الناقد الإعلامي 2 قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم لا تبرحوا جبل الرماة... والنصر قادم بإذن الله إنّ ما قامت به غزة ليس مجرّد مواجهة عسكرية أو ردّ فعلش محدود، بل هو زلزال أصاب كيان يهود في عمقه، ونقطة تحوّل مفصلية كشفت عجزه، وأربكت حلفاءه، وأسقطت هيبته المزعومة. لقد فجّر مجاهدو غزة معركة الأمة كلّها، وأثبتوا أن العدو أوهن من بيت العنكبوت، رغم ترسانة السلاح والدعم الغربي والغطاء العربي الخائن. لقد هزّت غزة هذا الكيان المهزوز، ووضعته أمام حقيقة مُرّة: لا أمن ولا بقاء له، مهما زيّنه ترامب أو أنعشه أعوانه في الأنظمة التابعة. ولعل الهدف الحقيقي من كلّ هذه الخطط والمفاوضات ووقف إطلاق النار ليس إلا محاولة يائسة لإنقاذ كيان يحتضر، واسترجاع الأسرى من أيدي المقاومة، وتفكيكها عبر نزع سلاحها. لكنهم صُدموا بأن قرار المقاومة ينبع من مصدر قوة، وأن تسليم السلاح وهمٌ لا يتحقق. ففي الوقت الذي ظنّ فيه طغاة الأرض، وعلى رأسهم ترامب ورجالاته، أن خطتهم الشيطانية ستمضي كما رُسمت، جاء المجاهدون بالأسرى لا في لحظة ضعف، بل من منطلق قوة واقتدار، بثقة المنتصر لا الخائف، وبعزة الثابت لا المساوم. جاءوا يسلمون الأسرى وهم مرفوعو الرأس، ليُرهبوا العدو وكيانه، ويؤكدوا أن القرار بأيديهم لا بأيدي المساومين ولا العملاء. كانت رسالة مدوية لنتنياهو وترامب وأعوانهم: نحن من نقرر متى تبدأ المعركة ومتى تهدأ، نحن من نمسك الأرض والسلاح، ونحن من نقطع يد الخيانة، ونحاسب كل من خان أو تآمر أو دلّ العدو على ثغورنا. فالسلاح ليس للمساومة ولا للتفاوض، بل أمانة نحمله حتى إقامة الدين وتحرير الأرض، والأسرى أمانة لا يساوم عليهم إلا خائن فخروج المجاهدين بهذه القوة قلب الطاولة على رؤوسهم. كانت خطتهم منذ البداية محبوكة: هدنة مؤقتة، ووعود بالسلام، وترتيبات سياسية ظاهرها الإنسانية، وباطنها الخداع والمكر. أرادوا أسر قادة القسام واستعادة الأسرى بأي ثمن، ثم الانقضاض مجدداً على غزة، وفرض نزع سلاح المقاومة وإنهاء دورها للأبد، وفق خطة "ترامب الجديدة" عبر عملائه في السلطة، ومن خلفها العرب المطبّعون. إن غزة لم تخضع، بل قدّمت أروع ملحمة، زلزلت كيان يهود، ومرّغت أنفه في التراب، وأرغمته على الانكفاء، وكشفت هشاشته العسكرية، وتفككه السياسي، وفضحت أعوانه من الأنظمة الخائنة، التي لم تُقدم لغزة إلا الخذلان والتآمر. نعم إن غزة أنهكت كيان يهود وكشفته، وأعطت الأمة درساً أن هذا الكيان يمكن كسره بل اقتلاعه، بشرط أن تتدخل الأمة من خارج غزة، من ثكنات الجيوش، من جبهات الرجال الذين بايعوا الله على الجهاد في سبيله. فخروجهم بهذه القوة كذلك رسالة للأمة (هذا هو الثبات الحقيقي، فلا تضيّعوه بخذلان أو حياد، بل انصروهم بالفعل لا بالكلام، واخلعوا الأنظمة التي تكبل جيوشكم وتخنق عزيمتكم، فإن الأمر بيدكم، وقد آن أوان الحسم). نعم فكيان يهود اليوم يترنح، لكنه لن يسقط إلا بضربة الأمة لا بضربات استنزاف مؤقتة، بل بهجمة قاضية، فما جرى في غزة، وإن توقف مؤقتاً، فهو فسحة لتعبئة الصفوف وتوحيد الكلمة، واستنهاض باقي الأمة لتعلم أن دورها لم يأتِ بعد، وأنه إن كانت غزة رأس الحربة، فإن جسم الأمة هو من يُوجّه الطعنة القاتلة. وكأن لسان حالهم يقول: أيها المجاهدون لا تبرحوا جبل الرماة ولا تغرّنّكم قشور السياسة، فالمعركة لم تنتهِ، والعدو يتربص، والمؤامرة قائمة، والفرصة لا تعوّض. ولتعلموا أن مجاهدي غزة، بحمد الله، لم يعتدوا على أحدٍ من أمة الإسلام، ولم يظلموا مسلماً، ولم يبيعوا دينهم ولا قضايا أمتهم، بل حملوا سلاحهم في وجه عدو الأمة الأول، ووقفوا في الثغر الذي تخلى عنه الحكام والجيوش. ولعل هذا هو سر هيبتهم وثباتهم ورباطة جأشهم، فالله لا يُسلم من صدق في نيته، وأخلص في جهاده، وعلم أن المعركة مع يهود هي معركة أمة، وليست معركة حدود أو رايات حزبية. ومن صدق مع الله صدقه الله، ومن لم يظلم الخلق نُصر بإذن الله. ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. نعم، هذا هو الفهم العميق لما يجري؛ فكيان يهود اليوم يعيش نهاياته السياسية والعسكرية والنفسية، مهما حاول ترامب وأمثاله من طغاة الغرب الكافر إنعاشه وتلميعه عبر الخطط والمفاوضات والصفقات المشبوهة. لقد فقد الكيان ردعه، وسقطت هيبته، وظهرت هشاشته أمام مقاومة صغيرة محاصرة، لا تملك الطائرات ولا البارجات، ومع هذا هزّت أركانه، وأذلّت جيشه، وكشفت ضعفه أمام العالم. وإن ما نراه اليوم ليس حرباً تقليدية، بل صراع وجود لا صراع حدود، صراع بين أمة الإسلام وبين مشروع استعماري زرعه الغرب لتفتيت الأمة ومنع وحدتها. فلتتحرك جيوش الأمة لذلك، ونقول لها: أما آن لقلوبكم أن تتحرك؟ أما آن لسيوفكم أن تُغمد في صدور الأعداء، لا أن تُشهر في وجوه إخوتكم؟ يا جيوش الأمة، إن غزة اليوم تناديكم لا بالنحيب، بل بنداء العزّة والكرامة. أعداؤكم أعلنوا الحرب جهاراً نهاراً، وقتلوا نساءكم وأطفالكم، وهدّموا بيوت إخوانكم، ومع هذا ما زال الحكام يصفّقون للمهانة، ويتآمرون في الغرف السوداء.، وها هو ترامب - راعيهم الأكبر - يتوعّد بإبادة غزة لأنها أفشلت خطته القذرة، وكشفت مؤامرته على الأسرى، وفوّتت عليه فرصة تلميع كيان يهود من جديد. فيا جيوش الأمة: إنها فرصتكم، فها هو كيان يهود ينكث العهود ويذبح أهلكم، وها هو ترامب يهدد بإبادة غزة، كفى صمتاً، كفى تردداً، كفى خدمة لأعداء الله! أمامكم فرصة تاريخية أن تخلعوا أنظمة الخيانة، أن تبايعوا خليفة للمسلمين، أن تسيروا تحت راية واحدة لتحرير فلسطين، وكل بلاد الإسلام المحتلة. والله إنكم إن فعلتم، فلن تكون غزة وحدها، بل ستكون الأمة كلها خلفكم، وستكون الملحمة الكبرى قد بدأت، وسيزول الكيان، ويبدأ عصر الخلافة من جديد. ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ فطوبى لهم، وطوبى لكل من سيسير على دربهم حتى نبلغ النصر الكامل باقتلاع كيان يهود، وإقامة الخلافة التي توحد الأمة وتحرر مسرى نبيها ﷺ. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد المحمود العامري – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم أيتها الجيوش: ليتكِ لنا! روى أستاذ الصحافة العربية الراحل، محمد حسنين هيكل، أن الملك عبد الله الأول، ابن الشريف الحسين بن علي، استعرض في أريحا، بعد أشهر من نكبتنا الفلسطينية سنة 1948، ثلّة من حرس شرف الجيش العربي، أيام كان بقيادة الضابط البريطاني، كلوب باشا، وطلب من إمام مسجد أريحا، وكان رجلاً ضريراً، أن يكون أول المتحدثين إلى الجيش العربي في ذلك اللقاء، فصعد الإمام إلى المِنَصّة، وبدأ خطابه بالقول: "أيها الجيش، ليتك لنا"! فما كان من الملك عبد الله الأول إلا أن أمر بإنزال الإمام من المنصة فورا. أسمح لنفسي باقتباس كلمات ذلك الإمام وأقول: "أيها الجيش، ليتك لنا"... فعلا ماذا لو كان لنا؟ شعاع نور ملأ أرجاء الغرفة، فلم يرتجف من هول تخيل الفكرة، حلم بات يقظة فجأة، وكأنني أرى جيوشاً منظمة تحت راية واحدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تزأر كأسد واحد بقول (الله أكبر) تجلجل الأركان، تنصر المظلوم وتردع العدو وتنشر الدعوة، ولاؤها لله ولرسوله ولولي الأمر ما لم يعص الله ورسوله، تهتز لها عروش إمبراطوريات وممالك، لا يخشون إلا الله، شعارهم "لا غالب إلا الله"، الجهاد والموت في سبيله أسمى غاياتهم، طائعين لما جاء في