وتستوعب أحكامه في الأصول والفروع أي تطوُّر ونموٍّ وتنوُّع، ويواكب كل جديد في أدقِّ الجزئيات والتفاصيل، ولديه حل فريد لها. – حكم الجهاد الذي ينبثق عن عقيدته غير الموجود مثلها في كل البشرية، فهم الأقدر على التضحية لأجل الدين وعزِّه مما سوف يقوده إلى إمامة الدنيا وقياده العالمين، وهذا ليس كلامي فقط، وإنما سبق لها أن تجسدت في فتوحات وبطولات السلف وتضحيات يشهد لها القاصي والداني، وقد سطَّرها مخلصون في هذه الأيام ونحن شهود عليها. – جميع المسلمين بشوق كبير لعودة العقيدة الإسلامية تحت راية دولة الخلافة الإسلامية. فبلاد الإسلام تسيطر طبيعيًا على أغلب الممرات البرية والبحرية والجوية مما يجعلها تتحكَّم بغيرها. – بلاد المسلمين غنيَّة جدًّا بثروات الدنيا، وخاصة الطاقة التي تعتبر اليوم أقوى سلاح للسيطرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ناهيك عن باقي المواد الأولية التي تملكها أراضي المسلمين مما سوف يساعدها لأن تكون ميدانًا حافلًا بالتنمية والاستثمار والرخاء. – المبدأ الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يكون لحظة ولادته دولة قوية متحكِّمة، ولها رأيها وكيانها ويحسب لها ألف حساب… وهناك كثير من الأسباب غيرها. لقد ذكرنا سابقًا أن الإسلام بحاجة إلى من يعمل لتمكينه وظهوره، وهو ليس بظهور ربَّاني ليس للبشر يد فيه، بل هو مرتبط بالعمل مع جماعة أو حزب واتِّباع طريقة الرسول في التغيير والأخذ بالأسباب… فالأمة بحاجة إلى العمل الدؤوب والاجتهاد والسهر؛ حتى تكون جاهزة للاستفادة من هذه الفرصة التي سوف تتاح لها، والتي سوف يستفيد منها كل من عمل لها بإخلاص مستمسكًا بكتاب الله وسنة رسوله، وواضعًا تصوُّرًا واضحًا للتغيير؛ ليؤسس لها كيانًا واضح المعالم على أساس مبدئي منبثق منه دستور ورجال دعوة ودولة تحمل الفكر الصحيح والآليات لحل أي مشكلة… وإن الأمة اليوم إذا لم تعِ على متطلبات المرحلة القادمة وتبدأ بتجهيز واقعها للاستفادة من الفرصة إن أتيحت لها، فإن ذلك سيؤدي إلى ضياع الفرصة، وسيسمح للرأسمالية أن تكرر نفسها وتجلس على أنفاس الأمة مئة عام أخرى. ولكن، ولله الحمد، فإن هناك رجالًا وعَوا واقعهم، والتزموا بخطى رسولهم الكريم، فقاموا ببناء الشخصية الإسلامية عقليًّا ونفسيًّا، وأوجدوا تكتُّلًا لحمل الدعوة، ثم انتقلوا إلى مرحلة التفاعل التي تفضي إلى نقطة الارتكاز، ومارسوا الكفاح السياسي بعدة أساليب فضربوا العلاقة بين الأمة وحكامها، وفضحوا مخططات المستعمر، وعملوا على إيجاد وعي عام بالإسلام، ومن ثم رأى عام يطالب بالإسلام، ثم توجَّهوا إلى طلب النصرة من الفئة الأقوى في المجتمع وأهل القوة والمنعة في الكيانات التنفيذية المتمثلة في الجيش، ولم يكلفوا الأمة شيئًا، وإنما دفع التكلفة من شبابه وهم يسيرون نحو إقامة الدولة، وليس أي دولة، وإنما دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. نعم، إنه حزب التحرير بقياداته السابقة والحالية، فقد وصلوا ليلهم بنهارهم على تجهيز كل ما يلزم من إعداد ما يمكن إعداده وتهيئته لتحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضًا كل ما يلزم لبقاء استمرار الدولة في حال قيامها، وربطوا الأسباب بالمسبِّبات من غير تواكل مؤمنين بنصر الله، قال الله تعالى: (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٤٧) وإننا لنهيب بكل أبناء الأمة الإسلامية أفرادًا وجماعات، وكل من يمتلك قدرة النصرة بالسير مع هذا الحزب العظيم، أن يكونوا من رجال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٨ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٩).
×
×
  • اضف...