القرآن، قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾. فجأة أيقظتني صرخة طفلة من غزة فقدت جميع أفراد عائلتها بقصف يهودي غادر، وصوت طفل من السودان جائع، ودمعة أم شهيد في سوريا فقدت شبابها لأجل إعلاء كلمة الله وكان الثمن دولة علمانية تخدم من قتلوا أولادها! عدت لواقعي المؤلم قسرا، لواقع مؤلم تم التلاعب فيه على جيوشنا العربية بعد إسقاط الخلافة عام ١٩٢٤م، فلم تعد هذه الجيوش حماة للديار، بل عائق ودرع وحماية للطغاة! فلقد نجح الغرب بالتغلغل في هيكلة الجيوش من خلال تنصيب حكام يخدمون مشاريعها ويغرسون خناجرهم في خاصرتنا بواسطة جيوش (هم من أبنائنا وإخواننا)، لكن الحكومات العميلة الخائنة استغلت ضعف الوعي الإسلامي عند الأمة، ووظفت شيوخ سلاطين يطلقون الفتاوى بما يناسب هوى السلطان لا شرع الله، وبما أننا أمة تميل بالفطرة للدين، فكان التلاعب بنا سهلا ومبرمجا من خلال إعلام ساقط، كما تم غرس مبدأ (نفذ ثم اعترض، وإلا أنت خائن!)، وهكذا أصبح إخوتنا في الجيوش أعواناً لأعدائنا علينا، جيش حدود لا جيش أمة. لا يقوم على أساس العقيدة والجهاد بل ولاؤه لدولة قطرية ولحاكم محلي، فالجهاد إما غائب أو مشوه، وقد استبدلت به الخدمة الوطنية لحماية حدود مصطنعة وضعها الاستعمار (سايكس بيكو) ولقمع الشعوب وحماية الأنظمة أو توظيفه في الصراعات الداخلية. ومع الأسف تم تأسيس هذه الجيوش برعاية استعمارية وقد يرتبط بعضها بتحالفات غربية (كالناتو)، كما يمنع من قتال كيان يهود بل يستخدم لحماية حدوده كحال مصر والأردن وسوريا ولبنان. فالجيش أصبح لحماية أنظمة تعمل لمنع تحرير الأمة وخدمة أعدائها فهو خاضع، تتحكم فيه أنظمة تحكمها نخبة عسكرية أو دول حليفة تقوم بتدريبه وتجهيزه عبر دول كبرى لضمان بقاء النظام الحاكم وولائه له لا للأمة، حيث يقوم الحاكم بتنظيم وهيكلة الجيش من خلال تعيين قيادات وكبار ضباط موالين له دون النظر لمستوى الأداء أو الكفاية، ويتم صرف رواتب عالية لهم ومنحهم حصانة قانونية، بينما صف الجنود يتغلغل فيه الفقر والظلم، كالعبيد، لا يملك إلا تنفيذ الأوامر دون تفكير، لأجل لقمة عيش لأولاده ولو غمست بالذل، وعلاوة على ذلك قامت هذه الأنظمة العميلة بتأسيس أجهزة مخابرات داخل الجيش تراقب تحركات الضباط والجنود ومنع أي تنظيم أو ولاء بديل وإلا يتم سجنه أو إعدامه. كما قامت هذه الأنظمة على مبدأ فرق تسد، فتم تقسيم الجيش إلى وحدات متنافسة أو مليشيات تتلاعب بولائهم لبعض فتحدث الفرقة بدل الوحدة. كما تم ربط الجيش بالنظام لا بالدولة من خلال الشعارات والتعليم والإعلام، والدليل على ذلك هو أين الجيوش (أبناؤنا وإخواننا) مما يحدث في غزة؟ ألم تكن بندقية العسكري المصري تنفيذا لأوامر السيسي العميل، على سبيل المثال وليس الحصر، متوجهة نحو الفلسطينيين تأهبا لأي اختراق لحدود المعبر؟ ذلك المعبر الشريان الوحيد والمتنفس الأخير لأهل غزة، وها هو اليوم محاط بجنود مصريين لم يكتفوا بالتفرج بل منعوا الطعام والشراب عن مسلمين مجوَّعين مقهورين انتهكت أعراض رجالهم قبل نسائهم، وتطايرت أشلاء أطفالهم، فلصالح من يعمل هؤلاء؟ أين هم من نصرة المظلوم؟ أين هم من دين الله؟ لم لم تحرك صرخات الأيامى ودموع الثكالى مشاعرهم؟ ألهذه الدرجة تخشون الحاكم ولا تخشون الله وهو أحق أن تخشوه؟ أليس الموت في سبيل الله كرامة في الدنيا وفوزا في الآخرة؟ أنتم بضعفكم هذا جعلتم يد الغرب عُليا علينا، يستعبدنا ويسرق خيراتنا ويتحكم بقراراتنا وكأنه وصي علينا، ونحن أمة أعزها الله بالإسلام! وها هو المشهد يتكرر في السودان، بسبب خوفكم، فالمعتدي واحد، والأدوات عربية، والأهداف غربية، تطحن الأمة طحنا. وها نحن اليوم نتألم لما آلت إليه الثورة السورية، والثورة الليبية، وسائر الثورات العربية، كم دفعنا دماء تحت مسمى تغيير، فتكون أشلاؤنا جسرا لتحقيق أهداف الغرب في أمتنا، وعلى يد من؟ على يد جيوشنا! كطفلة بريئة تحلم بسلام عز لا سلام ذل، لا تخشى الطائرات ولا الصواريخ، تنام قريرة العين، أو كرجل تعب وكد وأسس أسرة لتخدم دين الله يحلم بأن يرى أولاده فاتحين بقاع الأرض لإعلاء كلمة الله، أو كشيخ يتمنى حسن الختام في مسجد لا يطرد منه ولا يسجن لإقامة صلاة، ألا يحق لجميع هؤلاء أن تتحقق أحلامهم في ظل خلافة عادلة قوية شامخة يحسب لها ألف حساب؟ إلا أنني ألمح بريق أمل في كسب هذه الجيوش المضلَّلة لإعادة الأمة إلى مجدها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تكون قائمة على نظام واضح (اقتصادي، سياسي، عسكري،...الخ) بقيادة راشدة تحفظ الكرامة والحقوق وفق ميزان الشرع وليس انقلابا لأجل خدمة مصالح فئة معينة، وهذا دور المخلصين من رجال الأمة؛ التوجه لأفراد الجيش المخلصين ليكونوا عونا لمشروع الخلافة فهما وإخلاصا، وأن يعملوا لإيصال الأفكار إلى من يملكون قرار التأثير وتوجيه الخطاب لهم كأهل قوة ومنعة، وتوضيح فساد الأنظمة القائمة وتآمرها على الأمة، وسبب شقاء الشعوب، كما يتوجب تبيين الحكم الشرعي لكل من يتخاذل عن نصرة الدين وتذكيرهم بمواقف الأنصار كنموذج ناجح،... الخلاصة أن كسب أهل القوة يحتاج إلى عقلية نبوية دعوية ووعي وصبر وثبات ووضوح في الهدف. فيا أيها الجند، يا من بأيديكم مفاتيح النصر، إنكم لا ينقصكم العدة أو العتاد بل ينقصكم من يصوب بنادقكم في الاتجاه الصحيح ويكسر قيد الطغاة لا أن يحرسهم، فدماء المسلمين تناديكم من فلسطين والسودان وسوريا واليمن وتركستان الشرقية وميانمار وأفريقيا الوسطى وسائر بلاد المسلمين، فلا تكونوا درعا للظالم بل سيف العدل والخلافة، فليتكم تلبون النداء وتكونون معنا في خندقنا لا في خندق الطغيان، لنحقق بشرى رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير منال أم عبيدة اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر %s في %s الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر %s في %s بسم الله الرحمن الرحيم من هدهد ونملة إلى أمة مغيّبة غير مسؤولة! في عالم تسوده الفتن، وتغيب فيه الحقائق، وتُسكت فيه الأصوات الصادقة، يأتي القرآن الكريم ليوقظ فينا الوعي، ويرسم لنا طريق الفهم والعمل. قصة الهدهد والنملة ليست حكاية للأطفال، بل هي درسٌ عميق في المسؤولية والوعي والغيرة على الدين في القيادة والتحذير والموقف، ففي قصص القرآن عبرٌ عظيمة، لا تُسرد للتسلية، بل لبناء الوعي وتحريك العقول والقلوب. وقد قصّ الله علينا قصتي هدهد ونملة سليمان ليُعلّمنا معنى تحمّل المسؤولية والاستشعار بالخطر قبل وقوعه، والوقوف مع الحق، ولو كان صاحبُه طيراً أو حشرة! فكيف بالبشر؟ وكيف بالمؤمنين؟ وكيف بحملة الدعوة؟ فالهدهد والنملة نموذج القيادة والمسؤولية: الهدهد حين تفقده سليمان عليه السلام، قال: ﴿لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾، ومع ذلك، جاء الهدهد بخبر عظيم ومن مصدر قوة ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾. - الهدهد لم يكن عابراً، بل كان مبادراً عارفاً غيوراً على التوحيد يتكلم بمنطق، ويدرك عِظَم ما رأى، ويُبلغ القائد بما يراه منكراً، حرصاً على دين الله. فإذا كان طائرٌ صغير كالهدهد استشعر خطر عبادة غير الله، وحشرة ضعيفة كالنملة شعرت بالخطر القادم فبادرت، فأين ملايين المسلمين؟ أين القادة والعلماء والدعاة؟ أين الأمة من واقعها المظلم؟ ومما يفعله الغرب وأذنابه؟ فالهدهد وعي سياسي واستشعار لخطر العقيدة، الهدهد لم يكن طائراً عادياً. تفقده نبي الله سليمان، لم يكن عبثاً، بل هو مسؤول عن موقع، مراقبٌ لأحوال الأمم. وحين رأى ما يهدد التوحيد، لم يسكت، لم يقل وما شأني؟ لم ينتظر إذناً، بل قالها بعقل وفهم ووضوح: ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾. الهدهد لم يصف الوضع السياسي فقط، بل كشف انحرافاً عقدياً خطيراً، فأرسل رسالة إلى القائد ليُقيم الحُجّة، ويُبلغ الأمانة، ولم يقبل السكوت، بل قدّم أدق تقرير سياسي عقائدي رأته البشرية من طائر! - وكذا النملة، استشعرت الخطر: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾، فهي تحذّر رعيتها، وتقوم بواجبها، وتحذر من الخطر القادم، لا تنتظر وقوع المصيبة، بل تبادر بالنصح والتنبيه! إحساس أمني وحماية للرعية. النملة، هذه الحشرة الصغيرة، لم تُلقِ باللوم على غيرها، بل شعرت بالخطر قبل وقوعه ونبّهت أمتها وخاطبت الجميع وأخذت قراراً وقائياً يحميها ويحمي جماعتها. هكذا تكون القيادة، وهكذا يكون الإحساس بالمسؤولية. فالواقع اليوم غفلة تقابلها مؤامرات، ففي حين يخطط الغرب الكافر لتقسيم الأمة أكثر، ونهب ثرواتها أكثر، وتثبيت كيان يهود في قلب الأرض المباركة، وفي حين تعمل أنظمة الخيانة على التطبيع، وتسليم السلاح، وقمع المقاومة، ومحاربة المشروع الإسلامي الحقيقي، نجد في المقابل: - شعوباً مهمومة بلقمة العيش، مغيبة عن دورها. - علماء سكتوا عن الحق، أو صاروا أداة لتبرير الباطل. - إعلاماً يروّج للدجل والتطبيع والانحلال. فأين الهدهد الذي يُحذّر من الكفر؟ وأين النملة التي تنذر الرعية من السحق والضياع؟ نعم فحين تكون الطيور والحشرات بهذه الدرجة من الوعي والبصيرة والمسؤولية نقولها صراحة أين المسلمون اليوم؟ أين من استرعاهم الله أمر الأمة؟ أين العلماء؟ أين قادة الجماعات؟ أين عامة الناس الذين يرون المنكرات تُشرعن، والمقدسات تُباع، والأمة تُستعبد، ولا ينطقون؟! أين الإحساس بخطر ﴿لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾؟ أين من يقول: وجدت أمة الإسلام تسجد للديمقراطية بدل الإسلام، وتعبد الطاغوت بدل أن تحتكم للقرآن؟ إن بلاد المسلمين ممزقة، تديرها أنظمة موالية للغرب، والثروات منهوبة، والسياسات مفروضة، والتعليم والإعلام ملوّثان بفكر الكافر المستعمر، ويُراد للأمة أن تفقد هويتها وتنسى عقيدتها نهائيا، وتستبدل بالشريعة الدساتير الوضعية فوق ما هو حاصل، ومع هذا فالصمت هو الغالب! لا هدهد يُبلّغ، ولا نملة تُحذّر! إلا الرائد الذي لا يكذب أهله؛ هو العامل الوحيد في الأمة صابرا ومحتسبا الأجر من الله. نعم إن أخطر ما أصيبت به الأمة هو غياب الوعي السياسي على أساس الإسلام وهو ما عمل عليه حزب التحرير منذ أكثر من 70 سنة، ويدعو إليه ليل نهار. فالحل ليس بالبكاء على الواقع، ولا بردود الأفعال المؤقتة، بل هو مشروع نهضة حقيقي. لذا يجب على الأمة أن تستعيد مسؤوليتها وتتحول من حالة الغياب إلى الفاعلية، ومن التبعية إلى القيادة، ولن يكون ذلك إلا عبر: 1- بناء العقلية الإسلامية الواعية التي تدرك الواقع وتعرف طريقة تغييره، بالعودة إلى الإسلام كاملاً لا مُجزّأً ولا مؤمماً حسب مصالح الأنظمة. 2- حمل الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام في الداخل، وتحمله للخارج بالدعوة والجهاد. 3- كشف الأنظمة العميلة ومشاريع الغرب الكافر، وإسقاطها فكرياً وسياسياً ومحاسبة الحكام وخلعهم. 4- بناء رأي عام واعٍ على أساس الإسلام وفي الأخير أقول: لقد قام الهدهد والنملة بدورهما كاملاً، وكان في قصتهما آية، فهل يعقل أن يكونا أحرص على التوحيد وعلى الرعية من بشرٍ خُلقوا لحمل أمانة عظيمة؟! فالأمة اليوم لا تحتاج فقط إلى من "يرى"، بل إلى من يعمل ويتحرك ويُبلغ ويُحذّر ويقود، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، وإن الله سائلنا عما استرعانا، فلتكن خاتمتنا، كما أرادها الله سبحانه. ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عبد المحمود العامري – ولاية اليمن اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر بالامس في 11:54 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر بالامس في 11:54 بسم الله الرحمن الرحيم شلال الدم في السودان وصرخة الفاشر المنسية! يعيش السودان اليوم واحدةً من أكثر مراحله دمويةً في تاريخه الحديث؛ مدنٌ تُدمَّر، وقرى تُحرَق، وأرواح تُزهَق بلا حساب، فيما يقف المسلمون صامتين أمام شلال دمٍ لا يتوقف، وكأن دماء المسلمين - من السودان إلى غزة المنكوبة - لا قيمة لها تُذكر، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد لفقد رفات جنديٍّ يهوديٍّ لم يُعثَر عليها من تحت الأنقاض! إنّ السودان المنكوبة لا يقلّ حالها بؤساً عن حال شقيقاتها من البلاد الإسلامية: ليبيا، واليمن، وفلسطين، ولبنان... والقائمة تطول. غير أنَّ مَن يُتابع الصراع في السودان يُدرك أنَّ وراء هذا الصراع الظاهري بين الجيش وقوات الدعم السريع حقيقةً أعمق؛ إنها معركة نفوذٍ دوليةٌ تُدار على أرض السودان بأدواتٍ محلية، بين قوى كبرى تتنازع على من يملك الكلمة الأخيرة في مستقبل هذا البلد المنهك. فأمريكا، ومنذ سقوط البشير، تسعى إلى بسط نفوذها على السودان بلا شريك. أمّا خطابها عن "التحوّل الديمقراطي"، فليس سوى غطاءٍ سياسيٍّ لمشروعٍ يهدف إلى إعادة صياغة السودان على المقاس الأمريكي. إنَّ الأطراف المتقاتلة - قوات الدعم السريع وحكومة البرهان - هما في جوهرهما صنيعة أمريكية، أُريدَ من خلال صراعهما تأخير عملية انتقال الحكم إلى التيار المدني المدعوم من أوروبا. وتدرك واشنطن أن السودان - بموقعه الجغرافي وموارده الطبيعية - يشكّل مفتاحاً استراتيجياً في شرق أفريقيا وعلى البحر الأحمر، ولذلك تحاول، منذ قرابة ثلاث سنوات، أن تُبقي الوضع على ما هو عليه: حالةُ "لا حَسْم"، لأن استمرار الفوضى يمنحها فرصةً أكبر للتدخّل والتحكّم في مسار الأحداث. في المقابل، يقف التيار المدني الذي يُمثّل النفوذ البريطاني مطالباً بالسلطة، وهو الامتداد الطبيعي للحقبة التي حكمت فيها بريطانيا السودان قديماً. فبريطانيا تسعى إلى استعادة دورها القديم عبر أدوات جديدة: نخبٍ سياسية، ومنظماتٍ مدنية، ودعمٍ إعلاميٍّ وسياسيٍّ واسع. إنه صراعُ الأوصياء على السودان: بين بريطانيا التي تحاول جعل التيار المدني امتداداً لنفوذها، وأمريكا التي تسعى إلى إضعاف هذا التيار وتأخير تسليم الحكم له، حتى لا تكون هناك شراكة مزدوجة في إدارة البلد، بل هيمنةٌ أمريكيةٌ مطلقة. أما الفاشر، المدينة الجريحة النازفة، فتقف في قلب هذا الصراع شاهداً على أبشع فصول المأساة؛ حيث تُرتكب جرائم إبادةٍ وتطهيرٍ عِرقيٍّ على يد مليشيات الدعم السريع التي تمارس القتل والنهب والحرق بلا رحمة، وكأن الفاشر تُمحى من الوجود وسط صمتٍ دوليٍّ مريب. ذلك الصمت لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الكبرى، إذ تغضّ الأطراف الدولية الطرف عمّا يجري ما دام استمرار الصراع يخدم موازين القوى التي تريدها أمريكا. إن السودان يُدار اليوم بمنطق "الفوضى المقصودة"؛ فكلما اقترب الحل ظهر من يعيده إلى نقطة الصفر، وكلما لاح أملٌ في تسويةٍ سياسيةٍ تدخلت القوى الكبرى لتعيد إشعال النار من جديد. إنّ ما يحدث في السودان ليس حرباً أهليةً فحسب، بل هو مشروع تفكيكٍ ممنهج لبلد إسلامي عريق. فالفاشر اليوم تنزف نيابةً عن بلد بأكمله. إن بريطانيا وأمريكا كلتاهما تتحدثان عن الديمقراطية، لكنهما تمارسان على أرض الواقع أبشع صور الاستغلال السياسي والإنساني. ليبقى الشعب السوداني هو الخاسر الوحيد، يعيش مأساةً تتأرجح بين القتل والتهجير... كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤنس حميد – ولاية العراق اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
الناقد الإعلامي 2 قام بنشر منذ 1 ساعه الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر منذ 1 ساعه بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ (مترجم) إنه لأمر محزن في زماننا أن كثيراً من حملة الدعوة ومع مرور العقود يتكاسلون، وفي كثير من الحالات يتوقفون تماماً بسبب الضغوط العائلية ومن أبنائهم. وعلى الرغم من بقائهم حاملين للدعوة ومتمسِّكين بمعتقداتهم، لكنهم في كثيرٍ، بل في كثيرٍ جداً من الحالات يواجهون معارضةً مستمرةً من عائلاتهم وأبنائهم. إن النساء والشباب والشابات يتعرَّضون لضغوط كبيرة من الأقران للانسياق مع أنماط المجتمع، بينما يتبنّى حملة الدعوة آراءً ومواقفَ تبدو للمجتمع غريبة. حيث يتعرّض الشباب لمنظومة تعليم علمانية، وجوٍّ ليبرالي داخل المدارس والكليات والجامعات. فلا مفر إذاً من مثل هذه المعارضة الداخلية، إذ إنها تأتي من الأسرة ذاتها التي نلتمس منها الراحة والطمأنينة والدعم. تُنهِك معارضة الأسرة حاملَ الدعوة على مدار سنوات وعقود، فكثيراً ما يجد نفسه في تناقض بين الدعوة التي يحملها ومطالب أبنائه بأن يندمجوا مع المجتمع. وتمتد هذه المسألة إلى ما يتعلق بالصلاة والخمار والجلباب وأخذ قروض الطلاب الربوية واختلاط الجنسين، وهذا التناقض يصعب تحمّله على قلبٍ صافٍ، وقد يصبح طاغياً ومؤلماً. ومن ناحية أخرى، فإن الأسر المباركة بكثرة الأولاد الذين يحملون الدعوة تشكل عوناً ودافعاً. يثبت حملة الدعوة في مثل هذه الأسر على وتيرةٍ ثابتةٍ حتى بعد الزواج والأبوة، وحتى بعد أن يصبحوا أجداداً. كما هو الحال دائماً، الخير في حياتنا يأتي من التمسك بالسنة، والبؤس ينتج عن تركها. فلننظر تحديداً: ما هو المنهج النبوي لأسرة المؤمن؟ إن نموذج الأسرة المسلمة هو أسرة النبي ﷺ المباركة، أهل البيت. لقد كانت أسرة مباركة بابنته فاطمة رضي الله عنها التي حملت الدعوة ووقفت مع أبيها في الشدائد. وكانت أسرة مباركة بابن عمه الشاب علي رضي الله عنه الذي ملأ شبابه طاعةً لله ﷻ ودعم رسوله ﷺ. وكانت أسرة مباركة بحفيديه الكريمين الحسن والحسين رضي الله عنهما اللذين كان لهما عبر حياتهما، وبمواقفهما الصلبة ضد الظالمين واستشهادهما، أثرٌ عميق في أمة الإسلام. بالفعل، أصبح كثير من شباب وبنات أهل البيت أسساً للأمة الإسلامية، وما زال المسلمون على مدى القرون يدرسون سيرتهم لينهلوا منها الإلهام والهداية. قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ وقد علق ابن كثير على هذه الآية بقوله: "ثم قال تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه، أن ينذر عشيرته الأقربين، أي الأدنين إليه، وأنه لا يخلص أحداً منهم إلا إيمانه بربه عز وجل، وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين". وذكر ابن كثير أيضاً عن قول الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما نزلت آية ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾، قام رسول الله ﷺ فقال: «يَا فَاطِمَةُ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ، يَا صَفِيَّةُ ابْنَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ» وقد أورده مسلم في حديثه. وذكر الإمام النووي في شرح مسلم، في باب "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، أن النبي ﷺ قال: «يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيئاً غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُولُّهَا بِبَلَالِهَا» أي: أنقذي نفسك من النار، فليس بيدي عند الله شيء، إلا أن لك رحماً أتوسل بها. وبخصوص قول النبي ﷺ لابنته «سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»، فسّر الإمام التوربشتي، أحد علماء الحنفية، بأنه رأى أن المراد ليس المال الحرفي المعروف، بل عبّر به عما يملك من الأمور التي يمكنه التصرف فيها وتنفيذها. فبهذا أكّد النبي ﷺ لابنته أنه لا يستطيع أن ينفعها عند الله إن لم تؤمن، لكنه يستطيع أن يعطيها من ماله ما يقع في طاقته التصرفيّة. وهكذا نرى أن رسول الله ﷺ علّم ابنته فاطمة رضي الله عنها بصدق وحنان. وكمعلّمٍ كان أبوياً في تعامله، وكانت من طلابه الأوائل الشباب داخل بيته. فقد قال ﷺ: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ» سنن أبي داود. فكان النبي ﷺ رقيقاً محترماً راعياً لابنته، حتى تشكّلت شخصيتها بآثار تربيته، فبدت أفعالها وأخلاقها على شاكلته ﷺ. تقول عائشة رضي الله عنها: «مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ كَانَ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ ﷺ كَلَاماً وَلَا حَدِيثاً وَلَا جِلْسَةً مِنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا رَآهَا قَدْ أَقْبَلَتْ رَحَّبَ بِهَا ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَا حَتَّى يُجْلِسَهَا فِي مَكَانِهِ. وَكَانَتْ إِذَا أَتَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَّبَتْ بِهِ ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ». الأدب المفرد. بإيمانٍ خالصٍ واتباعٍ كاملٍ للإسلام، تعلّمت فاطمة رضي الله عنها الدين وثبتت على الحق، فساندت أباها في محن الدعوة. وعندما ألقى عُقبة بن أبي مُعيط أذىً عليه أثناء سجوده ﷺ، كانت فاطمة هي التي جاءت فغسلت عنه ذلك. وبعد دعوةٍ طويلةٍ مليئةٍ بالكفاح والتضحية، أيقن النبي ﷺ قرب رجوعه إلى الله. وقد أُخبرت فاطمة بمقامها في الجنة مع أبيها ﷺ. روت عائشة قالت: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «مَرْحَباً بِابْنَتِي»، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثاً فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحاً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقاً بِي فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟» فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. يا لها من خاتمة مباركة لوالد وابنته! أيها الإخوة والأخوات! أيها الأعمام والعمات والآباء والأمهات والأجداد: انظروا كيف ربّى النبي ﷺ أربع بناتٍ مباركاتٍ قد كنّ قدوةً حسنة للأمة الإسلامية عبر العصور! انظروا كيف ربّى ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عمه. انظروا كيف ربّى ﷺ الحسن والحسين رضي الله عنهما، حفيديه الكريمين. قدِّروا فاطمة وعلي والحسن والحسين! إنّ في كل أسرة كنزاً من الشباب؛ هم الشباب بين بناتنا وأبنائنا وبنات وأبناء أخوالنا وأبناء عمومتنا وأحفادنا. فلنَهتم بكل واحدٍ منهم ونقدّرهم، دون أن نغفل عن محاسبة طواغيت العصر. نحن السائرين على نهج النبي ﷺ للتغيير لا نقول إن لدينا وقتاً لشيءٍ ونترك شيئاً آخر! كلا، فلا تهملوا أحدهما. فلتنتبهوا للشباب والشابات كي يساندونا ونساندهم؛ ولنهتم بهم لننال جميعاً حياةً خالدةً في نعيم الجنة. اللهم اجعل ذلك حقاً، آمين. كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مصعب عمير – ولاية باكستان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.